هل توجد أدلة تؤكد بأن المسيح الموعود به في التوراة قد أتى ، وأنه هو يسوع المسيح؟

ما هو الأمر العظيم الذي تم بمجئ يسوع المسيح؟

ما الذي يقتضيه التجسد الإلهي؟

ما هي فوائد ذلك التجسد للبشر؟

ماذا يقال في لزوم التجسد ؟ وهل هو أمر ضروري في حكم الله الأدبي؟

هل لنا أدلة تحقق أن المسيح الموعود به في أسفار العهد القديم قد أتي وأن يسوع الناصري هو ذلك المسيح ؟

نعم لنا علي ذلك أدلة قاطعة. منها أن جميع النبوات تمت فيه وأن الأحوال والشروط المتعلقة بمجيئه بحسب أقوال الأنبياء لا يمكن وقوعها بعد في تاريخ العالم أو أن تتم في غيره فلذلك يكون يسوع الناصري هو المسيح. ومن أراد الوقوف علي حقيقة إتمام أقوال الأنبياء في المسيح وقوة الأدلة علي أن يسوع الناصري هو ذلك المسيح.

 ما هو الأمر العظيم الذي تم في مجيء يسوع المسيح ؟

هو تجسد ابن الله وذلك من أعظم أمور الدين المسيحي. فإن ابن الله الوحيد ولد في ملء الزمان من مريم العذراء بالروح القدس وصار عمانوئيل أي الله معنا وعاش نحو ثلاث وثلاثين سنة كإنسان علي هذه الأرض بين أبناء جنسنا وبذلك تم التجسد المجيد. غير أن ذلك الشخص العظيم لا يزال في حال التجسد بعد صعوده من هذا العالم فهو إله متجسد الآن وإلي الأبد وفي حال وفي حال المجد والارتفاع كما كان في حال الذل والاتضاع (دا 2 : 44 و 2 بط 1 : 11 ويو 3 : 13 وأف 2 : 6 وعب 4 : 14 و 15 ويه 25 و رؤ 1 : 5 و 5 : 5 و 13 و 7 : 17 و 22 : 4). وهذا التجسد هو أساس عمل الفداء وشرط ضروري لإتمام المسيح وظيفته باعتبار كونه فادياً للجنس وهو الواسطة العظمى لإتمام قصد الله في الفداء والمحور الذي تدور عليه المقاصد الإلهية في خلاص البشر.

ماذا يقتضيه التجسد الإلهي ؟

يقتضي أن يكون في اللاهوت أقانيم ليتم التجسد في اختيار أقنوم منها دون غيره. وليأخذ كل منها عمله الخاص بالخلاص. وكذلك يقتضي غاية لائقة تستوجب التجسد وتتم به وهي افتداء جنس ساقط في الخطية ليس له رجاء ولا معين غير الله متجسداً لأنه وحده قادر علي ما يقتضيه الخلاص فلوازم التجسد هي باعتبار الله أن يتخذ جسداً بواسطة أقنوم من الأقانيم وباعتبار الإنسان وقوعه في حال تستدعي التجسد لإنقاذه منها.

ولا نعني بذلك القطع بأن خلاص البشر يستحيل من غير تجسد بل إنه طريق موافق ولائق وغاية في المناسبة وفريد في الحكمة لأجل إتمام المقصود وأن حدوث التجسد يرجح غاية الترجيح أن ذلك ضروري لإتمام قصد الله بكماله في عمل الفداء وأن حال البشر تتطلب ذلك وتحتاج إليه. فهذه الحادثة الرفيعة الشأن العظيمة السر موافقة لطبيعة الثالوث الأقدس ولائقة بالغاية المقصودة ولازمة لإتمام عمل الفداء كما قصد الله إتمامه ولسد احتياجات البشر الساقطين في الخطية.

ما هي فوائد ذلك التجسد للبشر ؟

هي غاية في المجد والقيمة لا يعبر عنها لسان بشر أو ملاك فلنا بواسطة ابن الله المتجسد مثال فريد للحياة البشرية الكاملة وظهور اللاهوت بكمال صفاته علي هيئة منظورة محسوسة مقترباً منا الاقتراب العجيب الذي أمكن به أن نخاطب الله وجهاً لوجه في الصلاة والاتحاد الروحي علي كيفية مفهومة ولذيذة. ولنا أيضاً به التكفير عن خطايانا وفتح باب الرجاء الأبدي لجنسنا الهالك وتعيين مرشد وملك يرشدنا أبدا في الحق ويحامي عنا إلي نهاية حياتنا ويضمنا أخيراً إلي رعيته السماوية لنتمتع به إلي أبد الدهور.

ماذا يقال في لزوم التجسد هل هو أمر ضروري في حكم الله الأدبي ؟

قد اختلفت الأقوال في هذه المسألة فقال قول لا لزوم مطلقاً للتجسد ولا مانع لخلاص البشر بمجرد الصفح عن الخطايا وإعلان الإرادة الإلهية بقبولهم برحمته وإدخالهم رأساً إلي الحياة الأبدية. وأصحاب هذا الاعتقاد ينكرون لاهوت المسيح وهو مخالف علي خط مستقيم لتعاليم الكتاب في لزوم الكفارة وفساده بين لأنه مخالف للواقع. فالتجسد حال كونه تم فعلاً شهادة لنفسه أنه تدبير حكمة الله والواسطة الأنسب والأفضل بل الضرورية لأجل خلاص الجنس. وقال غيرهم أن التجسد لازم ولابد منه باعتبار طبيعة الله أي أن اللاهوت يطلب التجسد طبعاً سواء استدعت ذلك أحوال البشر أم لا أي أن اللاهوت لم يكتف بالوجود المجرد عن التجسد لأنه لا يعرف لدي الخلائق ولا يتبين كمال صفاته بدون تجسد وقد استندوا في قولهم هذا علي هذه الآيات (أف 1 : 10 وكو 1 : 15 و 16 وأف 4 : 24 وكو 3 : 10 و 11) علي أنه لا يفهم من كل تلك الآيات لزوم التجسد مجرداً عن سقوط الإنسان وقصد الفداء بل يفهم أن مقترن بذلك ولم ينظر الرسول فيها إلي التجسد إلا من حيث كونه وسيلة إلي إتمام الفداء. وكل ما قيل في الكتاب يعلمنا أن التجسد كان يسبب الخطية ولأجل الخلاص منها (رو 8 : 3 ويو 3 : 16 وغل 4 : 4 و 5 وعب 2 : 14 16 و1 تي 1 : 15 و 1 يو 3 : 8). والقول الأصح في هذا الموضوع هو أن التجسد كان ضرورياً بعد سقوط الإنسان لأن الصفات الإلهية تستلزم التجسد لإنقاذه من عبودية الخطية ولعنة الشريعة والهلاك الأبدي بسبب خطيته. وكذلك احتياجات الإنسان وما يقتضيه حكم لله الأدبي يستوجب إعلان الله نفسه للبشر وخلاص الإنسان من خطيته واتحاد المخلوق بالخالق. فلزومه مبني علي أحوال البشر لا علي كونه ضرورياً لللاهوت فإذا أراد الله افتداء البشر فذلك يتم بالتجسد وعلي ما نستنتج من الكتاب بالتجسد فقط.


أول الصفحة

أرغب في توجيه سؤال لكم

صفحات أخرى ذات صلة بالموضوع

هل يوجد إله؟

ماذا تعني العبارة " صفات الله"؟

هل حقاً أتى الله تعالى في جسم بشر؟

ماذا عن يسوع؟

لزوم كفار المسيح

هل علم الكتاب المقدس عن التثليث؟

 

 الرجوع إلى قائمة " ركن الأسئلة المشهورة