اقرأ لاويين 1 -- 3

تسمى الذبائح الثلاث الأولى المذكورة وقود رائحة سرور (لاويين 9:1،13،17؛ 9:6) وهذا يعني أنها اختيارية. أما الذبيحتان الأخيرتان المذكورتان فهما إلزاميتان - ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم - وكان ينبغي تقديمهما أولا.

والذبيحة المذكورة أولا هي ذبيحة المحرقة على الرغم من أنها كانت تأتي في الترتيب الرابع من حيث تقديمها. وكانت تترك على المذبح لتحترق طوال الليل حتى الصباح فلا يبقى شيء منها سوى الرماد. وكانت أيضا تسمى وقود رائحة سرور وهذا يعني أنها كانت تقدمة اختيارية، وهي ترضي الرب جدا (3:1-5). وكان مقدم الذبيحة، وليس الكاهن، هو الذي يذبح الحيوان لأنه من أجل خطيته هو يموت هذا الحيوان. ثم يقوم الكاهن برش الدم مستديرا على المذبح، ويسلخ الذبيحة، ويقطعها إلى قطع، ويغسل الأحشاء الداخلية والأكارع، ويضعها كلها لتحترق على المذبح. ثم يرتدي الكاهن ثيابه المصنوعة من الكتان ويحمل الرماد إلى خارج المعسكر.

وكان ينبغي أن تفصل جميع أجزاء الذبيحة: الرأس، وهو يشير إلى الذهن؛ والأحشاء الداخلية، التي تمثل العواطف والمشاعر؛ والأكارع، التي تمثل السلوك الخارجي؛ والشحم، الذي يمثل الصحة والحياة الوافرة. فمن الرأس إلى القدمين، كانت الذبيحة تمثل الخضوع الكامل لله بلا قيد ولا شرط. والاستثناء الوحيد هو الجلد، الذي كان يعطى للكاهن. فالجلد لا يعتبر جزءا من التقدمة، ولكنه دليل على أن الحيوان كان موجودا وأنه قد تم تقديمه كذبيحة.

وتشير ذبيحة المحرقة إلى أن مقدم الذبيحة يعطي حياته ويخصصها للرب. وهي ترمز إلى تقديم المسيح نفسه لله بلا عيب (عبرانيين 14:9) - وتعبر عن حياة المسيح بأكملها وخدمته التي تمم فيها إرادة الله بالكامل، كما قال: لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني (يوحنا 38:6).

وكان ينبغي أن ذبيحة المحرقة تكون خالية من أي عيب، حيث أنها تشير إلى المسيح الذي كان خاليا من كل خطية، وهي أيضا تصور العطاء الأمثل - فأي شيء أقل من ذلك كان يعتبر إهانة. ويمكن أن تكون هذه الذبيحة من البقر أو الغنم أو الماعز أو اليمام أو أفراخ الحمام، وفقا للإمكانيات المادية لمقدم الذبيحة، ولكن الشرط الأساسي هو أن تكون ذكرا صحيحا بلا عيب (لاويين 3:1،10). ويلاحظ في جميع هذه الاختيارات أنها من الحيوانات الأليفة وليست من الوحوش.

فإذا كان المستوى الاجتماعي لمقدم الذبيحة يتيح له أن يمتلك قطعانا من الماشية فعليه أن يقدم من البقر. أما إذا كان يمتلك فقط قطعانا من الغنم فعليه أن يقدم من الغنم أو الماعز. إذا قدم أي من هؤلاء أفراخ حمام فهذه تعتبر إهانة. ولكن إذا كان مقدم الذبيحة فقيرا لدرجة أنه لا يمتلك أبقارا أو أغناما، فالتقدمة المقبولة هي التي يكون ثمنها أقل مثل اليمام أو أفراخ الحمام. وهذه التقدمة هي التي قدمها يوسف ومريم، أم يسوع، والتي تدل على مدى فقرهما (لوقا 24:2).

إن الله يتوقع منا أن نعطيه بحسب قدراتنا. فكما أعطى المسيح نفسه لله بلا تحفظ، هكذا يجب أن نقدم باستمرار كياننا بالكامل (روحا ونفسا وجسدا) في خضوع كامل للرب. يجب أن نعيش فقط لإرضاء ذاك الذي قال: إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني (متى 24:16؛ رومية 1:12-2).

إعلان عن المسيح: من خلال تقدمة الدقيق التي تكون بلا خمير (الخمير يشير إلى الخطية) (لاويين 11:2). لقد كان المسيح بلا خطية (عبرانيين 15:4).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يعطيك اكتفاء في جميع الأحوال، سواء في الرحب أو في الضيق، في الوفرة أو في العوز (فيلبي 11:4-12).

عودة للفهرس

>