كان يشوع قد ولد في مصر في زمن العبودية، ولكن أثناء التجارب في البرية بينما كان أغلبية الشعب يتذمرون على موسى، قرر يشوع أن يدع الرب يستخدمه ليكون مساعدا لموسى في عمله. وبذلك أصبح معروفا بمقاومته لعدم الإيمان الحادث بين الإسرائيليين، وأيضا بتوليه مهمة الانتصار على الكنعانيين.
وداخل كنعان كانت توجد مدينة أريحا العظيمة المحصنة بالأسوار. وكان كل سكان أريحا قد سمعوا عن إله إسرائيل نفس الأمور التي سمعتها راحاب، وهم أيضا ارتعبوا. ولكن بالإضافة إلى خوف راحاب كان هناك شيء إضافي. فلقد آمنت بإله إسرائيل وكانت مستعدة أن تتحول عن آلهتها الكاذبة وعن حياتها كزانية. فقالت للرجلين علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض وأن رعبكم قد وقع علينا وأن جميع سكان الأرض ذابوا من أجلكم ... لأن الرب إلهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت (يشوع 9:2،11).
يالها من شهادة ضد الأغلبية غير المؤمنة وغير المطيعة من بني إسرائيل الذين أبصروا بعيونهم خروجهم المعجزي من أرض مصر! هؤلاء كانوا قد اختبروا بأنفسهم المعجزات التي كانت راحاب قد سمعت عنها فقط. كان هذا الجيل الأول مستعد أن يرجع إلى مصر، بينما كانت راحاب مستعدة أن تثق في قدرة الرب على حمايتها. وبالإيمان، بدون خوف من ملك أريحا، استقبلت راحاب الرجلين المرسلين من الرب. وبسبب إيمانها، استطاع الرب أن يتمم مشيئته في حياتها.
هنا تظهر نعمة الله في أنه أعطى راحاب إيمانا، وأنقذها هي وأهل بيتها، وضمها إلى سلسلة نسب يسوع المسيح ابن الله، وأيضا إلى قائمة مشاهير الإيمان (متى 5:1؛ عبرانيين 31:11).
من النادر أن نجد شخصا مرموقا، مثل موسى، يكون مستعدا أن يتخلى عن ثروته مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية (عبرانيين 25:11). ومن النادر أن نجد إنسانا عاديا، مثل يشوع، لا يتأثر بضغوط الأغلبية؛ أو زانية مثل راحاب تضع ثقتها في الرب خالقها. إن هؤلاء جميعا قد ودعوا العالم بمباهجه الزائلة وخطاياه التي أحبوها قبلا، وجعلوا أنفسهم رهن إشارة الله لكي يعمل من خلالهم لإتمام مشيئته.
إن كل واحد منا سيجد نفسه في لحظة من اللحظات مضطرا أن يختار طريقه، كما حدث مع موسى ويشوع وراحاب. إن الأغلبية يضعون مصالحهم الذاتية في الاعتبار الأول - حيث يختارون حياتهم وعملهم (1 كورنثوس 13:3) على أساس الكسب المادي وإرضاء الذات (متى 25:6-33)، والرب يسوع ببساطة ليس هو اعتبارهم الأول في قراراتهم الرئيسية. قليلون فقط هم الذين يختارون أن يتخلوا بلا رجعة عن المصلحة الذاتية لعمل مشيئة الرب فوق كل اعتبار آخر. هؤلاء يبصرون ما هو أبعد من مجرد إنجازات الأرضية إذ تكون لديهم الرغبة في تحقيق أقصى قدر ممكن من الكنوز الأبدية - أي مائة ضعف (متى 8:13).
فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأمم، لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم (متى 31:6-33).
إعلان عن المسيح: من خلال الحبل القرمزي في الكوة الذي أنقذ راحاب وأهل بيتها - إشارة إلى دم المسيح (يشوع 21:2؛ عبرانيين 31:11؛ يعقوب 25:2؛ قارن مع 1 يوحنا 7:1).
أفكار من جهة الصلاة: انتظر الرب بصبر إلى أن يستجيب صلواتك (مزمور 1:40).