عدم التصريح أو تعويق مشروعات الكنائس الخيرية
جريدة وطنى الأحد 2/ 7/ 2006 م السنة 48 العدد
2323 قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها - (127) لماذا
يكمن الخلاص في القانون الموحد لبناء دور العبادة؟ -(3) بقلم
يوسف سيدهم : أسيوط-مركز القوصية-قرية المنشأة الكبري:
هذه القضية لا تتصل ببناء كنيسة أو تجديدها أو ترميمها,إنما
الأمر يخص الاحتياج لبناء بيت للمسنين تابع لكنيسة السيدة
العذراء بقرية المنشأة الكبري-القوصية-أسيوط...وهذه القضية ليست
جديدة علي ملف الأمور المسكوت عنها فقد تناولتها مرتين في
السابق الأولي في الحلقة رقم (29) بتاريخ 2 / 2 / 2003,والثانية في
الحلقة رقم (44) بتاريخ 22 / 6 / 2003,وكنت أعتقد أن القضية تم
حلها وجار بناء بيت المسنين إلا أن صرخات راعي الكنيسة
لاتزال تدوي في الوادي من جراء الغبن الذي حاق بهذا المشروع
والإدارة التي تتنكر له حتي يومنا هذا.
قد يتساءل البعض:وما هي المشكلة في إقامة دار للمسنين؟,وأقول
بالطبع لا توجد مشكلة,لكن إذا كانت دار المسنين تابعة
للكنيسة -حتي لو لم تظهر عليها أي أعراض كنسية- فقدرها أن
تسير في نفس طريق الآلام وتخضع لنفس الإذلال والمهانة التي
تتعرض له أوراق الكنائس ومشروعاتها الخدمية.فيجب أن تبارك
السلطة الأمنية المشروع أولا بعد أن تقوم تبرئته من تهمة
مسبقة هي التستر وراء بيت المسنين لإقامة كنيسة!! ثم بعد ذلك
يمكن للمشروع السير في إجراءات الترخيص مثله مثل باقي المباني
ومشروعات دور المسنين.
مشروعنا تتضح من رسوماته وتصميماته المعمارية طبيعته الوظيفية
كدار للمسنين,بدأت رحلته مع الإجراءات في 18 / 3 / 2002 بطلب
مقدم لمحافظ أسيوط للموافقة علي إحلال وإقامة بيت للمسنين علي
قطعة الأرض المجاورة للكنيسة بدلا من المبني المقام عليها
والذي أصدرت بشأنه الإدارة الهندسية التابعة للوحدة المحلية
تقريرا في 1 / 4 / 2002 يفيد بتداعيه وضرورة إحلاله وتجديده.وبدلا
من المضي قدما في ترخيص المبني الجديد تم إحالة الأوراق
بتاريخ 6 / 4 / 2002 إلي مباحث أمن الدولة بأسيوط لإبداء رأيها!!
وجاء الرد من مباحث أمن الدولة في 23 / 4 / 2002 بالرفض مع
تعيين حراسة علي المكان -ليس لحمايته أو حفاظا علي حياة
المترددين عليه إنما للتأكد من عدم الإقدام علي هدم أو بناء
طوبة فيه- بدليل استدعاء المباحث لراعي الكنيسة وأخذ التعهد
اللازم منه بعدم إقامة أي منشآت!!!
استبد القنوط براعي الكنيسة وأرسل عدة استغاثات احتجاجا علي تلك
الأوضاع إلي كافة المسئولين بالدولة صعودا إلي مكتب رئيس
الجمهورية,فما كان من نتيجة ذلك إلا استدعاؤه مرة أخري إلي
إدارة مباحث أمن الدولة بأسيوط وأخذ تعهد مرة أخري منه بعدم
إقامة أي منشآت علي الأرض.واستمر راعي الكنيسة في الاحتجاج
لدي المسئولين علي هذا الواقع البغيض,الأمر الذي يبدو أنه
تسبب في إحراج الأجهزة الأمنية,فما كان منها إلا أن ادعت
أن تحرياتها تفيد بوجود نزاع بين المسلمين والمسيحيين علي
ملكية الأرض المراد بناء بيت المسنين عليها!!! هذا بالرغم من
أن ملكية الكنيسة لقطعة الأرض ثابتة وموثقة والمبني المتهدم
القائم عليها لا يوجد أي نزاع بشأنه أو خلاف بين أهل
المنطقة علي تبعيته للكنيسة,لكن للأسف ذلك وجه من أوجه
الحصانة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية عنما يحق لها إلقاء
الادعاءات دون رقابة أو مساءلة وعلي المتضرر تبرئة نفسه
منها!!
استطاع راعي الكنيسة أن يثبت عدم وجود نزاع علي قطعة
الأرض,بل فوق ذلك نجح في الحصول علي إقرار موقع من أعضاء
المجلس المحلي بقرية المنشأة الكبري يفيد بأن العلاقات
الاجتماعية والإنسانية بين أهالي القرية -مسلمين ومسيحيين- علاقات
طيبة تجمعهم أواصر المحبة والوئام والمشاركة,ولا يوجد نزاع
بينهم علي المبني القديم المراد هدمه لجعله بيتا للمسنين
والعجزة لرعايتهم صحيا ونفسيا واجتماعيا,وأن المشروع لا يعدو
أن يكون عملا خيريا يباركه ويشجعه المجلس وجميع أهل القرية.
لم يفلح كل ذلك في زحزحة الأجهزة الأمنية عن عنادها ورفضها
للمشروع,وطبعا وقفت الأجهزة المحلية خاضعة عاجزة عن الترخيص به
طالما الأمن يرفض-المحافظ غض النظر عن موافقته,والإدارات
الهندسية المحلية ابتلعت تقريرها الذي يؤكد خطورة حالة المبني
وضرورة إحلاله وتجديده وبقي الأمر كما هو عليه,وراعي الكنيسة
حفيت أقدامه ولا يكف عن الكتابة للمسئولين في هذا الشأن:في
11 / 10 / 2003 كتب للسيد جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب
الوطني الديموقراطي,في 3 / 1 / 2004 كتب للأستاذ إبراهيم نافع
بصفته رئيس المنظمة العربية لمناهضة التمييز,في 20 / 3 / 2004 كتب
إلي الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان,في 15
/ 5 / 2004 تفضل الأستاذ محمد جويلي رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوي
بمجلس الشعب بالكتابة في هذا الأمر إلي الأمين العام لمجلس
الوزراء مؤكدا علي أحقية طلب الكنيسة في بناء دار المسنين,في
20 / 12 / 2004 كتب راعي الكنيسة عارضا المشكلة علي الدكتور أحمد
نظيف رئيس مجلس الوزراء...فماذا أسفر عنه كل ذلك؟
في 1 / 3 / 2005 -بعد مرور ثلاث سنوات علي بدء رحلة أوراق هذا
المشروع- أرسل السيد اللواء مدير أمن أسيوط خطابا إلي السيد
العميد مأمور مركز القوصية هذا نصه:
ورد للمديرية كتاب الإدارة العامة للشئون الإدارية رقم (378 سري)
بشأن الالتماس المقدم من راعي كنيسة السيدة العذراء بالمنشأة
الكبري,لإزالة المنزل الكائن بذات الناحية وإقامة بيت للمسنين
بدلا منه والمرفق به محضر المعاينة من الإدارة الهندسية
بالقوصية المؤرخ 1 / 4 / 2002,وقد أفادت الشئون القانونية أنه
يترخص بإجراء الأعمال المطلوبة إذا ما تمت الموافقة عليها بعد
العرض علي السيد المحافظ وفقا لما انتهي إليه محضر المعاينة
المشار إليه,دون استصدار قرار جمهوري بالترخيص بها,وشريطة
التنسيق مع الإدارة الهندسية المختصة بالمحافظة والتيقن من أن
تلك الأعمال لن يترتب عليها أي عمليات هدم وإعادة بناء لمبني
الكنيسة ذاتها ودار المناسبات أو إجراء أي توسعات أو الخروج
عن نطاق الرسومات الهندسية والخرائط المساحية المرفقة بالأمر
الملكي رقم (5) الصادر في 8 / 6 / 1909 بالترخيص بالكنيسة والقرار
الجمهوري رقم (226) لسنة 1990 بالترخيص بإقامة دار المناسبات داخل
الكنيسة ذاتها.بأمل الفحص ونفاد.
ويتضح من الموافقة الأمنية أن الترخيص بالمبني الجديد لمشروع
دار المسنين أصبح قاب قوسين أو أدني,خاصة بعد أن أكدت
السلطة الأمنية علي ضرورة التحقق التام من عدم اقتراب الأعمال
الجديدة بأي صورة من الصور من الكنيسة أو دار المناسبات
(!!!),لكن هل صدر الترخيص المطلوب؟ لا لم يصدر واستمرت السلطات
المحلية في العرقلة والتسويف والمماطلة حتي جاء صباح الاثنين 18
/ 7 / 2005 وانهار فجأة المبني القديم المتهالك القائم في الأرض
المجاورة للكنيسة والمطلوب هدمه لإقامة دار المسنين...انهار
المبني من تلقاء نفسه ليريح ويستريح...يريح من عناء وتكلفة
هدمه ويستريح من أعباء السنين ومن وطأة المهانة والمذلة التي
وقف يراقبها عبر نصف قرن من الزمان لا لشئ إلا لكونه تابعا
لكنيسة...لم يرتكب المبني خطيئة ولم يخالف القانون وبقي يؤدي
الوظيفة التي أقيم من أجلها بكل تفان وإخلاص,لكنه لم يسلم
من السمعة السيئة التي لحقت به لمجرد أنه مجاور لكنيسة وتابع
لها!!!
وتحولت صرخات راعي الكنيسة من التماس الموافقة علي دار المسنين
إلي التماس موافقة محافظ أسيوط علي رفع الأنقاض الناتجة عن
انهيار المبني القديم ورفع إشغالات الطريق التي ترتبت علي
ذلك,ويبقي الأمر علي ما هو عليه في انتظار مجئ
الموافقات...راعي الكنيسة يتطلع إلي الموافقات والترخيص,أما أنا
فأقول لن يأتي الخلاص من هذا الواقع الفاسد إلا بصدور
القانون الموحد لبناء دور العبادة,حتي لا تكون في مصر دور
عبادة حسنة السمعة,ودور عبادة أخري سيئة السمعة.
*******************************
كنيسة الأنبا
برسوم العريان بقرية عرابة أبو عزيز-مركز المراغة-محافظة
سوهاج:
وهي كنيسة صغيرة مقامة منذ عام 1922,حوائطها من الطوب اللبن
وسقفها من العروق والألواح الخشبية وتنتشر فيها الشروخ والتصدعات
بفعل الزمن علاوة علي افتقارها إلي الخدمات المساعدة ودورات
المياه.وأصبح لزاما هدمها وإعادة بنائها بعد توسعتها وتجهيزها
بالخدمات الضرورية لتلبية احتياجات المسيحيين المترددين عليها
للصلاة والذين زاد عددهم بدرجة كبيرة علي مدي عمر الكنيسة
الذي يناهز الثمانين عاما.ولست أدري ما المشكلة في تحريك
أوراق هذه الكنيسة أو الموافقة علي صدور القرارات اللازمة
لهدمها والترخيص بإعادة بناء كنيسة جديدة متسعة ومجهزة بالخدمات
في مكانها طالما الأرض المقامة عليها تتسع لذلك,لكن الحديث
مع القائمين عليها يكشف واقعا مؤسفا لعرقلة السلطات ذلك وبقاء
أطلال الكنيسة القديمة علي ما هي عليه تنذر بالانهيار في أي
وقت آخذة معها أرواح من يشاء القدر وجودهم داخلها أو حولها .نقلاً
عن جريدة وطنى قراءة في ملف الأمور المسكوت
عنها-129 لماذا يكمن الخلاص في القانون الموحد لبناء دور
العبادة ؟ -5 بقلم:يوسف سيدهم يوم
الأحد 23/ 7/ 2006 م السنة 48 العدد 2326
*************************************
كنيسة الشهيد مارجرجس-مركز المراغة-سوهاج:
وهي حالة مماثلة لكنيسة الأنبا برسوم العريان وتوجد بالقرب منها
في ذات الناحية وتعاني نفس المصير لأنها مقامة في توقيت
مقارب لها وبأسلوب البناء الذي كان سائدا في ذلك
الوقت,وبالتالي فالحاجة ملحة إلي إعادة بنائها لتدعيم حوائطها
المتصدعة وأن يستبدل بسقفها الخشبي سقف من الخرسانة
المسلحة,وتلك الكنيسة أيضا تقف مستعصية علي جميع القرارات
الجمهورية التي صدرت للتيسير ولتمكين حل مشاكلها,لكن
استطاعتالأجهزة المعنيةالتي جاء ذكرها في القرار الجمهوري الأخير
رقم 391 لسنة 2005 أن تفرغ القرار من مضمونه!!! نقلاً
عن جريدة وطنى قراءة في ملف الأمور المسكوت
عنها-129 لماذا يكمن الخلاص في القانون الموحد لبناء دور
العبادة ؟ -5 بقلم:يوسف سيدهم يوم
الأحد 23/ 7/ 2006 م السنة 48 العدد 2326
************************************
كنيسة السيدة العذراء مريم بناحية الشيخ يوسف -مركز
المراغة-سوهاج:
وهذه الكنيسة تعرفها جيدا الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية بمركز
المراغة حيث قامت بمعاينتها علي الطبيعة وأصدرت بشأنها تقريرا
هندسيا في 2006/4/3 يؤكد أن حالتها تشكل خطورة علي المترددين
عليها وأنها تحتاج للإحلال والتجديد...لكن منذ هذا التاريخ لم
تصدر القرارات والتراخيص اللازمة-أتعرفون لماذا؟لأن تقرير اللجنة
الهندسية التابعة للوحدة المحلية تم إرساله إلي السيد العميد
مأمور شرطة المراغة.ولمن يسأل:ما علاقة مأمور شرطة المراغة
بالموضوع؟أقول له إن شرطة المراغة تتبعالأجهزة الأمنيةوهذه الأجهزة
يبدو أنها المقصودة بعبارةبعد العرض علي الأجهزة المعنيةالتي
وردت في نص القرار الجمهوري رقم 391 لسنة 2005 والتي سجلنا في
حينه توجسنا من قدرتها علي إبطاء وتسويف الأمور وعلي إفراغ
القرار الجمهوري من روح التيسير التي انطوي عليها.نقلاً
عن جريدة وطنى قراءة في ملف الأمور المسكوت
عنها-129 لماذا يكمن الخلاص في القانون الموحد لبناء دور
العبادة ؟ -5 بقلم:يوسف سيدهم يوم
الأحد 23/ 7/ 2006 م السنة 48 العدد 2326