البابا شنودة الثالث
سنوات مع أسئلة الناس
So Many Years With The Problems of People
Part III Spirtual and General Problems by
H.H pope Shenouda III
هذه المجموعة التي نصدرها لك أيها القارئ العزيز ، تحت عنوان ( سنوات مع أسئلة الناس ) تشمل ما أمكننا اختياره لك ، من بين آلاف الأسئلة التي عرضت علينا ، منذ إنشاء أسقفية المعاهد الدينية و التربية الكنسية ، في سنة 1962 حتي الآن …
كان الجزء الأول منها يدور حول أسئلة خاصة بالكتاب المقدس .
أي حول آيات منه تبدو عسرة الفهم ، أو يفسرها البعض خاطئاً ، وتحتاج إلي شرح وتوضيح . وقد أجبنا فيه علي أربعين سؤالاً تتكرر علي أفواه الكثيرين .
وكان الجزء الثاني خاصاً بأسئلة لاهوتية وعقائدية من التي تشغل عقول الناس …
راعينا فيها علي قدر الإمكان أن تكون في أسلوب سهل يمكن أن يفهمه الكل . وقد أجبنا في ذلك الجزء علي 35 سؤالاً تهم الجميع .
وهذا الجزء الثالث خاص بأسئلة روحية في مجموعها .
ومعها أسئلة تدور في المجتمع وتحتاج إلي جواب ، كسؤال عن الخمر ، وآخر عن نقل الأعضاء ، وثالث عن كيفية حل المشاكل . وهذه أجبنا عليها بشيء من التفاصيل . وقد شمل هذا الجزء 44 سؤالاً راعينا في غالبيتها التركيز في الإجابة …
وهناك جزء رابع في المطبعة حالياً …
أتوقع أن يصدر قريباً إن شاء الله ، ربما بعد أسبوعين من وصول هذا الكتاب إلي يديك . وسأوالي - بفضل صلواتكم - نشر ما يمكننا نشره من إجابات الأسئلة ، التي نري لها صفة العمومية والأهمية … كونوا بخير ، وليكن الرب معكم .
فبراير 1990 البابا شنوده الثالث
هل خطية أن أتجنبه ؟
السؤال
لي زميل في العمل متعب جداً ، يضايقني بكل الطرق . وجربت معه كل طرق المحبة و التسامح ، فظنها ضعيفاً ، وزادت مضايقته لي . فهل إذا تجنبته ، لكيما أتجنب المشاكل ، أكون في موقف خصام ؟ وهل أكون ضد وصية " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعينكم "( مت 5: 44) ؟
الجواب
الله لا يريدنا أن نكون ضعفاء . وفي نفس الوقت يريدنا أن نكون حكماء . فإن فشلت الحكمة و المحبة مع هذا الشخص ، لامانع مطلقاً أن تتجنبه ، ليس عن عداوة ، وإنما كما قلت " تجنباً للمشاكل " ، ولعدم الوقوع في خطية بسببه ، وأيضاً لعدم إعطائه فرصة لمزيد من الخطايا ، ضدك .
و المزمور الأول يدعونا إلي تجنب الأشرار .
إذ يقول " طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ، وفي طريق الخطاة لم يقف ، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس "( مز 1: 1، 2) . وفي العهد الجديد يقال أيضاً :
" المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " ( 1كو 15: 33) .
ويقول الرسول أيضاً " أما الآن فكنت إليكم : إن كان أحد مدعواً زانياً أو طماعاً أو عابد أو شتاماً أو سكيراً أو خاطفاً ، أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا "( 1كو 5: 211) . إذن عدم معاشرة الشتامين و الخطافين وفاسدي الأخلاق ، تعليم كتابي . ويقول الكتاب أيضاً :
" نوصيكم أيها الأخوة … أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب "( 2تس 3: 6) .
سواء من الناحية الخلقية أو الناحية العقيدية .. ويأمر الرسول كذلك بالبعد عن المناقشات الغبية و تجنبها " عالماً أنها تولد خصومات "( 2تي 2: 23 ) .
ولا تعتبر هذا التجنب خصومة أو ضد المحبة .
لأنه لم تكن من لوطا البار أن يختلط بأهل سادوم .. وكان خطأ واضحاً ومؤسفاً وذا نتائج مرعبة ، أن يختلط سليمان الحكيم بنساء أجنبيات ويتزوج بهن ، مما جعل قلبه ليس كاملاً أمام الله ( 1مل 11: 4، 5) .
يمكن أن تبتعد عن مثل هذا ، وتحفظ قلبك طاهراً من جهته .
فلا تحقد عليه ، ولا تبغضه ، ولا تتكلم عنه بالسوء . وأيضاً يمكن أن تصلي من أجله ، أن ينجيه الرب من أخطائه . وفي أخطائه . وفي صلاتك من أجله تنفذ الوصية " أحبوا أعدائكم باركوا لاعينكم " وتصلي أيضاً أن يعطيك الرب نعمة في عينيه ، لكي أذاه عنك . ولكن إن وجدت أن أمثال هذه الصلاة تجدد عليك ذكرت متاعب هذا الإنسان ، فلا داعي للدخول في التفاصيل المتعبة أثناء الصلاة ، ولا لتذكار الخطايا . لتكن صلاة عامة مجموعة ، وكفي …
هل أعاتب
السؤال
هل أعاتب صديقاً لي إذا أخطأ لي في حقي ؟ أم أحتمل إساءته وأصمت ؟
الجواب
يمكن أن تعاتبه ، أن كان من النوع الذي يقبل العتاب ، وإن كان العتاب يأتي بنتيجة طيبة . .
وذلك لأنه ليس كل أنسان يقبل العتاب . فهناك من تعاتبه ، فيثور ويحاول أن يبرر نفسه ، ويكثر الجدل .. ويعتبر أنك تتهمه و تظلمه . و ينتهي العتاب بنتيجة أسوأ . وقد قال الشاعر :
ودع العتاب فرب شر كان أوله العتاب
أما الصديق الواسع الصدر ، المحب ، الذي يقبل بصدر رحب وبموضوعية ، فيمكن أن تعاتبة و تصفي الموقف معه . وقد صرح السيد الرب بالعتاب فقال :
" إن أخطأ إليك أخوك ، فأذهب وعاتبة ، بينك وبينه وحدكما . فإن سمع منك ، فقد ربحت أخاك "( مت 18: 15)) .
وهنا يضع السيد شريطاً ، أن يكون العتاب بينكما سراً . لأن البعض لا يقبل أن يظهر مخطئاً أمام الآخرين ، بينما يقبل ذلك " بينك وبينه وحدكما " . ومع كل ذلك فإن السيد الرب يقول إن نتيجة العتاب غير مضمونه . وذلك بقوله : " فإن سمع لك ". هنا وأقول نقطتين هامتين في العتاب :
الأول " هي أسلوب العتاب . فهناك من يعاتب في محبة ، وقد يبدأ بذكر محاسن الصديق ومواقفه الطيبة ، قبل أن يذكر نقطة العتاب .. بهذا يكون أسلوبه مقبولاً .. بينما هناك من يعاتب في عنف ، وبألفاظ جارحة ، وكأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب ، ويحط من شأن صديقه . فلا ذلك منه ، ويرد عليه بالمثل ، ويشتعل الموقف .
إذن إذا عاتب بأسلوب رقيق مقبول :
النقطة الثانية : وهي سبب العتاب . المفروض أن يكون ذلك لسبب يستحق العتاب ، وليس علي أمور بسيطة تدخل تحت عنوان " المحبة تحتمل كل شئ ( 1كو 13) . لأنك إن كنت تعاتب علي كل صغيرة ، وحتى علي كل صغيرة ، وحتى لي التفاهات ، بحساسية شديدة ، فإنك بهذا الأسلوب تفقد أصدقاءك .. !
لذلك كن واسع الصدر ، ولا تعاتب علي الأمور الصغيرة .
هذه احتملها في صمت ، بل في محبة ، وبحسن نية . ولا تفكر في أن صديقك أراد أن يسئ إليك . ربما كانت هفوة ، زلفة لسان ، عبارة فكاهة ، بسبب نسيان … الخ أما ما قاله السيد المسيح ، عن تطوير الموقف ، وأن تشكو للكنيسة ، فلا شك أن هذا عن الأمور الخطيرة جداً ، ذات النتائج غير المحتملة ..
الغريزة
السؤال
هل يمكن لإنسان أن يتخلص من غريزة قد ولد بها ؟
الجواب
الإنسان لا يقضي علي غرائزه ، إنما يحسن توجيهها .
فالغريزة الجنسية مثلاً عبارة عن طاقة وحب وعاطفة . فإن أحسن الإنسان توجيه ما عنده من طاقة وحب وعاطفة . بأسلوب سليم ، حينئذ لا يتعب من الغريزة الجنسية .
لأن الذي يتعب الإنسان ليس هو الغريزة إنما انحرافها .
الغضب مثلاً يمكن توجيهه إلي الخير ، بغير عصبية ، فيتحول إلي طاقة بناء وليس إلي هدم . وعنه تصدر النخوة و الشهامة ، والدفاع عن الحق . ونصرة المظلوم . كل ذلك بأسلوب روحي ، دون الوقوع في خطية وبحسن استخدام الألفاظ . مثلما قال الكتاب ( اغضبوا و لا تخطئوا ) ( مز 4: 4) لذلك ابحث عن الأخطاء التي تسبب لك انحرافات في غريزة ما ، أعمل علي علاجها . واعرف أن الله لم يضع في طبيعتنا شيئاً خاطئاً ، حينما خلقنا . إنما وضع فينا طاقات ، لنستخدمها حسناً .
زوجها يتأخر مساء
السؤال
زوجي يتأخر مساء ، ولا أعتقد أبداً أن عمله يستدعي ذلك . فماذا أفعل لمثل هذا الزوج الذي لا يهتم بيته ، وكأنه يهرب منه إلي غيره ؟! .
الجواب
ليت كل زوجة تجعل بيتها محباً إلي زوجها ، يشتاق إليه كلما تعد عنه …
فغياب الرجل كثيراً عن بيته - بدون سبب قهري - يدل علي أنه لا يوجد علاقة قوية بينه وبين أهل بيته ، وأنه لا محبة ولا اشتياق . وإيجاد المحبة و الاشتياق لا يكون بكثرة العتاب ، وبكثرة التحقيق معه ، وبكثرة النكد و العكننة .
فالرجل قد يهرب من البيت بسبب النكد .
لذلك حاولي أن تكسبي زوجك بالمحبة ، وبالكلمة الطيبة التي ترضيه . وتحدثي معه في نوعية الحديث الذي يروقه ويحبه . وأن وجدتيه زاهداً في الحديث ، فلا ترهقيه .
كذلك ابحثي متي بدأ يغيب ؟
هل حدث إثر شجار بينكما ، أو مناقشة حامية ، أو خلاف حول موضوع ما إن كان الأمر هكذا ، اصلحي نتائج ما حدث .
كذلك اهتمي بينك ، وبنفسك في البيت .
اجعلي صورة البيت محببة إليه ، وأيضاً صورتك البشوشة المملؤة حباً ، التي تعتني به وتهتم به … واحذري من تكبير الأمور و الشكوى لكثيرين ، لئلا يزداد الأمر تعقيداً . والرب قادر أن يرجعه إلي بيتك ، بصلاتك ..
لقد تزوجنا منذ بضع سنوات مضت ، ونريد الصلاة من أجلنا وبعض نصائح تجعل حيتنا الزوجية سعيدة .
نصائح للمتزوجين
أهم نصيحة هي أن تعيشوا في محبة ، وأن تكون حياتكم الزوجية حياة روحية مقدسة . ولذلك أقول :
· ينبغي أن تكون رسالة كل منكما هي إسعاد الطرف الآخر .
· فيعتبر الزوج أن رسالته في حياته الزوجية هي إسعاد زوجته . وتعتبر الزوجة أن رسالتها هي إسعاد زوجها . ويعتبر الزوجان معاً أن رسالتهما هي إسعاد باقي أفراد الأسرة، و المساهمة في إسعاد الآخرين …
" المحبة لا تطلب ما لنفسها " ( 1كو 13: 5) .
ذلك لأن التفكير في الذات و التركيز علي الذات ، يجعل الشخص يهمل احتياجات الآخرين ، أو من أجل ذاته ، وتنفيذ رأيه أو رغباته ، يضطر إلي الاصطدام بغيره . وبسبب هذا تنشأ المنازعات الزوجية
· علي كل من الزوجين أن يفهم نفسية الآخر .
ويعامله بما يوافق هذه النفسية ..كذلك يعرف أسلوبه في التفكير ، ويعامله بما يناسب عقليته و تفكيره .. إن مشكلة كثير من الأزواج هي أن كل طرف يحاول أن يغير الطرف الآخر ، يغير عقليته وطباعه ونفسيته وأسلوبه ، لكي يتفق معه هو !! وإذ لا يستطيع ، تنشأ المشاكل .
· أيضاً ، فليتدرب كل طرف أن يمرر بعض الأمور .
أي يجعلها تمر في هدوء .. دون أن يحاسب علي لفظ ، وعلي تصرف ، مدققاً ومحققاً ..! لأنه من المستحيل أن تكون كل تصرفات الطرف الآخر موافقة تماماً لفكره هو وأسلوبه وقصده . ومن المحال أن يكون الطرف الآخر كاملاً في كل شئ .. إن كنت تحاسب غيرك علي كل خطأ ، أو ما تظنه خطأ ، فإنه سيحاسبك بالمثل بلا شك " وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم " ( مت 7: 2) . وهكذا فإن كل طرف سيتصيد للطرف الآخر فتفشل الحياة الزوجية .
· أيضاً لا تحاولوا أن تحلوا المشاكل بمشاكل .
إذا حدث مشكلة بين زوجين ، فلا يصح أن يحاولوا حلها و الضجيج ،و لا بالغضب و النرفزة ولا بالقطيعة و الخصام ، ولا بالتأزم و البكاء .. ولا بتوسع نطاق المشكلة وإدخال افراد الأسرتين الكبيرتين فيها ( الآباء و الأمهات ) .. بل يحسن معالجه مشاكلكم بأسلوب روحي ، ويمكن عرضها علي آباء الاعتراف والاسترشاد بحلول روحية .
· من الناحية الإيجابية ، ينبغي أن تكون لكما ممارسات روحية مشتركة .
أوقات تصليان فيها معاً ، وتقراءن الكتاب معاً ، وتتنازلان معاً . فإن الشركة الروحية تقربكما إلي بعضكما البعض ، توجد أفكاركما في اتجاه روحي موحد ويكون الله شريكاً لكما في بيتكما ، فيسوده السلام
· ما أجمل أن تتبادلا الهدايا في بعض المناسبات :
في الأعياد الكنسية مثلاً ، وفي أعيادكما الأسرية : في عيد زواجكما ، أو أعياد ميلاد أبنائكما في أعياد ميلادكما ، لتكن في بيتكما مناسبات مفرحة ، لأفراح مشتركة .
هل أتزوجها ؟!
السؤال
خطبت فتاة فاضلة . ولكني وجدت أن أمها حادة الطبع ، كثيرة المشاكل ومتعبة . فهل أكمل زواجي بها ، وتصبح هذه الأم المشاكسة حماتي . أنا متخوف . أم لا أتزوجها ، وحينئذ يتعبني ضميري، لأنه ما ذنب الابنة ، إن كانت أمها هكذا ؟ فبماذا تنصحني ؟
الجواب
نعم ما ذنب الابنة ، أن كانت أمها هكذا ؟ هل تقف الأم في طريقها ، فتمنع عنها كل فرصة للزواج ؟ كثيراً ما سئلت هذا السؤال ، وكانت إجابتي هي : يمكنك أن تتزوج هذه الابنة علي شرطين :
أنها لا تكون قد ورثت شيئاً من طباع أمها ، بل تكون علي العكس ساخطة علي طباع هذه الأم عن اقتناع .
أنها تكون ذات شخصية مستقلة ، بحيث لا تتبع أمها في المستقبل ، ولا تكون تحت طاعتها في أخطائها . وبذلك تستطيع أن تنقذ هذه الابنة المظلومة ، بزواجك منها ، فلا تتركها ضحية لأم حادة الطبع كثيرة المشاكل ومتعبة .
لماذا تزوجت بأممي ؟
السؤال
إن كان العهد القديم يمنع الزواج بالأجانب ، من الشعوب الأخرى أصحاب الديانات الوثنية ، فلماذا تزوجت استير برجل أممي ؟
الجواب
كانت استير تعتبر من العبيد أسرى الحرب . وكان الزوج هو ملك فارس .
يستطيع الملك أن يأمر بأن يحضروا له إحدى الجواري لتكون زوجة له ، فلا يملك أحد عصيان أمره … فكم بالأولي لو أختار واحدة أن تكون ملكة علي البلاد
إذن استير لم تكن تملك إرادتها يضاف إلي هذا أنها احتفظت بدينها
ولعل الله سمح بهذا الأمر ، لكي تكون أستير وسيلة لحفظ الشعب من الإبادة نتيجة المؤامرة التي دبرها مردخاى . وأستير كانت متدينة . هي التي فرضت صوماً علي نفسها وعلي كل شعبها . وصلت لكي يعطيها الرب نعمة في عيني الملك ، لينفذ الشعب . وقد كان … وطبعاً قصة أستير لا تنطبق
علي أية فتاة في جيلنا . لأنها كانت في ظروف معينة ، في العهد القديم ولم تكن تملك الرفض . ولم تكن هي التي اختارت …
الراهب إذا تزوج
السؤال
ما هو حكم الكنيسة في حالة الراهب الذي يتزوج ؟ وما حكمها علي الكاهن الذي يتزوج بعد سيامته ؟ وإذا شلح راهب : هل يحق له أن يتزوج باعتباره قد صار علمانياً ؟
الجواب
الراهب إنسان قد نذر البتولية . فإذا تزوج يكون قد كسر نذره ويصبح زواجه خطية .
والكتاب يقول " خير لك أن لا تنذر ، من أن تنذر ولا تفي "( جا 5: 5) . فالواجب أن يبقي الراهب علي نذره ، حتي لو شلحته الكنيسة
الكنيسة شلحته من الرهبنة . ولكنها لم تشلحه من البتولية .
فلا يزال نذر البتولية باقياً ، حتي لو لم يصر راهباً . وهناك علمانيون أو شمامسة عاشوا بتوليين . أو نذروا البتولية واستمروا فيها وهم علمانيون ، ولم يكونوا رهباناً … ولا كهنة .الارشيديا حبيب جرجس عاش حياته كلها بتولاً ، ولم يكن راهباً ولا كاهناً . وكذلك أخوه . وكذلك أخوته وما كن راهبات .
يمكن إذن أن يكون الإنسان بتولاً ، دون أن يكون راهباً .
القديس الأنبا رويس كان بتولاً ، دون أن يرسمه أحد راهباً . القديس بولس الرسول و القديس يوحنا الحبيب كانا بتولين ، ولم يكونا راهبين ، إذا لم تكن الرهبنة قد ظهرت بعد . والقديس بولس كان يدعو الناس أن يكونوا مثله " بتوليين لا رهباناً " بل كان يدعو " الذين لهم نساء كأن ليس لهم "( 1كو 7: 29) .
و الذي تشلحه الكنيسة من الرهبنة و الكهنوت ، يبقي علي نذره في البتولية .
إن كان قد فقد الرهبنة و الكهنوت ، يبقي علي نذره في البتولية . إن كان قد فقد الرهبنة و الكهنوت ، فلا يتمادي ، أكثر لكي يفقد أيضاً البتولية التي لا تزال في إرادته وفي حريته . وحفظه لها يدل علي محبته للبتولية و ثباته علي نذره .
والنذر هو تعهد بينه وبين الله مباشرة .
وكذلك بينه وبين نفسه … و الكنيسة مجرد شاهد علي هذا النذر ، الذي تعهد به أمام مذبحه المقدس ، وأمام الملائكة وأرواح القديسين ، وأمام مجمع الرهبان ، وأمام كل الذين حضروا هذا النذر ، وأمام الشعب كله الذي سمع برهبنته … و الكنيسة لا تحله من هذا النذر ، ولا تملك ذلك .
بل بقاؤه علي بتوليته ، يبقي الباب مفتوحاً أمامه للعودة إلي الرهبنة و الكهنوت
فما أكثر الذين تابوا ، وأزالوا بتوبتهم الأسباب التي أدت إلي شلحها . وبقيت الفرصة سائحة أمامهم لتعفو الكنيسة عنهم ، وتعيدهم إلي رتبتهم ، وقبلتهم أديرتهم … و الكهنوت مسحة لا تعاد . أى أنه إذا تاب المشلوح وأعيد إلي كهنوته ، لا تحتاج الأمر إلي إعادة سيامته
إما الذي يتزوج فإنه يكسر الجسور التي بينه وبين الكنيسة .
فالكاهن الذي يتزوج بعد سيامته ، يفقد كهنوته تماماً . ولا يعود إليه و الراهب الذي يتزوج ، لا يمكن أن يعود إلي الرهبنة إلا إذا ترك هذه الخطية التي يعيش فيها . وأن تركها نهائياً وتاب توبة حقيقية ، وقبله ديره إنما يقبله مدة طويلة تحت الاختبار ، لئلا يعود مرة أخرى إلي ذلك الارتباط الجسداني .
والراهب الكاهن الذي يتزوج يفقد أموراً كثيرة :
يفقد بتوليته ، ويفقد رهبنته ، ويفقد نذره ، ويفقد كهنوته ، ويفقد سمعته ، ويفقد أرثوذكسيته …
ذلك لأنه لا يمكن أن تقبل كنيسة أرثوذكسية أن تزوجه . وغالباً ما يلجأ مثل هذا إلي طوائف أخري غير أرثوذكسية لتزويجه زواجاً لا يريح أي ضمير … وقد يعيش في اللامبالاة وقتاً . ثم إذا استيقظ ضميره ، يتعب ويتألم ويعيش تعيساً …
وهكذا يفقد سلامه القلبي أيضاً .
ويبقي كسر النذر ، والاستمرار في كسر النذر شوكة في ضميره تتعبه طول حياته … وفي نفس الوقت يصير عثرة …
وتتعلق أبديته بتوبته ، وترك ما هو فيه ، وإصلاح نتائجه …
طالب الرهبنة إذا تزوج
السؤال
عرفنا أن الراهب إذا تزوج ، يكون زواجه خطية ، لأنه في الرهبنة ينذر نفسه لحياة البتولية … ولكن ما حكم طالب الرهبنة ، الذى إذا ذهب إلي الدير ليترهب ، ثم خرج من الدير ، أو أخرجه الدير … هل إذا تزوج يكون زواجه أيضاً خطية ؟
الجواب
الفترة التي يقضيها طالب الرهبنة هي فترة اختبار ، وليست فترة نذر للبتولية …
هو يختبر نفسه ، هل تناسبه حياة الرهبنة أم لا . فإن وجد أنها تناسبه ، بقي في الدير إلي أن تتم سيامته راهباً ، وفي السيامة يكون قد نذر نفسه للبتولية وحياة النسك و الزهد . أما إن وجد حياة الرهبنة لا تناسبه ، فمن حقه أن يتزوج .
والاستثناء الوحيد ، هو أن يكون قد نذر نفسه أمام الله لحياة البتولية …
تفريق ما جمعه الله
السؤال
يقول الكتاب " ما جمعة الله لا يفرقة إنسان "( مت 19: 6) . فكيف يحدث أنه في حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله ؟
الجواب
الوصية تقول " لا يفرقه إنسان " . وفي حالة الزنا ، لا يحدث التفريق بواسطة إنسان ، إنما بأمر الله نفسه ، الذي سمح بالطلاق في حالة الزنا ، وفي نفس الإصحاح ( مت 19: 9) .
كيف يعلمه الصلاة
السؤال
أنا طالب جامعي . وأبي يعمل تاجراً وهو غير متعلم . وأريد أن أعلمه الصلاة ، فماذا أفعل ؟
الجواب
يمكن ذلك عن طريق الاستسلام الصوتي و الترديد ، مثلما يسلم العرفاء الألحان . ومثلما استلم المكفوفون ألحان الكنيسة هذا عن الصلوات المحفوظة ، مثل المزامير وصلوات الأجبية . بالإضافة إلي هذا يمكنك أن تعلمه الصلوات الخاصة من قلبه ، سواء الطلب أو شكر الله علي إحساناته ، أو الاعتراف بالخطية ، أو تمجيد الله . ويمكن أن تجعله يحفظ عبارة يرددها كثيراً ، مثل صلاة ياربي يسوع المسيح وأمثالها .
الخشوع في الصلاة
السؤال
ما حدود الخشوع في الصلاة ، وبخاصة حينما لا يتوفر ذلك علمياً ؟
الجواب
المفروض في الصلاة ، توافر خشوع الجسد و الروح .
أما خشوع الجسد فيتمثل في الوقفة المنتصبة ، والأيدي المرتفعة إلي فوق ، والسجود ، و الركوع أحياناً ، علي شرط ألا يكون هذا لمجرد الاسترخاء كما يفعل البعض … كذلك يتمثل الخشوع في ضبط الحواس ، فلا ينشغل البصر أو البصر أو السمع في شئ آخر أثناء الصلاة … ويتمثل الخشوع أيضاً في ضبط الفكر ، فلا يطيش خارج الصلاة في موضوعات أخرى . كذلك في مشاعر القلب الداخلية من مهابة و احترام لله الذي يقف المصلي أمامه .
ولكن حيث لا يتوافر خشوع الجسد ، يبقي خشوع الروح .
مثال ذلك الذي يصلي وهو مريض يرقد علي فراشه قبيل النوم مباشرة ، بعد صلاته الخاشعة أمام الله . أو الذي يصلي في طريق ، أو وهو جالس مع الناس ، أو سائر في الطريق ، أو وهو واقف في مكان ما … هؤلاء جميعاً عليهم أن يحتفظوا بخشوع الروح في مشاعر القلب و الفكر …
الخطأ أن الإنسان يتهاون بإرادته في خشوع الجسد
أما إن كان مضطراً إلي ذلك كالأحوال التي ذكرناها ، فلا لوم عليه . لأن الله يعرف حالة القلب
عدم استجابة الصلاة
السؤال
كيف أشعر أن الله يهتم بي ، أن كنت أصلي ولا استجاب ؟
الجواب
المفروض في الصلاة ، توافر خشوع الجسد و الروح .
أما خشوع الجسد فيتمثل في الوقفة المنتصبة ،والأيدي المرتفعة إلي فوق ، والسجود و الركوع أحياناً ، علي شرط ألا يكون هذا لمجرد الاسترخاء كما يفعل البعض … كذلك يتمثل الخشوع في ضبط الحواس ، فلا ينشغل البصر أو السمع في شئ أثناء الصلاة … ويتمثل الخشوع في ضبط الفكر ، فلا يطيش خارج الصلاة في موضوعات أخرى . كذلك في مشاعر القلب الداخلية من مهابة واحترام لله الذي يقف المصلي أمامه .
ولكن حيث لا يتوافر خشوع الجسد ، يبقي خشوع الروح .
مثال ذلك الذي يصلي وهو مريض يرقد علي فراشه ، أو الذي يصلي وهو علي فراشه قبيل النوم مباشرة ، بعد صلاته الخاشعة أمام الله . أو الذي يصلي في طرق الموصلات ، وهو جالس علي مقعده في الطائرة أو في سيارته أو في الأتوبيس أو القطار ، ولكن عقله منشغل بالصلاة وقلبه مرتفع إلي الله . أو الذي يصلي وهو جالس مع الناس ، أو وهو سائر في الطريق ، أو وهو واقف في مكان ما … هؤلاء جميعاً عليهم أن يحتفظوا بخشوع الروح في مشاعر القلب و الفكر …
الخطأ أن الإنسان يتهاون بإرادته في خشوع الجسد .
أما إن كان مضطراً إلي ذلك كالأحوال التي ذكرناها ، فلا لوم عليه . لأن الله يعرف حالة القلب …
كل صلاة توافق مشيئة الله مستجابة . فإن شعرت أن صلاتك لم صلاتك لم تستجب ، فلا بد
1 - من الجائز أن الله يعد لك خيراً أفضل مما تطلب .
2 - أو أن الله سيستجيب طلبك ، ولكن في الوقت المناسب حسب حكمته . فلا تستعجل ولا تقلق ، إنما آمن واستجابته .
3 - تحتاج أيضاً أن تتعود انتظار الرب ، كما انتظر أبونا إبراهيم وأعطاه الرب نسلاً في الحين الحسن ، وكما أعطي زكريا و اليصابات .
4 - ومن الجائز أن ما تطلبه ليس مفيداً لك ، أو ليس مفيداً الآن . إن الله يعطيك ما ينفعك ، وليس حرفية ما تطلبه .
5 - أو قد توجد خطية معينة تعوق استجابة صلاتك .
قيتامينات أثناء الصوم
السؤال
هل أخذ كبسولات فيتامين أثناء الصوم حرام ؟
الجواب
ليس حراماً في شئ . فالصوم هو منع الجسد عن مشتهياته من الطعام ، وليس قتل الجسد أو أضعافه . ولكن تؤخذ هذه الكبسولات بعد فترة الانقطاع طبعاً . كما أن موضوع أخذ الفيتامينات علي كافة صورها ، كبسولات أو أقراصاً أو سوائلا ، هي خاصة بالمرضي المحتاجين إلي تقوية ، وليست للأصحاء أصحاب الأجساد القوية غير المريضة …
موعد الانقطاع عن الطعام
السؤال
في الليلة التي يتبعها صوم انقطاعي ، في أية ساعة ننقطع عن تناول الطعام ؟ هل ممكن الأكل بعد نصف الليل ؟
الجواب
بعد نصف الليل ، ندخل في يوم جديد ، ينبغي أن نبدأه صائمين ، مادام اليوم يوم صيام . لذلك لا يجوز في أيام الصوم للتناول ، يشترط ألا يقل صومه عن تسع ساعات ، بحيث لا يأكل بعد نصف الليل . فإذا كان القداس سيخرج السابعة مثلاً ، يشترط أن يمتنع الإنسان عن الأكل ، قبل العاشرة مساءاً . وفي الصوم ، لا يوجد صوم انقطاعي ، وصوم غير أنقطاعي لأن الانقطاع عن الطعام لازمه في الأصوام ، ولكنها تختلف في موعدها من صوم لصوم ، ومن شخص لشخص .
وإذا قلنا إن الشخص لا يأكل بعد منتصف الليل في أيام صومه ، فهذا لا يعني أن الإنسان يأخذ حريته في تناول الطعام إلي الليل تماماً ، باعتبار أن هذا حقه !! لأنه لا يجوز أن تتعامل بالدقيقة و الثانية في أمور ضبطك لنفسك …!
التناول - و العملية الجراحية
السؤال
مريض يريد أن يتناول قبل إجراء عملية جراحية له ، لابد سينزف فيها دماً . فهل يسمح له ؟!
الجواب
يمكن أن يتناول قبل العملية الجراحية بيوم أو يومين ، وليس قبلها مباشرة . ولكن ما يناسب المريض هو سر المرضي … فيمكن دهنه بزيت هذه المسحة و الصلاة له حسب تعليم الرسول ( يع 5: 14، 15) وذلك قبل إجراء العملية …
كيف عرف موسي ؟
السؤال
هناك أمور قصة الخليقة ، لا أدرى كيف عرفها موسى النبي ، حتي كتبها في سفر التكوين ، مثل قول الرب مثلاً " نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا "( تك 1: 26)
الجواب
موسى النبي عرف أشعياء كثيرة عن طريق الرب نفسه ، الذي كان " يكلمه فماً لفم " ( عد
12: 7) . وقد قضي أربعين يوماً مع الرب علي الجبل ، واستلم فيها الشريعة . فما أسهل أن يكون الرب قد حدثه في تلك الفترة عن قصة الخليقة كلها وما أكثر ما كان الرب يتكلم مع نبيه موسى . أو قد يكون الرب قد حدث أبانا آدم عن هذه الأمور . وتكون قد وصلت إلي موسى عن طريق التقليد ، وبخاصة لأن الأعمار كانت طويلة في زمن الآباء الأول . حيث عاش آدم متوشالح 969سنة ، وعاش نوح 930سنة ( أنظر تك 5، تك 9: 29) .
حول سلسلة الأنساب
السؤال
النسوة الخاطئات في سلسلة الأنساب :
لماذا ترك البشير في سلسلة الأنساب أسماء النسوة القديسات مثل سارة ورفقة وغيرهما ، وأورد ذكر
نسوة زانيات مثل ثامار وراحاب وامرأة أوريا الحثي ، وامرأة غريبة الجنس هي راعوث ؟
الجواب
لقد أراد أن يبطل تشامخ اليهود الذين يفتخرون بأجدادهم . فأظهر لهم كيف أن أجدادهم قد أخطأوا ، فيهوذا زني مع ثامار أرملة ابنه وأنجب منها فارص وزارح . وداود سقط في الزني مع امرأة أوريا الحثي . وبوعز الجد الكبير لداود أنجبه سلمون من راحاب الزانية … فلا داعي إذن للإفتخار . وحتى لو كان أجدادهم فاضلين ، فلن تنفعهم فضيلة أجدادهم . لأن أعمال الإنسان - لا أعمال آبائه - هي التي تقرر مصيره في اليوم الأخير .
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم في ذلك :
إن السيد المسيح لم يأت ليهرب من تعبيراتنا . بل ليزيلها . إنه لا يخجل من إي نوع من نقائضنا . وكما أن أولئك الأجداد أخذوا نسوة زانيات ، فكذلك ربنا وإلهنا خطب لذاته طبيعتنا التي زنت .
الكنيسة كثامار : تخلصت دفعة واحدة من أعمالها الشريرة ثم تبعته .
وراعوث يشبه حالها أحوالنا : كانت قبيلتها غريبة عن إسرائيل ، وقد هبطت إلي غاية الفقر . ومع ذلك لما أبصرها بوعز ، لم يزدر بفقرها ، ولا رفض دناءة جنسها . كذلك السيد المسيح لم يرفض كنيسته وقد كانت غريبة وفي فقر من الأعمال الصالحة … وكما أن راعوث لو لم تترك شعبها وبيتها لما ذاقت ذلك المجد ، فكذلك الكنيسة التي قال لها النبي " انسي شعبك و بيت أبيك ، فيشتهي الملك حسنك " …
بهذه الأمور أخجلهم ربنا ، وحقق عندهم ألا تعظموا .
وعندما سجل البشير أنساب المسيح أورد فيها أولئك النسوة الزانيات . لأنه لا يمكن لأحدنا أن يكون فاضلاً بفضيلة أجداده ، أو شريراً برذيلة أجداده . بل أقول إن الشخص الذي لم يكن من أجداد فاضلين وصار صالحاً ، فذلك شرف فضله عظيم .
فلا يفتخر و ينتفخ أحد بأجداده ، إذا تقطن في أجداد سيدنا ، و لينظر إلي أعماله الخاصة . وحتى فضائله لا يفتخر بها . لأنه بأمثال هذه المفاخر صار الفريسي دون العشار .
فلا تفسدن أتعابك و تحاضر باطلاً . لا تضيع تعبك كله بعد سعيك فيه فراسخ كثيرة . لأن سيدك يعرف الفضائل التي أحكمتها أكثر منك . لأنك أن ناولت ظمآن قدح ماء بارد ، فلن يغفل الله عن هذا ولا ينساه .
إنك إن مدحت ذاتك ، فلن يمدحك الله أيضاً . أما إن نسبت الويل لها ولمتها ، فلا يكف هو عن إذاعة فضلك …
وهو يسعي بكل وسيلة لكي يكلك عن طريق أتعاب كثيرة . ويجول طالباً حججاً يستطيع أن يخلصك بها من جهنم . حتي إن عملت في الساعة الحادية عشرة يعطيك أجرة عمل النهار كله … وإن ذرفت ولو دمعة واحدة ، لخطفها بإسراع وجعلها حجه لخلاصك فلا نترفعن إذن ، لكن ينبغي أن ندعو ذواتنا مرفوضين . وننسي كل ما قد علمناه من صلاح ، ونتذكر خطايانا .
إن محامدك التي يجب ألا يعرفها إلا الله وحده ، وهي عنده في صيانة تحوطها ، فلا تكرر ذكرها لئلا يسلبها منك سالب ، و يصيبك ما أصاب الفريسي إذ أورد ذكر محامده ، فاختلسها إبليس المحتال .
ثلاثة اختلافات في سلسلتي الأنساب
السؤال
هناك اختلافات في سلسلة الأنساب بين ما سجله متي الإنجيلي ، وما سجله لوقا الإنجيلي ، نريد أن نسأل عنها الآن . وهي :
1 - يوجد خلاف بين الأسماء التي يوردها كل من الإنجيليين .
2 - القديس متي يبدأ سيرة السيد المسيح بسلسلة الأنساب . أما القديس لوقا فلا يعرض لها إلا بعد أن يروي قصة العماد .
3 - القديس متي يسرد الأنساب نازلاً من الآباء أولاً إلي الأنباء . بينما . القديس لوقا يصعد بالأنساب من الرب يسوع إلي آدم إلي الله . فهل من شرح لكل هذه الاختلافات ؟
الجواب
1 - الخلاف في الأسماء :
في الواقع أن متي الإنجيلي سرد من جانبه النسب الطبيعي للسيد المسيح ، بينما سرد لوقا النسب الشرعي أو الرسمي . و لتفسير هذا نقول الآتي :
نصت شريعة موسى علي أنه توفي رجل بدون نسل ، يجب أن يدخل أخو المتوفى علي أرملة أخيه ، و ينجب لأخيه المتوفى نسلاً منها ، أي أن الابن الذي ينجبه يصبح من الناحية الشريعة أبنا رسمياً لأخيه المتوفى ، وإن كان يعتبر ابناً طبيعياً لهذا الأخ الذي أنجبه من صلبه .
وبهذا يكون لمثل هذا الابن أبوان : أب طبيعي وهو الذي أنجبه ، وأب شرعي وهو عمه المتوفى بدون نسل .
وهذا هو ما ورد في سفر التثنية عن هذا الأمر : " إذا سكن أخوة معاً ،ومات واحد منهم وليس له ابن ، فلا تصر إمرأة الميت إلي خارج لرجل . أخو زوجها يدخل عليها و يتخذها لنفسه زوجة ، ويقوم لها بواجب أخي الزوج . والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه المتوفى ، لئلا يمحي اسمه من إسرائيل " ( تث 25 : 5، 6) .
فإن حدث أن هذا المتوفى بدون أولاد لم يكن له أخ ، فإن أقرب أقربائه يأخذ امرأته ليقيم له نسلاً ،
لأن الابن الذي يولد ينسب لهذا المتوفى حسب الناموس وإذا كان النسيب الأقرب لا يريد أن يأخذ زوجة المتوفى حسبما كلف ، فإن النسيب الذي يليه في القرابة لابد أن يقبل هذا الزواج ، لأن الشريعة تحرص علي إقامة نسل لذلك المتوفى بدون إنجاب بنين . وهذا النوع من الزواج يسمي ( الفك) ، وله مثل واضح في سفر راعوث في قصتها من بوعز . وفي تفصيل ذلك يقول القديس ساويرس بطريرك إنطاكية :
" وبهذه الطريقة فإن يوسف خطيب القديسة العذراء ينتسب في الواقع إلي أبوين اثنين :
لأنه حيث أن هالي اتخذ له امرأة ومات دون أن ينجب بنين ، فإن يعقوب - الذي كان أقرب الأنسباء إليه - تزوج امرأته لكي ينجب له نسلاً منها حسبما أمرت الشريعة . فلما أنجب منها يوسف هذا ابناً شرعياً لهالي المتوفى ، و في نفس الوقت ابناً طبيعياً ليعقوب ". ومن أجل هذا قال متي من جانبه إن يوسف هو ابن يعقوب . ولوقا من الجانب الآخر قال أنه ابن هالي . أحدهما أورد النسب الطبيعي ، والآخر أورد النسب الشرعي .
ومتي من جانبه ذكر الآباء الطبيعيين ليوسف ، ولوقا من الجانب الآخر ذكر الآباء الشرعيين .
ووصل لوقا بالنسب الشرعي للمسيح حتي ناثان بن داود ، ومتي وصل بالنسب الطبيعي حتي سليمان بن داود . وتلاقي الاثنان عند داود … وبين متي و لوقا ، كان المجري يتشابه أحياناً ، ثم ينقسم متنوعاً ، ثم يعود فيتحد ثم ينفصل … وبهذا سواء من الناحية الطبيعية أو الشريعة يثبت نسب المسيح … من حيث أنه ابن لداود ، وابن لإبراهيم ، وابن لآدم .
2 -الخلاف في الصعود و الهبوط ، وعلاقة ذلك بالعماد :
وبدأ متي إنجيله بقوله " كتاب ميلاد يسوع المسيح بن داود بن إبراهيم .." وبعد هذا مباشرة شرح الأنساب إذ قال " إبراهيم ولد اسحق ، واسحق ولد يعقوب ". وبعد هذا أن ذكر أولئك الذين ولدوا من معاشرات فيها أخطاء ، أتي في النهاية إلي إحصاء الأجيال . ثم قال مباشرة " وأما ولادة يسوع فكانت هكذا …" وهكذا بعد أن شرح الفساد و الموت الذي مرت به كل تلك الأجيال ، وصل إلي ولادة السيد المسيح الطاهرة التي من الروح القدس ومن العذراء مريم . أما لوقا فروي البشارة ، وميلاد المعمدان ، وميلاد المسيح وتدرج حتي وصل إلي عماد الرب في سن الثلاثين . وهنا ذكر الأنساب الشرعيين …
ويشرح القديس ساو يرس بطريرك إنطاكية هذا الموضوع فيقول :
أن لوقا شرح الأنساب الشرعية ، الذي تذكرنا بمن مات دون نسل ، ثم أقيم اسمه بعد موته ، بابن ينتسب إليه ، بطريقة فيها مثال للتبني و القيامة .
وذكر تلك الأنساب بعدما أورد قصة العماد … ذلك لأن المعمودية لأن المعمودية تعطي التبني الحقيقي السمائي ، في إظهار أولاد الله .
لذلك ذكر الأنساب الشرعية التي تعطي للتبني . لإظهار أن هذا المثال قد تثبت بالحقيقة . وأن الحالة المضية التي للناس ، قد أعيدت إلي الصحة بواسطة النعمة . ولهذا السبب صعد بالأنساب من أسفل إلي فوق ، وأوصلها إلي الله ، ليظهر أن النعمة التي تأتي بالمعمودية ترفعنا وتصعد بنا إلي النسب الإلهي ، حيث تجعلنا أولاداً لله . تماماً كما أن اتحاد الزواج الذي تم بعد كسر آدم وحواء للوصية ، وإنجاب البنين الذي نتج عن ذلك ، جعلنا نهبط إلي أسفل . ولإتمام هذه الصورة نزل متي بالأنساب الطبيعية إلي أسفل ..
ويقول القديس أوغسطينوس :
متي ينزل بالأنساب ، مشيراً إلي ربنا يسوع المسيح نازلاً ليحمل خطايانا . لأنه من نسل ابراهيم تتبارك جميع الشعوب ( تك 12: 3) . وهكذا لم يبدأ من آدم .
قال السيد المسيح في بدء بشارة مرقس " قد كمل الزمان ، واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل "
هل يوجد أنجيل للمسيح ؟
السؤال
( مر 1: 15) . ما هو هذا الإنجيل . وهل هو هذا الإنجيل . وهل كان يوجد إنجيل بشر به المسيح ؟
الجواب
كلمه إنجيل تعني أحد البشائر الأربع ، التي كتبها متي ومرقس ولوقا ويوحنا ، وتعني أيضاً مجرد عبارة " بشارة مفرحة ". الذي أراد المسيح أن يؤمن به الناس هو هذه البشارة المفرحة ، بشرى الخلاص ، أو بشرى اقتراب الملكوت … ولكنه لم يقصد مطلقاً الإيمان ببشارة مكتوبة كأحد الأناجيل الأربعة . ولهذا قبل صعوده إلي السماء ، لم يطلب من تلاميذه أن يبشروا بإنجيل مكتوب ، وإنما قال " تلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم … وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به "( مت 28: 19، 20) . وهكذا قيل عن السيد المسيح كان يعلم الجموع ، ويكرز ببشارة الملكوت ( مت 4: 23) . وكان يعظ ( مت 5 : 7) . وأيضاً كان " يفسر " ( لو 24: 27) ويفتح الأذهان لتفهم ( لو 24: 45) .
ونفس عبارة الإنجيل بهذا المعني : كما قيلت عن السيد المسيح ، قيلت عن بولس الرسول .
فكتب إلي أهل غلا طية يقول " إن الإنجيل الذي بشرت به ، ليس هو بحسب إنسان ، لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته ، بل بإعلان يسوع المسيح "( غل 1 : 11 ، 12) . ولا يوجد إنجيل بشر به بولس ، إنما يعني هذه الكرازة ، أو هذه البشارة المفرحة . ومع ذلك قال : صعدت إلي الرسل في أورشليم وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم " ( غل 2: 2) . ويقصد كرازته وبشارته وليس إنجيلاً مكتوباً …
فتؤخذ كلمة إنجيل بمعناها اللغوي ، وليس الاصطلاحي .
وهكذا قال " لما رأيتهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل .." ( غل 1: 14) . أي حسب تعاليم الرب ، وليس حسب كتاب مكتوب .
حديث بولس عن نفسه
السؤال
إنني أشعر حينما أقرأ رسائل بولس الرسول ، أنه يتحدث أحياناً عن نفسه ، فأتعجب وأسأل : هل هذا يتفق مع الإتضاع ؟
الجواب
الذي حدث هو أن البعض من المحاربين للقديس بولس الرسول وكرازته ، أنهم أرادوا الإقلال من شأن رسالته مدعين أنه ليس رسولاً وإنما من تلاميذ الرسل !!
لذلك كثيراً ما كان هذا القديس يحاول أن يثبت رسو ليته ، لا من أجل نفسه بل من أجل نجاح الكرازة .
ولهذا كثيراً ما كان يقول في بدء رسالته " بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولاً .." ( رو 1: 1) ( 1كو 1: 1) . " بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله " ( 2كو 1: 1) ( كو 1: 1) ( 2تي 1: 1) .. " بولس لا من الناس ، ولا بإنسان ، بل بيسوع المسيح "( غل 1: 1) " بولس رسول يسوع المسيح بحسب أمر الله مخلصنا "( 1تي 1: 1) . ولذلك أيضاً شرح كيف أن الله افرزه من بطن أمه ودعاه بنعمته ( غل 1: 15) . وكيف أنه أوتمن علي إنجيل الغرله ( غل 2: 7) أي علي الكرازة للأمم .
ولما اعتبروه أقل من الرسل ، اضطر أن يثبت أنه ليس أقل منهم .
فقال " بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا ، بل نعمة الله التي معي "( 1كو 15: 10) - وقال " أهم عبرانيون ؟ فأنا أيضاً . أهم إسرائيليون ؟ فأنا أيضاً . أهم نسل إبراهيم ؟ فأنا أيضاً . أهم خدام المسيح ؟ أقول كمختل العقل ، فأنا أفضل .." ( 2كو 11: 22، 23) . لاحظ عبارة " كمختل العقل " ، التي يكررها تقريباً في عبارة أخرى " الذي يجترئ فيه أحد ، أقول في غباوة : أنا أيضاً أجترئ فيه " ( 2كو 11: 21) . وفي نفس الإصحاح يقول " اقبلوني ولو كغبي لأفتخر أنا أيضاً قليلاً (2كو 11: 16) … أنظر عبارات : كمختل العقل ، وغبي ، وأقول في غباوة . ثم يقول :
وقد صرت غبيا وأنا أفتخر . أنتم ألزمتموني ( 2كو 12: 11) . نعم اضطر إلي ذلك بسبب الذين شكوا في إرساليته .
ومع كل ذلك ، فنواحي التواضع في حياة بولس الرسول تحتاج إلي مقال خاص . يكفي منها هنا عبارة " لا أنا " ( 1كو 15: 1) .
الله أم ملاك
السؤال
قرأت في أحد الكتب أن الذي صارعه يعقوب هو ملاك وليس الله … فما هي الاجابه السليمة ؟
الجواب
الذي صارعه يعقوب هو الله للأسباب الآتية :
1 - غير الله اسمه من يعقوب إلي إسرائيل . ولا يملك الملاك الحق في أن يغير اسم إنسان .
2 - قال له الله في تغير إسمه " لأنك جاهدت مع الله و الناس وقدرت " ( تك 32: 28) . قال له هذا بعد أن صارعه . فما معني " مع الله … وغلبت "؟
3 - يقول الكتاب " فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلاً " لأني نظرت الله وجهاً لوجه ، ونجيت نفسي " ( تك 32: 30) .
4 - إصرار يعقوب أنه لا يتركه حتي يباركه ، أمر خاص بالله . لأنهم يحدث في التاريخ أن إنساناً صارع مع ملاك لكي يباركه . وفعلاً نال البركة وتحققت .
5 - كون أن الذي ظهر له ، ضرب حق فخذه ، فانخلع فخذه ، وصار يخمع عليه ( تك 32: 25، 31) . هذا لا يحدث مع ملاك . الملاك لا يضرب إذا أخذ أمراً صريحاً بذلك من الله ، وبخاصة لو كان يضرب أحد الآباء أو الأنبياء .
أما عبارة " صارعة إنسان حتي طلوع الفجر " ( تك 32: 24) ، فمعناها أن الله ظهر له في هذه الهيئة .
وقد ظهر الله ومعه ملاكان لأبينا إبراهيم في هيئة " ثلاث رجال " ( تك 18: 2) . ولم يكونوا بشراً . وعبارة " ثلاث رجال " تدل علي الهيئة التي ظهروا بها ، وليس علي طبيعتهم . وهكذا قيل عن أبينا إبراهيم " وظهر له الرب عند بلوطات ممرا " ( تك 18: 1) . أما الملاكان فذهب إلي سادوم ( تك 19: 1) ( تك 18: 16) . أما الرب ، وهو الثالث ، ، فقد وعد سارة بأن يكون لها نسل ( تك 18: 10، 14) . وتفاهم مع إبراهيم في شأن حرق سادوم ( تك 18: 20 - 33) " وأما إبراهيم فكان لم ينزل قائماً أمام الرب " ( تك 18: 22) .
إذن يمكن أن يظهر الرب في هيئة إنسان ،ولا تكون الرؤية لإنسان بالحقيقة ويمكن أن يظهر في هيئة ملاك الرب ، ولا تكون الرؤية لملاك بالحقيقة .
ظهر الله لموسى في العليقة بهيئة ( ملاك الرب ) . بل قيل " وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط العليقة " ( خر 3: 2) . ومع ذلك قال له " أنا إله أبيك ، إله إبراهيم ، وإله أسحق ، وإله يعقوب " " فغطي موسى وجهه ، لأنه خاف أن ينظر إلي الله " ( خر 3: 6) .
لهذا يخلط شهود يهوه بين الأمرين .
فيقولون إن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل !! بسبب أن الرب ظهر في العهد القديم بهيئة ملاك ، فيظنون هم أنه ملاك بالحقيقة . إن الله غير مرئي ، وليس له شكل يراه النظر المحسوس . لذلك عندما كان يظهر في العهد القديم ، كان يظهر في هيئة إنسان " كما حدث مع إبراهيم ويعقوب " أو بهيئة ملاك " كما حدث مع موسى " . ولو كان المسيح هو الملاك ميخائيل ، لكان مخلوقاً !! وفي نفس الوقت خالقاً ، لأن كل شئ به كان ( يو1: 3) .
أبناء هذا الدهر
السؤال
ما الذي يقصده الرب بقوله " لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم " . كيف يكونون أحكم من بني النور ؟
الجواب
قال السيد المسيح هذه العبارة في الحديث عن وكيل الظلم ، وكيف أنه تصرف بعقل واهتم بمستقبله ( لو 16: 8) .إن أبناء هذا الدهر يمكن أن يتصفوا بالذكاء ، و بالتصرف الذكي الناجح ، وليس الذكاء وقفاً علي أولاد الله وحدهم … وهذا الأمر واضح من أول سفر التكوين إذ قيل عن الحية إنها كانت أحيل جميع حيوانات البرية "( تك 3: 1) . واستطاعت بذكائها أن تنتصر علي أمنا حواء . بل قال السيد المسيح أكثر من هذا :
" كونوا حكماء كالحيات ، وبسطاء كالحمام "( مت 1: 16) .
فيمكن أن نتشبه بها في حكمتها وليس في شرها . وكان أخيتوفل ذكياً ، وله حكمة في الشر ، فلما انضم إلي ابشالوم ، صلي داود أن يبطل الرب مشورة أخيتوفل ( 2صم 15: 34) . وكانت إيزابيل الملكة شريرة . ولكنها كانت ذكية ، واستطاعت أن توصل زوجها آخاب الملك إلي غرضه .
كل هؤلاء كانوا حكماء ، ولكن حكماء في الشر . إن الله لم حرم الأشرار من الذكاء . وأحياناً ينتصرون بذكائهم علي الأبرار ، علي بني النور .
ولهذا لما ضرب الرب مثل وكيل الظلم في حكمته ، طلب منا أن نتمثل به في حكمته ، ولكن ليس في شره …
الأحياء و الأموات
السؤال
السيد المسيح يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات . فمن هم ا؟لأحياء ومن هم الأموات ؟
الجواب
الأموات الذين يدينهم الرب هم الأموات وقت مجيئه ، الذين سيقيمهم من الموت و يدينهم ( يو 5: 28، 29) . والأحياء هم الذين سيكونون أحياء وقت المجيء الثاني للرب ، وهؤلاء سيدخلون الدينون أيضاً
عموماً المقصود هو أدانه الجميع : بما في ذلك البشر الذين يموتون بانفصال أرواحهم عن أجسادهم . أو إدانة الشياطين الذين لا يموتون بالجسد مثل البشر ، لكن لهم أرواح حية ينطبق عليها قول الكتاب " لك اسم أنك حي ، وأنت ميت " ( رؤ 3: 1) .
ويمكن أن عبارة أحياء تنطق علي الأبرار ، وعبارة " أموات " تنطق علي الأشرار ، كما قال الآب عن الابن الضال " ابني هذا كان ميتاً فعاش " ( لو 15: 23، 32) .
عبارة الأحياء قد تنطبق أيضاً علي الأرواح التي لا تموت بطبيعتها ، كالأرواح النجسة الشريرة ( الشياطين ) . والأموات تعني البشر المائتين .
بنو الملكوت ، و الظلمة الخارجية
السؤال
قال
الرب " إن كثيرين سيأتون من المشارق و المغارب ، ويتكئون مع إبراهيم
وأسحق و يعقوب في ملكوت السموات . وأما بنو الملكوت فيطرحون في الظلمة
الخارجية . هناك يكون البكاء وصرير الأسنان " ( مت 8: 11، 12) فمن هم
بنو الملكوت الذين سيطرحون في الظلمة ؟
الجواب
بنو الملكوت هم اليهود .
هم الذين قال عنهم القديس بولس الرسول " كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح ، لأجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد . الذين هو إسرائيل ، ولهم التبني و المجد و العهود والاشتراع و العبادة و المواعيد . ولهم الآباء ، ومنهم المسيح حسب الجسد .." ( رو 9: 3- 5) .
علي أنهم لم يقبلوا المسيح ، ففقدوا الملكوت .
فمع أنهم بنو الملكوت ، إلا أنهم سيطرحون في الظلمة الخارجية ، بسبب عدم إيمانهم بالمسيح . بينما علي عكس ذلك ، كان الأمم . وقد قال السيد هذه العبارة في مدحه لقائد المائة الأممى ، بعد أن قال عنه " الحق أقول لكم : لم أجد ولا في إسرائيل كلها ، إيماناً بمقدار هذا "( مت 8: 10) . ولذلك فعبارة " يأتون من المشارق و المغارب " تنطبق هنا علي الأمم
الذين بسبب إيمانهم سيتكئون في أحضان إبراهيم وأسحق و يعقوب . ولعل منهم قائد المائة هذا ، و القائد الذي آمن به وقت صلبه ( يو 20: 34) ، ومجد الله قائلاً " بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً " ( لو 23: 47) . بل أنه هو الذين معه لما رأوا الزلزلة ، خافوا جداً وقالوا " حقاً كان هذا الإنسان ابن الله " ( مت 27: 54) ولعل من باكورة الأمم كرنيليوس ( أع 10) وأولئك الذين قال عنهم السيد المسيح لتلاميذه " أذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم .." ( مت 28: 19) واكرزوا بالإنجيل للخليقة ( مر 16: 15) .
أثمروا وأكثروا
السؤال
في سفر التكوين صدر أمر إلهي لآدم وحواء ، قال لهم فيه " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض "( تك 1: 28) . فهل كان هذا ممكناً أن يحدث وهما في الجنة . ونحن نعلم أنهما لم ينحبا أولاداً إلا بعد طردهما من الجنة وبعد الخطية .
الجواب
أن كانت هذه العبارة قد قيلت لهما قبل الخطية ، فلا شك أنهما لم يعرفا معناها الحالي .
لأنهما كانا بسيطان و بريئان جداً ولا يعرفان شيئاً عن الجنس وعن استعماله وكانا عريانين ولا يخجلان ( تك 2: 25) ، شعورهما في هذه الناحية كطفلين رضيعين لا يعرفان عن الجنس شيئاً … ما كانا يعرفان علي الإطلاق طريقه التكاثر الجسدي . و لكنهما عرفا ذلك بعد الخطية ، إذ يقول الكتاب " وعرف آدم حواء امرأته ، فحبلت وولدت قايين "( تك 4: 1)
غالباً هذه العبارة قيلت لهما أو فهماها بعد الخطية .
أن قصة الخليقة وردت مجملة في الإصحاح الأول من سفر التكوين ، ووردت مفصلة في الإصحاح الثاني . ففي الإصحاح الأول يقال " خلق الله الإنسان علي صورته . ذكراً وأنثي خلقهم " ( تك 1: 27) . وفي الإصحاح الثاني يشرح خلق آدم من تراب ، ثم حواء من أحد أضلاع آدم ( تك 2: 7، 21) . وفي الإصحاح الأول في قصة الخليقة بالإجمال ، وردت عبارة " أثمرا واكثروا واملأوا الأرض "( تك 1: 28) . وغالباً هذه العبارة قيلت لهما فيما بعد …
الوقوع في يد الله
السؤال
قال داود النبي " أقع في يد الله ، ولا يوقع في يد إنسان ، لأن مراحم الله واسعة " ( 2صم 24: 14) . وفي مجال آخر يقول بولس الرسول " مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي "( عب 10: 31) . فهل يوجد تناقض بين الآيتين ؟
الجواب
عبارة " مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي ". هي عن الأبدية و العدل الإلهي .
حيث يكون هناك انتقام العدل الإلهي من كل خطأ ( عب 10: 30) . ومجازاة كل واحد حسب أعماله ( مت 16: 27) . أما في قصة داود النبي ، فكان لا يزال علي الأرض يلتمس مراحم الله فقال إن مراحم الله واسعة ، بعكس انتقام البشر منه .
كذلك مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي ، حينما يطيل الله أناته إلي أبعد حد ، و يستغل الناس طول الأناة للاستهتار و التمادي في الخطية .
وقد حدث هذا في معاملة الله لفرعون ، فقد رفع الله عنه الضربات مرات عديدة ، ومنحه الفرصة للتوبة في كل مرة . فلما تقسي قلبه . ولم يستفد من مراحم الله ، ضربه الرب ضربة مخيفة هو وكل جنده ( خر 5- 14) . ونفس الوضع حدث في قصة الطوفان ( تك 6) ، وفي قصة سادوم ( تك 19) ويشرح لنا القديس بولس هذا الموضوع فيقول :
" هوذا لطف الله و صرامته .." ( رو 11: 23) .
" أما الصرامة فغلي الذين سقطوا . وأما اللطف فلك إن ثبت في اللطف ، وإلا فأنت أيضاً ستقطع ". مراحم الله واسعة للذين يتأثرون بلطف الله في معاملته لهم ، و يتوبون … آما المستهتر فيقول له الرسول عن الرب " أم تستهين بغني لطفه ، وإمهاله وطول أناته ، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة . ولكن من أجل قساوتك و قلبك خير التائب ، تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب و استعلان دينونة العالم العادلة ، الذي يجازي كل واحد بحسب أعماله "( رو 2: 4- 6) .
ذكر الاسم في الترحيم
السؤال
هل إذا طلبنا أن يذكر في القداس أسم قريب لنا قد توفي ، لا يجوز ذلك في أيام أعياد أو فرح في الكنيسة ؟
الجواب
في كل يوم من أيام السنة ، يمكن أن نذكر في القداسات أسماء المنتقلين
وهناك جزء من القداس يذكر فيه الترحيم بعد مجمع القديسين . نقول فيه " أولئك يارب الذين أخذت نفوسهم ، نيحهم في فردوس النعيم .." ويمكن قبله أن نذكر من نشاء من الذين رقدوا سراً أو جهراً لتعزية أهلهم .. وهناك ترحيم يقال باللحن الحزايني .
ولكن في أيام الفرح ، لا نستخدم الترحيم باللحن الحزاينى .
إنما يمكن أن نقول الطلبة جهراً وبدون لحن . فلا يمتنع الترحيم في أيام الفرح ، و لكن الذي يمتنع هو اللحن الحزايني . وطبعاً لا يجوز لحن فرا يحي . فيقال الترحيم دمجاً …
كما أننا نصلي لأجل الراقدين في مواضع أخرى .
بصفة عامة ، بدون أسماء كما في أوشية الإنجيل . فنقول " أولئك الذين رقدوا ، يارب نيح نفوسهم " . ونصلي لأجلهم أيضاً في الثلاثة تقديسات . ونصلي لأجلهم سراً عند رفع الحمل في أي قداس عادى .
و البعض يطلبون قداساً خصوصياً باسم أحد أقاربهم المنتقلين .
وقد يكثر عدد هؤلاء الذين يطلبون قداسات خصوصية ، مما لا تقدر عليه إمكانية الكاهن ، فيضطر أن يجمع بعض الطلبات معاً في قداس واحد . ويصلي في التراحيم عن كل واحد باسمه .
هل توجد قداسات و تناول في الأبدية ؟ وهل هذا له علاقة بمكافأة الأكل من ( المن المخفي ) التي وعد بها الغالبون في سفر الرؤيا ( رؤ 2: 17) . أو الأكل من ( شجرة الحياة ) ( رؤ 2: 7) .
التناول هدفه غفران الخطايا و الحياة الأبدية .
كما قال الرب في يوم الخميس الكبير " هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين ، يعطي لمغفرة الخطايا " ( مت 26: 28) ( مر 14: 24) " هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم " ( لو 22: 19) . ونحن نردد هذه الكلمات في القداس الإلهي …
وطبيعي الذين في الأبدية ليسوا في حاجة إلي مغفرة خطايا .
هنا علي الأرض يوجد مجال للتوبة ومغفرة الخطايا أما في الأبدية فالمصير قد تقرر ، ولا يتغير ، وليست هناك فرصة أخرى للتوبة و للتناول لمغفرة الخطايا أنظر أيضاً ماذا نقوله في الاعتراف الأخير في القداس الإلهي . .
" يعطي عنا خلاصاً و غفراناً للخطايا ، وحياة أبدية لمن يتناول منه " .
هل في الأبدية قداسات
السؤال
في الأبدية ، الغالبون قد نالوا كل هذا ، وليسوا في حاجة إلي التناول كوسيلة لكي ينالوه … كذلك التناول هو طعام يأخذه الجسد ، لهدف روحي .
وفي الأبدية لا توجد أجساد مادية تتناول طعاماً .
نحن في القيامة العامة ، سنقوم بأجساد روحانية سماوية ( 1كو 15: 44، 49) " لأن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت السموات " فالطعام الذي يؤكل بالجسد المادي ، لا يوجد في الأبدية … و طبعاً سوف لا يوجد أشخاص يعجبون و يخبزون قرباناً ، لكي يقدم علي مائدة و يصلي عليه قداس ، بكهنة و شمامسة و شعب …
إذن لابد أن تفهم عبارة ( المن المخفي ) بمعني روحي .
وحتى عبارة ( المخفي ) تدل علي ذلك ، أي أنه شئ لا يرى . ولعل هذا يذكرنا بقول المزمور " ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب " ( مز 34: 8) . وأقول الكتاب " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله " ( تث 8: 3) ( مت 4: 4) . فالإنسان يتعذى بكلمة الله غذاء روحياً وكذلك
يتغذى بمحبة الله وعشرته كما قال المزمور :
كذلك ( شجرة الحياة ) تؤخذ بمعناها الروحي .
فليس هناك في الأبدية أشجار مادية . كما لا يوجد ماء مادي …
وفي الأبدية لا توجد خطايا تحتاج إلي مغفرة . وإنما سيعيش الغالبون في حياة قداسة و طهارة ، و يمنحون إكليل البر الذي يهبهم إياه الديان العادل ( 2تي 4: 8) . الأبرار في الأبدية يتمتعون بعشرة المسيح ، الذي رمز إليه أحياناً بأنه ( شجرة الحياة ) …
وضع اليد و النفخة المقدسة
السؤال
نحن نعلم أن سر الكهنوت ، ينال بوضع اليد و النفخة المقدسة . ولكني ألاحظ أحياناً أن الآباء الأساقفة ، حينما يباركون شخصاً ، يضعون أيديهم علي رأسه و ينفخون في وجهه . فما معني هذا؟ وهل ينال مثل هذا الشخص كهنوتاً في ذلك الوقت .
الجواب
اعلم يا ابني أن وضع اليد له أغراض كثيرة :
· فهناك وضع يد للكهنوت ، مثلما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس : " اذكر أن تضرم أيضاً موهبة الله التي فيك بوضع يدي " ( 2 تي 1: 6) . ومن أمثلة ذلك وضع اليد علي برنابا شاول في إرسالهما للخدمة ( أع 13: 3، 4) . وكذلك وضع أيدي الرسل علي الشمامسة السبعة الأول ( أع 6: 6) . ومن ذلك أيضاً قول الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف " لا تضع يدك علي أحد بالعجلة ، ولا تشترك في خطايا الآخرين " ( 1تي 5: 22) .
· وغير وضع اليد للكهنوت ، هناك أيضاً وضع اليد للشفاء .
وفي ذلك قيل عن السيد الرب " وعند غروب الشمس ، كان كل الذين عندهم مرضي بأنواع أمراض كثيرة ، يقدمونهم إليه . فكان يضع يديه علي كل واحد منهم و يشفيهم .." ( لو 4: 40) . أنظر أيضاً ( مر 7: 32) . ومثل قول يايرس للسيد " ابنتي الصغيرة علي آخر نسمة ، ليتك تأتي و تضع يدك عليها فتشفي وتحيا " ( مر 5: 23) .
· وأيضاً هناك وضع يد للبركة .
مثلما وضع أبو الآباء يعقوب يديه علي أفرايم ومنسي وباركهما ( تك 48: 14- 20) ومثلما قيل عن السيد الرب في مباركته للأطفال " فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم "( مر 10: 16) . أو في مباركته للتلاميذ " وأخرجهم خارجاً إلي بيت عنيا ، ورفع يديه وباركهم " ( لو 24: 50) .
· وحتى في وضع اليد للكهنوت ، هناك النطق الذي يميز درجاته .
فالأسقف يضع يديه علي الشماس ويقول " فلان شماس " أو يرسم الكاهن ويقول " ندعوك يا فلان قسيساً ". وفي سيامة الأسقف يضع رئيس الكهنة يديه ويقول " ندعوك يا فلان أسقفا " . ليس وضع اليد أذن في كل الحالات ليكون لرتب متساوية . وإنما يقال فلان أخذ يد الشماسية ، أو يد القسيسية ، أو يد الأسقفية .
ومن جهة النفخة ، تختلف البركة في السيامة الكهنوتية
ففي منح التلاميذ نعمة الكهنوت ، كان النطق واضحاً ليميز النفخة المقدسة ، إذ قال لهم السيد الرب " اقبلوا الروح القدس . من غفرتم خطاياه غفرت له . ومن أمسكتموها عليه أمسكت " ( يو 20: 22، 23) . وطبعاً في مباركة شخص لا يقال له هذا الكلام . كما أنه في سيامة الأسقف للقس يقول له في النفخة المقدس " اقبل الروح القدس ". فينفتح فمه ليستقبل هذه النفخة وهو يقول " فتحت فمي ، واجتذبت لي روحاً " ( مز 119) . وهذا لا يحدث حينما ينفخ في وجه إنسان للبركة .
· لا ننسي أن أول نفخة إلهية كانت للحياة .
· حينما " جبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض . ونفخ في أنفه نسمة حياة . فصار آدم نفساً حية "( تك 2: 7) . تعمق إذن في كل شئ ، وأعرف المقصود منه .
أيها أصح ؟!
السؤال
أيهما أصح أن نقول عن الرب " الساكن في الأعالي ، و الناظر إلي المتواضعات " أم " والناظر إلي المتواضعين " كما يقول بعض الآباء .
الجواب
الأصح هو أن نقول " الناظر إلي المتواضعات " . فلماذا ؟ لأن عبارة الناظر إلي المتواضعين ، تعني إلي البشر فقط ، بينما " إلي المتواضعات "" تعني الناظر إلي الخليقة كلها ، بما فيها الحيوانات و الطيور و الحشرات و النبات ، و الطبيعة كلها . فهو يقول عن زنابق الحقل " ولا سليمان في كل مجده كان إبليس كواحدة منها ". ويعبر السيد المسيح عن ذلك بقوله """ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو ؟ لا تتعب ولا تغزل ،، ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان في كل مجده كان أبليس كواحدة منها .فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور ، يلبسه الله هكذا ، أفليس بالحرى يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان ؟! " ( مت 6 : 28 - 30 ) .
وهكذا يتحدث عن طيور السماء ، كيف أن الله يهتم بها وبطعامها ( مت 6 : 26 ) . ويقول عنها أيضاً ( أليس عصفوران يباعان بفلس ، وواحد منها لا يسقط بدون أبيكم ) ( مت 10 : 29 ) ويقول في المزمور ( المعطي البهائم طعامها ، وفراخ الغربان التي تدعوه ) ( مز 147 : 9 ) . كذلك يقول ( لا تحرث علي حمار وثور معاً ) ( تث 22 : 10 ) ويقصد اراحة الحمار لئلا يجهده الثور . وفي دخول الرب أورشليم راكب علي أتان وجحش أبن أتان لكي يريح كل منهما الآخر ) . كذلك يقول ( لاتكم ثوراً )( 1 كو 9 : 9 ) . واهتمام الرب بالحيوان يشمل اراحته في يوم السبت كما في الوصية العاشرة وبإنقاذه إن وقع حفرة حتي يوم السبت . كذلك اهتم الرب بإراحة الأرض في العام السابع ( خر 23 : 11 ) ومن جهة الحشرات قال : اذهب إلي النملة أيها الكسلان . تأمل طرقها وكن حكيماً )
( أم 6 : 6 ) . بل الرب يهتم حتي بالدودة التي تسعي حتي حجر ، و يعطيها طعاماً . هو إذن يهتم بالمتواضعات ، أي بكل الكائنات وليس بالبشر فقط ، بل بسائر مخلوقاته . بل أن كل الكائنات - بالنسبة إلي الله العالي ، أو الساكن في الأعالي - كلها من المتواضعات ، أي الأقل شأناً وقيمة ، مهما كان نوعها ،ن بشراً ، أو ملائكة ، أو ملائكة ،ن أو حيواناً أو طيوراً .. أما عبارة ( الناظر إلي المتواضعين ) ، فإن الذي يصلي بها لا يقصد سوي البشر فقط ، فلا تعطي المعني الأعم.
المجئ الثاني
السؤال
هل السيد المسيح في مجيئه الثاني ، يعيش معنا مرة أخرى علي الأرض ؟
الجواب
السيد المسيح سيأتي علي السحاب كما يقول الكتاب . وسيأتي للدينونة ، وليس يحيا معنا علي الأرض .
وهذا ما نقوله في قانون الإيمان ( يأتي في مجده ، ليدين الأحياء و الأموات ). وهذا ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس .
( هوذا يأتي علي السحاب ، وستنظره كل عين ) ( رؤ 1 : 7 ) .
وعن المجيء الثاني ورد أيضاً في الإنجيل في الحديث عن نهاية العالم ( وللوقت بعد ضيق تلك الأيام ، تظلم الشمس ، و القمر لا يعطي ضوءه ،، و النجوم تسقط من السماء ، وقوات السماء تتزعزع . وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء … و يبصرون ابن الإنسان آتياً علي سحاب السماء بقوة مجد عظيم ، فيرسل ملائكته ببوق عظيم ، فيجمعون مختار يه من الأربع رياح ، من إقصاء السماء إلي إقصائها ..)( مت 24 : 29 ، 31 ) .
ومجيء المسيح للدينونة ورد بالتفصيل في ( مت 25 : 31 - 46 ) .
وقال السيد المسيح أيضاً ( فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب أعماله ( مت16 : 27 ) وقال في تفسير مثل ( الحنطة و الزوان ) ( .. هكذا في يكون في انقضاء العالم ، يرسل ابن الإنسان ملائكته ، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الإثم ، و يطرحونهم في أتون النار . هناك يكون بكاء و صرير الأسنان ) ( مت 13 : 40 - 42 ) .
وقال القديس بولس الرسول عن المجئ الثاني :
( لأن الرب نفسه ، بهتاف بصوت رئيس الملائكة و بوق الله ، سوف ينزل من السموات . و الأموات في المسيح يقومون أولاً . ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء . وهكذا نكون في كل حين مع الرب ) ( 1 تس 4 : 16 ، 17 ) . أين إذن الحديث عن الأرض ؟! أو أن الله يكون معنا هنا علي الأرض ؟! بينما سيأتي علي السحاب ، في مجد ، للدينونه . و نرتفع نحن معه في السحاب ، وليس هو ينزل إلينا ليبقي معنا علي الأرض ..!!
و الرب نفسه يقول في سفر الرؤيا :
( ها أنا آتي سريعاً و أجرتي معي ، لأجازي كل واحد كما يكون عمله ) ( رؤ 22 : 12 ) .
هل يدخل الملكوت مشوهاًً ؟!
السؤال
قلتم في أحد عظات القيامة ، إن الجسد المقاوم لا يقام مشوهاً ، كان يكون أعمي أو أعرج أو ما شابه ذلك . فكيف يتفق هذا مع قول الكتاب ( خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقي في النار الأبدية ، ولك يدان أو رجلان .. وخير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقي في جهنم النار ) ( مت 18 : 8 ، 9 ) ( مر 9 : 47 ) .
الجواب
لا تأخذ كلام الكتاب بطريقة حرفية …
فليس من المعقول في النعيم الأبدي أن يكون الإنسان أعمي أو أعور أو أعرج !! فأي نعيم يكون هذا ؟!
إنما المقصود تدخل النعيم الأبدي و أنت أعرج (علي الأرض ) ، أو أنت أعور ( علي الأرض ) وحينما تدخل إلي الحياة الأبدية تتخلص من هذا العرج و العور وما أشبه . حاله الشهداء ، الذين قطعت أعضاؤهم ، و فشوهت إشكالهم ، هل يدخلون السماء هكذا ؟! القديس يعقوب المقطع مثلاً ، الذي قطعوا ذراعيه و ساقية ، أتراه يعيش في الحياة الأبدية هكذا .
هل يعقل أن الشهداء يعيشون في الأبدية مشوهين ؟!
محال أن يحدث هذا ، وهو الذين قبلوا التشويه من أجل محبتهم للرب و ثباتهم في الإيمان وكذلك الذي من أجل تفادي العثرة فضل أن يفقد عينه أو يده اليمني أو أحد أعضائه ( مت 5 : 29 ، 30 ) ( مت 18 : 8 ، 9 ) … هل هذا الذي من أجل محبته للبر ، فضل أن يفقد أحد أعضائه ، يكون جزاؤه علي بر ، أن يعيش مشوهاً في الأبدية ؟ مستحيل أن يحدث هذا … إنما المقصود ( خير لك أن تدخل الحياة الأبدية ، وأنت أعرج أو أقطع ( في حياتك الأرضية ) … ( مت 18 ) . أو ( خير لك أن يهلك أحد أعضائك ( عل الأرض ) ، ولا يلقي جسدك كله في جهنم ( مت 5 ) .
كذلك لا تنسي أننا سنقوم من الموت بأجساد روحانية سماوية ( 1 كو 15 : 44 ، 49 ) .
و الجسم الروحاني السماوي لا تنطق عليه المعاني المتعلقة بالجسم المادي و المفهوم بطريق مادية . فالعين المادية ترى المحسوسات المادية . وفي الأبدية لست تحتاج إلي رؤية المحسوسات الأبدية . أنما ستري ببصيرة روحية ( ما لم تره عين ) مادية علي الأرض ( 1 كو 2 : 9 ) . فلو فقدت عيناً مادية علي الأرض لن تحتاج إليها في السماء إذ يعطيك الرب بصراً روحياً . وكذلك بالنسبة إلي العرج مثلاً : سنكون في الأبدية كملائكة الله في السماء ، نتحرك من موضع إلي موضع ، كما يتحرك الملائكة …
ومع كل ذلك لا يمكن أن نكون في الأبدية مشوهين ، لأن التشويه لا يتفق مع الفرح الدائم الذي نتمتع به في الأبدية .
لا يوجد نقص في الحياة الأبدية و لا شعور بالنقص .
و لا يسمح به الله الذي يعزي صغيري القلوب و يعطيهم ( دهن عوضاً عن النوح ) ( جمالاً عوضاً عن الرماد ) ( أش 61 : 3 ) .
حول شهود يهوه
السؤال
قلتم لنا عن شهود يهوه لا تقبلوهم في بيتكم حسب وصية الرسول ، فهو ذلك لأنهم يخالفوننا في الدين .
الجواب
كلا ، و لكن لأنهم يشككون في الدين و يخرجكم عن إيمانكم .
و قد قال القديس يوحنا الرسول في ذلك ( أن كان أحد يأتيكم ، و لا يجئ بهذا التعليم ، فلا تقبلوه في البيت ، و لا تقولوا له سلام . لأن من يسلم عليه يشترك عليه يشترك في أعماله الشريرة ) ( 2 يو 1 : 10 ) . وشهود يهوه لا يدخلون بيتاً لمجرد زيارة اجتماعية ، إنما لكي ينشروا معتقداتهم . ولكي يفتحوا الكتاب المقدس حسب ترجمته الخاصة المرفوضة من جميع الكنائس ، و التي تتفق مع معتقداتهم الخاصة ، و لكي يضلوا بها السامعين .
الكتاب المقدس لم يقل مطلقاً إنك لا تتعامل مع المخالفين لك في الدين .
حتي لو كانوا عبده أوثان … ( 1 كو 5 : 10 ) . أما الذي يزورك بهدف واحد هو أن يشككك في دينك ، فهذا أبتعد عنه حرصاً علي سلامة أفكارك من شكوكه . وهذا ما يفعله شهود يهوه ، فكل زياراتهم هي لنشر معتقداتهم ، وتوزيع نبذات وكتب بنفس القصد . وليس لهم هدف إلا هذا ، أن يشهدوا ليهوه حسب تعاليمهم الخاص ولم يقل القديس يوحنا الرسول لا تقابل أي إنسان يختلف معك في العقيدة ، ، وإنما قال ( إن كان أحد يأتيكم و لا يجئ بهذا التعليم ) أي يأتي بقصد أن يخرجك عن التعليم السليم الذي تسلمته من الكتاب ومن الكنيسة . فالذي يأتي ليشككك ، لا تقبله في بيتك
من صلب يسوع
السؤال
لماذا نقول أن اليهود هم الذين صلبوا السيد المسيح ؟ ألسنا نحن الذين صلبناهه بخطايانا ؟
الجواب
من أجل غفران خطايا الناس صلب المسيح ، إذ مات عنا لكي نحن . هذا حق .. كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلي طريق ، والرب وضع عليه إثم جميعنا ) ( أش 53 : 6 ) .
نحن إذن السبب في صلبه . ولكن اليهود كانوا هو المنفذين .
هم الذين تآمروا علي صلبه . وهم الذين قدموه لبيلاطس الوالي الروماني وصاحوا قائلين أصلبه أصلبه ، بينما كان هذا الوالي يقول ( لست أجد علة في هذا البار ) فقالوا له ( دمه علينا وعلي أولادنا ) .
نحن السبب . وهم المنفذون . ولكن الدافع الأكبر هو محبة الله .
لأنه هكذا أحب الله العالم ، حتي بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية ) ( يو 3 :ك 16 ) . لكن اليهود لم يقدموا المسيح للموت ، من أجل الفداء ، بل خيانة منهم وغدراً وحسداً وجهلاً … فهم يحاسبون علي غدرهم وحسدهم وحقدهم وتآمرهم ، ويحاسبون علي ضغطهم علي بيلاطس الوالي لكي يصلبه ، بينما كان يريد أن يطلقه .
متي تنزل الروح !!
السؤال
متي تنزل الروح لتتحد بالجنين : هل بعد أربعين يوماً كما يقول البعض ؟ أم بعد أن يكتمل نمو الجنين ؟ وما المفهوم اللاهوتي لهذا الأمر ؟
الجواب
الذين يقولون بهذا الرأي ، يؤمن بخلق الروح ، وإرسالها من الله مباشرة لتتحد بالجنين . و هم بهذا يقعون في عدة أخطاء هي :
1 - لو كانت الروح مخلوقة ، لا تكون آدمية .
إذ تكون طبيعة جديدة ليست من نسل آدم وحواء ، بل غريبة عليها . وبهذا تكون فينا طبيعتان : إحداهما آدمية ، و الأخرى جديدة . وهذا أمر غريب لا نؤمن به ، فكلنا بنو آدم وحواء جسداً و نفساًً و روحاً .. و تقابلنا هنا مشكلة هي
كيف دعي السيد المسيح بلقب ( ابن الإنسان ) ؟
هل هو أيضاً روحه مخلوقة ، وليست لها علاقة بآدم وحواء .ز وكيف ينوب بهذه الروح الجديدة عن نسل آدم لكي يفديها ؟!
إذا كانت الروح مخلوقة ، إذن فهي لم ترث الخطية الجدية .
وتكون إذن روحاً طاهرة . كيف ينطبق عليها قول داود النبي ( و بالخطية و لدتني أمي ) . وإذا كانت هذه الروح الجديدة طاهرة لم ترث الخطية ، فلماذا إذن نعمد الأطفال ؟ وما ذنبها أن تتحد بجسد ملوث بالخطية ؟! وهذا هو ما قاله القديس أوغسطينوس في كتابه عن أصل الروح .
ولو كانت الروح كما يقولون تنزل في اليوم الأربعين ، أو بعد أربعة أشهر ، فإن ذلك لا يجرم عملية الإجهاض .
علي اعتبار أن ما يسقطونه في الشهور الأولي ليس إنساناً حقيقياً ، إنما هو كتله من الدماء بلا روح ..! وهذا أمر خطير جداً يبرر تلك الخطية عند البعض .. بينما الإجهاض جريمة لا تقرها التعاليم السماوية ، ولا حتي القوانين المدنية …
إن النقطة التي تكون الإنسان هي من نفس جنس الإنسان : روحاً وجسداً .
الإنسان يلد إنساناً مثله متكاملاً في كل مكوناته ، بنفس طبيعة و الديه ، لا يأتيه شئ غريب عن طبيعته ليتحد به . ومسألة خلق الروح و نزولها للأنسان نادي به أفلاطون من قبل . إذ كان يؤمن بمحدودية عدد الأرواح ، فممكن أن تخرج الروح من جسد لتتحد بجسد آخر . ونادي بفكرة تجوال الروح هذه ، الهنود أيضاً وغيرهم وتداولت .
فهي فكرة في أصلها غير مسيحية ،، لا نريدها أن تدخل إلي اللاهوت المسيحي .
ومن له أذنان للسمع فليسمع ( مت 13 : 9 )
وصلتنا أسئلة عديدة خاصة بنزول السيد المسيح إلي العالم السفلي لتبشير الذين ماتوا علي رجاء و أخذهم معه إلي الفردوس بعد إتمام الفداء و يركز أصحاب هذه الأسئلة علي أمرين هما :
هل نزل المسيح من القبر إلي العالم السفلي ؟ وهل نزل إلي هناك روحاً وجسداً ؟
السؤال
أ - هل نزل المسيح من القبر إلي العالم السفلي ؟
ب - وهل نزل إلي هناك بناسوته كاملاً روحاً وجسداً ؟
الجواب
حسب تعاليم الإنجيل المقدس و الكنيسة و الآباء : السيد المسيح نزل بروحه الإنسانية فقط إلي أقسام الأرض السفلي ، و بشر الموتى الذين راقدوا علي رجاء .
لقد بشرهم بأن الخلاص قد تم ، و أنه قد دفع ثمن الخطية نيابة عنهم . وإذا قد فداهم ، ينقلهم إلي الفردوس … وقد حدث ذلك في نفس يوم الصلب ، كما قال اللص اليمين ( اليوم تكون معي في الفردوس ) ( لو 23 : 43 ) إذن باب الفردوس قد فتح في نفس يوم الصلب ، و دخل إليه المسيح ومعه اللص اليمين وأبرار العهد القديم الراقدين علي رجاء .
وفي نفس يوم البشري هذه كان جسد السيد المسيح في القبر . إذن قد بشر الراقدين في العالم السفلي بروحة فقط .
وهذا هو تعليم الكتاب المقدس ، لأن السيد قد أسلم روحة الإنسانية في يدي الآب وهو علي الصليب في وقت الساعة التاسعة من يوم الجمعة ( لو 23 : 44 - 46 ) . وبقي جسده علي الصليب إلي أن ذهب يوسف الرامي إلي بيلاطس ، وأخذ منه إذناً بأخذ الجسد . وتقول الأجبية أن الجسد أنزل من علي الصليب في وقت الساعة الحادية عشرة . ثم بعد ذلك تم تكفين الجسد المقدس .
وتكفين الجسد أخذ وقتاً ، استمر إلي قرب الغروب و السبت يلوح .
انضم إلي يوسف الرامي نيقوديموس الذي أتي ( وهو حامل مزيج مر وعود نحو مائه مناً . فأخذا جسد يسوع ، ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا ) ( يو 19 : 39 ، 40 ) . ووضعا الجسد في قبر منحوت . ويقول الإنجيل عن موعد ذلك :
( وكان يوم الاستعداد ، و السبت يلوح ) ( لو 23 : 54 )
ثم دحرج حجر كبير علي فم القبر . وأتي رؤساء الكهنة وختموا القبر و ضبطوه بحراس …
إذن متي خرج الجسد من القبر ؟ لم يخرج إلا في القيامة في فجر الأحد .
محال أن يكون المسيح قد بشر الموتى بجسده و روحة معاً ، لأن الجسد كان في القبر حينما بشر الموتى ، و نقل أرواحهم إلي الفردوس في نفس يوم الصلب كما وعد اللص اليمين قائلاً ( اليوم تكون معي في الفردوس ) . وأن كان الجسد قد ذهب لتبشير الموتى ، فلا بد أن يكون ذلك بعد تكفينة ووضعة في القبر … وهذا محال لأسباب كثيرة منها :ك
** هل من المعقول أن يبشرهم بجسد مائت ؟!
وأن كانت الروح قد اتحدت به ، تكون القيامة قد تمت . وهذا ضد تعاليم الكتاب وضد قانون الإيمان الذي ورد فيه ( وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب ) . وهذا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه إنه( يقتل وفي اليوم الثالث يقوم ) ( مت 16 : 21 ) ( لو 9 : 22 ) .
وأن كان الجسد قد خرج من القبر ، ونزل إلي العالم السفلي ليبشر الموتى ، ولا يكون قد شابه يونان الذي قضي ثلاثة أيام في جوف الحوت .
وقد ذكر السيد المسيح هذا التشبيه حينما طلبوا منه آية فقال لهم ( جيل فاسق و شرير يلتمس آيه ، ولا تعطي له إلا آية يونان النبي ) ( مت 16 : 4 ) . وهذا ما نقوله في ذكصولوجية يونان ، أنه كان في ذلك شبة المسيح . إذن لم ينزل المسيح إلي أقسام الأرض السفلي بجسد مائت ، ولا هذا الجسد اتحد بالروح قبل اليوم الثالث ، ولا هو قصر مدة إقامته في القبر بالخروج منه قبل الموعد
ولو كان قد بشر بجسده كما بروحه ، فهل ، فهل بشرهم بجسد حوله حوله الأكفان الأطياب ؟!
وهل يعقل أن الذي ينقل الراقدين إلي الفردوس يكون مكفناً ؟! وما معني الموت إذن ، أن كان الجسد يتحرك هكذا : يخرج من القبر و يدخل !! و يخرج من الأكفان و يدخل !!
وهل كان القبر فارغاً في فترة خروجه منه ؟! و هل في أخذه الأرواح إلي الفردوس ، أخذها بنفس الجسد المكفن ؟!
إنني أطلب من أصحاب السؤال أن يتمسكوا بتعليم الكتاب ، و بتقليد الكنيسة و بقانون الإيمان الذي يقول عن السيد المسيح إنه ( قبر و قام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب ) .
المسيح نزل بروحه دخل الإنسانية فقط إلي أقسام الأرض السفلي . و بروحة بشر أرواحهم . و بروحه دخل الفردوس وأدخلهم معه . وفي كل تلك المدة كان الجسد ميتاً في القبر و لم يخرج منه إلا في وقت القيامة .
أما نزول المسيح إلي الجحيم بناسوته كاملاً ،ن روحاً و جسداً ، فهذا ما لم يقل به أحد من الآباء ، ولا يقول به الكتاب المقدس ، ولا كتب الكنيسة ولا كل ما تسلمناه من التقاليد …
( ومن له أذنان للسمع فليسمع ) ( متي 13 : 43 )
ولادة المسيح المعجزية
السؤال
قول البعض : أن كان المسيح قد ولد من أم بغير أب ، فإن آدم قد ولد من غير أب و لا أم ، فهو في ذلك أعظم . فما رأيكم .
الجواب
آدم لم يولد ، وإنما خلق .
وهنا لا توجد مقارنة بين ولادتين ، وإنما بين ولادة وخلق . و طبيعي أن كل الكائنات الأولي قد خلقت ، لأنها ليست أزليه . و لم تكن هناك مخلوقات أخري قبلها تلدها … و ينطبق هذا الأمر حتي علي الطيور و الأسماك و الحشرات ، كلها لم يكن لها أب ولا أم ، ولم تأت عن تنال طبيعي . وإنما خلقت من العدم ، فهل هي أفضل ، أوهل العدم أفضل ؟!
فلما بدأت الولادت الطبيعية ، كان السيد المسيح هو الوحيد الذي و لد بطريقة معجزية .
هذه الولادة المعجزية انفرد بها المسيح وحده . لم يولد أحد قبله ، ولا ولد أحد بعده بمثل هذه الولادة المعجزية . حل روح الله القدوس علي مريم العذراء لأجله الولادة المعجزية . إذ قال لها الملاك وهو يبشرها بميلاد المسيح ( الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلي تظللك ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعي ابن الله ) ( لو 1 : 35 ) .
الله و الجحيم
السؤال
هل الله موجوداً في الجحيم أيضاًً في الجحيم ؟؟
الجواب
الله موجود في كل مكان ، ولا يخلو منه مكان . الشمس تشرق بأشعتها حتي في الأماكن التي يوجد بها قاذورات . و لكنها لا تتأذى بتلك القاذورات ، كذلك الله . ومع ذلك فالجحيم مجرد مكان انتظار . و السيد المسيح نزل إلي هناك ، لكي يبشر الراقدين علي رجاء ، و ينقلهم إلي الفردوس . لاحظ في قصة الثلاثة فتية في أتون النار ، أنه كان معهم رابع قيل أنه شبيه بابن الآلهة ( دا 3 : 25 ) . ولم يتأذ بالنار و لم يسمح للنار أن تؤذي الثلاثة فتية . الوجود في أي مكان ، ليس هو المشكلة ، إنما المشكلة هي التأذي من مكان و الله فوق التأذي ، لا يتفق ذلك مع طبيعة . ولو كان الله لا يوجد في مكان ما !! لكان ذلك ضد صفة عدم المحدودية التي يتصف بها !! و لكان ذلك سبباً للطعن في معرفته بما يدور في ذلك المكان … حاشا أن نفكر في شئ من هذا .
حرم أوريجانوس
السؤال
ما تاريخ المحرومات التي وقعت علي أوريجانوس ؟ وهل تم رفع تلك المحرومات عنه ؟ وهل هناك كنائس أخري تحرمة ؟
الجواب
تم حرم أوريجانوس بواسطة البابا ديمتريوس الكرام ، البطريرك الثاني عشر ، في أوائل القرن الثالث . وتأكد حرمة أيضاً في عهد البابا ثاوفيلس البابا الثالث و العشرين ، في أواخر القرن الرابع . وتحمس لذلك قديسون كثيرون في القرنين الرابع و الخامس منهم القديس أبيفانيوس أسقف قبرص ثم القديس جيروم الذي كان من محبيه في البدء . لم ترتفع الحرومات عن أوريجانوس . والكنائس الأرثوذكسية البيزنطية تحرم كل تعاليمه في مجمعها الخامس و السادس .
خداع يعقوب
السؤال
سألني أحدهم قائلاً ( هل من المعقول أن يكون يعقوب قد أخذ البنوة عن طريق الخداع ، حينما خدع أباه . أسحق ؟! فبماذا أجيب علي هذا السؤال .
الجواب
أولاً يعقوب لم يأخذ النبوة عن طريق الخداع ، بل أخذ البركة .
إذ قال لأبيه ( كل من صيدي تباركني نفسك ) ( تك 27 : 29 ) .. هذه هي البركة التي حرم منها عيسو . و بكي قائلاً ( باركني أنا أيضاً يا أبي ) فرد عليه أبوه قائلاً ( قد جاء أخوك بمكر ، وأخذ بركتك ) ( تك 27 : 34 ، 35 ) .
2 - ومع ذلك فهذه البركة كانت معده من الله أصلاً ليعقوب و ليس لعيسو .
وهذا ما يتضح من النبوءة التي قيلت لأمه رفقة أثناء حبلها ( قال لها الرب : في بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان : شعب يقوي علي شعب ، وكبير يستعبد لصغير ) ( تك 25 : 23 ) . كان الله بسابق علمه الإلهي يعرف أفضليه يعقوب علي عيسو فأختاره لتك البركة . وهكذا قال القديس بولس الرسول في الرسالة إلي رومية بخصوص الاختيار الإلهي ( بل رفقة أيضاً وهي حبلي … لأنه وهما لم يولدا بعد ، ولا فعلا خيراً و لا شراً ، لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار … قيل لها أن الكبير يستعبد للصغير . كما هو مكتوب : أحببت يعقوب ، وأبغضت عيسو ) ( رو 9: 10 - 13 ) .
3 - ومع ذلك لا ننكر أن يعقوب وقع في خطيئة الخداع ، وقد نال الجزاء عليها …
فقد خدعه خاله لابان في وقت زواجه ، وقدم له ليئة بدلاً من راحيل ( تك 29 : 23 ، 25 ) . وخدعه أيضاً من جهة أجرته ، فغيرها له عشر مرات ( تك 31 : 41 ) . وكذلك خدعه أبناؤه لما باعوا يوسف أخاهم ، وأخذوا قميص يوسف وغمسوه في دم تيس ذبحوه وأرسلوا هذا القميص الملون إلي يعقوب حتي يعقوب حتي يتحقق أن وحشاً رديئاً قد أفترس يوسف !! ( فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحاً علي حقويه ، وناح علي ابنه أياماً كثيرة .. ورفض أن يتعزي ) ( تك 37 : 31 - 35 )
ولكن خطأ يعقوب وخداعه لأبيه ، لم يمنع تنفيذ القصد الإلهي .
وكان القصد الإلهي هو أن يأخذ البركة فأخذها . أما كونه قد قلق وأسرع لينال البركة بطريقة مخادعة كما نصحته أمه … فهذا لا يمنع أنه كان لابد سينال البركة بطريقة شرعية روحية سليمة ، لو أنه كان لابد سينال البركة بطريقة شرعية روحية سليمة ، لو أنه لم يقلق ولم يسرع …
هل كان الله يخاف آدم
السؤال
هل كان الله يخاف أن يصير آدم نداً له بأكله من شجرة الحياة ، لذلك منعه عنها ، وجعل ملاكاً يحرسها ؟! ( تك 3 : 23 ) .
الجواب
طبعاً أن الله لا يمكن أن يخشي أن يكون هذا المخلوق الترابي نداً له . فالله غير محدود في كل كمالاته . فلماذا منع الإنسان عن شجرة الحياة ؟
لقد منعه عن شجرة الحياة ، لأن الحياة لا تتفق مع حاله الخطية التي كان فيها الإنسان .
الخطية هي موت روحي ، وجزاؤها هو الموت الأبدي . يجب التخلص أولاً من حالة الخطية ، ومن عقوبة الخطية ، حتي يحيا الإنسان الحياة الحقيقية إلي الأبد . بدليل أن الله وعد الغالبين في الجهاد الروحي بأن يأكلوا من شجرة الحياة . بدليل أنه قال في سفر الرؤيا : ( من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس الله ) (رؤ 2 : 7 ) وما اكثر الوعود بالحياة الأبدية التي في الكتاب المقدس … ولكنها وعود للتائبين و للمنتصرين في حياتهم الروحية ، وليس للناس وهم في حالة الخطية كما كان أبونا آدم وقتذاك . وكان الله يقول لآدم : مادمت في حالة الخطية ، فأنت في هذه الحالة ممنوع عن الحياة . لأن ( أجرة الخطية هي موت ) ( رو 6 : 23 ) . أنت لا تستحق الحياة في هذا الوضع ، وليس من صالحك أن تستمر حياً في هذا الوضع …. إنما انتظر التوبة و الفداء . وبعد ذلك ستحيا إلي الأبد . أنه منع الحياة عن المحكوم عليه بالموت . وعدم ربط الحياة . الأبدية بالخطية .
هل المسيح للكل
السؤال
يقول البعض أن المسيح قد جاء لليهود فقط ، بدليل أنه قال لتلاميذه ( إلي طريق أمم لا تمضوا ، ومدينة للسامرين لا تدخلوا ) بل اذهبوا بالحري إلي خراف بيت إسرائيل الضالة ( مت 15 : 24) وأيضاً قوله ( ما جئت إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة ) (مت 15 : 24 ) .
الجواب
عبارة إلي طريق أمم لا تمضوا ، ومدينة للسامرين لا تدخلوا ) قالها السيد المسيح لتلاميذه في بدء إرساليتهم ، في دورة تدريبية .
وذلك لأن تبشير السامرين كان صعباً عليهم في بادئ الأمر ، لأن اليهود ما كانوا يعاملون السامرين ( يو 4 : 9 ) . حتي أن السيد المسيح نفسة ، في إحدى المرات أغلقت إحدي قري السامرة بابها في وجهة ، لمجرد أن وجهة كان متجهاً نحو إسرائيل . حتي قال له تلميذاه يعقوب ويوحنا ( أتريد يارب أن تنزل نار من السماء فتفنيهم ) ( لو 9 : 53 ، 54 ) . ولكن فيما بعد ، حينما بدأ السيد يعمل في السامرة و قبلوه وآمن كثيرون ، حينئذ قال لتلاميذه ( أرفعوا عيونكم و انظروا الحقول ، إنها قد أبيضت للحصاد .. أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه ) ( يو 4 : 35 ، 38 ) . وقبل صعوده إلي السماء قال لهم ( و لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم .. وحينئذ تكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية و السامرة وإلي أقصي الأرض ) ( أع 1 : 8 ) .
وعبارة ( إلي أقصي الأرض ) تعني إلي العالم كله .
وهكذا اقل لهم ( إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس . . وعلموهم جميع ما أوصيتكم به ) ( مت 28 : 19 ، 20 ) . وقال لهم أيضاً ( أذهبوا إلي العالم أجمع ، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها . من آمن واعتمد خلص ) ( مر 16 : 15 ، 16 )
ولكن في بادئ الأمر ، كان الذهاب إلي الأمم صعباً عليهم
لأن الأمم سيرفضون ، كما أن اليهود أنفسهم كانوا يرفضون الأمميين ، فلا داعي لأن يبدأوا بصعوبة تجعلهم يفشلون . أذن عبارة ( إلي طريق أمم لا تمضوا ) كانت نصيحة أو وصية مرحلية مؤقتة ، إلي حين أن يمهد لهم المسيح من جهة ، وإلي أن ينالوا الروح القدس من جهة أخري .
أما الذهاب إلي اليهود فكان أمراً سهلاً .
هؤلاء الذين قال عنهم القديس بولس الرسول ( اخوتي وأنسبائي حسب الجسد ، الذين هم إسرائيليون ، ولهم التبني و المجد و العهد و الاشتراع و العبادة و المواعيد ، و لهم الآباء ، ومنهم المسيح حسب الجسد …) (( رو 9 : 3- 5 ) … هؤلاء الذين ينتظرون مجيء المسيح . وعندهم في العهد القديم نبوءات كثيرة عنه ، وبخاصة في سفر اشعياء النبي ( اش 7 : 14 ) ( ها العذراء تحبل وتلد
أبناً ، وتدعوا اسمه عمانوئيل ) … وكذلك ( اش 9 : 6 ، 7 ) . ولديهم أيضاً في التوراة رموز كثيرة ترمز إليه …
كان إذن البدء الطبيعي هو الاتجاه إلي اليهود . وبعد ذلك الأمم
يبدأون أولاً بخراف إسرائيل الضالة ، في أورشليم وفي كل اليهودية . ثم يتجهون بعد ذلك إلي السامرة وكل الأرض … وهكذا مهد لهم السيد المسيح الطريق . وقال عن قائد المئة الأممي ( الحق أقول لكم لم أجد في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا . وأقول لكم أن كثيرون سيأتون من المشارق و المغارب ويتكئون مع إبراهيم وأسحق و يعقوب في ملكوت السموات . وأما بنو الملكوت فيطرحون إلي الظلمة الخارجية ) ( مت 8 : 11 ، 12 ) .. وبهذا أشار إلي الأمم من المشارق و المغارب سيدخلون ملكوت السموات ، في وقت يرفض فيه اليهود الذين هم بنو الملكوت ( من قبل ) .
و السيد المسيح نفسه بدأ بخراف بيت إسرائيل الضاله .
ودعاهم خاصته ، لأنهم أبناء إبراهيم ولهم المواعيد . وهكذا قيل ( إلي خاصته جاء ، وخاصته لم تقبله . وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله ، أي المؤمنون باسمه ) ( يو 1 : 11 ، 12 ) . وعبارة ( ما جئت إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة ) ( مت 15 : 24 ) قالها للمرأة الكنعانية ليشعرها أنهم من شعب ملعون منذ أيام نوح ، شعب غير مستحق . فلما أظهرت إتضاعها ، طوبها قائلاً ( يا أمراة عظيم هو إيمانك ) ( مت 15 : 28 ) . و شفي ابنتها … و السيد المسيح نفسه كرز في بلاد الأمم … و يكفي أنه قبل أن يكرز في بلاد اليهود ، جاء إلي جاء إلي بلادنا مصر ( مت 2 ) وصنع فيها عجائب و معجزات ، وهي إحدي بلاد الأمم .
لماذا مات مصلوباً
السؤال
قرأت في إحدى الكتب هذه العبارة ( أول ما يتبادر إلي الذهن عندما نقف أمام صورة المسيح المصلوب ( لماذا مات مصلوباً ) ؟ ولم يمت بطريقة أخري ؟ ألم يرد في سفر التثنية أن المعلق علي خشبة ملعون ( تث 21 : 23 ) . فهل يطلق هذا الوصف علي المسيح ؟
الجواب
اللعنه لم تصب علي المسيح ، لكنه حمل اللعنه المحكوم بها علي الإنسان في شريعة العهد القديم ( تث 27 : 28 ) . كما أن المسيح لم يخطئ أبداً ، و لكنه حمل كل خطية الإنسان لكي يمحوها بدمه . فهو لم يكن خاطئاً ، ولكنه كان حامل خطية . وهكذا حمل لعنتنا لكي يحمينا من لعنه الناموس .ز كان لابد أن يموت الإنسان عقوبة علي خطيئته ، فمات المسيح نيابة عنه لكي يفديه .
وأختار موت الصليب ، لأنه أبشع الميتات ، وفيه يستوفي أقسي الآلام التي يستحقها الإنسان .
هناك ميتات تتم في لحظة أو لحظات و تنتهي . كأن يضرب إنسان بالسيف أو بآلة حادة علي رأسه فيموت في لحظة . وهكذا الذي يخنقونه فيموت للتو ، و الذي يرجمونه فيموت في لحظات . أما المصلوب فيقاسى آلاماً مرة ، تتمزق فيها أنسجته و أعصابه ، و يتصفي دمه ، وماء جسده من التعب و الإرهاق . وهكذا حمل المسيح أقسى الألم ، لأجل الإنسان الذي ينبغي أن يتألم .
كذلك كانت عقوبة الصلب فيها العلانية و التشهير مما يتعب النفس
فالمعلق علي خشبة و اضح أمام الناس ، لم يقتل في الخفاء ، إنما أمام الكل ، وخارج المحلة حتي لا ينجسها ! وكل من يراه يعرف أنه لابد مستحق الموت بسبب خطايا بشعة قد ارتكبها . واحتمل السيد المسيح كل هذا العار ، لأجلنا لكي يفدينا .
هل كان الله لا يعرف ؟!
السؤال
هل الله كان لم يكن يعرف حينما قال لآدم ( أين كنت ) ؟ ( هل أكلت من الشجرة ؟ ) … هل من المعقول أن يجهل الله شيئاً حتي يسأل غيره عنه ؟!
الجواب
ليس معني السؤال : أن من يسأل يجهل من يسأل عنه !! فعلم ( البيان ) يشرح كيف أن السؤال يخرج عن معناه الأصلي إلي معناه الأصلي إلي معان أخري .
والأمثلة علي ذلك كثيرة جداً منها قول الشاعر :
وأبي كسري علا إيوانه أين في الناس أب مثل أبي
فهو هنا لا سأل ( أين ؟ ) . وإنما المقصود بالسؤال الافتخار ، وأنه لا يمكن أن يوجد مثل أبيه في العلو …
* و كذلك سؤال آخر يقصد به الشاعر التحقير ، بقوله :
ودع الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب يضير ؟!
فهو لا يقصد أن يسأل : هل طنين أجنحة الذباب يسبب ضرراً أم لا ! فالإجابة معروفة . إنما يقصد تشبية تهديد عدو له بطنين أجنحة الذباب الذي لا يمكن أن يضر . و في علم البيان يقال أن هذا سؤال خرج عن معناه الأصلي إلي الاستهزاء أو التهكم أو التحقير .وليس المقصود به معرفة الجواب .
· وكذلك يخرج عن معني السؤال للمعرفة البيت التالي :
· أنت في الأصل تراب تافه هل سينسي أصله من قال إني
فكل إنسان لا ينسي أنه مخلوق من تراب ، ولا يمكن أن ينسي ذلك إنما السؤال ( هل سينسي ) مقصود به الاستحالة ، استحالة النسيان ، فهو تعبير بياني .
وبنفس الوضع سأل الله تبارك اسمه قايين بعد قتله لأخيه هابيل ، قائلاً ( أين هابيل أخوك ؟) ( تك 4 : 9 ) .
سأله وهو يعرف أين هو … بدليل أنه قال له لما أنكر ( صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض . فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك ) ( تك 4 : 10 ، 11 ) . إنما سأله ليوقفه أمام جريمته التي ارتكبها ، ليتذكر ماذا فعل ، ليعترف بالجرم …
وبنفس الوضع سأل أبانا آدم ( أين أنت ؟ هل أكلت ؟ )
لكي يشعره بما فعله من ذنب ، وبأنه خاف واختبأ بعد عصيانه لله وأكله من الثمرة المحرمة … ولا يمكن أن يكون سبب السؤال هو عدم المعرفة ! حاشا … السؤال قصده فتح الحديث مع آدم ، لكي يعترف بما فعل . ولكي يشعر بأن الله لن يترك عصيان آدم محاسبة وبلا محاسبة وبلا محاكمة
وبنفس الوضع سأل الرب أيوب . لما حورب بالمجد الباطل .
سأله لكي يشعره بجهله وصفعة . سأله : أين كنت حين أسست الأرض ؟! أخبر أن كان عندك فهم ( أي 38 : 4 ) ليس المقصود طبعاً معرفة أين كان وقت الخلق لأنه لم يكن قد ولد بعد . إنما السؤال يقصد به التعجيز ، وإشعاره بجلهه . وهكذا استمر الله في أسئلته لأيوب ( هل في أيامك أمرت الصبح ..؟ هل تربط أنت عقد الثريا ؟ ( أي 38 : 13 ، 31 ) كلها أسئلة ليس المقصود
بها طلب المعرفة .
كذلك حتي أسلوبنا نحن مع الله دائماً يختلف .
فمثلاً حينما تقول يارب اغفر لي وسامحني . كلمة ( اغفر ) في اللغة العربية فعل أمر ، وكذلك سامح . ولكننا لا نأمر في الصلاة بل نتوسل …
ما معني : أبي أعظم مني
السؤال
يسئ الأريوسيون فهم الآية التي قال فيها سيدنا يسوع المسيح ( أبي أعظم مني )( يو 14 : 28 )) … كما لو أن الآب أعظم من الابن في الجوهر أو في الطبيعة !! فما تفسيرها الصحيح ؟
الجواب
هذه الأية لا تدل علي أن الآب أعظم من الابن ، لأنهما واحد في الجوهر و الطبيعة و اللاهوت . وأحب أن أبين هنا خطورة استخدام الأية الواحدة .
فالذي يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل ، يجب أن يفهمه ككل ، ولا يأخذ آية واحدة مستقلة عن باقي الكتب ، ليستنتج منها مفهوماً خاصاً يتعارض مع روح الإنجيل كله ، و يتناقض مع باقي الإنجيل . ويكفي هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح :
( أنا والآب واحد ) ( يو 10 : 30 )
واحد في اللاهوت ، وفي الطبيعة ، وفي الجوهر . وهذا ما فهمه اليهود من قوله هذا ، لأنهم لما سمعوه ( امسكوا حجارة ليرجموه ) ( يو 10 : 31 ) . وقد كرر السيد المسيح نفس المعني مرتين في مناجاته مع الآب ،
إذ قال له عن التلاميذ ( أيها الآب احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ، ليكونوا واحداً كما أننا واحد ) ( يو 17 : 11 ) . وكرر هذه العبارة أيضاً : ( ليكونوا واحداً ) ، كما أننا لاهوت واحد وطبيعة واحدة
وما أكثر العبارات التي قالها عن وحدته مع الآب .
مثل قوله ( من رآني فقد رأى الآب ) ( يو 14 : 9 ) .
وقوله للآب ( كل ما هو لي ، فهو لك ،وكل ما هو لك ، فهو لي ) ( يو 17 : 10 ) . وقوله عن هذا لتلاميذه ( كل ما للآب ، هو لي ) ( يو 16 : 15 ) . إذن فهو ليس أقل من الآب في شئ ، مادام كل ما للآب في شئ ، مادام كل ما للآب هو له … وأيضاً قوله (إني أنا في الآب ، و الآب في ) ( يو 14 : 11 ) ( يو 10 : 37 ، 38 ) ، وقوله للآب ( أنت أيها الآب في ، وأنا فيك ) ( يو 17 : 21 ) … وماذا يعني أن الآب فيه ؟ يفسر قول هذا الكتاب عن المسيح إن ( فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ) ( كو 2 : 28 ، 9 ) .
إذن ما معني عبارة ( أبي أعظم مني ) ؟ وفي أيه مناسبة قد قيلت ؟ وما دلالة ذلك ؟
قال ( أبي أعظم مني ) في حالة إخلائه لذاته .
كما ورد في الكتاب ( لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله . لكنه أخلي ذاته ،، آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ..) ( في 2 : 6 ، 7 ) . أي أن كونه معادلاً أو مساوياً للآب ، ، لم يكن أمراً يحسب خلسة ،
أي يأخذ شيئاً ليس له . بل وهو مساو للآب ، أخلي ذاته من هذا المجد ، في تجسده ، حينما أخذ صورة العبد . وفي أتحاده بالطبيعة البشرية ، صار في شبه الناس ...
فهو علي الأرض في صورة تبدو غير ممجده ، وغير عظمة الآب الممجد . علي الأرض تعرض لانتقادات الناس و شتائمهم و اتهاماتهم . ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه ( لو 9 : 58 ) .
وقيل عنه سفر اشعياء إنه كان ( رجل أوجاع و مختبر الحزن ) ( محتقر ومخذول من الناس )
( لا صورة له ولا جمال ، ولا منظر فنشتهية ) ( اش 53 : 2 ، 3 ) . و قيل عنه في آلامه إنه طُلم ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه ( أش 53 : 7 ) . هذه هي الحالة التي قال عنها ( أبي أعظم مني )
لأنه أخذ طبيعتنا التي يمكن أن تتعب و تتألم و تموت .
و لكنه أخذها بارادته لأجل فدائنا ، أخذ هذه الطبيعة البشريه التي حجب فيها مجد لاهوته علي الناس ، لكي يتمكن من القيام بعمل الفداء ... علي أن احتجاب اللاهوت بالطبيعة البشرية ، كان عملاً مؤقتاً
انتهي بصعوده إلي السماء و جلوسة عن يمين الأب ... و لذلك قبل أن يقول ( أبي أعظم مني أن يقول ( أبي أعظم مني ) قال مباشرة لتلاميذه :
( لو كنتم تحبونني ، لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلي الآب ، لأن أبي أعظم مني ) ( يو 14 : 28 ) .
أي أنكم حزاني الآن لآني سأصلب وأموت . ولكنني بهذا الأسلوب : من جهة سأفدى العالم وأخلصة . و من جهة أخري ، ساترك إخلائي لذاتي ، وأعود للمجد الذي أخليت منه نفسي . فلو كنتم تفرحون إني ماض للآب ...
لأن أبي أعظم مني
أي لأن حاله أبي في مجده ، أعظم من حالتي في تجسدى .
إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحاله ما قبل التجسد . ولا علاقة لها مطلقاً بالجوهر و الطبيعة و اللاهوت ، والأمور التي قال لها عنها ( أنا والآب واحد ) ( يو 10 : 3 ) . فلو كنتم تحبونني ،
لكنتم تفرحون أني راجع إلي تلك العظمة و ذلك المجد الذي كان لي عند الآب قبل كون العالم ( يو 17 : 5 ) . لذلك قيل عنه في صعوده و جلوسة عن يمين الآب إنه ( بعد ما صنع بنفسه تطهيراً عن خطايانا ، جلس في يمين العظمة في الأعالي ) ( عب 1 : 3 ) .
وقيل عن مجيئه الثاني أنه سيأتي بذلك المجد الذي كان له .
قال إنه ( سوف يأتي في مجد أبيه ، مع ملائكته . وحينئذ يجازي كل واحد بحسب عمله ) ( مت 16 : 27 ) . ومادام سيأتي في مجد أبيه ، أذن ليس هو أقل من الآب ... وقال أيضاً إنه سياتي
( بمجده ومجد الآب ) ( لو 9 : 26 ) .
ويمكن أن تؤؤخذ عبارة ( أبي أعظم مني ) عن مجرد كرامة الأبوة .
مع كونهما طبيعةة واحدة ولاهوت واحد . فأي ابن يمكن أن يعطي كرامة لأبية ويقول ( أبي أعظم من نفس طبيعة أبيه وجوهره . نفس الطبيعة البشرية ، وربما نفس الشكل ، ونفس فصيلة الدم ..
نفس الشكل ، و نفس فصيله الدم .. نفس الطبيعة البشرية ، ونفس الجنس و اللون . ومع أنه مساو لأبية في الطبيعة ، إلا أنه يقول إكراماً للأبوة أبي مني .
أي أعظم من جهة الأبوة ، وليس من جهة الطبيعة أو الجوهر .
أنا - في النبوة - في حالة من يطيع . وهو - في الأبوة - في حالة من يشاء . وفي بنوتي اطعت حتي الموت موت الصليب ( في 2 : 8 )
قوة المسيح في آلامه
السؤال
يسأل البعض ، كيف يمكن أن نحل تناقضاً بين قوة المسيح في لاهوته ، وبين الضعف الذي يبدو في تجسده و صلبه و آلامه ؟
الجواب
لا أريد هنا أن أحدثكم عن قوتة كأقنوم ( كل شئ به كان ، و بغيرة لم يكن شئ مما كان ) ( يو 1 : 3) ولا عن قوته في المعجزات التي لم يعملها أحد من قبل ( يو 15 : 24 ) .. ولا عن قوته في
الاقناع و في افحام مجادلية ( مت 22 : 34 ، 46 ) . وإنما أريد أن أسرد بعض مظاهر قوته في تجسده و آلامه ..
1 -قوته العجيبة في اخلائه لذاته .
إذ أخذ شكل العبد ، وصار في الهيئه كإنسان ( في 2 : 7- 9 ) كل شخص يجب أن يرفع ذاته ويمجدها . أما اخلاء الذات فيدل علي قوة .. وبخاصة إن اخلاء من كل شئ ، بميلاد فقير وفي مزود بقر ..
ثم بعد ذلك اخلاء الذات في الهروب من هيرودس إلي مصر ، وكان بامكانه اهلاك هيروس ..! كذلك اخلاء ذاته في قبول التجربة من الشيطان ( مت 4 ) و منحه الحق في اختيار مكان التجربة .
2 - أيضاً قوته العجيبة في الاحتمال :
وحسب قول الرسول : اطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعف الضعفاء ( رو 15 : 1 ) .. كل إنسان يستطيع أن يخطئ إلي غيرة أو يسئ إليه . ولكن القوي هو الذي لا يسئ ، و أيضاً الاساءة .
وهذا هو الذي حدث مع المسيح " طلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه .." ( أش 53 : 7 ) في الوقت الذي كان فيه يستطيع ..
3- قوة أخري في مقابلة الموت :
ذهب إلي مكان الذي سيقبض عليه فيه . وبقوه قال لمن جاءوا للقبض عليه ( أنا هو ) فوقعوا علي الأرض . وبقي هو واقفاً ( يو 18 : 5 ، 6 ) . كذلك في موته نري قوة الحب و قوة البذل .
إذ هو يقدم نفسه للموت لنحيا نحن . و الجميل في بذله لذاته قوله " إني أضع نفسي لآخذها أيضاً . ليس أحد يأخذها مني ، بل أضعها من ذاتي . لي سلطان أن أضعها ، ولي سلطان آن أخذها أيضاً " ( يو 10 : 17 ، 18 ) . من الذي يستطيع أن يتكلم هكذا . كذلك لا ننسي أنه أثناء صلبه أظلمت الشمس ، و تزعزعت الأرض ، وانشق حجاب الهيكل ، وتفتحت القبور " ( مت 27 : 51 ، 52 ) ( مر 15 : 33 ) . و في موته " صرخ بصوت عظيم ، و اسلم الروح " ( مت 27 : 50 ) من أين هذه القوة ، لشخص تصفي دمه و عرقه ؟!
4 - أيضاً قوته بعد الموت :
إذ نزل إلي الجحيم ، وأصعد الراقدين علي الرجاء ( أف 4 : 8 ) . و فتح باب الفردوس ، وأدخلهم وأدخل اللص اليمين .
5 - قوته في القيامة و بعدها .
قام بذاته دون أن يقيمه أحد ، وخرج من القبر وهو مغلق . ودخل العلية علي التلاميذ و الأبواب مغلقة ( يو 20 : 19 ، 26 ) . وظهوره للتلاميذ واختفاؤه عنهم
6 - قوة الصفح و المغفرة بالنسبة علي التلاميذ .
قوة في مغفرته لبطرس الذي أنكره ، بل بالإضافه إلي هذا ثبته في الرعايه ( يو 21 : 15 - 17 ) . ومغفرته ايضاً لتوما في شكه ( يو 20 : 27 ) .
7 - قوته في الصعود ( اع 1 : 9) ( لو 24 : 51 )
هنا منتهي القوة . وامر لم يحدث لأحد غيره . صعد بذاته . يضاف غلي هذا جلوسه عن يمين الاب ، في العظمة ( عب 1 : 3 ) . و للمزيد اقرأ كتابنا ( لك القوة و المجد ) ..
مجدني أنت أيها الآب ...
السؤال
قال السيد المسيح ( مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك ، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ) ( يو 17 : 5 ) . وهنا يسأل الأريوسيون : هذا الذي يطلب من الآب أن يمجده ،
هل من المعقول أن يكون مساوياً للآب الذي يمجده ؟
الجواب
1 - هذه العبارة ذاتها تثبت لاهوت المسيح .
فهو يقول " المجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " . إذن فهو موجود قبل كون العالم ، و موجود في مجد . ذلك لأن العالم به كان ، بل كل شئ به كان ( يو 1 : 10 ، 3 ) . أما هذا المجد الذي كان له عند الآب ،
فهو أنه " بهاء مجده ، ورسم جوهره " ( عب 1 : 3 ) . و لاشك أن هذا يعني المساواة .
2 - إن كان الآب يمجد الابن ، فالابن يمجد الآب أيضاً .
فهو قبل عبارة " مجدني " ، يقول " أنا مجدتك علي الأرض " ( يو 17 : 4 ) إذن هو تمجيد متبادل بين الآب و الابن . لذلك هو يقول هذه المناجاة " أيها الآب قد أتت الساعة . مجد ابنك ، ليمجدك أبنك أيضاً "
( يو 17 : 1 ) .
3 - وهنا نسأل ما معني التمجيد ، إذا ذكر عن الآب أو عن الابن ؟!
بل ما معني أن البشر أنفسهم يمجدون الله ؟ كما يقول الرسول ( مجدوني الله في أجسادكم و في أرواحكم التي هي الله " ( 1 كو 6 : 20 ) . أو كما يقول الرب في العظة علي الجبل " .. ليروا أعمالكم الحسنة ،
و يمجدوا أباكم الذي في السموات " ( مت 5 : 16 ) .
4 - تمجيد الله لا يعني إعطاءه مجداً ليس له !! حاشا إنما معناه الاعتراف بمجده أو اظهار مجده .
فعبارة " أنا مجدتك علي الأرض " معناها : أظهرت مجدك ، أعلنته . جعلتهم يعترفون بمجدك . عرفتهم اسمك . أعطيتهم كلامك " ( يو 17 ) . تماماً مثل عبارة " باركوا الرب " أي اعترفوا ببركته .
وهكذا قول السيد المسيح " أيها الآب مجد اسمك " ( يو 12 : 28 ) ، أي اظهر مجده ، اعلنه و بنفس الوضع إجابة الآب " مجدت ، و أمجد أيضاً " ، أي أظهرت ذلك . كذلك عبارة " مجدني " لا تعطني مجداً جديداً ، فهو مجد كان لي عندك قبل كون العالم . فما معناها ؟
5 - تعني أظهر هذا المجد الذي احتجب بإخلاء الذات ( في 2 : 7 ) .
حينما أخذت شكل العبد ، وصرت في الهيئة كإنسان " لا صورة له ولا جمال . محتقر ومخذول من الناس " ( أش 53 : 2 ، 3 ) . إذن يتمجد يعني يسترد المجد الذي أخلي ذاته منه ، الذي حجبه بتجسده .
اسمح الآن - بعد الصليب ، و في الصعود - أن فترة الإخلاء تنتهي لآن " العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته " ( يو 17 : 4 ) .
6 - اسمح أن الناسوت يشترك مع اللاهوت في المجد .
وهكذا يشير الرسول إلي " جسده مجده " ( في 3 : 21 ) … هذا الجسد الممجد الذي صعد به إلي السماء ليجلس عن يمين الآب .
8 - مجده يشير أيضاً إلي صلبه .
الذي اتحد فيه مجد الحب الباذل ، ومجد العدل المتحد بالرحمة . مجده حينما ملك علي خشبة ( مز 95 ) ، و اشترانا بثمن . هكذا نرتل له يوم الجمعة العظيمة قائلين " لك القوة و المجد …
عرشك يا الله إلي دهر الدهور " ( مز 45 : 6 ) ( عب 1 : 8 ) . لهذا لما خرج يهوذا ليسلمه قال " الآن تمجد ابن الإنسان ، وتمجد الله فيه " ( يو 12 : 31 ) أي بدأ مجده كمخلص وفاد ومحب … و قال بعدها " فإن كان الله قد تمجد فيه ، فإن الله سيجده في ذاته ، و يمجده سريعاً "
9 - نلاحظ ذلك أيضاً في علاقة الابن بالروح القدس :
قال عن الروح القدس " ذلك يمجدني ، لأنه يأخذ مما لي و يخبركم "( يو 16 : 14 ) . يمجدني هنا ، لا تعني أن الروح القدس أكبر من الابن فيعطيه مجدا ، لأن الابن يقول عنه " يأخذ مما لي " .
ولا تعني أن الابن اعظم ، فهما اقنومان متساويان . إنما تعني يظهر مجده للناس .
10 - وظهر ذلك أيضاً من جهة استجابة الآب عن طريق الابن .
إذ قال الرب لتلاميذه " ومهما سألتم بأسمى ، فذاك أفعله . ليتمجد الآب بالابن " ( يو 14 : 13 ) . يتمجد الآب تعني يظهر مجده في استجابته . و عبارة بالابن لأن الصلاة باسمه ، أي عن طريقه …
11 - إن الله لا يزيد ولا ينقص .
سواء من جهة المجد أو غيرة . لا يزيذ . لأنه لا يوجد أزيد مما هو فيه . لا يأخذ مجداً أزيد ، لأن طبيعته لا حدود لها . ولا ينقص ، لان هذا ضد كمال لاهوته … فعبارة مجدني لا تعني اعطني مجداً ليس لي ،
إنما اظهر مجدي الأزلي و بالمثل عبارة " مجدتك " ، وكل تمجيد متبادل بين الأقانيم .
الروح القدس
السؤال
هل الروح القدس هو ملاك ، باعتبار أن الملائكة أرواح ؟ وهل هو روح إنسان ، نبي مثلاً يأتي فيما بعد ؟
الجواب
الروح القدس هو روح الله القدس ( أع 5 : 3 ، 4 )
لذلك فهو يحل في قلوب جميع المؤمنين ، كما قيل في الكتاب " أما تعلمون أنكم هيكل الله ، وروح الله يسكن فيكم " ( 1 كو 3 : 16 ) وأيضا ( 1 كو 6 : 19 ) وكذلك قال عنه السيد المسيح " واما انتم فتعرفونه ،
لأنه ماكث معكم ، و يكون فيكم " ( يو 14 : 17 ) .
ومحال أن ملاكاً أو إنساناً يحل في جميع البشر و يسكن فيهم .
ومما يثبت أنه لي إنسان قول الإنجيل عنه " روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله ، لأنه لا يراه ولا يعرفه " ( يو 14 : 17) . فلو كان إنساناً أو نبياً ، لكان الناس يرونه و يعرفونه . وكذلك قال لهم عنه "
يمكث معكم إلي الأبد " ( يو 14 : 16 ) . و لا يوجد إنسان يمكث مع تلاميذ المسيح إلي الأبد !
كذلك ينسب إلي الروح القدس القوة علي الخلق .
كقول المزمور للرب عن المخلوقات " ترسل روحك فتخلق "( مز 104 : 30 ) . و قيل لتلاميذ المسيح ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم "( أع 1 : 8 ) وقد حل في اليوم الخمسين
كذلك أمرهم أن يعمدوا باسم الآب و الابن و الروح القدس ( مت 28 : 19 ) .
ومن غير المعقول أن يعمدوا باسم ملاك أو إنسان مع الاب والابن …
آيه خاصة بالتثليث
السؤال
الآيه الخاصة بالتثليث ( 1 يو 5 : 7 ) التي تقول " الذين يشهدون في السماء هو ثلاثة : الآب و الكلمة و الروح القدس . وهؤلاء الثلاثة " هم واحد " … هذه الآية في إحدى الترجمات العربية محاطة بقوسين ،
و مكتوب في الحاشية أنها غير موجودة في بعض النسخ . فهل هذا يهدم عقيدة التثليث ؟
الجواب
أن كانت هذه الآية لم توجد في بعض النسخ ، فلعل هذا يرجع إلي خطأ من الناسخ ، بسبب وجود آيتين متتاليتين ( 1 يو 5 : 7 ، 8 ) متشابهين تقريباً في البداية و النهاية هكذا : الذين يشهدون في السماء …
و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون علي الأرض … و الثلاثة هم في واحد .
ومع ذلك هذه الآيه موجودة في كل النسخ الأخرى ، وفي النسخ الأثرية .
هذه نقطة . و النقطة الأخرى هي أن العقيدة المسيحية لا تعتمد علي آيه و احدة . إذ توجد عقيدة التثليث في كل العهد الجديد . ومن الايات الواضحة قول السيد الرب لتلاميذه عن عملهم في التبشير :
" وعمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس "( مت 28 : 19 )
وهنا يقول " باسم " ولم يقل " باسماء " مما يدل علي أن الثلاثة هم واحد ، وهذا يشابه نفس معني الآية ( 1 يو 5 : 7 ) ويقول الكتاب أيضاً " نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم "
( 2 كو 13 : 4 ) . وهنا أيضاً يذكر الأقانيم الثلاثة معاً . وعن الوحدة بين الأقانيم ، يقول السيد المسيح :
" أنا و الآب واحد "( يو 10 : 30 ) .
أي واحد في الجوهر ، وفي الطبيعة … ومن جهة الروح القدس ، هو روح الله نفسه ، و طبيعي أن الله وروحه كيان واحد . فلا يمكن أن ينفصل الله عن روحه ، آو أن يكون الله بغير روحه . هما إذن واحد .
وفي ( أع 5 : 3 ، 4 ) في توبيخ القديس بطرس لحنانيا يقول له " لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب علي الروح القدس … أنت لم تكذب علي الناس بل علي الله ". فهو يقول إن الكذب علي الله وروحه لاهوت واحد . وما أكثر الآيات التي يمكن أن نوردها في هذا المجال . و لكننا نجيب هنا في اختصار للتوضيح ولا داعي لأن يقول البعض إن إحدى النسخ سقطت منها آية ، لأن نسخ الكتاب كانت بالآلاف وبعشرات الآلاف في العصور الأولي ، و قبل اختراع الطباعة …
إنها طريقة تشكيك لا تفق مع روح الكتاب .
و العقيدة المسيحية الراسخة منذ العصر الرسولي ، ما كانت تخفي عليها آيات الكتاب المقدس ، بل هي مؤسسة علي آيات الكتاب .
حول سفر النشيد
السؤال
هل سفر النشيد هو عبارات جنسية ؟ أو حب جنسي بين رجل و إمرأة ؟ أو نشيد يقال في يوم زواج ؟
الجواب
ليس هو كذلك طبعاً ، لأن له روحانيته . كذلك لا يمكن فهم سفر النشيد إلا بطريقة ( التفسير الرمزى ) . إنه يعبر عن حالة حب بين الله و النفس البشرية ، أو بين الله و الكنيسة . والأدلة علي ذلك كثيرة مهنا :
1 - الحب الجنسي يتصف بالغيرة .
سواء من جهة المرأة ، أو من جهة الرجل . كل منهما يحرص علي من يحبه ، ليكون له وحده ، وليس لغيره . وهذا غير موجود في سفر النشيد ، بل عكسه هو الموجود . حيث تقول عذراء النشيد
في فرح " لذلك أحبتك العذارى … بالحق يحبونك اجذبني وراءك فنجري "( نش 1 : 3 ، 4 ) … لو كان الأمر حباً جسدياً ، لكانت تغار من حب أولئك العذارى له
… كذلك أيضاً فيما تقول عن نفسها " أنا سوداء و جميلة يا بنات أورشليم "( نش 1 : 5 ) ، نراها تقول لهن " أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ، ألا تيقظن أو تنبهن الحبيب حتي يشاْ "( نش 3 : 5 ) … لو كان الحب جسدانياً ، لكانت هذه السوداء تغار من بنات أورشليم ، ولا تدعهن يقتربن من حبيبها … بل تطردهن عنه ولكن عبارة " بنات أورشليم " تعني هنا اليهود المؤمنين . و السوداء الجميلة تمثل الكنيسة التي من المؤمنين من الأمم الأخرى . هذه التي تنتظر مجئ موعد الرب لخلاصها " متي يشاء "… نقطة أخري نقولها في موضع النشيد لإخراجه عن نطاق الحب الجسداني ، وهي ما فيه من أوصاف :
الأوصاف التي توصف بها الحبيبة :
ومنها " شعرك كقطيع ماعز رابض عند جبل جلعاد " " أسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل " ( نش 4 : 2 ، 3 ) . أية إمرأة تقبل أن توصف من حبيبها بهذا الوصف … لكنه يفسر بطريقة رمزية . أو
من تقبل لها حبيبها أنها " مرهبة كجيش بألوية "( نش 6 : 10 ) . يمكن أن يقال هذا عن النفس القوية التي تكون في حروبها الروحية مرهبة للشيطان وكل قواتهم .
لنا في هذا الموضوع كلام طويل سننشره إن شاء الله في كتابنا الذي ننوى أن نصدره عن سفر النشيد . وقد سبق أن ألقينا عنه محاضرات عديدة كتأملات في روحانيته .
أبي .. وأبيكم وإلهي .. و إلهكم
السؤال
في فصل من الإنجيل في عيد القيامة ( يو 20 ) سمعنا قول السيد المسيح له المجد لمريم المجدلية :" لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي . ولكن اذهبي إلي أخوتي ، وقولي لهم إني لم أصعد إلي إلي و أبيكم ،
و إلهي وإلهكم . فما تفسير ذلك ؟
الجواب
في تفسير القديس أغسطنيوس لهذا الفصل ، قال في شرح " لا تلمسيني ، لأني لم اصعد بعد إلي أبي " أي لا تقتربي غلي بهذا الفكر ، الذي تقولين فيه " " اخذوا سيدي ،
ولست أعلم أين وضعوه " ( يو 20 : 2 ، 13 ، 15 ) ، كأنني لم أقم ، وقد سرقوا جسدي حسب إشاعات اليهود الكاذبة .
لأني لم أصعد بعد إلي ( مستوى ) أبي في فكرك .
ومعروف أنها قد لمسته ، حينما أمسكت بقدميه و سجدت له ، في زيارتها السابقة للقبر مع مريم الأخرى ( مت 28 : 1 ، 9 ) . و الملاحظة الأخرى التي وردها القديس أوغسطينوس هي :
قال : إلي أبي و أبيكم ، و لم يقل إلي أبينا .
وقال : إلي إلهي و إلهكم ، ولم يقل إلهنا . مفرقاً بين علاقته بالآب ، وعلاقتهم به .
فهو أبي من جهة الجوهر و الطبيعة و اللاهوت ، حسبما قلت من قبل " أنا و الآب واحد "( يو 10 : 30 ) . واحد في اللاهوت و الطبيعة و الجوهر .
لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد ( يو 3 : 16 ، 18 ) ( يو 1 : 18 ) ( 1 يو 4 : 9 ) . أما أنتم فقد دعيتم أبناء من جهة الإيمان " وأما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه "( يو1 : 12 ) وكذلك أبناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول " انظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتي ندعي أولاد الله "( 1 يو 3 : 1 ) . وباختصار هي بنوة من نوع التبني ، كما قال بولس الرسول " إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف ، بل أخذتم روح التبني ، الذي به نصرخ يا أبا ، الآب "( رو 8 : 15 ) . وقيل " ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني ( غل 4 : 5 ) [ انظر أيضاً ( رو 9 : 5 ) ، ( أف 1 : 5 ) ] .
إذن هو أبي بمعني ، وأبوكم بمعني آخر . وكذلك من جهة اللاهوت .
هو إلهكم من حيث هو خالقكم من العدم . ومن جهتي من حيث الطبيعة البشرية ، إذ أخذت صورة العبد في شبة الناس ، وصرت في الهيئة كإنسان ( في 2 : 7 ، 8 ).
هنا المسيح يتحدث ممثلاً للبشرية ، بصفته ابن الإنسان .
يبدو أن حماس الكل اللاهوت المسيح ، يجعلهم أحياناً ينسون ناسوته . فهو قد اتحد بطبيعة بشرية كاملة ، حتي يقوم بعمل الفداء . و شابه ( اخوته ) في كل شئ ، حتي يكفر عن خطايا الشعب ( عب 2 : 17 ) .
قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس " يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله و الناس ، الإنسان يسوع " ( 1 تي 2 : 5 ) . هنا يقوم بعمل الوساطة كإنسان ، ، لأنه لابد أن يموت الإنسان . وبنفس التعبير يقوله أيضاً في الرسالة إلي كورنثوس في المقارنة بين آدم و المسيح " الإنسان الأول من الأرض ترابي ، و الإنسان الثاني الرب من السماء " ( 1 كو 15 : 47 ) . فهنا يتكلم عنه كإنسان ، ورب . أتحد فيه الناسوت مع اللاهوت في الطبيعة واحدة وهي طبيعة الكلمة المتجسد .
من حيث طبيعة البشرية ، قال : إلهي و إلهكم ، مميزاً العلاقتين . و الدليلي علي أنه كان يتكلم من الناحية البشرية إنه قال للمجدلية
" اذهبي إلي اخوتي " فهم اخوة له من جهة الناسوت ، وليس من جهة اللاهوت . وكذلك قوله " اصعد إلي أبي و أبيكم " ، فالصعود لا يخص اللاهوت إطلاقا ، لأن الله لا يصعد ولا ينزل ، لأنه مالئ الكل ،
موجود في كل مكان . لا يخلو منه مكان فوق ، بحيث يصعد إليه . فهو يصعد جسدياً . كما نقول له في القداس الغريغورى " وعند صعودك إلي السماء جسدياً .."
كذلك هو يكلم أناساً لم ينموا في الإيمان بعد .
يكلم امرأة تريد أن تلمسه جسدياً ، لتتحقق من قيامته و تنال بركة و يتكلم عن تلاميذ لم يؤمنوا بقيامته بعد ( مر 16 : 9 - 13 ) … فهل من المعقول أن يحدثهم حينئذ عن لاهوته ؟ً!
إجابات قصيرة
بطلان زواج
السؤال
حكمت لي المحكمة ببطلان الزواج . فما هي الإجراءات الرسمية و الخطوات التالية للحصول علي تصريح الزواج .
الجواب
الخطوة التالية هي أن تتقدم بنسخة من حكم المحكمة إلي المجلس الإكليريكي ، وطلب للتصريح بالزواج . وسيدرس المجلس أسباب البطلان ، وقد يستدعيك لمناقشتك .
سقوط الشيطان
السؤال
قال السيد المسيح " رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء "( لو 10 : 18 ) . فهل سقوطه هذا يعني عدم وجوده ؟!
الجواب
كلا طبعاً ، فالشيطان موجود و يحارب . وسيظل يحارب إلي آخر الأيام ، وإلي أن يلقيه الرب في بحيرة النار و الكبريت ( رؤ 20 : 10 ) . ولكن عبارة ساقطاَ مثل البرق ، تدل علي انتهاء سلطته بالفداء .
فلم تعد له القوة التي كانت له قبلاً ، وأصبح مقيداً ( رؤ 20 : 1 ) إلي أن يفك من قيده في الأيام الأخيرة التي يضل فيها الأمم ( رؤ 20 : 7 ، 8 ) . و يحدث الارتداد ( 2 تس 2 )
الخمير في القربان
السؤال
لماذا نضع خميراً في القربان ، بينما الخمير يرمز إلي الشر ، و الفطير يرمز إلي الخير ؟ و المسيح كان بلا خطية ، قدوساً بلا عيب .
الجواب
القربان الذي نقدمه لا يمثل حياة المسيح الطاهرة ( التي هي فطير ) . إنما يمثل المسيح الحمل ، الذي حمل خطايا العالم كله . الذي قيل عنه " كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلي طريقه ،
و الرب وضع عليه إثم جميعنا "( اش 53 : 6 ) . فالخمير الذي في القربان في القربان هو إثم جميعنا" الذي حمله السيد المسيح . هو كان بلا خطية ، لكنه كان حامل خطايا العالم كله ونحن حينما نقدم الحمل في القداس ، إنما نقدم الحمل الذي حمل كل خطايا البشر . لذلك نقدمه بخمير .
معاني كلمات
السؤال
ما معني كلمة ماران آثا ؟
الجواب
هي كلمة سريانية الأصل . مار معناها رب أو سيد( Lord ) ، ومؤنثها مارت مثلما تقول مارجرجس أو مارت مريم .
وماران يعني ربنا آثا يعني آت .
إذن العبارة معناها ربنا آت . وكانوا يقولونها عن توقعهم لمجيء الرب في أي وقت
السؤال
ما معني ( أناثيما ) ؟
كلمة أناثيما معناها محروم أو ملعون . مثل ذلك قول بولس الرسول " إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به ، فليكن أناثيما "( غل 1 : 8 ، 9 ) أي ليكن محروماً .
وحروم البابا كيرلس عمود الدين ضد نسطور تقع في 12 أناثيما أي 12 حرماً .
دعوة بولس
السؤال
ذكرتم قداستكم أن بولس الرسول دعي من الأقانيم الثلاثة ، كل أقنوم علي حده و المعروف أن الابن دعاه في ( أع 9 ) . و الروح القدس دعاه في ( أع 13 : 2 ) . ولكن أين توجد في الكتاب دعوه الآب له ؟
الجواب
توجد في ( غل 1 : 15 ، 16 ) في قوله " ولكن لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي و دعاني بنعمته ، أن يعلن ابنه في لأبشر به ين الأمم ، للوقت لم استشر لحماً ولا دماً .." .
أين خشبة الصليب ؟
السؤال
أين خشبة الصليب التي صلب عليها السيد المسيح ؟
الجواب
لم يبق الصليب كاملاً ، وإنما وزعوه كأجزاء علي كثير من كنائس العالم
خطية من
السؤال
نحن نعلم أن حواء هي التي أكلت أولاً ، ثم أعطت آدم زوجها فأكل معها ولكن علي الرغم من ذلك ننسب الخطية إلي الرجل وحده ونقول خطية آدم فكيف ذلك ؟
الجواب
الخطية الأولي طبعاً هي خطية آدم وحواء معاً . وربما استعمال عبارة خطية آدم المقصود بها خطية الإنسان الأول عموماً ( ذكراً و أنثي ) . وقد استعمل الكتاب عبارة إنسان ،
إذ يقول " كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم ، وبالخطية الموت . وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع ( رو 5 : 12 ) . ونري هنا استعمل عبارة ( إنسان ) وليس آدم . المقصود هو الإنسان بشقيه ( الذكر و الأنثى ) .
هل تموت الملائكة ؟
السؤال
هل الملائكة تموت أم لا ؟
الجواب
الموت هي مفارقة الروح و الجسد المادي ، و الملائكة ليست لها أجساد مادية . كما يقول الكتاب " الذي خلق الملائكة أرواحاً ، و خدامه ناراً تلتهب " ( مز 104 : 4 ) .
وكما قيل " أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص "( عب 1 : 14 ) . و الأرواح لا تموت . قال القديس أوغسطينوس : إن موت الجسد هو انفصال الروح عن الجسد . أما موت الروح فهو انفصال عن الله …
طبعة الجدعونيين
السؤال
أهدني أحدكم كتاب العهد الجديد . وفي آخر إقرار بأنني قبلت المسيح فادياً ومخلصاً . فماذا أفعل ؟
الجواب
هذه الطبعة التي يوزعها ( الجدعونيون ) . فيمكنك أن تمزق هذه الورقة من آخر الكتاب و تستعمله . وليس من اللائق أن الكتاب المقدس - هو كلام الله - يضاف عليه في نفس الطبعة كلمات من البشر - كتعهدات مثلاً
- وبخاصة إن كان الاتجاه بروتستانتياً بطريقة واضحة . وأعرف أنك قبلت المسيح فادياً ومخلصاً يوم معموديتك . وليست محتاجاً أن تقبله الآن ، كما لو كان صاحب الإنجيل غير مسيحي .
نذر ..
السؤال
إنسان نذراً نذراً أن يصوم صوم العذراء لمدة 21 يوماً . فهل يصومه طول حياته 21 يوماً ، أم سنه واحدة ؟
الجواب
هذا يتوقف علي نية ضميره حينما نذر النذر . هل يقصد طول العمر أم لسنه واحدة . وحسب نية ضميره يتصرف . ولا يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه
لماذا يوحنا الحبيب ؟
السؤال
لماذا أوصي السيد المسيح تلميذه يوحنا الحبيب برعاية السيدة العذراء ، ولم يوص بذلك يوسف النجار ؟
الجواب
القديس يوسف النجار كان قد توفي و انتقل من عالمنا الحاضر . فهو عندما خطب القديسة العذراء مريم وعند ميلاد المسيح كان رجلاً عجوزاً . يذكر السنكسار أنه كان في حوالي الثمانين من عمره .
ومرت علي ذلك أكثر من 33 سنه إلي وقت الصلب . وهو لم يعش حتي يري الصلب .
متردد ...
مادمت متردداً لا تقدم علي الرهبنة ، وإلا فسوف تحارب بعد الرهبنة ، وإلا فسوف تحار بعد الرهبنة بالسفر إلي الخارج . المفروض في التقدم إلي الرهبنة أن لا تكون عنده أية رغبة في شئ من أمور العالم .
يكون قلبه قد مات عن الرغبات العالمية . لذلك في رسامته راهباً ، تصلي عليه الكنيسة صلاة الأموات ( الراقدين ) بألحان تجنيز …
الحلم و الرؤيا
السؤال
ما الفرق بين الحلم و الرؤيا ؟
الجواب
الحلم يراه الشخص وهو نائم . أما الرؤيا فتكون وهو مستيقظ .
خطية البخل
السؤال
كيف أستطيع أن أتخلص من خطية البخل ؟
الجواب
خطية البخل تسبقها خطية أخري هي محبة المال ، أو خطية عدم محبة الآخرين ، أو غير ذلك . و نصيحتي لك أن تحب الناس ولا تحب العالم ولا الأشياء التي في العالم ( 1 يو 2 : 15 ) . وثق أن هذا سيطرد البخل عندك ،
اغضب نفسك علي العطاء ، وقل لنفسك : إن لم أترك المال ، هو سيتركني . ولن آخذه معي عندما أفارق العالم …
التزوج بأجنبية
السؤال
هل يصح الزواج بامرأة أجنبية أرثوذكسية من الخارج ، تتكلم الإنجليزية مثلاً ؟
الجواب
المهم أنها تكون أرثوذكسية حسب مذهبنا ( قبطية ، أو سريانية ، أو أرمنية ، أو أثيوبية ، أوهندية ) ثم يجب أن يكون الزوج عارفاً بلغتها ، لكي يمكنه التفاهم معها . وكذلك تكون حياتها الروحية سليمة ،
و ليست هناك موانع شرعية . وإن كانت تزوجت قبلاً ، يفحص المجلس الاكليريكي حالتها
المتزوج و البتول
السؤال
ما الفرق بين المتزوج وغير المتزوج في الملكوت ؟
الجواب
درجة الإنسان في الملكوت لا تتوقف علي كونه متزوجاً أو غير متزوج … إنما تتوقف علي مدي نقاوه قلبه وحبة لله ومدي جهاده وتعبة من أجل البر ومن أجل الملكوت … وعلي جبل التجلي كان حول العالم أيليا البتول ،
وموسى المتزوج .
الخادم ومعلوماته
السؤال
بعض الأشياء يصعب علي فهمها في الكتاب المقدس ، فأشعر أنني خادم فاشل فهل هذا يؤثر علي خدمتي ؟ وعلي المخدومين ؟
الجواب
لا تتضايق ، فكل إنسان يمكنه أن ينمو في المعرفة ، بكثرة القراءة و الدراسة ، وبسؤاله العارفين واستشارتهم . وثق أنك إن داومت علي ذلك ، فسوف يزداد فهمك يوماً بعد يوم . من جهة المخدومين ،
فيجب أن تحضر الدرس جيداً لكي تتقن شرحه .
الهجرة ..
السؤال
هل حرام أم حلال ؟
الجواب
الهجرة ليست حراماً . وإنما يجب التأكد أولاً أن الذي سيهاجر ، سيذهب إلي بلد يستطيع فيها أن يحيا حياة روحية سليمة ، ويجد الكنيسة الأرثوذكسية و الكاهن الأرثوذكسي ، و يستطيع بالأسرار الكنسية .
أما أن يهاجر إلي بلد لا يستطيع فيها أن يعبد الله عبادة سليمة ، فهذا يجعله عرضه لأن يفقد علاقته بالله . إلا لو كان سيسافر بين الحين و الآخر إلي بلد فيه كنيسة … ومع ذلك فهذا الوضع غير مستقر … ثم ماذا عن تربية أولاده تربية دينية في حضن الكنيسة ؟!
ومن جهة الهجرة ، نذكر أن الله أمر بها في بعض الأحيان ، مثلما قال لأبينا إبراهيم " اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلي الأرض التي أريك ، فاجعلك أمه عظيمة وأباركك … " ( تك 12 : 1 ، 2 ) …
فهاجر إبرام بناء علي أمر من الله . كذلك في قيادة الرب لبني إسرائيل لما خرجوا من مصر. المهم في الأمر أن الذي يهاجر لا يضحي بروحياته من أجل الهجرة ، إنما يجعل أبديته فوق كل شئ .