البابا شنودة الثالث
سنوات مع أسئلة الناس الجزء الرابع
أسئلة عقائدية وطقسية
So Many Years With
The Problems Of People
Vol. 4 Dogmatic and Ritual Problems
By H.H. Pope Shenouda lll
نتابع معك ايها القارئ العزيز نشر مجموعة من الأسئلة التى وصلت إلينا ، سواء فى الاجتماع الاسبوعى يوم الاربعاء ( الجمعة سابقاً ) ، أو الأسئلة التى أرسلها طلبة الاكليريكية أثناء محاضراتنا عليهم مساء كل يوم ثلاثاء فى سنواتهم الدراسية . هذا الجزء الرابع الذى بين يديك من مجموعة ( سنوات مع أسئلة الناس ) خاص بالأسئلة اللاهوتية والعقائدية والطقسية :
إنه يشمل الإجابة على 60 سؤالاً موزعة كالآتى :
أ – 37 سؤالاً عقائدياً ولاهوتياً – إلى ص 61 .
ب – 12 سؤالاً طقسياً – إلى ص 74.
ج – عشرة أسئلة أثارها ( الأخوة البلاميس ) حول السيدة العذراء .
( من السؤال 51إلى 60- من ص 75- إلى ص 94 )
وقد كان الجزء الاول من هذه المجموعة ، يجول حول أسئلة خاصة بالكتاب المقدس ( 40سؤالاً ) ، بينما كان الجزء الثانى يدور حول أسئلة لا هوتية وعقائدية ( 35 سؤالاً ) ، أما الجزء الثالث فقد أختص بالأجابة على أسئلة روحية وأسئلة عامة ( 44سؤالآ ) . وفى هذا الجزء نجيب على 60 سؤالاً
وبهذا تكون الأسئلة التى أجبنا علينا فى هذه الأجزاء الأربعة من مجموعة ( سنوات مع أسئلة الناس ) عبارة عن 179سؤالاً .
وقد حاولنا أن تكون الإجابات موجزة ومركزة بقدر الإمكان ، ومؤيدة بنصوص من آيات الكتاب المقدس .
والى اللقاء فى الجزء الخامس إن شاء الله .
أبريل 1990م .
البابا شنودة الثالث
الأرواح وعملها
سؤال
هل توجد أرواح تعمل فى هذا الكون ؟ وماهى ؟
جواب
الأرواح المخلوقة على نوعين أرواح الملائكة ، وأرواح البشر . والملائكة نوعان :
الملائكة الأخيار ، والملائكة الأشرار أى الشياطين . ولا شك أن هؤلاء وأولئك يعملون فى الكون . فالملائكة قيل عنهم " أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص " (عب1 : 14 ) . وقيل أيضاً " ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم " .
وأرواح الشياطين تعمل لافساد الناس روحياً ، بشرط استسلام إرادتهم وتصرع بعض البشر . من هنا اعطى الرب رسله وقديسيه موهبة اخراج الشياطين ( متى 10 : 1،8 ) (مر 16 : 17 ) .
أما عن أرواح البشر فالأشرار منهم محبوسون فى الجحيم ، والأبرار قد يكلف الله بعضهم بتقديم معونات لاخواتهم على الأرض ، وقد يظهرون لهم . كما يحدث بالنسبة للعذراء ومارجرجس .
هل الأرواح تعرف؟
سؤال
هل تعرف الأرواح بعضها البعض ، وهى فى مكان الانتظار ؟
جواب
نعم ، لاشك أنها تعرف . وعندنا مثال واضح هو قصة الغنى ولعازر المسكين ، إذ يقول الكتاب بعد نوتهما عن الغنى : " فرفع عينيه فى الهاوية … ورأى ابراهيم من بعيد ، ولعازر فى حضنه فنادى وقال : ياأبى ابراهيم ارحمنى " ( لو 16 : 23 ) . وهنا نرى الغنى قد عرف أن هذا لعازر ، وأن هذا ابراهيم ، ونرى أبانا ابراهيم أيضاً يعرف أن واحداً منهما قد استوفى خيراته على الأرض ، والآخر قد استوفى البلايا … وواضح من هذا أن معرفة الروح قد امتدت إلى من سبق لها رؤيتهم ، وأيضاً إلى من لم يسبق لها رؤيتهم . فالغنى لم يتعرف فقط على لعازر الذى رآه بعينيه فى العالم وهو حى ، وإنما عرف أيضاً أبانا ابراهيم الذى لم تسبق له معرفته أو رؤيته . وكذلك معرفة أبينا ابراهيم للاثنين .
إن معرفة الأرواح تتسع كثيراً بعد انفصالها عن الجسد .
وهكذا نجد معلمنا القديس بولس الرسول يقول " إننا ننظر الآن فى مرآة ، فى لغز، لكن حينئذ وجهاً لوجه . الآن أعرف بعض المعرفة ، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت " ( 1كو13: 12 ) .
الله لم يره أحد
سؤال
مامعنى الآية التى تقول " الله لم يره أحد قط " ( يو1 : 18 ) ألم يظهر الله لكثير من الأنبياء ويكلمهم ؟
جواب
المقصود بعبارة ( لم يره أحد قط ) اللاهوت . لأن اللاهوت لايرى . والله - من حيث لاهوته – لايمكن رؤيته بعيوننا المادية التى لاترى سوى الماديات ، والله روح … لذلك فإن الله ، عندما أردنا أن نراه ، ظهر فى هيئة مرئية ، فى صورة إنسان ، فى هيئة ملاك . وأخيراً ظهر فى الجسد ، فرأيناه فى إبنه يسوع المسيح ، الذى قال " من رآنى فقد رأى الآب " . ولهذا فإن يوحنا الإنجيلى ، بعد أن قال " الله لم يره أحد قط " استطرد بعدها " الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خير " ( أى قدم خبراً عن الله ) . كل الذين يصورون الآب فى شكل مرئى ، إنما يخطئون ، وترد عليهم هذه الآية بالذات … كالذين يصورون الآب فى أيقونة للعماد ، يقول " هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت " بينما الآب لم يره أحد قط . طالما نحن فى هذا الجسد المادى ، فإنه ضبابة يمنع رؤية الله ، إننا " ننظر كما فى مرآه " كما يقول بولس الرسول " أما فى الأبدية ، عندما يخلع الجسد المادى ، ونلبس جسداً روحانياً نورانياً ، يرى ما لم تره عين " فحينئذ سنرى الله .
وكيف تبصر الأرواح أرواحاً ؟
سؤال
كيف تبصر الروح روحاً ؟ هل الروح لها شكل ؟
جواب
هناك بصيرة روحية ، تبصر بها الروح فى غير حدود الجسد وشكله ، كما تبصر الله بالروح بلا شكل ، برؤية لا يعبرعنها " طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " ( متى 5 ) ، أو كما قال أيوب لله " والأن رأتك عينى " (أى 42 : 5 ) . القديس الأنبا أنطونيوس رأى روح الآنبا آمون تزفها الملائكة إلى السماء ، وقال ذلك لتلاميذه . فما الذى رأه ؟ والغنى رأى أبانا ابراهيم ولعازر ، فما الذى رأه ، وبأى شكل رآهما ؟ هل بنفس الطريقة التى رأى بها القديس أنطونيوس روح الأنبا آمون ؟ أترى الروح يمكن أن تأخذ شكل الجسد ، ولكن بغير مادية وبغير هيولانية ؟ … إن ملائكة الرب حالة حول خائفيه وتنجيهم ، ولكننا لا نرى الملائكة بالعين الجسدية المادية لأنهم أرواح ، يمكن أن نراهم بالروح . والقديس يوحنا الحبيب فى رؤياه ، حينما كان " فى الروح فى يوم الرب " (رؤ1 : 10 ) رأى ملاكاً أرشده ، ورأى ملائكة فما الذى رأه ؟ هل رؤيا روحية فوق مستوى الشكل ؟ أم كان للملائكة أيضاً شكل ؟ هناك ملائكة اتخذوا اشكالاً معينة ظهروا بها . مثل ملائكة القيامة مثلاً : فمرة ظهر ملا كان كأنهما " رجلان بثياب براقة " ( لو24 : 4 ) . ومرة ظهر ملاك الرب " وكان منظره كالبرق ، ولباسه أبيض كالثلج " ( متى 28 : 3 ) . وأمام كل هذا وقف القديس أغسطينوس أمام سؤال خطير : هل الروح لها شكل ؟ أم أنها تتخذ شكلاً ؟
وأجاب القديس أوغسطينوس فى صراحة : أنا لا أعرف . ومع ذلك نسمع عن الكاروبيم والسارافيم أن لكل واحد منها ستة اجنحة . فبجناحين يغطون وجوههم ، وبجناحين يغطون أرجلهم ، ويطيرون باثنين … فهل كل هذه رموز ودلالات ؟ أم فعلاً لهم هذا الشكل ، يتميزون بها ، ولكن فى غير مادية ؟ طبعاً بالنسبة إلى عيون الجسد ، لاترى الروح إطلاقاً إلا إذا اتخذت شكلاً كظهور الملائكة . ولكن الأرواح ترى الأرواح . وغالباً تراها بشكل معين . أقول هذا كرأى خاص … ويبقى السؤال الذى قدمه أوغسطينوس ، ، ويبقى جوابه . أما فى القيامة ، فستقوم الأجساد ، ، وتتحد بالأرواح ، وطبعاً سيكون لهذه الأجساد اشكال ، نفس الأشكال التى كانت لها من قبل ، ولكنها ستكون نورانية روحانية (1كو15) وبلا عيوب … هل نفهم من هذا أن الروح يكون لها نفس شكل الجسد ؟ أولا يكون لها شكل ، ولكنها تأخذ شكل الجسد ؟! هناك أمور لم يشرحها الكتاب ، وهى متروكة للاجتهاد والاستنتاج .
أميل إلى أن الأرواح لها شكل ، وبه تستطيع أن تتعرف على بعضها البعض . وبهذه الأشكال تتمايز . ومع وجود الشكل ، تظل فى روحانيتها ، بعيدة عن الهيولانية والمادية …
إكليل البر
سؤال
إذا كان آدم وحواء قد سقطا وهما فى الفردوس ، فهل هناك إحتمال لسقوط أحدنا فى العالم الآخر ؟
جواب
طبعاً لا فالطبيعة التى سنقوم بها من الموت ، ستكون أفضل من طبيعة آدم وحواء من كل ناحية . فمن جهة الجسد ، سنقوم بجسد غير مادى ، جسد روحانى ، نورانى ، ممجد ، وقوى ، وغير معرض للفساد ، وعلى شبه جسد المجد الذى قام به المسيح ( فى3 : 21 ) . هكذا قال معلمنا بولس الرسول . وقال أيضاً " وكما لبسنا صورة الترابى ، سنلبس أيضاً صورة السماوى"(1كو15 : 43- 49 ) . هذا الجسد لا يخطئ ، لأن الخطية فساد فى الطبيعة ، وقد قال الرسول " نزرع فى فساد ، ونقوم بغير فساد " (1كو15) . ولن تكون هناك خطية فى العالم الآخر . فقد قيل عن أورشليم السمائية إنه " لن يدخلها شئ دنس " ( رؤ21 : 7 ) .. هنا على الارض لنا إرادة يمكن أن تمل نحو الخير أو الشر . أما فى الملكوت فلا تميل الإرادة إلا إلى الخير . لأن إرادتنا ستتقدس حينما نلبس إكليل البر .. وعن هذا الإكليل ، قال القديس الرسول " وأخيراً وضع لى إكليل البر ، الذى يهبه لى فى ذلك اليوم الرب الديان العادل . وليس لى فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً " (2تى4 : 8) .
فما معنى إكليل البر هذا ؟
معناه أن طبيعتنا تتكلل بالبر ، ويصبح البر طبيعة لها ، بحيث لا تخطئ فيما بعد . مثال ذلك الملائكة الأبرار ، الذين نجحوا فى اختيار الإدارة ، ولم ينزلقوا مع الشيطان ، فتكللوا بالبر ، واصبح ليس لإرادتهم أن يخطئ . إننا حالياً نسئ استخدام الحرية الموهوبة لنا من الله ، ويمكن بحريتنا أن نشتهى الخطأ ونفعله . أما فى الأبدية ، فسوف لا تكون لنا شهوة سوى إلى الله وحده ، فلا نخطئ . بل سوف تزول من أذهاننا أيضاً معرفة الشر كلية . ونتمتع بالبساطة الكاملة والنقاوة الكاملة ، ونكون " كملائكة الله فى السماء " … حالياً نعرف الخير والشر . هناك سنعرف الخير فقط. سنعرف الخير فقط . ونحبه ، ونحياه ، وتتنقى ذاكرتنا تماماً من كل معرفة سابقة خاصة بالشر ، ونتكلل بالبر …
من هم السارافيم ؟
سؤال
من هم السارافيم ؟ وما عملهم ؟
جواب
كلمة السارافيم إسم ، جمع ، مفرده ، يدل على جماله من الملائكة ، لكل منهم ستة أجنحة ، بجناحين يغطون وجوههم ، وبإثنين يغطون أرجلهم ، ويطيرون بإثنين . وقد ورد الحديث عن السارافيم فى موضوع واحد من الكتاب المقدس هو (أش6) حيث رآهم اشعياء النبى حول عرش الله ، وهم يسبحونه قائلين " قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت ( الجنود ) ، مجده ملء كل الأرض " . عمل السارافيم هو التسبيح . ومع ذلك لما سمعوا اشعياء يقول ويل لى إنى هلكت ، لأنى إنسان نجس الشفتين " ، طار واحد من السارافيم ، وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح ، ومس بها فم اشعياء وقال " إن هذه قد مست شفتيك ، فانتزع إثمك ، وكفر عن خطيئتك " . لم يرد فى الكتاب أن واحداً من السارافيم قد سقط … فمعنى كلمة سارافيم ( المحرقون ) أو المتقدون بالنار . وواضح من إسمهم إنهم يرمزون للحب الإلهى . والمحبة لاتسقط أبداً .
متبررين مجاناً بالنعمة
سؤال
مادام الكتاب يقول " متبررين مجاناً بالنعمة " ( رو3 : 24 ) ، إذن فهو خلاص مجانى . لماذا إذن نربطه بالمعمودية وهى عمل ؟!
جواب
عبارة " متبررين مجاناً " تعنى أننا لا ندفع ثمناً لهذا التبرير . ذلك لأن " أجرة الخطية هى موت " ( رو6 : 23 ) ، كما ورد فى نفس الرسالة إلى رومية … وهذا الثمن دفعه المسيح بموته ، بسفك دمه على الصليب . ونحن نتبرر بدون دفع هذا الثمن ، أى مجاناً . أما المعمودية فهى ليست الثمن ، إنما الوسيلة . مثال ذلك حينما يقول الأخوة البروتستانت إننا نخلص بالإيمان . فالإيمان هو الوسيلة ، وليس هو الثمن . لأن هو دم المسيح وليس غير ، كما يقول الكتاب " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " ( عب9 : 22 ) . وقد جمع السيد المسيح هاتين الوسيلتين معاً ، الإيمان والمعمودية فى قوله : " من آمن واعتمد خلص " ( مر 16 : 16 ) . لسنا نحن إذن الذين نربط الخلاص بالمعمودية ، إنما السيد المسيح نفسه ، وأيضاً رسله القديسون مثلماً قال القديس بطرس الرسول عن فلك نوح " نوح فيه خلص قليلون ، أى ثمانى أنفس بالماء ، الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أى المعمودية " ( 1بط3 : 20 ، 21 ) . وكذلك قال القديس بولس الرسول أيضاً " .. بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس " (تى 3 : 5 ) . ولعلك تحتج وتقول : وهل إذا لم أعتمد أهلك ، والمسيح قد مات من أجلى ؟! نعم إن المسيح قد مات من أجلك . ولكن ينبغى أن تسلك فى الوسيلة التى وضعها السيد المسيح نفسه لخلاصك . الوسيلة التى تنال بها الخلاص الذى قدمه لك المسيح مجاناً … فعلى الرغم من دم المسيح ، هل يمكن أن تخلص مثلاً بدون توبة ؟
دم المسيح موجود وكاف للخلاص . ولكن موجود أيضاً قول السيد المسيح " إن لم تتوبوا ، فجمعكم كذلك تهلكون " ( لو13 : 3،5 ) . والتوبة ليست ثمناً للخلاص ، إنما هى وسيلة ضرورية لازمة تبرربها مجاناً بدم المسيح . والمعمودية هى أيضاً وسيلة ضرورية لازمة تتبرربها مجاناً بدم المسيح . والسيد المسيح نفسه قد قال " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح ، لايقدر أن بدحل ملكوت الله " ( يو3 : 5 ) . والإيمان أيضاً وسيلة ضرورية ولازمة لنوال التبرير المجانى الذى تم بدم المسيح
إذن ينبغى أن نفرق بين الثمن والوسيلة . ثمن التبرير هو دم المسيح وحده . والوسائل الضرورية اللازمة هى الايمان والمعمودية والتوبة .
وقد ربط القديس بطرس الرسول بين هذه الوسائط الثلاث فى يوم الخميس بعد أن آمن اليهود ونخسوا فى قلوبهم ، وسألوا ماذا نعمل ؟ فأجابهم الرسول القديس :
"توبوا ، وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح لغفران الخطايا ، فتقبلوا عطية الروح القديس " (أع2 :38) . أمامنا هنا الثلاث وسائط : إيمان على إسم يسوعالمسيح وتوبة ، ومعمودية … كلها وسائط ، والثمن الوحيد للتبرير هو دم المسيح ، وقد دفعه المسيح وحده لأجلنا . ونحن ننال هذا التبرير مجاناً ، لأننا لم ندفع ثمنه ، أى الدم . ننال بالإيمان والتوبة : الثلاث وسائط معاً … كلها وسائط ، الثمن الوحيد للتبرير هو دم المسيح . ثم ندخل فى العمل البار ، الذى هو ثمر للإيمان وثمر للتوبة ، وثمر لعمل الروح القدس فينا الذى نلناه بسر الميرون ، وثمر للتجديد وللبنوة اللذين نلناهما فى المعمودية … ويقول القديس يوحنا الرسول عن هذا البر :
" إن علمتهم أنه بار هو ، فاعلموا أن كل من يفعل البر هو مولود منه " (1يو2 : 29 ) . إن السيد المسيح قد دفع ثمنهاً لتبريرك هو دمه . وقدم لك هذا التبرير مجاناً – أى بدون دفع الثمن مرة أخرى – وبقى عليك أن تسلك فى الوسائط التى حددها الرب نفسه …
ولتفسير ذلك ، أقول لك مثلاً :
لنفرض أن معك شيكاً بمبلغ كبير جداً من المال ، حصلت عليه مجاناً نتيجة لميراث مثلاً ، غير أنك لم تذهب إلى البنك لتقبض قيمة هذا الشيك ، ستظل طبعاً بدون هذا المبلغ ، مع أنه موجود لصالحك . ولكنك لم تسلك فى الوسيلة … نقولها مرة ثالثة : إن الثمن الوحيد للتبرير هو دم المسيح لاغير . ونحن ننال هذا التبرير مجاناً عن طريق الإيمان والمعمودية والتوبة .
حول الديانة اليهودية
سؤال
يقول البعض إن اليهودية ديانة مادية عالمية . فما رأيكم فى هذا التعبير ؟ وهل المسيحية صححت مادية اليهودية ؟
جواب
مادامت اليهودية ديانة سماوية ، فلا يمكن أن نصفها بأنها مادية . ومادامت عقائد اليهودية موحى بها من الله فى كتاب مقدس هو التوارة ، فلا يمكن أن نصف وصايا الله بأنها مادية ، وإلا كان ذلك اتهاماً موحهاً لله ذاته تبارك إسمه . وكذلك فى هذا الأمر إتهام إلى موسى النبى العظيم أول من قدم للبشرية إلهية مكتوبة . هل كان يقود الناس إلى المادية ؟! إن السمو الموجود فى تعاليم اليهودية ، يمكن أن تكون مجالاً لتأليف كتب كثيرة ، ونستطيع أن نقدم أجزاء منه فيما بعد . كذلك لا ننسى أن كثيراً مما ورد فى اسفار العهد القديم لا يمكن فهمه إلا بمعرفة رموزه . إن بعض الذين ينتقدون تعاليم اليهودية ، لم يفهموها بعد . وصف اليهودية اليهود بالمادية شئ ، ووصف الديانة اليهودية بالمادية شئ آخر له خطورته . فاليهود بشر ، يمكن أن يخطئوا وأن ينحرفوا ، كأى بشر . أما الديانة فهى من الله : ما يمسها يمس الله واضعها ، ويمس الرسول العظيم موسى الذى جاء بها من عند الله . ويمس أيضاً التوراة ، التى احتوت اليهودية ، والتى أوحى بها الله هدى ونوراً للناس … فكيف يعقل أن يرسل الله نبياً بديانة تقود الناس إلى المادية ؟! إن وصية العشور فى اليهودية هى ضد المادية تماماً … فاليهودية تأمربدفع كل عشور الممتلكات للرب ، كل العشر " من حبوب الأرض وأثمار الشجر " وكل " عشر البقر والغنم " ( لا27 : 30 ، 32 ) . " تعشيراً تعشر كل محصول زرعك الذى يخرج من الحقل سنة بنسة " ( تث 14 : 22 ) وكان يعشر أيضاً الحنطة ( تث 12 : 17 ) . بالإضافه إلى العشور ، تأمر اليهودية بدفع البكور . والمقصود بها أول انتاج ، سواء نتاج الناس ، أو الأرض ، أو الأشجار ، أو الغنم والبهائم . فيقول الرب " قدس لى كل بكر ، كل فاتح رحم … من الناس والبهائم إنه لى " ( خر13 : 2 ) . أول ما يولد من نتاج المواشى والأغنام كان للرب ، وكان كل بكر ذكر من الناس يقدم الخدمة الرب ، لإلى أن استبدل الأبكار بسبط اللاويين . كذلك تقول الشريعة اليهودية " أول تحضيره إلى بيت الرب إلهك " ( خر23 : 19 ) خدمة أول حصيد يحصده يقدمها للرب ( لا23 : 10 ) كذلك أول الحنطة ، والزيت ، وأول جزاز،غنمه من الصوف هى للرب (تث 18 :4) وأول عجينة (عد15 : 20 ) ويوم الباكورة هذا يقيم حفلاً مقدساً . أما الأشجار ، فكان ثمر أول سنة تطرحه (السنة الرابعة ) كله للرب (لا19 : 24) . صاحبها يأكل من ثمر السنة التالية .
هل هذا العطاء العجيب هو من سمات ديانة مادية ؟!
يضاف إلى هذا ، إلى العشور والبكور ، ما يقدمه الإنسان من نذور ، ومن نوافل … (تث 12 :17) . ومن اللمسات الإنسانية الجميلة فى الشريعة اليهودية ، قول الرب " وعندما تحصدون حصيد أرضكم ، لا تكمل زوايا حقلك فى حصادك ، ولقاط حصيدك لا تلتقط . للمسكين والغريب تتركه " ( لا 23 : 22 ) . لذلك كان الفقراء يلتقطون رزقاً من وراء الحصادين . ومن النقط الإنسانية أيضاً ، ضد المادية ، عتق العبيد . فى زمن موسى وما سبقه ، كان هناك رق . ولكن الشريعة اليهودية كانت تأمر بأن العبد المشترى بمالك ، الذى يخدمك ست سنوات ، تطلقه حراً فى السنة السابعة ( تث15 : 12 ) . وضد المادية أيضاً فى اليهودية ، تقديم الذبائح والمحرقات . وكلها كانت لارضاء قلب الرب ، ولنوال المغفرة ، والشعور بفداحة الخطية … وقد شرحت بالتفصيل فى فى سفر اللاويين . وبعض الذبائح كالمحرقات ، وذبائح الخطية ، وذبائح الإثم ، ما كان مقدمها يتناول منها شيئاً على الاطلاق . ولا يمكن أن يحمل هذا تفكيراً مادياً ، بل هو تفكير روحى ، فى الحزن على الخطية ، وتقديم توبة عنها ، والتضحية بشئ مادى ، له رموز روحية … وضد المادية أيضاً ، المناسبات الكثيرة ، الأسبوعية والسنوية التى كانت عطلات لا عمل فيها ، أياماً مقدسة للرب … فشملت الوصايا العشر ، تقديس السبت " لاتعمل فيه عملاً ما ، أنت وابنك وابنتك ، وعبدك وامتك ، وثورك وحمارك وكل يهائمك . ونزيلك الذى فى أبوابك ، لكى يستريح عبدك وامتك مثلك ، واذكر أنك كنت عبداً فى أرض مصر " (تث5 : 14 ) . يضاف إلى هذا أيام الأعياد واحتفالات مقدسة أزيد من عشرين يوماً ، عملاً من الأعمال لا يعملون فيها ، سوى العمل الروحى ، كما شرحنا فى سفر اللاويين اصحاح 23 . واو كانت اليهودية مادية ، ماكانت تجعل 73 يوماً ، أياماً مقدسة ، بلا عمل ، أى خمس السنة تماماً .
إلى جوار نظام الصلوات والتسابيح والقراءات المقدسة :
فهناك سبع صلوات كل يوم (مز118) غير صلوات الليل ، بل ان الاقتراب إلى بيت الله ، كان أيضاً بالصلوات والمزامير ، ما يسمى مزامير المصاعد . وكانت التوراة موزعة على قراءات منتظمة فى المجامع ، بحيث يسمعها الشعب كله .
أما روحانية اليهودية فى تعاليمها ، فهذا موضوع طويل .
الصلاة على الراقدين
سؤال
هل إذا مات إنسان مسيحى فى خطيئته ، يدخل ملكوت السموات ؟ طبعاً لا … إذن فائدة الصلاة على الميت ، ونحن لانعلم هل مات بخطاياه أم مات تائباً ؟
جواب
الذى يموت فى خطيئته ، لا يجوز أن نصلى عليه ، ولا تنفعه الصلاة ، وقد قال معلمنا يوحنا الرسول " توجد خطية للموت . ليس لأجل هذه أقول أن يطلب " (1يو5 : 16 ) . فإن صعد لص على مواسير بيت ليسرقه ، ووقع فمات ، لا تصلى عليه الكنيسة . وإن ضبط رجل زوجته فى ذات الفعل ، وقتلها لتوه هى والزانى معها ، لاتصلى عليهما الكنيسة . وإن دخل مهربون للمخدرات فى قتال مع رجل الشرطة ، ومات بعضهم فى هذا القتال ، لاتصلى عليهم الكنيسة . وإن انتحر شخص وهو متملك العقل والإرادة ، لا تصلى عليه الكنيسة . إذن إن كانت الكنيسة متأكدة من أن الميت مات فى حالة خطية، لا يمكن أن تصلى عليه . أما فى غير ذلك ، فإنها تصلى عليه ، على الأقل لكى يفارق العالم وهو محالل من الكنيسة ، غير مربوط منها فى شئ … ثم يترك لرحمة الفاحص القلوب والعارف الخفيات . وكأن الكنيسة تقول لله :
هذا الإنسان محالل من جهتنا بسلطان الحل والربط الذى منحته لنا (متى 18 : 18؛ يو20 : 23) نترك بعد هذا لرحمتك ، ولمعرفتك التى تفوق معرفتنا . كذلك فإن الكنيسة تصلى من أجل المنتقل ، لمغفرة ما ارتكبه من خطايا ليست للموت حسب وصية الرسول :وفى مثل هذا قال الرسول " إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت ، يطلب فيعطيه حياه ، للذين يخطئون ليس للموت … كل إثم خطية ، وتوجد خطية ليست للموت " (1يو5 :16 ، 17) .
فما هى هذه الخطية التى ليست للموت ؟
إنها الخطية غير الكاملة ، مثل خطية الجهل أو الخطية غير الإرادية أو الخطايا المستترة أو السهوات . إننا نصلى فى الثلاثة تقديسان ونقول " حل واغفر ، واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التى صنعناها بإرادتنا ، والتى صنعناها بغير إرادتنا ، التى فعلناها بمعرفة ، والتى فعلناها بغير معرفه ، الخفية والظاهرة " . إذن فحتى الخطايا غير الإرادية ، وخطايا الجهل ، والخطايا الخفية ، كلها خطايا (لأنها كسر لوصايا الله ، وتحتاج إلى مغفرة ، وتحتاج إلى صلاة … ) . وفى العهد القديم ، نرى أن خطايا السهو ، التى لم يكن يعرفها مقترفها ، حيثما كان يعرف كان يقدم عنها ذبيحة لمغفرتها
(لا4: 2، 13،14،22،23). عن خطايا الجهل هذه ، وخطايا السهو ، والخطايا غير الإرادية ، الخطايا غير المعروفة ، تصلى الكنيسة ، ليغفرها الرب للمنتقلين . إن المرتل يقول فى المزمور(18) " الهفوات من يشعر بها . من الخطايا المستترة يارب طهرنى " عن هذه الخطايا المستترة ، والتى لا يشعر بها ، تطلب الكنيسة له المغفرة … ولنفرض أيضاً أن إنساناً أتاه الموت فجأة ، ولم تكن له فرصة للاعتراف ، أو أن خطايا لم يعترف بها إنسان نسياناً منه … ولم ينل عن كل ذلك حلاً ، فإن الكنيسة تمنحه الحل ، وتطلب له المغفرة ، فى الصلاة على المنتقلين . ثم أن الكنيسة تصلى لأجل المنتقلين ، بنوع من الرحمة . لأنه لا يوجد أحد بلا خطية ، ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض (وهذه العبارة جزء من الصلاة على المنتقلين ) . إن داود يقول فى المزمور " إن كنت للآثام راصداً يارب من يثبت ؟! لأن من عندك المغفرة " (مز129) . ويقول أيضاً : " لاتدخل فى المحاكمة مع عبدك ، فإنه لن يتزكى قدامك أى حى " (مز142) فإن كان الأمر هكذا ، وإن كان أليس عبد بلا خطية ، ولا سيد بلا غفران ، فإننا نصلى من أجل المنتقلين ، " كبشر ، لبسوا جسداً ، وسكنوا فى هذا العالم " … إننا نصلى لأجل الكل ، لأن الصلاح لله وحده … نطلب المغفرة ، ونترك الأمر لله ، شاعرين أن أى إنسان ربما يكون قد تاب ، ولو فى ساعة موته . أما الذين ماتوا فى خطيتهم ، دون تونة ، فإننا لا نصلى لأجلهم ، إذ تكون صلاتنا لافى هذه الحالة ضد صلاح الله وضد عدله .
هل توجد أبدية للأشرار والشيطان ؟
سؤال
سمعت أن الأبدية صفة من صفات الله وحده . وأن الأبدية ليست للأشرار . لأنه لوكانت الأبدية للشر وللأشرار ولا بليس ، لأصبح الشيطان إلهاً ، ولشابهنا من يقول بوجود إلهين : إله للخير ، وإله للشر ! فما رأى الكنيسة فى هذا الموضوع ؟
جواب
الأزلية – وليست الأبدية – هى الصفة الخاصة بالله وحده . الله الأزلى ، أى لا بداية له ولا يوجد كائن آخر أزلى . فكل الكائنات الأخرى مخلوقة . وبالتالى لها بداية ، ولم تكن موجودة قبل هذه البداية . إذن فهى غير موجودة بالضرورة ، لأنه مر وقت لم تكن فيها موجودة . ومادامت محلوقة إذن هى غير أزلية . أما الأبدية ، فقد وهبها الله للعديد من مخلوقاته . وهكذا خلق الإنسان بنفس خالدة ، يتساوى فى هذا : الأبرار والأشرار… وهذا الخلود لا يعنى أن الإنسان إله ، فهو إنسان على الرغم من أن الله أنعم عليه بالحياة الأبدية . ولو كانت الأبدية من صفات الله وحده ، لأصبح من المستحيل أن يتمتع إنسان بالحياة الأبدية ، لأن الإنسان لا يتحول إلى إله … والأبدية للأبرار ، وللأشرار على السواء ، مع اختلاف نوع المصير ، وفى ذلك يقول الكتاب عن يوم الدينونة . " فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى ، والأبرار إلى حياة أبدية " (متى 25 : 46) . وإن كنا لا تؤمن بهذه الأبدية للأشرار ، تخالف الكتاب من جهة . ومن جهة أخرى نشابه بدعة السبتيين الأدفنتست الذين يؤمنون بأن الأشرار عقوبتهم العدم والفناء . وهذه الأبدية المعذبة هى أيضاً للشيطان وملائكته .
إذ يقول الكتاب عن الرب فى يوم الدينونة " ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار : أذهبوا عنى يا ملاعين ، إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته … " (متى 25 : 41) . ويقول سفر الرؤيا عن عقوبة الشيطان " وإبليس الذى كان يضلهم ، طرح فى بحيرة النار والكبريت ، حيث الوحس والنبى الكذاب ، وسيعبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين " (رؤ20 : 10) . وعبارة " إلى الأبد الآبدين " " وكذلك عبارة (النار الأبدية ) ، تعنى أن الشيطان والناس الأشرار ، سيعيشون فى الأبدية ، ولكن فى عذاب . أما إنكار ذلك فهو من بدع شهود يهوة والسبتيين الأفنتست .
هل يحتاج الله فى الخلق والخلاص ؟
سؤال
سمعت ناقداً يقول : هل الله يحتاج فى الخلق إلى المسيح ليخق به ، ويقال " كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان " (يو1 : 3) . وهل يحتاج إليه فى خلاص ليخلص به العالم ؟ هل فى هذا وصف لله بالعجز ؟
جواب
لو كان الله قد احتاج إلى غيره ، لا عتبر عاجزاً !!
ولكنه تبارك إسمه ، تنزه عن أن يحتاج إلى غيره . ففى الخلق ، خلق كل شئ بكلمته ، باقنوم الكلمة أو الماجوس ، الذى هو عقل الله الناطق ، أو نطق الله العاقل … قبل التجسد ، وقبل خلق آدم وحواء والكون كله . ومادام الله قد خلق الكل بعقله ، أو بحكمته ، أو بكلمته ، لا يكون قد احتاج إلى غيره ليخلق به . فعبارة إن الله خلق العالم ، أو أن عقل الله قد خلق العالم ، أو أن الله خلق العالم بعقله . كلها تؤدى معنى واحد . فالله وعقله كائن واحد . ونفس الوضع بالنسبة إلى الخلاص . فالله هو الذى خلص العالم ، دون أن يحتاج إلى غيره . ولو كان غير الله قد خلص العالم ، لما كان الخلاص غير محدود ، ليكفى لجميع خطايا جميع الناس فى كل العصور …
أما المشكلة الحقيقية بالنسبة إلى هذا الناقد ، فهى التجسد . والتجسد موضوع طويل . ليس مجاله الآن ، وليس هو موضوع النقد . وجهة النقد أن الله احتاج غيره ، والاحتياج إلى الغير عجز . عجز . والاجابة هى أن الله لم يحدث أنه احتاج إلى غيره سواء فى الخلق أو الفداء . فهو الذى خلق الكل ، وهو الذى فدى الكل …
علاقة الرسل بالروح القدس
سؤال
هل كل رسول هو مؤيد بالروح القدس ؟ وعلى هذا الأساس يكون السيد المسيح مثل باقى الرسل فى علاقته بالروح القدس ؟
جواب
الرسل لهم علاقة بالروح القدس ،لأن الروح القدس – كما ورد فى قانون الإيمان – هو الناطق فى الأنبياء . ولكن السيد المسيح يتميز عن الجميع بأن علاقته بالروح القدس علاقة أقنومية ، وعلاقة أزلية ، وعلاقة تساو … علاقة المسيح بالروح القدس ، هى قبل خلق العالم ، وقبل كل الدهور ، وقبل الزمن ، هى منذ الأزل ولا يوجد رسول هكذا … هو ثابت فى الروح القدس ، والروح القدس ثابت فيه ، وكلاهما ثابتان فى الجوهر ، نفس الطبيعة … وفى هذا يختلف عن الكل . ثم أنه هو الذى أرسل الروح القدس لتلاميذه القديسين ، فحل عليهم فى اليوم الخمسين ومنحهم التكلم بألسنة . ولا يستطيع رسول أن يقول إنه أرسل الروح القدس .
كيف أميز النبذات ؟
سؤال
تصلنى بعض النبذات فيها كلام روحى وعظى ، غالبيتها عن الفداء والخلاص . كيف أميز هذه النبذات ، وهل هى أرثوذكسية أم لا ؟ علماً بأن بعض النبذات مكتوب عليها أنها صادرة أو هيئة أرثوذكسية .
جواب
مجرد إسم أو هيئة أرثوذكسية لا يكفى . فكثيرون يخفون تعاليمهم وراء إسم أرثوذكسى ، ولكنه بسبب قراءته كثيراً فى الكتب غير الأرثوذكسية ، وبسبب حضوره اجتماعات ، أو ارتباطه بصداقات غير أرثوذكسية ، دخلته أفكار لا تتفق مطلقاً مع إيمان وعقيدة الكنيسة ، ومع ذلك فهو ينشرها . إذن تميز ؟ فى الواقع أن الأرثوذكسى الصميم ، لغته تظهره ، ولكن حسب اطلاعنا على بعض هذه النبذات ، نقول الآتى : غالباً النبذات غير الأرثوذكسية ، فى كل تعليم روحى تشرحه ، تتحاشى إسم الكنيسة ، والأسرار والكهنوت . ومعنى أن الموضوع يكون عن غفران الخطية ، أو التوبة ، أو الخلاص ، أو الأبدية ، إلا أن كل النبذات تركز على العلاقة الشخصية بالله ، دون عمل للكنيسة والأسرار والكهنوت . وغالباً ماتدور الأحاديث حول موضوع متكرر ، وهو :
أهمية الأبدية – حاجتك للخلاص – الله يحبك وهو الوحيد الذى يخلصك . الجأ إليه . افتح قلبك له . اقبله مخلصاً . ولا ذكر للاعتراف ، أو التناول ، أو للكنيسة . وملاحظة أخرى أن هذه النبذات فى غالبيتها تحدث القراء كما لو كانوا هالكين ، ولم ينالوا الفداء بعد ، فتحدثهم عن دم المسيح ، كأنهم لم ينالوا فاعليته حتى الآن . بينما يوزهون النبذات على أبوب الكنائس . وكل الذين فيها تمتعوا بكفارة دم المسيح يوم ماتوا معه فى المعمودية .
حول لاهوت المسيح
سؤال
هل توجد ايات صريحة فى الكتاب المقدس تذكر لهوت المسيح؟ يسرنا إيراد بعض منها …
جواب
نعم ، توجد آيات كثيرة ، نذكر من بيتها : قول بولس الرسول عن اليهود " … ومنهم المسيح حسب الجسد ، الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " (رو9 : 5) .
مقدمة إنجيل يوحنا واضحة جداً . إذ ورد فيها : " فى البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله " (يو 1 :1) . وفى نفس الفصل ينسب إليه خلق كل شئ ، فيقول " كل شئ به كان . وبغيره لم يكن شئ مما كان " (يو1 : 3) . وعن لاهوت السيد المسيح وتجسده يقول بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس " وبالإجماع عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر فى الجسد " (1يو3 : 16) . وعن هذا الفداء الذى قدمه المسيح كإله يقول بولس الرسول أهل أفسس " احترزوا إذن لأنفسهم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه " (أع20 : 28) وطبعاً ما كان ممكناً أن الله يقتنى الكنيسة بدمه ، لولا أنه أخذ جسداً ، سفك دمه على الصليب . ولقد اعترف القديس توما الرسول بلاهوت المسيح ، لما وضع اصبعه على جروحه بعد قيامه ، وقال له " ربى وإلهى " (يو20 : 28) . وقد قال السيد المسيح من توما هذا الإيمان بلاهوته . وقال له موبخاً شكوكه " لأنك رأيتنى يا توما آمنت . طوبى للذين آمنوا ولم يروا " . وحتى إسم السيد المسيح الذى بشر به الملاك ، قال " ويدعون إسمه عمانوئيل ، الذى تفسيره الله معنا " (متى 1 : 23) .
وكان هذا إتماماً لقول النبى اشعياء ولكن السيد يعطيكم نفسه آي’ : " ها العذراء تحبل وتلد إبناً . وتدعو إسمه عمانوئيل " (اش 7 : 14) ، لقد صار الله نفسه آية للناس بميلاده من العذراء … وما أكثر الآيات التى تنسب كل صفات الله للمسيح .
هل توجد حياة على الكواكب ؟
سؤال
يهتم العلماء بمسألة " هل هناك حياة على الكواكب الأخرى " . فما موقف المسيح من هذا الموضوع ؟ … وإذ أثبت العلم فيما بعد وجود حياة ، فهل يؤثر هذا على الدين ؟
جواب
الدين قد ترك هذا الموضوع لم يتعرض له بنعم له أو بلا . فسواء ثبت وجود .حياة على الكواكب ، أم ثبت عدم وجودها ، فإن هذا لا يؤثر على الدين بشئ . إن الكتاب المقدس لم يقصد به أن يكون كناب فلك ، أو كتاب علم ، بل هو بشارة للخلاص ، يحكى قصة الخلاص ، وكل ما يتعلق بها من تاريخ ومن وصايا ومن لاهوت … أما الكواكب ، فإن ما فيها لا علاقة له بخلاصنا ، يكفى أنها تنير لنا بالليل ، كنعمة من الله لنا ، وقد شبه الله قديسيه الأبرار بها ، وإنهم يضيئون كالكواكب . إن وجدت فيها حياة فليس فى الكتاب ما يعارض هذا . وإن لم يوجد ، فليس فى الكتاب ما يعارض هذا . وإن لم يوجد ، فليس فى الكتاب ما يعارض هذا …
الرد على السؤال بآية
سؤال
فى كتاب ( الله يتكلم ) للسبتيين الأدفنتست ، توجد أسئلة فى العقيدة والإيمان ، كل سؤال جوابه آية من الكتاب المقدس . وكذلك بعض النبذات التى تصل إلينا ، تقدم تعليماً معيناً ترفضه الكنيسة ، ومع ذلك كل تعليم تثبته آية من الإنجيل . ولذلك يسمونه التعليم الإنجيلى والحق الكتابى . فلماذا لا نصدق هؤلاء وأولئك ، بينما يثبتون العقيدة بآنة ؟
جواب
إن آية واحدة من الكتاب ، لاتكفى ، ولا تقدم الحق الكتابى ، إنما يقدمه تجميع لآيات الكتاب المتعلقة بهذا الموضوع . وساضرب لك أمثلة فى هذا الموضوع لإثباته .
1 – لنفرض أن إنساناً سألك عن الولادة من الله ، وكيف يصير الإنسان مولوداً من الله ، فوضعت أمامه الإية الآتية : " إن علمتم أنه بار هو ، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه "(1يو2 : 29 ). هل يمكن بهذه الآية وحدها ، أن نقدم تعليماً كتابياً ، خلاصته أن الإنسان يولد من الله عن طريق أن يعمل أعمال البر ، دون أن نذكر إطلاقاً الإيمان والمعمودية ؟! كلا بلاشك . وكل الطوائف المسيحية تقول كلا . أم أن الحق الكتابى يتم بأن نضع إلى جوار(1يو2 : 29)، الآيات الأخرى الخاصة بالولادة من الله ، مثل : (يو3 : 5) "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لايقدر أن يدخل ملكوت الله " .
( تيطس 3 : 5 ) " بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى … " .
( يع 1 : 17 ) " شاء فولدنا بكلمة الحق "
2 – لنفرض أن إنساناً سألك ما هى الديانة المقبولة من الله ؟ أتستطيع أن تضعه فقط أما قول يعقوب الرسول : (يع 1 : 17) " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه : افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم " . أيكون هذا تعليماً كتابياً ، بينما لم تذكر هذه الآية أى شئ عن الإيمان ؟! ولا الطوائف تقبل هذا الكلام ! إنما نضع أمامه باقى الآيات ليتكامل الحق الكتابى .
3 – ولنفرض أن إنساناً سألك : كيف ينتقل الخاطئ من الموت الى الحياة الأبدية ؟ أتستطيع أن تجيبه بقول الرسول : ( 1يو3 : 14 ) " نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة ، لأننا نحب الأخوة " . وهل يكون هذا هو الحق الكتابى ؟! دون ذكر للكفارة والفداء بدم المسيح ، ودون ذكر للتوبة والمعمودية . لاتوجد أحد يقبل هذا الكلام . إنما نضع إلى جواره باقى الآيات الخاصة بالموضوع ، مثل : (أف2: 5)ونحن أموات بالخطايا ، أحياناً مع المسيح.(كو2 : 13،14) "وإذ كنتم أمواتاً فى الخطايا أحياكم معه مسامحاً لكم بجمع الخطايا ، إذ محا الصك الذى علينا …مسمراً إياه بالصليب " .
4 – وبالمثل أيضاً فى موضوع الخلاص إنك تسأل كيف أخلص ؟ فتوضع أمامك الآية التى تقول : (1تى 4 :16) " لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك . فإنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً " . هل هذا وحده يكفى للخلاص ؟ بلا إيمان ولا معمودية ؟! وبالمثل : (رو10 : 9) " لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع ، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات ، خلصت " . لماذا لا توضع أيضاً إلى جوار هذه الآية : (مر16 : 16) " من آمن واعتمد خلص " وأيضاً : (1بط3 : 20 ، 21 ) " إذ كان الفلك يبنى ، الذى فيه خلص قليلون ، أى ثمانى أنفس بالماء . الذى مثاله يخلصنا نحن الآن ، أى المعمودية " . وبهذا يتكامل الحق الكتابى . إنه سؤال دائماً يحيرنى ، ولا أجد له جواباً : هؤلاء الذين ينادون بالتعليم الإنجيلى ، ويدافعون عن الحق الكتابى ، لماذا لا يعلنون هذه الآيات إلى جوار الآيات الأخرى ؟! أليست هى أيضاً من الإنجيل ؟ ومن الكتاب ؟! إنى أسأل .
أسئلة حول الروح القدس
سؤال
قرأت فى كتاب عن العنصرة أنه حدث فى يوم الخمسين " اتحاد غير منظور بين طبيعة إلهية وطبيعة بشرية " وأنه " ماذا تكون الطبيعة الإلهية إلا جسد المسيح السرى بالذات الذى سبق المسيح وأشار إلى أخذه وأكله والاتحاد به والثبات فيه " . فما رأيكم فى هذ1 الاتحاد بالطبيعة الإلهية ؟ وما رأيكم فى عبارة " نحن إذن أمام عليقة مشتعلة بالنار " وعبارة " غاية التجسد الإلهى كملت فى يوم الخمسين " و " اكتسبت الكنيسة كل ما للمسيح " ؟
جواب
السيد المسيح هو الوحيد الذى اتحدت فيه الطبيعة الإلهية (أى اللاهوت ) بالطبيعة البشرية (أى الناسوت ) . . فإن كان المؤمنون يحدث لهم نفس الوضع ( إتحاد طبيعة إلهية بطبيعة بشرية ، فماذا يكون إذن الفارق بين أى إنسان والمسيح ؟ ) . هناك طريقان لمحاربة لاهوت المسيح : إما الإقلال من شأن المسيح ، وانزاله إلى مستوى الناس العاديين كما فعل أريوس … وإما الارتفاع بمستوى الناس إلى نفس مستوى المسيح ، بطريقة ما يسمونه ( بتأليه الإنسان ) كهذا الأسلوب الذى ورد فى سؤالك . والمحصلة فى الحالتين واحدة : أن المسيح كباقى البشر . والكنيسة لا يمكن أن تكتسب كل ما للمسيح . لأن كلمة (كل) تعنى لاهوته أيضاً . إن المسيح أعطى الكنيسة حبه ، ولكنه لم يعطها الإلوهية ، فمجده لا يعطيه لآخر . إن التعبيرات اللاهوتية تحتاج باستمرار إلى دقة شديدة . ولو كان الإنسان يتحول إلى " عليقة مشتعلة بالنار " ، لكان الأنبياء يقفون أمامه فى خشوع ليسمعوا لصوت الله ، كما فعل موسى (خر3) . إن الإنسان لم يتحول فى يوم الخمسين إلي إله . ولم يكمل فيه التجسد الإلهى الذى كان للمسيح وحده … أما عبارة " وماذا تكون الطريقة الإلهية إلا جسد المسيح السرى ، فهى إما أن تكون عبارة أو طاخية ، فيها يضيع الناسوت ، وإما ان كانت الطبيعة الإليه هى الجسد ، إذن فليس هناك لاهوت … ! ثم ما هو جسد المسيح السرى ؟ هل هو الكنيسة ؟ إن كان ذلك ، فلا يمكن أن تكون الكنيسة هى الطبيعة هى الطبيعة الإلهية . ولا يمكن أن تكون الكنيسة هى جسد المسيح الذى أشار إلى أخذه وأكله . نحن فى القداس الإلهى لا نأكل الكنيسة ، هنا خلط بين الجسد الذى أخذه السيد المسيح من مريم العذراء . وبين الكنيسة بمعنى جسد المسيح . أم أن هذا الجسد هو الجسد فى سر الافخارستيا ، الذى يأمرنا الرب بأخذه وأكله ؟ إن كان الأمر هكذا ، فليس هذا الجسد هو الطبيعة الإلهية ، والإ سنعود إلى فكرة أوطاخى ! نحن نقول " هذا هو الجسد المحيى الذى أخذه إبنك الوحيد … من سيدتنا وملكتنا كلنا القديسة الطاهرة مريم … وجعله واحداً مع لاهوته .وهنا أيضاً يبرز أمامنا سؤال خطير وهو : هل الحديث فى يوم الخمسين هو عن الأقنوم الثالث ( الروح القدس ) أم الأقنوم الثانى ( الأبن ) الذى تجسد من أجله ، وقال " خذوا كلوا هذا هو جسدى " … ؟ ما شأن سر الافخارستيا بيوم الخمسين ، يوم حلول الروح الروح القدس كالسنة نار … ؟ تبقى فى سؤالك بعض نقاط يجب التعليق عليها وهى :
(أ) هل الذى حدث فى يوم الخمسين هو حلول أم اتحاد ؟ الكتاب يتحدث بلاشك عن حلول الروح القدس . ويقول السيد المسيح " ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم " (أع1 :8) .
(ب)هل كانت ( العليقة المشتعلة بالنار ) ترمز إلى التجسد الإلهى ؟ أم كانت ترمز إلى يوم الخمسين ؟ وهل التجسد الإلهى فى طبيعته وغايته ونتائجه ، هو نفس ما حدث للتلاميذ فى يوم الخمسين ، بحيث أن " غاية التجسد الإلهى تكون قد بلغت ذروتها فى يوم الخمسين " .
(ج) وهل الأقنوم الثالث حدث له تجسد مع البشر فى يوم الخمسين ، بحلوله عليهم أو إتحاده بهم حسبما قرأت ؟
هل الروح القدس هو الملاك جبرائيل ؟
سؤال
سمعت من أحدهم أن الروح القدس هو الملاك ( جبرائيل ) ، فهل هذا صحيح ؟ والبعض يقول إنه روح ( نبى ) فهل هذا صحيح ؟
جواب
الروح القدس هو روح الله ، وليس روح ملاك أو نبى . لأن الملاك أو النبى محدود . أما الروح القدس – فكما علمنا الإنجيل – غير محدود . فهل يحل فى جميع المؤمنين ، كما قال الكتاب " أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم " ( 1كو6 : 19 ) . فهل يعقل أن ملاكاً أو نبياً يحل فى كل إنسان مؤمن أى فى مئات وآلاف المؤمنين ؟! وقيل أيضاً فى الإنجيل عن الشهداء " لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون . لأنكم تعطون فى تلك الساعة ما تتكلمون به . لأنى لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم " ( متى 10 : 20 ) . فهل كان ممكناً لملاك أو نبى أن يتكلم فى أفواه آلاف الشهداء فى بداية العصر المسيحى يستشهدون فى أماكن كثيرة متباعدة فى نفس الوقت ؟ قال السيد المسيح عن الروح القدس إنه " يمكث معكم إلى الأبد ، روح الحق الذى لا يستطع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه " (يو15 : 16 ، 17) . وطبعاً لا يمكن أن ينطبق هذا الكلام عن نبى ، لأنه لا يمكث مع الناس إلى الأبد ، كما أن الناس يمكن أن يروه ويعرفوه ، وبالتالى لا يمكن أن ينطبق على الملاك ، لأنه لا يمكث مع جميع المؤمنين إلى الأبد لأنه محدود . ويتابع الكتاب قوله " أما أنتم فتعرفونه ، لأنه ماكث معكم ويكون فيكم " (يو15 : 17) . فمن هو هذا الملاك أو النبى ، الذى يمكث مع جميع الناس ويكون فيهم ، إلى الأبد ؟! السيد المسيح كان المعلم الصالح، قدم للناس التعليم الصحيح ، وفتح قلوبهم وأذهانهم إلى اسمى المبادئ ، فبهتوا من تعليمه . أما آدم ، فلم يسجل له الكتاب أى تعليم ،أو أية قيادة روحية لجيله ، ولا حتى لأسرته ، بل خضع لا مرأته فى قيادتها الخاطئة له . والمسيح كان باستمرار هو رأس . المسيح هو الذى فدى آدم وبنيه ، وخلصه من عقوبة الخطية ، ومات لأجله ولأجل ذريته ، واشتراهم بدمه . وهكذا كان المسيح هو الفادى ، وآدم وبنيه المفديين به . كل هذا من الناحية الناسوتية ، أما من الناحية اللاهوتية فالأمر أوسع من أن يكتب فى اجابة مختصرة لسؤال ضمن أسئلة كثيرة .
لماذا سبعة أسرار؟
سؤال
وردت كلمة " سر " فى الكتاب المقدس عديد من المرات ، مثل قول الرسول " عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر فى الجسد " (1تى 3 : 16) . ومثل عبارة " سر الإنجيل " (أف 6 : 19 ) . و " سر مشيئة " (أف 1 : 19) . و" سر الإثم " ( 2تس 2 : 7 ) . وغير ذلك ، فلماذا المناداة بسبعة أسرار ؟
جواب
إن كلمة " سر " فى استعمالها الكنسى ، تؤخذ لا بالمعنى القاموسى ، إنما بالمعنى الاصطلاحى للكلمة . فكل سر من أسرار الكنيسة عبارة عن نعمة إلية سرية ، لا تراها . ولكنك تنالها سرياً ، من الروح القدس ، عن طريق صلوات يرفعها كاهن شرعى بطقس خاص ، مع وجود مادة معينة هى مادة السر . وليس مجرد سر بمعنى شئ معروف ، مثل قول الكتاب " سر السبعة الكواكب " (رؤ1 : 20) … إنما يشترط للسر أربعة أمور : نعمة سرية ، كاهن ، صلوات ، وطقس ، مادة السر . ففى المعمودية مثلاً يوجد شئ سرى لا يراه ، وهو الولادة الجديدة من الماء والروح (يو3 : 5) أو أنك فى المعمودية " تلبس المسيح " (غل3 : 27) أو أنه فى المعمودية " تغسل خطاياك " (أع 22 : 16) . أو أنه فى المعمودية ، تدفن مع المسيح ، وتموت معه (رو6) . هذه النعم هى عمل سرى ، يعمله الروح القدس فى الإنسان ، عن طريق الكاهن بصلوات خاصة ، وبطقس خاص هو تغطيس المعتمد فى الماء ثلاث مرات . أما مادة السر هنا فهى الماء … النعمة السرية فى سر الميرون هى حلول الروح القدس ، وفى سر الاعتراف محو الخطايا بدم المسيح ، وفى الافخارستيا تحويل الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ، وفى الزواج تحويل الإثنين إلى واحد … إلخ . كل هذه نعم لا يراها الإنسان بعينه ، فهى سر … هى أمور لا تختص بالمعرفة العقلية كالأسرار الخاصة بالمعلومات إنما هى أمور إيمانية روحية غير مدركة بالكلام . هذه النعم الروحية السرية ، حددتها الكنيسة بسبعة … ورسمت لها الصلوات الخاصة بها ، وما تحتاجه من طقوس . وتوجد صلوات وطقوس اخرى ، ليست من الأسرار . فمثلاً الصلاة على الموتى ، ليست سراً ، إنما هى مجرد طلبة ، تطلب فيها الكنيسة رحمة لنفوس المنتقلين … وهنا " أسرار ملكوت السموات " (متى 13 : 11) النى لا تدخل تحت حصر ، والتى ننظر إلى كثير منها الآن كما "فى لغز" (1كو13 : 12) . وسيعلنها لنا الله فى حينها . ولكنها ليست من هذه النعم السرية التى ينالها المؤمن على الارض ، وتمارس الكنيسة إعطائها له بالسلطان الممنوح لها من الله . لا داعى إذن لأن يخلط إنسان بين سر ، وسر . فالأسرار الخاصة بالمعرفة شئ ، والأسرار الخاصة بهذه النعم شئ آخر .
الأسرار وجميع الناس
سؤال
هل الأسرار الكنسية السبعة لازمة لجميع الناس ؟
جواب
المعمودية لازمة لكل أحد ، لأنه " من آمن واعتمد خلص " (مر16 :16) وبدونها لا يدخل أحد إلى الملكوت (يو3 :5) . ومنح الروح القدس فى سر المسحة المقدسة لازم للجميع . وكانت الكنيسة منذ الرسل ، تمارسه لجميع المؤمنين (أع8) . كذلك سر التوبة لازم للكل ، فليس أحد بلا خطية . وسر الافخارستيا لازم للكل ، يقول الرب " إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسانت وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة فيكم " (يو6 :53) . وسر الكهنوت لازم للكل ، ليس فقط للذين تتم رسامتهم كهنة ، إنما أيضاً لجميع المؤمنين الذين ينالون نعم كل الآسرار السابقة عن طريق سر الكهنوت الذى نسميه "خادم الأسرار " . وبالمثل يمكننا أن نتكلم عن سر الزيجة ، فمع أنه من الواضح أن بعض الناس لا يحتاجون إلى سر االزيجة لأنفسهم إذ يعيشون بتوليين . ولكن مع ذلك كل البتوليين فى العالم أجمع ، هم ثمرة لهذا السر . إذن سر الزيجة وسر الكهنوت . مع أنه لا يمارسها الكل ، لكن ينتفع بهما الكل ، فهما لازمان للكنيسة ككل . سر مسحة المرضى ، لازم للمرضى ، بمعنى أنه إن لم ينله إنسان ، لا يؤثر هذا على خلاصه طبعاً …
هل مع الايجاز يتم السر ؟
سؤال
أحياناً نحضر قداساً طويلاً ، وأحياناً قداساً مختصراً ، والعماد يتم فى ساعة أو فى دقائق فهل مع الإيجاز يتم السر ؟
جواب
من جهة العماد فهو على جزئين ، الأول هو مباركة ماء المعمودية ، وهو طقس طويل قد يأخذ ساعة من الوقت . أما الجزء الثانى فهو عماد الطفل . وهذا يستغرق بضع دقائق … والذى يحدث أن الكاهن قد يصلى على الماء باكراً جداً قبل مجئ المعمدين ، فلا يحضرون هذا الطقس ، ويرون المعمودية قد تمت فى دقائق . أما إذا حضروا فتتم فى أكثر من ساعة . وهكذا ما تظنه إيجازاً ، قد طقساً كاملاً … أما من جهة القداس ، فهناك صلوات أساسية للتقديس ، مثل الرشومات وعهد المسيح لنا واستداعاء الروح القدس والقسمة والإعتراف الأخير . أما الأواشى مثلاً والمجمع وقداس الموعوظين وقراءاته ، فليست هى الخاصة بتقديس السر ، ولكنها تقال بمناسبة صلاة القداس التى هى أقدس صلاة فى الكنيسة . وفى زمن الاستشهاد ، أثناء الهجوم على الكنيسة ، كان يختصر القدس ، ولا إخلال بالسر . كذلك يمكن الإيجاز عن طريق اختصار الألحان ، فالألحان لا تقدس السر ، ولكنها تعمق روح الصلاة . لا تتوسوس وتشك من جهة إتمام السر …
وقت التحول فى سر الأفخارستيا
سؤال
متى يتحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه فى سر الافخارستيا ؟ قرأت لأحد الأباء أن الخبز والخمر فى سر الأفخارستيا يتم تحويلها فى الرشومات الأولى عند تقديم الحمل ، وأنه هكذا كان الأمر قديماً .
جواب
السرائر المقدسة يتم تحولها عند حلول الروح القدس ، وليس قبل ذلك . وقت حلول الروح القدس (قبل الأوائى والمجمع ) . إذ يصلى الكاهن سراً ويقول ".. ليحل روحك القدس ، علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة ، ويطهرها وينقلها ويظهرها قدساً لقديسيك " ويرشم القربانة ثلاث مرات وهو يصرخ ويقول : "وهذا الخبز يجعله جسداً مقدساً له" . ثم يرشم الكأس ثلاثاً ، وهو يصرخ أيضاً : "وهذه الكأس أيضاً دماً كريماً لعهده الجديد" … ويصيح الشعب فى الحالين "أؤمن" . وهذا يدل على عدم تحول سابق أثناء تقديم الحمل . فلو كانت السرائر قد انتقلت ، ما كان يطلب فى سر حلول الروح القدس أن ينقلها . نلاحظ أيضاً أنه بعد حلول الروح القدس لتحويل الأسرار ، لا يرشم الكاهن ، ولا ينظر خلفه . قبل ذلك – وبعد تقديم الحمل والرشومات – كان الكاهن يرشم الشعب ، ويرشم الخبز والخمر ، أما بعد تحولها – عند حلول الروح القدس – فإنه لا يرشم الشعب وبخاصة عند قوله " السلام لجميعكم " ، بل ينحنى برأسه دون رشم … كذلك لا يرشم الكأس ولا الصينية ، إنما الأسرار بعد التحول ، ترشم منها وبها . أى أنه بالجسد يرشم الدم ، وبالدم يرشم الجسد ، ولكن لايرشم بيده أو اصبعه مطلقاً . ولا يلتفت مطلقاً إلى الخلف ناحية الشعب لما يباركهم . بل يركز بصره فى السرائر المقدسة ولا يتحول عنها . من هنا يبدو أن القول بتحول السرائر بعد تقديم الحمل مباشرة فى الرشومات الأولى ، هو تعليم غير سليم . وإلا كانت السرائر تتقدس وتتحول فى قداس الموعوظين ، الذى لا يحل لهم حضور القداس !! ولكن الذى نلاحظة قديماً ، هو أن الموعوظين كانوا يحضرون تقديم الحمل وقراءة الرسائل والإنجيل والعظة ثم ينصرفون . وكان شماس – قبل رفع الابروسفارين أآ قبل قداس القديسين يقول " لا يقف موعوظ ههنا ، ولا يقف غير مؤمن ، ويبقى المؤمنون الذين يؤهلون لحضور القداس الإلهى " … ( أنظر قوانين أبوليدس ) .
إن دراسة تاريخ الطقوس ، تحتاج إلى دراية بلاهوتيات الطقس وروحانياتها أيضاً . ولا يتناقض التاريخ مع اللاهوتيات . لذلك من المستحيل أن يقول التاريخ ان السرائر المقدسة ، كانت تتحول قديماً من خبز وخمر إلى الجسد والدم ، قبل حلول الروح القدس عليها ، وصلوات الكاهن طالباً هذا الحلول
حول صلاة القنديل فى البيوت
سؤال
هل يجوز أن تصلى صلاة القنديل فى البيوت أثناء الصوم ، حتى لو لم يكن هناك مريض ؟ فالملاحظ أن الآباء الكهنة وكثير من أفراد الشعب قد تعودوا هذا الأمر ، هل من الصالح استبقاؤه أم الغاؤه ؟
جواب
صلاة القنديل – أصلاً وقبل كل شئ – صلاة من أجل المرضى ودهنهم بالزيت ، ولكن لها فؤائد كثيرة أخرى …
1 – هى اجتماع للصلاة فى البيت ، ومباركة للبيت بالصلاة ، ورفع البخور فيه ، وزيارة من الأب الكاهن للبيت ، مع قراءته للتحليل وصلاة البركة لكل من بالبيت . وكل هذه فوائد بغض النظر عن نوع الصلاة وهدفها .
2 – صلاة القنديل تشمل صلوات أخرى كثيرة : منها الصلاة الربية ، وصلاة الشكر ، والثلاثة تقديسات ، وكيرياليصون ، وصلوات أخرى عديدة جداً لطلب مراحم الله . وكل هذه فائدتها .
3 – تشمل صلاة القنديل جميع الأواشى الكبيرة التى تقدم لله مع رفع البخور : ففيها صلوات من أجل المرضى ، ومن أجل المنتقلين ، ومن أجل المسافرين ، ومن أجل الموعوظين ، وصلوات من أجل الكنيسة والاجتماعات ومقدمى القرابين ورئيس الدولة … إلخ ولهذا كل من يحضرها ، لابد أن يجد له فيها نصيباً .
4 – تشمل صلاة القنديل طلبات كثيرة جداً من أجل التوبة بالذات ، وطلب مراحم الله الذى قبل المرأة الخاطئة ، وزكا العشار ، وغفر لصاحب الدين … وأى إنسان مهما كان سليم الصحة ، لابد أن يستفيد من هذه الصلوات الخاشعة المنسحقة ، ولابد أن تقوده للتوبة ، إن تابعها بقلب مفتوح .
5 – صلاة القنديل تشمل على الأقل سبعة فصول من الإنجيل ، منتقاه بحكمة خاصة ، ومجرد الاستماع إلى الإنجيل المقدس يتلى فى البيت عدة مرات ، هو أمر له فائدته .
6 – ولا ننسى ما فى هذه الصلوات من طقوس مقدسة ، كالبخور والشموع ، والزيت ، والألحان ، كل ذلك له فائدته حتى بالنسبة إلى الأطفال ، ويشعر الكل أن البيت صار قطعة من الكنيسة .
7 – لهذا كله نرى استبقاءها ، وبخاصة أن هناك أمراضاً خفية ربما لا نعرفها ، وهناك أمراض أخرى خاصة بالنفس والروح .
عدد السموات
سؤال
سمعت أنه لا يوجد سوى ثلاث سموات ، حسب قول الكتاب " كل شئ بالثالوث يكمل " !
جواب
نحب أن نقول لمرسل هذه العبارة لا توجد هناك آية في الكتاب تقول " كل شئ بالثالوث يكمل " !! هذا مجرد تعبير عالمي . والكمال ليس قاصرا علي الرقم 3 . فمثلا الرقم 7 يرمز للكمال أحياناً ، وكذلك الرقم 10 ، وغير ذلك .
عبارة السماء الثالثة وردت كاسم للفردوس (2كو12: 2،4) .
اما السماء التي هي عرش الله ، فوردت في (يو13:3) ، (متي34:5) . ووردت في المزامير باسم سماء السموات (مز4:142) . وبلا شك هي أعلي من السماء الثالثة . وهذه السماء هي التي صعد إليها السيد المسيح وحده ، ولم يصعد إليها أحد آخر من البشر (يو13:3) .
هل الشيطان يستطيع دخول الكنيسة
سؤال
هل الشيطان يستطيع أن يدخل إلي الكنيسة وهي مدشنة ؟ وإن كان ممكنناً ، فكيف ذلك والكنيسة مملوءة بالملائكة ، كما ان روح الله فيها ؟
جواب
إننا نذكر فى قصة أيوب الصديق ، قول الكتاب " وكان ذات يوم ، أنه جاء بنو الله ، ليمثلوا أمام الرب . وجاء الشيطان أيضاً فى وسطهم . فقال الرب للشيطان من أين جئت ؟ …"
(أى 1 : 6،7) . فتآمر الشيطان ضد أيوب . إذن فالشيطان يمكنه أن يتجرأ ويقف فى موضع مقدس ، فيه الله نفسه ، ليحاول أن يضر أحد المؤمنين . ونقرأ أن الشيطان جاء إلى السيد المسيح على الجبل ، وتجرأ أن يجربه ، ويستخدم آيات من كتاب ، بل وقف مع المسيح أيضاً على جناب الهيكل ليجربه أيضاً … ولكن كل ذلك بلاشك بسماح من الرب … ونسمع عن خطايا كانت تحدث فى مواضع مقدسة فى العهد القديم ، فى أيام عالى الكاهن ، بواسطة إبنيه ، مما تسبب عنها غضب الله ، ولاشك أنها بتدخل الشيطان وقد يدخل الشيطان إلى الكنيسة ليشتت أفكار المؤمنين . ولكى يبعدهم عن الصلاة ، جسداً منه … وقد ينتصرون عليه بقوة الصلاة ، وقد يضعف بعضهم . أما كون الكنيسة مدشنة ، فهذا لا يمنع ، لأن الإنسان المؤمن نفسه ، مدشن ، وممسوح بالميرون ، ومع ذلك قد يدخل الشيطان إلى قلبه وفكره ليجربه … إن الله قد يعطى الشيطان حرية للعمل ، ولكنها حرية فى نطاق محدود ، وتقابلها دينونة . ولذلك نقول إن الشيطان حالياً مقيد ، منذ يوم الصليب . والقيد مهناه أن حريته ليست كاملة ، وإلا خرب العالم ! هناك أوقات يقول فيها الرب " اذهب ياشيطان " كما حدث على الجبل التجربة . أو يضع له حدوداً لا يتعداها كما فى تجربة أيوب … وفى يقينى أن الشيطان لا يحتمل وقت حلول الروح القدس ، واستحالة الأسرار أثناء القداس الإلهى . هو لا يحتمل هذه اللحظات المقدسة ، والله لا يسمح له . والمؤمنون يكونون فى حالة روحية سامية لا تسمح مطلقاً بالاستجابة لفكر الشيطان ، ، الذى يتعبه الخشوع القلبى العميق فى ذلك الوقت ، وعمل الروح فى الأسرار والناس وعموماً إن دخل الشيطان الكنيسة ليعمل ، يكون ضعيفاً . ولا يجد له مجالاً فيها ، إلا فى الدين يكونون داخل الكنيسة ، وأما قلوبهم وعقولهم فخارجها…!وقد يلقى الشيطان شكوكاً ، حتى فى أوقات مقدسة ، وأثناء الصلاة ، ولكن إذا كان القلب متصلاً بالله ، فإن الشكوك تبقى خارجه مهما ثقلت وطأتها ، ويعود الشيطان فاشلاً .
الصوم وأكل السمك
سؤال
لماذا لا نأكل السمك فى يومى الأربعاء والجمعة وفى بعض الأصوام الأخرى ؟ علماً بأنى سمعت أنهم كانوا قديماً يأكلون السمك فى يومى الأربعاء والجمعة ..؟
جواب
إن كان البعض قديماً يأكل السمك فى يومى الأربعاء والجمعة ، فلا شك أن هذا كان خطأ منهم فى فهم التعليم الكنسى ، أو إنها عادة خاطئة توراثها أو تناقلها البعض . ولنبحث الأمر معاً … صومنا هو صوم نباتى كما يعلم الكل ، نمتنع فيه عن اللحوم ، وعن كل طعام من مصدر حيوانى . ولاشك أن الأسماك لحوم . إذن أكلها لا يتفق مطلقاً مع الصوم . وهكذا ينبغى أنك لا تتعجب من عدم أكل السمك فى أيام الصوم كالأربعاء والجمعة . إنما لك أن تتعجب حقاً من أكل السمك أثناء صوم نقول إنه نباتى ! القاعدة العامة إذن هى عدم أكل السمك فى الأصوام . ولكن لما كانت الأصوام كثيرة جداً فى الكنيسة القبطية ، حوالى 200 يوماً فى السنة ، أى أكثر من نصف السنة صوماً … لذلك سمح بأكل السمك فى بعض الأصوام التى هى أصوام من الدرجة الثانية ، تخفيفاً على الناس من طول فترة الصوم … ولكن لا يسمح بأكل السمك فى الصوم الكبير وفى الأربعاء والجمعة ، لأنها أصوام من الدرجة الأولى . وهى فى نفس الوقت أصوام سيدية : فالأربعون المقدسة صامها السيد المسيح له المجد ، واسبوع البصخة هو أسبوع آلامه . ويوم الأربعاء نتذكر فيه التآمر عليه ، ويوم الجمعة نتذكر فيه صلبه … الناس يستطعون أن يأكلوا لحماً كل أيام الأسبوع ، ماعدا الأربعاء والجمعة ، فإن أكلوا فيها سمكاً ، تكون النتيجة هى أكل اللحم كل أيام الأسبوع ، لأن السمك هو أيضاً لحم … ! ولا يجوز أن يصل التسهيل إلى هذا المستوى … من غير المعقول ، إننا ونحن نتذكر صلب المسيح والتآمر عليه ، نأكل سمكاً !! ونرفه عن أنفسنا ! ان هذه الذكرى تستوجب لوناً أكبر من الزهد والنسك …
* * *
وقد سأل البعض أيضاً فى إحدى المرات :
هل يؤكل السمك فى عيد البشارة ، وهو عيد سيدى . والمعروف أن عيد البشارة (29 برمهات) يأتى دائماً فى الصوم الكبير . والاجابة هى أن الصوم الكبير لا يجوز كسرة بأى حال من الأحوال حتى بسبب عيد سيدى . كما أن كسر الصوم فى هذه المناسبة دليل على عدم النفس . فكيف يصوم شخص أكثر من شهر من الصوم الكبير ، ثم يستهويه السمك أثناء الصوم ، فى عيد البشارة ؟! أين الارتفاع فوق مستوى المادة والطعام الشهى ؟!
الصعود والجاذبية الأرضية
سؤال
هل فى صعود الرب ، قد داس على قانون الجاذبية الأرضية ؟
جواب
للجواب على هذا السؤال نذكر نقطتين :
1 – إن القوانيت الطبيعية قد وضعها الله ، لتخضع لها الطبيعة ، وليس ليخضع هو لها .
2 – إن قانون الجاذبية الأرضية ، تخضع ، له الأمور المادية ، التى من الأرض . أما السيد المسيح فإنه فى صعوده ، لم يصد بجسد مادى ، أو بجسد أرضى ، يمكن أن يخضع للجاذبية الأرضية . جسده ، جسد القيامة والصعود ، هو جسد ممجد ، جسد روحانى ، جسد سمائى . لأنه إن كنا نحن سنقوم هكذا (1كو15 : 43 – 50) ، فكم بالأولى السيد المسيح ، الذى قيل عنه من جهتنا إنه " سيغير شكل جسد تواضعنا ، ليكون على شبه جسد مجده " (فى 3 : 21) . هذا الجسد الممجد ، الذى قام به السيد المسيح وصعد ، لا علاقة له إذن بقانون الجاذبية الأرضية . هنا ويقف أمامنا سؤال هام وهو : هل إذن لم تكن هناك معجزة فى صعوده ؟ نعم ، كانت هناك معجزة . ولكنها ليست ضد الجاذبية الأرضية . إنما المعجزة هى فى تحول الجسد المادئ ، إلى جسد روحانى سماوى يمكن أن يصعد إلى فوق . إذن ام يكن الصعود تعارضاً مع الطبيعة ، إنما كان سمواً لطبيعة الجسد الذى صعد إلى السماء . كان نوعاً من التجلى لهذه الطبيعة . وكما أعطانا الرب أن نكون على شبهه ومثاله عندما خاقنا (تك1 :26 ، 27) ، هكذا سنكون أيضاً على شبهه ومثاله فى القيامة والصعود . سيحدث لنا هذا حينما "نتمجد معه" ونصعد معه فى المجد . حينما نقول " فى قوة " " فى مجد " . الأحياء على الأرض فى وقت القيامة ، سوف يتغيرون " فى لحظة ، فى طرفة عين ، عند البوق الأخير " ، " ويلبس هذا المائت عدم موت " (1كو15 : 52 ، 53) . " ثم نحن الأحياء الباقين ، سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء . وهكذا نكون فى كل حين مع الرب " (1تس4 : 17) .
لماذا الصليب ؟
سؤال
لماذا مات المسيح عن طريق الصليب ، ولم يمت بطريقة ؟
جواب
قد كان الموت بالصليب يعتبر عاراً ، فاختار الرب اسنع الميتات وأكثرها عاراً فى ذلك الزمان . ولذلك فى (عب12 :2) يقول الرسول عن الرب إنه " احتمل الصليب مستهيناً بالخزى " . إذن فى الصليب خزى . ولهذا يقول " فلنخرج إليه إذن خارج المحلة حاملين عاره " لأن الصليب كان معتبراً عاراً . وفى العهد القديم ، كان الصليب يعتبر لعنة ، إذ قيل " ملعون كل من علق على خشبة " . والسيد المسيح أراد بالصليب أن يحمل كل اللعنات التى وقعت على البشرية . وأشار إليها الناموس (تث28) ، لكى يمنحنا بركة ، ولا تكون هناك لعنة فيما بعد . وكان الصليب يعتبر عثرة بالنسبة لليهود (1كو1 : 18) . فاختار المسيح هذا العار ، وحول الصليب إلى قوة .. وكان الصليب أيضاً من أكثر أنواع الموت إيلاماً ، إذ تتمزق فيها أنسجة الجسد بطريقة مؤلمة جداً ، كما يجف الماء الموجود فى الجسد لكثرة النزيف والإرهاق الجسدى . والمسيح بهذا حمل الآلام التى كانت تستحقها البشرية . والصليب كان ميتة يرتفع فيها من يموت على الأرض ، وهكذا قال المسيح " وأنا إن ارتفعت ، اجذب إلى الجميع " . وهكذا كما ارتفع على الصليب ، ارتفع إلى المجد فى صعوده ورفعنا عن مستوى الأرض والتراب بصلبنا معه … وكان فى موته باسطاً ذراعيه لكل البشرية ، إشارة لقبوله لكل .
عدل الله ورحمته
سؤال
قرأت فى أحد الكتب هذا السؤال : هل حدث على الصليب أنه اصطلح عدلى الله مع رحمته ؟
جواب
ليس هناك خلاف اطلاقاً بين عدل الله ورحمته ، لأنه لا يمكن أن يوجد تناقض بين صفات الله تبارك إسمه . فالله رحيم فى عدله ، وعادل فى رحمته . عدلى الله مملوء رحمة . ورحمة الله مملوءة عدلاً . ويمكن أن نقول إن عدل الله عدل رحيم ، ورحمتة رحمة عادلة . ونحن لا نفصل إطلاقاً بين عدل الله ورحمته . وحينما نتكلم مرة عن العدل ، وأحرى عن الرحمة . فلسنا عن الفصل نتكلم ، وإنما عن التفاصيل . أما عن ميمر العبد المملوك الذى يتخيل نقاشاً وجدلً بين عدل الله ورحمته ،فهو ليس دقيقاً من الناحية اللاهوتية ، وعليه مؤاخذات كثيرة . فلم يحدث طبعاً مثل هذا النقاش ، إنما مؤلف هذا الميمر أراد أن يشرح تفاصيل الموضوع بأسلوب الحوار . وهو أسلوب ربما يكون أديباً مشوقاً . ولكنه ليس أسلوباً لا هوتياً دقيقاً . أما على الصليب ، فكما قال المزمور العدل والرحمة تلاقيا أو الرحمة والحق تلاقيا . (وليسا تصالحا !!) . إن كلمة مصالحة ، تعنى ضمناً وجود خصومة سابقة . وحاشا أن يوجد هذا فى صفات الله …! وحتى عبارة التلاقى ، تعنى هذا التلاقى أمامنا نحن ، فى مفهومنا نحن ، أما من الناحية اللاهوتية ، فهناك التلاقى بين العدل والرحمة منذ الأزل . وكما قلنا عن الله أن عدله مملوء رحمة ، ورحمته مملوءة عدلاً . وعلى الصليب رأينا نحن هذا التلاقى بين العدل والرحمة . وهو تلاق دائم . ولكننا نحن كبشر ، رأيناه على الصليب … رأينا هذه الصورة الجميلة ، التى أعطت لعقولنا البشرية مفهوماً عن تلاقى العدل والرحمة .
حول إعادة المعمودية
سؤال
هل المعمودية تعاد ؟! ألسنا نقول فى قانون الإيمان " نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا " ؟ ألم يقل الكتاب المقدس " معموديو واحدة " (أف4 :5) ؟
جواب
نعم ، قد قال الكتاب " معمودية واحدة " . ولكن ليتنا نقرأ الآية كاملة ، حيث تقول " إيمان واحد ، معمودية واحدة " (أف4 : 5) . فحيثما يوجد الإيمان الواحد ، توجد معه المعمودية الواحدة . ولذلك نحن لا يمكن مطلقاً أن نعيد معمودية إنسان تعمد فى كنيسة لها نفس إيماننا الأرثوذكسى . كذلك المعمودية ، ينبغى أن يقول كاهن شرعى له كل سلطانه الكهنوتى الذى لا يسمح له باجراء سر المعمودية المقدس ، مؤمناً بكل فاعلية هذا السر … فمثلاً الكنائس التى لا تؤمن بسر الكهنوت ، وليس الها كهنة ، كما لا يؤمن بأن المعمودية سر ، ولا تؤمن بفاعلية المعمودية كما نؤمن ، فكيف نقبل معموديتها . ونفس الوضع مع الكنائس التى تؤمن بسر المعمودية وفاعليته ، وبسر الكهنوت . ولكنها مغلقة علينا بحروم الآباء . ينبغى أن تزال الحروم أولاً ، ثم نقبل أسرارها الكنسية .
هل هناك مكان ثالث للسجود ؟
سؤال
قال السيد المسيح للمرأة السامرية " إنه تأتى ساعة ، لا فى هذا الجبل ، ولا فى أورشليم تسجدون للآب " (يو4 : 21) فهل تحمل هذه العبارةن نبوءة عن السجود فى مكان ثالث محدد غير هذين ؟ لأنى سمعت هذا من البعض .
جواب
كان اليهود أن السجود يكون فى الهيكل فى أورشليم ، لأن هذا هو المكان المقدس الوحيد الذى يقدمون فيه الذبائح . وما كانوا يؤمنون بأماكن مقدسة أخرى لباقى الشعوب ، ولا لأهل السامرة الذين بينهم وبين اليهود عداوة . أما أهل السامرة فكان لهم جبلهم المقدس . والسيد المسيح حينما قال عبارته للسامرية ، لم يشر مطلقاً إلى مكان ثالث ، ولم يحدد موضعاً آخر ، إنما قصد التعميم . أى أنه لا تختص أورشليم وحدها بالسجود ، ولا السامرة ، إنما يكون الإيمان لكل الشعوب والأمم ، ويكون السجود فى كل مكان مقدس على الأرض ، إنما " الساجدون الحقيقيون لله بالروح والحق " (يو4 : 23) . إنه لم يستبدل شعباً بشعب ، إنما فتح الباب للكل . ولو قصد السيد المسيح مكاناً ثالثاً ، لكان معنى ذلك بقاء فكرة " شعب الله المختار " مع تحوله إلى موضع آخر ، ولا يكون تعميم للدين . وهذا يتناقض مع قوله لتلاميذه القديسين " اذهبوا إلى العالم اجمع ، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " (مر16 :15) . وقوله إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم " (متى 28 :19) وقوله كذلك " وتكونون لى شهوداً فى أورشليم وكل اليهود والسامرة وإلى أقصى الأرض " (أع1 : 8) . إن السيد المسيح لم يلغ أورشليم (القدس) أو يستبدلها بمكان آخر ، فمازالت شعوب العالم اجمع إلى الآن تذهب إلى أورشليم وتسجد هناك … ولكنه يريد الساجدين الحقيقيين ، الذين يسجدون بالروح والحق . وكان هذا هو هدف حديثه مع السامرية ، التى كانت ترى عائقاً أمام إيمانها العداوة التى بين اليهود والسامريين ، واختلاف أماكن السجود ، فكان الحل الذى قدمه لها السيد المسيح هو : ليس المهم فى أين يكون مكان السجود ، إنما المهم هو أن يسجد الإنسان بالروح والحق ، فى أى مكان . لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له . الله روح . والذين يسجدون له ، فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا "(يو4: 23، 24). أين إذن هذا المكان الثالث ؟ لااشارة ، ولا تحديد ، ولا نبوة .
إنما شرح لمعنى السجود الحقيقى وعدم تقيده بمكان …
هل الشيطان أطلق من سجنه واقتراب اليوم الأخير ؟
سؤال
قرأنا فى احدى الجرائد رأياً يقول إن الشيطان اطلق من سجنه سنة 1967م ، وأننا نقترب من اليوم الأخير . فما رأيكم ؟
جواب
ولماذا اختار صاحب هذا الرأى سنة 1967م بالذات ؟ على أى أساس من الكتاب المقدس ؟ وبأى حساب ؟ إن كثيرين من فبل وضعوا تواريخ مثل هذه لنهاية الأيام . ولعل فى مقدمتهم شهود يهوه . فقالوا إن المسيح سيملك سنة 1914م . وجاء الموعد ، ولم يأت المسيح !! والسبتيون أيضاً ، والبلاميس ، وآخرون ، تنبأوا عن نهاية الأيام ، وتحدوا بصورة مذهلة قول الكتاب ، على فم السيد المسيح نفسه ، لرسله القديسين :
" ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه وحده " (أع1 : 7) . " أليس أن الذى يفعل هذا ، إنما يرتئى فوق ما ينبعى … " حسبما قال الرسول (رو12 : 3) . لماذا يقرر البعض أموراً هى فوق مستواهم ، وفوق قدرة إدراكم البشرى ؟! وإنما هى فى سلطان الآب وحده . والآن لنبحث ماذا يحدث عندما يحل الشيطان من سجنه ؟ يقول الكتاب : " ثم متى تمت الألف سنة ، يحل الشيطان من سجنه ، ويخرج ليضل الأمم الذين فى أربع زوايا الأرض " (رؤ20: 7 ، 8) . فهل تمت الألف سنة فى عام 1967؟ وبأى حساب ؟ ثم هل الشيطان فى ال 22سنة منذ ذلك التاريخ قد أمكنه أن يضل الأمم ؟! يقول السيد المسيح " ولو لم تقصر تلك الأيام ، لم يخلص جسد . ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام … لأنه سيقوم مسحاء كذبة ، ويعطون آيات عظيمة وعجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " (متى 24 : 22 – 24) . فهل حدث شئ من هذا ، والشيطان منطلق من سجنه ، يعمل بكل قوته ، وهو يعلم أن له زماناً يسيراً (رؤ20 :3) . إن احتيار عام 1967 كان اختياراً غير موفق … ! على الأقل بالنسبة إلينا فى مصر . ففى عام 1967 بدأ حفر اساسات الكاتدرائية الكبرى ، وافتتحت سنة 1968. وفى 2 ابريل 1968 ظهرت العذراء فى الزيتون ، وحدثت نهضة روحية كبيرة نتيجة لهذا الظهور ومعجزاته . فهل هذا يحدث ، وقد اطلق الشيطان من سجنه ؟! وعلى الصعيد العالمى ، فى أثناء السنوات الماضية – بعد النبوءة المزعومة عن اطلاق الشيطان – حدث أن جورباتشوف بدأ فى سياسة حرية الضمير ، وانتعشت الكنيسة فى روسيا . واتفقت امريكا وروسيا على الصواريخ المتوسطة المدى ، والعالم يفكر الآن فى الغاء الأسلحة الكيميائية والأسلحة المدمرة … فهل هذا يحدث بعد حل الشيطان من سجنه ؟! إن الشيطان حينما كان فى حريته قديماً ، استطاع أن يوقع كل أمم العالم فى عبادة الأصنام ، فانتشرت الوثنية والعبادات البدائية . وبقى اليهود فقط يعبدون الله . وقعواهم أيضاً فى الوثنية … وعندما تأخر موسى على الجبل مع الله ، وعبد بنو اسرائيل العجل الذهبى ، من كان يعبد الله وقتذاك ؟ إثناء فقط هما موسى ويشوع ؟ مخيفة هى الأيام التى يحل فيها الشيطان من سجنه ، ليضل الأمم ولو لم يقصرها الله ، لا يخلص أحد . فهل هى أيامنا هذه التى تمتلئ فيها الكنائس بالمصلين ، ويتناول فى كل كنيسة مئات أو آلاف من التائبين . وعندما يحل الشيطان من سجنه يكثر الأنبياء الكذبة والمسحاء الكذبة ، حسبما قال الرب " ويعطون آيات عظيمة وعجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " (متى 24 : 24) . فأين كل هؤلاء وعجائبهم من أيامنا … ثم أن نهاية الأيام لها علامات كثيرة لم يتم منها شئ : ماذا عن " ضد المسيح " Anti Christ الذى يسميه البعض (المسيح الدجال) الذى وصفه الرسول بأنه " المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو معبوداً ، حتى أنه يجلس فى هيكل الله كإله " (2تس 2 :4) " الذى مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم فى الهالكين " . وماذا عن الارتداد العام الذى يعقب مجئ ضد المسيح وعجائبه ؟ وماذا عن النبوءات حول أخنوخ وإيليا . وماذا عن إيمان اليهود (رو11 : 26) . وماذا عن عبارة " حتى نكمل أزمنة الأمم " (لو21 : 24) ، وعبارة " إلى أن يدخل ملء الأمم " (رو11 : 25) . علامات أخيرة هى إنحلال الطبيعة … يقول الرب " وللوقت بعد ضيق تلك الأيام ، تظلم الشمس ، والقمر لا يعطى ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء ، وقوات السماء تتزعزع " (مت 24) . حقاً إن الأمور اللاهوتية تحتاج إلى تواضع قلب . فلا يجوز أن ندعى المعرفة بكل شئ . فكأن موضوعات – مثل موعد حل الشيطان منسجنه ، ونهاية الأزمنة – أن سئلنا عنها نقول دون أن نخجل " إننا لا نعرف " . ولا ندعى المعرفة ونرتئى فوق ما ينبغى !!
الكتاب يقول إن الشيطان يقيد ألف سنة . ومتى تمت الألف سنة يحل من سجنه . فكيف انتهت الألف سنة بعام 1967 ؟ بأى حساب ؟ سواء الحساب الرمزى أو الحرفى ؟ إنه أمر خطير جداً ، لإنه كلما تخطر لنا فكرة ، نقدمها للناس كتعليم ! " ومن له أذنان للسمع فليسمع " (متى 13 : 9) .
من هم الأدفنتست السبتيون ؟
سؤال
من هم الأدفنتست السبتيون ؟
جواب
الأدفنتست هم بدعة خطيرة تشترك مع شهود يهوه فى كثير من الأخطاء الخطرة ومن أشهر بدعهم :
1 – يؤمنون أن السيد المسيح هو الملاك ميحائيل .
2 – يؤمنون أن السيد المسيح قد ولد بالخطيئة الأصلية .
3 – يلقبون الروح القدس " نائب رئيس جند الرب" .
4 – يؤمنون بأن السبت هو يوم الرب بدلاً من الأحد .
5 – لا يؤمنون بخلود النفس .
6 – يؤمنون بثلاث مجيئات للسيد المسيح .
7 – يؤمنون بالملكوت الأرضى وأن السماء سوف لا تكون للبشر .
8 – يؤمنون بفناء الأشرار لا بعذابهم .
9 – لا يؤمنون بالكهنوت ، ولا بالشفاعة ، ولا بكثير من الأسرار الكنسية .
10 – ولهم بدع أخرى كثيرة سنعرض لها فيما بعد إن شاء الله .
يضاف إلى هذا أن أصلاً بروتستانتياً ، ينكرون فيه التقليد ، وإكرام القديسين ، والشموع والبخور والمذبح ، وكل الطقوس الكنسية ، والقوانين الكنسية ، والمجامع والآباء والكهنوت … أرجو بنعمة الله أن أصدر لكم كتاباً عنهم نرد فيه على بدعهم ، وبخاصة فى الكتب التى أصدرته زعيمتهم (ألن هوايت) …
هل أبطل البخور فى العهد الجديد ؟
سؤال
قال البعض ان البخور كان يستخدم للتخلص من رائحة الدم فى ذبائح العهد القديم . فلما أبطلت الذبائح الدموية فى العهد الجديد ، أبطل البخور تبعاً لذلك . فهل هذا صحيح ؟
جواب
هذا الكلام غير صحيح فتقديم البخور كان عملاً قائماً بذاته ، يمكن أن يقوم به الكاهن بلا ذبائح . فلما ضرب الله بنى اسرائيل بالوبأ ، أمر موسى هرون رئيس الكهنة أن يرفع البخور ، ويقف بين الموتى والأحياء . وبتقديم البخور قبل الله الشفاعة ووقف الوفأ (لو16 :48) . ولم تقدم ذبيحة ، ولم تكن هناك رائحة دم . بل البخور وحده … كذلك كان هناك مذبح قائم بذاته يسمى " مذبح للبخور " (خر30 : 1) . وكان هرون يوقده كل صباح ، وكل عشية ، " بخوراً دائماً أمام الرب " . ولا علاقة له بالذبائح . كان البخور فى حد ذاته يعتبر ذبيحة . لذلك سمى مكان تقديمه " مذبح البخور " . ونقرأ عن زكريا الكاهن عندما بشره الملاك بالحبل بيوحنا المعمدان أنه كان " يكهن فى نونه فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت ، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الله ويبخر " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور " (لو1 : 8 – 11) . كان البخور فى حد ذاته ذبيحة . ولم تكن هناك ذبيحة دموية قصد بالبخور أن يزيل رائحة لدم فيها … ونلاحظ نفس الوضع فى العهد الجديد فى سفر الرؤيا . فهناك ملاك قدم بخوراً كثيراً مع صلوات القديسين … " فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله " (رؤ8 :3 ،4) . ولم تكن هناك ذبائح دموية . أنظر أيضاً بخور الأربعة والعشرين قسيساً (رؤ5 : 8) . كان قائماً بذاته ، لم تكن معه ذبيحة حيوانية ، وظل قائماً فى العهد الجديد . لم يكن البخور مجرد طقس مرتبط بالذبيحة الحيوانية ، يتأثر بها . بل هو عمل روحى ، كصلوات القديسين ، له فاعليته .
الشموع فى الكنيسة
سؤال
لماذا توقد الشموع فى الكنيسة ، مع وجود الكهرباء ؟
جواب
الشموع طبعاً للإضاء . وكانت تستخدم قديماً ، لأنها تعطى ضوءاً خافتاً . وهذا الضوء يوحى بالخشوع والرهبة ، أكثر من الباهرة . ولذلك نجد الكنائس التى تضاء بالشموع فقط ، أكثر رهبة . وهى تستخدم الآن مع وجود الكهرباء ، فى الحالات الخاصة التى نشعر الناس فيها بتركيز معين على النور . فتستخدم مثلاً فى قراءة الإنجيل ، لأننا نستنير به ، إذ يقول الكتاب " سراج لرجلى كلامك ، ونور لسبيلى " (مز119) . ويقول أيضاً " كلمة الرب مضيئة تنير العينين " (مز19) . وتستخدم حينما توضع أمام أيقونات القديسين ، إشارة إلى أن القديس كان نوراً للعالم ، وأيضاً كان كالشمعة يذوب لكى ينير للآخرين . ولأن الشمع ينير بالزيت الذى فيه ، الزيت يرمز إلى الروح القدس ، فإن نور الشموع يوحى بأن القديس لم يكن منيراً بذاته ، إنما بنعمة الروح القدس فيه . ونحن نوقد الشموع أيضاً إشارة إلى وجود الملائكة ، الذين هم أيضاً أنوار و " نار تلتهب" . وهناك شمعدانان يوضعان على على المذبح إشارة إلى الملاكين اللذين ذكرا فى قصة القيامة . ونحن ننير الشموع فى لحظات معينة أثناء القداس الإلهى ، وبخاصة أثناء صلوات تقديس الأسرار ، إشارة إلى وجود الرب نفسه ، الذى هو " النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان آت إلى العالم " . فحلوله حلول النور . والشمامسة حينما يمسكون الشموع فى أيديهم ، إنما يشيرون إلأى أن خدام الكنيسة يحملون النور إلى العالم للهداية ، فهم حملة المشاعل ، كما أنهم هم أيضاً منيرون كملائكة الله فى السماء . والشموع تشير إلى النور عموماً ، إلى حياة البر التى يريدها الله للناس . فقد شبه الكتاب الخير بالنور ، والشر بالظلمة ودعى الأبرار " أبناء النور " والأشرار أبناء الظلمة . وقد قال الرب " سيروا مادام لكم النور ، لئلا يدرككم الظلام " . والشموع فى الكنيسة ، ترمز إلى أنها المكان الذى يوجد فيه النور . والنور أيضاً يشير إلى حالة تجلى الأبرار ، كما حدث لموسى وايليا على جبل طابور ، وكما سنتقوم فى الأبدية بأجساد نورانية . والشمامسة وهم يحملون الشموع خلف الكاهن أو حلوله ، يذكروننا بالخمس عذارى الحكيمات وهن يحملن مصابيحهن ، اشارة للاستعداد . ليتنا نقدم لك ( الشموع ) كموضوع مستقل ، لا كسؤال …
عن يمين الآب
سؤال
ماهى الأدلة على صعود الرب وجلوسه عن يمبن الآب ؟ وأين وردت هذه المعجزة ؟
جواب
وردت هذه المعجزة أولاً فى الإنجيل ، لمعلمنا القديس مرقس :
فقد جاء فى آخره " ثم أن الرب بعد ما كلمهم ، ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله " (مر16 :19) . وورد ذلك فى سفر الأعمال ، فى أكثر من موضع : فبعد لقاء الرب الأخير مع تلاميذه ، وقوله لهم " لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ، وحينئذ تكونون لى شهوداً …" . " لما قال هذا ، ارتفع وهم ينظرون ، وأخذته سحابة عن أعينهم " … ثم قال لهم الملاكان " إن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء ، سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء " (أع1 : 11) . كذلك فى رؤيا القديس اسطفانوس الشماس وقت رجمه " شخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس ، فرأى مجد الله ، ويسوع قائماً عن يمين الله . فقال ها أنا أنظر السموات مفتوحة ، وإبن الإنسان قائماً عن يمين الله " (أع7 : 55 ، 56) . وما أكثر الدلالات فى الرسالة إلى العبرانيين : فقد ورد فى أولها عن السيد المسيح إنه " بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا ، جلس فى يمين العظمة فى الأعالى " (عب1 :3) . وفى حديث القديس بولس عن السيد كرئيس كهنة قال " وأما رأس الكلام ، فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا ، قد جلس فى يمين عرش العظمة فى السموات " (عب8 :1) . وقد وردت نبوة عن هذا فى سفر المزامير . إذ يقول داود النبى بالروح " قال الرب لربى : اجلس عن يمينى ، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك " (مز110 :1) . إن جلوس السيد عن يمين الآب ، حقيقة شرحنا معناها فى الجزء الأول .
التكفير عن الخطايا
سؤال
إذا فعل إنسان خطية ، فهل يمكن أن يكفر عنها بحسنة من الحسنات ، أو بعمل رحمة ؟
جواب
إن الكتاب يقول " أجرة الخطية هى موت " (رو6 :23) . ولا نجاة من حكم الموت ،إلا بموت المسيح عنا ، فهو الكفارة الوحيدة عن خطايانا (رو3: 24، 25) (1يو2 :2) (1يو4 :10) . ولا يستحق هذا الدم وهذه الكفارة إلا المؤمن بهما (يو3: 16). ويشترط أن يكون تائباً ، نائلاً نعمة المعمودية (.أع2 :38) (لو13 :3،5) . ولا يخلص الإنسان بأعماله (بدون إيمان . أياً كانت حسناته وقال الكتاب عن فداء المسيح " ليس بأحد غيره الخلاص " (أع4 :12) . أما عن عمل الرحمة ، فإنه يحنن قلب الله الذى قال : " طوبى للرحماء فإنهم يرحمون " . ولكن عمل الرحمة بدون توبة وبدون لا يمكن أ، يخلص أحداً . ولكن من أجل الرحمة تفتقد النعمة قلب الإنسان وتدعوه إلى التوبة ، فإن تاب يستحق الدم فتغفرله خطاياه .
موعد عمل الميرون
سؤال
عمل الميرون كان أحياناً فى الأسبوع السادس من الصوم وأحياناً فى أسبوع البصخة . فأيهما أفضل ؟
جواب
فى الواقع أن عمل الميرون فى غير أيام البصخة أفضل . ذلك لأن قراءات الميرون ستختلط بقراءات البصخة ، ومواعيده ، كما أن أيام البصخة تفرغ كامل لآلام المسيح ، فكيف ننشغل أثناءها بالميرون ؟ وهى أيضاً أيام حزن ، والميرون عيد يمكن أن يليق به نسك الصوم وليس حزن البصخة . والنظام الأصلى من أيام القديس أثناسيوس لم يكن فى البصخة .
الميرون بين الدير والبطريركية
سؤال
كان صنع الميرون يتم على مدى زمن طويل فى الدير ثم نقل عمل ذلك إلى البطريركية ، واستقر فيها ، فلماذا ؟ ولماذا عاد هذه المرة إلى الدير .
جواب
كان عمل الميرون فى الدير مناسباً جداً ، لقدسية المكان من جهة ، ولأنه بعيد عن ضوضاء العاصمة وضجيجها من ناحية أخرى . فلماذا إذن نقل إلى البطريركية بالقاهرة ؟ حدث ذلك لسبب غير كنسى ، وإنما بسبب المواصلات .كانت الأديرة يصل إليها بالجمال (بالإبل) ، لأنه لم يكن هناك طريق صحراوى مسفلت كما هو الآن تمر عليه العربات بسهولة وتصل إلى الدير بسرعة كأيامنا . إنما الطريق فى رمل الصحراء بالجمل ، شاق ويستغرق زمناً طويلاً ، فكم يكون شعور راكبه وعلى الجمل جمدانات زجاجية محملة بالميرون المقدس وبالغاليلاون ، تهتز باهتزاز الجمل فى سيره ، وعرضه للكسر والانسكاب ، على مدى رحلة تستغرق زمناً طويلاً ؟! وقد حدث فعلاً فى إحدى المرات أن انكسرت جمدانة (إناء زجاجى كبير) من هذه الجمدانات ، ولحسن الحظ كانت من الغاليلاون وليس من الميرون ، فحزن البابا جداً ، وقرر عمل الميرون فى القاهرة ، واستمر الأمر هكذا من البابا ال89 حتى الآن ، حيث تغيرت الظروف ، واصبحت أسباب المواصلات التى دعت إلى هذا التغيير لا وجود لها ، ولا خطر من كسر أوانى زجاجية أو إنسكابها ، بل هناك أوانى غير زجاجية لتعبئة الميرون (بلاستيك مثلاً) . لذلك عاد عمل الميرون إلى الدير كما كان …
ماهو الغاليلاون؟
سؤال
سمعنا أنه فى يوم الخميس 16/4/71 تم تقديس زيت الميرون والغاليلاون . فما هو الغاليلاون ؟ وما هو استعماله ؟ وكيف يتكون ؟ وما معنى تقديسه ؟
جواب
كلمة غاليلاون من كلمتين يونانيتين مدمجتين معاً ، ومعناها زيت البهجة أو زيت الفرح أو زيت التهليل .
وهو الزيت الذى يدهن به الإنسان قبل عماده ، فى طقس جحد الشيطان ، ووظيفته أن يمنع عن المدهون به الأرواح المضلة به الأرواح المضلة والتى تحاول عرقلة الإيمان أو تغرس فى المعمد " إن كان كبيراً " أفكار التجديف …. إلخ
ويقول الكاهن حينما يدهن الطفل بزيت الغاليلاون :
" أدهنك بزيت الفرح … لتغرس فى شجرة الزيتون الحلوة من قبل عمادك " . وقديماً كانت الكنيسة تدهن به الموعوظين المقبلين إلى الإيمان ، الذين تعدهم للاستنارة واقتبال سر المعمودية . ولذلك كان يسمى زيت مسحة ووعظ . 0أما تركيب الغاليلاون ، فهو يتركب من ثلاثة أشياء :
( أ ) زيت الزيتون النقى .
( ب ) اتفال الطبخات الأربع لزيت الزيتون المقدس ، وتشمل فى طبخاتنا الحالية 23 مادة من مواد الميرون المقدس .
( ج ) خميرة الغاليلاون القديمة التى توضع على طبخة الغاليلاون بغلى أتفال الميرونمع زيت الزيتون . ويصلى على الغاليلاون صلاة خاصة بتقديسه ، تتلى عليه بعد الصلاة على الميرون ، ويشترك فيها مع قداسة البابا الآباء الأساقفة . ثم يرشم قداسة البابا الغاليلاون ، كما سبق له رشم الميرون المقدس . وقديماً كان يمسح بهذا الزيت ، زيت الفرح ، الملوك والكهنة . لأن المسحة القديمة التى أمر الرب بها موسى النبى ، كانت تتكون من بعض مواد الميرون كما ورد فى (خر30) وطبعاً يختلف عنها الميرون فى أنه اضيفت إليه الأطياب والحنوط التى كانت على جسد المسيح . وهذه لم تكن موجودة فى العهد القديم طبعاً ، وفى هذه يختلف الميرون عن الغاليلاون …
أين يوضع قربان الحمل ؟
سؤال
بعض الكنائس تضع الطبق الذى يحوى قربانات الحمل ، داخل الهيكل ، على رف أو كرسى ، وأحياناً يضعونه على المذبح بعد القداس إلى الإنتهاء من صلاة البركة ؟ فهل هذا جائز ؟
جواب
لايجوز أن تدخل إلى الهيكل ، سوى خبزة واحدة ، قربانة واحدة ، هى التى يصلى الكاهن القداس عليها لتقديسها وتحويلها ويتناول المؤمنون منها … اما دخول قربانة آخرى إلى الهيكل ، فهو خطأ واضح . وبالأحرى يكون الخطأ أكبر ، إن وضع طبق قربان الحمل على المذبح . وقد حددت قوانين الكنيسة ما يمكن وضعه على المذبح ، إذ ليس هو مائدة عادية ! طبق قربان الحمل يوضع خارج الهيكل ، فى مكان متفق عليه . وقد تمت الرشومات عليه خارج الهيكل أيضاً ، واختيرت منه قربانة للتقديس خارج الهيكل ، قبل تقديم الحمل .
متى يوزع القربان العادى ؟
سؤال
القربان العادى ، الذى نأخذه من القرابنى ، البعض يأخذه وهو داخل الكنيسة ، فهل هذا جائز، أم نأخذه فقط عند الإنصراف من الكنيسة بعد نهاية القداس ؟
جواب
الأمر السليم هو أخذ هذا القربان عند الانصراف من الكنيسة بعد نهاية القداس ، وبعد سماع البركة وأخذ التسريح . فالأصل أن الناس يحضرون إلى الكنيسة صائمين ، ويحضرون القداس صائمين ، وفى انصرافهم تعطيهم الكنيسة خبرة بركة . وكانت الكنائس قديماً تقيم حفل أغابى ( محبة ) يتناول فيه الشعب إفطارهم معاً بعد خروجهم من الكنيسة ، وكانت له قاعة خاصة ، وكان أثرياء المؤمنين يتناوبون فى إعداده باسم الكنيسة . ولما انقرضت هذه العادة تقريباً ، إلا فى مناسبات قليلة ، أكتفى بالقربانة يأخذها المؤمن عند انصرافه ، ويكون الجميع بذلك قد أكلوا من طعام واحد هو القربان . أما توزيع القربان عند دخول الكنيسة ، فلا معنى له ولا هدف من الناحية الرعوية ، كما أنه يعطى بعض الأطفال فرصة يأكلون فيها من هذا القربان أثناء القداس ، ما يعوقهم عن التناول … !
الشماس وتوزيع لقمة البركة
سؤال
هل يجوز للشماس أن يقطع ويوزع لقمة البركة على الشعب فى الكنيسة كما يحدث فى كنيستنا ، فى .. ؟ وهل يجوز أن يحدث هذا أثناء توزيع الكاهن للأسرار المقدسة ، انقاذاً للوقت ، حتى ينصرف الشعب بسرعة ؟
جواب
المفروض أن الكاهن هو الذى يوزع لقمة البركة ( الأولوجية ) على الشعب ، فى انصرافهم من الكنيسة ، بعد نهاية القداس وتلاوة البركة على الشعب . وحينما يأخذ المؤمنون هذه الأولوجية من اليد التى كانت تحمل جسد المسيح منذ دقائق ، يكون لهذ الأمر وقع أفضل فى قلوبهم ، شاعرين أن البركة من يد الأب ، من يد كاهن الله … وأيضاً فى توزيع الكاهن للبركة فرصة له يعرف بها من حضر إلى الكنيسة ، ومن غاب ، فيسأل عنه ويسعى إلى افتقاده . وأحياناً تكون فرصة يقول بعض ألفاظ لشعبه ، أو يقولون له . إنها صلة على أية الحالات لها نفعها … فرصة قد يقول فيها لأحدهم عبارة تهنئة ، ولآخر عبارة تعزية ، ولآخر عبارة تشجيع أو عبارة دعاء … وقد يطلب فيها البعض موعداً أو صلاة لأمر ما ، أو يعد فيها آخر بزيارة قريبة … وهى فرصة أيضاً يأخذ فيها الشعب بركة أبيهم الكاهن ، ويسلمون عليه قبل انصرافهم من الكنيسة … أما الشماس فهو واحد منهم … وعموماً يندر أن يوجد حالياً أحد فى درجة شماس كامل ( دياكون ) ، متفرغ للخدمة ، ويلبس ملابس الاكليروس . غالبيتهم فى درجة أغنسطس أو ايبدياكون ، لا أكثر . أما توزيع لقمة البركة ، أثناء توزيع الأسرار المقدسة ، فهذا أمر غير لائق بتاتاً … وهو انشغال عن تلك السرائر الإلهية بشئ آخر ، ولا يليق فى تلك اللحظات سوى التسبيح . وعبارة ( إنقاذاً للوقت ) تعليل غير مقبول ، فالوضع الروحى أولاً ، وله الأهمية . أما الوقت فيمكن التحكم فيه بطرق أخرى . ولا يجوز أن نخطئ روحياً بحجة الوقت … ! كمن ينصرف من الكنيسة قبل البركة والتسريح ، بحجة الوقت ..! أو من يخرج من الكنيسة أثناء القداس ، وفى لحظات مقدسة ، بحجة الوقت !!
الشمامسة والتناول
سؤال
هل يجوز أن شماساً يلبس التونية ، يحضر القدس ولا يتناول بحجة أنه يخدم خارج الهيكل ؟ وهل يجوز أن معلم ( مرتل ) الكنيسة يخدم ولا يتناول ؟
جواب إن كان شماس لا يتناول ، فمن المفروض أنه لا يلبس التونية ، لأن التونية هى الرداء الخاص بخدمة المذبح . ولا يجوز أن شماساً يخدم المذبح ولايتناول … ولا يوجد فى طقس الكنيسة تفريق – من جهة التناول – بين شماس يخدم داخل المذبح ، أو شماس يخدم خارج المذبح … كلهم شمامسة ، المفروض أن يكونوا مستعدين للتناول ، وإلا يكونون قدوة سيئة للشعب . لأن عدم الاستعداد للتناول ، سببه إما الافطار وإما عدم التوبة أو الاستعداد الروحى . وكل هذا يمنع الخدمة . والذى يمنع التناول يمنع الخدمة أيضاً … بل المفروض أن الشعب كله يحضر إلى الكنيسة ، وهو صائم ، وأيضاً مستعد روحياً ، لأنه كما قال الرتل فى المزمور " ببيتك تليق القدسة يارب
" . ( مز92 ) . قديماً كان كل الذين يحضرون ( قداس القديسين ) يتناولون … فكم بالأولى الشمامسة ، وكم بالأولى الذين يلبسون التونية !! أما حضور الشماس لمجرد لأن يرتل الألحان ويمضى !! فهو أمر غير جائز قانونياً . وإن كان لا يريد التناول ، أو غير مستعد لذلك ، فمن واجب الكاهن أن لا يرشم له التونية .
هل يمكن للشماس أن يناول الكأس ؟
سؤال
وصلنا هذا السؤال من : " ق . ب غ " بأمريكا …
" إذا كان عدد المتناولين كبيراً ، فهل يمكن للشماس أن يساعد الكاهن بأن يناول الكأس " ؟
جواب
إذا وجد كاهن آحر فى الكنيسة ، فهو الذى يقول بالمناولة … ولا يجوز للشماس حينئذ أن يناول الكأس ، إذ ليست هناك ضرورة ملزمة . أما إذا كان الكاهن وحده ، فهناك شرط جوهرى يجب توافره فى الشماس الذى يسمح له بذلك ، فى حالة عدم قدرة الكاهن الخديم على مناولة الكل … والشرط هو : أن يكون الشماس فى درجة دياكون على الأقل … ويكون – بحكم الرتبة – متفرغاً للخدمة الكنسية ، وله زى الإكليروس . فلا تكون له وظيفة دنيوية ، ولا يكون خارج الكنيسة مرتدياً لباس العلمانيين … ويكون معروفاً لدى الشعب أنه مكرس للخدمة الدينية ، حسبما تقول القوانين الكنيسة " أيما أسقف أو قس أو شماس اشتغل بعمل من أعمال الدنيا ، فليقطع " . مثل هذا الدياكون المكرس ، إذا ناول الكأس – فى حالة عدم وجود كاهن شريك – فإنه لا يعثر الشعب . أما لغير أصحاب درجة دياكون ، فلا يجوز . لأن خدمة المذبح ، ومناولة الأسرار المقدسة ، ليست لكل أحد وبل لخدام المذبح المتفرغين لخدمته ، كل حسب رتبته . مثل هذا الدياكون المكرس ، إذا ناول الكأس – فى حالة عدم وجود كاهن شريك – فإنه لا يعثر الشعب . أما لغير أصحاب درجة دياكون ، فلا يجوز . لأن خدمة المذبح ، ومناولة الأسرار المقدسة ، ليست لكل أحد وبل لخدام المذبح المتفرغين لخدمته ، كل حسب رتبته .
زفة للشماس المتنيح
سؤال
هل كل شماس يتوفى ، يمكن أن يزف فى الكنيسة بعد الصلاة عليه ، إذ قد وضعت عليه اليد ؟
جواب
المعروف أن الآباء الكهنة يزفون بالألحان حول المذبح الذى خدموه وكرسوا حياتهم له . أما من جهة الشمامسة ، فإن كان هناك شماس كامل ، مكرس للخدمة ، لا عمل له سوى كونه شماساً ، وقد وضعت عليه اليد ، وأصبح يلبس ملابس الاكليروس ، فهذا إن زف جثمانه فى الكنيسة ، يكون أمراً مناسباً ، على اعتبار أنه تكرس لخدمتها . أما باقى رتب الشماسية من الأناغنوستيس إلى الإيبذياكون ، فهؤلاء لا توضع عليهم اليد . وليسوا متفرغين لخدمة المذبح .
الوعظ فى وقت التناول
سؤال
هل يجوز أن تلقى عظة فى وقت التوزيع ، أثناء تناول المؤمنين من السرائر المقدسة ؟
جواب
هذا الأمر غير جائز ، لأن فى ذلك عدم احترام لهذه اللحظات المقدسة ، وانشغال عن الأسرار … وقت التناول يليق به التسبيح والترنيم والألحان … إذا تقف الكنيسة لتسبيح الله على نعمته التى أغدقها ، بسماحه أن نتناول من جسده ودمه الأقدسين … أما أن ننشغل عن كلمة الله بكلام الناس فهذا غير جائز وغير لائق ، لأننا نكون قد تناسينا السر العظيم الموجود على المذبح ، وأعطينا فكرنا وحواسنا لموضوع العظة .. ولاننسى أن الناس يسمعون العظة عادة وهم جلوس ، بينما وقت التناول لا يليق به الجلوس …
أحد الرفاع والزواج
سؤال
هل يجوز الزواج فى أحد الرفاع ؟
جواب
لقد أصدرت البطريركية أمرها منذ سنوات إلى جميع الكنائس بمنع الزيجات يوم أحد الرفاع ؟ والسبب فى هذا هو توقع كسر الصوم … لأنه من غير المتوقع أن يكون الزوجان صائمين فى صباح يوم زواجهما ، سواء من جهة الطعام أو من جهة امتناعهما عن المعاشرة الزوجية 55 يوم بعد الزراج مباشرة [ وهى فترة الصوم الكبير ] . والكتاب يقول " لا يستطيع بنو العرس أن يصوموا مادام العريس معهم " . فكإننا إن صرحنا لهم بالزواج يوم أحد الرفاع ، نكون قد صرحنا لهم ضمناً بكسر الصوم ، وهذا غير جائز . ونفس الوضع ينطبق على رفاع أى صوم ، حيث وجوب منع الزواج يوم الرفاع …
لماذا لا تدخل المرأة إلى الهيكل
سؤال
لماذا لا يصرح للمرأة بالدخول إلى الهيكل ؟ ما الفرق بينها وبين الرجل فى هذا الأمر ؟
جواب
الصل هو أن دخول الهيكل لخدام المذبح فقط ، ونعنى بهم رجال الكهنوت ومعهم الشمامسة ، وليس لأحد آخر . والذين ليسوا من الكهنة والشمامسة ، لا يدخلون إلى مذبح ، سواء فى ذلك الرجال أو النساء ، بلا فارق . ولذلك نرى أنه كانت فى الكنائس القديمة طاقة فى حجاب الهيكل ، يتناول منها المؤمنون السرائر المقدسة ، وهم وقوف خارج الهيكل … ولهذا فإن الهيكل يرتفع ثلاث درجات عن أرضية الكنيسة رمزاً لدرجات الكهنوت الثلاثة التى يصل بها خدام المذبح إلى هذا الهيكل . ولما كانت المرأة ليست من الكهنوت ، لذلك لا تدخل الهيكل .
إذا ليس هناك تفريق بين الرجل والمرأة ، إنما هناك نظام واحد ينطبق على كليهما فى الدخول إلى الهيكل . ولعل البعض يسأل : هناك رجال ليسوا شمامسة ، ومع ذلك يدخلون إلى الهيكل ويتناولون … فما السبب ؟ فى الواقع كان يسمح فقط للملك الأرثوذكسى الممسوح بالمسحة المقدسة ، على اعتبار أنه مسيح الرب هو … أما باقى الذين يدخلون ، فلعل لهم سبب آخر ، هو : كثير من الرجال كانوا يرسمون فى إحدى درجات الشماسية ، وإن كانوا لا يلبسون ملابس الشمامسية ، ويدخلون الهيكل تشبهاً بهؤلاء ، وهذا خطأ تحاول الكنيسة أن تعالجه ، بأن تمنع الكل من دخول الهيكل ، حتى المرسومين أغنسطسيين ، ولكنهم لا يخدمون فى نفس يوم تناولهم … على أن هناك خطأ آخر نلاحظة ، اقتضته ضرورة الظروف المهنية ، كأن يدخل الهيكل بعض من رجال البناء والهنسة والفن ، ولكن ليس فى وقت الخدمة . كما يدخل الهيكل بعض المصورين أو رجال الإذاعة والتلفزيون
حول المرأة الطامث
سؤال
هل يجوز للمرأة الطامث أن تتناول ؟ وإن كان لا ، فلماذا ؟ بينما هذا شئ طبيعى لا ذنب لها فيه ؟! وإن جلست فى بيتها ، فهل يجوز لها الصلاة وقراءة الكتاب وباقى ألوان العبادة الخاصة ؟
جواب
فى البيت يجوز لها أن تعبد الله كما تشاء ، أما أن تتناول فى الكنيسة أو خارجها ، فهذا غير جائز إطلاقاً … لا يجوز لإنسان أن يتناول ، إن كان يفيض دم من جسده ، سواء ذلك فى الرجل أو المرأة ، وكذلك أى فيض من الناحية الجنسية . وهذا واضح فى الكتاب … وكثيرة هى النصوص الكتابية وكثيرة هى قوانين الكنيسة ، التى تثبت هذا الأمر ، الذى أصبح بديهياً فى عقول الناس … ولعل البعض يسأل : ولكن الرجال لا يعاملون هكذا ، فإنهم إن احتلموا ، أو نزل فيض من جسدهم ، يدخلون الكنيسة ، ولا يمنعهم أحد ، ولا تمنعهم القوانين ، فلماذا المرأة إذن ؟ والجواب هو أنه أقصى ما يسمح للرجل أن يدخل الكنيسة بعد أن يتطهر جسدياً ، ولكن لا يسمح له بالتناول … على أن هناك فارقاً أساسياً بين الرجل والمرأة فى فيض الجسد ، وهو أن الأمر طارئ وقتى بالنسبة للرجل ، ولكنه مستمر لأيام بالنسبة إلى المرأة . وهنا تبدو المساواة : إن كان عند الرجل مستمر ، يمنع هو أيضاً من دخول الكنيسة ، تماماً . يبقى السؤال : ماذنب المرأة ، وهذا شئ طبيعى ؟ لا ذنب . ولكن الله يريد أن يذكرنا دائماً بالخطية الأولى . فإن تذكرنا الخطية الأولى . نحس قيمة الفداء المدفوع عنا . الخطية أجرتها الموت . ومع أن المسيح مات عنا ، إلا أنه ترك علامة للذكرى ، سواء للرجل " بعرق جبينه يأكل خبزاً " أو للمرأة " بالوجع تحبلين وتلدين " ( تك ) . فى حالة الحبل ، تنقطع عادة المرأة ، وتتذكر الخطية الأولى عن طريق أوجاع الحمل ، ثم الولادة ثم النفاس … وفى غير فترة الحمل تتذكر خطيئتها بالطمث وما يتبعه عن امتناع جميع المقدسات ، وليس فقط التناول والكنيسة … أما الرجل فيتذكر الخطية الأولى بالتعب من أجل رزقة كل أيام حياته . والذكرى هى الهدف ، والوسيلة تختلف … ليت هذا الأمر يقودنا إلى المنفعة الروحية ، لا إلى التذمر .
لماذا نطوب العذراء ؟
سؤال
لماذا نطوب السيدة العذراء ؟ هل بسبب بتوليتها ؟ أم بسبب إيمانها ؟ قرأت لأحد البلاميس إنه لا يجوز لنا أن نطوب العذراء كأم أو كبتول ! وأن الأمومة الجسدية ليست هى الأمومة التى يكرمها الرب ! وأن الله لا يفهم وزناً روحياً للعلاقات العائلية الطبيعية أو القرابة الجسدية وأن تطويبها هو بسبب إيمانها فقط . فما هو المفهوم الأرثوذكسى لكل هذه الأمور ؟
جواب
نحن نطوب العذراء على كل هذه الأمور : على أمومتها للرب ، وبتوليتها ، وإيمانها ، وحياتها المقدسة . كل ذلك معاً ، وبخاصة كونها والدة الإله ، لأنها تميزت بهذا على كل نساء العالم … وكما نقول لها فى اللحن " نساء كثيرات نلن كرامات . ولم تنل مثلك واحدة منهن " ( أم31 ك 29) . حقاً إن القديسة أليصابات قالت لها " فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب " (لو1 : 45) . ولكن هذا الذى آمنت أنه سيتم ، هو أنها ستصبح والدة الإله . كما أن أليصابات لم تحضر تطويبها فى هذا الإيمان ، بل قالت أيضاً قبله " من أين لى أن تأتى أم ربى إلى " ( لو1 : 43) . وقالت أيضاً فى تطويبها " مباركة أنت فى النساء ، ومباركة هى ثمرة بطنك " ( لو1 : 43) . وكل هذا تركيز على كونها والدة الإله . ولا يجوز أن نأخذ عبارة واحدة من نطويب القديسة أليصابات للقديسة مريم ، ونترك باقى الآيات التى تعطى صورة كاملة عن " الحق الكتابى " … ونريد أن نقول إن كون القديسة مريم بتولاً ، ووالدة الإله ، إنما هاتن صفتان ترتبطان بقضية الخلاص ذاتها . .فما كان ممكناً أن يتم الخلاص بدون التجسد ، والتجسد معناه أن يولد الرب من إمرأة . من إنسانة بنفس طبيعتنا ، وبهذا يمكنه أن ينوب عن البشر . ولهذا كان السيد المسيح يصر على تلقيب نفسه (إبن الإنسان ) ، لأنه بهذه الصفة ، خلص البشرية ، ولم يصر إبناً للإنسان ، إلاببنوته من مريم . ولهذا فإن لقب ( والدة الإله ) الخاص بمريم العذراء ، هو لقب يتعلق بالفداء ، أو الخلاص ، الذى يتم بدون التجسد. وهل بتولية العذراء لها أيضاً علاقة بموضع الخلاص ؟ طبعاً ، بتولية العذراء لها علاقة بموضوع الخلاص . لأن المسيح ما كان ممكناص أن يولد نتيجة زرع بشر طبيعى من رجل لإمرأة ، ويصير إنساناً عادياً !! بل كان لابد أن يولد من عذراء ، بطريقة غير طبيعية ، بالروح القدس ، له أب واحد هو الله وهكذا لا يولد بالخطية الأصلية ، وإذ يكون هكذا قدوساً ، يمكن أن يفدى الخطاة . لماذا إذن لا نطوب العذراء على أنها بتول ووالدة الإله ، وبخاصة لأن هذين الأمرين لازمان لخلاصنا ؟ وأية منفعة تراه يحصل عليها إنسان ، أياً كان مذهبه المسيحى ، من عدم تطويب العذراء على كونها والدة الإله ، وعلى بتولاً ؟! وقد طوب القديس بولس البتولية وقال إنها أفضل (1مو7) . ثم إن العذراء حينما قالت " هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى " لم تقصد أن إيمانها هو سبب التطويب ، بل قالت " لأن القدير صنع بى عظائم واسمه قدوس " (لو1 :48، 49) . وطبعاً هذه العظائم ، هى إمكانية أن تلد وهى بتول ، وأن تلد الرب نفسه … أية عظائم أكثر من هذه ..؟ إن الإيمان يمكن أن يوجد عند أية إمرأة . ولكن ليست كل إمرأة يمكنها أن تلد وهى بتول ، وتلد الرب نفسه ! ولذلك فإن قصر تطويب العذراء على الإيمان فقط ، هو جعلها كباقى النساء ، دون تمييز ، وهذا اتجاه بروتستانتى معروف . أما كون الله لا يقم وزناً روحياً للعلاقات العائلية الطبيعية أو القرابة الجسدية ، فليس هذا تعليماً كتابياً سليماً . يكفى أن الله جعل اكرام الوالدين فى أول وصايا اللوح الثانى الخاص بالعلاقات مع الناس (تث5 : 16) . وقد شدد بولس الرسول على وصية (اكرم أباك وأمك) ، وقال إنها " أول وصية بوعد " (أف 6 :2) . وفى العهد القديم كان القتل عقوبة من سب أباه أو أمه (متى15 :4) . وفى العهد الجديد يقول الكتاب " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ، ولاسيما أهل بيته ، فقد أنكر الإيمان ، وهو شر من غير المؤمن " (1تى5 : 8) . والسيد المسيح قد وبخ الكتبة والفريسيين على تعليمهم بعدم إكرام الوالدين بحجة "قربان" (مت 15 :6) . ولعل من اهتمام السيد المسيح بأمه ، أنه خصها على الصليب بكلمتين من كلماته السبع ، واهتم برعايتها . وأمثلة الاهتمام بالعلاقات العائلية ، لاتدخل تحت حصر … إن القول بأن الله لا يقيم وزناً روحياً للعلاقات العائلية الطبيعية والقرابة الجسدية ، فيه تحطيم للأسرة وللمجتمع ، ولا يتفق مع تعليم الكتاب ، سواء فى العهد القديم أو العهد الجديد ، والذى لا يكرم أباه وأمه ، لا يمكن أن يكرم أحداً فى الوجود ! ويكون إبناً عاقاً . وفى ناموس موسى كانوا يرجمونه . وفى العهد الجديد هو شر من غير المؤمن . وبعد ، إن المسيح اكرم العذراء كأم ، وأكرمها أيضاً كإنسانة روحية ، وهو اختار أقدس إنسانة لتكون له أماً …
حول كرامة جسد العذراء
سؤال
قال أحد الأخوة البلاميس إن جسد العذراء مريم لا يتميز عن جسد أى مؤمن آخر . فجسدها الترابى يجب أن يخضع للفساد والتحليل . وهو بهذا ينكر صعود جسدها . فما رأيكم ؟
جواب
إن جسد العذراء يتميز عن أى جسد بشرى بكرامة خاصة ، لأنه الجسد الذى حل فيه رب المجد تسعة أشهر ، وقدسه الروح القدس بحلوله فيه (لو1 : 35) كما وضع السيد منه . فهل يترك الله هذا الجسد للفساد والتحليل ، ليأكله الدود والعفن ، دون إكرام ، وهو الذى أكرم أجساد كثير من القديسين ؟! وهذا الجسد الذى كان أكثر أجساد البشر طهارة ، ألا ينال من الرب إكراماً خاصاً بعد الموت . إن الذين لا يكرمون العذراء ، كما لا يكرمون باقى القديسين ، إنما يتجاهلون قول الرب لقديسيه ، من يكرمكم يكرمنى . إن جسد العذراء سوف لا يكرم فقط بعد القيامة فتلبس جسداً ممجداً ، بل إن جسدها أكرمه الرب بعد وفاتها ، وهو الذى أكرم جسد موسى قبل القيامة وأظهره على جبل التجلى .. وموضوع صعود جسد العذراء هو موضوع سجله التاريخ ، ولا يمكن إنكار التاريخ ، الذى لسنا وحدنا الذى نسجله ، بل هو تاريخ عند كنائس كثيرة . إن الذين يهاجمون العذراء ، لا يستفيدون شيئاً ، ويخسرون بركة .
هل العذراء باب الحياة ؟
سؤال
قرأت لأحد البلاميس هجوماً شديداً صعبة ، على تسمية العذراء فى الأجبية (باب الحياة ) ، (باب السماء) … على اعتبار أن السيد المسيح هو الباب الوحيد ، وقد لقب نفسه بباب الخراف (يو10: 9 ، 10) . فما هو الرد عليه ؟
جواب
إن السيد المسيح (باب) بمعنى ، والعذراء (باب) بمعنى آخر …
وقد منحنا السيد المسيح كثيراً من ألقابه ، مع اختلاف المعنى . فقال أنتم نور العالم ، وقال أنا نور العالم . ولكنه نور بمعناه المطلق ، ونحن نور نستمد نورنا منه . كذلك كون العذراء باباً ، لايمنع اطلاقاً أن المسيح هو باب الخراف . قد أطلق لقب (باب) على الكنيسة ، وعلى الصلاة ، وعلى الإيمان ، وعلى الكرازة ، وعلى كل الوسائط الروحية … ولم يكن فى هذا كله أى مساس بالسيد المسيح وعمله الخلاصى . وهذه الألقاب كما سنرى ، مذكورة فى الكتاب المقدس ، توافق الحق الكتابى الذى يدافعون عنه … أول كنيسة دشنت فى العالم ، لقبت بباب السماء … قال يعقوب أبو الآباء عن المكان الذى رأى فيه سليمان واصلاً بين السماء والأرض ، ما هذا إلا بيت الله ، وهذا باب السماء " (تك28 :17) وسمى المكان " بيت إيل " أى " بيت الله " . فهل كون الكنيسة باب السماء ، يمنع أن يكون المسيح هو الباب ؟! الكنيسة باب يوصل إلى المسيح ، والمسيح باب يوصل إلى الخلاص أو إلى الآب . اللقب موجود ، والمعنى مختلف . هكذا العذراء أيضاً ، هى الباب الذى أوصل المسيح إلينا بالجسد ، وقد دعيت باباً فى سفر حزقيال " (44 : 3) . بابا فى المشرق يكون مغلقاً " لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً " … والصلاة أيضاً دعيت باباً للسماء ، فالسماء ، تنفتح بالصلاة . والعذراء ليست مجرد بابا للسماء ، بل هى ذاته سماء . فالسماء هى مسكن الله . والعذراء صارت مسكناً لله حينما سكن فى أحشائها تسع7ة أشهر ، فصارت سماء له . ولهذا تسميها الكنيسة ( السماء الثانية ) . ولأن الكنيسة صارت بيتاً لله ، لذلك تشبه هى أيضاً بالسماء . وهكذا نقول فى صلواتنا " إذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس ( أى فى الكنيسة ) نحسب كأننا واقفون فى السماء " … وقد ذكر الكتاب أن هناك أبواباً توصل إلى السماء ، فورد فى سفر الرؤيا " طوبى للذين يصنعون وصاياه ، لكى يكون سلطانهم على شجرة الحياة ، ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة " (رؤ22 : 14) … فهل وجود (أبواب) يمنع أن المسيح هو الباب ؟! إن كل الرسائط الروحية أبواب ، ولكنها توصل إلى المسيح ، الذى هو الباب الوحيد الموصل إلى الخلاص بدمه . وقد تحدث الرب عن هذا الأمر فقال " ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدى إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه " ( متى 7 : 14) . وطبعاً يكن يتحدث عن نفسه أنه " ضيق ، وكرب " ! فهل حديث ربنا عن الباب الضيق ، يمنع أنه (الباب) ؟! إن الحرف يقتل ( 2كو3 :6) بينما الروح يحيى . وينبغى أن نفهم كلام الرب وصلوات الكنيسة بطريقة روحية غير حرفية ، قارنين الروحيات بالروحيات ( 1كو2 : 13) . الصلاة باب يوصل إلى الله ، والإيمان باب يوصل إليه . لما حضر شاول وبرنابا إلى أنطاكية ، وجمعا الكنيسة " أخبرا بكل ما صنع الله معهما ، وأنه فتح للأمم باب الإيمان " (أع14 : 27) . باب الإيمان هذا كان هو وسيلتهم للخلاص ، لأنه لأنه أوصلهم إلى السيد المسيح . والكرازة أيضاً باب يوصل إلى الخلاص ، لأنه يوصل إلى الإيمان ، والإيمان يوصل إلى المسيح . وربما كان هذا الباب هو الذى قصده الرب حينما قال لملاك كنيسة فيلادلفيا " .. أنا عارف أعمالك . هأنذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً ، ولا يستطيع أحد أن يغلقه " (رؤ3 : 8) . إن كانت الصلاة باباً ، والإيمان باباً ، والكرازة باباً ، والكنيسة باباً ، والعذراء باباً ، كلها توصل إلى المسيح ، إذن طوبى للذين يدخلون من الأبواب إلى مدينة السماء " (رؤ22 :14) . العذراء باب خرج منه المسيح ليخلص العالم . ومن هو المسيح ؟
1 – المسيح هو الحياة ، كما قال عن نفسه " أنا هو القيامة والحياة " (يو11 : 25) ، " أنا هو الطريق والحق والحياة " (يو14 :6) . إذن تكون العذراء هى باب الحياة ، لأنها الباب الذى منه خرج المسيح الذى هو الحياة .
2 – والمسيح كما أنه المخلص ، هو أيضاً " قد صار لنا خلاصاً " (مز118) ، ونحن نصلى بهذا المزمور ونقول " قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لى خلاصاً . فإن كان المسيح خلاصاً للعالم ، فلا غرابة من أن نسمى الباب الذى خرج منه المسيح ، أى العذراء باب الخلاص …
انت الكرمة الحقانية
سؤال
السيد المسيح يقول " أنا الكرمة الحقيقية " (يوحنا 15 :1) فكيف نقول نحن عن السيدة العذراء وفى صلوات الأجبية " أنت هى الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة ؟ هل نطلق على العذراء نفس اللقب الذى أطلق على السيد المسيح ؟
جواب
السيد المسيح يقول " أنا الكرمة الحقيقية " بمعنى معين . والذراء تسمى "الكرمة الحقانية " بمعنى آخر . ويمكن أن يطلق لقب (الكرمة ) على الكنيسة ، وعلى الشعب ، وعلى النفس البشرية ، كما هو واضح من الكتاب المقدس نفسه . فقد أطلق الكتاب لقب (الكرمة) على الكنيسة . فقيل فى المزمور " يا إله الجنود ، ارجع من السماء . تعهد هذه الكرمة والغرس الذى غرسته يمينك " (مز80 :14) . ونحن نستخدم هذا المزمور فى ألحان الكنيسة . والرب نفسه أطلق لقب (الكرمة) على الكنيسة : وذلك فى قوله "فى ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهاة . أنا الرب حارسها أسقيها كل لحظة " (أش27 :2) . وقال أيضاً " والآن ياسكان أورشليم ، احكموا بينى وبين كرمى . ماذا يصنع أيضاً لكرمى وأنا لم أصنعه؟ لماذا إذ أنتظرت أن يصنع عنباً ، صنع عنباً ردياً ؟ " (أش5 :3 ،4) . نرى إذن أن الرب قد أطلق هذا اللقب (الكرمة ) ، حتى على شعبه الخاطئ ، الذى صنع عنباً ردياً . وفى هذا نراه يقول عن ( اسرائيل ) " أمك ككرمة مثلك ، غرست على المياه . كانت مثمرة ومفرخة من كثرة المياه . لكنها اقتلعت بغيظ ، وطرحت على الأرض ، وقد يبست ريح شرقية ثمرها " (مز19 :10 ،12) . وقال الرب أيضاً فى سفر يوئيل " جعلت كرمتى خربة وتينتى متهشمة " (يؤ1 : 7) . وقال الرب فى تشبيه شعبه أو الكنيسة بالكرم : " إنسان رب بيت ، غرس كرماً ، وأحاطه بسياج . وسلمه إلى كرامين ، وسافر … " (متى 21 : 33) . هنا شبه الرب الكنيسة بالكرم ، ولقب الرعاة بالكرامين ، أى أعطاهم لقب الآب حينما قال " أنا الكرمة الحقيقية وأبى الكرام " ولكن المعنى يختلف بين الكلمة كرمة عن المسيح ، وكلمة كرمة عن الكنيسة . بل أطلق الكتاب لقب (كرمة) على المرأة بقوله : إمرأتك مثل كرمة مخصبة فى جوانب بيتك . بنوك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك " (مز128 : 3) . فإن كانت كلمة كرمة قد أطلقت على المرأة أو الزوجة ، وقد أطلقت على شعب الله حتى وهو فى حالة الخطية ، وقد أطلقت على الكنيسة ، فما المانع أن تطلق على العذراء التى نلقبها بالسماء الثانية . وما أكثر ما أطلقت ألقاب الله على البشر وعلى الطبيعة … فقد قال المسيح " أنا هو نور العالم " ( يو8 :12) . وقال للتلاميذ " أنتم نور العالم " (متى 5 :14) نفس اللقب ، ولكن هنا بمعنى ، وهناك بمعنى ، غير عبارة (النور) التى أطلقت على النور الطبيعى المادى " وقال الله ليكن نور ، فكان نور ، وفصل الله بين النور والظلمة " (تك1) . وكلمة الله دعيت نوراً " سراج لرجلى كلامك ، ونور لسبيلى " … إلخ .
العذراء سور
سؤال
هل يصح نقول عن العذراء إنها سور خلاصنا ؟ إن أحد البلاميس يشكك فى هذه التسمية ، اعتماداً على قول اشعياء النبى " تسمين أسوارك خلاصاً " (ا ش 60 : 18) . فهل صارت العذراء فى مكانة الخلاص ؟!
جواب
إن الكتاب المقدس ليس آية واحدة ، بل هو كتاب … والذى يستخدم آية واحدة ، ويترك الباقى ، لايقدم صورة سليمة لمفهوم الكتاب ، ولا المعنى المتكامل الذى يقدمه الوحى الإلهى . إن كلمة السور تعطى فى الكتاب معنى الحماية : لذلك قال أحد غلمان نابال الكرملى لابيجايل عن داود ورجاله " كانوا سوراً لنا ليلاً ونهاراً كل الأيام التى كنا فيها معهم نرعى الغنم " (1صم25 :16) ، أى كانوا يحمونهم ويحافظون عليهم … وبهذا المعنى كان ينظر إلى " أسوار أورشليم " لحماية المدينة من أعدائها ، وأصبحت عبارة " مدينة بلا سور " تعنى أنها عرضة لهجوم الأعداء ، بلا حماية بلا حفظ … فهل اختص الله وحده بكلمة (سور) . أم أطلق هذا المعنى أيضاً على بعض من البشر . لقد أطلق هذا اللقب على بعض الناس ، ولعل فى مقدمتهم أرميا النبى ، الذى قيل له من فم الرب … " وأجعلك لهذا الشعب سور نحاس حصيناً " (أر15 : 20) . فإن كان هذا النبى قد عينه الله بنفسه لحماية الشعب ، بحيث يكون سوراً لهم ، وسوراً حصيناً ، فليس ضد الإيمان إذن أن تكون العذراء سوراً . فهى ليست أقل من أرميا . ويؤكد الرب لأرمياء ، هذا المعنى أيضاً ، فيقول له " هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة ، وعمود حديد ، وأسوار نحاس على كل الأرض : الملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض … " (أر1 :18) . ما أعجب أن يكون أرمياء سوراً ، لكل الأرض . والعروس فى سفر النشيد أخذت هى أيضاً لقب " سور" . " أنا سور ، وثدياى كبرجين . حينئذ كنت فى عينيه كواحدة سلامة " (نش8 : 10) فإن اعتبرنا العروس هنا هى الكنيسة ، تكون الكنيسة سوراً للمؤمنين ، لحمايتهم من السقوط … فإن كان أرمياء سوراً ، والكنيسة سوراً ، ما الخطأ فى أن تكون العذراء سوراً ، تحمينا بصلواتها المقبولة أمام الله . لقد نلنا الخلاص بدم المسيح . وهذا الذى نلناه يحتاج إلى صلوات تحميه ، وتكون سوراً له ، حتى لا نسقط بعد الإيمان . وليس أقوى من صلوات العذراء ، والدة الإله ، سور خلاصنا .
هل العذراء عروس ؟
سؤال
قرأت لأحد البلاميس انتقاداً شديداً لتسميتنا العذراء بالعروس ، قائلاً إن الكنيسة هى العروس وليست العذراء . فنرجو التوضيح …
جواب
حقاً إن العروس دعيت عروس كما قال يوحنا المعمدان ، ولكن كل نفس بشرية هى أيضاً عروس للرب … ومن مجموع هذه العرائس ، تتكون العروس الكبرى وبنفس الوضع وبنفس المعنى ، دعيت الكنيسة عذراء ، كما قال بولس الرسول " خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح " (2كو11 :2) . هنا الكنيسة عذراء ، عروس المسيح . وفى نفس الوقت يتكلم الكتاب عن كل نفس كعذراء للمسيح ، فيقول " لذلك أحبتك العذراى " (أش1 :3) . كون الكنيسة عروس للمسيح ، لم يمنع أن تكون كل نفس عذراء عروس للمسيح ، كما يعلمنا الكتاب المقدس … والسيد المسيح نفسه هو الذى يقدم هذا التعليم ، فيقول إن ملكوت السموات يشبه خمس عذراء حكيمات خرجن لا ستقبال العريس ، وكن مستعدات ، فدخلن معه إلى العرس … هؤلاء العذارى الحكيمات ، رمز لكل عروس للمسيح … ولم يقل الكتاب إن عذراء واحدة عفيفة مخطوبة للمسيح ، هى التى كانت تنتظره ودخلت معه إلى العرس ، لتتمتع بعريسها ، بل قال ( عذارى ) يعنى كل نفس على حده .فما يطلق على الكنيسة هنا ، يطلق على كل نفس … لذلك كل فتاة كرست نفسها للرب ، تدعو ذاتها عروساً للمسيح . كذلك كل نفس تحبه ، نفس رجل أو إمرأة ، هى عروس للمسيح ، تنتظره لتدخل معه إلى عرسه السمائى . ولا نستطيع أن نصدم أية نفس من النفوس فى محبتها للرب ، ونقول إن العروس واحدة وهى الكنيسة . وسفر نشيد الأناشيد يقدم هذه الحقيقة بأجلى وضوح . ولا نستطيع أن نحرم أية نفس من تأملها فى سفر نشيد الأناشيد ، ونقول إنه خاص بالكنيسة وليس بالأفراد . بل إن فى هذا السفر تعبيرات لا يجوز أن تطلق على الكنيسة بل إن إطلاقها على الأف6راد أنسب وأليق ، مثل قول العروس فى النشيد " أنا نائمة وقلبى مستيقظ " " حبيبى تحول وعبر " " طلبته فما وجدته " (نش5) . فمن الصعب أن توصف الكنيسة بأنها نائمة ، أو أنها رفضت أن تفتح للرب ، وأن الرب تحول عنها وعبر ، وأنها طلبته فما وجدته ، ودعته فما أجابها . بل هذا الكلام يليق بالأفراد الذين قد يوصفون بالفتور الروحى وبالسقوط … وتعبير عروس ، مألوف فى سفر النشيد . " ما أحسن حبك يا أختى العروس " " شفتاك ياعروس تقطران شهداً " أختى العروس جنة مغلقة ، عين مقفلة ، ينبوع مختوم " (نش4 : 8 – 12) . ونلاحظ فى هذه الآيات استخدام عبارتى (العروس) و(العروس) بلا تفريق ، تؤديان معاً معنى واحداً . إن كلمات السفر من الممكن أن تعنى الكنيسة حيناً ، أو تعنى أية نفس بشرية فى أحيان كثيرة . وكلمات الكتاب من الصعب أن نحدها فى مفهومنا الخاص . من الصعب أن نضرب حولها نطاقاً ضيقاً ، ونقول : هذا هو المفهوم الوحيد ، لعبارة قد يجعلها التأمل بلا حدود . مثال ذلك السبع الرسائل إلى السبع الكنائس التى فى سفر الرؤيا تؤخذ أحياناً على أنها رسائل لكنائس معينة فى زمن القديس يوحنا ، تؤخذ على أنها رسائل لأنة كنيسة فى أى عصر تجوز نفس الحالة ، وتؤخذ أيضاً على أنها رسائل لكل نفس بشرية . وكلمة الله لا تحد . وصدق داود النبى حينما قال : " لكل كمال وجدت منتهى ، أما وصاياك فواسعة جداً " (مز119) . فإن كانت كلمة (عروس) يمكن أن تطلق على أية نفس بشرية ، لماذا لا تطلق بالأولى على العذراء ؟! أى خطأ فى هذا ، يجعل إنساناً يتحمس ويهاجم ؟! ويضع وقته فى الكتابة ، ووقت غيره فى الرد عليه !! ويثير شكوكاً للبعض ، ألا توجد أمور جوهرية أكثر ، وتحتاج إلى الرد ، وإلى الدفاع عن الكتاب ، وبخاصة حينما يتهم الكتاب كله بالتحريف والتزوير ؟! وهل هى مشكلة حقاً ، أن يثور التساؤل : هل هذا الكلام عن إنسان أم عن الكنيسة ؟ أليس الإنسان نفسه كنيسة ؟ ألم يقل الكتاب " أنتم هيكل الله ، وروح الله ساكن فيكم إن كان أحد يفسد هيكل الله ، فيفسده الله " (1كو3: 16 ،17) الإنسان إذن كنيسة صغيرة ، ومن مجموع هذه الكنائس تتكونالكنيسة الجامعة . هو عروس للمسيح ، ومجموع هذه العرائس تكون العروس الكبرى التى هى الكنيسة ، جسد المسيح … ويحق لنا أن نخاطب كل نفس طاهرة ، وليست العذراء فقط ، ونقول لها " وجدت نعمة أيتها العروس " . كم بالأولى العذراء الممتلئة نعمة ؟!
هل العذراء أخت لنا ؟
سؤال
قرأت فى كتاب لأحد (الأخوة البلاميس) إن العذراء أخت لنا .. ! فما رأيكم فى هذا التعبير ؟
جواب
هؤلاء ( الأخوة ) يستعملون تعبير (أخ) على الكل ، حتى الرسل والأنبياء ، ومع إننا كلنا أبناء آدم وحواء ، إلا أنه توجد فروق ، فيوجد أبناء ، وآباء وأمهات . ويقول الكتاب " أكرم أباك وأمك " (خر20 :12) ولا يسميهما أخوين ، مع أنهما مثلك من أبناء آدم وحواء . وكما توجد بنوة جسدية ، كذلك توجد بنوة روحية … مثلما يقول القديس يوحنا الحبيب " يا أولادى ، أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا .. " (1يو2 :1) . ونحن ننظر إلى القديس يوحنا كأب روحى لنا ، ولا نستطيع أن نقول عنه (الأخ) يوحنا .فإن القديس يوحنا الرسولى أباً ورسولاً ،يقول لنا (يا أولادى ) ، فماذا تكون العذراء إذن … العذراء دعاها الرب أماً ليوحنا تلميذه ، الذى هو أب لنا ، وصارت العذراء بهذا الوضع أماً لنا جميعاً … فهل يسمح الأدب لأحد أن يسميها أختاً … ؟! إن كان لا يستطيع أحد أن ينادى أمه بالجسد بلقب أخت ، لأن الكتاب يأمره أن يكرم أمه ، فكم بالأولى العذراء التى هى أم للكل ..؟! والعذراء ليست أماص لنا فقط ، بل هى أم للرب نفسه . إتضعف أمامها أليصابات العجوز ، التى فى سن أمها ، وقالت لها " من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربى إلى ؟ " (لو1 :43) . إنها مريم والدة الإله ، التى بمجرد أن وصل صوت سلامها إلى أذن القديسة أليصابات ، إمتلأت أليصابات من الروح القدس " (لو1 :41) . فإن كانت أماً للرب ، وقد خضع هو لها ، كما يقول الكتاب (لو2 :51) ، أيجوزأن نسميها أختاً ؟ هناك شئ إسمه اللياقة … إن السيد المسيح يدعونا أخوة له ، ويقول إنه بكر وسط أخوة كثيرين ، ويخاطب المريمتين بعد القيامة قائلاً " إذهبا قولا لأخوتى أن يمضوا إلى الجليل ، هناك يروننى " (متى 28 : 10) كما يقول " من يصنع مشيئة أبى الذى فى السموات ، هو أخى وأختى وأمى " ( متى12 :50) . فهل يجوز – بناء على هذا – ان ندعو السيد المسيح اخاً ؟ أو نعامله كأخ ؟ أو نخاطبه كأخ ؟! يليق بنا إذن أن نتحدث عن العذراء أن نتكلم عن العذراء بالإحترام اللأئق . لقد تحدث معها الملاك جبرائيل باحترم قائلاً " السلام لك أيتها الممتلئة نعمة " . وتحدثت معها القديسة ألصابات باحترام أكثر وبانسحاق قلب ، ، قائلة " من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربى إلى " . وأنت ينبغى أن تتحث عنها كذلك ، وتضع أمامك قول الكتاب : " الخوف لمن له الخوف ، والإكرام لمن له الإكرام " (رو13 : 7) . هذا (الأخ) الذى يعتبر العذراء أختاً له – وهى أم السيد المسيح – كأنه يضع نفسه فى مرتبة خال المسيح !!
هل كانت العذراء تعرف؟
سؤال
هل كانت العذراء تعرف أن المسيح هو إبن الله ؟ وهل عرفت ذلك قبل الولادة أم بعدها أم فى معجزاته ؟
جواب
السيدة العذراء كانت تؤمن بلاهوت المسيح ، وبأنه إبن الله ، قبل الولادة . بل من وقت البشارة حيث قال لها الملاك " … لذلك القدوس المولود منك يدعى إبن الله " (لو1 : 35) . وقد أكدت القديسة اليصابات هذا الأمر حينما قالت للسيدة العذراء فى زيارتها لها وهى حبلى " من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربى إلى " (لو1 :43) . ولم يكن هذا إيمان أليصابات فقط ، بل إيمان العذراء أيضاً ، حيث قالت لها أليصابات " طوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب " . وهذه شهادة بإبمان العذراء بما قيل لها … يضاف إلى كل هذا ماقد رأته العذراء من معجزات ومن رؤى مقدسة فى مناسبة ميلاد المسيح . واستطيع أن أقول فى ثقة أن العذراء كانت أول من آمن بلاهوت المسيح . ولاننسى أن القديسة العذراء كانت دراسة للكتاب المقدس ، ومطلعة على نبوءة اشعياء التى وردت فيها " ها العذراء تحبل وتلد إبناً ، وتدعى إسمه عمانوئيل " (أش7 : 14) وأيضاً " ونعطى إبناً وتكون الرئاسة على كتفه ، ويدعى إنسمه عجيباً مشيراً ، وإلهاً قديراً ، أبدياً رئيس السلام " (اش9 :6) . وقد فهمت العذراء أن هذه الآيات المقدسة تنطبق عليها وعلى إبنها ، يؤيد ذلك كل العجائب التى كانت تحدث أمامها ، وما قيل أنها كانت تحتفظ بتلك الأمور متأملة بها فى قلبها " . لأجل هذا قالت " هوذا جميع الأجيال تطوبنى " . أما الشخص الثانى الذى آمن ، فهو القديس يوسف النجار ، وذلك نتيجة لبشارة الملاك له . الشخص الثالث هو أليصابات ، والرابع هو يوحنا المعمدان الذى ارتكض بإبتهاج فى بطن أمه وهو جنين عندما أتت العذراء ، وفى بطنها المسيح وهو جنين .
هل للمسيح أخوة بالجسد؟
سؤال
من هو يعقوب أخو الرب ؟ وهل كان للسيد المسيح أخوة من مريم العذراء ؟ وإلا فمن هم أخوته هؤلاء ؟
جواب
يعقوب أخو الرب هو يعقوب بن حلفى ، وهو فى نفس الوقت إبن خالة المسيح حسب الجسد ، إبن مريم زوجة كلوبا (كلوبا نطق ىخر لحفى) وأولاد الخالة كانوا يعتبرون اخوة لشدة القرابة ، حسب عادات اليهوت فى التحدث عن هذه القرابة الشديدة . ومن أمثلة هذا الموضوع ماقيل عن قرابة يعقوب بخاله لابان يقول الكتاب " فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله وغنم لابان خاله ، أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر ، وسقى غنم لابان خاله . وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى . وأخبر يعقوب راحيل أنه أخوأبيها وأنه إبن رفقة " (تك 29 : 10 – 12) .ونحن نرى أنه مع أن لابان كان خال يعقوب ، اعتبر أخاً له . ونفس هذا التعبير استعمله لابان مع يعقوب حينماطالب إليه أن تكون له أجرة فى رعى غنمه ، فقال له " ألأنك أخى تخدمنى مجاناً ؟ أخبرنى ما أجرتك " (تك 29 : 15) . ونفس الوضع حدث فى التعبير عن القرابة بين ابراهيم ولوط . كان ابرآم عم لوط . ولذلك قال الكتاب عن تاريخ أبو ابرآم وهاران ( والد لوط ) " وأخذ تارح ابرام إبنه ، ولوطاً إبن إبنه " ( تك11 : 31) . ومع ذلك فإنه لما سبى لوط من سدوم فى حرب كدر لعومر ، قال الكتاب " وأخذوا لوطاً إبن أخى ابرام وأملاكه ومضوا … فلما سمع ابرام أن أخاه سبى جر غلمانه المدربين " ( تك14 :12 ، 14) . بحسب هذه العادات القديمة دعى أولاد خالة المسيح ، أولاد مريم زوجة كلوبا أخوة له . أما مريم هذه فهى التى قيل عنها فى إنجيل يوحنا " وكن واقفات عند الصليب يسوع : أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية " ( يو19 :25 ) . ومريم هذه قيل عنها فى إنجيل مرقس " وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ، ومريم أم يعقوب الصغير ويوسى وسالومة " ( مر15 : 40 ) . يعقوب ويوسى وسالومة هؤلاء ، أبناء مريم زوجة كلوبا هم الذين ورد ذكرهم فى قول اليهود عن المسيح " أليس هذا هو إبن النجار ؟ أليست أمه تدعى مريم ، وأخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا " ( متى 13 : 55 ) (مر6 : 3) .العذراء مريم فلم تلد غير المسيح ، وعاشت بتولاً طول حياتها . و " أخوة المسيح " ليسوا أولادها ، وإنما أولاد أختها . ويعقوب الصغير ( بن حلفى ) سمى الصغير ، لتمييزه عن يعقوب الكبير ( بن زبدى ) أخى يوحنا الحبيب .
قرابة مريم لأليصابات
سؤال
مادامت السيدة العذراء من عشيرة داود من سبط يهوذا فلماذا قال لها جبرائيل الملاك " وهوذا أليصابات نسيبتك هى أيضاً حبلى " (لو1 : 36) بينما أليصابات امرأة زكريا الكاهن هى من سبط لاوى من بنات هارون ( لو1: 5) ؟
جواب
يأخذ البعض كلمة " نسيبتك " بمعنى واسع ، كما قال بولس الرسول عن اليهود كلهم " أنسبائى حسب الجسد اللذين هم اسرائلين … " ( رو9 : 3،4 ) أما القديس ساويرس بطريرك انطاكية ، فله رأى آخر . يقول القديس : كما أن الملاك الذى ظهر ليوسف فى حلم قال له " يا يوسف بن داود " ليذكره بوعد الله السابق أن المسيح سيأتى من نسل داود ، هكذا أيضاً بالمثل عبارة " ها أليصابات نسيبتك " ترجعنا إلى ماض بعيد . فى الواقع أنه كتب فى سفر الخروج ، قبل أن تعطى الوصية التى تمنع أخذ زوجة من سبط آخر، أو هارون أول رئيس كهنة حسب الناموس أخذ زوجة من سبط يهوذا " أليشابع " (أى أليصابات ) إبنة عميناداب أخت نحشون " (خر 6 : 23 ) . ونحشون كان " رئيس بنى يهوذا " (1أى 2 : 10) (متى 1 : 4) . أنظر التوجيه الحكيم جدا الذى للروح القدس كيف دبر ان زوجة زكريا ام المعمدان وقريبة مريم والدة الالة تسمى اليصابات ونحن نسترجع ماقد مضى حتى تايصابات تاتى تزوجها هارون ( اليشابع) , وبواستطتها صار اتحاد سبطين 00 وبواسطة اليصابات هذة صارت القرابة مع العذراء.