الفصل الخامس إكرام العذراء ودوام بتوليتها
1- البروتستانت لا يكرمون السيدة العذراء ، ولا يطلبون شفاعتها وربما كرد فعل لمبالغة الكاثوليك في إكرامها ، يبالغون هم أيضاً في إكرامها ، حتي ليقول بعضهم أنها مثل قشرة البيضة لا قيمة لها بعد خروج الحي منها . وهم طبعاً لا يختلفون بأي عيد من أعيادها .
2- وتجرأ البعض فقلا أنها أختنا …
3- وبالأضافة إلي هذا يقولون إنها بعد ميلاد السيد المسيح عاشت مع يوسف النجار كزوجة وانجبت منه أولاداً تسموا { أخوة يسوع } أو أخوة الرب }.
4- وهو أيضاً يهاجمون بعض القاب تلقبها بها الكنيسة .
5- ومن مظاهر عدم إكرامهم لها ، أنهم بدلاً من تلقيبها بالممتلئة نعمة كما بشرها الملاك ، يغيرون الترجمة إلي { المنعم عليها }..
6- كذلك كثيراً ما يستخدمون لقب { أم يسوع } بدلاً من لقب والدة الإله { ثيئؤطوكوس }.
يكفي قولها الذي سجله الإنجيل { هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني }{لو48:1}. وعبارة { جميع الأجيال } تعني أن تطويب العذراء هو عقيدة هامة استمرت من الميلاد وستبقي إلي آخر الزمان .
ولعل من عبارات إكرام العذراء التي سجلها الكتاب أيضاً قو القديسة اليصابات لها { وهي شيخة في عمر أمها تقريباً } : { من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي . هوذا حين صار سلامك في أذني ، أرتكض الجنين في بطني }}لو44:1}. والعجيب هنا في عظمة العذراء ، أنه لما سمعت اليصابات سلام مريم أمتلأت اليصابات من الروح القدس {لو41:1}. مجرد سماعها صوت القديسة العذراء ، جعلها تمتلئ من الروح القدس .
والعذراء لم تنل الكرامة فقط من البشر ، وإنما أيضاً من الملائكة . وهذا واضح في تحية الملاك جبرائيل لها بقوله { السلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك . مباركة أنت في النساء }{لو28:1}. وعبارة{ مباركة أنت في النساء} تكررت أيضاً في تحية القديسة اليصابات لها {لو43:1}.
ونلاحظ أن أسلوب مخاطبة الملاك للعذراء فيه تبجيل أكثر من أسلوبه في مخاطبة زكريا الكاهن {لو13:1}.
وهنا نبوءات كثيرة في الكتاب تنطبق علي السيدة العذراء ، ومنها { قامت الملكة يمينك أيها الملك {مز9:45}. وفي نفس المزمور يقول عنها الوحي الإلهي { كل مجد ابنة الملك من داخل }{مز13:45}. فهي إذن ملكة وابنة الملك .. ولذلك فإن الكنيسة القبطية في أيقوناتها الخاصة بالعذراء ، تصورها كملكة متوجة ، وتجعل مكانها باستمرار عن يمين السيد المسيح له المجد .
والكنيسة تمدح العذراء في ألحانها قائلة { نساء كثيرات نلن كرامات . ولم تنل مثلك واحدة منهن }. وهذه العبارة مأخوذة من الكتاب { أم29:31}.
والسيدة العذراء هي شهوة الأجيال كلها ، فهي التي استطاع نسلها أن يسحق رأس الحية } محققاً أول وعد لله بالخلاص {تك15:3}.
والعذراء من حيث هي أم المسيح ، يمكن أن أمومتها تنطبق علي كل ألقاب السيد المسيح .
فالمسيح هو النور الحقيقي {يو9:1}. وهو الذي قال عن نفسه { أنا هو نور العالم }{يو12:8}. إذن تكون أمه العذراء هي أم النور . أو هي أم النور الحقيقي .
ومادام المسيح قدوساً {لو53:1} تكون هي القدوس ومادام هي المخلص ، حسبما قيل للرعاة {ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب }{لو11:2}. وحسب أسمه { يسوع } أي مخلص ، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم {مت21:1}. إذن تكون العذراء هي أم المخلص .
ومادام المسيح هو الله {يو1:1}}رو5:9}{يو28:20}. إذن تكون العذراء هي والدة الإله .
ومادام هو الرب ، حسب قول اليصابات عن العذراء { أم ربي }{لو43:1}. إذن تكون العذراء هي أم الرب . وبنفس القياس هي أم عمانوئيل {مت23:1}وهي أم الكلمة المتجسد {يو14:1}.
وإن كانت العذراء هي أم المسيح ، فمن باب أولى تكون أماً روحية لجميع المسيحيين . ويكفي أن السيد المسيح وهو علي الصليب ، قال عن العذراء للقديس يوحنا الرسول الحبيب { هذه أمك }{يو27:19}. فإن كانت اماً لهذا الرسول الذي يخاطبنا بقوله يا أولادي {1يو1:2}. فبالتالي تكون العذراء هي أم لنا جميعاً . وتكون عبارة { أختنا } لا تستحق الرد . فمن غير المعقول ولا المقبول أن تكون أماً للمسيح وأختاً لأحد ابنائه المؤمنين باسمه …!
إن من يكرم أم المسيح ، إنما يكرم المسيح نفسه . وإن كان إكرام الأم هو أول وصية بوعد{أف2:6} {خر12:20}{تث16:5}. أفلا نكرم العذراء أمنا وأم المسيح وأم أبائنا الرسل ؟! هذه التي قال له الملاك { الروح القدس يحلي عليك ، وقوة العلي تظللك . لذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعي أبن الله }{لو35:1}. هذه التي طوبتها القديسة اليصابات بقولها { طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب }{لو45:1}.والتي جميع الأجيال تطوبها …
وعبارة { مباركة أنت في النساء } التي قيلت لها من الملاك جبرائيل ومن القديسة اليصابات ، تعني أنها إذا قورنت بكل نساء العالم ، تكون هي المباركة فيهم ، لأنه لم تنل واحدة منهن مجداً نالته في التجسد الإلهي . ولا شك أن الله قد اختارها من بين كل نساء العالم ، لصفات فيها لم تكن تتوافر في واحد منهن .
ومن هنا يظهر علو مكانتها وإرتفاعها . لذلك لقبها اشعياء النبي بلقب { سحابة } أثناء مجيئها إلي مصر{أش1:19}.
ومن حيث سكني الله في العذراء ، في التجسد ، تسميها الكنيسة بالسماء الثانية وتشبهها بخيمة الإجتماع { القبة } أو قبة موسى .
ومن حيث سكني الله فيها ، تسميها الكنيسة { مدينة الله } أو صهيون كما قيل في المزمور { صهيون الأم تقول أن أنساناً وأنساناً صار فيها . وهو العلي الذي أسسها إلي الأبد} { أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله }{مز87}.
ولما كان السيد المسيح قد شبه نفسه بالمن باعتباره الخبز الحي النازل من السماء {يو58:6}. لذلك فالكنيسة تلقبها بقسط المن .
وكذلك من حيث بتوليتها تلقبها بعصا هارون أفرخت {عدد17}.
وقد شبهت العذراء بالمنارة الذهبية {خر25: 31-40}. لأنها تحمل المسيح الذي هو النور الحقيقي .
وشبهت أيضا بتابوت العهد {خز25: 10-22}، الذي هو مغشي بالذهب من الداخل والخارج رمزاً لنقاوة العذراء وعلو قيمتها . ولأنه من خشب السنط الذي لا يسوس الخبز الحي النازل من السماء
{يو58:6}. ولوحا الشريعة اللذان يرمزان إليه باعتباره كلمة الله { يو1:1}.
شبهت العذراء أيضاً بسلم يعقوب التي كانت منصوبة علي الأرض ، وواصلة إلي السماء . والعذراء أيضاً كانت تمثل هذه الصلة بين السماء والأرض ، في ميلاد المسيح . فكانت هي الأرض التي حلت فيها السملء ، أو كانت وهي علي الأرض تحمل السماء داخلها . {انظر تك12:28}. عن سلم يعقوب .
والعليقة التي رآها موسى ، والنار تشتعل فيها دون أن تحترق {خر3}. ترمز إلي السيدة العذراء التي حل فيها الروح القدس بنار اللاهوت ، دون أن يحترق .
وإن كان اتحاد اللاهوت بالناسوت في السيد المسيح ، يشبه باتحاد الفحم بالنار فإن مريم التي كانت تحوي داخلها هذا الاتحاد ، تشبه بالحمامة في بساطتها ، وفي حلول الروح القدوس فيها . والروح ظهر بشكل حمامة {مت16:3}. كما تشبه بحمامة نوح التي حملت إليه بشري الخلاص وروجوع الحياة إلي الأرض {تك8: 10،11}.
وما أكثر التشبيهات والرموز التي تشير إلي العذراء في الكتاب المقدس وفي طقوس الكنيسة ، يعوزنا الوقت أن نسردها جميعاً . وكلها تعتمد علي نص كتابي . بل أنها تشبه بالكنيسة . وبعض النبؤات تطبق علي العذراء وعلي الكنيسة في نفس الوقت .
المهم أن الكنيسة تكرم العذراء لحلول الروح القدس ولأنها والدة الإله ولأنها بتول دائمة البتولية ، ولقداستها وشهادة الكتاب عنها ، ولأن الرب نفسه قد أكرمها كما تكرمها الكنيسة كذلك من أجل معجزاتها وظهوراتها المقدسة .
وهذا التكريم يظهر في طقس الكنيسة وتسابيحها وألحانها ، وفي التشفع بالعذراء وذكرها في صلواتنا ،
كما يظهر في الاحتفال بأعياد كثيرة لها . وفي تقديس أحد أصومنا علي اسمها .
اعيادها
1- عيد نياحتها{21طوبة }. ويوم 21 من كل شهر قبطي .
2- عيد ميلادها { أول بشنس }.
3- البشارة بميلادها { 7 مسرى }.
4- دخولها الهيكل { 3 كيهك }.
5- دخولها أرض مصر {24 بشنس }.
6- صعود جسدها {16 مسرى }.
7- بناء كنيسة فيلبي باسمها {21بؤنة }.
8- عيد ظهورها في الزيتون {2 أبريل } وقد أضافت الكنيسة هذا العيد أخيراً .
سؤال
1- كيف يمكن أن ندعو العذراء بالكرمة في صلاة الساعة الثالثة ، ويقول {يا والدة الإله ، أنت هي الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة }، بينما السيد المسيح هو الكرمة . وقال بوضوح { أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام .. أنا الكرمة وأنت الأغصان {يو15: 1،5}.
2- كيف ندعو العذراء في صلاة نصف الليل { الهجعة الثالثة } قائلين لها { يا باب الحياة العقلي }بينما الباب هو المسيح . وهو الذي قال عن نفسه { أنا باب الخراف }{يو7:10}.
الجواب
تلقب العذراء بالكرمة لا يتعارض مع لقب السيد المسيح إطلاقا .
فهو الكرمة بمعني ، وهي الكرمة بمعني آخر . هو الكرمة حينما نكون نحن الأغصان ، أي أنه الأصل ، ونحن كانا منه . وهو الرأس ونحن الأعضاء .
أما العذراء فهي – حسب مدائح الكنيسة – التي { وجد فيها عنقود الحياة ، أبن الله بالحقيقة هي الكرمة التي لم تشخ ولم يفلحها أحد ما }.
ونحب أن نسجل ملاحظة هامة وهي :
* السيد المسيح كثيراً ما يمنحنا بعض ألقابه :
1* فهو يقول أنه هو الراعي {يو10: 11،12}. وهذا اللقب يطلقه داود مزاميره علي الرب {الرب لي راعي }{مز1:22}. ويلقب به الرب في سفر حزقيال {خر15:34}.
ومع ذلك فإن الرب يقيم بعض أولاده رعاة ، مع اهتمامه بأن تكون الكنيسة كلها { رعية واحدة لراع واحد }{يو16:10}. فيقول لبطرس الرسول ارع غنمي .. ارع خرافي }{يو21: 15،16}. وفي العهد القديم يقول الرب { واعطيكم رعاة حسب قلبي }{أر15:3}. وقد اصبح لقب الراعي خاصاً بالأساقفة خلفاء الرسل {ليرعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه }{ أع28:20}.
ويقول القديس بطرس {ارعوا رعية الله التي بينكم }{1بط2:5}.
2* السيد المسيح لقب نفسه بالنور وقال { أنا هو نور العالم }{يو12:8}{ يو5:9}. ومع ذلك يقول لتلاميذه {انتم نور العالم }{مت14:5}. {فليضئ نوركم هكذا قدام الناس }{مت16:5}.
لا شك أنه نور بالمعني المطلق . وهو نور ، لأنهم يستمدون النور منه وبنوره يضيئون للآخرين . كذلك هو الراعي بالمعني الكامل للكلمة . أما هم فرعاة باعتبارهم وكلاء لله ، مفوضين منه لعمل الرعاية .
3* قيل عن السيد المسيح أنه هو الأسقف { هو راعي نفوسكم واسقفها }{1بط25:2}.ومع ذلك فإن خلفاء الرسل أقيموا من الروح القدوس أساقفة {أع28:20}{1تي2:3}{في1:1}{تي7:1}.
4* قيل عن السيد المسيح أنه هو الكاهن {كاهن إلي الأبد علي طقس ملكي صادق }{مز4:110}{عب6:5}.
وما أكثر الآيات التي في الكتاب المقدس عن الكاهن العظيم ورئيس الكاهن العظيم ورئيس الكهنة ، وعن الكهنة الذين أعطاهم الرب كهنوتاً أبديا في أجيالهم {خر15:40}.
{ كهنتك يلبسون البر }{مز132: 9،16}. وقد قدس الرب الكهنة {لا12:8}. { وألبسهم ثياباً مقدسة للمجد والبهاء {خر2:28}.وفي العهد الجديد نري القديس بولس الرسول يدعو نفسه كاهناً {رو16:15}.
إن السيد المسيح كاهن بمعني أنه ذاته ذبيحة عنا . أما الكهنة من البشر فهم خدام ووكلاء السرائر الإلهية يقدمون ذبيحة السيد المسيح وما كان يرمز إليها قبلاً .
5* قيل عن السيد المسيح أنه ابن الله {1يو14:4}. وقيل عنا أيضا أننا أبناء الله {1يو1:3}. ولكنه ابن من جوهر الله وطبيعته و لاهوته . أما نحن فابناء بالمحبة ، بالتبني .. لذلك دعي السيد المسيح بالابن الوحيد {يو16:3}.
كذلك في معني الكرمة.
السيد المسيح هو الكرمة . وقد أطلق الكتاب علي الكنيسة كلها لقب الكرمة فقد لأنشد الرب عنها في سفر اشعياء نشيد الكرمة {أش5: 1-7}. حيث يقول الرب أحكموا بيني وبين كرمي. ماذا يصنع أيضاً لكرمي { وأنا لم أصنعه له }ويقول { كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل }{أش7:5}.
ونفس المعني ينطبق علي مثل {الكرمة والكرامين ، الذي قاله الرب {مت21: 33-41}.. وفي هذا المثل : الكرم هو الكنيسة ، والكرامون هم الرعاة ، وأما الله فهو صاحب الكرم .
ونحن نلقب الكنيسة بالكرمة ، مقتبسين نصاً من الوحي الإلهي في المزامير فنقول للرب {ارجع واطلع من السماء . أنظر وتعهد هذه الكرمة التي غرستها يمينك }{مز80: 14،15}.
فهل وصف الكنيسة بالكرمة ، تسلب فيه مجد الله ، بينما هذا هو اللقب الذي منحه لها المسيح . وهل تلقيب الشعب بالكرمة سلب لمجد الله ؟ بينما هو تعليم الكتاب نفسه ؟ أم هي مجرد رغبة في مهاجمة الكنيسة التي يقول عنها الكتاب {غنوا للكرة المشتهاة . أنا الرب حارسها . اسقيها في كل لحظة }{أش27: 2،3}. بل أن لقب الكرمة يطلق علي كل أم مباركة كما يقول المزمور }{أمرأتك مثل كرمة مخصبة في جوانب بيتك}{مز3:128}.
ليس غريباً أن تلقب العذراء القديسة بالكرمة .
السيدة العذراء لقبها الكتاب المقدس بالباب . فقال عنها سفر حزقيال النبي أنها باب في المشرق دخل منه رب المجد وخرج {خر2:44}.
فإن كان الرب هو الحياة ، تكون هي باب الحياة .
والرب د أعلن أنه الحياة في قوله { أنا هو الطريق والحق والحياة }{يو6:14}{أنا هو القيامة والحياة }{يو25:11} فمادامت العذراء هي الباب الذي خرج منه المسيح ، إذن تكون هي باب الحياة .
وبنفس الطريق تكون هي باب الخلاص {لأن الرب هو الخلاص . إذن قد جاء خلاصنا للعالم ، يخلص ما قد هلك {لو10:19}.
وليس غريباً أن نلقب العذراء بالباب . فالكنيسة أيضاً لقبت بالباب منذ أقد العصور . إذ قال أبونا يعقوب أو الآباء عن المكان المقدس الذي دشنه كنيسة وعرف بأسم بيت إيل ، أي بين الله قال عنه {ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء }{تك17:28}.
سؤال
الجواب
نحن لا نصلي للعذراء . ولكننا نكلمها أثناء صلاتنا ، نتوسل إليها أن تتشفع فينا ونحن لا نخاطب العذراء فقط إنما نخاطب الملائكة ونخاطب الطبيعة ، ونخاطب الناس ونخاطب أنفسنا ، ونخاطب حتي الشياطين
وكل هذا يعتمد علي نصوص كتابية من الوحي الإلهي نفسه . وهذه المخاطبة لا تعتبر صلاة .. فلماذا أمنا العذراء بالذات لا نخاطبها ..؟
1+ إننا نخاطب الملائكة في صلواتنا فنقول { باركوا يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره سماع صوت كلامه }{مز103: 20،21} {سبحوا الرب من السموات ، سبحوه في الأعالي . سبحوه يا جميع ملائكته . سبحوه يا كل جنوده {مز148: 1،}.
2+ ونحن نخاطب الطبيعة في صلواتنا فنقول { سبحيه أيتها الشمس والقمر سبحيه يا جميع كواكب النور ،سبحيه يا سماء السموات ، ويا أيتها المياة التي فوق السموات . سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل اللجج النار والبرد ، الثلج والضباب . الريح العاصفة كلمته . الجبال وكل الآكام ..}{مز148: 3-9}.
3+ ونحن ننادي مدينة الله المقدسة أن تسبح الله . فنقول { سبحي الرب يا أورشليم . سبحي إلهك يا صهيون . لأنه قوي مغاليق أبوابك ، وبارك بنيك فيك }{مز147: 12،13}.
ونقول في مزمور آخر { أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله }{مز3:87}. والبعض يفسر هذا الكلام أنه موجه للعذراء …..
4+ ونحن في صلواتنا نخاطب الناس فنقول { يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم . هللوا للرب يا كل الأرض }{مز1:46}{ هلموا وانظروا أعمال الرب التي جعلها آيات علي الأرض }{مز45}{لا تتكلوا علي الرؤساء ولا علي بن آدم ، حيث لا خلاص عنده }{م3:146}{باركوا الرب يا جميع أعماله في كل مواضع سلطانه {مز22:103}.ونقول في مزمور آخر { سبحوا الرب أيها الفتيان . سبحوا اسم الرب }.
{مز1:112}. ونقول أيضاً : قدموا للرب يا أبناء الله ، قدموا للرب أبناء الكباش . قدموا للرب مجدا وكرامة . قدموا للرب مجدا لاسمه . اسجدوا للرب في دار قدسه }{مز28: 1-3}.
5+ والإنسان في صلواته أيضاً يخاطب نفسه فيقول { باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس ، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته . الذي يغفر جميع ذنوبك . الذي يشفي كل أمراضك . الذي يفدي من الحفرة حياتك …} {مز103: 1-5}. ونقول في مزمور آخر { لماذا أنت حزينة يا نفسي ؟ ولماذا تزعجينني توكلي علي الله }{مز5:43}.
وفي قطع صلاة الليل ، يخاطب المصلي نفسه ويقول { توبني يا نفسي مادمت الأرض ساكنه }.
6+ بل نحن في صلواتنا نلتفت إلي الشياطين وكل قواتهم ونخاطبهم . فيقول المصلي { ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم . فإن الرب قد سمع صوت بكائي .. فليخز وليضطرب جداً جميع أعدائي . وليرتدوا إلي ورائهم بالخزي سريعاً – هلليويا }{مز6}.
فهل نحن نصلي لكل هؤلاء ؟ هل نحن نصلي للملائكة وللطبيعة وللناس ولأنفسنا وللشياطين . حاشا . إنما نحن نخاطبهم اثناء صلاتنا . وهذا أمر مقبول ، وتعليم كتابي . ومن روح المزامير التي قال عنها بولس الرسول { متي اجتمعتم ، فكل واحد له مزمور }{1كو26:14}{ مكملين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ،
ومرتلين في قلوبكم للرب } {أف19:5}{معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية }
{كو16:3}.
ما دمنا نخاطب كل هؤلاء في صلواتنا – حسب تعليم الوحي الإلهي ، فليس خطأ إذن أن نخاطب أمنا العذراء أثناء الصلاة ولا تعتبر هذه المخاطبة صلاة ..
موضوع دوام بتولية العذراء موضوع قديم جداً ، تحدث عن آباء الكنيسة منذ القرنين الثاني والثالث للميلاد ، وكذلك تحدث عنه آباء القرنين الرابع ، والخامس . وقد سبق في 1962 أن ترجمناً مقالاً للقديس إيرونيئوس
{ جيروم} دافع فيه عن دوام فيه عن دوام بتولية العذراء ضد رجل يسمي هلفيديوس سنة 383 م . وكل اللآراء التي يعتمد عليها البروتستانت حالياً لا تخرج عن آراء هلفيديوس هذا .
ملخص أراء مهاجمي بتولية العذراء :
1* عبارة { ابنها البكر }{لو7:2} }مت25:1} معتمدين أن البكر معناه الأول وسط اخوته .
2* عبارة { امرأتك} التي قيلت ليوسف عن العذراء {مت20:1}. وكلمة امرأة عموماً متي اطلقت
علي العذراء {مت24:1}.
3* عبارة { لم يعرفها حتي ولدت ..} وكذلك { قبل أن يجتمعا وجدت حبلي من الروح القدس }{مت18:1}.
4* الآيات التي وردت فيها عبارة { اخوته } عن السيد المسيح مثل { مت46:12}{يو12:2} و{مت13: 54-56}{مو6: 1-6}{أع14:1}{غل1: 18،19}.
وبمعونة الله سنرد في الصفحات المقبلة علي كل هذه الاعتراضات .
الابن البكر ، هو الابن المولود أولا ، حسب ترجمة هذه الكلمة بالإنجليزية First born والكتاب المقدس وأضح في تعريف معني البكر ، إذا يقو الوحي الإلهي ، قبل تأسيس الكهنوت الهارونى{ قدس لي كل بكر ، كل فاتح رحم من الناس ، ومن البهائم إنه لي }{خر2:13}.
فكان كل فاتح رحم ، يصير مقدساً للرب ، مخصصاً للرب ، سواء ولد بعده ابن آخر أو لم يولد . ولا ينتظر أبواه إن كان إنساناً أو مالكوه أن كان من البهائم حتي يولد له أخوه { يصير بهم بكراً } ثم يخصصونه للرب
إنما من مولده يصير قدساً للرب ، لا لأنه كبير اخوته ، إنما لأنه فاتح رحم . وهكذا يمكن جداً أن يكون الابن البكر هو الابن الوحيد .
وهكذا كان السيد المسيح : هو الابن البكر ، وهو الابن الوحيد وقد صدق القديس جيروم حينما قال { كل ابن وحيد هو ابن بكر . ولكن ليس كل ابن بكر هو ابن وحيد . إن تعتبر البكر لا يشير إلي شخص ولد آخرون . ولكن إلي واحد ليس له من يسبقه …
ولذلك فإن بكر الحيوانات النجسة كان يقبل فداؤه ، من ابن شهر { عدد18: 16،17}. وبكر الحيوانات الطاهرة كان يقدم ذبيحة للرب . وما كانوا ينتظرون حتي يولد أبناء بعده . إنه بكر حتي لو لم يولد بعده لأنه فاتح رحم .
ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام {لو2: 22-24}.
واضح أن السيد المسيح طبقت عليه شريعة البكر في يوم الأربعين من مولده ، وطبعاً لا علاقة هنا بين البكر وميلاد أخوة آخرين …
وهنا يسأل القديس جيروم : هل حينما ضرب أبكار المصريين ، ضرب فقط الأبكار الذين لهم أخوة ، أم كل فاتحي الرحم كان لهم أخوة أو لم يكن …
عبارة { امرأتك } تعني زوجتك . وكانت تطلق علي المراة منذ خطوبتها . وفي تفسير قول الملاك ليوسف النجار { لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك . لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس }{مت20:1}. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم { هنا يدعو الخطيبة زوجة ، كما تعود الكتاب ، أن يدعو المخطوبين أزواجاً حتي قبل الزواج . ويقول أيضاً { ماذا تعني عبارة { تأخذ إليك }؟ معناها أن تحفظها في بيتك . كمن قد عهد بها إليك من الله وليس مكن أبوايها . لأنه قد عهد بها إليك للزواج ، وإنما لتعيش معك ة، كما عهد بها المسيح نفيه فيها بعد إلي تلميذه يوحنا { تفسير متي مقالة 11:4}.
والقديس جيروم يقول أيضا أن لقب { امرأة } أو زوجة كان يمنح أيضا للمخطوبات . ويستدل علي ذلك بقول الكتاب { إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل ، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها .. ارجموها : الفتاة من أجل أنها لم تصرخ . والرجل من أجل أنه أذل إمرأة صاحبه {تث22: 23،24}{تث7:20}..
وهنا استخدم الكتاب كلمة امرأة عن العذراء المخطوبة وكلمة امرأة تدل علي الأنوثة وليس علي الزواج .
والواقع أن حواء سميت أولاً امرأة لأنها من امرئ أخزت {تك23:2}. وسميت حواء لأنها أم لكل حي {تك20:3}. فكلمة امرأة تدل علي خلقها وأنوثتها . وكلمة حواء تدل علي أمومتها
دليل أن كلمة امرأة بالنسبة إلي العذراء كانت تدل علي خطوبتها ووليس زواجها ، قول القديس لوقا الإنجيلي { فصعد يوسف أيضاً من الجليل ، ليكتتب مع امرأته المخطوبة وهي حبلي }{لو2: 4،5}. إذن عبارة { لاتخف أن تأخذ مريم امرأتك } معناها خطيبتك ..
فمريم دعيت امرأة ليس لأنها فقدت بتوليتها ، حاشا . فالكتاب يشهد أنه لم يعرفها . ولكن دعيت هكذا ، لأن هذا هو التعبير المألوف عند اليهود ، أن تدعي الخطيبة امرأة . بل الأنثي كانت تدعي امرأة . بدليل أن حواء عقب خلقها مباشرة دعيت امرأة ، قبل الخطيبة والطرد من الجنة والانجاب …
ونلاحظ أن الملاك لم يستخدم مع يوسف عبارة امراتك بعد ميلاد المسيح ، وإنما قال له { قم خذ الصبي وأمه }{مت13:2}. وفي عودته من مصر قال له { قم خذ الصبي وأمه }{مت20:2}. . وفعل يوسف هكذا في السفر إلي مصر وفي الرجوع { قام وأخذ الصبي وأمه }{مت2: 14،21}. ولم يستخدم عبارة امرأته .
فمريم دعيت أمرأة ليس لأنها فقدن بتوليتها ، حاشا . فالكتاب يشهد أنه لم يعرفها . ولكن دعيت هكذا ، لأن هذا هو التعبير المألوف عند اليهمود ، أنم تدعي الخطيبة أمرأة . بل الأنثي كانت أمرأة . بدليل أن حواء عقب خلقها مباشرة دعيت أمرأة ، قبل الخطية والطرد من الجنة والأنجاب .
ونلاحظ أن الملاك لم يستخدم مع يوسف عبارة أمرأتك بعد ميلاد المسيح . وإنما قال له { قم خذ الصبي وأمه }{مت13:2}. وفي عودتهمن مصر قال له { قم خذ الصبي وأمه }{مت20:2}. وفعل يوسف هكذا في السفر إلي مصر وفي الرجوع {قام وأخذ الصبي وأمه }{مت2: 14، 21}. ولم يستخدم عارة أمرأته .
عبارة امرأته استخدمت قبل الحمل واثناء ه لكي تحفظ مريم فلا يرجمها اليهو إذ أنها قد حبلت وهس ليست امرأة لرجل . أما بعد ولادة المسيح ، فلم يستخدم الوحي الإلهي هذه العبارة ، لا بالنسبة إلي كلام الملاك مع يوسف ، ولا بالنسبة إلي ما فعله يوسف . ولا بالنسبة غلي المجوس الذين { رأوا الصبي مع مريم أمه }{مت11:2}. ولا بالنسبة إلي الرعاة الذين { وجدوا مريم ويسوف والطفل مضطجعاً }
{مت16:2}.
هدف الإنجيلي هو إنبات أن المسيح قد حبل به من عذراء لم تعرف رجلاً لسببين :
1)- لاثبات أن المولود ، لم يولد ولادة طبيعية من أبوين كباقي الناس ، إنما ولادته من عذراء دليل علي لاهوته ، إذ يكون قد ولد من الروح القدس . وهذا ما عبر عنه الملاك بقوله { لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس }{مت20:1}.
2)- لأن ولادته من عذراء من غير زرع بشر ، تجعلنا نؤمن أنه لم يرث الخطية الجدية . وبهذا يكون قادراً علي خلاصنا ، لأنه إذ هو بلا خطية يمكن أن يموت عن الخطاة .
لذلك كان تركيز الرسول هو علي أن العذراء لم تجتمع برجل قبل ميلاد المسيح لاثبات ميلاده العذراوي ، أما كونها بعد ميلاده لم تجتمع برجل فهذا أمر بديهي لا يحتاج إلي إثبات .
عبارة حتي ، أو { إلي أن } Until تنسحب علي ما قبلها ، ولا تعني عكسها فيما بعد .ومثال ذلك قول الكتاب عن ميكال ابنة شاول الملك { ولم يكن لها ولد حتي ماتت }{2صم23:6}. وطبعاً بعد أن ماتت لم يكن لها ولد .. وقول السيد المسيح { هاأنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر}{مت19:28}. وطبعاً بع إنقضاء الدهر { مت سيظل معنا ، وكذلك قول الرب للمسيح { اجلس عن يميني حتي أضع أعداءك تحت قدميك}{مز110}. وطبعاً بعد هذا سيظل عن يمينه ..
والأمثلة من هذا النوع كثيراً جداً …
إذن كلمة حتي لا تعني بالضرورة عكس ما بعدها .
فيوسف لم يعرف مريم حتي ولدت ابنها البكر . ولا بعد أن ولدته عرفها أيضاً لأنه إن كان قد احتشم عن أن يمسها قبل ميلاد المسيح ، فكم بالأولي بعد ولادة ، وبعد أن رأي المعجزات والملائكة والمجوس وتحقق النبوءات وعلم يقيناً أنه مولود من الروح القدس ، وأنه ابن العلي يدعي ، وأنه القدوس وعمانوئيل والمخلص .
وأنه هو الذي تحققت فيه نبوءة اشعياء النبي القائل { وهوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل }{اش14:7}. وأيضاً { لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرئاسة علي كتفيه ، ويدعي اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام . لنمو رياسته وللسلام لا نهاية علي كرسي داود وعلي مملكته }{اش9: 6،7}. ولعل هذا الجزء الأخير هو الذي اقتبسه الملاك في بشارته للعذراء }لو1: 31-33}.
عبارة أخ في التعبير اليهودي قد تدل علي القرابة الشديدة كما تدل علي الأخ ابن الأب أو الأم أو كليهما . وألمثلة علي ذلك كثيرة منها :
1)* ما قيل عن اخوة بين يعقوب وخاله لابان :
يقول الكتاب عن مقابلة يعقوب وراحيل { فكان لما أبصر يعقوب راحيل بن لابان خاله وغنم لابان خاله ، أن يعقوب تقدم ودحرج عن فم البئر . وسقي غنم لابان خاله . وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكي . واخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها {تك29: 10-12}. مع أن أباها هو خاله ، وقد تكررت عبارة خاله في هذا النص مرات كثيرة .
وهنا استعملت كلمة أخ للدلالة علي القرابة الشديدة .
وبنفس الأسلوب تكلم لابان مع يعقوب لما سأله عن أجرته ، إذ قال له { لأنك أخي تخدمني مجاناً . أخبرني ما أجرتك }{تك15:29} وهكذا قال لابان عن يعقوب أنه أخوه مع أنه أبن أخته .
1)* مثال آبرام ولوط .
كان لوط ابن أخي آبرام { ابن هارون اخته }{تك31:11}. ومع ذلك يقول الكتاب عن سبي لو ط مع أهل سادوم { فلما سمع آبرام أن أخاه قد سبى ، جر رجاله المتمرنين }{تك14:14}. فاعتبر أن لوطاً أخوه مع أنه ابن اخيه . ولكنها القرابه الشديدة .
وبنفس الأسلوب قيل} اخوة يسوع { عن أولاد خالته كما سنبين الآن من هم أخوة الرب :
لما ذهب السيد إلي وطنه تعجبوا قائلين : أليس هذا ابن النجار ؟ أليست أمه تدعي مريم ؟ واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا ؟ أو ليست أخواته جميعهن عندنا ؟}{مت13: 54-56}{مر6: 1-3}.
والقديس بولس الرسول يذكر أنه رأي { يعقوب أخا الرب } {غل9:1}. ويعقوب هذا يسمونه يعقوب الصغير { مر40:15}. لتمييزه عن يعقوب بن زبدي ويدعي أيضاً يعقوب ابن حلفي {مت3:10} وكان من الرسل كما ورد في { غل19:1}.
والقديس متي الرسول يذكر أنه عند صليب الرب { نسوة كثيرات كن هناك ، ينظرون من بعيد ، وبينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى ، وأم ابني زبدي { مت27: 55،56}.
فمن هي مريم أم يعقوب ويوسى هذه ؟ هل هي مريم العذراء ؟ وهل يعقل أن العذراء انجبت كل هذه المجموعة الكبيرة من الأنبياء ؟!
أنها مريم زوجة حلفي أو كلوبا ، التي قال عنها يوحنا الرسول { وكن واقفات عند صليب يسوع : أمه ، وأخت أمه : مريم زوجة كلوبا ، ومريم المجدلية }{يو25:19}- قارن مع { مت27: 55،56}.
مريم أم يعقوب ويوسي كانت مع مريم المجدلية عند صليب المسيح {مت27: 55،56}. وهما تفسهما : مريم المجدلية أم يعقوب ويوسي كانت واقفتين وقت الدفن {تنظران أين وضع }{مر47:15} وهما ايضاً أحضرتا خنوطاً بعدما مضي السبت {مر1:16}. وهما أيضاً كانت واقفتين عند الصليب مع مريم أمه وهما اللتان قصدهما يوحنا الإنجيلي بقوله { وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ، ومريم زوجة كلوبا ، ومريم المجدلية .
إذن اخوة الرب يسوع هم أولاد خالته مريم زوجة كلوبا أو حلفي أم يعقوب ويوسى وباقي الأخوة .
أما عن الخلاف بين أسم حلفى وأسم كلوبا ، فإما أن يكون خلافاً في النطق أو كما قال القديس جيروم : من عدة الكتاب أن يحمل الشخص الواحد أكثر من أسم فرعوئيل حمو موسى {خر18:2}. يدعي أيضاً يثرون {خر18:4}.وجدعون يدعي يربعل {قض32:6}. وبطرس دعي أيضا سمعان وصفا ، ويهوذا الغيور دعي تداوس
{مت3:10}. واضح إذن أم مريم أم يعقوب ويوسى ليست هي مريم العذراء ولم يحدث مطلقاً أن الكتاب دعاها بهذا الأسم .
ملاحظات
1)* من غير المعقول أن يكون لمريم أم المسيح كل هؤلاء الأبناء ويعهد بها الرب علي الصليب إلي يوحنا تلميذه . لاشك أن أولادها كانوا أولي بها لو كان لها أولاد …
2)* نلاحظ في أسفار يوسف ومريم في الذهاب إلي مصر والرجوع منها ، لم يذكر اسم أي ابن لمريم غير { يسوع }{مت2: 14،20،21}. وكذلك في الرحلة إلي أورشليم وعمره 12 سنة {لو43:2}.
3)* وليس صحيحاً ما يقول البعض أن { أخوة يسوع } هو أبناء ليوسف من أمراة أخري ترمل بموتها . فالكتاب يذكر أم مريم أم يعقوب ويوسى كانت حاضرة صلب المسيح ودفنه كما ذكرنا {مر47:15}.
4)* وهناك نص كتابي واضح في نبوءة حزقيال يؤيد دوام بتولية العذراء . لقد رأي حزقيال النبي باباً مغلقاً في المشرق . وقيل له { هذا الباب يكون مغلق لا يفتح ولا يدخل منه أنسان . لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً }{حز2:44}.
إنه رحم العذراء الذي دخل منه الرب ، فظل مغلقاً لم يدخله ابن آخر لها .