إن
الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، يُعلن أن الله واحد: "... الرب إلهنا
رب واحد" تثنية 4:6 . وعندما كان الرسول بولس في أثينا ووجد أنهم يعبدون آلهة
كثيرة، نادى لهم بالإله الواحد ونهاهم عن عبادة الأصنام. وقال عن الله: "...
فبهذا الإله الذي تعبدونه ولا تعرفونه، أنا أبشركم. إنه الله الذي خلق الكون وكل
ما فيه وهو الذي لا يسكن في معابد بنتها أيدي البشر لأنه رب السماء
والأرض...."
لقد
أطلق على السيد المسيح عدة ألقاب منها: ابن الله، وابن الإنسان، إلى غير ذلك...
فدعني أسألك، هل للمسيح أب بشري؟ جميع الكتب تقول لا. إذن، كيف ندعوه ابن الإنسان؟
هذه العبارة لا تستعمل بالمعنى الحرفي. بكل بساطة تعني "كان للمسيح طبيعة
إنسانية"، كان له جسد كأي إنسان آخر. إذن التفسير المنطقي لقولنا "ابن
الله" يعني: "ذاك الذي له طبيعة الله"
دعني
أعطيك مثلا آخر: نستطيع أن نقول بيرم التونسي (شاعر تونسي مشهور) فهل هذا يعني أن
أبوه تونس (البلد) أو أن تونس تزوجت وأنجب بيرم؟ أم نقول أن بيرم من تونس؟ وكذلك
يمكن القول عن بيرم أنه ابن تونس إذ نقصد نفس المعنى. فهو تعبير مجاز في اللغة
العربية. وما نقصده هو أن المسيح ليس له أب أرضي بل من عند الله لذلك يقول عنه
الكتاب "ابن الله"
إذن
المقصود بعبارة "ابن الله" هو أن للمسيح طبيعة الله وصفاته. وتسميه
"ابن الله" لم يطلقها على المسيح تلاميذه بل الله ذاته: "... وتعمد
(يسوع) في نهر الأردن على يد يوحنا. وحالما صعد من الماء، رأى السماوات قد انفتحت،
والروح القدس هابطا عليه كأنه حمامة، وإذا صوت من السماوات يقول: أنت ابني الحبيب،
بك سررت كل سرور" مرقس 9:1ـ11 . وقد شهد عنه يوحنا بن زكريا (يحي بن زكريا)
قائلا: "
إن
أقوال المسيح وأعماله ومعجزاته وحياته الخالية من ظل أية خطيئة كلها تؤكد الوهيته
الحقيقية وهي أنه ليس مجرد نبي أو رسول، بل هو "ابن الله"