البابا شنوده الثالث
سنوات مع أسئلة الناس
أسئلة فى الكتاب المقدس
With The problems Of People Vol x
مقدمةالباب الثانى أسئلة فى الكتاب المقدس 24- هل رفض المسيح تحويل الخد الآخر 28- لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا 29- هل موسى النبى هو كاتب التوراه؟ 31- هل العهدان القديم والجديد متمايزان بين البنوة والعبودية والنعمة والقسوة 33- لماذا اللعنة لشجرة التين ؟ 34- الحيوانات المتوحشة المفترسة
|
الباب الثاني : أسئلة كتابية |
مقدمة
1- أسئلة روحية ، وأسئلة عامة .
2- أسئلة خاصة بالكتاب المقدس .
3- أسئلة عقائدية ولاهوتية .
وختاما نرجو لك من الرب استفادة من هذا الكتاب الذى حاولنا فى كل موضوع من موضاعاته أن نعتمد على آيات الكتاب المقدس .
وليكن الرب معك فى كل ما تقرأ .
1. يناير 1998
الباب الثانى
أسئلة فى الكتاب المقدس
ما معنى كلمة "عزازيل " ؟
وصلتنا كثير من الأسئلة بخصوص ( عزازيل ) ملخصها :
1- من هو عزازيل الذى كتب عنه فى سفر اللاويين إصحاح 16؟
2- هل هو الشيطان ؟ وهل كانت تقدم له ذبائح ؟
3- وهل يعنى هذا أن عزازيل كان يعبد بتقديم الذبائح له ؟
وبهذا تكون عبادة الشيان ذات أصل يهودى ؟
وللإجابة على كل هذه الأسئلة نقول :
ليس إسم عزازيل من أسماء الشيطان :
ولم يرد هذا الإسم ضمن أسماء الشيطان الكثيرة التى وردت فى الكتاب المقدس . ومنها الشيان ، وإبليس ، والتنين ، والحية القديمة . كما كتب فى سفر الرؤيا ( 2. : 1 ، 2 ) . وكلمة شيان باليونانية سانائيل ، أى المقاوم لله ، وبالإنجليزية Devil وهى كلمة مأخوذة من ( ديافولس ) اليونانية . وورد للشيطان إسم آخر هو بعلزبول . وقال اليهود أيام المسيح إن بعلزبول هو رئيس الشياطين ( مت 12 : 24 ) و( لو 11 : 15 )وسفر حزقيال وصف الشيطان بأنه " الكاروب المنبسط المظلل " ( حز 28 : 14 ) أى أنه من طغمة الكاروبيم .
ولم يذكر إطلاقا فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد أن كلمة ( عزازيل ) هى إسم من أسماء الشيطان !!
ولم ترد كلمة ( عزازيل ) فى سفر اللاويين إصحاح 16 ، ولم يذكر فى تلك المناسبة أنه الشيطان . إنما ذكر أن إحدى التقدمتين كانت لعزازيل ، وذلك فى يوم الكفارة العظيم .
ومن غير المعقول منطقيا ولا هوتيا أن تكون التقدمة لعزازيل بمعنى أنها الشيطان ، بينما الله هو الذى أمر موسى النبى ( لا 16 : 1 ، 2 )
إن تلك التقدمة لم تكن إحدى سقات بنى إسرائيل الكثيرة ، وإنما كانت بأمر من الله . فهل يعقل أن يأمر الله بتقديم تقدمة للشيطان ؟! ويكون ذلك فى يوم عيد عظيم هو يوم الكفارة ؟! إن إسم عزازيل ليس إسما لشخص ولا لشيطان . وإنما هو إسم معنى ..
كلمة عزازيل معناها العزل . فماذا فى سفر اللاويين ؟
ولأى شئ ترمز فى عمل المسيح الكفارى ؟ ..
العمل الكفارى للسيد المسيح له تفاصيل عديدة جداً .
وكل ذبيحة أو تقدمة تمثل جانبا معينا من هذه التفاصيل ..
والمعنى الذى يقدمه يوم الكفارة العظيم هو أن السيد المسيح قد حمل خايانا ، ومات عنا . وابعد عنا هذه الخايا . عزلها عنا تماما .. فما عدنا نسمع عنها أو نتذكرها ، و لا يذكرها الله لنا .
فما هي الطقوس التي كانت ترمز إلي هذه الأمور في يوم الكفارة ؟
كان يؤتي بإثنين من ذكور الماعز ( تيسين ) . و تلقي عليهما قرعة : أحدهما للرب ، و الثاني لعزازيل ( لا 16 : 8 ) . الأول يكون ذبيحة خطية ، أي يذبح و يسفك دمه كفارة عن الخطية . و هكذا يموت . لأن الكتاب يقول أن أجرة الخطية هي الموت ( رو 6 : 23 ) .
أما الثاني فيمثل عزل الخطية عن الإنسان لذلك سمي عزازيل و قيل " يرسله إلي عزازيل إلي البرية أي يرسله إلي العزل حاملاً الخطية .
و هكذا " يضع هارون رئيس الكهنة يديه عليه . و يقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل ، و كل سيأتهم مع كل خطاياهم . و يجعلها علي رأس التيس . و يرسله بيد من يلاقيه إلي البرية . ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلي أرض مقفرة . فيطلق التيس في البرية " ( لا 16 : 21 ، 22 ) .
و هذا ما عناه بقوله " يرسله إلي عزازيل إلي البرية . و ليس معني هذا أنه يرسله إلي شخص إسمه عزازيل ، أو شيطان إسمه عزازيل . و إنما يرسله إلي العزل ، إلي العزلعن مساكن الناس ، إلى البرية ، إلى " أرض مقفرة " حيث ينتهى أمره .
ولعل هذت المعنى ، ما قاله المزمور عن مغفرة الرب لنا :
" كعبد المشرق عن المغرب ، أبعد عنا معاصينا " ( مز 1.3 : 12 )
هذا البعد الذى تمثله ( البرية ) وتمثله ( الأرض المقفرة )
يحمل هذه الخطايا فوق رأسه ، ويبعد بها بعيداً . يعزلها عنا عزلا كاملا . لذلك سمى عزازيل ، من جهة المهمة التى تسبب إليه ..
لم تذكر كلمة ( عزازيل ) فى الكتاب المقدس ، إلا فى هذه المناسبة وحدها ، وهى حمل خطايا الناس وعزلها عنهم فى البرية فى أرض مقفرة ..
ولعل هذا ما يقصده الرب فى كلامه عن مغفرة خطايا التائب بقوله :
كل معاصيه التى فعلها لا تذكر عليه ( حز 18 : 22 )
" اصفح عن إثمهم ، ولا أذكر خيتهم بعد " ( أر 31 : 34 )
هذه الخطايا التى عزلت عنا ، لم يعد الرب يذكرها لنا ، لأنها قد غفرت . لقد بعدت عنا بعيدا ، كبعد المشرق عن المغرب . صورتها أمامنا : ذلك الحيوان الذى حملها عنا إلى أرض مقفرة . وما عدنا نسمع عنه ولا عنها ..
هذه الخطايا التى عزلت عنا ، ما عدت تحسب فى حساب خايانا .
وهكذا قيل عنها فى المزمور " طوبى لإنسان لا يحسب له الرب خطية " ( مز 32 : 1 ، 2 ) وقد اقتبس بولس الرسول هذه العبارة من المزمور فى ( رو 4 : 7 ، 8 ) وقال عن عمل الفداء الذى قام به السيد المسيح له المجد " إن الله كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسه ، غير حاسب لهم خطاياهم " ( 2كو 5 : 19 ) .
ولماذا لا يحاسبهم على خطاياهم ؟ ذلك لأنها قد عزلت عنهم . ما عدت تظهر . اختفت مثل تيس عزازيل فى البرية فى أرض مقفرة .
إذن ملخص الرمز الذى حدث يوم الكفارة هو الآتى :
1- الخلاص يحتاج إلى الدم ، لذلك سفك دم ذبيحة الخطية ، فأخذ العدل الإلهى . ولذلك قيل " قرعة للرب " ( لا 16 : 8 )
2- خطايا الناس وضعت على رأس التيس الآخر ، إذ أقر بها هرون رئيس الكهنة ، وهو واضع يديه على التيس الحى ، إشارة إلى حمله لجميع خطايا الناس وذنوبهم .
3- كل هذه الخطايا عزلت عنهم ، وبعدت عنهم ، وبعدت عنهم بعيدا ، وما عادت تحسب عليهم وهذا العزل أطلق عليه كلمة ( عزازيل ) العبرية ومعناها العزل .
هل يخلص يهوذا ؟
سؤال
إذا كان يهوذا قد ندم . وبلغ من شدة ندمه أنه شنق نفسه ، فهل من الممكن أن يقبل الله توبته هذه ، ويخلص ؟
الجواب
· لقد صرح السيد المسيح أكثر من مرة بهلاك يهوذا ، فقال فى حديثه الطويل مع الآب " الذين أعطيتنى حفظتهم ، ولم يهلك منهم أحد ابن الهلاك ليتم الكتاب " ( يو 17 : 12 ) . وهكذا سمى يهوذا ( ابن الهلاك )
· وقال لتلاميذه " ابن الإنسان ماض كما هو محتوم . ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه " ( لو 22 : 22 ) وأضاف أيضا " كان خيرا لذلك الرجل لو يولد " ( مر 14 : 21 ) .
· وفى محاكمة السيد المسيح أمام بيلاطس ، قال له " لذلك الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم " ( يو 19 : 11 )
· نلاحظ نفس الدينونة الخاصة بيهوذا واضحة فى كلمة القديس بطرس وقت اختيار بديل له . فقال عن يهوذا " لأنه مكتوب فى سفر المزامير : لتصر داره خرابا ، ولا يكن فيها ساكن . وليأخذ وظيفته ( أسقفيته ) آخر " ( أع8 1 : 2. )
لقد أنذره السيد المسيح كثيرا ، ولكنه لم يستفد . بل كان خائنا ، ورمزا لكل خيانة ، وآلة فى يد الشيطان . ولما أكل الفصح مع السيد ، قيل عنه إنه لما أخذ اللقمة دخله الشيطان " ( يو 13 : 27 )
هل رفض السيد المسيح تحويل الخد الآخر ؟
سؤال
كيف أن السيد المسيح الذى قال " من لطمك على خدك الأيمن ، فحول له الآخر " ( مت 5 : 39 ) نراه لم يحول الخد الآخر ، لما لمه عبد رئيس الكهنة . بل دافع عن نفسه وقال : " إن كنت قد تكلمتن رديا فاشهد على الردى . وإن حسنا ، فلماذا تضربنى " ( يو 18 : 22 ، 23 ) ؟
الجواب
· السيد المسيح نفذ الوصية التى أمر بها . ولم يحول الخد الآخر فقط ، بل قيل عنه فى القداس الغريغورى " وخديك أهملتهما للطم " ولعل هذا كان تحقيقا للنبوءة التى قيلت عنه فى سفر إشعياء " بذلت ظهرى للضاربين ، وخدى للناتفين . وجهى لم أستر عن العار والبصق " ( أش 5. : 6 ) .
· كثيرون لطموا السيد ، فتركهم يلمون ، وبذل وجهه لا للم فق ، وإنما للبصاق أيضا .
· وهكذا ورد فى إنجيل متى " حينئذ بصقوا فى وجهه ولكموه . وآخرون لموه قائلين تنبأ أيها المسيح من ضربك " ( مت 26 : 67 ، 68 ) وورد فى إنجيل مرقس " " فابتدأ قوم يبصقون عليه . ويغطون وجهه ويملكونه . ويقولون له تنبأ . وكان الخدام يلطمونه " ( مر 14 : 65 ) أنظر أيضا ( يو 19 : 3 ) وفى كل ذلك قيل عنه " ظلم . أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح " ( إش 53 : 7 )
· أما عبد رئيس الكهنة الذى لطمه . وهو لا يدرى ماذا يفعله . فإن السيد أراد أن ينبهه إلى اندفاعه إلى الخطأ بغير معرفة . فقال له " إن كنت فعلت رديا ، فاشهد على الردى " لم يكن هذا من المسيح دفاعا عن نفسه ، وإنما نصيحة لشخص مخطئ مندفع .
ملابس هارون أم سليمان ؟
سؤال
لماذا مدح الله ملابس سليمان ( مت 6 : 29 ) ولم يمدح ملابس هارون أول كاهن على الأرض ؟! فى حين أن الله هو الذى أمر موسى أن يعد لهارون ملابسه ؟
الجواب
أولا : أحب أن أقول لك إن هارون لم يكن أول كاهن على الأرض ؟ فقبلاً كان الآباء الأول كهنة نوح وأيوب وابراهيم واسحق ويعقوب . وكلهم بنوا مذابح ، وقدموا لله محرقات .
غلطة أخرى فى سؤالك وهى قولك عن الرب ولم يمدح ملابس هارون "!! وفى الواقع إن الله قد امتدح ملابس هارون ، إذ قال لموسى النبى " اصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء . وتكلم جميع حكماء القلوب الذى ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لى " ( خر 28 : 2 ، 3 ) .
وهكذا وصف الله ثياب هرون بثلاثة أوصاف هى القدسية والمجد والبهاء . ولم يصف ثياب سليمان بشئ من هذا ،بل قال إنها كانت أقل جمالاً من الزنابق ، إذ قال عن الزنابق و لا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها " ( مت 6 : 29 ) .
ولم يكن من اللائق أن تذكر هنا ملابس هرون وتوصف بأنها أقل من الزنابق فى جمالها !! بينما الله نفسه هو الذى اختارها ووصفها . وحكماء القلوب الذين ملأهم الرب حكمة ، هم الذين صنعوها . لا شك أن ملابس هرون كانت أجمل من ملابس سليمان .
هل نقض المسيح شريعة موسى وكون شريعة جديدة ؟!
سؤال
فى أكثر من مرة فى العظة على الجبل ، قال السيد المسيح " سمعتم إنه قيل للقدماء أما أنا فأقول كم .. " ( مت 5 )
فهل معنى هذا ، أنه نقض شريعة موسى ، وقدم شريعة جديدة ؟ كما يظهر من قوله مثلاً : سمعتم أنه قيل عين بعين ، وسن بسن . وأما أنا فأقول لكم : من لطمك على خدك الأيمن ، فحول له الآخر أيضا "" ( مت 5 : 38 ، 39 ) والأمثلة كثيرة .
الجواب
السيد المسيح لم ينقض شريعة موسى . ويكفى فى ذلك قوله : " لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل . فإنى الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض ، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " ( مت 5 : 17 ، 18 )
إذن لا نقول فقط ، إن شريعة العهد القديم لم تلغ ولم تنقض . بل أن حرفا واحدا منها لا يمكن أن يزول .
إذن ما معنى : قيل لكم عين بعين ، وسن بسن ؟
إن هذا كان شريعة للقضاء ، وليس لتعامل الأفراد .
بهذا يحكم القاضى حين يفصل فى الخصومات بين الناس . ولكن ليس للناس أن يتعاملوا هكذا بعضهم مع البعض الآخر .
ولكن إن فهم الناس خطأ أنه هكذا ينبغى أن يتعاملوا !! فإن السيد المسيح يصحح مفهومهم الخائ بقوله : من ضربك على خدك ، حول له الآخر أيضا .
و هكذا تابع الحديث معهم قائلاً :
" سمعتم أنه قيل : تحب قريبك و تبغض عدوك . و أما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعينكم ، أحسنوا إلي مبغضيكم . و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يردونكم " ( مت 5 : 43 ، 44 ) .
هنا لم ينقض السيد المسيح الشريعة القديمة ، و إنما صحح مفهومهم عن معني القريب . إذ كانوا يظنون أن قريبهم هو اليهودي حسب الجنس . أما السيد المسيح فبين لهم أن قريبهم هو الإنسان عموماً ، ابن آدم و حواء .
فكل إنسان يجب أن يقابلوا إساءته بالإحسان . فالمفهوم الحقيقي للشريعة هو هذا . بل إن هذا يتفق مع الضمير البشري ، حتي من قبل شريعة موسي .. و هذا ما سار عليه الآباء و الأنبياء ، قبل الشريعة و بعدها
مثال ذلك يوسف الصديق ، الذي تاَمر عليه أخوته و أرادوا أن يقتلوه ، ثم طرحوه في بئر ز و أخيراً بيع كعبد للإسماعيليين ،فباعوه إلي فوطيفار ( تك 37 ) . يوسف هذا أحسن إلي أخوته ، و أسكنهم في أرض جاسان ، و عالهم هم و أولادهم . و لم ينتقم منهم ، و لم يعاملهم عيناً بعين و لا سناً بسن . بل قال لهم : " لا تخافوا . أنتم قصدتم لي شراً . أما الله فقصد به خيراً .. فالآن لا تخافوا . أنا أعولكم وأولادكم .. و يب قلوبهم " ( تك 5. : 19 - 21 ) .
أتري كان يوسف في مستوي أعلي من الشريعة ؟! حاشا .
و لكن اليهود ما كانوا يفهمون الشريعة . فصحح المسيح مفهومهم .
ووصل إلي محبة العدو ، و الإحسان إلي المبغضين و المسيئين من قبل أن ينادي المسيح بهذه الوصية ...
مثال اَخر مشابه هو موسي النبي : لما تزوج المرأة الكوشية ، تقولت عليه مريم مع هارون . فلما وبخهما الرب علي ذلك ، و ضرب مريم بالبرص ، حينئذ تشفع فيها موسي ، و صرخ إلي قائلاً : اللهم اشفها " ( عد 12 : 13 ) . لم يقل في قلبه إنها تستحق العقوبة لإساءتها إليه ، بل صلي من أجلها ( عد 12 : 13 ) .
و هكذا نري أن موسي النبي الذي نقل إلي الشعب وصية الرب : عين بعين و سن بسن ، لم ينفذها في معاملاته الخاصة .
بل نفذ وصية المسيح قبل أن يقولها بأربعة عشر قرناً : صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم . إنه المفهوم الحقيقي لمشيئة الله .
نفس الوضع كان في تعامل داود النبي مع شاول الملك الذي أساء إليه ، و حاول قتله أكثر من مرة . و لكن لما وقع شاول في يده ، لم يعامله داود بالمثل . و لم بسمع لنصيحة عبيده بقتله . بل قال : حاشا لي أن أمد يدي إلي مسيح الرب . و وبخ رجاله و لم يدعهم يقومون علي شاول ( 1 صم 24 : 6 ، 7 ) . بل أن داود بكي علي شاول فيما بعد لما مات .
و رثاه بنشيد مؤثر ، و أحسن إلي أهل بيته ( 2 صم 1 ) ( 2 صم 9 : 1 ) .
إذن شريعة الله هي هي ، لم تنقض و لم تلغ .
و الله ليس عنده تغيير و لا ظل دوران " ( يع 1 : 17 ) .
إنما السيد المسيح قد صحح مفهموم الناس لشريعة موسي ، و وصل بهم إلي مستوي الكمال ، الذي يناسب عمل الروح القدس فيهم .
قال " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن . أما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلي إمراة ليشتهيها ، فقد زني بها في قلبه ( مت 5 : 27 ، 28 ) .
إنه لم ينقض الشريعة . فوصية لا تزن " لا تزال باقية كما هي . و كل إنسان مطالب بحياة العفة و الطهارة . و لكن السيد المسيح وسع فهمهم للوصية . فليس الزنا فقط هو إكما الفعل بالجسد ، بل هناك نجاسة القلب أيضاً . و شهوة الزنا التي تبدأ في القلب ، و تظهر في حاسة النظر . و هكذا نهي السيد ىعن النظرة الشهوانية ، و اعتبرها زنا في القلب . و أمر بضبط حاسة البصر فلا تخطئ .
و لعل هذا يذكرنا بما قاله أيوب الصديق ( في العهد القديم ) :
" عهداً قطعت لعيني ، فكيف أتطلع في عذراء ؟ " ( أي 31 : 1 ) .
بنفس السمو في الفهم ، قال سيدنا يسوع المسيح أيضاً :
" سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تقتل . و من قتل يكون مستوجب الحكم . و أما أنا فأقول لكم : إن كل من يغضب علي أخيه باطلاً ، يكون مستوجب الحكم .." ( مت 5 : 21 ، 22 ) .
وصية " لا تقتل " لا تزال قائمة كما هى ، لم تلغ . ولكن السيد المسيح حرم الخطوة الأولى المؤدية إليها ، وهى الغضب الباطل ..فكل جريمة قتل تبدأ بالغضب ، كما أن كل خطية زنا ، تبدأ بشهوة فى القلب . والسيد المسيح فى عظته على الجبل ، منع الخطوة الأولى المؤدية إلى خطية إذن لم تنقض ، بل بقيت كما هى . وإنما أكمل الرب فهم الناس لها فوسع مفهومها ، وسما بمعانيها . ومنع أسباب الخطية ، والخطوة الأولى المؤدية إليها .
بقيت نقة هامة تخص بالرمز ، و ما يرمز إليه .
و من أمثلة ذلك الذبائح الحيوانية ، و كانت ترمز إلي السيد المسيح .
خذوا الفصح مثالاً: و كيف كان المحتمي وراء الأبواب المرشوشة بالدم ، ينجو من سيف المهلك ، حسب قول الرب و يكون لكم الدم علامة علي البيوت . فأري الدم و أعبر عنكم . فلا يكون عليكم ضربة للهلاك " ( خر 12 : 13 ) . و كان الفصح رمزاً للسيد المسيح ، فيقول القديس بولس الرسول " لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا " ( 1 كو 5 : 7 ) .
صار المسيح هو الفصح ، و هو أيضاً ذبيحة المحرقة و ذبيحة الخططية و ذبيحة الإثم و ذبيحة السلامة . لم تلغ تلك الذبائح ، إنما كملت في المسيح .
و كذلك الأعياد و رموزها ، و باقي قواعد النجاسات و التطهير .
دم الذبائح كان رمزاً لدم السيد المسيح . و لا يزال المذبح موجوداً في العهد الجديد ، و لكن ليس لذبائح حيوانية ، و إنما لذبيحة المسيح و دمه الذي يطهر من كل خطية ( 1 يو 1 : 7 ) .
و الكهنوت الهاروني في العهد القديم ، كان يرمز إلي كهنوت ملكي كما قيل في المزمور " أنت هو الكاهن إلي الأبد علي قس ملكي صادق " ( مز 11. : 4 ) . و هكذا لم يلغ الكهنوت ، و لكنه "" قد تغير " ( عب 7 : 12 ) .
بقيت الشريعة . و لكن لما أتي المزمور إليه ، حل محل الرمز .
مذاود خيل سليمان
سؤال
من المعروف أن سليمان الملك كان غنياً جداً . و كان له إثنا عشر ألف فارس لمركباته . و لكن الأمر الذي يبدو فيه خلاف ، هو عدد مذاود خيل مركباته ...
فقد ورد في سفر الملوك الأول : " و كان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته ، و إثنان عشر ألف فارس ( 1 مل 4 : 26 ) . بينما ورد في سفر أخبار الأيام الثاني " و كان لسليمان أربعة اَلاف مذود خيل و مركبات ، و أثنا عشر ألف فارس " .
الجواب
لا يوجد خلاف إطلاقاً ، إن عرفنا ما هو المقصود بمعني كلمة مذود ..
كانت كلمة مذود تعني أمرين : إما المذود الخاص بكل حصان علي حده لكي يأكل منه . و إما المبني الذي توجد فيه هذه المذاود الفردية .
مثلما نقول عن مبنى إنه " دورة مياه " فإن دخل إنسان فيه ، يجد عشر دورات مياه يمكن أن تصلح لاستخدام عشرة أشخاص ... كل واحدة منها تسمى دورة مياه ، والمبنى كله يسمى دورة مياه ..
هكذا كان الأمر بالنسبة إلفى مذود خيل مركبات سليمان . كان يوجد أربعة آلاف مبنى للمذاود . وفى داخل كل مبنى منها ، توجد عشرة مذاود فردية تصلح لعشرة من الخيول تأكل منها ...
إسم " مدن المركبات " ( 2 أى 9 : 25 )
مثال آخر : تقول ذهب طلبة الجامعة إلى موائد الطعام . كل مائدة عبارة عن صالة واسعة تضم داخلها عشر طرابيزات . وكل ترابيزة تسمى مائدة . بينما الصالة التى تضم كل هذه الموائد يطلق عليها " مائدة طعام " فهى إذن مائدة تضم موائد . مثلها كا مبنى من مذاود سليمان يضم داخله عدداً من المذاود الفردية .
كانت مذاود خيل مركبات سليمان ، تكفى لأربعين ألفا من الخيل . والمركبة الواحدة يمكن أن يجرها أربعة خيول ويقودها فارس واحد . وهكذا تحتاج إلى عشرة آلاف فارس . فإن كانت بعض المركبات يجرها عشرة خيول ، بينما مركبات أخرى يجرها إثنان فقط ، إذن يحتاج الأمر كما كتب إلى إثنى عشر ألف فارس.
لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله
سؤال
ورد فى ( مت 24 ) وفى مر 13 ) علامات كثيرة عن نهاية العالم ومجئ السيد المسيح ثم قال الرب " الحق أقول لكم لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله " ( مت 24 : 34 ) ( مر 13 : 3. )
فكيف هذا ؟ لقد أنقضى ذلك الجيل وأجيال كثيرة بعده ، ولم يأت المسيح ولا انتهى العالم ! فما التفسير ؟
الجواب
فى الواقع أن كلاً من ( مت 24 ) ، (مر 13 ) يحويان نبوءتين : إحدهما عن نهاية العالم ، والأخرى عن خراب أورشليم . وقد قيل " لا يمضى هذا حتى يكون هذا كله " عن خراب أورشليم ، وليس عن نهاية العالم
وسنوضح الآن هاتين النبوءتين :
أما الآيات الخاصة بنهاية العالم فهى كقوله " ليس المنتهى بعد .. هذه مبتدأ الأوجاع " لأنه حينئذ يكون ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ، ولن يكون . ولو لم تقصر تلك الأيام ، لم يخلص جسد ... سيقوم أنبياء كذبة و مسحاء كذبة ، و يعون آيات عظيمة و عجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً ( مت 21:24_24) إلى أن يقول " و للوقت بعد ضيق تلك الأيام ، تظلم الشمس ، و القمر لا تعطى ضوءه ، و النجوم تسقط من السماء ، و قوات السماوات تتزعزع . و حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء .. (مت29:24_3.) (مر19:13_26).
أما النبوءات الخاصة بخراب أورشليم ، و التى تمت فى ذلك الجيل فهى :
صلوا لئلا يكون هربكم فى شتاء و لا فى سبت لأنه فى نهاية العالم ، لا يكون هناك هروب . كما يتساوى فى ذلك الشتاء و الصيف ، و السبت أيضاً !
و أيضاً قوله حينئذ يكون الثانى فى الحقل : يؤخذ الواحد و يترك الأخر . إثنتان تحنان على الرحى : تؤخذ الواحدة ، و تترك الأخرى (مت4.:24) . ففى نهاية العالم و مجئ المسيح ، لا يؤخذ الواحد ، و يترك الآخر ! بل إن هذا كله عن وقت خراب أورشليم ...
و قوله أيضاً فحينئذ ليهرب الذين فى اليهودية إلى الجبال . و الذى على السطح ، لا ينزل إلى البيت ، و لا يدخل ليأخذ من بيته شيئاً ( مر14:13،15) . كل هذا قيل عن خراب أورشليم ، لأنه فى نهاية العالم ، لا ينفع الهروب من اليهودية إلى الجبال !
عن أمثال هذه الأمور ، قال الرب : الحق أقول لكم لا يمضى هذا الجيل ، حتى يكون هذا كله .
و فعلاً ، كان ذلك كله فى وقت هجوم الجيش الرومانى على أورشليم سنة 7.م ، أى بعد أن قال السيد المسيح تلك النبوءة بحوالى 36سنة ( من سنة صلبه 34م إلى سنة الهجوم على أورشليم فى 7.م ) .
هل موسى النبي هو كاتب التوراه ؟
سؤال
نحن نعلم أن موسى النبى هو كاتب الأسفار الخمسة الأولى ( التوراة ) . و لكن ما إثبات هذا الإعتقاد لمن يسألنا ؟
و أن كان موسى النبى هو كاتبها ، فكيف ذكر فى أخرها خبر وفاته ؟ هل يعقل أن يكتب إنسان خبر وفاته بنفسه ؟
الجواب
موسى النبى كتب الأسفار الخمسة كلها ماعدا خبر وفاته طبعاً ( تث5:34_12) . فهذه الفقرة الأخيرة من سفر التثنية ، كتبها تلميذه و خليفته يشوع . و كان يمكن أن ترد فى أول سفر يشوع الذى بدأ بعبارة و كان بعد موت موسى عبد الرب .. (يش1:1) . و لكن رؤى من الأفضل أن يكتب خبر موت موسى النبى و دفنه فى آخر الأسفار الخمسة ، استكمالاً لتاريخ تلك الفترة التى تشمل حياة موسى النبى و عمله ، و هو أشهر نبى فى تاريخ العهد القديم كله .
أما كتابة موسى لكل أسفار التوراة فواضح . و الأدلة علية كثيرة من نصوص العهد القديم و العهد الجديد . و منها :
1- الله أمر موسى بكتابة الشريعة و الأحداث :
أن الله كان يأمر موسى بكتابة الأحداث الجارية و بكتابة الشريعة : فمن ذلك ما حدث بعد هزيمة عماليق ، إذ ورد فى سفر الخروج و قال الرب لموسى أكتب هذا تذكاراً فى الكتاب ، وضعه فى مسامع يسوع (خر4:17).
و بعدما أعطى الله الشريعة لموسى أمره بكتابتها و قال الرب لموسى أكتب لنفسك هذه الكلمات . لأننى بحسب هذه الكلمات قطعت عهداً معك و مع إسرائيل (خر7:34).
2- موسى نفذ أمر الله وكتب :
ورد فى سفر العدد عن تحركات بنى إسرائيل " وكتب موسى مخارجهم برحلاتهم بحسب قلول الرب " ( عد 33 : 2 )
وورد فى سفر التثنية عن كتابة الشريعة " وكتب موسى هذه التوراة ، وسلمها للكهنة بنى لاوى حاملى تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل " ( تث 31 : 9 )
وورد أيضا : " فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة فى كتاب إلى تمامها ، أمر موسى اللاويين حاملى تابوت عهد الرب قائلاً : خذوا كتاب التوراه هذا ، وضعوه بجانبتابوت عهد الرب " ( تث 31 : 24 – 26 ) .3-شهد المسيح أن موسى كتب التوراه : لا
فى مناقشة السيد المسيح لليهود ، قال لهم : لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى ، لأنه هو كتل عنى ، فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك ، فكيف تصدقون كلامى " ( يو 5 : 46 )
وفى رده على الصدوقيين الذين ينكرون قيامة الأموات ، قال لهم : وأما من جهة الأموات أنهم يقومون ، أفما قرأتم فى كتاب موسى فى أمرالعليقة كيف كلمه الله قائلاً " أنا إله ابراهيم وإله اسحق ، وإله يعقوب " ( مر 12 : 26 )
وفى مقابلته لتلميذى عمواس بعد قيامته ، يقول الكتاب : ثم إبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب " ( يو 24 : 27 )
4-وشهد الرسل والأنبياء أن موسى هو كاتبها :
ورد فى إنجيل يوحنا أن فليبس وجد نثنائيل ، وقال له : "وجدنا الذى كتب عنه فى الناموس والأنبياء "( يو 1 : 45 )
وبولس الرسول يشهد بكتابة موسى للتوراه فيقول فى رسالته إلى أهل رومية ( 1. : 5 ) لأن موسى يكتب فى البر الذى بالناموس إن الإنسان الذى يفعلها سيحيا بها " وفى رسالته الثانية إلى كورنثوس ( 3 : 15 ) يقول عن اليهود " لكن حتى اليوم حين يقرأ موسى ( أى التوراه ) البرقع موضوع على قلوبهم " .
ويعقوب الرسول يقول فى مجمع أورشليم " لأن موسى منذ أجيال قديمة له فى كل مدينة من يكرز به ، إذ يقرأ فى المجامع كل سبت " ( أع 15 : 21 ) .
وابراهيم أبو الآباء يشهد بذلك فى كلامه مع الغنى الذى لم يحسن إلى لعازر المسكين ( لو 19 : 26 ) " وقال له ابراهيم : عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم .. " يقصد كتب موسى والأنبياء .
5- وشهد اليهود بهذا أيضا أمام المسيح :
إذ جاء قوم من الصدوقيين إلى المسيح قائلين " يامعلم ، كتب لنا موسى أن مات لأحد أخ و ترك إمرأة و لم يخلف أولاداً أن يأخذ أخوه إمرأته و يقيم نسلاً لأخيه (مر19:12) .
6- و سميت التوراة شريعة موسى ، أو ناموس موسى :
قال السيد المسيح لليهود " فإن كان الإنسان يقبل الختان فى السبت لئلا ينقض ناموس موسى ، افتخون على لأنى شفيت إنساناً كله فى السبت (يو23:7) .
و قيل عن السيدة العذراء و لما تمت أيام تهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب (لو22:2) .
و قال بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين (28:1.) " من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بلا رأفة " .
و قال فى رسالته الأولى إلى كورنثوس (9:9) " فإنه مكتوب فى ناموس موسى لا تكم ثوراً دارساً .
و فى نقاشه مع اليهود يقول سفر أعمال الرسول (23:28) فطفق يشرح لهم شاهداً بملكوت الله و مقنعاً أياهم من ناموس موسى و الأنبياء " .
و يوحنا الرسول يقول لأن الناموس بموسى أعطى (يو17:1) .
اقرأ أيضاً (أع39:13) (أع5:15) (اع22:26) (يو19:7) .
7- تنسب لموسى أقوال الله التى فاه بها موسى :
قال السيد المسيح : لأن موسى قال اكرم أباك و أمك ، و من يشتم أباً أو أماً فليمت موتاً " (مر1.:7) .
و قال لليهود موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم ، و لكن من البدء لم يكن هكذا " (مت7:19) .
و قال للأبرص أر نفسك للكاهن و قدم القربان الذى أمر به موسى شهادة لهم " (مت4:8) .
و قال اليهود للمسيح عندما قدموا له المرأة الزانية : موسى فى الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم (يو5:8) .
8- موسى هو أنسب شخص للكتابة :
إن موسى النبى هو أكثر الأشخاص صلة بالحوادث . و توجد أشياء خاصة به وحده مثل ظهور الرب له فى العليقة ، و كلام الرب معه على الجبل ، و الوصايا التى أعطاها له و التفاصيل العديدة الخاصة بأوصاف خيمة الإجتماع .
و لا شك أن موسى كان بعرف الكتابة و القراءة بعاً ، فهو قد تهذب بكل حكمة المصريين " (أع22:7) .
0ويل للحبالى و المرضعات..
سؤال
فى إنجيل متى الأصحاح 24 الذى يتحدث عن المجئ الثانى للسيد المسيح ، يقول الرب " ويل للحبالى و المرضعات فى تلك الأيام . و صلوا لكى لا يكون هربكم فى شتاء " (مت19:24،2.) . و نفس الكلام يقول أيضاً فى (مر17:13،18). و هو الإصحاح الذى يتحدث فيه عن المجئ الثانى . فما تفسير هاتين العبارتين ؟
الجواب
فى الواقع أن أصحاح (مت24) . و كذلك (مر13) . يتحدث كل منهما عن موضوعين هما : المجئ الثانى ، و خراب أورشليم .
و عبارة " ويل للحبالى و المرضعات فى تلك الأيام " و أيضاً " صلوا لكى لا يكون هربكم فى شتاء هما عن خراب أورشليم .
لأن المجئ الثانى سوف تصحبه القيامة (يو28:5،9) . كما ستصحبه الدينونة أيضاً (مت27:16) (مت31:25_46) . و بعاً فى القيامة و الدينونة سوف لا يكون هرب ، و يتساوى فيها الشتاء و الصيف .
و بعاً أثناء هجوم الجيش الرومانى و خراب أورشليم ، سيكون الهرب صعباً على الحبالى و المرضعات ، لأنهم إما يحملن جنيناً داخلهن ، أو فلاً على أكتافهن . و هكذا يكون الهرب على جبال أورشليم أمراً خطراً
و مما يدل على أن هذا الجزء خاص بخراب أورشليم ، قول الرب حينئذ يهرب الذين فى اليهودية إلى الجبال . و الذى على السح فلا ينزل إلى البيت ليأخذ من بيته شيئاً (مر14:13،15) . و هذا لا ينبق بعاً على مجئ المسيح و الدينونة .
هل العهدان القديم و الجديد عهدان متمايزان بين البنوة و العبودية و النعمة و القسوة ؟!
سؤال
هل العهد القديم يمثل العبودية لله ، بينما العهد الجديد يمثل البنوة لله ؟ أى كنا عبيداً فصرنا أبناء .. ؟ وهل العهد القديم يمثل معاملة الله القاسية على البشر ، بينما العهد الجديد هو عهد النعمة والمواهب ؟
وهل فى العهد القديم كنا نعامل بالخوف ، وصرنا نعامل بالحب ؟
الجواب
الله لا يتغير ، هو فى العهد القديم كما هو فى العهد الجديد . ومعاملاته هى هى كما سنرى . وكما قيل عنه " هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد " ( عب 13 : 8 ) " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ( يع 1 : 17 )
كان أبا وسيداً ، فى العهد القديم وفى العهد الجديد . وبالتالى كنا نحن أبناء وعبيداً فى العهدين كليهما ، القديم والجديد .
وكانت تربط الله بالبشر علاقة الحب فى كلا العهدين . وكان يقودهم أحيانا بالحزم والعقوبة من جهته ، وبالخوف من جهتهم ..
الله لم يتغير ، ولا معاملاته . ولكن الناس يتغيرون .
ولنأخذ مثلاً لذلك أهل نينوى :
فى خطيتهم أرسل الله إليهم يونان النبى لينادى عليهم بالهلاك . و فى توبتهم قال الله " أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة .. (يون11:4) . الله يتغير فى حكمه . و لكن أهل نينوى هم الذين تغيروا . فى وقت كانوا يستحقون العقوبة . و فى وقت آخر كانوا يستحقون التوبة .
و لنتناول الآن عناصر السؤال و نبقها على العهدين .
البنوة
منذ بدء تاريخ البشرية ، كان البشر أبناء الله .
· آدم نفسه قيل إنه ابن الله (لو38:3).
· و كذلك ابناء آدم شيث و أنوش . قيل حينئذ أبتدئ أن يدعى باسم الرب (تك26:4) . و هكذا فإن أبناء شيث و أنوش دعوا – فى قصةالوفان - أبناء الله فقيل إن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ، فاتخذوا لأنفسهم نساء .." (تك2:6) . أما تعبير بنات الناس " . فاطلق على بنات قايين الذى لعن من الله (تك11:4) . و أصبح أبناء الله هم النسل المبارك .
·
و لما أختار الله شعباً و ميزه على الأمم الوثنية ، دعاه إبناً له . فقال إسرائيل ابنى البكر (خر22:4) . و أمر موسى أن يقول لفرعون : هكذا يقول الرب .. ألق إبنى ليعبدنى (خر23:4) .· و لما عصى هؤلاء على الله ، قال ربيت بنين و نشأتهم . أما هم فعصوا على (أش2:1) . و قال لهم فى المزمور ألم أقل أنكم آلهة ، و بنى العلى تدعون . و لكنكم مثل البشر تموتون ، و كأحد الرؤساء تسقون (مز6:82،7) .
· و عن هؤلاء قال المرتل فى المزمور قدموا للرب يا أبناء الله ، قدموا للرب مجداً لإسمه (مز1:28،2).
· و قد تغنى أشعياء النبى بهذه البنوة فقال للرب تلع من السماء ، وانظر من مسكن قدسك و مجدك .. فإنك أنت أبونا .. أنت يا رب أبونا و لينا منذ الأبد إسمك (أش15:63،16) . و قال أيضاً و الآن يا رب ، أنت أبونا . نحن الين و أنت جابلنا ، و كلنا عمل يديك (أش8:64) .
· هذا عن الشعب كله و من جهة الأفراد ، يقول الرب لكل من يؤمن به يا ابنى أعنى قلبك ، و لتلاحظ عيناك رقى (أم26:23).
· و قال لداود النبى عن سليمان إبنه أقيم بعدك نسلك ، الذى يخرج من أحشائك ، و أثبت مملكته .. أنا أكون له أباً و هو يكون لى إبناً (2صم12:7،14) (1أى13:17).
· إذن البنوة لله كانت معروفة فى العهد القديم تكلم بها الله ، و تكلم بها الناس . و تكلم بها الله للناس .
و لكن نتيجة للعصر الوثنى الذى ساد الأمم فى العهد القديم ، لم تكن هذه البنوة لله قائمة فى عمق أفكار الناس ، و أن صلى بها اشعياء النبى . فجاء السيد المسيح و كشف أعماقها ، و تحدث عنها كثيراً . و أن كان قد أمرنا قائلاً " و متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السموات (مت6) . فقد سبق اشعياء النبى و قال فى صلاته أنت يا الله أبونا (أش64:63).
العبودية
· كان الناس عبيد لله فى العهد القديم. وأيضا ما أكثر الأمثلة التى دعى فيها أبناء الله عبيداً فى العهد الجديد حتى الآباء الرسل ، وكل وكلاء الله على الأرض والملائكة وكل الذين يخلصون ..
· فى محاسبة أصحاب الوزنات ، قال الرب فى هذا المثل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم . فقال للذى أخذ الخمس وزنات : نعما أيها العبد الصالح والأمين . كنت ـمينا فى القليل ، فأقيمك على الكثير . أدخل إلى فرح سيدك . ونفس الكلمات قالها لصاحب الوزنتين (مت 25 : 19 – 23 )
نلاحظ هنا كلمتى عبد ، وسيدك . وقد قيلت لأصحاب الوزنات .
أى للخدام الكبار ، أصحاب المواهب والمسئوليات ، الأشخاص الناجحين فى خدمتهم الذين نالوا تطويبا ومكافأة من الرب ، ودخلوا إلى نعيمه الأبدى .
·
ولما تكلم الرب عن السهر والاستعداد ، قال " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين " ( لو 12 : 37 ) لاحظوا أن استخدم كلمة ( عبيد) فقال له بطرس : يارب ألنا قلت هذا المثل أم قلته للجميع أيضا ؟ فأجاب الرب " يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم فى حينه . وبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده هكذا " ( لو 12 : 41 – 43 )نلاحظ هنا أن جميع المؤمنين دعوا عبيداً .
وحتى الوكيل الحكيم الأمين دعى أيضا عبداً .
إن إعتبارا أبناء فى العهد الجديد ، لا تمنع كوننا عبيدا أيضا .
·
و قال السيد المسيح لتلاميذه : أنتم تدعونني معلماً و سيداً . و حسنا تقولون لأني أنا كذلك " ( يو 13 : 13 ) . فنلاحظ أنه استخدم عبارة ( سيد ) حتي في مناسبة غسلة لأرجلهم .· و قال لتلاميذه حينما اختارهم و أرسلهم : " ليس التلميذ أفضل من المعلم ، و لا العبد أفضل من سيده . يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه ، و السيد كسيده . إن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول . فكم بالحري أهل بيته ؟! فلا تخافوهم .. " ( مت 1. : 24-26 ) .
· نلاحظ هنا أنه إستخدم عبارتي عبد ، و سيد . في الحديث مع الرسل ، عن الرسل ، علي الرغم من البنوة و التلمذة و الرسولية .
· و قال الرب في سفر يوئيل النبي في النبوءة عن يوم الخمسين في العهد الجديد " و يكون في الأيام الأخيرة أنني أسكب من روحي علي كل بشر .. و علي عبيدي أيضاً و أمائي ، أسكب من روحي في تلك الأيام ، فيتنبأون " ( أع 2 : 16 – 18 ) ( يوئيل 2 : 28 ، 29 ) .
نلاحظ أنه أطلق عبارتي عبيد و إماء ، علي أولئك الذين يسكب عليهم من زوحه القدوس ، فيتنبأون و يعملون معجزات .
·
و في العهد الجديد أيضاً ،و في العصر الرسول ، نجد أن المؤمنين " رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلي الله و قالوا " .. امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة " " و لما صلوا تزعزع المكان " ( أع 4 : 3. ، 31 ) .قالوا للرب ( عبيدك ) عن الآباء الرسل الذين كانوا يبشرون .
* نلاحظ أن القديس بولس الرسول كان يلقب نفسه بكلمة ( عبد ) .
فيقول " بولس عبد ليسوع المسيح ، المدعو رسولاً المفرز لإنجيل الله " ( رو 1 : 1 ) " بولس و تيموثاوس عبدا يسوع المسيح إلي جميع القديسين في المسيح يسوع " ( فى 1 : 1 ) " بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح " ( تى 1 : 1 ) .
· وكبار القديسين والقديسات قال إنهم عبيد وإماء .
· ويكفى أن السيدة العذراء قالت للملاك المبشر " هوذا أنا أمة الرب ، ليكن لى كقولك ( لو 1 : 38 ) وسمعان الشيخ لما حمل الطفل يسوع ، قال " الأن يا سيدى تطلق عبدك بسلام حسب قولك ، لأن عينى قد أبصرتا خلاصك " ( لو 2 : 29 ، 3. )
· وقال الرب فى سفر زكريا النبى " كلامى وفرائضى التى أوصيت بها عبيدى الأنبياء .. " ( زك 1 : 6 ) . فدعا الأنبياء عبيداً
· ليس هذا فى العهد القديم فقط ، بل أيضا سفر الرؤيا فى آخر العهد الجديد يبدأ بعبارة " إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه الله إياه ليرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب . وبينه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا "بيد ملاكه لعبده يوحنا . " ( رؤ 1 : 1 ) فالمؤمنين جميعاً لقبهم بكلمة ( عبيد ) وأيضا يوحنا الرسول الحبيب قال إنه عبده يوحنا .
· وجميع الأبرار الصالحين ، قال لهم الرب كذلك أنتم أيضا متى فعلتم ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون " ( لو 17 : 1. )
· إذن عبارة أطلقت على كل القديسين فى العهد القديم والحديث وحتى على الملائكة أيضا .
فنرى أن الملاك العظيم فقى سفر الرؤيا الذى أراد يوحنا الرسول أن يسجد له ، امتنع قائلاً ليوحنا " لا تفعل . أنا عبد معك " ( رؤ 19 : 1. ) وقيل أيضا " عرش الله .. وعبيده يخدمونه " ( رؤ 22 : 3 )
كلنا عبيد لله ، لأنه هو خالقنا . على الرغم من كوننا أبناءه .
لا تقل إذن إن البشر كانوا عبيداً فى العهد القديم ، وصاروا أبناء فى العهد الجديد . فهم فى العهدين كليهما عبيد وأبناء .
الحنو والعقوبة
· لا نستطيع أن نقول إن العهد القديم كان عهد عقوبة ، بينما العهد الجديد هو عهد الحنو . ففى العهدين توجد العقوبة والحنو .
حقاً إنه العهد القديم حدث الطوفان ( تك 6 ) ولكن حتى مع هذا الوفان من حنو الله ، أبقى لنا بقية فى أسرة نوح . كما أنه أقتم مع البشرية عهداً فى قوس قزح ألا يحدث الإقناء مرة أخرى ( تك 8 : 13
– 15 ) .وفى العهد القديم كان حرق سادوم . ولا ننسى بشاعة نجاسة أهل سادوم وشذوذهم الجنسى ، لدرجة أنهما أراداً أن يخئا إلى الملاكين ( تك 19 : 5 –8 ) ومع ذلك فمن حنو الله أنه سمح لبراهيم أن يناقشه فى الأمر وقبل الرب وساطته فلما قال ابراهيم " عسى أن يوجد هناك عشرة ( أبرار ) فقال الرب : لا أهلك المدينة لأجل العشرة ( تك 18 : 22 ) ومن حنو الله فى قصة سادوم أنه أنقذ منها لوطا وبنتيه .
·
نقطة أخرى لا ننساها فى العهد القديم ، وهو انتشار الوثنية . فكان بقاء عابدى الأصنام معناه بقاء عبادة الأصنام وبقاء الوثنية .و مع ذلك لما عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي أثناء وجود موسي مع الله علي الجبل ، و أراد الله افناءهم .. بلغ من حنوه أنه قبل شفاعة موسي النبي فيهم و لم يفنهم ( خر 32 : 7
– 14 ) .و يعوزنا الوقت إن تتعبنا العقوبات في العهد القديم و أسبابها …
·
غير أننا نقول إن هناك عقوبات في العهد الجديد أيضاً .· و من عقوبات الرب في العهد الجديد ، قوله في العظة علي الجبل " و من قال يا أحمق ، يكون مستوجب نار جهنم " ( مت 5 : 22 ) .
· و منها قول الرب " يا أورشليم يا أورشليم ياقاتلة الأنبياء و راجمة المرسلين إليها : كم مرة أردت .. و لم تريدوا . هوذا بيتكم يترك لكم خراباً (مت27:23،28) .
· و قوله لبرس الرسول لما استحى من أن يغسل الرب رجليه : إن لم أغسلك ، لا يكون لك معى نصيب (يو8:13) أى أن يفقد نصيبه الأبدى لمجرد هذا الخطأ .. كذلك انتهاره له يقوله اذهب عنى ياشيطان .. أنت معثرة لى (مت23:16) .
· و من عقوبات العهد الجديد : الحكم على حنانيا و سفيرا بالموت ، لما اختلسا جزءا من مالهما و أنكرا . و لم يعهما برس الرسول فرصة للتوبة (أع5) . لذلك قيل فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة ، على جميع الذين سمعوا بذلك (أع11:5) .
· كذلك العقوبة التى أوقعها بولس الرسول على خائ كورنثونس بأن يسلم مثل هذا للشيان لإهلاك الجسد لتخلص الروح فى يوم الرب (1كو5:5) . و لو أنه عفا عنه فى رسالته الثانية .
· و من عقوبات العهد الجديد ، ما ورد فى سفر الرؤيا عما يحدث فى أواخر الأيام ، حينما يبوق الملائكة السبع (رؤ9:8) . و ما يحدث لما يسكب الملائكة جاماتهم (رؤ16) . و كذلك دينونة المدينة العظيمة بابل (رؤ18) .
و أخيراً البحيرة المتقدة بالنار و الكبريت ، و هى ليست تتبع العهد القديم فى شئ ...
ساقط مثل البرق
سؤال
قال السيد المسيح رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء (لو18:1.) فهل كان يعنى بهذا أن الشيطان قد إنتهى عمله ؟ و إن كان الأمر هكذا ، فماذا نقول عن حروب الشيطان المستمرة و إغوائه للكثيرين ؟
الجواب
سقوط الشيطان ليس معناه إنتهاء عمله ، إنما إنتهاء جبروته .
و يعنى أنه صار مقيداً كما ورد فى سفر الرؤيا (رؤ2:2.،7) .
و يعنى أيضاً إنتهاء ملكه و رئاسته .. فقد قيل عنه قبل الصليب إنه رئيس هذا العالم . كما قال السيد الرب رئيس هذا العالم يأتى ، و ليس له فى شئ " (يو3.:14) . و كما قال أيضاً رئيس هذا العالم قد دين (يو4:16) ...
أما رئاسة الشيطان للعالم ، فكانت بسبب أن العالم –
قبل الصليب – كان تحت حكم الموت بسبب الخطية . و أيضاً بسبب قوة الشيطان و قتذاك ، و ضعف البشرية ، و هى تلبس الإنسان العتيق (رو6) .سقطت دولته بالخلاص الذى قدمه الرب بالفداء ، و إنقاذه النفوس التى رقدت على رجاء ، و التى كانت فى أقسام الأرض السفلى (أف8:4_1.). ففتح لها الرب باب الفردوس .
وسقط الشيطان بالقوة التى وهبت لأولاد الله .
هؤلاء الذين ولدوا بالماء والروح ( يو 3 : 5 ) بغسيل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس " ( تى 3 : 5 ) وفى المعمودية " لبسوا المسيح " ( غل 3 : 27 وفيها صلب الإنسان العتيق ، لكى يبطل جسد الخطية " ( رو 6 : 6 ) وأعطيت للبشرية نعمة تقدر على هزم الشيطان ، مهما ازدادت حروبه لأنه " حيث كثرت الخططية ، ازدادت النعمة جداً " ( رو 5 : 2. ) ولم تكن النعمة لمقاومة الخطية فقط ، وإنما فى العمل الإيجابى فى الكرازة وبناء الملكوت . كما قال القديس بولس الرسول عن خدمته " لا أنا ، بل نعمة الله التى معى " " ونعمته المعطاة لى لم تكن باطلة ، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم " ( 1كو 15 : 1. ) . بل قال أيضاً " .. أحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في " ( غل 2 : 2. ) .
بسبب كل هذه البركات ، سقط الشيطان مثل البرق من السماء .
أي سقط من العلو الذي كان فيه . لأنه قبلما ملك الرب بالصليب ، كان الشيطان قد أوقع كل الأمم في عبادة الأصنام . و حتي أن بني إسرائيل الذين كانوا يعبدون الله في ذلك الزمان ، حينما تأخر موسي علي الجبل ، صنع لهم هرون رئيس الكهنة عجلاً ذهبياً فعبدوه ( خر 32 ) . و فيما بعد وقعت مملكة إسرائيل في عبادة الأصنام ، و بخاصة أيام يربعان بن نباط ، و أيام اَخاب بن عمري ( 1 مل 21 : 2. ، 25 ، 26 ) .
و بالقضاء علي عبادة الأصنام ، سقط الشيطان .
ثم ظل يعمل ، و لكن كمقيد ، و ليس بالجبروت القديم .
ليس كما كان في العصور الوثنية بكل أصنامها و فسادها .
علي أن الشيطان سوف يحل من سجنه في اَخر الأيام ، و يخرج ليضل الأمم ( رؤ 2.: 7 ، 8 ) . و لكن الله من أجل المختارين –
سيقصر تلك الأيام ( مت 24 : 22 ) .لماذا اللعنة لشجرة التين ؟
سؤال
لماذا لعن السيد المسيح شجرة تين لم يجد فيها إلا ورقاً فقطط و ليس فيها شئ من الثمر . فلما لعنها يبست في الحال ( مت 21 : 18 ، 19 ) . فلماذا لعنها مع أنه قيل " لم يجد شيئاً إلا ورقاً ، لأنه لم يكن وقت التين ( مر 11 : 13 ) .
الجواب
كلام كثير قاله عديد من المفسرين في موضوع شجرة التين هذه .. و لكنني أريد أن أشير هنا إلي الناحية الرمزية التي كثيراً ما كان يستخدمها السيد المسيح في تعليمه و أحاديثه …
كانت شجرة التين الكثيرة الأوراق و بلا ثمر ، ترمز إلي الحياة الشكلية التي كانت تعيشها الأمة اليهودية بطقوس كثيرة خالية من الثمر .
أعياد ، و مواسم ، و ذبائح ، و بخور ، و دقة حرفية في حفظ السبت ، و اهتمام فائق بحفظ الختان ، و التقديمات . كل ذلك و أمثاله ، بلا روح، مما وبخهم الله عليه في الإصحاح الأول من سفر أشعياء .. و لا ثمر روحي في كل ذلك ، إنما مجرد أوراق خضراء كثيرة .
كذلك كان لأوراق التين رمز من بدء الخليقة لم يقبله الله .
لما أخطأ اَدم و حواء ، و فقدا بساطتهما ، و عرفا أنهما عريانان ، غطيا هذا العري بورق التين .. مجرد تغطية شكلية لنفسية فسدت من الداخل و فقدت طهارتها .
و ظلت أوراق التين تحمل هذا الرمز و هو التغطية الخارجية لفساد داخلي .
و لم يقبل الله لهما التغطية بأوراق التين ، و إنما " صنع لهما أقمصة من جلد و ألبسهما " ( تك 3 ك 21 ، 7 ) . و أقمصه الجلد كانت من ذبيحة …
و كأن الرب يقول لهما : التغطية لا تصلح الطبيعة الداخلية التي قد فسدت : إنما الطهارة الحقيقية ستأتيكم من الذبيحة التي تشير إلها هذا الجلد الذي تتغطيان به حالياً . و تأتي التغطية الحقيقية بالكفارة بالدم ( 1 يو 1 : 7 ) .
لقد أراد الرب أن يعيهم درساً من شجرة التين .
إنه أتي يطلب ثمراً من الأمة اليهودية ، فلم يجد إلا الورق . " و لم يكن وقت التين " . لأنه لا يمكن للشعب اليهودي أن يعطي ثمراً بحالته الراهنة و قتذاك ، بقياداته الشغوفة بالورق كالكتبة و الفريسيين و الناموسيين و الكهنة و شيوخ الشعب . فلعن الرب هذه الشجرة . و قال عبارته المشهورة : إن ملكوت الله ينزع منكم ،و يعطي لأمة تصنع ثماره " (مت 21 : 43 ) . لن تنفعكم المظاهر الخارجية ، و كثرة ورق التين الأخضر ..
الحيوانات المتوحشة المفترسة
سؤال
لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة المفترسة ؟ و لماذا خلق بعض الكائنات التي تنفث سموماً مثل الحيات و العقارب و غيرها .
الجواب
أول ملاحظة أحب أن أقولها تعليقاً علي سؤالك :
مانسميها الأن بالحيوانات المتوحشة ، لم تكن متوحشة حين خلقها الله ، و لم تكن مفترسة .
كانت تعيش مع أبينا اَدم في الجنة ، فما كان يخافها ، و لا كانت تؤذيه . بل كان يأنس لها ، و هو الذي سماها بأسمائها ( تك 2 : 19 ) .
و ما كانت هذه الحيوانات تأكل اللحوم و قتذاك .
بل كانت تأكل عشب الأرض . كما قال الرب " و لكل حيوان الأرض ، و كل طير السماء ، و كل دبابة علي الأرض فيها نفس حية ، أعطية كل عشب أخضر طعاماً . و كان كذلك " ( تك 1 : 3. ) .
وهذه الحيوانات التي نسميها الآن متوحشة و مفترسة ، عاشت في الفلك مع أبينا نوح و أولاده و زوجاتهم ، مستأنسة لا تفترس أحداً ، لا من البشر. و لا من باقي الحيوانات . و لكن تغير الأمر فيما بعد ، و كيف ذلك ؟
لما صار الإنسان يصيد الحيوان ، و الحيوان يهرب منه ، دبت العداوة بينهما و كرد فعل ظهرت الوحشية و الافتراص .
و بخاصة أن الله صرح للإنسان بأكل اللحم بعد رسو فلك نوح . و قال له في ذلك كل دابة حية تكون لكم عاماً . كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع . غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه " ( تك 9 : 3 ، 4 ) وهكذا صار الدم يسفك ، وصار الإنسان يأكل لحم بعض الحيوانات ، ويطارد البعض الآخر منها . كله دخله الخوف بعد الخطية ( تك 3 : 1. ) ( تك 4 : 14 ) وبالخوف صار يهرب من بعض الحيوانات ، فكانت تطارده وكانت تفترسه أحياناً
وهكذا قال الرب " وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط . من يد كل حيوان أطلبه ، ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان من يد الإنسان أخيه . ، سافك دم الإنسان بيد الإنسان يسفك دمه " ( تك 9 : 6 ) .
وهكذا نري أن الوحشية زحفت إلي بعض البشر أيضاً .
و ليس فقط إلي الحيوان . فحدث أن قايين قام علي أخيه هابيل و قتله ( تك 4 : 8 ) . و لو كان الإنسان يأكل الدم كالوحوش لصار وحشاً مثلها . و لكن الله منعه من أكل الدم . و استمر هذا المنع في شريعة موسي مع عقوبة شديدة ( لا 17 : 1. ) و استمر منعه في العهد الجديد أيضاً ( أع 15 : 29 ) .
و كما توحشت الحيوانات و صارت تفترس الإنسان و تأكله ، هكذا أصبحت تأكل بعضها بعضاً .
القوي منها يفترس الضعيف و يأكله . و هكذا سميت وحوشاً مفترسة . و لكنها من البدء لم تكن كذلك . أما تسميتها في الإصحاح الأول من سفر التكوين ( تك 1 : 24 ، 25 ) . فكان باعتبار ما اَل إليه أمرها حين كتابة هذا السفر أيام موسي النبي ( حوالي سنة 14.. قبل الميلاد تقريباً ) .
أما عن الحيات و العقارب و الحشرات ، فلابد أن لها فوائد .
أتذكر أنني منذ حوالي أربعين عاماً ، كنت قد قرأت أجابة للقديس جيروم عن مثل هذا السؤال في مجموعة كتابات آباء نيقية و ما بعد نيقية The Writing Of Nicene & Post Nicene Fathers ذكر فى ورده كثيراً من الفوائد الطبية وغيرها لأمثال هذه الحشرات وللعقارب مثلاً . أرجو أن أرجع إلى رد القديس جيروم وأنشره لكم مترجماً .
يكفى أن الصيدليات حالياً شعارها حية تنفث سمها فى كأس .
فبعض السموم لها فوائد ، إن أخذت بحكمة وبمقدار ، كما قال الشاعر :
وبعض السم ترياق لبعض وقد يشفى العضال من العضال
وإن كان القديس جيروم قد ذكر فوائد لتلك الحشرات وبعضها سام . وكان جيروم يعيش فى القرن الرابع وأوائل الخامس ، فماذا نقول نحن فى أواخر القرن العشرين مع كل ما وصل إليه العلم من رقى ؟ لا شك أن العلم يكشف فوائد أكثر تحتاج إلى دراسة علمية ونشر .
كما أن هذه الكائنات – من الناحية الأخرى . يرمز ضررها إلى الشر .
فالحية صارت إسماً من أسماء الشيطان ( رؤ 2. : 2 ) وقصتها معروفة مع أمنا حواء ، وكيف خدعتها الحية وأسقطتها ( تك 3 ) فإن كانت بهذه الدرجة من الضرر . وقد سمح الله بأن تكون هناك عداوة بيننا و بينها ... فإنه دفاعاً عنا منها ، أعطانا سلاناً عليها ، و قال "" ها أنا أعطيكم سلطاناً أن تدوسوا الحيات و العقارب و كل قوة العدو ، و لا يضركم شئ" (لو19:1.) .
و أعود فأقول إنه حينما خلق الله هذه الكائنات لم تكن ضارة .
و حتى الشيان نفسه لم يكن ضاراً و لا شريراً ، بل ملاكاً ، كاروباً ، ملآن حكمة و كامل الجمال (حز12:28،14،15) .
الباب الثاني
أسئلة كـتابـيـة
بولس الرسول مع المسيح
سؤال
هل صحيح أن بولس الرسول مكث مع السيد المسيح في البرية ثلاث سنوات ، وتعلم على يده في البرية ، كما سمعت ؟ وما الدليل أو الشاهد ؟
الجواب
مكوث القديس بولس الرسول في البرية ثلاث سنوات أمر لا خلاف عليه .
وبمكن استنتاجه مما هذا القديس في رسالته إلى غلاطية حيث قال " لما سر الله الذي أفرزنى من بطن أمي ودعاني بنعمته ، أن يعلن إبنه في لأبشر به بين الأمم ، للوقت لم أستشر لحماً ودماً ، ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي . بل أنطلق إلى البرية ، ثم رجعت أيضاً إلى دمشق . ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم " ( غل1 : 15 : 18 ) .
ولكن ليس معني مكوثه في البرية ، أن قضي الثلاث سنوات مع السيد المسيح .
إن كان الرسل الإثنا عشر كانوا في إحتياج أن يظهر لهم السيد الرب خلال أربعين يوماً بعد القيامة يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله ( أع1 : 3 ) ، فهل من المعقول أن رسولاً واحداً يمكث معه السيد المسيح ثلاث سنوات ؟!
ولكن من المعروف أن الرب ظهر للقديس بولس الرسول أكثر من مرة :
*ظهر له أول مرة في طريق دمشق حيث دعاه لخدمته ( أع9 ) .
*وفي خدمته في كورنثوس ، ظهر له الرب برؤيا في الليل . وقال له " لا تخف . بل تكلم ولا تسكت . لأني أنا معك ، ولا يقع بك أحد ليؤذيك . لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة ( أع18 : 9 ، 10 ) .
*وظهر له الرب مرة أخري في أورشليم ، وقال القديس بولس في ذلك " وحدث لي بعدما رجعت إلى أورشليموكنت أصلي في الهيكلأني حصلت في غيبة . فرأيته قائلاً لي : " اسرع وأخرج عاجلاً من أورشليم .. اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيداً " ( أع22 : 1721 ) .
*وفي المرة الرابعة في أورشليم أيضاً " وقف به الرب وقال له : ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم ، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضاً " ( أع23 : 11 ) .
وكـلـها لقاءات أو رؤى ربما استمرت دقائق ، و تعني مكوث ثلاث سنوات ، كما أنها لم تكن في البرية .
وغالباً كانت له لقاءات أخري مع الرب ، تظهر إحداها في رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس ، حينما حدثهم عن التناول بغير استحقاق . حيث قال لهم .
" تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً ... " ( 1كو11 : 23 ) .
ولكنه لم يذكر متي وأين تسلم ما عرفه من سر الإفخارستيا .
وهذا كله لا يعني أنه قضي مع الرب ثلاث سنوات . غير أن نعمة الرب كانت باستمرار معه . يكفي أنه قال " أحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في " ( غل2 : 20 ) .
ما نوع إنكار بطرس ؟
سؤال
لقد أنكر لاهوت السيد المسيح . ولكن ما نوع إنكاره :
هل أنكر لاهوت المسيح ، حينما رأي آلامه ، على إعتبار أن الله لا يتألم ؟ أم أنكر معرفته به ؟
الجواب
القديس بطرس الرسول أنكر معرفته للمسيح بقوله :
" لا أعرف الرجل " ( مت26 : 72 ، 74 ) .
أما عبارة " أنكر لاهوته لما رآه " فهي عبارة غير سليمة . لأنه لم يذكره في آلامه ، بل قبل هذه الآلام ، أثناء محاكمته أمام مجلس السنهدريم في دار رئيس الكهنة ( مت26 : 58 ، 59 ) . نلاحظ أن القدي بطرس اعترف قبلاً بأن السيد المسيح هو إبن الله الحي ، وطوبة السيد على ذلك ( مت16 : 16 ، 17 ) . وهو لم ينكر هذا الإيمان عند القبض عليه ، بل رفع سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . واظهر السيد المسيح معجزة تثبت لاهوته وهي أنه لمس أذن العبد فأبرأها ( لو22 : 51 ) ( يو18 : 10 ) . والمفروض أن هذه المعجزة قد ثبتت إيمان بطرس . وكان هذا قبل دخول السيد المسيح في آلامه .
ولا ننـسي أن إنكار بطرس معرفته للمسيح ( مت26 : 74 ) ، كان عن خوف ، وليس عن ضعف إيمان .
نسل المرأة
سؤال
يقول الكتاب إن نسل المرأة يسحق رأس الحية . فكيف ينطبق هذا على السيد المسيح الذي جاء من نسل القديسة مريم ، وهي عذراء وليست إمرأة ؟
الجواب
كلمة إمرأة لا تعني الأثني المتزوجة ، في لغة الكتاب المقدس .
فقد سميت الأثني الأولي ، عند خلقها ، وهي عذراء
" دعيت إمرأة ، لأنها من إمرء أخذت " ( تك2 : 23 ) .
أما إسم ( حواء ) ، فكان غسمها بعد الخطية ، بعد أن أنجبت أبناء . كما ورد في سفر التكوين " ودعا آدم إسم إمرأته حواء ، لأنها أم كل حي " ( تك3 : 20 ) . فكانت حواء تجمع اللقبين : إمرأة ، لأنها من أمرء أخذت ، وحواء لأنها أم لكل حي .
ومن نسل هذه المرأة ( حواء ) ولد الجميع : النساء والرجال ، العذارى والمتزوجات . ومن نسلها " ولدت العذراء التي ولدت المسيح .
والعذراء مريم أيضاً دعيت إمرأة ، وهي عذراء .
كيف نوفق بين الآيتين ؟
سؤال
كيف نوفق بين الآية التي تقول " لا تدخلنا في تجربة " ( مت6 : 13 ) ، وبين الآية التي تقول " احسبوه كل فرح يا اخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة " ( يع1 : 2 ) ؟
الجواب
للتوفيق اعرف أن هناك نوعين من التجارب :
*تجارب بمعني الضيقات والآلام ، وهذه نفرح بالوقوع فيها .
*تجارب للوقوع في الخطية . وهذه نصلي أن لا ندخل فيها .
1أما التجارب التي تعني الضيقات والآلام ، فهي مثل تجربة أيوب الصديق : مشاكل وأملاكه وصحته . وعنها يقول الرسولبعد عبارة : كل فرح ـ" عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً . وأما عن الصبر فله عمل تام ، لكي تكونوا نامين وكاملين ، غير ناقصين في شئ " ( يع1 : 3 ، 4 ). ويقول أيضاً في نفس الرسالة " ها نحن نطوب الصابرين . قد سمعتم بصبر أيوب ، ورأيتم عاقبة الرب . لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف " ( يع5 : 11 ) .
ومن أمثلة هذه التجارب إلقاء يوسف الصديق في السجن . وكانت عاقبة الرب أن يوسف خرج من السجن إلى عظمة الحكم ، فصار الثاني بعد فرعون ( تك41 : 42 ) .
ومن أمثلة هذه التجارب إلقاء الثلاثة فتيه في النار ( دا3 ) ، وإلقاء دانيال النبي في جب الأسود ( دا6 ) . وقد رأينا كيف تمجد الله في كل من هاتين التجربتين . وكذلك مجد الثلاثة فتيه ودانيال في أعين جميع الناس .
ومن أمثلة هذه التجارب أيضاً تجربة الله لإبراهيم أبينا بتقديم إبنه محرقة ، وكيف انتهت هذه التجربة ببركة عظيمة لإبراهيم ( تك22 ) .
2أما التجارب التي نطلب إبعادها عنا ، فهي التجارب التي تبعدنا عن الله ، بالوقوع في الخطية ، مثل تجربة يوسف الصديق من جهة إمرأة سيده لكي يقع معها في الخطية ( تك39 ) .
وكذلك تجارب الشك في الإيمان التي بها يحارب الهراطقة كثيراً من المؤمنين ، كما يتزعم المحاربة بها أيضاً " الملحدون من رجال الفلسفات المنحرفة ويقولون بها إنه لا إله .
فعن هذه وأمثالها نقول " لا تدخلنا في تجربة " .
ملعون من علق على خشبة
سؤال
نرجو تفسير هذه الآية التي وردت في ( غل3 : 13 ) " لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " . فهل هذه اللعنة أصابت المسيح ؟
الجواب
إن الآية بوضعها الكامل هي " المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " ( غل3 : 13 ) .
في الواقع كانت هناك لعنات كثيرة لكل من يخالف الوصايا . وقد وردت في سفر التثنية ( تث27 : 1526 ) ( تث28 : 1568 ) .
ففي الفداء ، كان لابد من إنسان بار ليس تحت اللعنة ، لكي يحمل كل لعنات الآخرين ليفديهم من لعنات الناموس .
والوحيد الذي كانت تنطبق عليه هذه الصفة ، ويقوم بهذا العمل الفدائي ، هو السيد المسيح الذي قال عنه الكتاب " الكائن فوق الكل ، إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " ( رو9 : 5 ) . فهو بطبيعته مبارك ، وبركة . ولكنه في موته عن العالم كله ، حمل كل اللعنات التي تعرض لها العالم كله . هو بلا خطية ، ولكنه حامل خطايا . وقد حمل خطايا العالم كله ( يو1 : 29 ) ( 1يو2 : 2 ) . وهو مبارك بلا لعنة ، ولكنه حمل اللعنات التي يستحقها العالم كله .
هو في حب كامل مع الآب . ولكنه حمل غضب الآب بسبب كل خطايا العالم .
هذا هو الكأس الذي شربه المسيح عنا . " كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلى طريقة . والرب وضع عليه إثم جميعنا " ( أش53 : 6 ) .
ولو لم يحمل المسيح هذه اللعنة ، لبقينا كلنا تحت اللعنة .
مبارك هو في كل ما حمله عنا ...
عـــزازيــل
سؤال
ما معني كلمة عزازيل ؟ وإلى أي شئ يرمز تيس عزازيل الذي ورد في سفر اللاويين ( لا16 : 822 ) ؟
الجواب
كلمة عزازيل تحمل معني العزل . وهنا تشير ذبيحة تيس عزازيل إلى عزل خطايا الناس عنهم بعيداً حيث لا يراهم أحد فيما بعد .
إن ذبيحة من ذبائح العهد القديم لم تكفي للإلمام بذبيحة السيد المسيح وكل أغراضها ...
فذبيحة الفصح كانت تشير إلى الخلاص بالدم ( خر12 ) والمحرقة كانت ترمز إلى إرضاء قلب الله ، فكانت " رائحة سرور للرب " ( لا1 : 9 ، 13 ) . وأما ذبيحتنا الخطية والإثم فكانتا ترمزان إلى حمل خطايانا والموت عنها وغفرنها ( لا4 ، 5 ) .
أما ذبيحة تيس عزازيل ، فكانت تشير إلى عزل خطايانا عنا كما يقول الرب " لأني أصفح عن إثمهم ، ولا أذكر خطيتهم بعد " ( أر31 : 14 ) .
وتفاصيل ذكرها ( في يوم الكفارة العظيم ) فهو كالآتي :
كان هارون رئيس الكهنة يأخذ تيسين ، ويلقي عليهما قرعة : أحدهما للرب والآخر لعزازيل ... فالذي خرجت عليه القرعة للرب ، يقدمه ذبيحة خطية . أما الآخر فيرسله حياتً إلى عزازيل إلى البرية " ( ل16 : 710 ) . " يقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل وكل سيئاتهم مع خطاياهم . ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية ، ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة . فيطلق التيس في البرية " ( لا16 : 21 ، 22 ) .
يتركه في البرية . فلا يراه أحد بعد ، ولا يسمع عنه ، كمثال للخطايا المغفورة .
كما قيل في المزمور " كعبد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا " ( مز103 : 12 ) . وكما قيل أيضاً " طوبي لرجل لا يحسب له الرب خطية " ( مز34 : 2 ) . وايضاً " مصالحاً العالم لنفسه " غير حاسب لهم خطاياهم " ( 2كو5 : 19 ) .
إشارة إلى أن تلك الخطايا قد نسيت ، غفرت ، لم تعد محسوبة علينا ، عزلت عنا بعيداً في البرية ( في عزازيل ) ...
هل مات شمشون منتحراً ؟
سؤال
شمشون الجبار لم يمت ميته طبيعية ، ولم يقتله أحد ، ولكنه هو الذي تسبب في قتل نفسه . فهل نعتبره قد مات منتحراً .
الجواب
كلا . لم يمت شمشون منتحراً ، وإنما مات فدائياً .
فالمنتحر هو الذي هدفه أن يقتل نفسه . وشمشون لم يكن هذا هو هدفه . إنما كان هدفه أن يقتل أعداء الرب من الوثنين وقتذاك . فلو كان هذا الغرض لا يتحقق إلا بان يموت معهم ، فلا مانع من أن يبذل نفسه للموت ويموت معهم . وهكذا قال عبارته المعروفة " لتمت نفسي مع الفلسطينيين " ( قض16 : 30 ) .. وكانوا وقتذاك وثنيين ...
لو كان قصده أن ينتحر ، لكانت تكفي عبارة " لتمت نفسي " .. أما عبارة لتمت نفسي معهم . معناها أنهم هم الغرض ، وهو يموت معهم .
ولقد اعتبر شمشون من رجال الإيمان في ( عب11 : 32 ) .
لأنه جاهد لحفظ الإيمان ، بالتخلص من الوثنية في زمانه . فقد كانت الحرب وقتذاك ليست بين وطن وآخر ، وإنما كانت في حقيقتها حرباً بين الإيمان والوثنية ...
ضمن أطفال بيت لحم !
سؤال
في قتل كل أطفال بيت لحم بواسطة هيرودس الملك ، ألم يلحق هذا بعضاً من الرسل الإثني عشر ، أو الرسل السبعين ؟ حيث أنني سمعت أنه لم ينج سوي يوحنا المعمدان ونثنائيل فقط ..!
الجواب
+لقد قتل هيرودس الأطفال من ابن سنتين فما دون ( مت2 : 16 ) .
وطبعاً أنه كان بين الرسل من هم كبار في السن مثل بطرس الرسول ، فكانوا كباراً في ذلك الوقت . وكان في الرسل من هم صغار مثل يوحنا الحبيب ، وما كانوا قد ولدوا وقتذاك .
+أيضاً هيرودس قتل أطفال بيت لحم وتخومها . وليس كل الرسل من قرية بيت لحم أو تخومها .
+نستنتج من هذا أن الرسل إما كانوا من مدن أخري ، أو كان بعضهم كباراً ، والبعض لو يولدوا بعد.
الآختطاف
سؤال
قرأت في كتاب غير أرثوذكسي عن الاختطاف ، وإننا سنختطف إلى السماء . فما هي حقيقة الاختطاف ؟ ومتي سيكون ؟ وكيف ؟
الجواب
موعد الاختطاف سيكون في المجئ الثاني للمسيح .
والذين يختطفون إلى السماء هم الأحياء وقت المجئ الثاني .
وقد تحدث القديس بولس عن الاختطاف في رسالته الأولي إلى أهل تسالونيكى في الإصحاح الرابع ، فقال " إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب ، لا نسبق الراقدين . لأن الرب نفسه بهتاف ، بصوت رئيس الملائكة وبوق الله ، سوف ينزل من السماء ... والأموات في المسيح سيقومون أولاً . ثم نحن الأحياء الباقين ، سنخطف جميعاً معهم في السحب ، لملاقاة الرب في الهواء . وهكذا نكون كل حين مع الرب " ( 1تس4 : 1517 ) .
أي أنه في مجئ الرب يقوم الأموات ( الذين سبقوا ورقدوا ) . ويحملهم الملائكة إلى الرب في السماء . وبعد ذلك يحدث الاختطاف للأحياء الباقين وقتذاك على الأرض .
ولكن كيف يحدث الاختطاف ؟ هل بنفس الأجساد المادية ؟ كلا .
وفي ذلك يقول القديس بولس في رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس ، شارحاً نفس الموضوع :
" هوذا سر أقوله لكم : لا ترقد كلنا . ولكننا نتغير . في لحظة في طرفة عين ، عند البوق الأخير . فإنه سيبوق ، فيقام الأموات عديمي فساد ، ونحن نتغير . لن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد " ( 1كو15 : 5153 ) .
الأجساد المادية لا ترث ملكوت السموات . لذلك لابد أن تتغير إلى أجساد روحانية سماوية ( 1كو15 : 44 ، 49 ) .
وبهذه الأجساد الروحانية يتم الاختطاف " لأن لحماً ودماً لا يقدر أن يرثا ملكوت الله ( 1كو15 : 50 ) . وهذا التغيير من أجساد مادية إلى أجساد روحانية ، يتم في لحظة في طرفة عين ، عندما يبوق البوق
معلناً مجئ الرب .. كما قال الرسول . ثم يحدث الاختطاف للأحياء بعد أن يقوم الراقدين أولاً .. وهم أيضاً يقومون بأجساد روحانية سمائية ( 1كو15 ) .
أربطة لعازر
سؤال
في معجزة لإقامة لعازر من الموت ، تعجبت أنه خرج من القبر " ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ، ووجهة ملفوف بمنديل " ( يو11 : 44 ) . أما كان لعزر قادراً على أن يحل نفسه بعد أن صار جياً ؟
الجواب
1هو طبعاً لما سمع صوت السيد المسيح وقد صرخ بصوت عظيم " لعازر هلم خارجاً " .. خرج للوقت . وهذا يدل على السرعة في الطاعة ، واللهفة في لقاء الرب ، ,ايضاً الفرحة الكبري للخروج من القبر ، دون التباطؤ للمكوث فيه بحجة أن يحل نفسه ..
2كثير من الناس المربوطينحتي من بين الحياءيحتاجون إلى من يحلهم من أربطتهم وبخاصة ونحن لا ندري كيف كانت الأربطة ، وكيف كانت طريقة حلها .. لذلك للناس المجتمعين " حلوة ودعوه يذهب " ( يو11 : 44 ) .
3كذلك خروجه بتلك الأربطة ، ووجهة ملفوف بمنديل ، وبشكله كميت في أكفانه ، لا شك أنه يعطي المعجزة تأثيراً أكبر على الذين رأوه هكذا . لذلك قيل بعد ذلك إن كثيرين آمنوا ( يو11 : 45).
السيد المسيح بعد القيامة
سؤال
قرأت في أحد الكتب هذا السؤال ، وأريد توضيحيه :
" ماذا كانت نهاية المسيح بعد القيامة ؟
" وهل رفع إلى السماء حياً بجسده أم بروحه ؟
" وأين هو الآن : علماً بأن الله ليس له مكان حسي محدود ، حتى يكون الرافع حسياً ؟!
الجواب
عبارة : نهاية المسيح " هي تعبير غير سليم .
فالسيد المسيح ليست له نهاية . وكما يقول الكتاب " لا بداية أيام له ، ولا نهاية حياة " ( عب7 : 3 ) ز وكما ورد عنه في سفر دانيال النبي " سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " ( دا7 : 14 ) . \وعبارة " رفع حياً إلى السماء " بهذا الوضع في سؤال ، هي تعبير غير مسيحي . وحسن ما قيله عنه في سفر الأعمال " ولما قال هذا ارتفع هذا ارتفع وهم ينظرون ، وأخذته سحابة عن أعينهم " ( أع1 : 9 ) . أي كانت له القوة يرتفع إلى السماء . ولم ترفعه قوة خارجة عنه . وهذه هي معجزة الجسد الممجد الذي للسيد المسيح ، الجسد الروحاني الذي لا سلطان للجاذبية الرضية عليه .
أما أين هو الآن ؟
فهو باللاهوت في كل مكان . لقد وعد اللص أن يكون معه في الفردوس ( لو23 : 43 ) وهو كائن عن يمين الأب . كما قيل في الإنجيل لمعلمنا مرقس الرسول " ثم ان الرب بعدما كلمهم ، ارتفع إلى السماء ، وجلس عن يمين الله " ( مر16 : 119 ) . نفس الوضع كما قال القديس اسطفانوس الشماس أثناء رجمه " ها أنا أنظر السموات مفتوحة ، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله " ( أع7 : 56 )
حقاً إن الله ليس له مكان حسي محدود . \ولكن السيد المسيح ـ من جهة ناسوتهيمكن أن يوجد في مكان ، وينتقل منه إلى مكان آخر .
هو من حيث لاهوته في كل مكان . ولكن بناسوته يمكن أن يكون في أورشليم ، ثم ينتقل منها مثلاً إلى بيت عنيا .
شهود عيان للصلب
سؤال
قرأت رأياً يقول إن التلاميذ لم يكونوا شهود عيان للصلب ، بل قسل في إنجيل مرقس " فتركه الجميع وهربوا " ( مر14 ، 5 ) .
وصاحب هذا الرأي يقول : معني هذا أن التلاميذ سمعوا عن قصة الصلب من آخرين ، وعن قصة القيامة من الآخرين .
الجواب
يقول الإنجيل أن يوحنا الرسول ، كان واقفاً إلى جوار الصليب ، وأيضاً القديسة العذراء ، وبعض النسوة من تلميذات المسيح .
وهكذا ورد في إنجيل يوحنا " وكانت واقفات عند صليب يسوع : أمة مريم زوجة كلوبا ، ومريم المجدلية . فلما رأي يسوع أمة و التلميذ الذي كان يحبه واقفاً ، قال لأمه : يا إمرأة هوذا إبنك . ثم قال للتلميذ : هوذا أمك ( يو19 : 25 ) .
وقيل أيضاً " وتبعه جمهور كثير من الشعب ، والنساء اللواتي كن يلطمن وينحن عليه . " ( لو23 : 27 ) ( مر15 : 40 ، 41 ) .
كذلك أيضاً يوسف الرامي ونيقوديموس اللذان كفناه بعد موته على الصليب .
وفي ذلك يقول إنجيل متي " جاء رجل غني من الرامة إسمه يوسف ، وكان هو أيضاً تلميذاً ليسوع . فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع ، فأمر بيلاطس حينئذ أن يعطي الجسد . فأخذ يوسف الجسد ، ولفة بكتان نقي ، ووضعه في قبره الجديد .. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخري جالستين تجاة القبر " ( مت27 : 5761 ) . وهذا الموضوع سجله أيضاً إنجيل لوقا ( لو23 : 5056 ) . \وأضاف إنجيل يوحنا مساعدة نيقوديموس ليوسف الرامي في التكفين والحنوط . فورد فيه " وجاء أيضاً نيقوديموس الذي أتي إلى يسوع ليلاً ، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة مناً. فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب ، كما لليهود عادة أن يكفنوا . وكان في الموضع الذي " صلب فيه بستان ، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه أحد قط . فهناك وضعا يسوع .. " ( يو19 : 3842 ) . كذلك كان كل اليهود ورؤساء الكهنة شهود عيان .
ومعهم جمهور من الشعب ، أولئك الذ0ين صاحوا قائلين لبيلاطس : اصلبه ، اصلبه ، دمه علينا وعلى أولادنا . وكذلك الذين هربوا وقت القبض عليه : كانوا واقفين من بعيد ينظرون الصلب .
وكذلك الصلب كان في موضع عال يقال له الجلجلثة ، أو الجبل الأقرانيون وكان واضح... للجميع ، حتى الذين وقفوا من بعيد جداً . الكل راوه عياناً : التلاميذ ، ورؤساء الكهنة ، والشيوخ ، وجمهور اليهود ، والنسوة القديسات . إنه مصلوب على جبل ، يقال له جبل الجلجثة .
وعلى أية الحالات ، فإن السيد المسيح ظهر للتلاميذ بعد القيامة ، وأراهم في جسده آثار الصلب .
وكما ورد في إنجيل لوقا إنه ظهر لهم ، " فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم رأوا روحاً . فقل لهم : أنظروا يدي ورجلي إني أنا هو . جسوني وأنظروا " ( لو24 : 2729 ) وفي إنجيل يوحنا ، لما كان توما الرسول يشك في القيامةوليس في الصلبوقد قال إن لم أبصر في يدية أثر المسامير ، وأضع إصبعي في اثر المسامير ، وأضع يدي في جنبه ، لا أؤمن " ( يو20 : 25 ) . ظهر له الرب يسوع في اليوم الثامن وقال له : هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي . وهات يدك وضعها في جنبي ، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً " ( يو20 : 2628 ) . فرأي وآمن .
حول أطفال الأنابيب
سؤال
زوج غير قادر على الإنجاب ، يريد أن يزرع لزوجته حيوانات منوية من رجل آخر هل هذا يجوز ؟
الجواب
لاشك أن هذا زني واضح . وهو غير جائز طبعاً لأنه لا يجوم أن يدخل إلى رحم المرأة حيوان منوي من غير زوجها . ولا يجوز أن تخصب بويضة لإمرأة من غير زوجها .
لسنا الآن بصدد موضوع أطفال الأنابيب .
ولكن من الناحية الدينية ، لابد أن يكون الإخصاب . من زوجين متزوجين زواجاً شرعياً .
فلا يجوز أن حيواناً كمنوياً لرجل يخصب بويضة من غير زوجته . كما لا يجوز أن بويضة لإمرأة تخصب من حيوان منوي من غير زوجها وإلا يكون الأمر زني .
أين هابيل أخوك ؟
سؤال
بصراحة وقفت خائفاً أمام عبارة " أين هابيل أخوك " ( تك4 : 9 ) .. أسأل نفسيكخادمهل أنا مسئول عن أخوتي واقاربي ، وكل المحيطين بي من أصدقاء وزملاء . وما حدود هذه المسئولية ؟
ألتمس الإيضاح ، لأني قلق جداً بسبب هذا الموضوع …
الجواب
لا أحب أن تكون قلقاً ، فالقلق ضد السلام الداخلي . والمفروض في أولاد الله أن يملك السلام على قلوبهم ، فالسلام من ثمار الروح ( غل5 : 22 ) .
عبارة " أين هابيل اخوك " لا تجعلك قلقاً .
إنما تجعلك أكثر حرصاً في خدمة المتصلين بك . وطبعاً سوف لا يحاسبك الله بما هو فوق قدرتك . إنما سيحاسبك بما هو في حدود إمكانياتك .
لذلك : كل خدمة تستطيع أن تقدمها لغيرك ، قدمها . كل إنسان يمكنك أن ترشده إلى طريق الله ، لا تقصر في إرشاده إليه
لتكن روح الخدمة مشتعلة في قلبك ، وفي إرادتك .\واسلك في ذلك عملياً حسبما تهبك النعمة من قدرات ولكن لا تكن قلقاً ...