البابا شنودة الثالث
سنوات مــع أسئلة الناس ( الجزء التاسع)
الباب الرابع : أسئلة متفرقة
|
الباب الثالث : أسئلة إجتماعية وروحية
|
الباب الأول : روحيات وأسئلة عامة |
نوالي معك أيها القارئ العزيز نشر الإجابات عن مجموعة من الأسئلة التي وردت إلينا في إجتماعنا العام بالكاتدرائية ، أو أثناء محاضراتنا في الكلية الإكليريكية القاهرة أو الإسكندرية أو في معهد الرعاية .
في الأجزاء الثمانية الماضية نشرنا لك الإجابة عن 384 سؤالاً في شتي المجالات . وفي هذا الجزء نجيب عن سؤالاً . فتكون كل الأسئلة التي أجبنا عليها حتي الآن في الأجزاء التسعة عبارة عن 460 سؤالاً . وسنوالي نشر الإجابة عن مجموعات أخري من الأسئلة المنتقاة،إن أحبت نعمة الرب وعشنا .
وقد قسمنا لك الأسئلة التي نشرت في هذا الكتاب إلي أربعة أقسام لتسهيل القراءة والدراسة وهي :
الباب الأول : أسئلة عقائدية ولاهوتية .
الباب الثاني : أسئلة كتابية ( حول آيات في الكتاب المقدس ) الباب الثالث : أسئلة روحية وأجتماعية .
الباب الرابع : أسئلة متفرقة ( في موضوعات متعددة )
وختاماً نرجو لك من الرب استفاده من هذا الكتاب الذي حاولنا في كل موضوع من موضوعاته أنت نعتمد علي آيات الكتاب المقدس .
وليكن الرب معك في كل ما تقرأ .
25/ 12/ 1995 البابا شنودة لثالث
روحيات وأسئلة عامة
الباب الأول
روحيات وأسئلة عامة
لا يلتزم بالمواعيد
سؤال
ما هو موقفنا من خادم كبير فى الكنيسة ، يعطى مواعيد لإلقاء الكلمة . وننتظره فلا يحضر مرارا وتكرارا . ثم يعتذر باعتذارات غير مقبولة !!
لا شك أن الخادم الذى يعطى ميعادا لإلقاء كلمة ولا يحضر ، هو شخص لا يراعى شعور المخدومين ، ولا يراعى مصلحة الإجتماع . لأن تكرار هذا الغياب يجعل الإجتماع غير ثابت ، وربما ينحل .
وإن كان لديه عذر قهرى ، فمن المفروض على هذا الخادم أن يقدم هذا العذر قبل موعد الإجتماع لفترة تسمح بدعوة خادم آخر بديل .
على الأقل لفترة عدة شهور ، لكى يتضع من جهة ، ولكى يشعر بخطئه ، ويحترم موعد الإجتماع ، ويتعلم الإلتزام .. ولا يعتمد على إنه خادم كبير ومعروف ... وإن ودعوتموه بعد ذلك ، إهتموا أن يكون هناك بديل له فى نفس الإجتماع . بحيث إن تأخر يبدأ البديل فى إلقاء الكلمة .
أقول هذا ، لأن كثيرين إذا عوقبوا ، ويستفيدون من العقوبة ، مهما كانوا كبارا . وأيضا لأن المصلحة العامة أهم بكثير من مجاملة الكبار ...
السن المناسبة للخدمة
سؤالما هى السن المناسبة للشاب أو للشابة للإشتراك فى فصول إعداد خدام ؟
الجواب
فى الواقع هذا الأمر يتوقف على مدى النضوج .
سواء النضوج الروحى أو الفكرى ، وكذلك مدى الإحساس بالمسئولية ، ومدى المعرفة الدينية والقدرة على القيادة .
فمقياس السن ليس هو المقياس الوحيد .
هناك أشخاص كبار لا يصلحون . و قد يوجد من أهم أصغر منهم سناً بكثير ، و علي درجة كبيرة من النضوج . القديس تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس كان ناضجاً جداً في قيادة الأديرة ، علي الرغم من صغر سنه ، و كذلك قيل عن القديس يوحنا القصير إن " الأسقيط كله كان معلقا بأصبعه " على الرغم من أنه كان شابا صغيرا ..
لذلك تعهدوا هذه المواهب ، قبل أن يخطفها تيار آخر بعيد عن الخدمة من أنشطة العالم المتعددة .
قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف :
" لا يستهن أحد بحداثتك " ( 1تى 4 : 12 )
ونلاحظ أنه فى المدن التى لا توجد بها جامعات .
بعد الثانوية العامة يسافر الشاب إلى مدينة كبرى توجد بها جامعة . وهكذا لا تستفيد كنسيته الأصلية وغالبا لا يبدأ الخدمة من الثانوية العامة ، لأنها تحتاج إلى مذاكرة مركزة .
لهذا غالبا ما تحتاج إلى الشاب وهو فى السنة الأولى أو الثانية العامة . وكثير من كبار الخدام حاليا ، بدأوا خدمتهم وهم فى تلك المرحلة .
الكاهن مع المعترف بالقتل
سؤال
ماذا يفعل الأب الكاهن ، إذا اعترف إنسان عليه بأنه ارتكب جريمة قتل ، بينما قبض البوليس فى الجريمة على إنسان آخر ، وأصبح هذا البرئ معرضا للحكم عليه بالإعدام .. ؟!
الجواب
فالسر الذى اعترف به هذا القاتل ، سيظل سرا . غير أن الكاهن أمامه أمران فى مثل هذه الحالة ، وهما :
أ –
بماذا ينصح هذا القاتل المعترف ؟ب- ماذا يعمل لإنقاذ الشخص البرئ المقبوض عليه ؟
وبهذا ينقذ نفس المتهم البرئ . وأيضا يريح ضميره هو المثقل بجريمته ، حتى لو حكم عليه بالإعدام لأن الكتاب يقول " نفس بنفس " ( تث 19 : 21 ) .وقال أيضا من يد الإنسان اطلب نفس الإنسان .. سافك دم الإنسان ، بالإنسان يسفك دمه " ( تك 9 : 5 ، 6 )
وموته هنا على الأرض ، أخف من عقوبة الموت الأبدى .
فإن لم يستطع تسليم نفسه ، فماذا يفعل ؟
هل يمكن أن يرسل خطاب إلى البوليس وإلى النيابة ، يذكر فيه أنه قاتل –
دون أن يذكر إسمه – ويشرح تفاصيل معينة تثبت أنه القاتل ، وأن الشخص المقبوض عليه برئ وعلى الأقل تتشكك المحكمةأما إن لم يفعل ، ولم يستطع إقناع المحكمة :
فإنه يكون قد أرتكب جريمتين ، وقتل إثنين :
قتل الشخص الذى اعترف أمام الكاهن بقتله .
وأيضا الشخص البرئ المقبوض عليه ، إن حكمت المحكمة بإعدامه .
وعلى الكاهن أن يقول له : ابحث عن أبديتك .
هل تختار الحياة الحاضرة ، التى لابد أن تنتهى بعد حين . أو تختار الأبدية بأن تدفع هذا ثمن جريمتك .
إعترفوا ولم تغفر خطاياهم
سؤال
ماذا نقول عن أشخاص اعترفوا ولم تغفر لهم خطاياهم ؟! مثل فرعون الذى اعترف بخطيئته لموسى النبى ( خر 9 : 27 ) ، وعاخان ابن كرمى الذى اعترف بخطيئته ليشوع ( يش 7 ) وشاول الملك الذى اعترف لصموئيل النبى ( 1صم 15 : 24 – 26 ) .
الجواب
فلابد أن يتوب المخطئ ، ثم يأتى معترفا بخطاياه . والأعتراف بدون توبة لا قيمة ولا فاعلية له . ولا يمكن أن يحظى المعترف بغفران خطاياه ، ما لم يكن تائبا .
فرعون كان يصرخ قائلا " أخطأت " وهو قاسى القلب من الداخل . لا تدفعه التوبة إلى الإعتراف . إنما يدفعه الذعر من الضربات . وحالما ترتفع الضربة ، يظهر على حقيقته ، ويرجع إلى نفس قسوته وهكذا يثبت أنه كان مخادعا لا تائبا .
وعاخان بن كرمى لم يأت معترفا ، وإنما كشفه الله على الرغم منه ، فاضطر إلى الإقرار .
انهزم الشعب ، ولم يعترف عاخان . قال الرب " فى وسطك حرام يا إسرائيل ، ولم يعترف عاخان . وبدأت القرعة والتهديد ، زلم يعترف .وكذلك لم يعترف عندما وقعت القرعة على سبطه ، ولا عندما وقعت على عشيرته ، ولا عندما وقعت القرعة على بيته .. وأخيرا كشفه الرب بالإسم ، فاضطر إلى الإقرار . فهل كان فى كل ذلك تائبا ؟ ( يش 7 : 1. –
2. ) .وشاول الملك لم يكن تابئا .
وعندما قال " أخطأت " كان كل هدفه أن يمضى صموئيل النبى معه ، لاعن توبة ، وإنما لأجل كرامته ، لأجل أن يرفع وجهه أمام الشعب !! قائلا له " فاكرمنى أمام شيوخ شعبى وأمام إسرائيل "
( 1صم 35 : 3. )
المسئولية عن خطية لم ترتكب
سؤال
إن عاقتنى ظروف عن ارتكاب خطية ، فهل تحسب على الخطية مع أنى لم أرتكبها ؟!
الجواب
كلا ، فالعمل هو آخر مرحلة للخطية . أما الخطية فتبدأ أولا فى القلب ، بمحبة الشر واستجابة القلب له . ثم تنطلق إلى الفكر ، وتتحول منه إلى الإرادة وتدخل فى دور التنفيذ . فإن تم تنفيذها تكون قد كملت .. وإن لم تنفذ يدان الإنسان على خطيته بالقلب . على النية والشهوة والفكر ..
حيث يقول له الوحى الإلهى " وأنت قلت فى قلبك : اصعد إلى السموات . أرفع كرسى فوق كواكب الله .. أصير مثل العلى " ( أش 14 : 13 ، 14 ) مجرد أنه قال ذلك فى قلبه ، كان كافيا لسقوطه من علة رتبته ..
رهبنة المتزوجين
سؤال
عندما كنت شابا ، عزمت على الرهبنة .. ولكننى تزوجت . والآن أنا نادم وأريد أن أعود إلى رغبتى الأولى بالذهاب إلى الدير . فبماذا تنصحنى ؟
الجواب
يقول الكتاب للمتزوجين " ليس للرجل سلطان على جسده بل للمرأة .. ولا للمرأة سلطان على جسدها بل للرجل . لا يسلب أحدكما الآخر إلا أن يكون بموافقة " ( 1كو 7 : 4 ، 5 ) .
فإن كان ذلك قد قيل عن فترة الصوم ، وهى فترة مؤقتة ، فكم بالأولى عن الرهبنة التى تشمل الحياة كلها ..
المتزوج الذى يترهب ، لابد من مواقفة زوجته على ذلك. ولابد أن تكون موافقة قلبية خالصة كاملة ، لا ترغم فيها الزوجة سواء بكثرة الضغط أو الإلحاح ، أو بدافع خجلها لئلا تقاد إلى الخطية ، ويطلب دمها من زوجها الذى ترهب ! .. أى أن يكون بإمكانها – روحيا وماديا وإجتماعيا – أن تحيا بدون رجل . يضاف إلى الأمور الجنسية ، هناك أيضا المسئوليات المادية والمعيشية . والتربية إن كان لهما أولاد ..
حاول أن تكون كاملا فى الوضع الذى أنت فيه ..
وتذكر أن ابراهيم و اسحق كانوا متزوجين ، و كانوا رجال صلاة و تأمل و حياة كاملة . و كذلك كثير من الأنبياء مثل موسى و صموئيل و أيوب .. و يحكى لنا تاريخ الكنيسة أن الله أرسل القديس مقاريوس الكبير إلى إمرأتين متزوجتين فى الأسكندرية ، قال له عنهما إنهما وصلتا إلى نفس الدرجة الروحية التى لهذا القديس ، لكى ينقذه من حرب المجد الباطل .
التراتيل بأنغام شعبية
سؤال
ما رأى الكنيسة فى التراتيل التى توضع على أنغام الأغانى الشعبية ؟
الجواب
إن الموسيقى تغرس فى النفس مشاعر معينة . فيمكن لقطعة موسيقية بدون كلمات أن تفرح الإنسان أو تثيره ، أو توقظه فيه شهوة ما ، أو تبكيه .. فلا يجوز أن ننسى أثر الموسيقى فى النفس .
وأن تكون أنغامها مقدسة . فلا يصح أن نمزجها بنغمة أخرى قد تثير مشاعر غير المشاعر الروحية المقدسة التى تهدف إليها الترتيلة، وإلا نوجد لونا من التناقض بينهما . أو يطغى النغم على ألفاظ الترتيلة
فيطيش فيها ذهنه أو قلبه ،أو تختلط بها مشاعره .
وهنا ما أجمل أن نتذكر قول الرسول " أية شركة للنور مع الظلمة ؟!وأية خلطة للبر والإثم ؟!
( 2كو 6 : 14 ) .
العلم والدين
سؤال
هل يتعارض العلم أحيانا مع الدين ؟
الجواب
فإن تعارضنا ، لابد أن يكون هناك خطأ فى أحدهما ، أو فى فهم أحدهما . فالذين قد يتعارض مع العلم الزائف الذى ليس هو علما بالحقيقة . أو قد يتعارض الدين مع مجرد نظريات أو افتراضات لم ترق إلى مستوى أن تكون علما حقيقيا .
كما قد يتعارض العلم مع المفهوم الخاطئ للدين ، أو مع دين ليس من الله ..
خطية البخل
سؤال
هل البخل خطية ، أم هو مجرد نقص ؟
الجواب
البخل هو عدة خطايا معا ، أى خطية مركبة .
والكتاب يقول إن محبة المال أصل كل الشرور . الذى إذا ابتغاه قوم ، ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة ( 1تى 6 : 1. ) .والسيد المسيح يعتبر محبة المال نوعا من العبادة تنافس عبادة الله . فيقول " لا يقدر أحد أن يخدم سيدين .. الله والمال " ( مت 6 : 24 ) ونعرف أن الشاب الغنى مضى من أمام المسيح حزينا ، لأنه كان ذا أموال كثيرة " (مت 19 : 22 ) .
والمقصود بالمال هو كل ما يملكه الإنسان سواء من النقد أو من المقتنيات أيا كانت .
فهو يشمل حرمان الآخرين من آخذ نصيب مما له ، مهما كانوا فى أمس الحاجة إلى ذلك ! فهو لا ينفذ غيره بشئ من العطاء . ويكسر وصية الرب القائلة " من سألك فاعطه ، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده " ( مت 5 : 42 ) وبهذا تقف أمامه الآية التى تقول " من يسد أذنيه عن صراخ المسكين ، فهو أيضا يصرخ ولا يستجاب " ( أم 21 : 13 ) وتكون نهايته كنهاية الغنى الذى يشفق على لعازر المسكين ، ولم يعطه حتى الفتات الساقط من مائدته ( لو16 :21: 23 )
والبخيل يقف أمامه –
من جهة مساعدة الآخرين – قول الكتاب :" من يعرف أن يعمل حسنا ولا يفعل ، فتلك خطية له " ( يع 4 : 17 )
فلا شك أن الذى عنده مال ، يعرف أنه يستطيع أن يستخدمه فى أعمال حسنة كثيرة ، مثل أسلوب الكرماء . ولكنه لا يفعل بسبب محبته للمال وعدم رغبته فى الإنفاق . ولا شك أن هذه الخطية له .
إنه يعيش كفقير ، على الرغم من كل ما يملكه . لأنه لا يريد أن ينفق حتى على نفسه ! لأنه يحب المال أكثر مما يحب نفسه . يحب " الجمع والتكويم " ( جا 2 : 26 ) " يذخر ذخائر ، ولا يدرى من يضمها " ( مز 39 : 6 ) " يكنز له كنوزا على الأرض " ( مت 6 : 19 ) ، ولا يعرف كيف يستفيد منها ، ولا يود أن يكنز له كنوزا فى السماء . أما كنوزه فتضيع قيمتها وكما قال الشاعر :
فــهى بالإنفـاق تبقــى ... وهـى بالإمسـاك تفـنـى
مثله مثل إنسان عنده قدح من الحنطة : إن أبقاه عنده يأكله السوس . وإن ألقاه فى الأرض يدر عليه آلاف السنابل وأرادب من القمح ..
بخيلا على زوجته وأولاده وباقى أفراد عائلته . لا يعطيهم ما يطلبون ، ويقتر عليهم ويكون شحيحا فى أعطائه . وكثيرا ما يتسبب البخل فى مشاكل عائلية ، وأحيانا يؤدى إلى الطلاق . وقد قرأنا كثيرا فى الأخبار أن الحقد على بعض البخلاء أدى إلى قتلهم .
لأنه لا يفتح قلبه لهم ، ولا يفتح جيبه ولا خزانته ، زلا يساهم فى حل مشاكلهم ، ولا يشعرهم بحنو أو بعطف . فيسخطون عليه وعلى ماله ، الذى لا يستفيد منه ولا يفيد الآخرين .
والكتاب المقدس يذكر لنا كيف أن بخل نابال الكرملى قد أثار سخط داود النبى ، فصمم على قتله . لولا أن أبيجايل أنقذت الموقف بحكمتها وكرمها ( 1صم 25 )
0مسئوليتك عمن حولك
سؤال
هل أنا مسئول عن خلاص من هم حولي ، إذا كانوا لا ينصتون إلي كلامي . فماذا أفعل ؟
الجواب
الأنبياء أيضاً كانوا يوصلون رسالة الله إلي الناس . و ما أكثر الذين كانوا يرفضون تلك الرسالة ، كما حدث أيام ارميا النبي ، و أيام إيليا النبي الذي قال للرب " .. قتلوا أنبياءك بالسيف ، و بقيت أنا وحدي . و هم يطلبون نفسي ليأخذوها "( 1 مل 19 : 14 ) . و السيد المسيح نفسه قال في ذلك " يا أورشليم يا أورشليم ، يا قاتلة الأنبياء و راجمة المرسلين إليهما . كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، و لم تريدوا " ( مت 23 : 37 ) . السيد المسيح أيضاً : البعض قبل كلامه و البعض تأمروا عليه و صلبوه . و بولس الرسول بشرأهل أثينا بكلام حكيم . و لكنهم سخروا به قائلين : ماذا يريد هذا المهذار أن يقول ؟! (أع 17 :18 .و ما أكثر ما كان بولس الرسول يبشر فالبعض " يقبلون الكلمة بكل نشاط " بينما اليهود يهيجون الجموع ضده ( أع 17 : 11 ، 13 ) . إذن مسئوليتك هي فقط توصيل الكلمة ،و ليس الضغط علي قبولها .
الزارع ألقي البذار : البعض التقطه الطير ، و البعض خنقه الشوك . و البعض ظهر قليلاً ثم جف . و البعض أتي بثمر،و حتي كان علي مستويات :ثلاثين و ستين و مائة . مع أن الزارع ، و البذار !
فإن لوطا البار نصح أهل سادوم ، و لم يقبلوا كلامه و هلكوا . و يقول الكتاب عنه إنه " كان كمازح في وسط أصهاره " ( تك 19 : 14 ) . و لا نستطيع أن نقول إن لوطاً عليه مسئولية في هلاكأهل سدوم!نفس المبدأ ورد مر تين في سفر حزقيال النبي ، حتي بالنسبة إلي الشخص الذي أقامه الرب رقيباً علي الناس . يقول الرب " .. و إن أنذرت أنت الشرير ، و لم يرجع عن شره و لا عن طريقه الرديئة . فإنه يموت بإثمه ، و أما أنت فقد نجيت نفسك " ( حز 3 : 19 ) . حز 33 : 9 ) .
لأنه من الجائز أن تبلغهم وصيه الله ، بينما أعمالك و تصرفاتك تجعلهم لا يستفيدون منك . تعثرهم غلا يقبلون ما تقول . وهنا تكون أنت مسئولاً ، لأن حياتك المعثرة أساءت إلي قوة الكلمة ، أو فقدت كلمتك قوتها .
لأن النصيحة التي تبلغها في كبرياء ، لا تكون مقبولة ، و لا يكون مستمعوك مستعدين لقبول كلامك ، إن شعروا أنك تكلمهم من فوق ! أو في احتقار لهم ، أو بجرح لشعورهم ، أو بعنف … تذكر كيف كلم السيد المسيح المرأة السامرية ، فقبلت ذلك منه علي الرغمن أن خطاياها صارتمكشوفة قدامه ( يو 4 ) .
و من ضمن الكمة أنك لا تطلب منهم ما هو فوق مستواهم ، حتي لا يشعروا بأن التدين صعب عليهم فيرفضوه . بينما تكون الحكمة أن تقودهم في تدرج ممكن . تذكر موقف الأباء الرسل حين قالوا " لا يثقل علي الراجعين إلي الله من الأمم " ( أع 15 : 19 ) . و أرسلوا إليهم يقولون " … لا تضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة " ( أع 15 : 28 ) . فإن أردت أن تؤدي رسالة نحو الذين حولك : كن حكيماً ، عارفاً بلانفوس . تدرج معهم . كلمهم بحكمة و وداعة . و كما قال الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف :
و لا تيأس إن تكلمت مرة أو مرتين و لم تأت بنتيجة … إن بعض النفوس يلزمها وقت لكي تتخلص مما هي فيه من أخطاء . فاستخدم طول الأناة ، و كذلك القدوة ، و الصلاة حتي يشترك الرب معك ، و يعطيك كلمة من عنده ، و يعطيهم قبولاً لكلامك و قوة للتنفيذ .
هل تناولوا وهم مفطرون ؟
سؤال
الآباء الرسل فى يوم العشاء الربانى ، تناولوا من السر المقدس بعد أن أحتفلوا بالفصح وأكلوا من خروف الفصح . فهل نفهم من هذا أنهم تناولوا وهم مفطرون ؟!
الجواب
لم يكن الفصح أكلا عاديا ، إنما كان رمزا للسيد المسيح . فالسيد المسيح هو فصح العهد الجديد ، كما قيل فى الرسالة إلى كورنثوس " لأن فصحنا المسيح قد ذبح لأجلنا " ( 1كو 5 : 7 ) .
لو كان الفصح طعاما عاديا ، لكان صاحب السؤال محقا فيما يقول .. ولكن أكل الفصح كان عملا سريا ، يرمز إلى نفس العشاء الربانى الذى كانوا يتناولوا وقتذاك . ولم يكن إفطارا .
إن ما فعله السيد المسيح وقتذاك هو أنه جعلهم يجمعون بين القديم والجديد وفى وقت واحد .
الخوف من رعب الشياطين
سؤال
أحيانا تنتابنى حالات خوف من أشكال الشيطان – كما نقرأ من قصص الأنبا أنطونيوس ، وبعض المتوحدين والسواح – ويسبب لى هذا تعبا شديدا حتى فى وقت الصلاة والنوم . فماذا أفعل ؟
الجواب
أحب أن أقول لك قاعدة كتابية هامة تريحك وهى قول الكتاب :
فالله لا يسمح مطلقا أن يظهر الشيطان فى منظر مرعب ، إلا كان يعرف تماما أنك تستطيع أن تحتمل هذا المنظر . ولما ظهرت الشياطين بمناظر مخيفة للقديس الأنبا أنطونيوس ، فذلك لأن الله يعرف أن القديس له نفسية قوية جدا تستطيع أن تحتمل تلك المناظر . ونفس الوضع مع من حاربهم الشيطان من السواح والمتوحدين .
ولكن مادمت تخاف ، فثق أن الله لن يسمح للشيطان أن يحاربك بمناظر مخيفة .
فالشيطان ليس قوة مطلقة ، إنما هو أيضا تحت سلطان الله : يسمح له ، أو لا يسمح .
وظاهر هذا فى قصة تجربته لأيوب الصديق ، إذا كان الله يسمح له فى نطاق محدود لا يتعداه . فى الأول قال له " هوذا كل ماله فى يدك . وإنما إليه لا تمد يدك " ( أى 1 : 12 ) وفى المرة الثانية قال له " ها هو فى يدك ، ولكن احفظ نفسه " ( أى 2 : 6 ) . ولم يجرؤ الشيطان أن يتعدى الحدود التى سمح بها الرب ...
ليس هذا فقط بالنسبة إلى محاربة الشيطان للإنسان ،
إنما حتى بالنسبة إلى الحيوانات النجسة أيضا .
ففى قصة لجيئون ، نرى أن الشياطين لم تستطع الدخول فى الخنازير إلا بإذن من السيد الرب " طلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها . فأذن لهم " ( لو 8 : 32 ) ( مر 5 : 12 ) فكم بالأولى الإنسان الذى خلق على صورة الله .
ولو كانت الشياطين حرة تظهر كما تشاء ، لمن تشاء ، لأهلكت العالم !
وبخاصة الأطفال والنساء وضعاف النفوس . ولكنها لا تستطيع إن لم يأذن الرب لها . والرب لا يأذن ، لأنه يحفظ رعيته .. ليس فقط من جهة المناظر المخيفة ، إنما حتى من جهة المحاربات الروحية فى مجال الخطية .
هناك محاضرة للقديس الأنبا أنطونيوس عن ضعف الشياطين .
موجودة فى كتاب حياة الأنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى ، انصحك أن تقرأها . فهى تشجعك وتنزع الخوف من قلبك .. تذكر معها أيضا ما نقوله فى صلاة الشكر للرب " أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو" وهى مأخوذة من ( لو 1. : 19 ) " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ، ولا يضركم شئ ..
توجد أيضا مزامير كثيرة تمنحك القوة وتطرد الخوف .
مثل مزمور " الساكن فى ستر العلى " ( مز 9. [91 ] ) ومزمور " الرب نورى وخلاصى ممن أخاف ( مز26 [27 ] ) ومزمور " اللهم التفت إلى معونتى " ( مز 69 [ 7. ] ) ومزمور " لولا أن الرب كان معنا ( مز 128 [ 129 ]) وغيرها .. صل هذه المزامير ، وخذ منها قوة وقل " من أنا يارب ، حتى يظهر لى الشيطان ويحاربنى ؟! " إننى أصغر من مستوى محاربتهم لى " قل ذلك فى اتضاع . فالاتضاع يطرد الشياطين ويكسر فخاخهم
نصائح لمن يريد الهجرة
سؤال
أخي مهاجر إلي استراليا ،و أرسل لي أوراق للهجرة . و أنا متزوج ، و لي بنت عمرها 12 عاماً ، و ولد عمره عشرة أعوام . فهل أهاجر أم أبقي في مصر ؟ بماذا تنصحني ؟ علماً بأن سني لا يسمح لي أبداً من جديد ، و أنا خائف من تقديم أوراقي .
الجواب
نقطة مبدئية أحب أن أقولها لك :
هل أخوك في الهجرة قد وجد لك وظيفة ؟
لأنه معني أن تهاجر و لا تجد لك وظيفة ، و إن أردت العودة إلي مصر ، تكون وظيفتك فيها قد شغلها غيرك ؟ في استراليا ، شهاداتنا العلمية المصرية غير معتمدة . فلا الطبيب يستطيع بشهادته المصرية أن يشتغل طبيباً ، و لا المهندس يشتغل مهندساً …
و لابد من إجتياز امتحان صعب جداً ، و النجاح فيه نادر … و من أجل هذا ، عندما كنت في استراليا ، تقابلت مع رئيس الوزراء الفيدرالي ، و وزيرالتعليم ، و بعض وزراء الولايات و وزراء الظل أيضاً ( وزراء المعارضة ) لأبحث معهم موضوع اعتماد الشهادات . لهذا أحب أن تتأكد تماماً من هذه النقطة قبل سفرك . و لا تعتمد علي مجرد الوعود فهي ليست مضمونة …النقطة الثانية هي اتقان اللغة الإنجليزية .
و هي اللغة الإنجليزية باللهجة الإسترالية . و هناك ثلاث لهجات للغة الإنجليزية تختلف بعض الشئ . و هي لهجة أنجلترا ، و لهجة أمريكا ، و لهجة أستراليا … علي أية الحالات إن لم تكن تتقن الإنجليزية ، فسوف تواجه صعوبات في الحياة هناك ، و كذلك أولادك .
نقطة أساسية اَخري من جهة مستقبل و تريبة بنتك وابنك .
من جهة اتقانهما للغة الإنجليزية . من جهة اعتماد دراستهما والمرحلة التي يلتحق بها كل منهما … و نقطة خطيرة أخري و هيالناحية الأخلاقية . وهي موضوع صعب جداً و خطير سواء في أمريكا أو استراليا أو أوربا . و سهولة الإنراف هنا . و التعرض للسقوط في غاية السهولة . بل الذي لا يقبل السقوط ، يعتبر شاذاً هناك!!لذلك أحب أن أذكرك بقول الشاعر :
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها …
تشاور مع أخيك علي هذه النقاط ، قبل أن ترسل أوراقك للهجرة
جنة عدن و الفردوس
سؤال
هل جنة عدن هي الفردوس التي تذهب إليها أرواح الأبرار ؟
الجواب
كلا طبعاً . فجنة عدن كانت علي الأرض .
و ذكر سفر التكوين أربعة أنهار كانت تسقي الجنة، منها نهر الفرات . كما ذكرت الأرضي شرقي اَشور و غيرها ( تك 2 : 1. –
14 ) .أما الفردوس فهي السماء الثالثة ، و هي التي صعد إليها القديس بولس الرسول حيث قال أعرف إنساناً في المسيح يسوع.. أفي الجسد لست أعلم ، أما خارج الجسد لست أعلم . الله يعلم . أختطف هذا إلي السماء الثالثة . و أعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد ، لست أعلم الله يعلم . أنه اختطف إلي الفردوس ، و سمع كلمات لا ينطق بها .. " ( 2 كو 12 : 2 . 4 ) .
فقال عن المكان الذي اختطف إليه إنه الفردوس مرة ، و السماء الثالثة مرة أخري . مما يعني أن الفردوس هي السماء الثالثة .
و ليس من المعقول أن تكون الفردوس هي الجنة التي كان فيها اَدم علي الأرض . و تكون في نفس الوقت هي المكان الذي وعد به الرب اللص اليمين أن يكون معه فيه .. حيث قال له : " الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس " ( لو 23 : 43 ) . كذلك فالجنة – كما يفهم من إسمها . و كما شرح الكتاب - هي حديقة كبيرة فيها كل شجرة شهية للنظر و جيدة للأكل ( تك 2 : 9 ) . و طبعاً كل هذه خيرات مادية لا تصلح أن تكون نعيماً للأرواح .. كما أن جنة عدن قد اختفت و انتهي أمرها .
رموز سعف النخل ، و اغصان الزيتون
سؤال
فى يوم أحد الشعانين ( أحد السعف ) دخل السيد المسيح أورشليم كملك . واستقبله الشعب بفرح ، بسعف النخل وأغصان الزيتون ( يو 12 : 13 ) .
فما الرموز والدروس الروحية الكائنة فى سعف النخل وفىأغصان الزيتون ؟
الجواب
1 - سعف النخل الذى يستخدمه الناس حتى اليوم هو قلب النخل .
حتى أن الباعة يقولون " قلبك يا مسيحى " . هذا القلب هو الذى نقدمه إلى الله الذى قال " يا أبنى أعطنى قلبك " ( أم26:23) .
2- و سعف النخل ليس فقط قلب النخل ، بل هو أيضاً جديد و أبيض .
و هما أيضاً صفتان لازمتان للقلب النقى ، الأبيض الذى تجدد فى المعمودية (رو6) ، و ولد ولادة جديدة " بغسيل الميلاد الجديد " ( تى5:3) . فقلب النخلة بلا شك هو ميلاد جديد لفروعها
3-قلب النخلة أيضا طرى يستسلم لصانعه يشكله كما يشاء .
وهو بهذا يعطينا فكرة عن حياة التسليم ، التى يترك المؤمن نفسه فى يد الله يفعل بها ما يشاء فى طاعة كاملة للمشيئة الإلهية ، دون مقاومة لعمل الروح القدس فيه . مثله مثل قطعة الطين فى يد الفخارى يصنع بها الآتية التى يريد ( رو 9 : 21 )
وقد اعتدنا فى أيامنا هذه ، أن نقدم لله قلب النخلمجدولا جميلا ، فى هيئة صليب أو قربانة أو قلب . وكل هذا له دلالاته .
4- وسعف النخلة يذكرنا بالنخلة التى وصف بها القديسون ، فقيل :
الصديق كالنخلة يزهو " ( مز 92 : 19 ) .
ولعل الصديق يشبه النخلة فى علوها ، وفى اتجاهها نحو السماء .
النخلة التى تنمو باستمرار ، وتمتد إلى فوق . وفى كل عام يزداد نموها . فهى أمامنا درس فى النمو . كما قال القديس بولس الرسول : " أمتد إلى ما هو قدام ، وأسعى نحو الغرض .. " ( فى 3 : 13 ، 14 ) .
والنخلة
– فيما تعلو إلى فوق – أيضا تمتد جذورها فى العمق قوية وراسخة ، تستطيع أن تحتمل كل ذلك الإرتفاع . وهذا أيضا درس لنا : فى أن روحياتنا لا تكون فقد مظهرا مرتفعا من الخارج ، بل يكون لها كذلك العمق الداخلى ، والعمل المخفى كما الجذور فى باطن الأرض .5-النخلة أيضا ثابتة مهما عصفت الرياح .
قد تهزها الريح أحيانا إذا كانت قوية ، ولكنها لا تسقطها ، لأنها راسخة . على الرغم من أنها تبدو نحيفة وهزيلة . ولكن الجور القوية التلى تربطها بالعمق ، تحميها وتحفظها من السقوط .
6-النخلة أيضا شجرة ناسكة ، تمثل الإحتمال والرضا بالقليل .
لذلك يمكن أن تسكن فى البرارى والقفار ، وتحيا إلى جوار آبا نفر السائح . وتنمو فى الصحراء ، وتحتمل الحر والعطش . وقد تترك فترة طويلة بدون رى ، فتبقى وتحتمل . وبهذا كانت أشهر أشجار البرية وأقواها .
وهكذا كانت تمثل طعام بعض الآباء النساك . كما تذكرنا بالقديس الأنبا بولا السائح ، الذى كان رداؤه من سعف أو ليف النخل. وتذكرنا بالأديرة التى لا تخلو من النخل .
7- النخلة شجرة مثمرة ومغذية .
بلحا يعطى طاقة غذائية كبيرة . وفيه الكثير من المواد الغذائية النافعة . ويمكن حفظه لمدة لمدة طويلة بلا تلف ن بطرق متعددة .
إن النخلة فى هذا الإثمار ، تذكرنا بالمؤمن الحقيقى ، الذى ينبغى أن يكون لإيمانه ثمر فى حياته وحياة وحياة غيره ..
8- والنخلة كثيرة المنافع للناس .
كل ما فيها نافع . ليس فقط ثمرها الذي هو غذاء نافع ز بل أيضاً سعفها يصلح لصنع السلال ، و ليفها نافع لصنع الحبال ن و جريدها نافع لسقوف البيوت الأرياف ز و اقلافها نافعة للوقود . و كذلك فإن جزوعها يستخدمها الريفيون لسقوف بيوتهم و للوقود . و اكانوا يجوفونها قديماً ، و يستخدمونها لحفظ أجساد الموتي في بعض العصور ز كما أن النخلة أيضاً أم و لود ، تنتج حولها نجيلات صغيرات ، يمكن أن تنقل و تغرس في أماكن أخري و تنمو . إنها في كل ذلك درس للمؤمن ، الذي ينبغي أن يكون نافعاً من كل ناحية لمن هم حوله و لا يكفي أن يكون كالنخلة يزهو
…أغصان الزيتون
سؤال
ماذا تعني أغصان الزيتون التي نستقبل بها المسيح يوم أحد الشعانين ؟ و ما هي الرموز التي تحملها ؟
الجواب
1- أغصان الزيتون ترمز إلي السلام .
منذ أن حملت الحمامة ورقة زيتون خضراء لأبينا نوح ( تك 8 : 11 ) ، مبشرة إياه بأن الطوفان قد انتهي ، و عادت الأرض موطئاً للسكني ز و ورقة الزيتون الخضراء كانت دليلاً علي أن الحياة ما زالت باقية .. و أن حكم الله بإبادة كل حي علي الأرض ، قد استبدل بالحياة . و بهذا تكون عقوبة الله قد استوفيت ، وعاد السلام بين السماء و الأرض .
و هذا يذكرنا بأن السيد المسيح قد صنع السلام بين الله و الناس .
و بين اليهود و الأمم ، و أنه نقض الحائط المتوسط .و هكذا تمت بشري الملائكة " و علي الأرض السلام " ( لو 2 ك 14 ) . و نحيي السيد المسيح بأنه ملك السلام و رئيس السلام ( أش 9 : 6 ) . و هو مانح السلام الذي قال " سلامي أعطيكم . سلامي أترك لكم " (يو 14 : 27 ) . و نحن نرتل له قائلين " يا ملك السلام ، اعطنا سلامك " ز و نشعر باستمرار أن سلامنا مصدره السيد المسيح نفسه .
2- أغصان الزيتون تذكرنا بزيت الزيتون المستخدم في مسحة الميرون .
أي في مسحة الروح القدس ( 1 يو 2 : 2. ، 27 ) . تذكرنا بزيت المسحة ، أو الدهن المقدس للمسحة الذي أمر به الرب موسي النبي ، و كان من زيت الزيتون مع أنواع من العطور ( خر 3. : 23 –
25 ) . و بهذا الزيت المقدس مسحت خيمة الإجتماع ، و كل المذابح و الأواني المقدسة . كما مسح به هرون رئيساً للكهنة ، و مسح ايضاً كل أبنائه كهنة ( خر 4. : 15 ) . و هكذا تقدست الخيمة و المذابح و الأواني ، صارت " قدس أقداس . كل ما مسها يكون مقدساً " ( خر 3. : 29 ) . و هكذا أيضاً تقدس هرون و بنوه ( خر 3. : 3. ) . و صارت لهم مسحتهم كهنوتاً أبدياً في أجيالهم " . ( خر 4. : 13 ، 15 ) . و بهذا الزيت المقدس كان يمسح الملوك و الأنبياء في العهد القديم . و بمسحة الميرون يدهن المعمدون بهذا الزيت المقدس ، فيصيرون هياكل لله ، و الروح القدس يسكن فيهم ( 1 كو 3 : 16 ) ( 1 كو 6 : 19 ) . فهل نتذكر في يوم أحد الشعانين هذه المسحة المقدسة و عمل الروح فينا ، حينما نحمل أغصان الزيتون .. ؟بين الطموح و القناعة
سؤال
هل الطموح يتعارض من تعاليم المسيحية في القناعةو الزهد ؟ و إلي أي مدي يعتبر الإنسان الطموح محباً للعالم بينما يقول الكتاب إن " محبة العالم عداوة لل " ( يع 4 : 4 ) .
الجواب
ليس كل طموح هو محبة للعالم الحاضر .. فهناك طموح روحي ، و طموح هو من طبيعة الإنسان كما خلقه الله …
فالله غير محدود ، و الإنسان قد خلق علي صورة الله . في شبهه و مثاله ( تك 1 : 26 ، 27 ) . لذلك ففي الإنسان اشتياق إلي غير المحدود . و هذا هو الطموح .
الطموح هو الرغبة في العلو ، و الإمتداد إلي قدام ن و عدم الإكتفاء بوضع معين . و الرغبة في الإمتداد إلي قدام ، ليست شيئاً خاطئاً ، إنما هي سعي إلي الكمال . و قد قال الرب في ذلك :
كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل " ( مت 5 : 48 ) .
فإذا اشتهي الإنسان أن يكون كاملاً ، فليس في هذا خطأ علي الإطلاق . و السعي وراء الكمال ، لا يسمح إطلاقاً بأن يقف الإنسان عند وضع معين يتجمد فيه و لا يتحرك . بل علي العكس ن فإنه يمتد باستمرار إلي قدام .
و لنا مثال في ذلك : القديس بولس الرسول :
هذا الذي تعب في الرسالة أكثر من جميع الرسل . 1 كو 15 : 1. ) ، و صعد إلي السماء الثالثة ن إلي الفردوس ، و سمع كلمات لا ينطق بها ( 2 كو 12 : 2 : 4 ) ، و أسس العديد من الكنائس ، و تكلم بألسنة أكثر من الجميع ( 1 كو 14 : 18 ) . و مع ذلك نراه يقول : " ليس أني قد ذلك أو صرت كاملاً . و لكني أسعي لعلي أدرك ! و ما السبيل إلي ذلك إذن ؟ إنه يستطرد فيقول :
" أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت . و لكني أفعل شيئا واحدا : غذ أنا أنسى ما هو وراء . وامتد إلى ما هو قدام . أسعى نحو الغرض .. ( فى 3 : 12 – 14 )
المهم أن يكون الغرض روحيا ، أو على الأقل لا يتعارض مع شئ من وصايا الله ولا يكون مثل طموح ذلك العنى الغبى الذى قال " أهدم مخازنى " وابنى أعظم منها ، وأجمع هناك جميع غلاتى وخيراتى . وأقول لنفسى : يا نفسى ، لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة . استريحى وكلى واشربى وافرحى " ( لو 12 : 18 ، 19 )
هناك إذن أنوع من الطموح :
طموح فى جمع المال وفى انفاقه على الملاذ . وطموح فى العلم والتفوق والبحوث . وطموح فى مجال العظمة . ومن الجانب الآخر ، هناك روحى كالذى سعى إليه القديس بولس الرسول ...
وبناء على نوع الطموح ووسيلته ، يمكن الحكم بالخير أو الشر ...
فالشيطان كان له طموح شرير ، يصل به إلى اشتهاء التأله ..
وهكذا قال فى طموحه : " اصعد إلى السموات . أرفع كرسى فوق كواكب الله .. أصعد إلى فوق مرتفعات السماء . أصير مثل العلى ( أش 14 : 13 ، 14 ) وبهذا الطموح المشحون بالكبرياء ومحبة العظمة ، والرغبة فى منافسة الله . سقط الشيطان . وانحدر إلى الهاوية ..
وبنفس هذا الطموح الشرير ، أغرى أبوينا الأولين آدم وحواء ، وقال لهما عن ثمر الشجرة المحرمة " يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما ، وتصيران كالله عارفين الخير والشر " ( تك 3 : 5 ) إذن هناك مجال فى الطموح لا يجوز لنا أن نتعداه .
فلا نقع فى الخطأ الذى وقع فيه الشيطان . ولا نقع أيضا فى ما وقع فيه بناة برج بابل الذين قالوا " هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه فى السماء . ونصنع لأنفسنا إسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض ( " تك 11 : 4 ) فكانت النتيجة أن الله بلبل ألسنتهم وبددهم . لأن طموحهم كان مختلطا بالعظمة الخاطئة ..
أولئك الذين بدأوا يتدخلون فى أمور تتعلق باختصاص الله فى الخلق ! بأن يتحكموا فى نوعية الإنسان الذى يولد . ويشكلون الجنين حسب هواهم من جهة المواصفات التى يريدونها . ويقدمون بويضات مخصبة ، أحكموا فيها دمج ما أرادوه من أوصاف الجنيات ، حتى وصلوا إلى بنوك لتلك البويضات المخصبة ، تنتقى منها الأم ما تريده من نوع الجنين .. ثم تدرجوا إلى ما أسموه بالاستنساخ !!
نحن لا نعارض الطموح فى العلم ، بشرط أن يكون ذلك فى حدود لا يتعداها العلم إلى اختصاص الله وحده .. !
كما أن الطموح الخاطئ يعتبر خاطئا فى نوعه ، كذلك قد يكون الطموح خاطئا فى وسيلته .
مثال ذك إنسان يود أن يرتفع ، وأن يكون أعظم الكل .. فتكون النتيجة أنه يحطم كل من يراه منافسا له فى هذا الإرتفاع وهذه العظمة أو من يظنه واقفا فى طريق طموحه . سواء كان طموحا فى العظمة أو فى الغنى أو فى المناصب . والأمثلة على ذلك لا تعد نراها أمامنا فى الحياة العملية ..
وفى الكتاب المقدس نرى ذلك فى قصة آخاب الملك الذى أراد أن يضم إلى أملاكه حقا نابوت اليزرعليى . فلما لم يستطع ، دبر مؤامرة انتهت إلى قتل نابوت والاستيلاه على حقله ( 1مل 21 ) ومثال ذلك أيضا –
من جهة العظمة – ما دبره هامان لقتل مردخاى . وكيف أعد له خشبة طولها خمسون ذراعا ليصلب عليها ( أس 3 ، 7 )وقد يكون الطموح خاطئا بسبب شهوة لا تكتفى ولا تشبع :
كأن يشتهى شخص شهوة فى المال ، كلما ينال منه لا يرضى بما يناله . وتظل نفسيته فى تعب لأنه يريد المزيد . وكما يقول الحكيم " كل الأنهار تجرى إلى البحر ، والبحر ليس بملآن ( جا 1 : 7 ) وهكذا يتحول الوح – فى هذه الحالة – إلى شهوة مرضية . وكما قال السيد المسيح للمرآة السامرية "كل من يشرب من هذا الماء ، يعطش أيضا " ( يو 4 : 13 ) وطبعا إن عطش ، يسعى لكى يشرب وإن شرب يعش أيضا . وهكذا يداوم الشرب والعش ، إلى غير انتهاء ، فى شهوة لا ترتوى . إنه الطموح الشهوانى
هناك نقطة أخرى فى الطموح الخاطئ ، وهى الغرور :
لأنه فى بعض الأحيان قد يمتزج الطموح بالغرور : إما بغرور سابق ، أو بغرور لاحق . فالغرور السابق هو ان يظن الشخص فى نفسه أنه يستطيع – فى طموحه – أن يقوم بأعمال هى فوق مستواه بكثير ! فيتحدى أو يعد بأداء مهام أن يقدر عليها . ليس فى الأمور المادية ، بل ربما فى الأمور الروحية أيضا . كأن يفكر فى أصوام فوق مستواه ، وبدون إرشاد روحى .. ولعل بعضا من هذا عناه الرسول الرسول بقوله ناصحا كل إنسان بأن :
" لا يرتنى فوق ما ينبغى أن برتئى . بل يرتئى إلى التعقل ، كما قسم الله لكل واحد نصيبا من الإيمان ( رو 12 : 3 )
ولعل هذا أيضا ما عناه الكتاب بقوله " لا تكن بارا كثيرا ، ولا تكن حكيما بزيادة . لماذا تخرب نفسك ؟! " ( جا 7 : 16 )
ولهذا كان الآباء يمنعون الطموح الروحى الذى يقود إلى التطرف . ويقولون عبارتهم المشهورة " الطريق الوسطى خلصت كثيرين " . وقال أحد الشيوخ " إن رأيت شابا يصعد إلى السماء بهواه فاجذبه إلى أسفل ..
أما الغرور اللاحق فهو نتيجة البر الذاتى يحدث نتيجة إلى النتائج التى يصل إليها الإنسان بطموحه ، إن نسب ذلك إلى مجهوده الشخصى ، وليس إلى معونة الله ونعمته ..
فإذا استثنينا كل الملاحظات التى أوردناها من جهة الطموح الخاطئ ، نستطيع أن نقول إن هناك طموحا صالحا نشجع عليه .
وقد قال القديس بولس الرسول " وأنتم متأصلون ومتأسون فى المحبة ، حتى تستطيعوا أن تدركوا من جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو . وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة ، لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله " ( أف 3 : 18 ، 19 ) والوصول إلى هذا الملء ، يحتاج بلا شك إلى روح طموحة . فالإنسان الطموح روحيا ، يحاول أن يتشبه بالسيد المسيح نفسه ، كما قال القديس يوحنا الرسول " من قال إنه ثابت فيه ، ينبغى أنه كما سلك ذاك ، يسلك هو أيضا ( 1يو 2 : 6 )
والنمو الروحى ، لابد أن يكون هدفه هو حب الله ، وليس الإعجاب بالذات !
لأن الذات ، ال Ego
هى حرب روحية يمكن أن تدخل أحيانا فى كل عمل صالح لتفسده . لأنه ما اسهل أن ينمو الإنسان روحيا ، وبالطموح الروحى يمتد باستمرار إلى قدام . ولكن ليس حبا فى الالتصاق بالله ، وإنما لكى يرضى هو عن نفسه ، أو ليرضى الناس عنه . وبهذا يفقد الهدف الروحى !كذلك نحن ندعو كل إنسان أن يكون ناجحا فى حياته ، وطموحا ومرتفعا باستمرار فى مستواه .
ولكن هناك ملاحظة هامة ، نحب أن ننبه إليها :
إنسان – فى طموحه – يحب أن يكون الأول . وبهذا يصبح التفوق بالنسبة إليه ، هو مجرد الانتصار على منافسه فى التفوق . وقد يأخذ هذا الانتصار مظاهر عالمية ، وقد يرتبط بأخطاء . وربما يفرح بأنه قد صار الأول ، ولو بمستوى أقل بكثير من الكمال المطلوب ! إنه فرحان لأنه غلب غيره ، وليس لأنه قد وصل إلى درجات من الكمال ترضى الطموح السليم .
فالطموح السليم هو الارتفاع إلى مستويات عليا ، وليس مجرد الارتفاع على أشخاص منافسين .
والذى يطمح إلى الوصول إلى المستويات العليا ، لا يدخل فى صراع مع غيره ، ويحتفظ بقلبه نقيا من جهة من يكون منافسا . فالمستويات العليا مفتوحة أمام الجميع .
وهنا أتذكر قصة يشوع بن نون حينما رأى ألداد وميداد يتنبآن ، فأراد أن يردعهما حفظا على كرامة معلمه النبى موسى ! فأجابه موسى النبى موبخا " هل تغادر أنت لى ؟! يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء ، إذا جعل الرب روحه عليهم " ( عد 11 : 27 _ 29 )
فليس فيه غيرة ولا حسد ، ولا تمجيد للذات ، ولا صراع مع منافس . بل يمدح منافسه إذا وصل ، وإذا تفوق هذا المنافس ..
نقول هذا لأن إنسان قد يريد أن يكون الأول من أجل البر ... فالوضع السليم فى الطموح هو الوصول إلى مستويات ، وليس إلى مقارنات .
هناك سؤال يسأله البعض وهو : هل الطموح ضد الزهد ؟
طبعا حياة الزهد بمعناها العميق ليست للكل . ولهذا بدأ السيد المسيح نصيحته للشاب الغنى بقوله " إن أردت أن تكون كاملا " ( مت 19 : 21 ) ومع ذلك ، فحتى كل الزاهدين الناسكين ، كان لهم طموح ولكن فى الأمور الروحية : فى حياة الصلاة والتأمل ، والإنحلال من الكل للإرتباط بالواحد ..
بينما القناعة معناها الرضى بالقليل ، إنما الطموح لا يعنى الرضى بالقليثل ، بل تجاوزه إلى ما هو أعلى ، والامتداد إلى قدام ..
والإجابة على السؤال سهلة . وهى القناعة هى قناعة فى الماديات . أما فى الأمور الروحية ، فممكن للإنسان القنوع ماديا أن يتقدم فى الروحيات . وهكذا تتمشى قناعته فى الماديات ، مع طموحه فى الروحيات .. ومع ذلك فالإنسان القانع يكون باستمرار راضيا ، واضعا أمامه قول الرسول " كما قسم الله لكل واحد نصيبا من الإيمان " ( رو 12 : 3 )
فيجب على كل إنسان أن يمتد إلى قدام ، فى حدود الإمكانيات المتاحة له . ومع ذلك كل جهده فى طريق النمو ، يرضى بالنتيجة التى يسمح بها الله له ، فى غير تقصير من جهته هو ..
المقصود طبعا هو الكمال النسبى ، بالنسبة إلى ما وهبك الله من قدرات ومن عمل النعمة فيك . بكل اشتياق منك ، وبكل ما تملك أنت من جهد ومن أرادة . وقد قال الرسول " أركضوا لكى تنالوا " ( 1كو 9 : 24 ) وعبارة أركضوا " تعنى بذل كل جهد . وذلك لكى تصل إلى الكمال الممكن أو الكمال المتاح . وهذا ما قصده الرب بقوله " كونوا كاملين ( مت 5 : 48 ) أما الكمال المطلق فهو لله وحده ، وليس هو وصية لنا ...
لا مانع مطلقا من أن يكون لك طموح فى العلم ، وأن تحصل على ما تستطيعه من درجات علمية ومن نبوغ فى العلوم . ونحن نفتخر بأبنائنا من النابغين فى العلم ، مع نصيحة هامة أقولها وهى :
ليس معنى طموحك فى مجال العلم ، أن تهمل روحياتك ، أو أن تهمل خدمتك فى الكنسية . بل ليكن التوزان فى كل مجالات الطموح واضحا فى حياتك . لأنه من المشاكل التى يقع فيها بعض الناس : أنهم في سبيل الحصول علي شئ صالح ، يحطمون أشياء أخري صالحة في الطريق … مثال ذلك : إنسان يدرس للدكتوراة في علم معين . يمكن أن يحصل عليها في وقت قصير بالتركيز فيها وإهمال روحياته . و يمكن أن يحصل علي نفس الدرجة في وقت أطول قليلاً مع الأحتفاظ بروحياته و خدمته . و هنا يكون قد احتفظ بعنصر التوازن في طموحاته و هذا هو الوضع السليم … و هكذا ينفذ قول الرب " كان ينبغي أن تعملوا هذه و لا تتركوا تلك " ( مت 23 : 23 ) .
في ختام كلامي عن الطموح ، أحب أن الخصة في العبارات الآتية :
الطموح هو جزء من طبيعة الإنسان المخلوق علي صورة الله غير المحدود . إنه نمو مستمر ، و أمتداد إلي قدام . و لكنه ينبغي أن يكون روحياً في هدفه ، و في نوعيته ، و في وسيلته . و يكون بعيداً عن الأخطاء . و لا يتحول إلي شهوة تستعبد الإنسان .
مرشح للكهنوت ؟!
سؤال
أنا مرشح للكهنوت . و أريد أن أعرف صفات الفتاة التي أتزوجها ، و يليق بها أن تكون زوجة لكاهن .
الجواب
فأنت تعلم أنه يقام أجتماع لاختيار الشعب ، و تعرض فيه اسماء المرشحين ، و الشعب يختار من يشاء . و من المحتمل أن يقع أختياره عليك ، أو لا يقع . فالمسألة حتي الآن ليست مؤكدة …
ثم أفرض أن الشعب وافق عليك ، و اسقف الإيبارشية لم يوافق علي رسامتك لأسباب معينة ، فماذا يكون موقفك ؟
فإن كنت قد أخذت وعداً أكيداً من الأب الأسقف أنك ستكون كاهناً ، و الشعب أيضاً يريدك و سيختارك ، تبقي نقطة و هي :
لأن فتيات كثيرات لا يقبلن ذلك ، إذا يرون إن الكاهن سيكون مثقلاً بالمسئوليات ، و لا يبقي له وقت لبيته ! يرون أنه سيكون زوجاً من ( قطاع عام ) . و ليس قطاعاً خاصاً .
أي أن كل الشعب له نصيب فيه ، و له حق عليه ، و ليس هو من نصيب الزوجة وحدها في كل وقت ، وفي كل أهتماماته !
فموافقة من ستتزوجها أمر هام جداً و أساسي .
هذا لا يمنع طبعاً أن كثيراً من الفتيات المحبات للخدمة وللكنيسة ، يسعدهن أن تكون الواحدة منهن زوجة لكاهن ، لأنها بهذا ستبقي باستمرار في جو الخدمة و في جو الكنيسة و سوف تشترك مع زوجها في عمل الخدمة ، و تكون له في ذلك " معينا نظيره " ( تك 2 : 18 ) .
لأنها ليست امرأة عادية ، بل هي شريكة الرجل الذي يرعي الشعب . فإن كانت تساعده علي هدوء بيته و سلامه ، سيكون مستريحاً في خدمته . و إن عكرت فكره و أتعبت أعصابه ، فسينعكس هذا أيضاً علي الخدمة . كذلك يجب أن تكون مثالاً لبقية النساء في الشعب . و تكون إنسانة صالحة تحسن تربية أولادها . علي أن هناك نقطة هامة ينبغي أن نلاحظها و هي :
أن الزواج السابق للكهنوت مباشرة له أيضاً نتائجه .
فالكتاب يشترط في الأب الكاهن أن يكون قد "دبر أهل بيته حسناً ، و له أولاد في الخضوع والطاعة " " لأنه إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته ، فكيف يعتنى بكنيسة الله ؟!" ( 1تى 3 : 4 ، 5 ) .
فالذى يتزوج حديثا ، ويرسم كاهنا ، لا تكون له هذه الخبرة فى تدبير بيته وفى تربية أولاده .
فهو بالتالى يفقد هذه الخبرة ، ولا يستوفى هذا الشرط .
عموما إن كانت كل زوجة يجب أن تستوفى فى شروطاً روحية و إجتماعية ، فإن زوجة الكاهن ، تكون في هذه الشروط أعمق و أقوي . و في العهد القديم توجد شرو لزوجة الكاهن و كذلك في قوانين الكنيسة .
أكانت حقاً عصوراً مظلمة ؟!
سؤال
يقول البعض إنه لم تقم قائمة للكنيسة القبطية منذ القرن الخامس . و التاريخ منذ ذلك الحين تاريخ مظلم ، لا علماء فيه و لا قديسون ..! فما تعليقنا علي مثل هذا الكلام .. ؟
الجواب
لقد مرت علي الكنيسة عصور اضطهاد أضعفتها ، بدءا من عصور الإضطهاد الخلقيدوني سنة 451 م ، كما قاست اضطهاداً قاسياً في عهد الحاكم بأمر الله ، و في ايام الدولة العثمانية و في عصر المماليك .
و لكن لم يخل عصر في تاريخ الكنيسة لم تكن متلألئة فيه .
حقاً إن القرون الأربعة الأولي لم يكن لها مثيل ، و لن يكون .
و لكن ليس معني هذا أن باقي العصور كانت مظلمة .
فمثلاً حفل القرنان السادس و السابع بمجموعة ضخمة من الآباء السواح : مثل الأنبا ميصائيل ، و الأنبا غاليون ، و الأنبا موسي ، و باقي السواح الذين كتب سيرتهم الأنبا بقطر ، و الأنبا اسحق ،و أبا مقاره الكاتب و غيرهم .
و من قديسي تلك الفترة الأنبا صموئيل المعترف و تلميذاه يسطس و أبللو ، و ألنبا يحنس القمص ، و البابا أنا بنيامين ، و كل القديسين أبال الإيمان الذين وقفوا ضد الحركة الخلقدونية ، أو استشهدوا لأجل الإيمان ، و هم كثيرون …
و حتي في الأيام الأخيرة التي مرت بالكنيسة ، في القرنين 19 ، 2. ظهرت مجموعة كبيرة من القديسين و العلماء .
القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة ، و القديس الأنبا اَبرام أسقف الفيوم ، و البابا بطرس الجاولي ، و القمص ميخائيل البحيري ، و المعلم ابراهيم الجوهري ، وأخوه جرجس الجوهري . مع مجموعة من العلماء أمثال القمص قيلوثاوس ابراهيم ، و القمص عبد المسيح المسعودي ، و الأنبا إيسوذروس و الأستاذ حبيب جرجس ، و الأرشيدياكون أسكندر حنا ، وعدد كبير من الآباء الأفاضل كهنة و رهباناً ..
إن القديسين و العلماء موجودن ، و لكن عيينا أننا لا نسجل ، فننسي …
و الأسماء التي ذكرناها هي مجرد أمثلة ، و ليست حصراً . و التاريخ التفصيلي يكشف عن أسماء عديدة جداً ، إن تذكرناها نشعر أننا نظلم كل تلك الأجيال إن وصفناها بأنها كانت مظلمة جاهلة . و لا نستطيع أن نأخذ فترة معينة و نجعل منها ابعاً لخمسة عشر قرناً بأكملها !
و الفترة التي بين القرن السابع و القرن التاسع عشر ، حافلة أيضاً بكثير من القديسين و العلماء نذكر من بينهم :
القديس الأنبا رويس ، و القديس الأنبا برسوم العريان ، القديس الشهيد مارجرجس المزاحم ، القديس الشهيد سيدهم بشاي بدمياط ، القديس الأنبا مرقس المتوحد ، البابا متاؤس " البطريرك 87 " ، البابا ابراَم بن زرعة الذي نقل جبل المقطم ، و معه القديس سمعان الدباغ . هذا إلي جوار عدد كبير جداً من العلماء ازدحم بهذا القرنان 13 ، 14 يضاف إليهم الأنبا ساويرس بن المقفع ، و الأنبا يوساب الأبح ، و الأنبا بولس البوشي ، و الأنبا برس السدمنتي ، و أولاد العسال .. و غيرهم كثيرون .
و لم يخل عصر من عصور الكنيسة من شهداء قديسين أضاءوا في سمائها ، كشهداء عصر المماليك مثلاً ..
لا يجوز أن يتسرع أحد ، و يحكم علي خمسة عشر قرناً من الزمان ، بكلمة واحدة ، دون دراسة مفصلة .. !
0ما فائدة العلم؟!
سؤال
ما فائدة العلم ؟ و لماذا نتعب أنفسنا لنتعلم ؟ بينما يقول الكتاب إن الله أختار جهال العالم ليخزي بهم الحكماء ( 1 كو 1 : 27 ) . و المفروض أن غالبية رسل المسيح لم يكونوا متعلمين ! أليست الدراسة مضيعة للوقت ، لأنها ليست عملاً روحياً ، و لا اَخذ عليها أجراً ؟!
الجواب
أولاً : لماذا أختار الله جهال العالم ، لنشر الإيمان بالكرازة ؟
لم يخترهم علماء ، لئلا يظن البعض في ذلك الحين أن المسيحية فلسفة جديدة ينشرها جماعة من الفلاسفة الحكماء ! أما إن كانت تنتشر بواسطة صيادين جهلاء فإن هذا يثبت أنهم يتكلمون بالروح القدس .
ولنفس السبب ، لم يكرز القديس بولس الرسول كفيلسوف ، على الرغم من كثرة علمه . وإنما قال " لأبشر لا بحكمة كلام ، لئلا يتعطل صليب المسيح " ( 1كو 1 : 17 ) وقال أيضا " وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة ، أتيت ليس بسمو الكلام والحكمة .. وكلامى وكرازتى لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع ، بل ببرهان الروح والقوة . لكى يكون إيمانكم لا بحكمة الناس ، بل بقوة الله " ( 1كو 2 : 1 : 4 ) .
إذن فلم يكن جميع الرسل جهالا ..
*القديس بولس الرسول مثلا ، كان من علماء عصره ، وقد " تعلم عند قدمى غمالائيل " " معلم الناموس المكرم عند جميع الشعب ( أع 22 : 3 ) ( أع 5 : 34 ) وقد اعترف فستوس الوالى بأن بولس الرسول كثير القراءة فى الكتب ( أع 26 : 24 ) ويقول التاريخ إنه تخرج فى جامعة طرسوس
·
لوقا الإنجيلى أيضا كان طبيبا ( كو 4 : 14 )·
ومارمرقس الرسول كان على درجة كبيرة من العلم . وإلى جوار لغته العبرية ، كان يتقن أيضا اليونانية واللاتنية . وعندما جاء إلى مصر – من فر اهتمامه بالعلم – أسس مدرسة الأسكندرية اللاهوتية ، التى تخرج فيها مجموعة كبيرة من العلماء ، ودرس فيها الفيلسوف أثيناغوراس ، والقديسان بنتينوس واكليمنضس ، والعلامة أوريجانوس ، والقديس ديديموس ، أولئك الذين أثروا الثقافة المسيحية بالكثير من الكتب ، والعلامة أوريجانوس ، والقديس ديديموس ، أولئك الذين أثروا الثقافة المسيحية بالكثير من الكتب والمؤلفات القيمة ..·
وقد قدم لنا تاريخ الكنيسة آباء فى قمة العلم .أمثال القديس أثناسيوس الرسولى الذى قاد مجمع نيقيية المسكونى بل العالم المسيحى ضد هرقة آريوس ، والقديس كيرلس عمود الدين الذى رأس مجمع أفسس المسكونى ، وقاده ضد هرطقة نسور . وأمثال القديس باسيليوس الكبير ، والقديس غريغوريوس النيازينزى الناطق بالإلهيات ، والقديس
أوغسطينوس رجل التأملات والتفسير الرمزى ، والقديس إيلارى أسقف بواتييه الذى من قوة علمه فى اللاهوتيات ، لقبوه بأثناسيوس الغرب . وغيرهم كثيرون من الآباء كانوا من علماء عصرهم . ولم يقتصروا على علم اللاهوت فقط ، بل نبغوا أيضا فى الفلسفة والمنطق .
·
ويعوزنى الوقت إن تكلمت عن الأنبياء والقديسين من رجال العلم .قيل عن موسى النبى العظيم إنه " تهذب بكل حكمة المصريين . وكان مقتدرا فى الأقوال والأعمال " ( أع 7 : 22 ) وقال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس " لاحظ نفسك والتعليم ، وداوم على ذلك " ( 1تى 4 : 16 ) وقال إنه منذ الطفولية يعرف الكتب ( 2تى 3 : 15 ) أما الرسل الذين لم يكونوا متعلمين ، فقد وهبهم الله علما من عنده بالروح القدس ، حتى فى مجال اللغات التى لم يدرسها ( أع 2 ) ( مت 1. : 2. ) .
·
ويكفى قول الكتاب عن السيد المسيح " المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم " ( كو 2 : 3 ) .بل هو اللوجوس
Logos أقنوم المعرفة والكلمة والنطق والحكمة . وقد قيل عنه إنه " حكمة الله " (1كو 1 : 24 ) وكان السيد الرب يدعو إلى المعرفة ، ويقول " تضلون إذ لا تعرفون الكتب " ( مت 22 : 29 ) إذن فالذى لا يعرف الكتب ، يمكن أن يضل ...·
لذلك لا تأخذ تعليمك من آية واحدة فى الكتاب ..وإن أردت أن تعرف تعليم الكتاب عن موضوع ما ، فلا تقتصر على آية واحدة ، بل أدرس كل ما ورد فى الكتاب عن هذا الموضوع . أقول لك هذا أيضا عن موضوع العلم الذى تسأل عنه .. إن العلم هو هبة لنا من الله ، ننميها ونستفيد بها . هو أعطانا العقل لنملأه بالمعلومات النافعة ، ويبقى بعد هذا سؤالك :
·
هل العلم عمل روحى ؟ وهل أجره عند الله ؟نعم إن العلم وسيلة روحية ، نصل بها إلى أعمال روحية عديدة .
* فأنت مثلا تتعلم القراءة ، فتستطيع بها أن تقرأ الكتاب المقدس وتعرف وصايا الله ، وقصة تعامل الله مع خليقته . أليس هذا عملا روحيا ؟! وأنت بالقراءة أيضا تقرأ الكتب الروجية ، وكتب الصلاة كالأجبية وكتب التراتيل ، والتأملات . اليس هذا عملا روحيا ؟!
·
وأنت بالعلم ، تدرس اللغات . وتستطيع بذلك أن تقرأ أقوال الآباء القديسين المترجمة إلى لغات أجنبية ، وتستفيد بذلك إذ تقرأ المصادر الأولى للعقيدة وعلم اللاهوت والتفسير ، وتاريخ الكنيسة وكثيرا من سير القديسين وأخبار المجامع المقدسة . أليس هذا عملا روحيا ؟!·
إن كليات اللاهوت قديما كانت تدرس طلابها الطب والفلك .وذلك لكى تعيهم فكرة عن قدرة الله فى الخلق . وكما يقول المزمور " السموات تحدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه " ( مز 19 : 1 ) كذلك فى الطب ندرك عجائب الله فى خلقه لهذا الجسم البشرى بكل أجهزته ..
·
وحينما تدرس الرياضة ، إنما تنمى ملكات التفكير والاستنتاخ فى عقلك .ويساعد هذا فى حياتك ، حتى لو لم تتخصص فى الرياضيات . وكذلك دراسة المنطق تساعدك على تنظيم وتقويم تفكيرك وكل هذا نافع لك فى الفهم عموما فى كل ما تقراه كما يقول الكتاب " فليفهم القارئ " ( مت 24 : 15 ) ( مر 13 : 14 ) .
·
* وأنت إلى جوار فائدة العلم فى حياتك الروحية وفى ثقافتك بوجه عام ، تستطيع أيضا أن تفيد المجتمع الذى تعيش بما اقتنيته من العلم فى أى تخصص من تخصصاته .وهذا أيضا عمل روحى . فالعلم أفاد البشرية ، وسهل عليه الحياة والمعرفة والاتصالات ، وبخاصة ما قام به الكومبيوتر والفاكس والتليفون ، والطيران ، وكافة المخترعات النافعة ، وكلها من ثمار العلم .
·
أم لعلك يا بنى ، أهملت دروسك . فتقول ما فائدة العلم ؟! لكى بذلك تغطى على ما أهملته فى أداء واجباتك الدراسية . محتجا بأن الدراسة مضيعة للوقت لإنها ليست عملا روحيا !!·
أعرف أن الأمانة فى كل عمل ، هى عمل روحى .هل تظن أن أمانة يوسف الصديق فى أدارة تموين مصر ، لم تكن عملا روحيا ؟! أتراه كان يترك القمح فى حكمة ، ليعكف على الصلاة ، بينما يقع الشعب فى مجاعة ؟! ويحتج بأن توزيع القمح ليس عملاً روحيا !! كلا ، إن الأمانة فى الواجب وفى خدمة المجتمع هى عمل روحى . وأمانتك أنت فى دراستك ، وإعداد نفسك للخدمة فى المستقبل ، هى عمل روحى ، ويكافئك الله عليه ..
·
أداؤك لواجبك هو عمل روحى ، ونجاحك أيضا عمل روحى .وحينما تكون قدوة فى كل ما تعمل ، وتقدم بهذا درسا للأخرين ، إنما تعمل عملا روحيا لأن الإنسان البار
– كما يقول المزمور الأول – كل ما يعمله ينجح فيه . وكما قال القديس يوحنا الإنجيلى " أروم أن تكون ناجحا فى كل شئ ، كما أن نفسك أيضا ناجحة " ( 3 يو 2 ) ومن الناحية الأخرى حينما لا تذاكر وتفشل فى حياتك ، معتبر أن الدراسة مضيعة للوقت !! حينئذ ستكون عثرة لغيرك ، ويقول الناس إن التدين يقود إلى الفشل !! كلا ، بل هو الفهم الخاطئ للتدين ..التردد
سؤال
أنا باستمرار مصاب بحالة من التردد الشديد عند عمل أى شئ ! فما نصيحة قداستكم لى ؟!
الجواب
·
التردد يأتى من الشك والخوف وعدم المعرفة الوثيقة .فأنت خائف لئلا يكون عملك فيه خطاً ، أو يكون ضاراً ، أو لا يليق . وأنت خائف من النتائج ومن ردود الفعل . وغير واثق مما تعمله ، لئلا يصيبك الندم إن فعلته . لذلك أنت متردد : تعمل أو لا تعمل ...
·
التردد إذن فيه عامل عقلى ، وعامل نفسى .ومن الجائز أن العامل العقلى يؤدى إلى العامل النفسى . فما دام عقلك غير واثق من صحة أو فائدة ما تعمله ، لذلك تصاب نفسيتك بالارتباك والخوف ، فتتردد . لذلك عليك أن تفكر جيدا وتدرس ، حتى تتأكد قبل أن تعمل عملاً ..
وإن كان فكرك لا يساعد ، فاستشر غيرك .
على أن تستشير شخصا موثوقا بمعرفته . وكما يقول الشاعر :
إذا كنت فى حاجة مرسـلا فإرسل حكيما ولا توصه
وإن باب أمر عليك التـوى فشاور لبيبا ولا تعصـه
وعود نفسك أن تبت فى الأمور ، ولا تستغرق وقتا طويلا أزيد مما يجب فى الفحص والتأكد .
الفحص لازم إن كان يأتى بنتيجة . أما الفحص المتردد الذى ينحرف يمنة ثم يسرى دون استقرار ، وإنما يتوه فى متناقضات بغير نتيجة .. فهذا هو التردد ولا ينفعك بشئ واعرف أن كل الأمور ليست خيرة كما تتوقع . فهناك أمور بسيطة لا تخسر فيها شيئا وإن اتخذت قرارا ما أو عكسه .
لذلك جرب البت فى الأمورالبسيطة
وقل لنفسك إن جوربت بالتردد فيها . إن كان تصرفى حسناً ، فهذا خير . وإن أنه خطأ ، سأستفيد منه خبرة تنفعى فى أمور مماثلة .
ثم أدرس متاعب التردد ونتائجه السيئة .
من جهة ما يستغرقه من وقت ، وربما بذلك يضيع أمامك فرصة ثمينة تفقدها بترددك . وأيضا من جهة ما يستغرقه من وقت ، وربما بذلك يضيع أمامك فرصة ثمينة تفقدها بترددك . وأيضا من جهة ما يوقعك فيه التردد من حيرة ، ومن تعب ذهنى ونفسى . وأيضا يجعل شخصيتك مهزوزة لا تستطيع التصرف، أو أنك تستقر على أمر ، ثم تعود وترجع فيه لتسير فى طريق عكسى وهكذا تقع فى مشاكل اجتماعية من جهة ثقة الناس وعدم أحترامهم لشخصيتك .
تعود إذن التفكير المتزن والجرأة والاستشارة ، وعدم العودة إلى مناقشة أمر استقر رأيك عليه ورأى محبيك ومشيريك . وليكن الرب معك .
الباب الثالث
أسئلة إجتمـاعيـة و روحـيــة
تحب شاباً ولا يعرف
سؤال
تقول فتاة إنها تحب شاباً أكبر منها بست سنوات ، وقد تعلق به وأصبح يشغلها عن دروسها ، وهو لا يعرف شيئاً عن محبتها له . فماذا تفعل ؟
الجواب
المفروض أن هدف الحب والتعلق بين الشباب ، هو الزواج . فهل يمكن لمثل هذا الشاب أن يتزوج هذه الفتاة ، وهو لا يعرف شيئاًُ عن محبتها له . وربما لا يدور إسمها في ذهنه ؟
المشكلة أن الشاب إذا أحب فتاة يمكنه أن يتقدم لخطبتها ، بينما الفتاة لا تستطيع ذلك .
أي ان الشاب يستطيع أن يذهب إلى والد الفتاة ويقول له إنه يريد أن يتزوج إبنته ، وليس في ذلك أي عيب على الإطلاق ، لأنه الطريق الطبيعي . فالشاب هو الذي يقوم بالعمل أفيجابي . أما الفتاة فلا تستطيع أن تتقدم لأسرة الشاب لتطلب الزواج به !!
الفتاة تنتظر إلى أن تأتي من بخطبها ولها أن توافق أو ترفض .
وهي لا تعرف من سيأتي ؟ أو متي يأتي ؟ لذلك فإن تعلقها بشاب لا يعرف مشاعرها نحوه أمر يتعبها نفسياً . وقد تكون لهذا الشاب أسباب تمنعه من الزواج بها .
فربما يكون مرتبطاً عاطفياً بفتاة أخري ، أو تكون والدته أو والده يريدان له التزوج بإحدي قريباتهما ، أو تكون ظروف هذا الشاب الإجتماعية أو االمالية لا تسمح له حالياً بالزواج ، وسوف ينتظر فترة لا تستطيع تلك الفتاة أن تنتظرها ، بلا أمل ولا وعد !! أو قد يكون قد عزم على الرهبنة مثلاً
لذلك فتعلق الفتاة بشاب لا يعرفها هو سبب تعب نفسي وإجتماعي لها .
وأنا أنصح القتيات بالبعد عن هذا التعلق الخيالي الذي لا يأتي بنتيجة . وعليها أن تصلي وتقول للرب " إن كنت ترى هذا الشاب من نصيبي ، فيمكن أن تهيئ السبيل إلى ذلك . وإن أعدت لي زوجاً آخر ، فانزع هذا التعلق الحالي من قلبي " . وعليها أن تنتظر ما تدبير مشيئة الله لها .
ولكن قد تقول بعض الفتيات : لسنا العنصر السلبي في الزواج . فإن أحببنا أحداً يمكن أن نلفت نظره إلينا فيأتي !!
اقول إن الفتاة التي تحاول بأنواع وطرق شتي أن تجذب شاباً وتلفت نظره إليها ، قد تتحول إلى الإباحية والإستهتار . وربما لا تنفع هذه الطريقة عند الشباب ، ولا يوافق أن يتزوج بمثل هذا النوع . ويفضل عليها الفتاة المحتشمة المتمنعة ...
فنصحتي البعد عن مثل هذا الحب والتعلق ...
كما يجب أن تبعدي عن الخطوة الأولي التي تقود إلى هذا التعلق .
ولا تشغلي عقلك بشاب لا تضمنين ماذا ستكون علاقتك به . بل كوني حكيمة ، وفكري باستمرار في النتائج التي تجرك إليها عواطفك . ولا تسيري في طريق مسدود . \وانتظري الرب ، ومن يرسله إلى طريقك ويراه مناسباً لك .
وحاولي أن تشغلي فكرك بأمور أخري ، غير التعلق بشاب ربما تكونين بعيدة تماماً عن فكره ...
كسـر الـنـذر
سؤال
نذرت أن أصوم صوم العذراء 21 يوماً بماء وملح . ولم أتمكن لأن صحتي لم تساعدني . فهل أحوله إلى صوم عادي ؟ أم ماذا أفعل ؟
الجواب
المفروض أنك لا تنذر إلا ما تستطيع الوفاء به .
لذلك فالتسرع في النذربغير تفكير ، هو أمر خاطئ . فكر جيداً قبل أن تنذر . لا أن تنذر ثم تفكر . والكتاب يقول " خير لك أن تنذر ، من أن تنذر ولا تفي ( جا5 : 5 ) . ومع ذلك اقول لك :
إن عبارة " صوم بماء وملح " أصطلح الناس على أنها صوم بغير زيت .
والأمر ليس صعباً كما تقول . ففي الصوم بماء وملح تجوز كل الفاكهة والخضراوات والخز طبعاً ، والطبيخ بغير زيت ، والبقوليات . وكلها أمور نافعة للصحة . وليس الزيت هو الذي يقيم قوتك ، استعض عنه أحياناً بالليمون .
وإن تعبت ، لا تكسر نذرك . احتمل قليلاً وسوف تتعود وتقدر . وثق أنك إذا تعبت واحتملت ، فإن نعمة الله لن تتركك ، وستعطيك القوة لكي تكمل ...
وإلا كيف كان يسلك المتوحدون ، وكذلك النباتيون ؟ وماذا أيضاً عن صوم أسبوع الآلام ، وهو أشد بكثير من صوم الماء والملح ، وليست فيه فاكهة ولا سكريات على الإطلاق ، والناس يحتملون هذا الصوم بكل ارتياح ولا يكسرونه .. ؟
لم آخذ عقوبة
سؤال
أنا خاطئ وضال ، إقترفت الكثير من الخطايا . واعترفت وتناولت من الأسرار المقدسة . وإب اعترافي لم يعطني عقوبة يتعبني لأني لم أخذ عقوبة لكي أستريح .
الجواب
ليس كل آباء الإعتراف يوقعون عقوبات على المعترفين .
وبخاصة لو كان المعترف نادماً جداً ومنسحق القلب في إعترافه ، فيري هؤلاء الآباء أنه يكفيه ذل نفسه من الداخل . ويضعون أمامهم مثال السيد المسيح الذي قال للمرأة المضبوطة في ذات الفعل " ولا أنا أدينك . أذهبي ولا تخطئي أيضاً " ( يو8 : 11 ) . وكذلك منحه المغفرة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ، دون ان يوقع عليها أى عقوبة بل قال لها " إذهبي بسلام " ( لو7 : 48 ، 50 ) .
المفروض ان صلاة التحليل هي التي تريحك ، وليس العقوبة .
فمادمت قد سمعت كلمة المغفرة ، هذا يكفي .. ومع ذلك فكثير من الخطاة يشعرون بألم داخلي ، لأنهم جرحوا قلب الله بخطاياهم ،وليس لأن خطاياهم لم تغفر . فداود النبي بعد خطاياه ( مز6 ) .. على الرغم من أن الله عاقبه أيضاً . لأنه بخطيئته " جعل أعداء الرب يشتمون " ( 2صم12 : 14 ) .
لذلك مادامت العقوبة تريحك ، لك عندي نصيحتان :
1إما أن تصارح أب إعترافك وتطلب منه عقوبة .
2أو ان تعاقب نفسك بنفسك .
وأول عقوبةوفي نفس الوقت هي علاجأن تضبط نفسك جيداً من جهة الخطية التي ارتكبها ، وأن تبعد عن كل أسبابها .
وأن تبكت نفسك ، وتمنع ذاتك عن بعض ما تشتهيه . فأنت تعرف جيداً ما هو الذي يتعبك ربما أكثر مما يعرف أب إعترافك عنك . ولكن في معاقبتك لنفسك ، ليكن ذلك في حدود المعقول ، وفي حدود احتمالك . ويمكن أن تستشير أب إعترافك في ذلك .
أريد أن أتناول وأخي يرفض مصالحتي
سؤال
يوجد خلاف بيني وبين أخي ، وحاولت أن أتصالح معه . ولكنه لا يرضي عني . وأريد أن اتناول . فماذا أفعل لكي أنال بركة التناول ؟
الجواب
كونك تريد مصالحته وهو يرفض ، معناه أنك أخطأت في حقة خطأ جسيماً مازال أثره في نفسه ، ولم يستطيع أن يغفر .
ذلك لأن الخطأ البسيط من السهل التسامح فيه . ومن غير المعقول أن أخاك يرفض مصالحتك لأجل غلطة عابرة أو بسيطة . إنه درس لك ، أنك تحترس في المستقبل حتى لا تقع في مثل تلك الغلطة . ولا تخجل من أن تذهب إليه مرة ثانية وثالثة وأكثر من ذلك ، وتستسمحه .
ولا مانع من أن توسط والدك أو والدتك ، أو بعض أقاربك . وأطلب منهم أن يسألوه ماذا يطلب منك لكي يغفر لك . وثق أنك بعد كل هذا التعب ، لن تكرر ذلك الخطأ . فالمعروف أن المغفرة اليت تأتي بسهولة ، لا يشعر فيها الإنسان بثقل الخطية ، وما أسهل أن يكررها . أما الخطية التي يبذل جهداً كبيراً على مدي طويل لتلاقي نتائجها ، فهذه من الصعب أن تتكرر ، لأنه ذاق مذلتها .
وفي كل مرة تشتاق إلى التناول ، وبخ نفسك ، وقل : أنا لا أستحق لأنني تسببت في غضب أخي على ، ذلك الغضب أخي على ، ذلك لم يستطع أن يتخلص منه ، بسبب خطأ مني لم يستطيع أن ينساه .!
يتعبني الشك
سؤال
ماذا أفعل لأن الشك يتعبني ، ويحطم حياتي العائلية والإجتماعية ، ويكاد يتسبب في ضياع مستقبلي ، ويعكس آثاره على جسمي وعقلي . وأنا مهدد بأزمة نفسية ، فلا أثق بأحد ولا بنفسي ...
الجواب
فلينقذك الرب يا إبني من هذا الشك . واعلمالشك على نوعين : شك يأتي داخل قلب الإنسان ، من طبيعته الشكاكة . وآخر يأتي بأسباب خارجية تجعله يشك . وإذا إزداد الشك فقد يتطور إلى الحالة تحكيها في سؤالك . وتوجد تدارايب روحية لمعاجة الشك :
1تدريب حسن الظن ، أو تبرير الأمور :
فبدلاً من أن يأخذ الأمور بتأزم يوصل إلى الشك ، حاول أن تمزجها بنية طيبة ، وتوجد لها تبرير أو مفهوماًُ مقبولاً .
2يمكن أن يعالج الشك بالمصارحة .
ولكن بمصارحة لا تحمل أسلوب الاتهام ، لئلا تفقد علاقاتك مع الآخرين . إنما أقصد المصارحة بأسلوب السؤال ، بهدوء يطلب التوضيح ، فقد تسمع إجابة تريحك وتزيل شكك . فتقول مثلاً للشخص الذي شككت فيه " أنت تعلم محبتي وثقتي فيك . ولكن هناك مسألة لم أفهمها ، أرجو توضيحها " .
3حاول إن جاءك الشك ، أن لا تتمادي فيه .
وقل لنفسك إن الشك سيصبح ناراً داخل فكري تتلف أعصابي . لذلك أوقف شكوكك عند حد . وقل : سأحاول أن أستوضح الأمر فيما بعد ، أو قل : هذا الشك غير معقول بسبب كذا وكذا . أو رد على نفسك قائلاً : كم مرة شككت ، واتضح لي أن شكوكي ليست سليمة .
4كذلك ابعد عن الأسباب التي تسبب الشكوك .
فلا تدخل نفسك في مجال استقصاء الأخبار ، والبحث عن حقيقة مشاعر الناس نحوك ، أو تحلل تصرفاتهم بأسلوب يتعبك . ولا تتذكر ماضياً يزيد شكك .
لإطلاق اللحية للحزن
سؤال
عند وفاة أحد الأقارب في بعض مناطق الصعيد ، في فترة الأربعين يوماً ، يطلق الشاب أو الرجل لحيته . فهل لهذا مبرر في الكتاب المقدس ؟
الجواب
في الكتاب المقدس ، سواء في العهد القديم أو العهد الجديد ، كان جميع الرجال يطلقون لحاهم . ولم يكن حلق اللحية معروفاً في ذلك الزمان ...
أما الذي يقصده صاحب السؤال فهو :
إن البعض يطلق لحيته كعلامة للحزن على قريب عزيز .
لعل الذين يفعلون ذلك يعتبرون أن حلاقة الذقن ( اللحية ) هي نوع من التزين أو الوجاهة التي لا تناسب حزنه ! فيترك شعر لحيته مرسلاً بدون حلاقة .
أما مدة الأربعين يوماً ، فليست قاعدة هناك من يطلق لحيته لمدة سنة أو أكثر .
إنها مجرد عادة إجتماعية عند البعض لا علاقة لها بالدين .
أو هي مجرد تعبير عن مشاعر ، بهذا الأسلوب الذي رىه صاحبه وهناك من كان يعبر ب\ريقة أخري ، كأن يصوم مثلاً في نفس اليوم مثلما فعل داود النبي لما سمع بموت شاول الملك مسيح الرب ( 2صم1 : 12 ) .
والبعض يري أن الحزن هو شعور في القلب ، سواء حدث التعبير عنه بأسلوب خارجي أو لا .
فبالنسبة إلى ما ورد في السؤال عن إطلاق اللحية اربعين يوماً :
1هل لو حلق هذا الشخص لحيته بعد الأربعين يوماً ، كون معني ذلك أنه قد تعزي وأبطل الحزن ؟ و تكون فترة الحداد في نظره قد إنتهت وعاد إلى حياته الطبيعية ؟
2هل إذا لم يطلق لحيته في وفاة قريب آخر ، يكون هذا دليلاً على أن هذا القريب لم يكن عزيزاً عليه ؟!
3ما أكثر الذين يطلقون لحيتهم كعلامة للحزن ، وفي نفس الوقت يضحكون مع غيرهم ، ويتبادلون الفكاهات على الرغم من إطلاق اللحية . ألا يدل هذا على التناقض ؟! وعلى أن إطلاق اللحية كان مجرد مظهر خارجي !
أما الذين يكون لهم حزن قلبي حقيقي ، فهؤلاء لا يضحكون ، ويعز عليهم حلق لحاهم .
4ومع ذلك قال الكتاب :
" لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم " ( 1تس4 : 13 ) .
كيف أقضي وقتي ؟
سؤال
عندي وقت كثير ، لا أعرف ماذا أعمل فيه ؟
الجواب
ما أسعدك ، إذ عندك وقت . هناك من تتلفهم المسئوليات والمشغوليات ، ولا يجدون لها وقتاً ، ويتمنون ما عندك .
استغل وقتك من أجل فائدتك الشخصية ، ومن أجل فائدة الآخرين .
استفد من الوقت في نمو نفسك روحياً وفكرياً ، ودراسياً ، ورياضياً أيضاً إن كنت من هواه " ذلك .
هناك من يستغل الوقت لأجل ثقافته ، وزيادة معلوماته ، مما يفيده ويوسع مداركه ، أو يزيد مواهبة وإمكانياته . كمن يتعلم كومبيوتر ، أو تلكس ، أو آلة كاتبة ، أو لغة أجنبية .
يمكن أن تستفيد من الوقت روحياً : في قراءة الكتاب المقدس ، وقراءة سير القديسين ، وفي حفظ المزامير والصلوات والألحان وبعض آيات وفصول من الكتاب .
ويمكن أن تستغل وقتك في الخدمة : في الإفتقاد ، وزيادة الحالات المحتاجة ، وحل مشاكل الآخرين ، وما تتطلبه الكنيسة من خدمات ...
يمكن أن تستفيد روحياً أيضاً ، بتقضية الوقت في الصلاة ، والتأمل ، وحضور القداسات والاجتماعات الروحية . وإن كنت خادماً ، يمكن أن تقضي وقتاً في تحضير دروس للخدمة .
ويمكن أن تقضى وقتاً في مكتبة أو أية مكتبة دينية أخري متاحة لك .
هناك من يقضي وقت فراغه في عمل لإضافي يكتسب منه إيراداً يساعده في حياته ، أو يساعد به أسرته .
وعلى أية الحالات يمكنك الإستفادة من الوقت حسبما يناسب سنك وروحياتك وثقافتك ومواهبك وهواياتك .
فبعض الناس مثلاً لهم هوايات فنية أو أدبية يستغلون فيها وقتهم ، كالرسم مثلاً ، أو الموسيقي ، أو كتابة القصص ، أو تأليف الشعر والتراتيل .
احترس من أن تقتل وقتك فيما يقتل روحياتك : في أفكار شريرة ، أو في أحلام اليقظة . كذلك لا تقضي وقتك في مشاعر الضجر والسأم والقلق ، او طياشة الأفكار ... كما لا تقضي وقتك مع أصحاب السوء .
ليكن وقتك معك ، لا ضدك .
تطلبني لحضور اجتماعا تهم
سؤال
أنا فتاة موظفة ، ولي زميل غير أرثوذكسي . وأخته تحضر إلى في مكان عملي لتقعنعني بالذهاب إلى كنيستهم تبع مذهبهم . فماذا أفعل ؟ وما هو الرد اللائق منعاً للإحراج ؟
الجواب
قولي لها : ابحثي عن الأخوات اللائي لا يذهبن إلى الكنائس والإجتاعات الدينية لدعوتهن إلى الإجتماع الروحي .
أما أنا فأحضر إجتماعاتنا الروحية في كنائسنا . فلماذا تلحين على لتغير كنيستى وتحويلي إلى كنيسة أخري ؟!
بل قولي لها أيضاً : إن أردت أنت شخصيتنتفعي روحياً ، فيمكن أن تحضري عندنا ، حيث تستمعين بالألحان القبطية الجميلة وترين روعة القداسات وتأثيرها الروحي ، وكذلك ما في كنائسنا من مزامير وطقوس وقراءات وأيقونات ، كلها لها فاعليتها الروحية في النفس .
لا تكوني خجولة مع هذه الفتاة . بل كوني حازمة ، وكوني مخلصة لعقيدتك وكنيستك ، فهي الكنيسة الأم التي خرجت منها كل تلك الطوائف .
زوجها مدمن
سؤال
أعرف إنسان متزوجة منذ 3 سنوات ، وزوجها أدمن المخدرات بأنواعها ، مما ادي إلى فقده نصف ثروته المادية ، ومما أثر على حياتها كزوجة معه . وهي الآن منفصلة عنه في بيت آخر . وتزيد الإنفصال عنه بالطلاق . فما رأي الكنيسة ؟
الجواب
أولاً : الكنيسة لا تسمح بالطلاق بسبب المخدرات . فتعلم الكتاب واضح أنه لا طلاق إلا لعله الزني .
ثانياً : ننصح هذه الزوجة بإدخال في كصحة من المصحات التي تعمل في معالجة المدمنين وهي كثيرة . وعندنا منها مركز تابع لأسقفية الخدمات . يمكن اعتبار مثل هذا الزوج مريضاً يحتاج إلى علاج .
ثالثاً : لماذا صبرت عليه الزوجة طول هذه المدة ، حتى تمكنت منه المخدرات ، وحتى فقد نصف ثروته . ماذا كان السبب ؟ وما نقطة التحول عنده .
على كل الفرصة متاحة لعلاجه ...
خروج الخطيبين معاً
سؤال
إلى أي مدي يكون التعارف في فترة الخطبة ؟
وهل خروج الخطيبين معاً حرام ؟
الجواب
خروجهما معاً ليس حرام ، بشرط أن يكون ذلك بمعرفة عائلة الخطيبة ، وبشرط عدم الوقوع في أخطاء عاطفية .
فترة الخطوبة هي فترة تعارف . فيها كا من الخطيبين يعرف الآخر ، ويري هل يمكن أن يتوافق مع طبعه أم لا . ولكن كيف يمكن لهما أن يدرس كل منهما نفسية الآخر وأسلوبه وطبعه ، إن لم يخرجا معاً ..
بعض العائلات تسمح لهما بالإلتقاء في البيت . وبعض العائلات تسمح بهذا الخروج في صحبه أخ أو أخت للخطيبة . ولا شك أن في هذا لوناً من التضيق لا يسمح بالتعارف الكامل .
المهم في الأمر أن تكون الخطيبة حريصة على عفتها .
فلا تتسبب في أمور عاطفية ، ربما تسبب فسخ الخطوبة فيما بعد ، كما لا تعطي خطيبها فكرة حسنة عن أخلاقياتها .
كما أن هذه الممارسات العاطفية لا تعطي فرصة كل منهما لدراسة الآخر ومعرفة طبعة وعقلية ونفسيته وصفاته الأخري ... وبعد ذلك قد تنكشف الحقيقة بعد الزواج ، ويحدث الخلاف ، ولا يوجد علاج ....
التزوج بأرملة
سؤال
أريد أن أتزوج بأرملة في مثل سني . وأنا أحبها ولا أستطيع الإستغناء عنها . وعائلتي لا توافق . فماذا أفعل؟
الجواب
من الناحيتين القانونية والكنسية ، لا توجد مانع . كما أن الأرامل من حقهن أن يتزوجن .
ولكن : ابحث أولاً ما هي الإعترافات التي تقدمها أسرتك ؟
وأيضاً : هل هذه الأرملة لها أبناء أم ليس لها ؟
وإن كان لها أبناء ، فما سنهم ؟ وهل تستطيع أنت تسلك معهم كأب ، بكل الحب ، ولا تفريق مع أبنائك إن تزوجها وأنجبت منها أبناء ؟
على كل فالزواج ، يدخل في نطاق ( الأحوال الشخصية ) . فهي أمور شخصية خاصة بك ، تتعلق بالقلب وأيضاً بالحكمة ...
اللحية وشعر الرأس
سؤال
أولاً : تعبير كاهن ( علماني ) تعبير غير سليم .
لأن العلماني هو الشخص المشتغل بأمور العالم ، وليس بأمور الكنيسة . أما الكاهن فهو إنسان مكرس للرب . هو من الإكليروس ، نصيب الرب . ولكن لما نشأت الرهبنة وانتشرت ، حدث في بعض العصور المتأخرة إنهم أرادوا أن يميزوا الراهب المكرس لله في البرية بعيداً عن العالم وخدمته ، من الكاهن الذي يخدم الرب في العالم ، فقالوا عن هذا الأخير إنه كاهن علماني . ولكن هذا التعبير غير سليم وقد صححناه حالياً .
فالأفضل أن يسمي " الكاهن المتزوج " .
وذلك تميزاً له عن الكاهن الراهب ، والكاهن البتول . ونتعبد عن إستخدام عبارة العلماني . فلا يختلط معني المشتغل بالعلميات أو بأمور العالم ، بمعني المشتغل بخدمة الله في العالم ... ننتقل بعد هذا إلى نقطة أخري في السؤال وهي :
ماذا يعني إطلاق اللحية والشارب ؟
صاحب السؤال يري أن ذلك له علاقة بتكريس الكاهن . والواقع إن كان هذا هو بعض المفهوم في عصرنا ، إلا أنه لم يكن كذلك في العصور القديمة . فقديماً كان الرجال يطلقون شعر لحاهم وشواربهم ، سواء كانوا علمانيين أو كهنة ، فلاحين أو قواد جيش أو ملوكاً أو أشخاصاً عاديين . ويظهر هذا في العصور القديمة ثم حدث أن العلمانيين بدأوا يحلقون شعر اللحية . والبعض يحلق الشارب أيضاً أو يستبقية ، أو يستبقي جزاءاً منه .
أما المكرسون للرب ، فاحتفظوا بشعر لحاهم وشواربهم ، باعتبار أن هذ هو الوضع الطبيعي .
ليس هذا بالنسبة إلى الكهنة فقط ، إنما أيضاً بالنسبة إلى الرهبان الذين لم يرسموا كهنة ، حتي الراهب المبتدئ . وقديماً كانت الرهبنة بعيدة عن الكهنوت . ومع ذلك كان الرهبان يستمرون في إطلاق اللحية والشارب ، سواء سيم البعض منهم كهنة أو بقوا بدون سيامة كهنوتية .
وكان الشماس ( الدياكون الكامل ) يطلق لحيته وشاربه أيضاً .
أما عن تربية الشعر بالنسبة إلى بعض الرهبان :
فهي علامة على نذورهم أنفسهم للرب . وهذا واضح في الكتاب المقدس في نذر شمشون للرب ؟ إذ قال ملاك الرب المبشر بميلاده " لا يعل موسي رأسه ، لأن الصبي يكون نذيراً لله من البطن " ( قض13 : 5 ) .
واخوتنا في الكنائس الأرثوذكسية البزينطية ، كلهم يربون شعر رؤؤسهم ، شمامسة وكهنة ورهباناً وأساقفة ورؤساء أساقفة ، ويظهر هذا أحياناً ...
والرهبان الذين يربون شعر رؤسهم يغطون ذلك بالقلنسوات فلا يظهر .
أما الكاهن المتزوج ، الذي ليس في طقسه أن يلبس قلنسوه ، فإنه إن أطلق شعر رأسه ، فسوف يظهر هذا الناس . لذلك ينذر أن يوجد كاهن متزوج يطلق شعر رأسه .
هل يخالف أمه ؟
سؤال
ما ذنب يعقوب في أنه أطاع أمه رفقة في الحيلة التي دبرتها له وخدع بها أباه لينال الربكة فعاش حياة كلها تعب ( تك47 : 9 ) ، وخدعه خاله لابان في زواجه ( تك29 : 25 ) وغير أجرته عشر مرات ( تك31 : 41 ) كما خدعه أبناؤه وقالوا له إن يوسف قد افترسه وحش رديء ( تك 37 : 3133 ) . وتركوه ينوح عليه ويرفض أن يتعزي ( تك27 : 24 ، 35 ) .
فهل كان ممكناً أن يخالف أمه في أمر كان هو إرادة الله فيه ، منذ الحبل به ( تك25 : 23 ) ؟
الجواب
نعم ، كانت إرادة الله أن ينال يعقوب الربكة .
ولكن لم تكن إرادة الله أن يخدع يعقوب أباه .
وكان يعقوب يعلم تماماً إن خداعه لأبيه خطية كبيرة يمكن أن تحل عليه اللعنة بسببها بدل البركة ( تك27 : 12 ) . ولهذا ما كان يجوز له أن يطيع أمه في خطية . والمعروف أنه " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس " ( أع5 : 29 ) . وقد قال الرب :
" من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني " ( مت10 : 37 ) .
الطاعة للأم وأجبة ، ولكن داخل نطاق وصية الرب . ولا تطكون طاعة في خطية ولذلك قال الرسول " أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب ، لأن هذا حق " ( أف6 : 1 ) ونركز هنا على عبارة ( في الرب ) . لأن خارج ذلك لا تكون طاعة .
تقول ما ذنب يعقوب ؟ أوقول لك ذنبه أنه خدع أباه ، حتى لو كان ذلك بتدبير أمه كان يمكنه أن يمتنع ويقول لأمه " لا أستطيع أن أخدع أبي " . وفعلاً هو إعترض ، ولكنه استسلم للخديعة التي دبرتها أمه بعد قولها له " لعنتك على يا أبني " ( تك27 : 13 ) .
وفي الواقع كانت في قلبه رغبة هي التي جعلته يطيع الخديعة التي دبرتها أمه .
بدأت هذه الرغبة منذ أن أنتهر جوع اخية ، فطلب منه أن يبيعه البكورية بأكله عدس ( تك25 : 2934 ) . فبالإضافة إلى أنه أطاع أمه فيما ألبسته ملابس عيسو ، وكست يديه وعنقة بجلد المشعر . فإن حديثه مع أبيه كان كله كذباً بقوله أنا عيسو بكرك . قد فعلت كما كلمتني . قم أجلس وكل من صيدي .. الرب إلهك قد يسر لي ( تك27 : 1924 ) .
وكرر الكذب حينما عاد أبوه يسأله ( تك27 : 24 ) . \
ذنب يعقوب ليس فقط طاعة أمه في الخطأ ، إنما أيضاً في كذبه ، ولجوءه إلى طرق بشرية غير إلهية . وأيضاً إستغلاله عمي أبية ، وواضح أن أباه كان متشككاً ...
البخور في المنازل
سؤال
هل يجوز التبخير في المنازل ؟
الجواب
إن كان أحد الآباء الكهنة يرفع بخوراً في بيت ، فهذا جائز ، ونافع .
فمن الممكن أن يصلي أحد الأباء الكهنة طقس القنديل ( سر مسحة المرضي ) لمريض في بيت . وفيه يرفع بخوراً .. أو أن يقوم بطقس ( تبريك المنازل الجديدة ) في منزل جديد وطبعاً يرفع بخوراً .. أو صلاة اليوم الثالث في تعزية أسرة توفي أحد أفرادها .
أما أن يرفع أناس بخوراً في منازل . فلا أعرف ما هدفه ؟!
صنع البخور ورد في سفر الخروج . وقيل إنه أقداس للرب . وإنه لا يصنع مثله في المنازل .
ولم يكن مسموحاً لأحد برفع البخور ، إلا الآباء الكهنة وحدهم . فلما فعل ذلك قورح وداثان وأبيرام ، فتحت الأرض فاها وابتلعتهم ( عد16 : 31 ، 32 ) ” .وخرجت نار من عند الرب وأكلت المائتين والخمسين رجلاً الذين قربوا البخور " ( عد16 : 35 ) .
في بعض البلاد العربية يوقد الناس بخوراً في منازلهم ، لأسباب إجتماعية أو صحية ، وليس لأسباب دينية .
أما أنتم إن أردتم بخوراً في منازلكم ، فاطلبوا من أحد الأباء الكهنة أن يرفع البخور في المنزل ، فتنالون بركة الصلاة المصاحبة للبخور ، وبركة البخور .
قيمة توبة المريض
سؤال
يقلل البعض من قيمة توبة المريض ، على إعتبار أنه في حالة احتياج إضطرته إلى التوبة . ويقولون في ذلك عبارة " توبة المريض " . فما رأي الكنيسة في هذه العبارة ؟
الجواب
1الذي يحكم على التوبة ، هو الله فاحص القلوب .
فاللهوليس نحن ، هو الذي يعرف هل توبة المريض توية حقيقية من قلبه ، أم توبة ظاهرية مؤقتة ؟ وهل سيبقي المريض في توبته بعد شفائه أم يتغير ؟
أما أن نحكم حكماً عاماً على جميع المرضي بأن توبتهم مريضة ، فهذا حكم ظالم وعن غير علم بما يدور في قلوبهم من مشاعر ، وفيه أيضاً خلط بين التائب الحقيقي ، وغير الحقيقي ..!!
2قد يسمح الله بالمرض ، كوسيلة تقرب الناس إلهي .
إن إصابة إنسان بمرض شديد ، أو إحتياجه إلى إجراء عملية خطيرة ، قد يؤثر فيه أكثر من عشرات العظات ، وأكثر من قراءة كتب روحية عديدة ، إذ قد يذكره باحتمال الموت ووجوب الإستعداد له ، فليلجأ إلى التوبة ، طالباً منه الرحمة والمغفرة والشفاء . وكل ذلك بقلب صادق جداً وبمشاعر حقيقية .
3وإن قيل إنها توبة في حالة ضيقة ، فالله نفسه يقول :
" ادعني وقت الضيق ، أنقذك فتمجدني " ( مز50 : 15 ) .
إذن الله يقبل الصلاة في وقت الضيق ، بل يدعو إليها . ولا يقول إنها مريضة ، أو صلاة مرفوضة أو مضطرة !! كلا .. بل إن الله يسمح بالضيقات ومنها الأمراضليجذبنا بها إليه .
وما أكثر الذين صلوا إلى الله في ضيقاتهم .
واستجاب الله تلك الصلوات ، ولم يقل بدافع من الضيق ، وليست بدافع من الحب . والأمثلة على ذلك لا تدخل تحت حصر ، ويكفي فيها أن نذكر قول المرتل في المزمور :
في ضيقي صرخت إلى الرب ، فاستجاب لي " ( مز120 : 1 ) . \
وأيضاً قوله " في ضيقي دعوت الرب ، وإلى إلهي صرخت . نسمع من هيكله صوتي وصراخي قدامه دخل أذنيه " ( مز18 : 6 ) . أنظر أيضاً ( مز77 : 2 ) ( مز86 : 7 ) .
4ولاننسي صلاة يونان النبي في بطن الحوت .
إنها ليست مجرد صلاة إنسان في مرض محتمل الشفاء . إنما صلاة إنسان في حكم الموت . ومع ذلك قال " دعوت من ضيقي الرب فاستجابني . صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي " ( يون2 : 2 ) . ولم يقل الرب إنها صلاة مريضة ، أو إن توبة مريضة في قول يونان " حين أعيت في نفسي ، ذكرت الرب . فجاءت إليك صلاتي " ( يون2 : 7 ) .
بل استجاب لخه الرب ونجاه وأخرجه من جوف الحوت ، على الرغم من أن الرب كان يعلم أن بعد هذه النجاة ، سوف يغتم يونان ويغتاظ ، لما قبل الرب توبة نينوي ( يون3 : 10 ، 4 : 1 ) .
وقد قبل الرب توبة اللص على الصليب .
ولم تكن مجرد توبة كتوبة أحد المرضي الذين بينهم وبين الموت شهور أو سنوات أو حتي ايام ، أو كتوبة مرضى يمكن أن يشفوا 00 بل كانت توبة اللص هى توبة إنسان بيته و بين الموت ثلاث أو أربع ساعات 00 و مع ذلك لما قال فى توبته " اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك " قبل الرب توبته واستجاب له قائلاً " اليوم تكون معى فى الفردوس " ( لو 23 : 43 ) 0 ولم يقل له مطلقاً إنها توبة مريضة !!
5-حقاً إن الناس ليسوا مثل الله فى طيبته ولطفه وقبوله لتوبة الخطاة !!
ولذلك حسناً قال داود النبى " أقع فى يد الله – لأن مراحمه كثيرة – و لا أقع فى يد إنسان " ( 2صم 24 : 14 ) 0 إن وقع مريض تائب فى يد إنسان قاس ، يقول إن توبة هذا المريض هى توبة مريضة أما عندالله ، فتوبة هذا المريض مقبولة
6-يكفى فى ذلك قول الرب : "من يقبل إلى ، لا أخرجه خارجاً " ( يو 6 : 37 ) 0
من يقبل إليه فى أى وقت ، و تحت أية ظروف ، حتى أصحاب الساعة الحادية عشرة ، حتى الإبن الضال الذى رجع إلى أبيه ، حينما قرصة الفقر و العوز و الاحتياج فجاع واشتهى خرنوب الخنازير ولم يعطه أحد ( لو 15 : 16 ) 000 ولم يقل له أبوه إن توبته مريضة ، لأن الدافع إليها هو الجوع !! بل قبله إليه ، و ذبح له العجل المسمن ، وفرح بتوبته 00
7- لذلك لا يجوز لنا أن نحتقر توبة أحد !!
و لا نقلل من شأن توبته ، يحكم قاس ظالم 0 وإن كان الله يفرح بتوبة التائبين ، و تفرح معه ملائكة السماء ( لو 15 : 7 ، 10 ) 0 فهل نجرؤ نحن إلى هذا الحد الذى الحد الذى فيه ندين توبة المرضى ، بغير معرفة بحالة قلوبهم ، وبحكم عام يشمل الكل ؟!
8- و إلا لماذا نناول المريض من الأسرار المقدسة ؟!
ليس فقط حينما يأتى إلى الكنيسة و يحضر القداس 0 بل الأكثر من هذا ، يذهب إليه الأب الكاهن فى البيت أو المستشفى ، و يقدم له الأسرار المقدسة ، و المعروف أنها لا تقدم إلا التائبين 0 معنى هذا إذن : قبول توبته ، و ليس إدانتها بأنها توبة مريضة !!
9-و نحن نقدم للمريض سراً كنسياً آخر ، هو سرمسحة المرضى
و ندهنه بالزيت المقدس ، و نصلى من أجله سبع صلوات 0 و لا نساله عن صحة توبته ، إنما يكفى أنه تائب 00
شرب القهوة
سؤال
جاءنا هذا السؤال من إحدي الخادمات : هل شرب القهوة حرام ؟
الجواب
ليس شرب القهوة حراماً ، إنما احترسي من أن تتحول إلى كيف ، أي إلى مزاج مسيطر .
فالقديس بولس الرسول يقول : " كل الأشياء تحل لي ، ولكن لا يتسلط على شئ ( 1كو6 : 12 ) . فالعادة التي تتسلط على الإنسان تفقده حريته . والمفروض في أولاد الله أن يكونوا أحراراً ( يو8 : 36 ) .... لا يتحكم فيهم أكل ولا شرب .
كما أن شرب القهوة كثيراً يزيذ من ضغط الدم .
وزيادة ضغط الدم يضر في هذا المجال عن القهوة ، نقوله أيضاً عن الشاي وباقي المكيفات ، أي التي تتحول إلى كيف ، أي مزاج مسيطر . ولعل كلمة ( كيف ) أخذت من تأثير مادة الكافيين الموجودة في القهوة ، والتي أخذت القهوة إسمها منها في بعض اللغات Cofe COFFEE .
إذن خلاصة ما أقوله في إجابة سؤالك هي :
يمكن أن تشربي القهوة ، فهي ليست حراماً .
بلا تجعليها عادة مسيطرة عليك .
جلا تشربي بكثرة تضر بضغط الدم عندك .
تتعبني صراحتي
سؤال
أنا إنسان صريح ، أحب الصراحة . ولا أحب أن أكون بوجهين ، أجاهل الغير بأحد الوجهين ، بينما أتضايق من أخطائه ..
ومع ذلك فإن هذه الصراحة تسبب لي مشاكل مع من أصارحهم برأيي فيهم أو في تصرفاتهم . فهم يتعبون ، ويسببون لي متاعب .
فماذا أفعل ؟ هل من الحرام أن أتكلم بصراحة ؟
الجواب
الصراحة ليست حراماً . لكن المهم مع من تكون ؟ وكيف تكون ؟
وما هو الأسلوب الذي تتكلم به ، أثناء صراحتك مع غيرك ؟ وهل هو أسلوب لائق أو غير لائق ؟ وهل هو أسلوب قاس ؟ وهل يشمل إتهاماً ظالماً ، ربما بسبب معلومات غير سليمة قد وصلت إليك ؟ وهل أنت في صراحتك تتدخل فيما لا يعنيك . وتتجرأ على ما هو ليس من أختصاصك ؟
كذلك اعرف الأسلوب الذي تتكلم به في صراحة ، مع شخص أكبر منك سناً أو مقاماً أو مركزاً :
لاشك أن الصراحة معه تختلف عن صراحتك مع شخص في نفس سنك ومركزك ، وتختلف عن صراحتك مع صديق ، توجد بينك وبينه دالة ، وتسمح هذه الدالة أن تستخدم معه ألفاظاً لا تستطيع أن تستخدمها مع شخص كبير . إنك تستطيع في صراحتك أن تقول لصديقك " أنت غلطان " . وقد لا تستطيع أن تقولها لوالدك أو عمك ، أو أي شخص له مهابة في نظرك .
والصراحة أيضاً تحتاج إلى أدب في المخاطبة .
ويلزمك فيها أن تكون حريصاً على إنتقاء الألفاظ . بحيث تستخدم ألفاظاً تصل بها إلى هدفك ، دون أن تهين من تكلمه أو تجرحه أو تسيئ إليه ، لأن هذا غير لائق . لأن هناك أشخاصاً في صراحتك يستخدمون ألفاظاً كرجم الطوب . ويحاولون أن يخفوا أخطاءهم هذه تحت إسم الصراحة !! وتكون إدانتهم ، ليس على صراحتهم ، إنما بسبب عدم حرصهم على أدب التخاطب في الصراحة ، أو بسبب عدم اللياقة ....
كذلك ينبغي أن تكون الصراحة في حكمة ، حسب هدف روحي سليم .
فهل الهدف هو التوبيخ والإهانة ومجرد النقد ؟ أم الهدف هو تبليغ رسالة معينة ؟ أم الهدف هو العتاب والتصالح . فإن كان الهدف سليماً ، تكون الوسيلة الموصلة إليه سليمة أيضاً وتأتي بنتيجة طيبة .
أقول هذا لأن البعض يظن أن هدف الصراحة هو توبيخ المخطئ أو من يظن أنه مخطئ ، كما يفتخر أحدهم بصراحته قائلاً :
أنا إنسان صريح اقول للأعور أنت أعور ، في عينة .
فهل يا أخي عن قلت للأعور هكذا ، تكون قد كسبته أم خسرته ؟ وهل لو عايرته !! أم هي صراحة لمجرد التجريح والإهانة والآيذاء ؟! وبلا فائدة تجنيها منها .
مثل هذا الإنسان ( الصريح ) ، يري الصراحة إثباتاً لجرأته وشجاعته .
فلو كان السبب هو الذات فقط ، لا تعد صراحته فضيلة . أما الصراحة التي قال بها المعمدان للملك هيرودس " لا يحق لك أن تأخذ إمرأة أخيك " ( مر6 : 18 ) ، فقد كانت درساً للأجيال كلها في تحديد موقف الشريعة الإلهي من زواج خاطئ . كما لا ننسى أن يوحنا المعمدان كان نبياً ، بل أفضل من نبي ( مت11 : 9 ) . وبهذا الوضع كان لبه السلطان أن يوبخ ...
فهل أنت مثال أبيجايل في حديثها مع داود النبي :
قامت بتبليغه الرسالة ، وحذراته من الإنتقام لنفسه وإتيان الدماء . ولكن في منتهي الأدب والتواضع . سجدت عند قدميه ، وقالت له " على أنا يا سيدي هذا الذنب . ودع أمتك تتكلم في أذنيك ، واسمع كلام أمتك " ( 1صم25 : 23 ، 24 ) . ولم تخاطبه إلا بعبارتي سيدي ، وأمتك . وكانت تخلط الصراحة في تحذيره من الخطأ . بالمديح والإعتراف بعظم مركزة . وإشعاره بأنها تريد له الخير ، وتخشي أن يكون انتقامه معثرة قلب له حينا يقيمه الرب رئيساً لشعبه . وهكذا صارحته بكل إجلال وإحترام له ، وبإقناع ، ومركزها تحت قدميه . وهكذا تقبل منها داود هذه الصراحة ، وسلاطة اللسان .
في الصراحة مع الكبار ، ينبغي أن يحتفظ الإنسان بإحترامه لهم ، وبتواضع قلبه وتواضع لسانه . ولا يجوز له أن يرتئي فوق ما ينبغي بل يرتئي إلى التعقل ( رو12 : 3 ) . ومادام يعتبر الصراحة فضيلة أخري . أعني الصراحة فضيلة ، فقي الشهادة للحق ، فلا يجوز أن يجعل فضيلة تصنيع منه فضيلة أخري . أعني الشهادة للحق لا يجوز أن تضيع الأدب والإتضاع ...
أما عن أسلوب الصراحة إذا تكلم به الكبير مع الصغير .
فأعمق مثل له حديث السيد المسيح مع السامرية .
لقد كلمها عن حالها ، في صراحة كشفت خطيئتها " كان لك خمسه أزواج . والذي لك الآن ليس هو زوجك " ( يو4 : 18 ) . قال هذا بأسلوب غير جارح ، إذ استخدم عبارة ( أزواج ( بدلاً من آية كلمة أخري تخدش شعورها . وكذلك عبارة ( الذي لك الآن ) . كما أنه غلف عبارته الصريحة بكلمتي مديح من قبل وبعد : إذ بدأ بعبارة " حسناً قلت ليس لي زوج " وختم بعبارة " هذا قلت بالصدق " ..
لهذا لم تتعب المرأة من صراحة الرب معها . بل على العكس قالت له " يا سيد ، أري أنك نبي " ( يو4 : 19 ) .
الباب الرابع
أسئلة متفرقة
هل تعترف زوجة الكاهن عليه ؟
سؤال
هل يجوز أن تعترف زوجة الكاهن على زوجها الكاهن ؟
الجواب
قانوناً لا يوجد ما يمنع ، وبخاصة لو كان لا يوجد في البلد كاهن غيره . ولكن من الناحية الاجتماعية ، قد لا يكون الأمر مستحباً ، سيما لو كان في البلد أكثر من كاهن أو أكثر من كنيسة . أما إن اختارت أن يكون زوجها أب إعترافها ، لأنه أدري بظروفها ، ولكي تحتفظ بأسرار الأسرة فهي حرة في ذلك .
صلاة العذراء حالة الحديد
سؤال
هناك كتاب عنه صلاة العذراء قيل إنها خلصت بها متياس من السجن ، وفتحت الأبواب المغلقة ، وأقامت الأموات ، وأخرجت الشياطين .. وذكر الكتاب فوائد هذه الصلاة لكل من يصليها وقدامه إناء به ماء وخبز .. إلخ فما رأي الكنيسة في هذا الصلاة وهذا الكتاب ؟
الجواب
1نحن لا نعرف مصدراً لهذه الصلاة . من رأي العذراء وهي تصليها ؟ من سمعها ؟ ومن سجلها لتطيع في كتاب ؟
2إن إنقاذ رسول من السجن لا يستدعي صلاة طويلة جداًُ مثل هذه ، مع مقارنة إنقاذ القديس بطرس من السجن ( أع12 ) وإنقاذ بولس من السجن ( أع16 ) . مجرد ملاك اخرج كلاً منهما ، وانتهي الأمر .
3هل من المعقول أن العذراء تطلب من الرب أن يرسل لها قوات الملائكة والشاروبيم والسارافيم ، لكي يذوب الحديد ، وتنفتح الأبواب ، وتبعد قوات الظلمة . يكفي أنهتا تأمر أمراً فيتم كل هذا .
4ما معني كثرة الإستحلافات في هذه الصلاة ما معني أن تقول السيدة العذراء : \
استحلفك يا ابني الحبيب بالثلاث طلقات التي قاسيتها في بيت لحم حتى ولدتك . وهذه اسماؤها :
( مسا ) ( لورا ) ( مالو ) . وهل لكل طلقة إسم ؟!
5ـ وما معني أن تقول له : استحلفك بحق الأربعة حيوانات غير المتجسدين .وهذه اسماؤها : جبروال ، سرافتال ، تضال ، دونيال .. من أين جاءت هذه الأسماء . وهل العذراء تستشفع بالأربعة حيوانات لكي يرسل لها إبنها 12 جوفاً من الملائكة لتكمل طلبتها ؟! هل العذراء تحتاج لكل هذه القوة السمائية لتكمل طلبتها وهي أعظم من الملائكة . يكفي أن تطلب من الرب فيستجيب لها .
6ثم كيف يمكن أن العذراء تستلحف الثريا . وتقول لها : استحلفكي أيتها الثريا بالثلاثة أسماء المحقة الذين هم ( دياسيلي ، داكاما ، رابا ) . ولا أدعكم تنطلقوا حتى تكلموا في قلبي .. ثم تقول أيضاً استحلفكي أيتها الزهرة كوكب الصباح باسمك العظيم المخفي الذي هو ( صوف أر ) ، بحق القوات التي تسير معك ( سارياردال ، سزريال ، أن أنيال أسال ) .
هل من المعقول أن القديسة العذراء تطلب مساعدة النجوم لإكمال طلبتها . وكذلك كوكب المساء ، وأسماء أجناده التي لا نعرف لها مصدراً ولا معني ؟!
7ثم كيف تستشفع العذراء بالشمس والقمر لإكمال طلبتها ، فنقول " استحلفكي أيتها الشمس وكل القوات السائرة ، حتى تفقوا في وسط النهار ، والقمر أيضاً في نصف الليل وتكلموا لي كل ما أطلبه . فهل الشمس والقمر والنجوم يستجيبون لطلبة العذراء ؟!هذا لون من الوثنية وعبادة الكواكب لا يمكن أن تقع فيه العذراء .. ونفس الوضع حينما ينسب إليها في هذه الصلاة ، أنها تطلب من السماء الأولي والسماء الثانية والسماء الثالثة !!
8ثم يقال في هذه الصلاة أن السماء انفتحت أمامها . وللوقت انغلقت الحجارة ، وذاب الحديدي كالماء ، وانفتحت الأبواب المغلقة ، وخرج الموتي من القبور ، واضطربت الشياطين ، وتحركت الأرض ثلاث مرات ، ونزل من السماء 12 جوفاً من الملائكة .. كل ذلك لكي تحل البركة على ما أمامها من زيت وماء .. وكان يكتفي لذلك بركة صلاتها أو رشمها للماء والزيت !!
9والعجيب في هذه الصلاة أيضاً أنها تقدم أسماء للأربعة والعشرين قسيساً السمائيين ، لا ندري ما هو مصدرها ولا ما هو معناها !! ثم تقول العذراء لهم : استحلفكم بحق الأربعة والعشرين إكليلاً المتوجة بها رؤؤسكم أن لاتبرحوا حتى تكلموا لي طلبتي !! واستحلفكم بالأربعة والعشرين مجمرة ذهب التي بأيدكم أن لا تبرحوا حتى تكلموا لي طلبتي !!
10وبنفس الأسلوب تستحلف السبعة ملائكة ، وتذكر لهم أسماء ... ثم تقول : استحلفكم اليوم أيها الثلاثة ملائكة الذين كانوا يظلون على إبني الحبيب حين كان في بطني ، وهذه اسماؤكم ( نال ، نام ، قاما ) واستحلفكم أيها الثلاثة ملائكة الذين كانوا يظلون على جسد إبني الحبيب وهو مضطجع في القبر ، وهذه أسماؤكم ( ردك ، ماردك ، ماردكان ) !من أين هذه الأسماء ؟! ومن أين هذه المعلومات ؟! وكيف تحتاج العذراء والدة الإله إلى طلب معونة من ملائكة .. بل تحتاج أن تطلب المعونة من النجم الذي أشرق حينما ولدت إبنها الحبيب !! وتعطية إسما ( يارديال ) ... !
11ثم يذكر الكتاب أنه بعد هذه الصلاة تزلزلت الأرض ثلاث مرات وأضطربت الملائكة السمائيون . حينئذ قال الآب ضابط الكل للابن الوحيد يسوع المسيح : اسمع طلبة والدتك ، وارسل إليها ليصعد طلبتها .. ( كما لو كانت طلبتها لا تصعد إلا بواسطة ، وهي الملكة القائمة عن يمين الملك !! )
وكل ذلك لكي يبارك الله لها الماء والزيت ، وكل من يستحم به تحدث معه عجائب !! واضح أن هذه كلها خرافات ، لا تتفق مع كرامة العذراء التي تحتاج إلى كل هذه التشفعات والإستحلافات . كما أن طلبها من الكواكب والنجوم ، هو أمر خطأ من الناحية اللاهوتية .
صور لم توقع عليها
سؤال
كثيراً ما تقدم صور دينية في الإجتماعات للتوقيع عليها . فتوقع على البعض ، توقع على البعض الآخر . فلماذا ؟
الجواب
الصور التي لا نوقع عليها . إما أن يكون فيها خطأ عقائدي ، أو خطأ طقسي ، أو خطأ تاريخي ، أو تكون غير مقبولة ...
ومن أمثلة ذلك صور القديسين التي لا توجد هالة من نور على رؤؤسهم ، بينما هم نور العالم ( مت5 : 14 ) . أو صور القديسة العذراء التي على شمال السيد المسيح ، بينما قيل في المزمور " قامت الملكة عن يمينك أيها الملك ( مز44 : 9 ) .
أو صورة بطرس الرسول ، وهو يمسك بالمفاتيح دون باقي التلاميذ . بينما السلطان الذي منح للقديس بطرس في ( مت16 : 19 ) ، قد منح هو نفسه لباقي التلاميذ في ( مت18 : 18 ) وأيضاً في
( يو20 : 22 ، 23 ) .
وقد يكون في الصورة خطأ تاريخي ، كتصوير مارمرقس شيخاً أشيب ، بينما كان أثناء كتابيه للإنجيل صغير السن ، على الأقل في الأربعينات من عمره ، وإنجيله هو أول الأناجيل التي كتبت . وبالمثل تصوير يوسف النجار شاباً ، وقد كان كهلاً في عمره .
كذلك الصور التي تصور الآب ، بينما الكتاب يقول عن الآب إنه " لم يره أحد قط ( يو1 : 18 ) . ويزداد الخطأ حينما يصور الآب بلحية بيضاء ، وإلى جواره الإبن بلحية سوداء !! أي أنه يوجد بينما فارق في العمر أو في السن ! أي أن الإبن لم يكن موجوداً في وقت كان فيه الآب موجوداً . وهذا بلا شك فكر أريوسي ، ينكر أزلية المسيح ، وينكر أنه حكمة الآب وقوة الآب ( 1كو1 : 23 ، 24 ) . وينكر إنه في الآب ، والآب فيه ( يو17 ) منذ الأزل ...
وهناك أخطأ أخري ، ليس الآن مجالها . وبسببها لا نوقع على هذه الصور الخاطئة ، لأن التوقيع عليها إعتراف بما فيها من خطأ .
هل أخذت المسيحية في مصر من العقائد الفرعونية ؟
سؤال
جاءنا من أحد القراء إنه قرأ في أحد الكتب :
إن مصر كانت أسرع بلد في تقبل البشارة بالمسيحية ، فاختلطت فيها العقائد المسيحية بالعقائد الفرعونية . فقد عرف التجسد عند المصريين فقد كانوا يعتقدون بتجسد العجل أبيس في منف من عجلة بكر ، بعد حلول روح الإله فتاح فيها !! كذلك كان عندهم تثليث كما في قصة أيزيس وأوزوريس وحورس . وكان عندهم الصليب ممثل في عنخ وهو رمز الحياة . كما كان عندهم الكهنة في خدمة الآلهة . وقد تخرج على أيدي كهنة مصر كثير من العلماء . وكفاهم فخراً أن موسي النبي تهذب بحكتهم كما ورد في سفر الأعمال ( أع7 : 22 ) . وبهذه العقائد اختلطت المسيحية في مصر بالديانات الوثنية ، فانحرفت عن مسارها الحقيقي كما رسمه المسيح " . لذلك أرجو التوضيح مع الشكر :
الجواب
تريد أن تقول إن مصرفيما قرأتهكانت أسرع بلد في تقبل المسيحية ، لأنها وجدت في عقائدها الدينية الفرعونية ما يشبهها : من حيث الإيمان بالتجسد والتثليث والصليب والكهنوت !! وفي الرد على هذه النقاط نقول :
1لم تكن مصر أسرع بلد في تقبيل المسيحية :
إن أول بلد قبلت المسيحية هي أورشليم ( القدس ) ، حيث بشر الرسل أولاً ، ومنها إلى باقي بلاد اليهودية . ثم لما تشتتوا خارج أورشليم ، بشروا في السامرة ( أع8 : 5 ، 14 ) وبعد ذلك في أنطاكية ، حيث دعي التلاميذ مسيحية لأول مرة ( أع11 : 26 ) . وبعد ذلك بشروا بالمسيحية في بلاد عديدة .. كل ذلك حسب وصية السيد المسيح لرسله القديسين " ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم . وحينئذ تكونون لي شهوداً في أورشليم ، وفي كل اليهودية ، والسامرة ، وإلى أقصي الأرض " ( أع1 : 8 ) . فبدأوا بنفس أورشليم ، وفي كل اليهودية ، والسامرة ، وإلى أقصي الأرض قبل أورشليم واليهودية . ثم السامرة فلما بشروا في بلادهم ، وكثرت الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة ، وكان لها سلام وكانت تبني .. " ( أع9 : 31 ) ، أنحدروا إلى لدة ويافا ( أع9 : 3242 ) . ثم إلى أنطاكية ( أع11 : 1927 ) .. كل ذلك قبل مصر .
ثم أنحدر بولس وبرنابا إلى قبرص . وبشروا في سلاميس وبافوس ( أع13 : 4 ـ 6 ) وكان معهما مرقس كشاب صغير . ولم يكمل الرحلة مع بولس . كل تلك البلاد وغيرها من بلاد آسيا وأوربا ، قبلت المسيحية قبل مصر ، دون التأثر بعقائد فرعونية .
2إن عقائد التجسد والتثليث والصليب والكهنوت تؤمن بها كل بلاد المسيحية في العالم أجمع . فما معني حشر العقائد المصرية الوثنية في موضوع قبول المسيحية .
كلهم قبلوا الصليب دون أن يكون عندهم حرف ( عنخ ) الموجود في الألفا فيتا المصرية .
فالقديس بولس الرسول يقول " حاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذي به قد صلب العالم لي ، وأنا للعالم " ( غل6 : 14 ) . وتحدث عن الصليب ، فقال إن السيد المسيح " أطاع حتى الموت الصليب " ( في8 : 2 ) ، وأنه كان عاملاً الصلح بدم صليبه " ( كو1 : 20 ) . وأنه " احتمل الصليب مستهيناً بالخزى " ( عب12 : 2 ) . كل ذلك والقديس بولس ما كانت له علاقة بمصر ولا تأثر بعقائدها
3لماذا إذن حشر حرف عنخ المصري في عقيدة الصليب التي تؤمن بها المسيحية في كل بلاد العالم ، دون أن يعرفوا الأبجدية الفرعونية .
نفس الوضع بالنسبة إلى التثليث . إنه لا توجد علاقة على الإطلاق بين التثليث في المسيحية ، وبين ما يمكن أن يسمي تثليثاً في عقيدة مصرية أو غير مصرية . وقصة أوزوريس وأيزيس وحورس . عبارة عن أب ، وأم ، وإبن ، من تناسل جسداني . ولا يوجد في المسيحية تثليث بهذا المعني فيه أن وتناسل جسداني . وقصة شرحنا هذا الموضوع بالتفصيل في الكتاب الثاني من مجموعة " سنوات مع أسئلة الناس " ابتداء من ( ص48 إلى ص51 )يمكن الرجوع إليه ...
4وعقيدة التثليث يؤمن بها العالم المسيحي كله ، ولم تستند على عقيدة مصرية فرعونية بل تحدث عنها السيد المسيح نفسه .
وذلك حينما قال لتلاميذه القديسين " اذهبوا وتلمذوا الأمم ، وعمدوهم باسم الاب والإبن والروح القدس " ( أع28 : 19 ) . فهل تأثر السيد المسيح أيضاً بالعقائد الفرعونية ؟! كما أن كلمات والأبن والروح القدس موجودة ومتكررة مرات عديدة جداً في الأناجيل وباقي كتب العهد الجديد ، مما لا علاقة له بمصر ...
5أما عن الكهنوت ، فهو عقيدة موجودة منذ القديم في بلاد عديدة جداً . كانت في مصر ، وفي كل بلاد اليونان والرومان ، وفي كثير من بلاد الشرق . وكانت في اليهودية أيضاً ، ليس فقط في أيام موسي ، بل قبل موسي بمئات السنين . وكانت في أيام أبينا إبراهيم حينما قابل ملكي صادق كاهن الله العلي ( تك14 : 18 ) . وقبل ذلك بالآف السنين في كل ما أقامه الآباء من مذابح ، وكل ما قدموه من ذبائح ومحرقات . فما دخل مصر الفراعونية بكنهوتها في تسهيل المسيحية أسرع من أى بلد آخر .؟!
6- أما كون موسى قد تهذب بكل حكمة المصريين ( أع 22:8) بمعنى أنه أخذ من حكمة الكهنة عقائدها فهذا أمر مرفوض تماماً لأسباب عديدة .
أولاً : المقصود بقول الكتاب أنه " تهذب بكل حكمة المصريين " أى بكل ما عندهم من معرفة وعلم ، سواء في القراءة والكتابة أو الكيمياء والصيدلة والطب ، أو الهندسة والفلك والفن والرياضة .. وليس من جهة العقائد الدينية . والكتاب قد قال " بكل حكمة المصريين " وليس " بكل حكمة الكهنة " ...
ثانياً : فهم هذه العبارة عقيدياً ، هي ضد الوحي الإلهي . فموسى أخذ من الله مباشرة – عن طريق الوحي – كل ما سلمه للناس من عقيدة وتعليم ديني .
ثالثاً : لم يظهر في لوحة الشريعة ، ولا في كل توراة موسى ، أى أثر من العقائد الفرعونية ، ولا ألهتهم
رابعاً : العقائد المسيحية لم ترد في كتب موسى إلي عن طريق الرمز . كما أن الكنهوت في توراة موسى من حيث سبط لاوي وبنى هارون ، ومن حيث تقديم الذبائح الحيوانية ، كل هذا لا علاقة له بالمسيحية إلا من حيث الرمز إلي ذبيحة المسيح .. وكل هذا لا علاقة له بالكهنوت الفرعوني .
7- جميع المسيحيين في العالم كله يؤمنون بقانون إيمان واحد . لم يحدث أن كنيسة أختلطت فيها عقائدها بعقائد في بلادها .
وإلا كانت باقي الكنائس قد قامت ضدها وحكمت عليها . والتاريخ يقص علينا أنه حينما كان يحدث أي إنحراف عن إيمان في أية كنيسة من كنائس العالم ، كان ينعقد مجمع مسكوني ، ويبحث الأمر من الناحية الإيمانية ويصدر قراره .
8- عبارة سهولة قبول المسيحية في مصر لاتفاقها مع عقائد مصر الوثنية ، أمر خاطئ من الناحية التاريخية أيضاً .
ذلك لأن مصر لم تقبل المسيحية بهذه السهولة ، وإلا لماذا بدأت المسيحية بعصر من الاستشهاد . استمر حتى سنة 313 م حينما أصدر قسطنطين الملك مرسوم ميلان الذي سمح بالحرية الدينية . ونفس القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية مات شهيداً ...
9- إن المسيحية كما أرادها السيد المسيح ، هي نفس المسيحية في أيامنا . فلا توجد عقيدة واحدة ضد تعليم المسيح الذي قال لرسله القديسين " وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به " ( تث 20:28 ) ... وقد كان ما أراد .
وقد حافظ المسيحيون على هذا التعليم . وفي ذلك قال القديس يوحنا الرسول في حزم " إن كان أحد يأتيكم ، ولا يجئ بهذا التعليم ، فلا تقبلوه في البيت ، ولا تقولوا له سلام . لأن من يسلم عليه ، يشترك في أعماله الشريرة " ( 2يو10 ، 11 ) .
وقد قال القديس بولس الرسول بأسلوب أشد " إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به ، فليكن أناثيما ( أي محوماً ) ( غل1 : 9 ) .
إذن فعبارة " انحرفت المسيحية عن مسارها الحقيقي كما رسمه المسيح " ( هي عبارة ظالمة ، لا تنطبق على الحق ولا التاريخ " .
لغة المسيح على الأرض
سؤال
ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح في فترة تجسده على الأرض ؟
الجواب
كانت اللغة التي تكلم بها المسيح هي الأرامية .
إنه التحور الذي طرأ على العبرانية بعد السبي .
وهي اللغة التي كتب بها اليهود للملك أرتحشستا وقت إعادة بناء سور أورشليم . وقد ورد ذلك في سفر عزرا ( عز4 : 7 ) .
وقد كانت لغة الكلدانيين في أرض السبي أيام نبوخذ نصر ( دا2 : 4 ) .
المسيح خلال ثلاثين سنة
سؤال
لماذا لم تذكر الأناجيل الأخبار الخاصة بالسيد المسيح منذ مجيئة إلى مصر حتي الثلاثين من عمره ؟
الجواب
الأناجيل لم تقصد أن تسجل كاملاً ، وإنما ما يتعلق بقصة الخلاص .
فذكرت قصة الميلاد في نسبة ومعجزاته بما في ذلك الميلاد العذراوي ، وظهروات الملائكة ، ومعجزة النجم وزيارة المجوس . ثم ذكرت وجود السيد المسيح في أورشليم مع الشيوخ المعلمين وهو في سن الثانية عشرة حيث " بهتوا من فهمه وأجوبته " ( لو2 : 47 ) ، لأن هذا الأمر له علاقة بلاهوته .. ثم أنتقلت الأناجيل بعد ذلك إلى خدمة السيد المسيح في سن الثلاثين ، حتى صلبه وقيامته بعد القيامة . لأن كل ذلك يتعلق بلاهوته وتعليمه .
وحتي هذه الفترة لم تسجل كلها . يكفي أن القديس يوحنا الإنجيلي قال في ذلك : " وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة فواحدة ، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة " ( يو21 : 25 ) .
إنما الرسل اختاروا أحداثاً معينة تقود إلى الإيمان .
وهكذا قال القديس يوحنا الإنجيلي " .. وأما هذه فقد كتبت ، لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه " ( يو20 : 31 ) .
ما هي الحاسة السادسة ؟
سؤال
ما هي الحاسة السادسة ؟ هل هي من عمل الروح القدس ؟ أم هي شفافية ؟ أم موهبة ؟ وهل هي خاصة بالنساء كما يقولون .
الجواب
الحواس الخمس المعروفة : النظر والسمع واللمس والشم والمذاق ، كلها جسدية وتتعلق بالمادة .
أما ما يسمونها الحاسة السادسة فهي شعور إدراكي باطني روحي بشي معين .
أتريد أن تسميها شفافية ؟ ممكن . أتريد أن تسميها لوناً من الTelpathy ؟ ممكن أيضاً ؟ أيمكن أن تكون لوناً من المشاعر العميقة للقلب ، أو الحس الداخلي ؟ لا مانع . وهي ليست قاصرة على النساء فقط . فيمكن أن تكون للرجال هذه الحاسة أيضاً ..
أما عمل الروح القدس ومواهبة ، فلا نسميه الحاسة السادسة .
عمل الروح القدس في هذا المجال هو لون من الكشف الإلهي Revelation أو الإعلان الإلهي .
وهو أمر حقيقى وثابت . وليس مثل الإحساس البشري الذي قد يصدق حيناً ، ولا يصدق حيناً آخر ...
عناصر الذكاء ومقاييسه
سؤال
أول صفة للإنسان الذكي هي الفهم .
وتشمل هذه الصفة : سرعة الفهم ، وسلامة الفهم ، وعمق الفهم .
فاإنسان الذكي يفهم بسرعة ، لا يحتاج إلى شرح كثير لكي يفهم ، ولا إلى وقت طويل لكي يدرك المقصود .. كما أنه يفهم بطريقة سليمة لا خطأ فيها ولا لبس .
وهو في ذكائه وفهمه إنسان لماح .
يستطيع أن يدرك ما يريده غيره ، دون أن يتكلم هذا الغير . فإنه يفهم ما يريد ذاك من ملامح وجهة ، من نظرات عينية ، ومن لهجة صوته ، ومن حركاته ، ومن نوعية كلماته وإن قرأ ، يستطيع أن يلمح ما وراء السطور ، وما يوحي به أسلوب الكتابة .
والإنسان الذكي يتميز أيضاً بأنه قوي الإستنتاج .
يستطيع أن يستنيج ، وفي عمق ، فيخرج بنتائج مما أمامه ، وتكون نتائج سليمة . ويحول الجزئيلت إلى كليات . ويتوقع ما يمكن أن يحدث قبل أن يكون وفي ذلك يتميز بالفراسة ، وينصح بناء على ما ينبؤ به . وهو يفهم شخصيات الناس ، ومفاتيح شخصياتهم ، وكيف يستطيع أن يتفاهم معهم بما يستمله من هذه المفاتيح .
والإنسان الذكي يتميز بذاكرة قوية .
ذاكرة تحتفظ بقدر كبير من المعلومات . وتستطيع وقت اللزوم أن تستخرج هذه المعلومات كاملة ومرتبة وسريعة ، وتستخدمها وسريعة ، وتستخدمها الاستخدام المناسب ، لتصل بها إلى النتيجة التي يريدها بأسلوب مقنع .
حقاً : من صفات الإنسان الذكي : قوة الإقناع .
يستطيع أن يورد الحجج والراهين التي تثبت وجهة نظره ، ويستطيع بسهولة أن يرد على وجهة النظر المضادة ، بما له ذكاء ومعرفة وفهم .
والإنسان الذكر ينظر إلى كل أمر من زاويا متعددة .
فلا يحصر نفسه في زواية واحة ، بل تكون له النظرة الشاملة التي تتسع لكل الإتجاهات . ويسميه الأجانب Broad Mmminded أي متسع الذهن . وأتذكر أنني قلت مرة عن الراعي أنه يجب أن يشبه السارافيم الممتلئين أعيناً . أي الذين ينظرون إلى الأمور من كل إتجاه .
إنه ذكي في حساباته .
يحسب كل صغيرة وكبيرة . ويحسب فارق العقليات ، وطريقة فهمهم للغير مهما كان ذلك خاطئاً . ويعمل حساب للظروف وكل التوقعات والمفاجآت ويعمل حساباً للنتائج وكل ردود الفعل .
وهناك أنواع ودرجات من الذكاء .
يوجد ذكاء بالفطرة ، أو بالورثة ، كأسرة كل أفرادها أذكياء . وتوجد تداريب على الذكاء لتنميته وتقويته . تداريب على استخدام العقل ، في حل المشكلات والأمور الصعبة وحل الألغاز . ومنها بعض تمارين الهندسة والحسابوقد يكتسب تدريب العقل بمعاشرة الأذكياء والحكماء . وفي مثل هذا قال الشاعر :
إذا كنت في حاجة مرسلاً فأرسل حكيماً ولا توصه
وإن باب أمر عليك التوي فشاور لبيباً ولا تعصه
والإنسان الذكي هو أيضاً دقيق الملاحظة .
لا يفوته شئ ، بل يلاحظ الكل ويتصرف بناء على ما يلاحظه . أما الذي يعبر على أشخاص أو مواقف ، ولا يلاحظ شيئاً ولا يدرك ، فليس هو بالإنسان الذكي .. بل الذكي يكون دقيقاً في ملاحظته .
والمهم ذلك طبعاً ، أن تكون الملاحظة سليمة ، سواء في ما يري أو ما يقرأ .
نحب أن نذكر أيضاً أن الذكاء درجات :
فيوجد إنسان ذكي ، وإنسان آخر حاد الذكاء . كما يوجد أكثر من هذين النابغة والنابهة والعبقري . وفي الإنجليزية نستخدم كلمات :
Brilliant .. Genius
.. Intellgentوهناك فارق بين الذكاء والمعرفة والعلم .
المعرفة تساعد الذكاء ، ولكنها ليست شرطاً . لأنه يوجد أذكياء بين غير المتعلمين . القديس الأنبا أنطونيوس لم يتعلم ولم يدرس ، لكنه كان عميق العقل ... كما أن الذكي إن لم يتعلم ، فله القدرة على التعلم . وإن لم يتعلم في المدارس أو على الأساتذة ، يمكنه أن يتعلم من الطبيعة ومن الأحداث . وعنده معرفة الفطرة .
لهذا نقول أيضاً أنه توجد تداريب للذكاء .
لتمليه الذكاء واستخدام العقل : مثل حل الألغاز ، والمسائل المعقدة . ومثل القراءة عن قصص الأذكياء ، كذلك معاشرة الأذكياء والإستفادة من طريقتهم في التفكير . ومحاولة تدريب العقل على توسيع وتعمق نطاق تفكيره ، بل استخدامه عملياً ، للوصول إلى الحكمة في التصرف . ولا ننسي في ذلك المواهب والقدرات ... هنا ونسأل سؤالاً هاماً : ما هو الفرق بين الذكي والحكيم ؟ ونجيب :
كل حكيم ذكي ، ولكن كل ذكي حكيماً .
الذكاء خاص بالعقل . والحكمة خاصة بالتصرف .
ولذلك قال القديس يعقوب الرسول عن الحكمة والحكيم : " من هو حكيم أو عالم بينكم ، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة " ( أع3 : 13 ) . وشرح التصرفات التي تتنافي مع الحكمة .. لذلك من العجيب أن نري بعض الأذكياء غير حكماء !! فلماذا ؟
هناك أمور عديدة تمنع الذكي من أن يكون حكيماً : أمور خاصة بنفسيته أو طباعه أو شهواته أو ظروفه .
فالإنسان الغضوب أو المندفع ، لا يستطيع أن يكون حكيماً ، بل يغلب عليه غضبه أو اندفاعه ، فيوقف العقل ويتصرف الطبع .
كذلك الإنسان الحقود أو الحسود ، أو الذل تمله الغيره . فإنه يفقد الحكمة نتيجة لطغيان مشاعره عليه ، مهما كان ذكياً .
بالمثل الإنسان الشهواني ، لا يسلك بحكمة مهما كان ذكياً ، لأن الشهوة هي التي تقوده وليس العقل . وكثيراً ما يرتكب أخطأ وكثيراً ما يرتكب أخطاء لا يوافق عليها عقله وكذلك الذي يقع تحت عادة ضارة ، كالتدخين أو الإدمان : إنه يعرف بعقله إن ذلك يضره . ولكن العادة هي التي تقوده كان ذكياً . ولا يكون في تصرفه حكيماً .
كذلك الذي يكون في طبعه سماعاً ، يقبل ما يصل إلى أذنيه بدون فحص ، يقع في أخطاء لا تتفق مع الحكمة ، مهما كان ذكياً في أمور علمية أو عقلية . وبالمثل الشخص الشديد الحساسية ، أو المتوتر الأعصاب ...
كذلك قد لا يتصرف الذكي بحكمة ، بسبب قلة الوقت ، أو عدم تمكنه من الدراسة الكافية ، أو ثقته بمعلومات تصل إليه من غيره ، ولا تكون صحيحة !! وقد يكون الإنسان ذكياً ، ولكنه قليل الخبرة ، فيفقد الحكمة في التصرف . إذن لكي تتكامل أمامنا الصورة المثالية من جهة العقل والتصرف :
علينا أن نضيف إلى الذكاء الخبرة والمعرفة ، والطبيعة السليمة والروحيات ، والطباع غير المنحرفة ، لكي يصير الإنسان حكيماً ...
ولا ننسي محبة الخير . لأن الذكي قد يستخدم ذكاءه في الشر ، فيتصرف بطريقة ملتوية . ويقولون عنه إنه حكيم في الشر !! ولكنها ( حكمة ) مرفوضة من الله ، قال عنها الرسول إنها حكمة " ليست نازلة من فوق ، بل هي أرضية نفسانية شيطانية " ( يع3 : 15 ) .
وفي ذلك قيل عن الحية إنها كانت " أحيل جميع حيوانات البرية " ( تك3 : 1 ) .
والكتاب يسمي الخاطئ جاهلاً ، مهما كان ذكاؤه !!
فالفلاسفة الملحدون ، ينطبق عليهم قول الكتاب " قال الجاهل في قلبه ليس إله " ( مز14 : 1 ) . هو إذن جاهل ، مع أنه فيلسوف مشهورون بالذكاء !!
وذكر لنا جاهل ، مع أنه فيلسوف ، والفلاسفة مشهورون بالذكاء !!
وذكر لنا الكتاب أيضاً : مثل العذاري الحكيمات والعذاري الجاهلات ( مت25 ) .
وكان الفارق في التصرف وليس في العقل ... كذلك حدثنا عن ( الغني الغبي ) الذي اهتم بتوسيع نطاق أمواله لسنين عديدة ( لو12 : 20 ) . كما مدح الرب وكيل الظلم ، لأنه ( بحكمة ) فعل ( لو16 : 8 ) .
الحكمة إذن خاصة بالتصرف وحياة البر .
والذكي يعتبر جاهلاً إن أنكر أو سلك في الشر .
وهكذا قال الكتاب " الحكيم عيناه في رأسه . أما الجاهل فيسلك في الظلام " ( جا2 : 14 ) .
فالذكي الذي يسلك في الظلام ، هو إنسان جاهل ، مهما كان فيلسوفاً أو ناضج العقل . إنه جاهل بأديته ، وجاهل بنتيجة سلوكه الخاطئ ...
والذكاء إن اختلط بالحيلة والخبث و التأمر ، لا يكون حكمة بل جهلاً . لأن الشر يدخل في الكتاب تحت عنوان الجهل .. إن ( أخيتوفل ) ( 2صم16 : 23 ) على الرغم من أنه كان مشيراً ، و ( حكيماً ) حكمة نفسانية شيطانية ، لها الذكتاء وليس البر ، انتهي به الأمر إلى أنه خنق نفسه ( 2صم17 : 23 ) كان ذكياً ولم يكن حيكماً !
إن الحيكم يظهر ذكاؤه في تصرفاته ، في تصرفاته ،في معاملاته ، في حياته المعلية . إنه لا يخطئ .لا يتورط ولا يتسرع ولا يندفع ...
الاسم بالمذكر والمؤنث
سؤال
جاءنا هذا السؤال من إحدي السيدات تحتج على أنها توصف بالمذكر وليس بالمونث فيقال إنها
( استاذ ) في كلية كذا ، وليس أستاذه ! وإنها ( عضو ) في جمعية كذا ، وليس عضوه ! فهل هذا إقلال من شأن النساء ، واستشار الرجال بالألقاب ؟!
الجواب
لا تتضايقي من هذا ، فإنه مجرد تعبير لغوي ، لا شأن له بكرامة الأنوثة . وكثيراً ما تستخدم مثل هذه التعبيرات ...
وبدون حساسية ، أقول لك إن التعبير المؤنث يستخدم أحياناً في وصف الرجل ويعطيه معني أقوي ...
*فيقال عن رجل إنه ( شخصية قوية ) ، ليس شخصياً قوياً . بل كلمة شخصية هي تعبير أقوي ، ولا يتضايق منه الرجل .
*ويقال عنه إنه ( نابغة ) وليس نابغاً . مثل إسم الشاعر العربي ( النابغة الزبياني ) ...
وإنسان نابغة لا يعني أنه مؤنث !
*كذلك يقال عن الرجل إنه رجل ( علامة ) . وهذا التعبير أقوي بكثير من عالم أو علام . وبالمثل يقال عنه إنه ( بحاثة ) وهي صيغة مبالغة أقوي من كلمة باحث .
*ويقال عن أحد الرجال إنه ( إحدي القيادات الهامة ) . وليس معني هذا ضمه إلى طائفة من النساء . بل قولهم عنه إنه ( قيادة مرموقة ) عبارة عن وصف يفخر به .
·
وكذلك قولهم عن الرجل إنه ( عقلية ناضجة ) ، وليس عقلاً ناضجاً . أو أنه ( موهبة نادرة ) . كل ذلك مديح له ، وليس تأنيثاً .·
* وبالمثل حينما يقال عنه إنه ( موهبة فذة )·
وأحياناً يقال عن رجل إنه ( فلته ) من فلتات الزمن ، أو أنه ( اسطورة ) أو ( أعجوبة ) زمنة . أو يقال إنه ( عطية من الله ... وأمثال هذه التعبيرات التي تحمل مديحاً لا تأنيثاً ...·
لذلك لا تتضايقى يا ابنتي ، بل انظر حتى إلى وصايا الله .·
يقول مثلاً ( لاتقتل ) فتشكل المذكر والمؤنث ، دون أن يضيف ( ولا تقتلي ) . وكذلك " لا تشهد بالزور " " لا تفرح بسقطة عدوك " . فهل تظنين أنها وصية للمذكر فقط ، وليس للإناث أم هي للكل ؟!·
لذلك نصحيتي لك : خذي الأمور ببساطة .أيتها ( الأستاذ ) في الكلية ، ( والعضو ) في الجمعية ...
الأعزب والبتول
سؤال
الرجل غير المتزوج هل نسميه أعزب أم بتولاً ؟
وما الفرق بين العبارتين ؟ وأيهما أصح في التعبير عن المعني ؟
الجواب
البتول هو الشخص الذي لم يتزوج ، مكرساً حياته للرب . وينطبق عليه قول القديس بولس الرسول " غير المتزوج يهتم فيما للرب ، كيف يرضي الرب . أما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضي إمراته " ( 1كو7 : 32 ، 33 ) . ومن أمثلة البتوليين : القديس يوحنا الرسول ، والقديس بولس الرسول ، وكل المكرسين للخدمة ، وكل الشمامسة غير المتزوجين ...
أما الأعزب فهو غير المتزوج عموماً . ولكنه قد يكون أعزباً لأسباب شخصية أو إجتماعية أو اقتصادية ، أو لأي سبب آخر . وربما لا يكون لديه مانع من التزوج في المستقبل . وقد لا تكون لعزوبيته أية صلة بخدمة الله ، أو محبة الله ، أو التفرغ للحياة معه . وهكذا نخرج بقاعدة هامة وهي :
كل بتول أعزب . ولكن ليس كل أعزب بتولاً .
الفول الصويا ومركباته
سؤال
ماذا نفعل في الصوم وتأثيره على صحة أولادنا الذين في فترة النمو ، وهم في حاجة إلى البروتين . والمعروف أن البروتين النباتي ليس كافياً .
الجواب
يوجد بروتين في الطعام النباتي . ولكن المشكلة أنه ينقصه ما يلزم الجسم من الأحماض الأمنية الرئيسية Essential Amino – Acids وهذه توجد كاملة في الفول الصويا ، كما في البروتين الحيواني تماماً .
لذلك فاستخدام الفول الصويا ومركباته في فترة الصوم ، يقدم للجسم كل ما يحتاجه من البروتين ومن الأحماض الأمنية الرئيسية .
حتي أن البعض أمكنه أن يستخرج من الفول الصويا سائلاً كاللبن بكل مركابته ويمتاز عنه بأنه خال من الكوليسترول . ويمسونه Soya Milk أو Soya Drink . وفي استراليا يسمونه So – Good وله أسماء أخري كثيرة مستخرجة من كلمة Soya ويمكن إعطاؤه للأطفال وللفتيان في فترة النمو ، لتزويد أجسامهم بما يلزمها في فترة النمو . ويمكن أيضاً أن يستعمله كبار السن يحتاجون إلى غذاء يلزم لأجسامهم في فترة ضعفها .
طرق الخلاص
سؤال
أيهما أصح : أن نقول في القداس " وعلمنا طرق الخلاص " أم " وعلمنا طريق الخلاص " كما يصلي البعض هكذا ؟
الجواب
لا يليق أن يغير الكاهن من كلام القداس حسب مفهومه .
فالمكتوب في الخولاجي المقدس " طرق الخلاص " . وهكذا تماماً في القبطية :
ولكن البعضحسب مفهومهم الخاصيظنون أن الأصح هو ( طريق الخلاص ) على اعتبار أن هناك طريقاً واحداً للخلاص هو الفداء . فيغيرون لغة القداس عن عمد . ويتبلبل الناس بين ما هو مكتوب في الخولاجي ، وما يصلي به الكاهن :
ولكن لماذا علمتنا الكنيسة أن نقول ( طرق الخلاص ) ؟
ذلك لأن الفداء هو ما قام به المخلص .
ولكن هناك طرق ننال بها الخلاص ، علمنا الرب إياها .
*الطريق الأول هو الإيمان . وعن هذا قال القديسان بولس وسيلا لسجان فيلبي " آمن بالرب يسوع ، فتخلص أنت وأهل بيتك " ( أع16 : 31 ) أنظر أيضاً ( يو3 : 16 ) ...
*والطريق الثاني للخلاص هو المعمودية . كما قال السيد الرب " من آمن واعتمد ، خلص " ( مر16 : 16 ) . وكما قال القديس بولس في رسالته إلى تيطس " . بل بمقتضى رحمته خلصنا ، بغسل الميلاد الثاني ( أي المعمودية ) وتجديد الروح القدس " (تي3 : 5 ) . كما قال القديس بطرس الرسول عن فلك نوح " الذي فيه خلص قليلون ، أي ثماني أنفس بالماء . الذي مثاله يخلصنا نحن أيضاً ، أي المعمودية " ( 1بط3 : 20 ، 21 ) .
*والطريق الثالث هو التوبة . وهو يسبق المعمودية كما قال القديس بطرس الرسول لليهود لما آمنوا في يوم الخمسين : " توبوا وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا ، فتقبلوا عطية الروح القدس " ( أع2 : 38 ) . والتوبة كما تسبق الخلاص ، قال السيد تظل مستمرة بعدها في حياة الإنسان وعن أهميتة التوبة في موضوع الخلاص ، قال السيد الرب " إن لم تتوبوا ، فجميعكم كذلك تهلكون " ( لو13 : 3 ، 5 ) .
*ومن الطريق اللازمة أيضاً للخلاص التناول الذي نقول عنه في صلاة القداس الإلهي " يعطي عنا خلاصنا وغفراناً للخطايا ، وحياة أبدية لكل من يتناول منه . أنظر أيضاً ( يو6 : 5358 ) .
*أيضاً يلزم للخلاص : مسحة الروح القدس . لأن الروح القدس الذي نأخذخه هو الذي يقودنا في حياتنا الروحية لكي نخلص . كذلك تلزم الأعمال الصالحة التي هي ثمر للإيمان ، والتي تحدث الرب عن أهميتها في يوم الدينونة العظيم ( مت25 : 3443 ) .
كل هذه طرق لازمة للخلاص بدونها لا نستطيع أن ننال بركات الفداء .
هل ولد ( الدجال ) أو لا ؟
سؤال
هل المسيح الدجال قد ولد أم يولد بعد ؟ لأن البعض يقولون لنا أنه ولد في أمريكا والبعض يقولون إنه قد ولد وقد أخفوه .. !
الجواب
أولاً عبارة ( المسيح الدجال ) لم ترد في الكتاب المقدس .
ولعل المقصود هو ضد المسيح ال Anti Christ الذي سيجئ في آخر الزمان ويسبب الإرتداد العظيم ، بما يصنعه " بكل قوة آيات وعجائب كاذبة ، وبكل خديعة الإثم في الإرتداد العظيم ، بما يصنعه " بكل قوة آيات وعجائب كاذبة ، وبكل خديعة الإثم في الهالكين " الذي مجيئة بعمل الشيطان " ( 2تس2 : 9 ، 10 ) . هذه الذي وصفة الكتاب بأنه " إنسان الخطية أبن الهلاك ، المقاوم والمرتفع على كل ما يدعي إلهاً أو معبوداً . حتي أنه يجلس في هيكل الله كإله ، مظهراً نفسه أنه إله " ( 2تس2 : 3 ، 4 ).
فهل حدث أن ظهر إنسان بهذه الأوصاف وهذه العجائب الكاذبة ؟! وهل حدث أن جلس إنسان في هيكل الله مدعياً إنه إله ؟! وإلا فكيف يعرفونه إذن ، ويقولون إنه ولد ؟! وإن عرف أنه الدجال ، فلماذا لم يقبضوا عليه ويتخلصوا منه ؟!
الصوم بالماء والملح
سؤال
نذرت أن أصوم بالماء والملح ، فكيف يكون ذلك ؟
الجواب
العرف السائد هو أن هذا التعبير أطلق على الصوم النباتي الخالي من الزيت . وطبعاً من كل مصارد الزيت : كالزيتون ، والطحينة والحلاوة الطحينية ، وما أشبه ذلك .
معاني كلمات
سؤال
ما معني الكلمات الآتية : مسييهوهأدونايأشعياء .
الجواب
المسيا : معناها المسيح " المسيا الذي يقال له المسيح " ( يو4 : 25 ) .
يهوه : الله أو الرب أو الكائن الذي يكون . أدوناي : السيد الرب . أشعياء : الله مخلص .