ما هو الكتاب
المقدس؟
على ماذا
يحتوي الكتاب المقدس؟ يحتوي الكتاب
المقدس على جميع الأسفار الموحى بها والمتعلقة بخلق الله للعالم، وتاريخ تعامل
الله مع البشر، وفدائه للخطاة، ومجموع النبوات عما سيحدث في العالم منذ خلقه حتى
المنتهى، كما يحتوي على الشرائع الإلهية، والتعاليم الروحية، والنصائح الدينية
والأدبية التي تناسب جميع البشر في كل الأزمنة، والمدونة بطرق وبأساليب مختلفة، من
نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحكم وأدب، وتعليم وإنذار، وفلسفة وأمثال، ويعتبر الكتاب
المقدس مصدر الإيمان المسيحي والخبز اليومي للمؤمنين. فيه كل ما يختص بالإيمان
والحياة والتعاليم الروحية التي تنبر على محبة الله للإنسان، ومحبة الإنسان لله،
ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان وتعامله معه في الحياة اليومية بأمانة وصدق وإخلاص.
وقد ورد عن الكتاب المقدس، بلسان الوحي الإلهي ما يلي: "كل الكتاب هو موحى به
من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان
الله كاملا متأهباً لكل عمل صالح"
ب ـ العهد الجديد:
وهو مجموع ما كُتب من أسفار بعد مجيء المسيح وعدد أسفاره (27) سفراً. ويشار عادة
إلى كتاب العهد الجديد بأنه "إنجيل الله" (رومية 1:1 ، 1تسالونيكي 2:2 ،
1تيموثاوس 11:1)، "وإنجيل المسيح" (مرقس 1:1، رومية 16:1 ، رومية 19:15
، 1كورنثوس 12:9 ، غلاطية 7:1) كما أن هناك تسميات أخرى وردت في الكتاب المقدس
منها : "إنجيل نعمة الله" (أعمال الرسل 24:20). و "إنجيل
السلام" (أفسس 15:6). و "إنجيل الخلاص" (أفسس 13:1). و "إنجيل
مجد المسيح" (2كورنثوس 4:4). و " إنجيل الملكوت" أو "بشارة
الملكوت"
وإن كلمة
"إنجيل" مشتقة في الأصل من اللغة اليونانية "إفانجيليون"
ومعناها الحرفي "الخبر الطيب" أو "البشارة المفرحة" والكلمة
العربية لكلمة إنجيل هي "بشارة" وقد سمى "الإنجيل" كذلك لأنه
يحمل لنا الأخبار السارة عن الخلاص بواسطة المسيح، الذي جاء إلى العالم لأجل خلاص
الخطاة وفدائهم من الخطيئة بموته على الصليب بديلاً عنهم. كما أن كلمة
"بشارة"
ما هي
اللغة التي كُتب بها الكتاب المقدس في الأصل؟
بالرجوع إلى بعض المصادر التاريخية واللاهوتية يتضح لنا أن الكتاب المقدس الكامل
بعهديه القديم والجديد كُتب أصلاً بأكثر من لغة. فالعهد القديم باللغة العبرانية، أما العهد الجديد، أي
ما كُتب بعد مجيء السيد المسيح، فقد كُتب باللغة اليونانية التي كانت شائعة آنذاك،
وذلك يشمل طبعاً الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل والرسائل وسفر الرؤيا. ويفيد
قاموس الكتاب المقدس بهذا الصدد أن اللغة اليونانية كانت شائعة آنذاك بعد فتوحات
الإسكندر المقدوني المُلقب بالإسكندر ذي القرنين. ويفيدنا قاموس الكتاب المقدس
أيضاً أن اللغة اليونانية التي كُتب بها العهد الجديد هي المكونية، أو
"الهلينية"
لماذا
علينا أن نقرأ الكتاب المقدس؟ علينا أن نقرأ
الكتاب المقدس أولا، لأنه كلام الله. فعندما نقرأ كلمة الله المدونة على صفحات هذا
الكتاب، نتقوى بالروح وننمو بالإيمان، إذ أن "الإيمان بالخبر والخبر بكلمة
الله"
وعلينا أيضاً أن
نقرأ الكتاب المقدس لأنه كتاب الحياة ويتضمن كل ما هو نافع ومفيد للإنسان من
الناحية الروحية والحياتية، ويعتبر بمثابة دستور لحياة الإنسان لأنه مليء بالتعليم
والعبر والأمثال. وأروع ما يريوه الكتاب المقدس هو قصة حياة السيد المسيح التي
تُعتبر بالحقيقة أعظم قصة عرفها التاريخ. فحياة المسيح ليست حياة شخص ولد وعاش ثم
مات فانطوت سيرته. إن حياة المسيح تختلف عن حياة أي إنسان عادي، وتعاليمه تنير
حياة كل من يؤمن بها ويسير بموجبها، وشخصه يمنح الرجاء والخلاص. والأناجيل المقدسة
مليئة بمثل هذه التأكيدات، منها قول المسيح "من له الإبن فله الحياة"
(1يوحنا 12:5)، وهذا يعني أن الذي يؤمن بالإبن (أي المسيح) فله الحياة الأبدية.
وتأكيده أيضاً أنه جاء ليبذل نفسه من أجل الجميع فهو يقول: "لأن إبن الإنسان
أيضاً لم يأت ليُخدَم بل ليخدم. وليبذل نفسه فدية عن كثيرين"
كما أن الإنسان
بحاجة للغذاء، المادي لكي ينمو جسدياً، فكذلك هو بحاجة للغذاء الروحي لكي ينمو
روحيا، ومصدر الغذاء الروحي هو الكتاب المقدس، فلا تدع الحاجات المادية أو الأفكار
الشيطانية تمنعك من قراءته، عود نفسك يا أخي أن تقرأ فصلاً منه يومياً، إلى أن
يصبح بذلك عادة مألوفة لديك، وهذا ما يساعدك لتصبح تلميذاً أميناً ومخلصاً لمن
قال: "إثبتوا فيّ وأنا فيكم"
يوصينا الله في
كتابه المقدس أن نكون مجتهدين في الإيمان، حارين في الروح، وأن نثبت في كلامه، وأن
نلهج به نهاراً وليلاً، وأخيراً يقول: "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى"