لماذا
أنكر بعض
المتأخرين
أن الإنسان
مسئول عما
يعتقده في
الدين
والأدب ، وما
هو الرد
عليهم ؟
|
|
من اسباب
ذلك زعمهم
أنه لما كان
الإيمان أو
الاعتقاد
يستلزم بينة
كافية:
لإثبات ما
نعتقده كان
عدم وجود تلك
البينة
موجباً لرفع
المسئولية
عن الإنسان
إذا غلط في
غعتقاده .
وهو مردود
بأن لكل
الحقائق
الدينية
والأدبية
بينات كافية
لإثباتها في
طاقة كل
غنسان
الوقوف
عليها فلا
يحول دون
معرفته
إياها إلا
الغفلة وعدم
الميل إلى
الحق وقسوة
القلب ومحبة
الخطية ،
ورفض كل
الوسائل ل
إنارة العقل
ولإصلاح
الاعتقاد
وبيان الحق
ونحو ذلك مما
لا بد أن
يسأل عنه
الإنسان في
يوم الدين
العظيم .
وأيضاً
زعمهم أن
الإنسان غير
مسئول عن
إعتقاده
وإلا لجاز
اضطهاده إذا
ضل وغرجاعه
عن غيه
بالوسائط
الجبرية
القاسية .
وهو مردود
بأن الإنسان
مسئول عن
إعتقاده لله
لا لبني جنسه
، ولله فقط
الحق في
النقمة منه ،
وأما تعرض
البشر له في
ذلك فيفئ إلى
شرور باهظة
كما نشأ عن
يوان
التفتيش
وقتل
الشهداء .
ولا يسوغ
للبشر أن
يعاقبوا
الخاطئ إلا
على ما يبدو
منه من الضرر
أما للأفراد
أو للجمهور .
ومن الأدلة
الإيجابية
على أن
الإنسان
مسئول لله عن
اعتقاده
مايأتي
|
|
. ما نراه من معاملة الله للإنسان في حياته . فإن غلط إنسان أو الفساد في اعتقاده في أمور طبيعية لا يرفع عنه المسئولية ، فغذا رفض الشهادة من جهة أشياء سامة أو أحوال خطرة أو أعمال مضرة أو تغافل عنها كان غرضه لما ينشأ عنها من النتائج الردية | 1 |
. دينونة الضمير لنا على الأعمال المغايرة للحق ، ولو كان اعتقادنا فيها حين عملها أنها حسنة . ومن امثلة ذلك أن الرسول بولس أقر بأنه أخطأ في اضطهاد الكنيسة مع أنه حين صدر ذلك منه كان يظن أنه يخدم الله ، وينفذ ما يجب عليه فعله | 2 |
. إذا صح هذا الرأي ، أي أن الإنسان لا يسأل عن أعماله السيئة ، إذا كان اعتقاده فيها أنها حسنة بطلت كل مسئولية عن الشر وكان عمل واحد خيراً وشراً في وقت واحد إذا صدر من شخصين اختلف اعتقادهما فيه | 3 |
. إذا لم يكن الإنسان مسئولاً عن اعتقاده يتعذر على الله إجراء حكمه على المخلوقات العاقلة ، لأنه لا يسوغ له أن يعاقبهم على آثامهم إذا كان اعتقادهم فيها أنها صالحة | 4 |
. عادة البشر في إجراء الحكم على المجرمين تبين أن الفساد في الاعتقاد لا يبرر المجرم بموجب الشرائع البشرية ، وإن كان الحكم مرتباً على العمل لا الإعتقاد | 5 |
. لما كان الكثير من خطايانا مستقراً في النفس لا يتجاوزها إلى دائرة العمل ن فلو كان الإنسان غير مسئول عن بطل اعتقاده للزم له أنه لا يدان على تلك الخطايا وذلك مما لا يقبله المستنير العقل |
الرجوع إلى قائمة " ركن الأسئلة المشهورة