داود الملك الراعي رأى نفسه أنه مجرد شاة ويحتاج إلى الراعي العظيم لكي يهديه إلى سبل البر (مزمور 3:23). لا يوجد حيوان مستأنس يحتاج إلى رعاية فائقة مثل الغنم. إذا تُركت بمفردها فإنها تسير في نفس المسارات حتى تتحول هذه المسارات إلى أخاديد. وقد تنهمك الشاة في اتباع نفس المسار للرعي حتى تنفصل عن القطيع وتضل. فمن بين جميع الحيوانات المستأنسة تعتبر الشاة أكثرهم احتياجا إلى الحماية والرعاية.
نحن بالطبيعة مثل الغنم، نسير معصوبي الأعين في نفس المسارات التي رأينا من قبل أنها دمرت حياة الآخرين، أو ننهمك في أشغالنا الشخصية إلى درجة أننا نضل الطريق.
المشكلة التي تواجه معظمنا هي أننا نحاول أن نكون رعاة لأنفسنا. فإنه يوجد شيء مرعب في العناد المدمر لأولئك الذين لا يريدون أن يهديهم الرب إلى سبل البر . فإنهم يصرون على السير في طرقهم الذاتية على الرغم من علمهم بأن هذه الطرق تؤدي إلى التعب لا محالة. إن الطريق الآمن الوحيد بالنسبة لنا هو أن نعترف بأننا قليلي الحيلة مثل الشاة. فعندئذ فقط سيمكننا أن نثق تماما في الراعي الصالح. لقد أعطانا وعده: لأنك أنت معي (مزمور 4:23) - أي التأكيد بقربه ومحبته ورعايته.
وحتى عصاه [التي هي للحماية] وعكازه [للإرشاد] فإنهما يعزياننا وذلك لأننا نعلم أن الذي يحبه الرب يؤدبه (عبرانيين 6:12). شكرا للرب! إنه يعتني بنا إلى حد التأديب. وكما يذكرنا كاتب المزمور: قبل أن أذلل أنا ضللت، أما الآن فحفظت قولك (مزمور 67:119).
آه، كم نحتاج أن نصلي قائلين: "يا رب، اهدني في سبل البر"، بنفس الجدية التي بها صلى داود قائلا: إليك يا رب أرفع نفسي (مزمور 1:25).
إن رفع النفس إلى الرب لا يعني الحضور المؤقت أو العرضي في خدمة العبادة في الكنيسة، وإنما يعني الرغبة اليومية الثابتة لعبادته كل الأيام.
يجب أن تكون الرغبة القصوى لكل مسيحي هي هذه: يا رب .. عرفني الطريق التي أسلك فيها لأني إليك رفعت نفسي (مزمور 8:143). عندما نسلم أذهاننا وأجسادنا إلى ربنا العجيب، فإنه يعطينا الرغبة وأيضا القوة أن نضع عواطفنا تحت سيطرة روحه الساكن فينا.
عندما نرفع نفوسنا إلى الرب، فإن حياتنا ستكون ممجدة له. وهو سيعطينا القدرة لكي نستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح (2 كورنثوس 5:10). إن الرب يمنح الإرشاد ويسدد جميع الاحتياجات لأولئك الذين يثبّتون أذهانهم عليه (إشعياء 3:26).
فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية، ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رومية 1:12-2).
إعلان عن المسيح: بصفته راعينا (مزمور 23). المسيح هو الراعي الصالح الذي "يبذل نفسه من أجل الخراف" (يوحنا 11:10).
أفكار من جهة الصلاة: إن الله يستجيب صلواتك (مزمور 1:116،8).