توصلنا برسالتك.
ونقول لك مرحبا برسالتك وأسئلتك ومرحبا بك صديقا عزيزا، وسنحاول أن نجيب على سؤالك
الذي تقول فيه:
لماذا
سميّ المسيح يسوع، بدلا من أن يسمى عيسى ابن مريم؟
اسم يسوع في اللغة
اليونانية هو "عيسوس"، (اللغة اليونانية هي اللغة الأصلية للإنجيل). وقد
اشتقّ القرأن اسم عيسى من اللغة اليونانية دون ترجمة. أما الترجمة العربية للاسم
فهي: "يسوع"، ومعناها: "الله مخلّص". وقد سُميّ بهذا الاسم
حسب قول الملاك ليوسف، قبل ولادته من مريم: "لأن الذي هي حبلى به إنما هو من
الروح القدس. فستلد ابنا، وأنت تسميه يسوع، لأنه هو الذي يُخلّص شعبه من
خطاياهم" (متى 20:1،21).
لقد كان يسوع، اسما
ومعنى، هو المخلص الوحيد للعالم من الخطيئة لأنه هو الذبح العظيم. وقد سُميّ
بالمسيح لأنه مُسح من الله لمهمة خاصة، لا يستطيع أحد أن يقوم بها، وهي مهُمّة
الفداء. فأصبح لقبه هو: "يسوع المسيح". أي الممسوح من الله لخلاص
العالم. لقد ولد يسوع المسيح من عذراء بدون أي تدخل بشري، بل بقوة روح الله
القدّوس، وعاش حياة مُقدّسة بلا خطيئة لكي يُقدّم نفسه فدية عن كثيرين.
يولد كل إنسان لكي
يعيش لنفسه. أمّا يسوع فقد ولد من أجلنا. "فقد ولد لكم اليوم في مدينة داود
مخلّص هو المسيح الرب" (لوقا 20:1،11). وأيضا يقول عنه الإنجيل: "الذي
أُسلم من أجل معاصينا، ثم أقيم من أجل تبريرنا" (رومية 25:4). أي أن المسيح
مات وقام من أجلنا، لكي نكون أبرارا. بعد ذلك رفع إلى السماء من أجلنا، لكي يشفع
فينا، حتى يجعلنا بلا عيب، وسوف يأتي مرّة ثانية، لكي ينقذ المؤمنين من هذه
الدنيا، ويأخذهم معا إلى جنة الفردوس، وأيضا ليدين جميع من لم يؤمنوا به.
إن قصد القرآن لم
يكن هو التبشير بالمسيح، بل فقط أن يخبر به وأن يعترف أن المسيح قد ولد وجاء إلى
العالم. فالقرآن يحتوي على عدد من الاحداث التي سبق ذكرها في الكتاب المقدّس
وكلّها ذكرت في شكل ملخصات وجيزة، أما التفاصيل الكاملة لها فتوجد في الكتاب
المقدّس. ونحن نعرف أن كل من أراد أن يدرس الشيْ بكل جدّية ما عليه إلا أن يرجع
إلى المراجع والمصادر الاولى.
نرجو أن نكون قد
أوفينا السؤال حقه ونحن في انتظار رسائلك التي ستحظى باهتمامنا. إلى ذلك الحين دمت
في رعاية الله وحفظه.