أحداث قرية العديسيات الدموية

يا كمـــــــــــــال ياكمال من أجل المسيح دمـــك سال

يا جرجس يا جرجس من أجل المسيح رحت له بالإيمان

 

الأقباط يطالبون بحقوق متساوية فى المواطنة وبناء الكنائس على أرض وطنهم  مثل حقوق المسلمين

سقوط 14 ما بين قتيل وجريح فى هجوم جديد للعصابات الإسلامية بقرية العديسات بمحافظة الأقصر السياحية

عصابات الإخوان المسلمين الإسلامية تحرك أعضائها ضد أقباط مصر

 

فى يوم الأربعاء 18 /1/2006 م تسببت أعمال تعصب دينى بهجوم العصابات الإسلامية ومحاصرة كنيسة قبطية  إلى سقوط 14 من الأقباط المسيحيين ما بين قتيل وجريح ومسيحيين فى قرية العديسيات بمحافظة الأقصر السياحية ولما خاف المسيحيين من الخروج أشعلوا النار فى المبنى حتى يموت المسيحيين بداخلها خنقاً بالنيران وإضطر المسيحيين للخروج فهاجموهم بالعصى والجنازير مما أدى , إذا كان المسلمين فى مصر هم الذين ينفذون القانون فما الداعى لوجود أمن الدولة وبوليس دولة وهيبة الدولة إن التجمهر بدون تصريح أمر لا يوافق عليه القانون المصرى وإحراق ممتلكات أشخاص عمل إجرامى لا يوافق عليه أى قانون لأى دولة على ظهر الأرض , إن وجود ملايين الجوامع والمساجد والزوايا وغيرها من أماكن العبادة الإسلامية التى يستطيع أى عاطل فى مصر أن ينشئ واحده منها بدون الرجوع إلى السيد رئيس الجمهورية  إذاً فمن حق القبطى أن ينشئ مكاناً لعبادته ونحن نطالب بحقوق مواطنة متساوية فى بناء الكنائس مثل بناء الجوامع فى أى مكان وبدون شروط مثل جميع المساجد والزوايا التى تنشأ يومياً بدون تصاريح .

وقد أفاد مراسل الجزيرة بتاريخ 19/1/2006 م في القاهرة بأن 14 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح خلال صدامات طائفية في قرية العديسات جنوب مدينة الأقصر بجنوب مصر.
وقال المراسل إن أعمال العنف اندلعت على خلفية تحويل أحد منازل القرية إلى كنيسة دون الحصول على ترخيص وقد جهز المنزل لعمل قداس عيد الغطاس .
وأضاف أن هذا الإجراء استفز عددا من الشبان المسلمين بالقرية فأشعلوا النار في كميات من الأخشاب حول المنزل. وتدخلت قوات الأمن المصرية لفض الاشتباكات مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
وقد قالت قناة الجزيرة التى نشرت الخبر أنه ليس لقرية العديسات سجل في المواجهات الطائفية ويبدو أن الحادث مرتبط بالتوتر الطائفي الذي تثيره مسألة بناء كنائس جديدة في مصر , ولكن أكد كاهن الكنيسة القس صرابامون الشايب (الصورة الجانبية) أن المسلمين هدموا الكنيسة التى كانت قائمة فى هذا المكان فى سنة 1968 م ولكنهم أقاموها مرة ثانية سنة 1970 م وظلوا يصلون فى هذا المكان منذ ذلك الوقت , ويقول أيضاً أنهم كانوا يصلون القداسات فى الساعة الرابعة فجراً خوفاً من البطش الإسلامى .
وكان الرئيس المصري حسني مبارك فوض مؤخرا المحافظين إصدار تراخيص بناء الكنائس ومن حق هذا المكان أن تقام فيه كنيسة .
يشار إلى أن مؤسسات قبطية عقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مؤتمرا في واشنطن وجه المشاركون فيه انتقادات شديدة اللهجة لتعامل الحكومة المصرية مع المسيحيين في مصر.
واتهم عدد من المشاركين الحكومة بفرض قيود على بناء كنائس جديدة وهدم بعضها وحرمان الأقباط من تقلد المناصب الحساسة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/DBF34833-79EA-4AAE-92DB-A117D3A56F33.htm راجع الخبر فى وكالة أنباء الجزيرة

تصريحــــــــــات خطيرة لكاهن كنيسة العديسات

 

كنيسة العديســـــــــــــات أزالها المسلمين سنة 1968

 

 

على العديسى عضو مجلس الشورى هو المسؤول عن هذه الأحداث الدامية لأن أبوه هو الذى أزال الكنيسة السابقة عام 1968م

  مدير الأمن محمد نور يقول : " أن حشود الأمن ليست لحماية الكنيسة أو الأقباط ولكن لمنع الأقباط من الصلاة  "

 

 

 

ما شابه اباه فما ظلم اب يهدم الكنيسة القديمة والإبن يهدم الكنيسة التى بناها الأقباط بدلاً منها , هذه بلطجة لا تحدث فى أى دولة ذات ماضى حضارى عضو فى مجلس الشورة عن محافظة الأقصر يهيج عصابات الإخوان المسلمين فى بلدة العديسيات لحرق بيت يمتلكة مواطن مسيحى بدعوى أنه حولها إلى كنيسة فى الوقت الذى يوجد فى هذه البلدة عشرات من الجوامع والمساجد والزوايا التى يصلى فيها المسلمين بحرية , ولهذا يطالب الأقباط بحقوق مواطنة متساوية مثل المسلمين على تراب وطنهم فى حرية بناء الكنائس بدون معوقات وفى جميع الحقوق المهدرة الأخرى .
وفى تصريح للقمص صرابامون الشايب أمين دير القديسين وهو يبلغ من العمر 58 سنة وترهبن منذ 35 سنة : " الكنيسة تخدم عدد المسيحيين حوالى 250 أسرة فى بلدة العديسيات وأقرب كنيسة على بعد 8 كيلوميتر فنحن نصلى فى كنيسة صغيرة وهذه الكنيسة فى حى مسيحى بالقري
ة ومن أمس نعيش فى رعب شديد " وقال أيضاً : أن الأمن متقاعس وأن الأمن كان يتفرج على المسلمين وهم يلقون كور من القماش المبللة بالكيروسين لحرق البيوت "
وبالنسبة للمصابين قال : " المصابيين ظلوا إلى الساعة الثالثة صباحا مهملين ولم يسأل عنهم أحد ,ان أحدهم حالته خطيرة "
وقد تعرضنا لإضطهاد شديد حينما قام المسلمين فى سنة 1968 م بهدم نفس الكنيسة ثم أعدنا بنائها سنة 1970 م ومنذ يومين حدث تجمع مفاجئ من أهالى البلدة والمسؤولين عن هذا التجمع هما عضو مجلس الشورة على العديسى ومدير الأمن الذى لم يفعل شيئاً "
أما بخصوص الأمن قال لى وما زال الكاهن يتكلم : " لما اتى السيد مدير الأمن أننا أحضرنا هذه القوات ليس لمنع الشغب أو حماية الأقباط ولكن لمنع الأقباط من الصلاة , ومدير الأمن لفق تهمة لى بأنى شتمته ولهذا لم يأخذ أحد بأقوالى عند تحرير محضر بالواقعة "
ملاحظة من
موقع اقباط مصر : لم يحدث خلال التاريخ أن كاهن شتم أحداً
وإسنطرد الكاهن قائلاً : " جميع المسئولين فى المحافظة لا يريدون بناء فى هذه المنطقة ويعتبرونها أفغانستان أو غيرها

وقال القس : " أننى أتعرض لمضايقات وضغوط من الحكومة والكنيسة ألا أقول شيئاً وأننى اقول هذا الكلام لأننى ارى ما يحدث لأولادى من إضطهاد ورعب من الإرهاب ويوجد 420 أسر فى مسافة 32 كم مربع وإجمالى عدد العائلان 1600 عائلة ولا أستطيع ابنى كنيسة واحدة " .
وهم يعتبرون بناء كنيسة فى القرية هى وصمة عار , وأن مجرد بناء كنيسة فى منطقة سوف يتلوها بناء كنائس أخرى
وقد سرق المسلمين ألأغنام المملوكة للأقباط أتسرقت كما قاموا بتكسير أرجل البقر والجاموس المملوكة للأقباط وحرقوا حقول القصب المملوكة للأقباط وقطعت الحكومة الكهرباء عن القرية وعملوا دائرة من النار حول القرية لإرهاب المسيحيين وإجبارهم على التخلى عن الصلاة " إنتهى كلام القس بتصرف .

وقد وصف ماجد عطية الحادث "تجمع الامن بظباطه وجنوده مع عضو مجلس الشورى الحالى وعضو مجلس الشعب السابق وخلفهم جمع من أهل القرية تم شحنه بالفتنة... فذهبوا يحرقون ويدمرون ويقتلون ... فما منعتهم صرخة طفل ولا استغاثة فتاة" ( جريدة الأهالى 25 يناير2006).
فى التقرير المفصل التى كتبته صحيفة الاهالى تحت عنوان " فضيحة فى اللأقصر" تقرأ العجب " عضو مجلس الشعب السابق وفقا لشهادة شاهد عيان كان يشعل النيران بنفسه فى منازل المسيحيين. هذا الشخص نفسه كان يعقد أجتماعات يومية مع الشباب ويحثهم على منع أقامة الكنيسة.الأقباط طلبوا من الأمن تامين وحماية الكنيسة خلال صلوات عيد الغطاس ، وبدلا من ذلك توجه وفد من مديرية الأمن وطلب إزالة الصليب ومنع إقامة شعائر الصلاة بدعوى أنه لا توجد قوة كافية لحفظ الامن. سيارات الأطفاء قامت بدور المتفرج بعد قطع المياه والكهرباء عمدا"،( جريدة الاهالى 25 يناير 2006).
وفى يوم 20/ 1/2006 م وصلنا خبر وفاة احد المصابين في حادث قرية العديسات صباح اليوم بمستشفي الاقصر الدولي وهو الشهيد / كمال شاكر والذي اصيب في رأسه أثناء عمليات الاشتباكات والهجوم . وسوف تقام صلاة الجناز علي روحه الطاهر اليوم . 

وأسقفية الأقصر تناشد الشعب القبطى بالتواجد فى يوم السبت 21/1/2006الساعه 6 صباحا بتوقيت القاهـرة بقرية العديسات وأهالي البلد والآباء الكهنة يناشدون الشعب القبطي والمسيحي التواجد بالكنيسه الساعه الخامسة صباحاً لتشييع جنازة الشهيدين

 

 

http://www.meca-love4all.com/newsdetails.php?id=264 استمع لتسجيل الحديث مع قس قرية العديسيات

*****************************************************************************************

 

خمسة وثلاثون سنة والأقباط المسيحيين يصلون فى سرية تامة خوفاً من الإضطهاد الإسلامى

 

 

 

 

 

كنيسة العذراء القبطية فى العديسيات

الكنيسة القبطية السيدة العذراء فى قرية العديسات التابعة لإيبروشية الأقصر كنيسة فخمة لها ثلاث مذابح مبنية على قريطان من الأرض ويحيط بها خمس أقرطة وكل تلك المساحات ملك للبطريركية وليست تبرعا من احد .

وكنيسة العذراء بالعديسيات تتبعها مضيفة وتبعد عنها بعض الشئ إلا أن الاثنتان فى شارع واحد والكنيسة ذات مذابح وأواني هيكل ومنجليات وفخمة جدا والإرهاب الإسلامى كان حول مضيفة وليست الكنيسة فالكنيسة كانت لا تتم بها الصلوات دوريا إلا فى أيام الأعياد وبعض المواسم الأخرى وكانت تتم فى خلسة وغفلة تمـــــــــاما كما كان يحدث فى أيام الإحتلال الوثنى الرومانى , وعندما ثار المسلمون وهدموا الكنيسة السابقة فى سنة 1968 م وتم إعادة بناء الكنيسة الحالية فى سنة 1970 م أى أنها قائمة منذ أكثر من 35 سنة ويصلى فيها وقد كان من الصعب أخذ تصريح فى وسط هذا الإضطهاد والهلوسة الإسلامية  السائدة فى وسط وجود مكثف من عصابات الإسلام والحكم وشريعة الإسلام بالدستور المصرى فلم تأخذ تصريحا بالطبع .

وفى عيد الغطاس أى بعد القوانين الجديدة التى خول فيها السيد رئيس الجمهورية المحافظين ببناء الكنائس قام راعى دير القديسين بنقادة بعمل صلاة القداس يوم الثلاثاء ولأول مرة دون اختباء .

وحضر القداس حوالى خمسمائة مصلى وهاجت عصابات الإخوان المسلمين بالقرية وقامت الدنيا ولم تقعد واتى إليه السيد مدير امن الأقصر اللواء محمد نور الذي صاح به أمام جمع من الضباط والعساكر والخفراء أن : " قوة الحراسة التى تؤمن الكنيسة ليست لحراسته ولا لحراسة الكنيسة بل لمنعه من الصلاة وبالطبع انتم تعلمون إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فبالطبع سيكون شيمة الخفير أو العسكري الرقص على التعصب العنصرى بدئاً من كبار الرتب الى الصاعدين فى سلالم النجوم والنسور

وفى حوالى الساعة الثانية عشر ظهرا من ليلة الغطاس المجيد صرخ القس الراهب فى وجهه : "  أننى مصري وان الأقباط مصريين وان ما يرى هو كنيسة "

ومدير الأمن ليس على لسانه إلا كلمة واحدة : "  مضيفة .. مضيفة " .. وهنا  واضطر الكاهن أن يدخله الهيكل ويخرج له أوانى المذبح وأغلق عينية وهو يصرخ : " مضيفة .. مضيفة "  . ولما وجد القسيس انهم لا يصغون إليه  غادر البلدة إلى الدير على أمل أن يعود فى العشية لعمل قداس ليلة الغطاس .

وفى تلك الأثناء ظهر ضابط من قوات الدفاع المدنى يدعى النجار وكان يسأل سؤالا لم يفهمه الجميع وفهموه جيدا بعد الأحداث كان النجار باشا يسأل عن اقرب مصدر مياه لتوصيل خراطيم المطافى للكنيسة وبالفعل لم يجد هذا الرجل أن اقرب مكان هو الجامع أى أن هذا الضابط كان يعرف خطة حرق الكنيسة قبل الأحداث وحنما أشعل المسلمون الحرائق رفض شيخ الجامع أن يمد قوات الأطفاء بالمياه .

وقبل غزوة العديسات منذ الساعة السابعة والنصف مساء قطعت الكهرباء وأسلاك الاتصال والمياه عن شارع النصارى الطويل المتفرع

 

الله أكــبر نـــــداء الجهــــــــــــاد الإســــلامى من أربعة عشر نجعاً

ضد الأقباط لأنهم يريدون الصلاة فى الكنيسة

 

وعندما غادر القس المكان كان غاضبا وأعلن أنه سيدخل فى مرحلة اعتصام حتى يتسنى له الصلاة جهرا ودون تهديد وأزاء تلك الغيرة جاءته أنباء مفرحة أن كبارا أستجابوا ندائه وان البابا المعظم تلقى التهنئة من شخصية مهمة بأنه يستطيع أن يصلى بالكنيسة وان الترخيص بها قد تم كل هذا جاء شفاهة ومن خلال أحباء وقنوات ود واتصال وأحس القس بالبهجة واعلم أبناء القرية أنهم سيصلون ليلة العيد بالكنيسة ففرحو فرحا عظيما وصنعوا صليبا خشبيا رفعوه أعلى مبنى الكنيسة وبالطبع شاع الخبر لدى أسماع المسلمين الغير عقلاء فى البلدة فهاجوا وماجو وهجموا على أعلى الكنيسة منتزعين علامة العار من بلدتهم وكان ذلك في الثامنة إلا ربع مساء الأربعاء وفى دقائق امتلأت القرية بنداءات الجهاد والتكبير حتى أن مسلمين القرى المجاورة زحفوا من كل حدي وصوب ، أتوا تحديدا من أربع عشر نجعا بخلاف مسلمي القرية وقامت قوات الأمن بمنع الأقباط الذين يسكنون بعيد عن مكان وشارع تجمع النصارى من الدخول حتى يستطيعون إنقاذ أهاليهم وذويهم الموجودين فى الداخل  ولم يستطع أن ينتشل الاخ اخته وأولاده من ذلك الشارع وينقذهم ويفر بهم إلى مكان آخر ,

وقام المسلمون كعادتهم فى الغزوات الإسلامية بسرقة البقر والأغنام والحلى الذهبية واقتحام البيوت بل وخلع أجهزة تكييف وبوتجازات وتليفزيونات وكافة أنواع وأشكال النهب المنظم تحت سمع وبصر الأمن المتواطئ والذي لعب فيه الخفراء دورا رهيبا بدائياً بدوياً بربرياً

 أما العساكر والضباط فكانوا متفرجين واقتصرت مهمتهم على الفرجة إلى أن تخرج عصابـــــــات الإسلام والسوقة بحصيلة ضخمة من الذهب والممتلكات المسروقة

وبعد ساعات وساعات من إنتظار قوات المطافى التى جاءت خالية من المياه وأثار القائمين بها شجار مع الأقباط حينماا فتحوا خراطيم المياه المندفعة بقوة وسلطوها على جدران الكنيسة حتى تسقط فما كان من شباب الأقباط إلا أن أسقطوا خراطيم المياه من أيدى العابثين المشتركين فى مؤامرة مدير الأمن .
أما مستشفى الأقصر الدولى فقد أنكر أولا وجود أي حالة فى قسم الحوادث  قادمة من قرية العديسات ثم اقر الدكتور مدير المستشفى فيما بعد بوجود خمسة عشر حالة وضابط أصيب باختناق من النيران وجندى مطافى والمصابين من جراء الإعتداء الإسلامى هم :
1. الشهيد / كمال شاكر مجلع - شقت رأسه بفأس وتوفى بمستشفى الأقصر الدولى فيما بعد  .
2. صباح شحات جبرائيل
3. جرجس ويصا
4. وجية فوزى فرح
5. مريد زخارى غطاس
6. شنودة مريد زخارى
7. ناروز عبد الملاك
8. يعقوب عبد المسيح
9. ثابت مسعد ناروز
10. شبيب سيف ميخائيل
11. جرجس ابتناغو مجلع

12 -  الشهيد الطفل وحيد أمه ومات من الرعب جرجس أسعد شحاتة
وغيرهم آخرين لم أصل لأسماء الكل . أما عدد من يتلقوا العلاج بالمنزل فهم عدد لا يحصى ويمرون بحالة عصبية مفزعة خاصة السيدات والأمهات ومنهم أم تصدت لشومة من مسلم إرهابى خلف بابها دفاعا عن بناتها الأربعة ومحاولة أي مساس بهن .
أما الآن فأهالي القرية الأقباط محاصرين من قبل المسلمين وقوات الأمن فى ضيافة الأسر المسلمة التى قامت بالهجوم الإرهابى على الأقباط  وتقدم لهم الصوانى ويصرفون عليهم من حصيلة المسروقات من الأقباط 
.

وكان الأهالي المسلمين رواد مسجد نجع الفاوي الركوع السجد هم أنفسهم قد سكبوا البنزين على الذرة الغالية الثمن بالنسبة للمزارع البسيط والتى كانت فوق سطح بيته كما ساوا بيوت الأقباط  بالأرض ورشقوا بالحجارة نساء وأطفال بلا رحمة لا ذنب سوى أنهم مسيحيين .
أما عضو مجلس الشورى بالبلدة فقداستضاف ديوانه من قاموا بالشغب وبدء التجمهر من أمام بيته
توسل الأقباط للقيادات الأمنية أن يضربوا طلقات فى الهواء لا لشئ فقط إلا لكى يلتقطوا أنفاسهم ، فقد تعبوا من مواجهة التيارات الزاحفة عليهم ولم يستجيب لهم احد !

 

http://www.copts-united.com/gnews/gn.php?subaction=showfull&id=1137748159&archive=&start_from=&ucat=13& راجع المقالة التالية لمزيد من التفاصيل

قد قام بصلاة الجناز أربعة أساقفة منهم الأنبا هدرا والأنبا بولا  .. وحضر القداس حوالى خمسة ألاف من الأقباط المشيعين وتم دفن الشهيدين فى مقبرة القرين يعد صلاة القداس الإلهى ثم الجناز وقال الأب الكاهن ما فيش عزا كل واحد يروح على بيته .

 

*****************************

http://www.meca-love4all.com/newsdetails.php?id=269

========================================================================

أخيراً جريـــدة الأخبار القاهرية تذكر خبر إرهاب العصابات الإسلامية

مهـــــــــــزلة الإعلام فى مصر

 

وفى يوم الجمعة 20/1/2006 م   السنة 54 العدد  16770 أى بعد أن نشرت الخبر وكالات أنباء عالمية تبعد عن مصر مئات الألاف من الأميال مثل وكالة الجزيرة والــ سى إن إن ووكالة الـ بى بى سى وجريدة إيلاف الإلكترونية وقناة التلفزيون السريانية وغيرها نشرت جريدة الأخبار فى مصر الخبر فى فبركة واضحة فلم تذكر أن المسيحيين يصلون فى هذه الكنيسة منذ سنة 1970 م ونشرت الخبر فى صفحة الحوادث بدون ذكر أن هناك قتيلاً ولم تذكر أيضاً أنه سيتم الصلاة على جثمانه فى كنيسة العذراء فى قرية العديسيات فى اليوم التالى لنشر الجريدة الخبر ثم ذكرت أن المسلمين حملوا مشاعل أى مشاعل يحملها المسلمين فى أعداد تقدر بالألاف من الشباب كما أنها لم تذكر أن والد على العديسى عضو مجلس الشورة الخالى قد هدم الكنيسة السابقة وأنه قد ساعد فى حرق الكنيسة الحالية ولم تذكر أن هناك العشرات من المساجد والزوايا فى البلدة وأن المسلمين يقومون بمراسيم العبادة فى حرية تامة ,  وكانت كور القماش المشتعلة بالنيران تلقى على مساكن الأقباط أمام الشرطة وأمن الدولة فأى مشاعل يابتوع القرون الوسطى أرحموا عقولنا يا صحافة من هذه التفاهة الصحفية إن العالم يعرف اليوم أساليب الإعلام البدائية التى إستعملها النازى منذ أكثر من نصف قرن وتستعملها حتى الآن وسائل الأعلام فى مصر المصابة بالهلوسة الدينية االإسلامية  .

وقالت الأخبار عن البيت: " الذي حاول اقباط قرية العيدسات تحويله الي كنيسة قبل السير في الاجراءات القانونية.
ان المنطقة التي وقع فيها الحادث عبارة عن شوارع وأزقة ضيقة يتجمع فيها اقباط العديسات .. وان مكان الحريق عبارة عن حوش ملحق بمنزل وبدأت مناوشات منذ عام 1971 عندما شرع الاقباط في البناء داخل الحوش وتدخلت الجماعة الامنية وقتها. "
ويوم الثلاثاء الماضي اقام الأقباط الصلاة في الرابعة فجرا فحمل بعض المسلمين المشاعل وخرجوا لاستبيان الامر واحرق البعض النار في شجرة بجوار الحوش وسعادت سرعة الريح وانتشار الهيش والقش في اشتعال النيران فيها.
وقال شهود عيان ان التواجد المكثف لرجال الامن ساعد علي السيطرة علي الموقف.
وقد عاد الهدوء الي المنطقة حيث تم تعزيز التواجد الامني فيها بتعليمات من اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية لامن الاقصر وقد خرج الرائد احمد حسني رئيس مباحث مركز الاقصر من غرفة العناية المركزة لاصابته باختناق وكذلك المجند ياسر محمود.
وعلمت الاخبار ان جميع المصابين خرجوا من مستشفي الاقصر الدولي بعد تماثلهم للعلاج ثلاثة منهم لايزالون بالمستشفي احدهم حالته خطيرة واجري له الدكتور علي المغازي استشاري جراحة المخ والاعصاب عملية جراحية ويرقد حاليا في غرفة العناية المركزةبينما الاصابتان الاخريان احداهما جرح بفروة الرأس مع اشتباه كسر في عظمه الساعد والثاني اشتباه كسر في الضلع وجرح بمفصل الكوع

******************************************************************************

جريدة وطنى تنشر خبر محاولة حرق كنيسة العذراء بالعديسيات

 

نشرت الخبر جريدة وطنى الأسبوعية فى يوم  بتاريخ  22/1/2006م السنة 48 العدد  2300 فى مقالة بعنوان ‏فقيد‏ ‏الأحداث‏ ‏المؤسفة كتبها ‏فيكتور‏ ‏سلامة‏ شهدت‏ ‏فقال : قرية‏ ‏العديسات‏ ‏التابعة‏ ‏لمدينة‏ ‏الأقصر‏ ‏أحداثا‏ ‏مؤسفة‏ ‏يوم‏ ‏الأربعاء‏ 18 ‏يناير‏ ‏الماضي‏-‏عشية‏ ‏الاحتفال‏ ‏بعيد‏ ‏الغطاس‏ ‏المجيد‏- ‏تمثلت‏ ‏في‏ ‏محاولة‏ ‏حرق‏ ‏كنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏والاعتداء‏ ‏علي‏ ‏الأهالي‏ ‏المحتمين‏ ‏بها‏,‏مما‏ ‏أسفر‏ ‏عن‏ ‏مقتل‏ ‏المواطن‏ ‏كمال‏ ‏شاكر‏ ‏مجلع‏,‏وتشهد‏ ‏القرية‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الحالي‏ ‏تواجدا‏ ‏أمنيا‏ ‏كثيفا‏.‏
وصرح‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏يوأنس‏-‏سكرتير‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏- ‏والجريدة‏ ‏ماثلة‏ ‏للطبع‏-‏أن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏يتابع‏ ‏بكل‏ ‏ألم‏ ‏تطورات‏ ‏الموقف‏ ‏ومجريات‏ ‏الأحداث‏ ‏التي‏ ‏نقلها‏ ‏للمسئولين‏.‏وأضاف‏ ‏نيافته‏: ‏أن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏انتدب‏ ‏سبعة‏ ‏من‏ ‏المطارنة‏ ‏والأساقفة‏ ‏للصلاة‏ ‏علي‏ ‏جثمان‏ ‏المواطن‏ ‏الذي‏ ‏راح‏ ‏ضحية‏ ‏الأحداث‏ ‏المؤسفة‏.‏
وصرح‏ ‏الراهب‏ ‏القمص‏ ‏صرابامون‏ ‏الشايب‏-‏أمين‏ ‏دير‏ ‏القديسين‏ ‏بالطود‏ ‏والمسئول‏ ‏عن‏ ‏المنطقة‏- ‏أنه‏ ‏في‏ ‏تمام‏ ‏الساعة‏ ‏السابعة‏ ‏مساء‏ ‏الأربعاء‏ ‏قام‏ ‏عدد‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏المسلمين‏ ‏يحركهم‏ ‏بعض‏ ‏الغوغاء‏ ‏بفصل‏ ‏التيار‏ ‏الكهربائي‏ ‏عن‏ ‏المنطقة‏ ‏ومحاصرة‏ ‏الكنيسة‏ ‏مرددين‏ ‏شعارات‏ ‏الجهاد‏,‏وبدأوا‏ ‏في‏ ‏الاعتداء‏ ‏علي‏ ‏المواطنين‏ ‏الأقباط‏ ‏علي‏ ‏نحو‏ ‏عشوائي‏,‏مما‏ ‏أودي‏ ‏بحياة‏ ‏المواطن‏ ‏كمال‏ ‏شاكر‏ ‏مجلع‏ ‏الذي‏ ‏اعتدوا‏ ‏عليه‏ ‏بفأس‏ ‏حديد‏ ‏إبان‏ ‏عودته‏ ‏من‏ ‏الحقل‏,‏وداسوه‏ ‏بالأقدام‏ ‏مما‏ ‏أفقده‏ ‏الوعي‏,‏وتوفي‏ ‏فجر‏ ‏الجمعة‏ 20 ‏يناير‏ ‏متأثرا‏ ‏بجراحه‏,‏وحاولت‏ ‏أعداد‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏المتجمهرين‏ ‏حرق‏ ‏الكنيسة‏ ‏بإلقاء‏ ‏العبوات‏ ‏النارية‏ ‏من‏ ‏القناديل‏ ‏والمشاعل‏ ‏وزجاجات‏ ‏البنزين‏ ‏والكيروسين‏ ‏عليها‏,‏والتقدم‏ ‏نحوها‏ ‏لهدمها‏,‏واستطاع‏ ‏بعضهم‏ ‏التسلل‏ ‏إلي‏ ‏سطح‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏محاولة‏ ‏لنزع‏ ‏الصليب‏ ‏عنها‏ ‏وذكر‏ ‏شهود‏ ‏العيان‏ ‏أن‏ ‏بعضا‏ ‏من‏ ‏القيادات‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏ ‏تواجدوا‏ ‏وسط‏ ‏المتظاهرين‏ ‏الذين‏ ‏أطلق‏ ‏بعضهم‏ ‏أعيرة‏ ‏نارية‏ ‏في‏ ‏الهواء‏ ‏لبث‏ ‏الرعب‏ ‏في‏ ‏نفوس‏ ‏الأقباط‏,‏وابعادهم‏ ‏عن‏ ‏الكنيسة‏.‏
وتدخلت‏ ‏قوات‏ ‏الأمن‏ ‏أخيرا‏-‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الليل‏- ‏ولم‏ ‏تأت‏ ‏عربات‏ ‏الإطفاء‏ ‏وسيارات‏ ‏الإسعاف‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏مرور‏ ‏ساعات‏ ‏من‏ ‏اندلاع‏ ‏الأحداث‏ ‏برغم‏ ‏كثرة‏ ‏الاتصالات‏ ‏والمساعي‏ ‏المكثفة‏ ‏لطلب‏ ‏النجدة‏.‏
ومن‏ ‏المعروف‏ ‏أن‏ ‏كنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏بقرية‏ ‏العديسات‏ ‏يرجع‏ ‏بناؤها‏ ‏إلي‏ ‏عام‏ 1970 ‏علي‏ ‏مساحة‏ 400 ‏متر‏,‏ويسكن‏ ‏القرية‏ ‏نحو‏ ‏ثمانية‏ ‏ألاف‏ ‏قبطي‏,‏ولاتوجد‏ ‏كنيسة‏ ‏بالقرية‏ ‏يؤدون‏ ‏فيها‏ ‏الصلاة‏,‏وأقرب‏ ‏كنيسة‏ ‏بالنسبة‏ ‏لهم‏ ‏هي‏ ‏كنيسة‏ ‏دير‏ ‏القديسين‏ ‏بالطود‏,‏وتقع‏ ‏علي‏ ‏مسافة‏ ‏نحو‏ ‏عشرين‏ ‏كيلو‏ ‏مترا‏ ‏من‏ ‏العديسات‏.‏ورغم‏ ‏احتياج‏ ‏الأقباط‏ ‏الملح‏ ‏للصلاة‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏,‏واعتيادهم‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏لأكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏عقود‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الكنيسة‏ ‏لم‏ ‏تحصل‏ ‏علي‏ ‏ترخيص‏."

****************************************************************************************

نشرت مجلة الكرازة الصادرة بلسان حال الكنيسة القبطية فى مصر فى عددها الصادر الجمعة 10 فبراير 2006  2 أمشير 1722ش  السنة الرابعة والثلاثون العددان5-6  خبراً بجانبة الصورة الجانبية عن كنيسة العديسات قالت فيه : كنيسة  العذراء بالعديسات : صورة للكنيسة بهيكلها , وأيقونتها , وأعمدتها , وقد تأسست سنة 1968 م , وقابلها ضيقات كثيرة , وتم ترميمها أكثي من مرة , ولها شعبها الخاص , كما أنها فى مركز يخدم القرى المحيطة بها , فليبارك الرب شعبها وليحفظة من كل سوء بشفاعة العذراء مريم والقديسين آمين .

*****************************************************************************************

في قرية العديسات: أمن الدولة ينظم للأقباط ممارسة دينهم
تقرير بعثة الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب لتقصي حقائق ما جرى في قرية العديسات
5/2/
2006 م

 

 

حين قررنا التوجه إلى قرية العديسات بحثا عن حقيقة ما حدث، كان ذلك في يوم الأحد 29/1/2006. لم نكن نملك الكثير من المعلومات عما حدث..وكيف حدث؟..ولماذا حدث؟ فالتغطية الإعلامية كانت محدودة إلي درجة توحي بأن الأحداث لا ترقي لمستوى الاهتمام والهم الوطني.. سافرنا نبحث عن تفاصيل الأحداث وعن الأيدي المنفذة لها وفي ذاكرتنا أحداث قرية الكشح التي تمت علي مرحلتين وكانت أصابع الاتهام تشير إلي تواطؤ أجهزة الأمن بمستوى غير مسبوق أضيف له فيما بعد تواطؤ النيابة وشل يد العدالة.
ذهبنا إذن وفي ذهننا عشرات من علامات الاستفهام حول أحداث كنيسة العذراء بقرية العديسات- الأقصر- ومخاوف من تكرار خبرة الكشح، لكننا فوجئنا بأن الأمر تجاوز الكنيسة لعقاب جماعي للمسيحيين شمل غلتهم ومزروعاتهم وبهائمهم ووصل لبيوتهم وتهديد بناتهم ونسائهم.. مع مؤشرات قوية تدل على أن دور الأمن كان أكبر من التواطؤ بكثير إلي حد وجود شبهات قوية حول كونهم طرف مباشر في الأحداث، سواء من حيث المساهمة في ترويع أقباط القرية، أو من حيث إعطاء الضوء الأخضر للعديسي لجمع وأعوانه من القرية والقرى المجاورة لشن الهجوم، وأخيرا التقاعس في تفريق المهاجمين وإطفاء الحرائق لأربع ساعات متصلة!!
واليكم تفاصيل رحلتنا خطوة بخطوة..
في كنيسة العذراء بالعديسات
علي مدخل القرية وعلي يسار الطريق تصطف ست عربات من عربات الأمن المركزى..تجاهلناها وتوجهنا إلي الكنيسة مباشرة متجاهلين أيضا جنود الشرطة الجالسين ثنائيات علي كل طرف من أطراف الكنيسة..
الكنيسة من الخارج عبارة عن سور طيني عليه لافتة خشبية مثبتة يعلوها صليب مرسوم عليه صورة المسيح عليه السلام وهو يصلب، ومكتوب على اللافتة أن الكنيسة تأسست عام 1971، 1687 ش (تقويم الشهداء). كان قد سبق هدم الكنيسة في عام 1986 ومتهم في ذلك علي العديسي عضو مجلس الشورى السابق. ثم أعيد بناءها في عام 1971.
لون الجدار الجانبي للكنيسة تحول في معظمه إلى اللون الأسود.. المنطقة المجاورة خارج السور بها عشرات من أشجار النخيل تحولت جذوعها إلي الأسود هي الأخرى وبعضها تفحم لدرجة تآكل أجزاء كبيرة من الجذوع.. بعض المرافقين يرددون: أرأيتم كيف التصقت النار بالجدار والنخيل ولم تصل لداخل الكنيسة. هذه حماية الله لقد حمى الله الكنيسة..لم تكن هناك أدوات مقاومة لا للبشر ولا للنيران ولكن الله هو الحامي..
دخلنا الكنيسة التي شهدت الأحداث الدامية.. يوجد فناء صغير محاط بسور من الطين اللبن تهدمت أجزاء منه من الجهة الخلفية وعلي يمين المدخل حجرة بباب خشبي تؤدي لحجرة الصلاة بها صفوف من الدكك الكنسية التقليدية وفي المواجهة مكان المذبح.. علي الحوائط عدد من الصور القبطية.. لم تكن القاعة خاوية رغم تلك المأساة حيث وجدنا بها بضع عشرات من الرجال من مختلف الأعمار إضافة لاثنين من القساوسة..

جلسنا نستمع إلي شهود الواقعة ونسجل أقوالهم.. إلي أن طلب منهم مغادرة الكنيسة خوفا عليهم من الأمن حيث وصل عدد من الضباط الي الكنيسة..

الأمن كان جاي يمنع الصلاة
يقول رئيس دير القديسين الأب صرابامون الشايب:

كل يوم بالليل كنا ندخل الكنيسة نصلي زي الحرامية وفي اليوم ده كان فيه شرطة في البلد (الأربعاء) وبعد ساعة جه العقيد قاسم حسين وقال خلاص انتو هتصلوا أول قداس. هتصلوه يوم السبت، يعني أول قداس علني. كان لازم الكنيسة تتهدد في اليوم ده (الخميس) قبل ما ييجي القرار الجمهوري. بتوع أمن الدولة قالوا نقدر نحميها لو فيه قرار جمهوري. الزحف على القرية كان من برة. المشكلة مع عضو مجلس الشورى على العديسي وعضو مجلس الشعب السابق ممدوح.
الأمن لا يريد أن يغير السيناريو. هي دي نهاية كل حادثة. يجيب شويه من هنا وشويه من هنا. خلاص اصطلحنا. ديكور إعلامي يعني. إحنا المسيحيين ليس لنا مشكلة مع المسلمين. فيه مسلمين أخطرونا ان بعد صلاة الجمعه هتبقى فيه مذبحة تانية. القرية لها مدخل رئيسي واحد وكان يمكن مراقبتها. لكن البوليس قصر في دوره. لما جه مدير الأمن كلمته بكل أدب. هو سقط في المحظور. قال: احنا مش مسئولين عن حمايتك أو حماية الكنيسة.
احنا مسئولين نمنع الصلاة. قلت له يا معالي الباشا: الفتنة قد حدثت، وأنت أعطيت الإشارة. أمن الدولة اختارت لستة بعناية من الشخصيات القبطية، اتنين منهم درجة أولى وواحد راجل أعمال وواحد موظف وواحد مريض بالسرطان والنيابة أصدرت فعلا أمر بالقبض عليهم ولكن بعد سبع أيام. كانت فين النيابة قبل كده؟ يعني عشان تبان المشكلة فيها توازن بين المسلمين والمسيحيين، لكن المشكلة في الحقيقة اسمها البلطجية والأمن من ناحية والأقباط من ناحية أخرى في سياسة التوازنات المعتادة.
دي مش مشكلة دينية، دي مشكلة ثقافية، المدرسة الحقيقية للإرهاب هي أمن الدولة، المشكلة الحقيقية هي عدم قبول الآخر.. ملفات الكنائس والعبادة والمثقفين والمفكرين.. لابد أن تسحب من أمن الدولة..
بلاش الحد أو الجمعه.. صلوا في وسط الأسبوع!!!!
أحد القساوسة يقول:
العديسات فيها حوالي 250 أسرة مسيحية أرثوذكس.. من شرق النيل من الأقصر الى اسنا حوالي 60 كم فيهم 175 قرية وحوالي 2000 أسرة مسيحية، يعني ييجي عشر آلاف نفر لا يوجد أي مكان يصلوا فيه غير دير القديسين وهذه الكنيسة.
اللي أعرفه ان فيه اتنين استشهدوا، واحد كبير في العمر عنده 45 سنة، انفتحت راسه وطفل عشر سنوات مات بصدمة عصبية.. الطب الشرعي بيقول ان حصل اصطدام بجسم راض صلب وطبعا الجرح في منتصف الرأس لا يمكن أن يحدث غير من آلة قاطعة، زي فاس مثلا.. الهجوم كان جاي من ناحية القصب والمزروعات.. اللي شافوا الحادثة بيقولوا الجمهرة كانت من 700 إلي 1000 شخص، وكانوا ماسكين مشاعل وبتاع المطافي كان بيرش الميه على الكنيسة وهي ما عليهاش نار، وسايب البيوت تتحرق.. الكنيسة اتحمت لأن الهوا كان معاكس والنار كانت في النخل.
الكنيسة دي احنا بنصلي فيها من بدري. جميع البيوت اللي حوالين الكنيسة كلهم أقباط. كأننا في بلدين منفصلين تماما. الأرثوذكس هنا والمناطق المجاورة دول حوالي 8 آلاف، كلهم بيصلوا هنا.. الكنيسة الإنجيلية اللي هنا ما بتتفتحش أصلا، ونادرا ما يحدث فيها صلاة.
الكنيسة اتهدت سنة 1970. برضه طلع الناس بعد صلاة الجمعة هددوها، وقالوا أبو العديسي هو اللي هدها. بعدها اتبنى المكان تاني، كان دايما فيها صلاة، أحيانا كان بيبقى الصبح بدري. يوم الثلاثاء قبل الحادثة كان فيها صلاة، وكنا مبلغين أمن الدولة. مدير الأمن، اسمه محمد نور، حب يشوف الكنيسة. جه يوم الأربع صباحا وكان موجود رئيس دير القديسين. مدير الأمن سأل عن مكان المدبح.. المدبح ده مكان ما بيدخلوش غير الكاهن أو الشماس. ومع ذلك دخلناه.
مدير الأمن بعد ما شاف المدبح قال: لأ، دي مضيفة، مش كنيسة. وقال لأبونا: ما تصلوش فيه. انتم هتعملوا فتنة في البلد. الكلام راح وجه. قال انا مش جاي أحرسكم ولا أحرس الكنيسة. أنا جاي أمنع الصلاة. ابونا قال له: لما انت تقول كده، الناس الموجودة هنا دي هيعملوا فينا ايه؟
حصلت اتصالات مع قداسة الباب ورئاسة الجمهورية واتصلوا بينا بيتوع أمن الدولة، الأستاذ قاسم بيه، وقال مبروك. خلاص. ما تصلوش في السر. صلوا في الكنيسة، وبلاش الجمعه والأحد. خلوا الصلاة في وسط الأسبوع.
يوم الأربع الصبح مشي الأمن وفضل عدد بسيط منهم. ما صليناش يوم الأربع في الكنيسة وصلينا في الدير. يوم الخميس بالليل حوالي الساعة 7 أو 8، فجأة النور انطفا وجه مئات الأشخاص.. كان فيه هتافات ورموا حاجات وولعوا النار حوالين الكنيسة وفي البيوت. كل الشهود قالوا كان فيه بنزين أو جاز.
الأمن للأسف كان بيمنع الناس يطفوا النار. فين لغاية الساعة 12 بالليل على ما جت عربيات الأمن المركزي، وكان فيه ناس اتعورت.
يوم الجمعة الفجر، اتوفى الأخ كمال شاكر وفي المساء اتوفى الطفل جرجس والجنازة طلعت السبت الصبح.
الجنازة حضرها الأنبا هيدرا وكان فيه حوالي 45 كاهن والعدد كان حوالي خمسة آلاف وكان فيه قوات أمن كثيفة جدا. البلد كان فيها ذعر. مش بس كان فيه نار، كان فيه خبط على أبواب البيوت. بيقولوا للستات افتحوا لنا. بعض أبواب البيوت اتكسرت. بس المقصد الأساسي كان هدم الكنيسة وبعدين الموضوع وسع منهم. كان فيه شوم وفاس وحديد، وكان فيه ناس كتير من أكتر من مكان.
فيه أخوة مسلمين من جوه العديسات رفضوا الاشتراك في هذا الأمر وفيه ناس من جوه العديسات واشتركوا مع الناس اللي من بره في الحرق. بعد الأحداث اتضح انه تم حرق 15 فدان حول العديسات كلها مملوكة للمسيحيين ومزروعة قصب وفي وسطها ملكيتين بس للمسلمين.
المسلمين بيقولوا لازم الكنيسة تنهد.. وإن المسيحيين لازم يهدوها بايديهم، وفيه ه منشورات تهديد فيها هذا الكلام، مدينا مهلة لحد آخر الشهر (مرفق نص المنشور).
بعد ذلك تتابعت الشهادات من الموجودين في الكنيسة قبل أن يتركونا خوفا من قوات الأمن التي بدأت تتوافد عليها: الكثيرون أكدوا على أن المخطط كان جاهزا ومعروفا قبل أن يحدث وأنه ليس مجرد ردود فعل عشوائية أطلقها أحد المغرضين لحظة وقوعها..فقد أفاد أحد الشهود أن تحذيرا وصله من جار مسلم بأن "لا تفتح دكانك غدا وأبلغ جيرانك ألا يفتحوا محالهم خاصة محلات الذهب"
وأكد كل من قابلناه من الرجال داخل الكنيسة وبعد ذلك من النساء والأطفال والرجال خارجها أنه قبل الأحداث سأل رجال الأمن عن مصدر للمياه لخراطيم المطافئ..
وفي الساعة الثامنة مساء تقريبا تم قطع خطوط الكهرباء والتليفونات عن المنطقة التي يسكن بها المسيحيين.. وبعدها بدقائق بدأ الهجوم من منطقة المسلمين بالقرية إضافة للمسلمين من النجوع المجاورة..أربعة عشر نجعا..التقوا جميعا في ذات التوقيت..وفي وجود وحماية الأمن..كانوا يحملون بأيديهم الفئوس والعصي ومناجل قطع القصب وشعلات النيران وزجاجات البنزين ..واتجهوا للكنيسة لهدمها.. من الواضح أن الهجوم كان من ناحية الزراعة لأن شارع النصاري والمؤدي الى المدخل الرئيسي للكنيسة لا توجد به أي آثار حريق أو هدم، وهو ما أكدته شهادة الشهود..
وفي الطريق أوسعوا من وجدوه ضربا بأسلحتهم حتى سقط العشرات مدرجين في دمائهم وشجت راس كمال بضربة فأس خرج علي أثرها المخ من جمجمته.. توجهت النيران للكنيسة والمنطقة المحيطة بها دافع عنها عدد محدود من الشباب الذي صعد إلي السطح ومعه الطوب ليفرق به المهاجمين الساعين لهد بيت من بيوت الله.. توجهت جموع المهاجمين إلي بيوت القرية تطرق أبوابها تكسرها تنادى على نساءها بالخروج إليهم كسروا الأبواب والشبابيك..حرقو النخيل والقصب والبهائم..كل ذلك في وجود قوات الشرطة التي أعطتهم الوقت الكافي لاستكمال مهمتهم..أربع ساعات مضت والشرطة تشاهد هذا الفيلم الدامي..حرائق وهدم وجرحى وقتلي وأرض القرية تشرب من دماء أبنائها الذين يروونها بعرقهم لتنبت خيرا لأهل مصر..
تلك كانت كلماتهم لنا:
يوم التلات الصبح تمت الصلاة ورأسها ابونا صرابامون ويوم الأربع اتصلوا وقالوا مدير الأمن عاوز يشوف الكنيسة وبعد تفقد الموقع مدير الأمن قال دي مش كنيسة، دي مضيفة وقال لا تصلوا فيها. حصلت اتصالات مع قداسة البابا واتصلوا برياسة الجمهورية وأمن الدولة، بعتت جاسم بيه وقال مبروك صلوا في الكنيسة بس بلاش يوم الجمعه والأحد وخلوا الصلاة في وسط الأسبوع. وكان يوم الأربع الصبح لواءات وعقدة وكأنهم هيحاربوا داخلين اسرائيل. بعد كده مشيوا وفضلوا قوات بسيطة، وكان الأمن بيمنع الناس انها تطفي الحرايق.
وبعد حوالي 4 ساعات بعت الأمن قوات الأمن المركزي. يوم الجمعه اتوفى كمال شاكر. الجنازة كانت يوم السبت الصبح. والجمعه بالليل اتوفى الطفل الصغير.....
حوالي الساعة 7 أو 8 انقطع النور، المحول اتفصل من عند العامل بتاع المحول.. الناس شافوه. المسئول عن المحول ومعاه الفراش، هم الاتنين كانوا متواجدين قبل الهتاف "لا إله إلا الله، الجهاد في سبيل الله".. مجرد ما انقطع النور ابتدا الهجوم واستمر لحد الساعة 11، وبعد الساعة 11 انصرفت الجموع واختفوا تماما.. ليه الساعة 11 بالذات؟ليه مشيوا مع بعض زى ما هاجموا مع بعض.
قفلوا مداخل البلد بالنخل.. مين اللي نقل النخل غير جرارات العديسي لأن جراراته من النوع الأزرق.. احنا الجرارات اللي عندنا من النوع الكبير والحديث (روماني).. المهاجمين هجموا من ناحية ممدوح حسن سعد، عضو المجلس السابق والديوان كان يوميا بيبقى مجتمع فيه ناس.
كان فيه خبيط على البيوت وكانوا بيقولوا اطلعوا لنا.. لولا ستر ربنا كان ستات كتير انفضحت.. كانوا بيهتفوا "الله أكبر.لا إله إلا الله" "الكنيسة أتحرقت الأسيس مات يا محمد فرق الشربات"
احنا خايفين نودي البنات المدارس.. البنت راحت قالوا لها الكنيسة انهدت والقسيس مات.
احنا خايفين ييجي يوم 30 ويدبحونا.
فيه قايمة مختارة بعناية من سبع افراد مطلوبين من النيابة وده طبعا من أجل الموازنات عشان تبان المشكلة خناقة بين المسلمين والمسيحيين. خدنا من هنا 22 ومن هناك 7 وبعدين التوازنات دي طول عمرها معروفة.
الشرطة اللي كانت موجودة في المكان تصلح لحرب على الجبهة.
الأمن منع المصابين يخرجوا من البيوت. لما كان بيمسكوا واحد من اللي بيحرقوا كانوا بيتركوه على أول البلد. أنا شفت واحد حصل معاه كده ورجع من الناحية الثانية.
إحنا ما فيش بينا وبين المسلمين مشاكل وعمرنا ماقلنا لجيرانا من المسلمين صلوا في المسجد ده وبلاش المسجد ده.. ولا اتدخلنا في مواعيد الصلاة..همه ليه بيتدخلوا في أماكن الصلاة بتاعتنا ومواعيدها.. هو مش من حقنا نصلي زي ما همه بيصلوا؟
خرجنا من الكنيسة وتابعنا السير في القرية المحروقة. بيت مهدوم منه دور والآخر مهدوم منه دورين وثالث مهدوم تماما. البيوت المجاورة طالتها النيران.. أبواب مسكورة.. النخيل محروق والأرض لونها أسود من أثر الحريق. وعلى الطريق كان كل من يقابلنا يحكي لنا ما أصابه في ذلك اليوم.
سيدة: كنت في البيت ساعة الحريقة.. اترعبت.. خبيت عيالي فوق السطوح.
سيدة: أنا خبيت عيالي في عشة الفراخ.
رجل: فيه واحد شاف العامل ومعاه فراش. كانوا موجودين قبل الهتاف.. كانوا بيفصلوا محول الكهرباء.. كمان التليفونات اتقطعت.
شمروخ (حسن علي حسن) ضرب ناس كتير، ضرب واحدة ست، مرات حفظي، بسيخ حديد
على العديسي ما علقش على الحادث، ما جاش، رغم انه جالنا أيام الانتخابات عشان ننتخبه، الموقف السلبي ده، دليل إدانة عليه.
ابن عمي شاف عربيته تحت الشباك بتتكسر، كان بس واقف بيبص عليها.. الراجل اللي بيكسرها قال له: نام مكانك لأدبحك.
بيت ميلاد سيفين اتدمر في الأحداث وحاولنا نحط الأساس ونعيد البناء، منعونا من البناء، وجه مسئولين من الزراعة والشرطة وشالوا عداد الميه والكهربا. الراجل ده حاليا عايش عند جيرانه ومراته في حتة وأولاده في حتة. الخفرا هم اللي عملوا الفتنة، كانوا حراس على الكنيسة وهم اللي بيودوا الأخبار.

مع أسر الشهداء
جرجس أسعد مات من الخوف

منزل ريفي فقير علي ضلع الزاوية القائمة للكنيسة.. قابلنا أمه متشحة بالسواد لا تنطق بكلمة.. الذهول يحيط بها وتتشرب منه ملامحها ونظراتها..
حكت جدته: بيتنا زى ما انتوا شايفيين جنب الكنيسة علي طول.. الولد شاف النار تحيط بالكنيسة وبالبيت ما نمش ليلتها.. كل ما ينام يقوم من النوم مخلوع ويصرخ النار الحريقة.. تانى يوم كان علي ده الحال لحد ما طب ساكت من الخلعة اللي جته..
تقول أخته: أخويا مات من الخلعة (الفزع). كان معانا، وكان بيرمح وسطينا.. الحرايق استمرت أربع ساعات وفيه منها قعد لحد الصبح، شفناها تاني يوم.. كانت لسه مولعة.. البهايم أكلتها النار.. أخويا حاول ينام ماعرفش. بيقولوا مات من الصدمة العصبية.. أمه لسه مش مصدقة انه مات.. ده عيل لسه في سنه رابعة ابتدائي عمل إيه ده؟..ذنبه إيه؟..هو ربنا يرضي بكده؟..
لحق بنا ابوه. مازالت علي جبهته علامة الإصابة التي لحقت به..سألناه: سلامتك أنت انضربت في راسك؟ قال: أيوه راسي انفتحت وما عرفتش أروح المستشفي غير تالت يوم لما الدكتور شافنى ولقى وشي كله وارم وعنيه مقفولة من الورم قال لازم تروح المستشفي..رحت خيطولى الجرح بدون بنج وقالوا خلاص امشي..أمشى ازاي؟ مفيش علاج؟ مفيش تقرير طبي؟..قالوا لأ خلاص خيطنالك الجرح.. روح وهو حيتحسن بعد كام يوم!!
قدمنا له التعازي فقال: ابني فداء الكنيسة نموت وما تتهدش دي بيت الله وجرجس مع الشهداء..
بيتي اتخرب ..ضيعونا منهم لله
تركنا أبو جرجس وطلبنا زيارة أسرة كمال... وفي الطريق دخلنا عدد من البيوت لنري آثار النيران والدمار الذي لحق بأهل القرية من المسيحيين..فهنا قطع خشب متفحمة.. وهناك دريس البهائم المحترق.. وهذا باب منزل تكسر بأيدي الغزاة وأسلحتهم..وهناك أشجار ونخيل لا زالت أثار الحريق واضحة علي جذوعها وأوراقها..
دخلنا بيت كمال الشهيد الثاني في معركة كنيسة العذراء.. قابلتنا زوجته وبناته الثلاث أمل وأمانى وتريزا. أمل وأماني انتهيتا من الدراسة المتوسطة وتريزا لازالت تدرس بالمرحلة الإعدادية..علمنا بوجود أخ لهن في المرحلة الثانوية..لم يدخل للبيت منذ وفاة أبيه..يهيم علي وجهه غير مصدق..يبات عند اصدقائه او في الدير لا أحد يعلم على وجه التأكيد.. المؤكد الوحيد أنه لا يستطيع دخول البيت والنظر في عيني أمه بعد ما حدث لأبيه.. الأم بلغ بها الحزن مبلغه والخوف مداه فكيف ستربي البنات الثلاث ولم يكن لهم دخل غير ناتج زراعة الأرض.. "خربوا بيتي ..بيتي أتخرب ..ضيعونا منهم لله"
البنات تخشي الخروج من باب الدار خوفا من تربص المسلمين وخاصة وقد تم توزيع منشور بالقرية يطلب من المسيحيين هدم الكنيسة بأنفسهم ان أرادوا السلامة وإلا سيذبحونهم جميعا.. هذا ما أكدته البنتان الأكبر.."المنشور حدد 30 يناير موعد أقصى لهدم الكنيسة وبكره هو اليوم المحدد ..لا يمكن نهدم بيت الله بأيدينا ومش عارفين نعمل ايه؟.نروح فين؟..مين المسئول عن حمايتنا وحماية الكنيسة"....
تريزا الصغيرة رأت أبيها ورأسه مفتوح والمخ يخرج من جمجمته.. لم تعرف وقتها أن هذا الملقى على الأرض هو أبوها فقد كانت الدماء تخفي ملامحه.. عرفت بعد ذلك من عمها إن هذا الإنسان هو أبوها.. خانتنا حصيلتنا من الكلام لم يرد أحد منا علي تريزة.. الموقف أصعب كثيرا من كلمات المواساة والاعتذار.. ماذا يفيد طفلة مثلها رأت ما رأت وإذا بها تعرف بعد حين أنه أبيها..
تقول واحدة من البنات:
كنا في البيت.. كنا فرحانين بالكنيسة.. ابويا جاي يتعشى الساعة 6، وبعدين نزل يزور ابن خاله على ما تحضر العشاء.. وكنا منتظرينه. وحوالي الساعة 7.30 قطعوا النور.. كنا بندور على كبريت عشان نولع الشمع ما لقيناش. بأفتح الشباك سمعت هتافات في الشارع ولقيت جمهور ناس ماسكة نار رافعينها وبيرموها على الكنيسة والبيوت..
الهتافات كانت بتقول "لا إلاه إلا الله.. الجهاد التام في سبيل الله"، وكان فيه ناس بتهتف: "يا محمد فرق الشربات، الكنيسة اتهدت والقسيس مات". كل الشباب عرف ان فيه شىء وفعلا ابتدى الهجوم ..
قاوا لي ان ابويا كان راجع ضربوه وانفتحت راسه ووقع على الأرض.. عمي شافه وداسوا عليه وفيه ناس جت تشيله قالوا لهم: سيبوه، ده مسيحي.
كانوا عاوزين يكسروا الباب ونزلت وقفت وراه.. الأمن كان واقف والناس طلبت الحماية، قالوا لهم ما عندناش اوامر بحمايتكم.. عندنا أوامر بحماية الكنيسة.. أربع ساعات النار شغالة، تهد جبل، كان معاهم سيوف وفوس وعرفنا ان فيه واحد قطع خرطوم المطافي، وناس شافوه، وسلموا السكينة للنقطة.. كان العدد حوالي ألف، وكانت مساحة كبيرة مليانة ناس.
إحنا مش بننام خالص.. احنا مهددين بالقتل.. وزعوا ورق فيه تهديدات بالقتل يا إما الكنيسة تنهد.

المنشور الذي تم توزيعه بالقرية
الى من يهمهم الأمر وعلى رأسهم ممدوح فيليب،

إن كنت ترغب في سلامة الأخوة المسيحيين في قرية العديسات بحري فافعل ما يطلب منك، هدم المكان المتنازع عليه سواء كان كنيسة أو مضيفة. لا نقاش أو جدال في شئون الأخوة المسيحيين في قرية العديسات بحري لأنهم منذ نشأتهم أخوة متحابين ومتحدين في السراء والضراء. هيا بنا نعود بالتاريخ الى الوراء ونتذكر هل حدث بين المسلمين والمسيحيين أي تشاجر أو نزاع أو خلاف فيما يخص الدين منذ 1971 ميلادية وحتى الآن. ولكن ما أدخلتهم فيه كان عليهم وليس من أجلهم ولك حق الاختيار فيما ينصب عليهم. إن الهدم سوف يكون.. وهذا في تاريخ أقصاه 30/1/2006.
وأخيرا فإن للجمعية المصرية لمناهضة التعذيب تعليق على تلك الأحداث
لم تكن المرة الأولى وللأسف يبدو أنها لن تكون المرة الأخيرة التي تشتعل فيها نيران الفتنة الطائفية في مصر تحت سمع وبصر قوات الأمن بل وبتحريض وتواطؤ منهم.. ..فها هو مدير الأمن ينذر القس بأنه أتى ليس لحماية الكنيسة ولكن لمنع الصلاة لتصل الرسالة للمخططين للأحداث وتعطيهم الضوء الأخضر في الهجوم..ها هم يبحثون عن مصدر للمياه لسيارة المطافئ قبل اندلاع الحرائق وكأنهم يعلمون أن غزوا وحرائق ستحدث.. وها هم يتركون الغزاة يضربون ويقتلون ويحرقون لأربع ساعات دون تدخل..وعندما تبدأ المطافئ في التحرك تسلط خراطيم المياه علي حوائط الكنيسة وليس علي النيران المحيطة بها؟ وها هم يمنعون الجرحى من الانتقال للأقصر للعلاج ويمنعون مواطنا من بناء بيته المتهدم ولم شمل أسرته من جديد... هؤلاء جميعهم لا زالوا أحرارا ولا نعلم لحساب من يعملون أو لماذا اقترفوا ما اقترفوه من جرائم..
لكن ما نعلمه هو أن هناك مجموعة من المسيحيين مطلوبون للتحقيق أمام النيابة ونخشى أن يتحول الأمر مرة أخرى إلى خلاف بين أفراد وينتهي الأمر بتبادل القبلات ما بين القساوسة والشيوخ فيضيع دم من قتلوا ومرة أخرى يغلق الملف. لذلك فإننا نطالب بتعيين قاضي تحقيق محايد يقوم بالتحقيق في أحداث العديسات وذلك مع جميع الأطراف التي خططت لهذا الهجوم و/أو ساهمت فيه سواء بالتواطؤ أو حماية المعتدين أو تجنيدهم أو حشدهم ليقوموا بتلك الجرائم والذين تقاعسوا عن حماية مواطنين مصريين
وكذلك التحقيق مع هؤلاء المحشودين من القرية نفسها ومن القرى الأخرى مدفوعين إما بالخوف من البوليس أو بالعنصرية ضد الأقباط فلم يتركوا أخضرا ولا يابس ولا ميزوا بين حرمة بيت أو دار عبادة ولم ينج منهم لا كبار ولا صغار، ونخص بالذكر تلك الرتب الأمنية التي تدخلت مرة لمنع الصلاة ومرة لتنظيمها تبعا للدواعي الأمنية وليس تبعا لقواعد الأقباط في تنظيم صلاتهم
وأخيرا وليس آخرا لابد من توحيد قانون دور العبادة.. فلا يعقل في ظل دستور ينص على المساواة بين المواطنين أن يملك المسلمون حق الصلاة في أي مكان، عام أو خاص، في الزاوية أو المسجد أو الشارع ، على حين يمنع الأقباط من نفس الحق، وكأننا نعيش في زمن محاكم التفتيش حيث يضطر الأقباط إلى ممارسة طقوس عبادتهم في السر وإلا تعرضوا للقتل والحرق.
قانون موحد ومساواة في الحقوق وعلى رأسها حق الاعتقاد والتعبير، وإلا فسوف تبقى النار تحت الرماد، يشعلها المسلمون المتعصبون مرة وقوات الداخلية مرات وليسقط المزيد من الضحايا بلا ذنب سوى عنصرية يغذيها القمع والجهل ومصالح من يعيشون على اشتعال الفرقة بين المواطنين.. قانون موحد ومساواة في الحقوق وإلا سوف يأتي يوم لن ينفع فيه تبادل القبلات.
 

http://www.hrinfo.net/egypt/eaat/2006/re0205.shtml راجع نص التقرير فى الشبكة العربية لحقوق الإنسان

****************************************************************************************

ونشرت جريدة اخبار اليوم القاهرية بتاريخ الأربعاء 22/2/2006م السنة  54  - العدد 1427 الخبر التالى :  امر قاضي المعاشات بمحكمة الاقصر باخلاء سبيل 10 من المتهمين في احداث قرية العديسات واستمرار حبس 12 متهما اخرين وجهت لهم النيابة باشراف المستشار محمود السيد المحامي العام لنيابات جنوب قنا الكلية تهم الحريق العمدي واتلاف ممتلكات الغير والضرب

**************************************************************************************

اولا صحيفه الاسبوع

'الأسبوع' تحقق في أحداث الأقصر وتلتقي كل الأطراف
فتنة العديسات.. حقيقة دور سكرتير البابا
الأقصر: محمود بكري عبد الحكيم القاضي


ہ الشارات السوداء تغطي 'شًق النصاري' وروايات متناقضة حول مقتل 'كمال شاكر' ہ والد الطفل جرجس: ابني مات من 'الخضة' ہ عضو الشوري علي العديسي: سأقاضي من افتروا عليٌ كذبا واختلقوا وقائع التحريض ہ القس باسيليوس: طلبنا من كل المسئولين التصريح بالصلاة.. ولم يستجب أحد ہ وكيل المجلس الملي: المسألة ليست اعتذارات ومصالحات.. لابد من إصلاح الخطأ ہ هل تواطأ الأمن؟.. ولماذا غاب رئيس الأقصر عن العزاء؟ ہ لماذا أقحموا محافظ قنا 'القبطي' في الأحداث رغم عدم مسئوليته إداريا عن الأقصر؟ ہ هل تنجح المحاولات الجارية للصلح؟ وماذا وراء مهمة 'الأنبا بيمن' في القاهرة؟
كل شيء تغير في العديسات.. فما أن تقطع الطريق الرئيسي من الأقصر وإسنا وتتجه يمينا صوب القرية التي كانت مسرحا للفتنة بين المسلمين والنصاري يوم 18 يناير الجاري.. حتي تفاجئك سيارات الأمن المركزي التي تحتل مدخل القرية ووسطها، حتي موقع 'المضيفة' أو 'الكنيسة' سبب النزاعات التي ثارت والغيوم التي حلقت في سماء القرية الهادئة.. ومصر كلها.
عبر طرق متفرعة سرنا وسط العيون التي راحت ترمقنا بنظرات.. تحمل في طياتها تساؤلات واستفسارات عن طبيعة وأبعاد مهمتنا التي جئنا من أجلها لنحقق في واقعة الأحداث التي تتكاثر الخيوط من حولها لتنسج منها 'كشح' أخري.. ولتمنح المتربصين بأمن مصر، واستقرارها، ووحدتها الوطنية 'ورقة' أخري لترويجها في زمن 'الأوراق الضاغطة' و'الألاعيب المبتكرة' وعملية 'خلط الأوراق' التي أصبحت سمة البعض هذه الأيام.
'العديسات' قرية بسيطة، تمتد علي مساحة من المباني المشيدة في محيط من الأراضي الزراعية.. وهي واحدة من القري التابعة إداريا لمدينة الأقصر.. ورئيسها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلي لمدينة الأقصر شوارعها أشبه بالحواري الحلزونية الضيقة التي لا تستطيع عبورها بسيارتك سوي بمشقة بالغة، وبدليل من أبناء البلدة.. يصف لك الطريق الذي تقصده عبر منحنيات متفرعة بلا نهاية.
عبر سلسلة من الدروب والأزقة.. رحنا نتوجه صوب موقع الأحداث.. وما أن بلغنا منتصف البلدة تقريبا حتي شاهدنا جمعا غفيرا من رجال الأمن وسيارات الشرطة تحتشد أمام مركز شباب البلدة. كان المقدم عاطف القليعي والنقيب أحمد حسني الذي أصيب في الأحداث الأخيرة أول من قابلناهما في المكان.. سألناهما عن الطريق إلي 'الكنيسة' فطلبا منا ترك السيارة، والترجل علي الأقدام، فالحواري الضيقة لا تسع السيارة للمرور عبرها.
علي يسارنا كانت الكنيسة الإنجيلية تنتصب دون مشاكل تذكر حولها.. وسلكنا الدروب المؤدية إلي الكنيسة محل الجدل.. منطقة كاملة في العديسات بحري يطلق عليها 'شق النصاري' لا يقطنها سوي الإخوة الأقباط فقط.. عبر عشرات البيوت الفقيرة والمعدمة.. رحنا نواصل سيرنا.. كانت شارات سوداء تغطي الحوائط والجدران، وترتفع في المكان، فيما العشرات من اللافتات البيضاء حملت عبارات الرثاء للشهيد 'كمال شاكر مجلع' ضحية أحداث فتنة الأربعاء.
الأجواء في داخل 'شق النصاري' يكسوها حزن غريب.. 'شباب' ورجال جالسون أمام بيوتهم البسيطة.. فيما السيدات يتعلقن بأهداب النوافذ ليرقبننا.. رحنا نلقي التحية علي الأفراد القلائل الذين قابلناهم، ونسألهم عن مكان الكنيسة.. وحين اقتربنا فوجئنا بأحد القساوسة الشبان يتجه نحونا، ويسألنا عن مقصدنا.. أبلغناه بمهمتنا وهدفها.. وطلبنا منه أن يصحبنا إلي هناك.
كان التحفز والغضب باديا علي ملامح القس باسيليوس نعيم الذي عرفنا فيما بعد أنه عايش أحداث الكشح، ثم جاء إلي هنا.. خادما في كنيسة العذراء.. أخذنا القس إلي مكان ريفي مبني 'بالجالوس' الطيني حسب طبيعة البيوت المعدمة في قري الصعيد.. اندهشت لوهلة من الوقت أن يكون هذا المبني الطيني موقعا لكنيسة تقام فيها الصلوات.. ولكن.. لم تمض لحظات حتي بدا الأمر علي النقيض تماما.. فخلف الحوائط الطينية والبوص والحطب المخيم علي المكان، كانت كنيسة 'متوسطة' مشيدة بالداخل، حيث الأعمدة الخرسانية والبناء بالطوب الأحمر والأسمنت، وهو ما خلف ذهولا لدينا راح القس يبدده بأن الهدف منه مراعاة مشاعر المسلمين الذين يرفضون إقامة الصلوات في هذا المكان، خاصة أن الصلاة كانت تقام في هذا المكان بشكل سري.
كان المكان السري قد خرج للعلن.. فالكنيسة التي كانت مختفية عن الأنظار ولا يلحظها أحد.. أصبحت بعد الأحداث تحمل علي واجهتها اسم 'كنيسة العذراء' وراحت صور العذراء تنتشر في كل مكان.. فيما الصليب يرتفع عاليا فوق الكنيسة.
علي مقربة من الكنيسة كانت قوات أمنية غفيرة بقيادة عدد من اللواءات يتقدمهم اللواء محمود عبد الله والعميد الشافعي من مصلحة الأمن العام ترابض في الموقع الذي كان مسرحا للأحداث.. رحنا نتجول بصحبة القس باسيليوس وشقيقه جوزيف نعيم لنتفقد المنطقة المحيطة بالكنيسة والتي تعرضت للاعتداء والحرق في السابعة والربع من مساء يوم الأربعاء 18 يناير الجاري.. العشرات من شجيرات النخيل ظللها السواد بعد أن احترقت عن آخرها.. أفرع الأشجار القريبة اكلتها النيران فيما أشار القس إلي المكان الذي نفق فيه حماران يملكهما بعض السكان من النصاري.
هنا.. دارت رحي الأحداث التي وقعت، والتي أسفرت عن مقتل 'كمال شاكر مجلع' الذي تناقضت الروايات حول عملية مقتله، فبينما ذكر البعض أنه قتل لحظة خروجه من منزله الكائن خلف الكنيسة علي يد فلاح من الغاضبين ضربه بالفأس في رأسه.. روي شقيقه 'كميل' رواية أخري قال فيها إنه تعرض للضرب بالعصي فوق رأسه.. فيما جاء تقرير الطب الشرعي الذي أعده طبيب قبطي بمستشفي الأقصر الدولي ليقول: إن القتيل سقط من مكان مرتفع فوق رأسه.. وإنه توفي متأثرا بالإصابة التي لحقت به.
كان اللقاء الذي أجريناه مع القس باسيليوس أمام الكنيسة حادا، وعاصفا..وحملت كلماته مواقف شتي، للتعبير عن قضايا متعددة، ومتباينة.
بداية يشير القس باسيليوس نعيم خادم في كنيسة العذراء إلي أنه في عام 1968 قام أجداد هذه الأسر المقيمة هنا ببناء تلك الكنيسة وفي عام 1971 قام بعض الأفراد من التابعين لأنصاف المتعلمين مدفوعين دون وعي بالاعتداء علي الكنيسة وهم بالطبع قلة لا تعرف تعاليم الأديان السماوية لكنهم انصاعوا للتحريض دون تفكير ولم تكن هناك ضحايا بشرية في تلك الأحداث إنما كانت هناك نفسية. وهذه الكنيسة تخدم 420 أسرة في نطاق نجع النصاري وأم غرباب والعديسات بحري وهي الكنيسة الوحيدة حتي إسنا جنوبا وكان الأهالي كلما قاموا ببناء جزء من الكنيسة بالطوب الأحمر قاموا بتكسيتها من الخارج بالقش والطين للتمويه وكشيء من الخوف.
وفي الفترة من عام 1971 حتي صباح الثلاثاء 18/1/2006 كانت تؤدي الصلاة فيها بشكل سري نظرا لحساسية الموقف ولوجود خلاف سابق منذ 35 عاما وذلك من طرف إخواننا المسلمين وليس كلهم حتي أكون أمينا في كلامي حيث يوجد من بينهم الكثير من العقلاء. ونحن هنا عندما ندعو الناس للصلاة ألسنا بذلك نبعد الشباب عن ارتكاب الخطايا والخروج علي القانون؟ وتعلمون أن خطابنا الديني لا يدعو إلي التحريض فمن لطمك علي خدك الأيمن حوٌل له الآخر وكذلك أحبوا أعداءكم وباركوا من يلعنونكم.. هذه تعاليمنا.. أما الناس البسطاء هنا.. فقد اعتقدوا أن الحكومة رضيت عنهم فتقدموا من خلال المسئولين بطلب لإقامة الصلاة بشكل علني والبعض ممن لم يرضوا عن ذلك أشعلوا الموقف. وللعلم أن مستوي المواطنين فقير للغاية باستثناء قلة. وبعد أن أبلغنا الجهات الأمنية وكافة الجهات المسئولة برغبتنا في إقامة الصلاة بشكل علني بعد 35 سنة من إقامة الشعائر في الخفاء. ثم تقرر فتح الكنيسة في الرابعة صباح يوم الثلاثاء 17/1/2006 وتم التواجد الأمني المطلوب وبشكل مكثف بعد إبلاغهم. وكان أحد القيادات الأمنية قد طلب من الراهب صارابامون الشايب مسئول الدير المفتاح. فما كان من الأب صارابامون إلا أن خرج لهذا المسئول الأمني لأنه رأي أنه من العيب أن يرسل له المفتاح ليتفقد موقع الكنيسة وما أن رآها حتي تغيرت مشاعره وفي تمام الساعة السابعة مساء نفس اليوم تم قطع الكابل الكهربائي المغذي للمنطقة تماما وبمهارة فائقة انطلقت بعدها الهتافات المعادية لنا بعدما انشقت الأرض عن عدد كبير من البشر قدموا من الجهة الغربية وقاموا بإحراق كل ما يصادفهم في طريقهم وكان الهجوم من طرف واحد ولم يكن هناك رد من جانب المسيحيين. وهنا تدخل جوزيف والذي يناديه القس باسيليوس نعيم بالابن معلقا علي ما رددته بعض الصحف حول ضلوع النائب علي العديسي في التحريض علي هذا الاعتداء مؤكدا أنه لو افترضنا أن هذه شائعة من ضمن الشائعات التي تنطلق بين الحين والآخر وأن أحدا لم يشاهد النائب في موقع الأحداث فإنه تمت تبرئته من كل ذلك فهل نبرئه من تقصيره في خدمة أبناء الدائرة من المسيحيين؟ ألا يعلم السيد النائب أنه لا توجد كنيسة من الأقصر حتي إسنا؟!. فهل سبق أن تقدم بطلب يخدم هؤلاء الأقباط؟ لذا نحن لا نتهمه بشكل مباشر بالتدخل أو التحريض لكن نتهمه بالتقصير في حقنا. وتدخل القس باسيليوس نعيم مشيرا إلي أن هذا الحادث أسفر عن مصرع كمال شاكر العامل بالسكة الحديد الذي أصيب بنزيف في المخ بعد الاعتداء عليه وفشلت محاولات انقاذه بعد ضربه بفأس علي رأسه. كما توفي الطفل جرجس أسعد بأزمة قلبية نتيجة للهلع الذي رآه وانتشار الدخان الكثيف بالمنطقة.
وباستدعاء والد الطفل جرجس أسعد أشار إلي أنه عقب وقوع الأحداث ولقرب منزلنا من الكنيسة امتد الدخان الكثيف المنبعث من كرم النخيل الواقع خلف الكنيسة وحالة الهلع التي أصابت ابني أدت إلي إصابته باختناق وظل يصيح: نار نار مما أدي إلي إصابته بأزمة قلبية.
وعاد القس باسيليوس مرة أخري للحديث متهما القائمين علي الخطاب الديني بالغلظة واستخدام عبارات ضخمة لا يفهمها الأميون من الناس وانصاف المتعلمين وغير المثقفين ليشعلوا بها نار الفتنة دون مبرر وذلك لفهمهم الخاطئ.
ثم اصطحبنا القس باسيليوس لتفقد آثار الحريق بكرم النخيل الملاصق للكنيسة أو دار الضيافة والذي تحول إلي ثكنة عسكرية تعج برجال الأمن خشية تصاعد الأحداث. ثم طرق باب منزل المتوفي كمال شاكر الذي توفي إثر إصابته بنزيف حاد في المخ وكانت أسرته المكونة من زوجته وثلاث بنات وولد في انتظارنا.
حيث أكدت زوجته مني شفيق في حضور بناتها أماني وإيمان وتريزا أن كمال شاكر عندما شاهد هذا الحشد من المتجمهرين خلف الكنيسة وبالقرب من منزله فاجئوه فور خروجه وانهالوا عليه ضربا فيما أكدت إحدي بناته أن والدها عندما شاهد الاعتداء علي الكنيسة قام بهدم جزء من جدار مبني بالطوب اللبن وأخذ يقذف به المتواجدين أمام منزله فقام أحدهم بضربه علي رأسه بفأس فيما أكد شقيقه كميل شكري أن شقيقه يعمل بالسكة الحديد وفي فترات الراحة يعمل سباكا ودخل جميع بيوت القرية مسلمين ومسيحيين وأنه في تلك الليلة سمع أصوات ضوضاء وضجيجا بالشارع وشاهد شقيقه يندفع نحو الباب وفوجئ بالبعض ممن لم يتأكد من ملامحهم بسبب الظلام الدامس انهالوا عليه ضربا بالعصي.
وظل ينزف ولم تأت الإسعاف إلا بعد ثلاث ساعات. وتدخلت إحدي بناته مرة أخري مؤكدة أن والدها أسمر اللون مما شكك المعتدين عليه أنه مسيحي فكادوا يتركونه لولا أن تدخل أحدهم مؤكدا أنه مسيحي فانهالوا عليه ضربا.
رواية أخري عن الأحداث أدلي بها عدد من الشهود الذين عايشوا الأحداث لحظة بلحظة.. يقول هؤلاء إن ما نشر حول غياب الأمن عن موقع الأحداث غير صحيح.. فقوات الأمن تواجدت في الموقع قبل ثلاثة أيام.. وبعد أن استشعرت أن حالة من القلق تعم القرية بسبب 'صلاة عيد الغطاس' التي تقرر إقامتها في الموقع محل الخلاف وكان الخوف من وقوع الأحداث والفتنة هو الدافع لعضو مجلس الشوري علي العديسي لأن يدعو لاجتماع طارئ بمشايخ البلدة يوم الثلاثاء الموافق 17 يناير.. حيث لبي الدعوة عدد من المشايخ وهم 'الشيخ النجار شيخ نجع أبو غرباب الملاصق من الناحية القبلية لمكان الأحداث والشيخ عبد الصبور النوبي شيخ ناحية العديسات الحصة القبلية والشيخ محمد عبد الوهاب شيخ ناحية العديسات الحصة البحرية والشيخ محمد عبد الوهاب إمام أحد المساجد، وعبد المنعم أحمد نور أحد أبناء البلدة'.
خلال الاجتماع الطارئ طلب نائب الشوري علي العديسي من المشايخ التنبيه علي كل أهالي العديسات والنجوع المجاورة بعدم قبول أية استفزازات حتي لا يحدث أي توتر بالمنطقة، وتم التأكيد أن تتناول خطب الجمعة في المساجد أجواء التعايش المشترك بين الإخوة المسلمين والأقباط.
وعلي الرغم من كل ذلك.. إلا أن رياح الفتنة كانت أقوي.. ولعل ذلك ما كشفت عنه الأحداث التي شهدتها العديسات منذ فجر الثلاثاء 17 يناير وحتي مساء الأربعاء 18 يناير.
فقبيل وقت الاحتفال بعيد الغطاس تلقي رجل الأعمال المسيحي 'ممدوح فيليب' الذي يمتلك عددا من الأماكن السياحية بالأقصر والمنحدر من أسيوط اتصالا من 'الأنبا يؤانس' سكرتير البابا شنودة الثالث يخبره فيه والكلام علي لسان رشدي أشعيا حنا سكرتير المجلس الملي بالأقصر بإقامة الصلاة في كنيسة العذراء بالعديسات.. وأنه تم الحصول علي تصريح في هذا الشأن.. وعلي الفور بادر رجل الأعمال ممدوح فيليب بإبلاغ الأب 'صارابامون' الراهب وأمين دير القسيس بالقرار.. والذي دارت من حوله الروايات.. وهكذا راحت الأوضاع تأخذ مسارا مختلفا منذ تلك اللحظات.. فعند الساعة الواحدة والنصف من فجر الثلاثاء 17 يناير جري إيقاظ الإخوة الأقباط القاطنين بشق النصاري حيث أدوا صلاة 'عيد الغطاس' عند الساعة الرابعة من فجر اليوم ذاته، وحتي الساعة السادسة إلا الثلث صباحا.
وبعد الانتهاء من الصلاة انفض الإخوة الأقباط عائدين إلي بيوتهم، ثم ما لبثوا أن عادوا للتجمع مساء يوم الثلاثاء ابتهاجا بعيد الغطاس، ولمناسبة بدء الإعلان.. رسميا بالصلاة في الكنيسة بعد رسالة سكرتير البابا بالحصول علي تصريح لها.
ويبدو أن ما جري كان له مردوده علي الجهات الرسمية وخاصة الجهات الأمنية منها ففي صباح يوم الأربعاء توجه اللواء محمد نور مدير أمن الأقصر إلي قرية العديسات والتقي بالأب 'صارابامون' طالبا منه مفاتيح الكنيسة ليتأكد بنفسه من وجودها ومعاينتها بعد أن تناثرت المعلومات بشأن تحويلها من 'مضيفة' إلي 'كنيسة' ويبدو أن مدير الأمن الذي فوجئ بوضع الكنيسة الجديد قد دخل في نقاش حاد مع الأب 'صارابامون' الذي سرعان ما راح يصعد الأمور من ناحيته لتلتهب الأوضاع بإيقاع سريع، وتندفع نحو نقطة التوتر والصدام التي عاشت 'العديسات' وقائعها مساء الأربعاء 18 يناير.
فعلي مدي نهار الأربعاء كانت الأنباء تتردد بقوة في أنحاء المناطق المجاورة.. وراحت روايات متضاربة، وإشاعات متناثرة تتحدث عن السجال الذي وقع بين مدير أمن الأقصر والأب صارابامون.. وراح البعض يردد أن النصاري يسبون الشرطة، ورجال الأمن.. الأمر الذي استفز بعض الشبان، خاصة من أبناء نجع 'الزهاروة' الذين تجمعوا في أعداد زادت علي الخمسمائة شاب واتجهوا بعد صلاة العشاء إلي 'شق النصاري' من الناحية الغربية.. مستهدفين الكنيسة والمناطق المحيطة بها.
ووفقا لروايات بعض الشهود فإن الكهرباء التي انقطعت في وقت الهجوم التي أرجعها وكيل المجلس الملي إلي موظف في إدارة الكهرباء قد أسهمت في زيادة إشعال المناطق.. حيث راح الشبان الغاضبون يحرقون ما أمامهم من أشجار ونخيل وأكوام من القش والبوص. وحين راحوا يستفسرون عن مكان الكنيسة لمهاجمتها.. حاول النقيب أحمد حسني المسئول عن الحراسة تضليلهم إلي جهة أخري الأمر الذي أنقذها من حريق مؤكد.
وعلي الرغم من الروايات التي نتهم الأمن بالتقصير والكلام للشهود­ إلا أن ما حدث كان علي العكس من ذلك تماما.. حيث صدرت التعليمات بمواجهة الشباب الغاضبين الأمر الذي دفعهم لمغادرة المكان.
وعلي الصعيد الشعبي.. وفور أن علم علي العديسي نائب الشوري عن المنطقة بوقائع ما يجري.. راح يجري الاتصالات بالأجهزة الأمنية للتحرك واحتواء الموقف علي وجه السرعة.. ودعا قبيل مرور نصف ساعة علي الأحداث إلي لقاء في منزله ضم عددا من الشخصيات من بينهم 'عبد الراضي عبد المنعم محمد رئيس المجلس الشعبي لقرية العديسات ومحمد حسن يوسف القاضي مدير الجمعية الزراعية بالعديسات بحري وعبد المنعم نور موظف الوحدة المحلية ويوسف إبراهيم مزارع'.
كان نائب الشوري قد تلقي اتصالا تليفونيا من صديقه 'منير جرس الشعولي' الذي أبلغه بالأحداث المشتعلة نقلا عن كل من 'جرجس غالي ود. لمعي أنور أقلاديوس' وما أن بلغه الخبر حتي راح يجري الاتصالات بكل الأطراف لاحتواء الموقف المتداعي، والذي نجم عنه إصابة عشرة أشخاص من بينهم النقيب أحمد حسني الذي أدخل الرعاية المركزة جراء الإصابات التي لحقت به.. وقد تم خروج خمسة من المصابين بعد علاجهم من إصابات طفيفة، فيما بقي خمسة آخرون قيد العلاج، وهم 'بالإضافة إلي ضابط الشرطة' من المجندين واثنان من الأقباط أحدهما يدعي صباح والآخر هو كمال شاكر مجلع الذي توفي صباح الجمعة في مستشفي الأقصر الدولي'.
ولأن نائب الشوري علي العديسي كان محور الاتهامات التي ترددت حول مسئوليته عن الأحداث، وخاصة دوره التحريضي فيما جري، بل واتهام البعض له عبر بعض وسائل الإعلام بأنه قاد عملية حرق ممتلكات الأقباط.. فقد آثرنا الالتقاء به ومواجهته بكل الاتهامات، والتي راح يفندها، ويرد عليها، مدافعا عن نفسه، ومعلنا مقاضاته للصحف التي وجهت إليه ما وصفه بالافتراءات الكاذبة.
سألنا نائب الشوري عن الاتهامات الموجهة إليه بالتحريض علي الفتنة، ووقوفه خلف الأحداث التي شهدتها العديسات؟!
أجاب علي العديسي بنفي الاتهامات جملة وتفصيلا، نافيا أن يكون قد تواجد في موضع الأحداث عشية وقوعها.
ألناه عما يردده بعض النصاري من أهل العديسات من أن 'جراراته' التي يمتلكها كانت تنقل الشبان الغاضبين إلي موقع الأحداث؟
قال: إن الوحيد الذي ظهر في مكان الأحداث من أبناء منطقتي 'المهدات' هو 'نصر شكري جرس عبيد' الذي لعب مع الصحفية 'هالة المصري' دورا في ترويج الاتهامات الكاذبة ضدي.
ولماذا لعب هذا الدور ضدك؟
العديسي: الموضوع له أبعاد، ورواسب قديمة.. فوالد نصر 'شكري جرس عبيد' كان شيخا للبلد، وكان وكيلا لعمي المرحوم 'محمد عبد الكريم العديسي' الذي كان يمتلك قطعة أرض مساحتها عشرة أفدنة بحوض 'النداف قبلي'.
وفي سنة 1996 حاول 'شكري جرس عبيد' الاستيلاء علي أرض عمي التي هو وكيل لها.. واتخد عدة خطوات لتحقيق هدفه، من بينها الإضراب عن الطعام وهو ثابت بالمحضر رقم 1805 لسنة ..1996 بل وراح يتهمني بصفتي كبير العائلة.. وتمكن عبر أساليبه التي اتبعها في استصدار قرار من السيد المستشار النائب العام بتمكينه من أربعة فدادين ونصف الفدان من مساحة الأفدنة العشرة.. الأمر الذي اضطرني إلي اللجوء للقضاء، ولم أسع لإثارة المشاكل أبدا، التزاما مني باحترام القانون.. ولو كنت ممن يثيرون المشاكل كما يدعي البعض لفعلتها دفاعا عن أرضي وأرض عمي التي وزعها ورثة 'شكري' علي بعضهم بالتحايل، والبيع بأساليب ملتوية لبعضهم البعض ورفع دعاوي صحة توقيع.
ولكن هناك اتهامات لكم بأنكم تسيرون علي خطي والدكم الذي أشعل الأحداث التي شهدتها ذات المنطقة في العام 1971؟
العديسي: هذا افك، وافتراء.. فما حدث في العام 1971 أن الإخوة الأقباط أرادوا بناء كنيسة في ذات المكان، وأن والدي هو الذي منع حدوث مشاكل وعقد صلحا موسعا لإعادة روح الوئام بين المسلمين والأقباط، ويسأل عن ذلك المحامي محمد عمر الطاهر أمين عام الحزب الوطني في الأقصر الآن ومحمد الصالح رشوان والذي كان رئيسا لمجلس قروي العديسات آنذاك.. وكلاهما علي قيد الحياة ويمكنكم سؤالها عما فعله والدي من حقن للدماء وإصلاح ذات البين في ديوان العديسات في هذا الوقت.. وليس ما يردده هؤلاء من أكاذيب.
هذا يدعونا للتساؤل حول طبيعة علاقتكم بالإخوة النصاري في المنطقة.
إن الذي لا يعرفه بعض من يرددون تلك الأكاذيب أن علاقاتي ومصالحي هي مع عدد كبير من الأقباط.. فممدوح فيليب من أعز أصدقائي.. وقد أعطيته قطعة الأرض التي أقام عليها فندق فيليب بالأقصر.. وتربطني علاقة وطيدة بكل من 'إيميل جرس' و'منير جرس' وبالنسبة لوالدي.. ولي شخصيا.. فإن وكيل الدائرة التابعة لنا هو 'أخنوخ بطرس' أما وكيلنا القانوني فهو 'نظير إلياس' وقياس الأرض الخاصة بنا 'جبريل ميخائيل'.. ولدينا محطتا بنزين.. إحداهما يديرها مسلم وهو 'عبد الراضي عبد المنعم' والأخري يديرها مسيحي وهو 'شوقي ناشد خليل'.. كما أن ناحية 'المهدات' التابعة لنا بها 'عزبة للنصاري كلها مسيحيون.. وعلي أرضنا ناس العديسي' هناك العديد من بيوتهم.. بالإضافة إلي ذلك.. فبينما يغيب المسيحيون عن معظم المجالس الشعبية والمحلية وضعت أنا لهم نصيبا ثابتا في المحليات.. ففي المجلس التابع لنا يمثلهم 'زاهر فخري فخور'.. وعلاقتنا مع الإخوة الأقباط ثابتة وراسخة منذ مائة عام أو يزيد.
إذا كان الأمر كذلك.. فماذا فعلتم لمواجهة تداعيات ماجري؟
أجاب.. لقد دعونا المجلس الشعبي المحلي لكل القري المحيطة، وذلك للانعقاد يوم الخميس التالي للأحداث، واتصلت بالسيد 'حفظي صالح ميخائيل' بمجلس مدينة البياضية للتنسيق وحددنا موعدا بالمندرة التابعة لهم في اليوم التالي للصلح واحتواء الموقف ولكني.. وبعد الاتفاق علي ذلك جاءني اتصال تليفوني منه يقول فيه إن أحد المصابين بمستشفي الأقصر ويدعي 'صباح' ذراعه مكسورة، وتحتاج لتركيب شرائح وأن غالبية المسيحيين ذهبوا لزيارته.. وبالتالي يتعذر وجودهم في الموعد المحدد.
العديسي اعتقد أن ما أبلغه به 'حفظي صالح ميخائيل' بمثابة اعتذار عن اللقاء ثم وحتي تطورت الأمور بوفاة كمال شاكر مجلع، ثم جري الاتصال بأئمة المساجد بالمنطقة 'إمام العديسات بحري إمام ناحية سدناس سعد إمام نجع الفاوي إمام عزبة الطراخيم' حيث تم التنبيه علي الجميع بمراعاة الظروف.. التي تمر بها المنطقة في خطبة الجمعة.
وتأكيدا لما قاله نائب الشوري علي العديسي حول دور والده في احتواء أحداث عام 1971 التقينا بالحاج 'محمد الصالح رشوان' والذي كان رئيسا لمجلس قروي العديسات آنذاك.. بذاكرته الحية راح الحاج 'محمد الصالح رشوان' يروي وقائع ما جري آنذاك قائلا: في العام 1971 حضر المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي بمحافظة قنا.. في هذا الوقت حاول المسيحيون إقامة كنيسة في العديسات واستفز الأمر جماعة من المسلمين فقاموا بهدم المبني، وحين وصل الأمر إلي مسامع محافظ قنا آنذاك اللواء أحمد عبد السلام توفيق حضر للعديسات علي الفور وبصحبته 'مطران قنا' واستعنا بالمرحوم الحاج عبد العزيز العديسي والد النائب علي العديسي الذي راح علي الفور يوجه دعوة لكافة المسيحيين، وكذا المسلمون بالعديسات والقري المجاورة والقيادات الشعبية في المنطقة. وكان من ضمنها الشيخ 'مهدي الطنري' أمين الاتحاد الاشتراكي بالطود، حيث تمكن من عقد صلح حضره المحافظ ومطران قنا، يومها قال المحافظ إن هذه الاستراحة، أو المضيفة للسيد المطران يحل فيها ضيفا كلما جاء إلي العديسات وقد تم الصلح، وعاد السلام والوئام إلي العديسات إلي أن حدث ما حدث مؤخرا بين الطرفين.
ولم يكن ما جري يوم الأربعاء 18 يناير الجاري سوي سحابة صيف بين الأشقاء يحاول البعض استثمارها لتحقيق مصالح وأهداف بعينها.. ولعل ذلك ما يؤكده 'عادل عطا الله بطرس' الذي يؤكد أن ما يحدث هو أمر جديد علي المنطقة الهادئة، وأن ما حدث هو فتنة من 'ناس برة البلد' حسب وصفه.. أما 'أديب إلياس دميل' فينفي الاتهامات الموجهة للحاج علي العديسي نائب الشوري ويثني علي تبرعه ببناء المدارس التي تضم المسلمين والمسيحيين معا.. ويعتبر أن ما يثار الآن يستهدف إحداث الفتنة.
في المقابل يري 'رشدي أشعيا حنا' وكيل المجلس الملي بالأقصر أن ما حدث في العديسات كان أمرا منظما، ومخططا، متهما في قطع الكهرباء لحظة وقوع الأحداث بأنه موظف يعمل في إدارة الكهرباء، ويقول إن الخفراء المكلفين بالحماية هم أول من بدأوا الضرب.
وحول الاتهام الموجه للنائب علي العديسي بالتحريض علي الأحداث قال وكيل المجلس الملي: نحن لا نتهم العديسي ولكنه كان متهاونا.. ولذا تجب محاسبته، خاصة أنه كان بصحبة مدير الأمن قبل وقوع الأحداث 'سألنا عن حقيقة هذا الأمر فتبين لنا علي سبيل القطع أن النائب علي العديسي لم يكن بصحبة مدير أمن الأقصر'.
يمضي رشدي أشعيا حنا معبرا عن استنكار المجلس الملي لما جري من أحداث، ويوجه انتقادات لأجهزة الأمن التي أوقفت جنازة 'كمال شاكر مجلع علي بعد 50 مترا فقط وطلبت من القساوسة الذين جاءوا للمشاركة في تشييع الجثمان وفي مقدمتهم الأنبا يؤانس سكرتير البابا شنودة بركوب السيارات حتي مكان الدفن مشيرا إلي أن ذلك الموقف هو الذي دفع آلاف المسيحيين الذين احتشدوا في الجنازة إلي الهتاف 'كيراسيون' أي يارب ارحمنا.
وقد عبر وكيل المجلس الملي عن الاعتراض علي التصريح الذي أدلي به اللواء سمير فرج رئيس المجلس الأعلي لمدينة الأقصر عشية الأحداث، والذي قال فيه إن الصلح قد تم بين المسلمين والأقباط.. مشيرا إلي أن هذا التصريح كان سببا في رفض قيادات الكنيسة طلبه حضور الجنازة والمشاركة في العزاء.
وعما تردد عن محاولات تجري للصلح بين الجانبين قال إنه سوف يتم الصلح في المطرانية بحضور أعضاء مجلسي الشعب والشوري، وبعيدا عن شعب الكنيسة وهذا أمر يضرنا كثيرا لأنه من غير المعقول والكلام لرشدي أشعيا حنا تضربني في الشارع ثم نتصالح في المطرانية.. لأن أهل العديسات الذين تعرضوا للاعتداء هم أصحاب الحل والعقد في هذا الأمر، وبالتالي فالصلح يجب أن يتم في نفس المكان وبحضور المضارين وترضيتهم.. فهناك حالة من الفزع لاتزال قائمة.. وتريد الشعور بأن المواطنة الكاملة قد عادت إلينا.. فالمسألة ليست اعتذارات، ومصالحات ولكن إصلاح الخطأ حتي تعود الأمور لما كانت عليه قبل الأحداث حتي نفوت الفرصة علي من يتربصون بنا في الخارج.
وتساءل وكيل المجلس الملي عن تقاعس الشئون الاجتماعية التي لم تتحرك حتي الآن لمساعدة المضارين.
وعن رأيه في حقيقة الإعلان عن الاحتفال بالعيد بناء علي اتصال من الأنبا يؤانس سكرتير البابا قال إن الأمر كان يتطلب معالجة مختلفة، فمن المفترض حتي في حالة صدور تصريح للكنيسة أن يتم الانتظار لأربعة أيام.. لكن أن يبلغ ممدوح فيليب الأب 'صارابامون' بالأمر ويجري اتخاذ قرار بالصلاة علي الفور.. ففي هذا تسرع.. وأنا والكلام لرشدي أشعيا حنا أؤيد ما أعلنه 'إيميل الشعولي' صاحب فندق 'إيميلو' ووكيل وزارة العدل سابقا حينما قال للأنبا يؤانس: لو أنت عاوز تفتح كنيسة تعال وقف فيها لمدة أسبوع علي الأقل علشان يتعملك حساب'.
يبقي القول إن ثمة لغطا واكب الأحداث استهدف صب المزيد من الزيت علي النار المشتعلة.. ومن ذلك تعمد البعض الزج باسم اللواء مجدي أيوب اسكندر محافظ قنا 'القبطي' والزعم أنه هو الذي منح التصريح لافتتاح الكنيسة في العديسات' مع أن الجميع يعرف أن محافظ قنا لا علاقة له أصلا بالمنطقة محل النزاع، التي تتبع إداريا الدكتور سمير فرج رئيس مدينة الأقصر، كما أن المعروف عن اللواء مجدي أيوب إسكندر ورغم أنه مسيحي أرثوذكسي.. إلا أنه لا يتدخل أبدا في مثل هذه المسائل.
كما أن محاولة الخلط بين الطفل جرجس أسعد الذي توفي لأسباب 'مرضية.. والقتيل كمال شاكر مجلع، واستغلال تشييع جثمانيهما معا من الكنيسة للادعاء أن الضحايا اثنان هو ترويج في غير محله.
وقد دفعت التطورات المتسارعة إلي عقد اجتماع طارئ يوم الخميس الماضي في الأقصر حضره العديد من القيادات الأمنية والشعبية للبحث في إجراء مصالحة لتجاوز الأحداث الأخيرة وذلك وسط مساع محمومة تتسارع علي أن الصعيد وقد كان من المقرر أن يشارك الأنبا 'بيمن' اسقف نقادة وتوابعها والذي يشرف علي المنطقة منذ قرار البابا عزل أسقف الأقصر وتوابعها 'الأنبا أماتيوس' إلا أن الأنبا 'بيمن' اعتذر عن الحضور، مشيرا إلي أنه في حاجة للتشاور مع البابا شنودة الثالث وقيادات الكنيسة أولا قبيل اتخاذ أية خطوات في هذا الشأن.
وبالفعل توجه الأنبا 'بيمن' الخميس الماضي إلي القاهرة للتشاور مع القيادات الكنسية.. فيما الجميع في الأقصر والعديسات ينتظرون طي الصفحة التي أثارت غبارا ما كان له أن يحدث في تلك الأجواء العاصفة.

وجريده الاهالى
فضيحة في الأقصر


قيادات الحزب الوطني تحرض علي الفتنة
عضو مجلس شعب سابق يشعل النيران في المنازل
تشير الدلائل إلى أن من أشعل فتيل الازمة الطائفية فى الاقصر قيادات فى الحزب الحاكم منهم أحدهما عضو مجلس شوري حالي والآخر عضو مجلس شعب سابق. و كانت قرية العديسات بالأقصر تعيش في تراحم بين مسلميها وأقباطها حتي أطلت رأس الفتنة.. و أصل الحكاية أن القرية بها كنيسة للطائفة الانجيلية ويقع علي بعد أمتار منها مضيفة للأقباط الأرثوذكس كانت تقام فيها الصلوات منذ ثلاثين عام. وبعد اتصالات مع المسئولين، حصل رعاة الكنيسة علي موافقة وتصريح بتجهيز المضيفة لإقامة صلاة عيد الغطاس وبمباركة من البابا شنودة تم تعليق صليب فوق الكنيسة. وحسب رواة شهود عيان، توجه وفد من مديرية الأمن وطلب إزالة الصليب ومنع إقامة شعائر صلاة عيد الغطاس بدعوي أنه لا توجد قوة كافية لحفظ الأمن وتوترت الأجواء بعد رفض أحد كهنة الكنيسة إعطاء مفتاح المضيفة لرجال الأمن للإطلاع علي ما بداخله.
علي إثر ذلك، انتشرت شائعة بين الأهالي بأن المضيفة تحولت فجأة إلي كنيسة. وتحرش بعض المواطنين بالأقباط وبدأوا في إلقاء الطوب وكرات النار علي مبني المضيفة. وقال شاهد عيان أن عضو مجلس الشعب السابق كان يقوم بنفسه بإشعال النيران في المنازل المجاورة للمضيفة وأن عضو مجلس الشوري كان المحرض الرئيسي علي هذا الهجوم المباغت. وتجمهر نحو 700 شخص وحاولوا هدم المضيفة. وهنا تحرك الأقباط دفاعاً عنها واعتلي النساء والشباب والأطفال المضيفة، وبدأوا في إلقاء الحجارة علي المتجمهرين.. في الوقت الذي انتشرت فيه الغوغاء واقتحموا نحو 20 منزلاً ونهبوا محتوياتها بما في ذلك المواشي وقاموا بقطع الكهرباء والمياه عن القرية. وعندما استدعيت المطافئ منعوها من دخول القرية. وبعد أن تمكنت سيارات الإطفاء من الدخول، قامت بدور المتفرج بعد قطع المياه!!
حدثت الصدامات في الوقت الذي كان يستعد فيه الأقباط لإقامة صلاة عيد الغطاس واستمرت علي مدي 5 ساعات، احترقت خلالها منازل واتلفت زراعات ونفقت مواشي وأغنام.. بينما حضرت قوات الأمن متأخرة وبدأت في إلقاء قنابل مسيلة للدموع.
أدت الأحداث إلي وفاة كمال شاكر مجلع وشيعت جنازته بعد إقامة الصلوات عليه بالكنيسة ذاتها في الخامسة من فجر السبت الماضي. وأعلن تقرير مستشفي الأقصر الدولي أن طفلا عمره 9 سنوات قد توفي أيضا أما الإصابات فشملت ثابت أسعد ناروز وياسر محمد ربيع ومحمد أمير علي ويعقوب أنور راغب وميشيل أنور راغب وجرجس ويصا وناروز عبد الملاك وشنودة زخاري وفريد زخاري ووجيه فوزي ورائد شرطة أحمد حسني وجنديين من الأمن المركزي.
وتتراوح الإصابات ما بين كدمات وجروح قطعية واشتباه في الكسور بالضلوع واختناق بالغاز علي إثر اشتعال الحرائق وغازات القنابل المسيلة للدموع.
وإزاء تلك التطورات، سارع الدكتور سمير فرج، رئيس المجلس الأعلي للأقصر، بالاعتراف بأنه يوجد تقصير أمني وبأن المعالجة للموضوع كانت دون المستوي، وأعرب عن مخاوفه من انعكاس ذلك علي حركة السياحة بالأقصر، كما أشار إلي وجود أطراف خفية كانت تعبث في الخفاء ونجحت في تفجير الموقف. وتم القبض علي أكثر من أحد عشر فردا من المسلمين والأقباط وإحالتهم إلي النيابة العامة بالأقصر حيث بدأ التحقيق، وقد وجه شهود عيان اتهامات صريحة لقيادة بالحزب الوطني بأنه لعب دورا رئيسيا في التحريض علي وقوع الفتنة وحسب قول المصدر إن والده منذ 30 سنة قام بهدم تلك الكنيسة وهو بدوره يواصل إثارة الفتنة ويحرض المسلمين علي الأقباط وهناك اتهام آخر لعضو مجلس شعب سابق كان يعقد اجتماعات يومية مع الشباب ويحثهم علي منع إقامة مشروع الكنيسة، كما إنه من بين الروايات .. قد كان المسيحيون يقيمون الصلوات في ذلك المكان بشكل منتظم منذ ثلاثة شهور تحت حراسة من قوات الأمن علي اعتبار أن ذلك المكان هو كنيسة قائمة وأن القرار الجمهوري الأخير أتاح ذلك للأقباط وقاموا بعمل ترميمات للمكان وإعداده بشكل لائق لإقامة الأعياد الميلادية معتبرين أن إقامة الصلوات لا تحتاج إلي تصريح بل وطلبوا من قوات الأمن عشية تفجر الأحداث التي تصادفت مع عيد الغطاس توفير الحماية وتأمين المكان، وهو ما لم تقم به قوات الأمن. ومن بين الأمور التي ساعدت علي تفجر الموقف بيان المجلس الملي الذي أكد بأن افتتاح الكنيسة قد تم بطريقة سيئة وأن المجلس لم يكن يعلم شيئا عن فتح تلك الكنيسة ولو كان يدرك ذلك لوجه الدعوة إلي احتفال يشارك فيه الأقباط والمسلمون في هذه المناسبة لكي تسود الأخوة والمحبة بين الطرفين.
***************************************************
هوامش علي الأحداث :
> شيعت جنازة المواطن /كمال وسط حماية أمنية مشددة شارك فيها أكثر من 5000 قبطي و100 راهب من مختلف كنائس صعيد مصر، كما شوهد العديد من مراسلي وكالات الأنباء العالمية ولم يشارك أعضاء مجلس الشعب والشوري في تقديم واجب العزاء وبقي الدكتور سمير فرج - رئيس المجلس الأعلي بمكتبه يتابع الموقف ، وأعلن أن رجال الدين المسيحي والإسلامي اتفقوا علي إنهاء جميع الخلافات والاحتكام إلي القنوات الشرعية عند حدوث أي خلاف.
> أعضاء المجالس الشعبية المحلية عقدوا اجتماعا طارئا بمجلس قروي العديسات وأصدروا بيانا أكدو ا فيه أن الوضع هادئ ومستقر
.***************************************************************************************

 المسلمون يحرقون منزل شحاتى خليل جرجس

أسم على العديسى عضو مجلس الشعب  يطفوا فى أحداث أخرى فى المنطقة

ثالث حادث للفتنة الطائفية خلال أسبوعين.. ونواب يطالبون بإجراء حوار وطني لمنع التصعيد
فرضت سلطات الأمن المصرية طوقا أمنيا على قرية الشعب بمحافظة قنا خوفا من اندلاع أحداث عنف طائفية إثر تردد شائعات عن قيام بعض الأقباط بنشر رسائل تسيء إلى الإسلام والرسول الكريم في القرية، لكن اللواء هارون محمد حسن مدير أمن قنا نفي وجود أي أحداث عنف طائفية في القرية.
وباشرت نيابة إسنا التابعة لها قرية الشعب التحقيق في اشتعال النيران في منزل المواطن القبطي شحاتة خليل جرجس الذي نفى في التحقيقات قيام مسلمين بإشعال النيران في منزله، وقال إن شررا تطاير من فرن ريفي لجاره القبطي حنا جاد الله تسبب في اشتعال النيران بأكوام "القش" أعلى سطح منزله.
وأوضح مدير أمن قنا أن الحريق تزامن مع سريان شائعة بالقرية عن قيام أحد الأقباط بالإساءة للدين الإسلامي، مما أثار قلق الطرفين وخوفهم من وجود محاولة إثارة الفتنة وقاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية التي انتقلت على الفور إلى القرية واتخذت الإجراءات الأمنية اللازمة في مثل هذه الحالات، بينما أكد عمدة القرية نوبي عبد اللاه وراعي الأقباط الأرثوذكس بالقرية القص دميان أن أهالي القرية تجاوزوا تلك الأحداث بحكم ما يجمع بين مسلميها وأقباطها من محبة، وطالبا برحيل الأمن من قريتهم.
في سياق متصل، قال النائبان علي الباسل وطاهر أبو حزين عضوا مجلس الشعب وعلي عبد العزيز العديسي عضو مجلس الشورى إن ملابسات ما جرى في قرية الشعب والأحداث التي سبقتها في قرية العديسات المجاورة تؤكد وجود قوى خفية تسعى لزرع الانشقاق وإثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط في قرى الصعيد عبر توزيع منشورات ونشر شائعات كاذبة محذرين من إمكانية انتقال الاحتقان إلى قرى أخرى بعد العديسات والشعب.
وطالب النواب الثلاثة بضرورة فتح حوار وطني بين عنصري الأمة المصرية في القرى والمدن حول المسكوت عنه في العلاقة بين المسلمين والأقباط ومواجهة أية احتقانات قبل تصاعدها من خلال حوار فكري هادئ وتفعيل دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في الحفاظ على وحدة الوطن
****************************************************************************************

 تعزية قداسة البابا
في تجنيز الشهيدين المباركين كمال شاكر مجلع، والطفل جرجس أسعد شحات


يقدمها نيافة الأنبا يوأنس

"إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر، لأن فوق العالي عالياً يلاحظه والأعلى فوقهما" (الجامعة 5 : 8 )

كلمة التعزية التي نقلها صاحب النيافة الأنبا يوأنس نيابة عن صاحب القداسة البابا شنودة الثالث في تجنيز الشهيدين المباركين كمال شاكر مجلع، والطفل جرجس أسعد شحات شهيدا أحداث كنيسة العذراء بقرية العديسات بحري بالأقصر يوم السبت 13 طوبى 1722 ش الموافق 21يناير 2006 م

***************
أنقل إليكم تعزيات قداسة البابا شنودة الثالث الذي تأثر كثيراً مما حدث وأفد الأباء الأساقفة الأجلاء أصحاب النيافة الأنبا هدرا والأنبا بولا والأنبا بيمن وضعفي لمشاركتكم مشاعركم المقدسة ، وكان قداسته معنا في الأحداث منذ الأحد الماضي أحب أن أكلمكم في ثلاث نقاط : أولاً : أكلمكم عن الكنيسة . يوم الأحد الماضي ظهراً تم الأتفاق مع قداسة البابا أجي أصلي في هذه الكنيسة يوم الإثنين ، ولكن لم يأذن الله، وليس سوى الله ، وأبونا صرابامون جه صلى يوم الثلاثاء ولكن الله كان قد أعد أن يتم إفتتاح هذه الكنيسة أفتتاحاً مهيباً في السماء ، فتكون أول صلاة تصلى في هذه الكنيسة بحضور أربعة من الأباء الأساقفة الأجلاء ، وفي الحقيقة هذا أول قداس نصليه معاً ويشترك معنا حوالي ثلاثين من الأباء الكهنة ، وفي يوم عيد سيدي ، فافتتاح الكنيسة أصبح إحتفالاً مهيباً .
وهذه الكنيسة أنا أعتبرها من أقدس كنائس الإيبارشية لأن أساساتها إتزينت بدم الشهداء ، إوعوا تفتكروا إن أساس الكنيسة أسمنت وطوب . أبداً . لكن أساس هذه الكنيسة مزين بدم الشهداء . فنشكر الله على كل حال الذي جعل إفتتاح هذه الكنيسة إفتتاحاً مهيباً في يوم عيد سيدي وقد تزين أساسها بدم هؤلاء الشهداء.
أما الموضوع الثاني اللي عاوز أتكلم عليه هما هؤلاء الشهداء . يا أحبائي إحنا النهاردة في منظر أرضي اللي هو قعدتنا ديه بنبكي الشهداء، ولكن في منظر تاني منظر سماوي. القصة مختلفة تماماً. يا أحبائي إن هذين الشهيدين لما طلعوا في السماء في أماكن الشهداء حصل شىء من الأنبهار. لأن الناس الأبرار درجات والشهداء دول أعلى درجة ولو قدر للشهيد كمال إنه يكلمنا دلوقتي من السماء لكان يكلمنا بحاجة تاني خالص، فالمشهد السمائي يا أحبائي إنهم دخلوا في حالة عرس حقيقي.
كان في ولد في أحداث الكشح إسمه وائل، وأنا رحت بعد الحادثة على طول أزور بيته وأسرته وبعد ما صليت هامشي، جات لي أخت وائل كانت بنت عندها ست سنين قالت لي يا سيدنا وديني عند وائل، أنا كنت هاجهش في البكاء ومسكت روحي، قالت لي أنا قلت لأبويا وأمي وكل الناس يودوني عند وائل وهما مش عايزين إنت تقدر توديني يا سيدنا، ولسة حاتكلم قالت لي أصل أنا إمبارح حلمت حلم إن أنا دخلت بيت جميل خالص مش عارفة أوصفهولك أحلى من بيتنا ده وشفت فيه واحد قاعد منور ووائل قاعد في حضنه مبسوط وفرحان فاصحيت قلت لبابا أنا عاوزة أروح عند وائل لأن البيت اللي قاعد فيه أحلى من بيتنا ده. فا في منظر أرضي ومنظر سمائي، الأرضي إن إحنا بنبكي وائل والمنظر السمائي إن ربنا فتح عنين أخته اللي بتقول عاوزة أروح لوائل، فإذا أنفتحت أعين قلوبنا يا أحبائي لكنا نتمنى أن نكون في مرتبة هؤلاء الشهداء.
الراجل ده ـ ويشير نيافته على النعش ـ كان راجل طيب وبتاع ربنا. قطعاً لولا إن ربنا أعطاله هذه الكرامة اللي كلنا بنتمناها مع الشهداء.
أذكر كويس خالص يوم نياحة طيب الذكر الأنبا مينا رئيس دير مارمينا سمعت الأنبا أثناسيوس المتنيح مطران بني سويف ينعي الأنبا مينا وكان قدامه أربع رهبان بيبكوا زي الأطفال، قال كلمة مش قادر أنساها. قال أنا شايف منظر أرضي ومنظر سماوي. المنظر الأرضي الرهبان عمالة تبكي، المنظر السمائي لست أدري يا أحبائي كيف أستقبل البابا كيرلس ـ في السماء ـ حبيبه الأنبا مينا وهنأه بسلامة الوصول إلى السماء. بالضبط وائل اللي في أحضان ربنا وائل اللي شافته البنت جزء من الحقيقة اللي مداركها تحتمله، إنما مجد الشهداء يا أحبائي حاجة تانية خالص. فنحن نهنىء هذا الشهيد المكرم وهذا الطفل الملاك سلامة وصولهم مش بس للسماء لكن للمكان المتميزة للشهداء .
تالت نقطة عاوز أكلمكم فيها هو إحنا نحن أولاد الله محفوظين في يده المقدسة ولا يقدر أحد أن يمس أولاد الله إلا بسماح من الله "من ذا الذي قال فكان والرب لم يأمر" كل شىء بسماح من ربنا، إنما يا أحبائي نحن محفوظين في يد الله. أليشع النبي قام جيش يحارب المكان اللي كان يه فالتلميذ بتاعه إترعب وقاله "أه يا سيدي كيف نعمل فقال لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم" "فقال أليشع إفتح يا رب فيبصر ففتح الرب عيني الغلام فأبصر" وربنا قال في سفر الجامعة (5 : 8 ) "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر، لأن فوق العالي عالياً يلاحظه والأعلى فوقهما" مانخفش أبداً نحن يا أحبائي محفوظين في يد الله عاوزكوا تفتكروا الكلام ده كويس، إوعوا تفتكروا إن إحنا بنعيش في وسط العالم بالقوة البشرية. لا أبداً. إحنا بنعيش بالإيمان واللي بيحمينا هو الله ومحدش يقدر يقرب مننا إلا بسماح من الله. مهما كان، لو الملك قال إرموا الثلاثة فتية دول في الأتون وحموا الأتون سبعة أضعاف بعد ما يرموا الثلاث فتية دول فالساكن في السموات يضحك بهذا الملك، وينزل ربنا في شكل ملاك ويحيط بالثلاث فتية ومش بس كده ويصنع في وسط لهيب النار ده تكييف صاقع، ويحاوطهم كده في حضنه، يبص الملك يلاقي الثلاثة بقوا أربعة والرابع شبيه بإبن الآلهة، قال الملك مين دول؟ فقالو له دول أولاد الله. لو الملك عاوزهم يبقوا في أتون النار وربنا مش عاوز يبقى لأ ، وربنا يجي ويحافظ عليهم ويحميهم. إحنا واثقين إن ربنا هو اللي بيحمينا، مش عاوز حد فيكم يخش في قلبه ريحة خوف أبداً. ليه ؟ لأننا أولاد الله عشان كده أنا قلت في أول كلمي لم يأذن الله أن تكون الصلاة يوم الإثنين وماقلتش لم يأذن بشر لأن معاملتنا ليست مع البشر إنما مع الله، الله هو الذي يأمر التراب والرماد، حاشا أن تكون أمورنا ومصائرنا في يد بشر. حاشا. لأننا أولاد الله. فلم يشأ الله أن يكون الأفتتاح يوم الإثنين إنما شاء أن يكون الأفتتاح النهاردة. إفتتاح روحاني مهيب سمائي في وجود أربعة من الأساقفة وأكثر من ثلاثين كاهناً في هذا العيد السيدي وقد تزين أساس الكنيسة بدم هذين الشهيدين اللذان هما الآن في مكان متميز للغاية، وربنا يديكم طولة العمر وما نطلع السماء هانشوف المكان ده متميز إزاي فنشكر الله على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال، ونودع روحي هذين الشهيدين إلى السماء واثقين أننا محفوظين في يدي الله. أنا شخصياً كل ما هاجي هاخد بركة هذه الكنيسة. مرة ثانية أنقل إليكم تعزيات قداسة البابا شنودة، الذي أرسلني خصيصاً وقال لي "تنقل تعزياتي وتقول لهم إننا محفوظين في يدي الله، الله يبارك حياتنا جميعاً الذي له المجد الدائم إلى الأبد أميـــــن

*****************************************************************************************

جددت‏ ‏نيابة‏ ‏قنا‏ ‏حبس‏ 12 ‏متهما‏ ‏في‏ ‏الأحداث‏ ‏الطائفية‏ ‏التي‏ ‏جرت‏ ‏بقرية‏ ‏العديسات‏ ‏جنوب‏ ‏الأقصر‏ ‏في‏ ‏النصف‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏يناير‏ ‏الماضي‏ ‏وراح‏ ‏ضحيتها‏ ‏مواطن‏ ‏قبطي‏.‏ووجهت‏ ‏النيابة‏ ‏للمحتجزين‏ ‏تهم‏ ‏الضرب‏ ‏والاشتراك‏ ‏في‏ ‏القتل‏ ‏والإتلاف‏ ‏المتعمد‏ ‏لممتلكات‏ ‏الغير‏ ‏ومقاومة‏ ‏السلطات‏,‏وتم‏ ‏عرض‏ ‏المتهمين‏ ‏علي‏ ‏النيابةالخميس‏ ‏الماضي‏ ‏وسط‏ ‏تدابير‏ ‏أمنية‏ ‏مشددة‏. وطنى بتاريخ 12/3/2006م السنة 48 العدد  2307
****************************************************************************************

 محاولة قتل مواطن قبطي حرقاً قريب كاهن الكنيسة داخل سيارته عند مدخل العديسات

وصلتنا اخبار يوم 19 / 3/2006م المواطن القبطي السائق موسي دانيال سيارة أجرة الأقصر رقم 2394 ، ملك إلياس شحات وهو في حالة حرجة بمستشفي الأقصر الدولي بعد اشتعال السيارة وهو بداخلها عند مدخل العديسات في طريق عودته لمنزله وقد وقع الحادث حوالي الساعة 11 ونصف مساءً . ومن المعروف أن موسي دانيال قريب لكاهن كنيسة الأم دولاجي .

 

الفهرس