في
كفارة المسيح
كيف
يعبر عن عمل
المسيح
الكهنوتي في
كتاب أصول
الإيمان
وكتاب
الإقرار
بالإيمان
الوستمنستري
؟
ما
هو تعريف
الخطية
والجرم
والقصاص ؟
ما
هو تعريف
الكفارة
والتكفير
والإرضاء
والإيفاء
والنيابة ؟
ما
هو تعريف
المصالحة
والفداء ؟
كيف
يعبر عن عمل
المسيح
الكهنوتي في
كتاب أصول
الإيمان
وكتاب
الإقرار
بالإيمان
الوستمنستري
؟
قيل
في كتاب أصول
الإيمان " أن
المسيح يمارس
وظيفة كاهن
بتقديمه ذاته
مرة واحدة
ذبيحة ليوفي
العدل الإلهي
حقه ويصالحنا
مع الله
وبشفاعته
فينا علي
الدوام " (أصول
الإيمان
س 25) وقيل في
الإقرار
بالإيمان " أن
الرب يسوع
بطاعته
الكاملة
وتقديمه نفسه
ذبيحة قدمها
بروح أزلي مرة
لله أوفي عدل
أبيه إيفاءً
كاملاً
واشتري
المصالحة بل
الميراث
الأبدي في
ملكوت
السموات لأجل
كل الذين
أعطاه أبوه
إياهم " (فصل 8
عدد 5) وقيل في
ترجمة أخرى
" أرضى إلي
التمام عدل
أبيه " بمعنى
أوفي عدل أبيه
إيفاءً
كاملاً كما
قيل أيضاً في
الجملة
المقتبسة
أعلاه من كتاب
أصول الإيمان
والمعنى واحد
لأن لفظة
إرضاء ولفظة
إيفاء بمعنى
واحد في هذا
المقام أي
أنهما تشيران
سوية إلي عمل
المسيح
الكفاري في
رفع حكم العدل
الإلهي
بالدينونة
علي الخاطئ
غير أن لفظة
إيفاء أصح في
هذا المقام من
لفظة إرضاء
علي أن لفظة
إرضاء تصح
باعتبار نسبة
الكفارة إلي
الله في كمال
صفاته.
والكفارة
التي قدمها
المسيح هي
نيابية بمعنى
أن المسيح ناب
عن الخاطئ في
تقديمها
وينتج من ذلك
أن الله يرتضي
بالمؤمن
ويصالحه
لنفسه بواسطة
كفارة المسيح
التي تكفر عن
خطاياه وكذلك
تبرره من جرمه
أي ترفع عنه
حكم الشريعة
لأن المسيح قد
أخذه علي نفسه
عنه وتنتسب
إليه بر
المسيح
الكامل النقي
وبذلك تتم
المصالحة
ويكمل الفداء.
منها
الخطية
والجرم
والقصاص
والطاعة
والذبيحة
والكفارة
والتكفير
والإرضاء
والإيفاء
والنيابة
والمصالحة
والفداء.
ما
هو تعريف
الخطية
والجرم
والقصاص ؟
الخطية
هي : التعدي
علي شريعة
الله أو عدم
الامتثال لها
وهي نوعان
أصلية وفعلية
أي مالنا
بالوراثة وما
لنا بأعمالنا
الاختيارية
الأمر
الجوهري فيها
هو نسبتها إلي
شريعة الله أي
أنها مخالفة
لها أو عدم
الامتثال لها
وهي تتضمن
الفساد
والجرم أي
تستحق
الدينونة
أمام قداسة
الله وأمام
عدله أيضاً.
ولذلك يليق أن
نعتبر الله
بالنظر إلي
الخطية أنه في
مقام المشترع
والقاضي الذي
قد وضع شريعة
عادلة ومقدسة
وصرح بلزوم
حفظها وعقاب
جميع
المعتدين
عليها فيحكم
كقاض علي كل
معتد بحكم
عادل. وحفظا
لكمالاته
وإكراماً
للقداسة
ولشرف شريعته
وإثباتاً
لسلطانه
الأدبي في
الكون ينبغي
أن يجري أحكام
العدل علي
الخاطئ إلا
إذا وجد من
ينوب عنه
بإكرام
الشريعة
واحتمال
القصاص
وإيفاء العدل
حقه ورفع كل
مانع لرضى
الله بالخاطئ
المذنب كما
عمل المسيح.
غير أن الله
وإن كان
مشترعاً
وقاضياً فهو
أيضاً أب حنون
ومحب لأولاده
الخطاة وقد
غلبت محبة
الآب ورحمته
الصعوبات
المتعلقة
بمسألة
الخطية
وتنازل الله
لتدبير
الخلاص
للخطاة ليس
بإجراء قصاص
الشريعة
عليهم بل
بإرسال ابنه
لينوب عنهم
بكفارته
ويشتري لهم
الفداء التام.
والجرم
كما تقدم
تكراراً لفظة
يعبر بها في
اصطلاح علم
اللاهوت عن
نسبة الخطية
إلي العدل أي
إلى الشريعة
العادلة وهي
بهذا المعنى
تحيط بأمرين
ممتازين :
الأول
: استحقاق
اللوم وبهذا
المعني لا
يمكن أن ينسب
إلي غير من هو
جارم فعلاً
لأن الصفات
الذاتية لا
تنسب إلا
لصاحبها وهو
يلازم دائماً
جميع الذين
أخطأوا ولا
تزول بواسطة
التبرير أو
بواسطة الصفح
ولا يمكن أن
الجرم الشخصي
بهذا المعنى
ينسب أو ينتقل
من شخص إلي آخر.
والمعنى
الثاني
للجرم :
استحقاق
القصاص أو
الالتزام
بإيفاء العدل
حقه وبهذا
المعنى يمكن
إزالة الجرم
بإيفاء العدل
شخصياً أو
نيابياً
ويمكن نقله من
شخص إلي آخر
بالحسبان
الشرعي
التابع
النسبة
النيابية
فإذا سرق
إنسان أو
ارتكب ذنباً
آخر له عقاب في
شرع البلاد
أمكن إزالة
جرمه بموجب
المعنى
الأخير
بواسطة
احتماله ذلك
العقاب.
وتحريره من
قصاص الشرع
بعد ذلك ليس من
قبيل
المناسبة فقط
بل من مقتضى
العدل. فبهذا
المعنى قيل أن
جرم معصية آدم
حسب علينا وأن
المسيح اتخذ
جرم خطايانا
وأن ذبيحته
واسطة
لتبريرنا من
الجرم.
أما
لفظة قصاص
فيراد بها
عقاب
والمفهوم بها
في الكلام علي
احتمال
المسيح قصاص
الشريعة عنا
هو ليس أن
المسيح احتمل
بذات القصاص
المعين
للإنسان
الخاطئ الذي
هو الموت
الأبدي أو أنه
احتمل ذات
العذاب الذي
يصيب
الهالكين
نوعاً
ومقداراً بل
أنه احتمل ما
عينه له الله
من القصاص
النيابي لأجل
التعويض عن
القصاص
المفروض علي
البشر الخطاة.
وباستعمال
لفظة قصاص
للتعبير عن
آلام المسيح
الكفارية
نقصد التعبير
عما احتمله
المسيح لأجل
إيفاء العدل
حقه بدون
تعيين ماهية
الآلام أو
مقدارها لأن
لآلام المسيح
قيمة كفارية
خاصة بسمو
مقامه وشرف
شخصه. ونختار
لفظة قصاص
إشارة إلي تلك
الآلام لأجل
تمييزها
باعتبار
غايتها عن
الآلام
الآتية علي
سبيل البلية
والتأديب لأن
الغاية فيها
لم تكن لأجل
تأديب المسيح
أو لأجل
إقامته
مثالاُ للصبر
وإنكار النفس
بل لأجل
احتمال ما
يطلبه العدل
إيفاء
لمطاليبه. لأن
القصاص الذي
احتمله
المسيح يختلف
جداً عن
القصاص الذي
يحتمله
الخاطئ
الهالك ولكن
نظراً لرضى
الله بعمله
الكفاري
وقيمة آلامه
يعتبر أنه كاف
لإيفاء العدل
حقه عن جميع
بني جنسنا
وبهذا المعنى
يليق استعمال
لفظة القصاص
للتعبير عن
نسبة آلام
المسيح إلي
شريعة الله
لأن الكفارة
تتم باحتمال
القصاص
المطلوب غير
أن ما وضع علي
المسيح
قصاصاً يختلف
كل الاختلاف
عما حق علي
الخاطئ نفسه.
يراد
بطاعة
المسيح كل ما
يتعلق بحياته
وخدمته في حال
التجسد وما
انتهت إليه من
تقديم نفسه
ذبيحة عن
الخطاة ولذلك
كانت ذبيحة
المسيح جزءاً
من طاعته
الكاملة كما
قيل أطاع حتى
الموت موت
الصليب (في 2 : 8) أي
أن موت المسيح
ذبيحة كان
تكملة لطاعته
النيابية.
والمراد بذلك
أنه لأجل خلاص
البشر قام
مقامهم لدى
الشريعة وقدم
لها طاعة
كاملة عنهم
ولكن بسبب
خطية البشر لم
يكف مجرد
الطاعة بدون
كفارة عن
الخطايا
ولذلك قدم تلك
الكفارة
جزءاً من خدمة
الطاعة وبتلك
الطاعة التي
كانت الكفارة
قسماً منها لم
يكفر المسيح
عن الخطية فقط
بل اشترى
ميراثاً
أبدياً
سماوياً
لجميع
المؤمنين به
فلفظة طاعة
شاملة تحيط
بكل عمل
المسيح في حال
التجسد إلي أن
انتهى بموته
كفارة كقوله
هاآنذا أجئ في
درج الكتاب
مكتوب عني
لأفعل مشيئتك
يا الله فبهذه
المشيئة نحن
مقدسون
بتقديم جسد
يسوع المسيح
مرة واحدة (عب 1 : 7
و 10) وقوله لأنه
كما بمعصية
الإنسان
الواحد جعل
الكثيرون
خطاة هكذا
أيضاً بإطاعة
الواحد سيجعل
الكثيرون
أبراراً (رو 5 : 19).
والذبيحة
بحصر المعنى
تشير إلي موت
المسيح كفارة
علي الصليب
كأنه مذبوح
علي مذبح لأجل
خطايا العالم
علي أن حياة
المسيح كانت
بالإجمال علي
سبيل الذبيحة
لأن احتماله
المشقات
والآلام
والأحزان
والأحمال
المقترنة
بحياته علي
الأرض كان من
نوع الذبيحة
كما قال هو
نفسه ليس
إشارة إلي
موته فقط بل
إلي كل حياته "
أما كان ينبغي
أن المسيح
يتألم بهذا
ويدخل إلي
مجده " (لو 24 : 26).
فالذبيحة وإن
أشير بها
غالباً إلي
موته علي
الصليب تشتمل
علي كل ما
احتمله في
إتمام عمل
الفداء علي
الأرض.
ما
هو تعريف
الكفارة
والتكفير
والإرضاء
والإيفاء
والنيابة ؟
إن
كفارة المسيح
هي عمله الذي
تم بواسطة
طاعته
الكاملة
اختياراً
لمشيئة الله
ولأجل خلاص
البشر من لعنة
الشريعة
ومصالحتهم مع
الله وتلك
الكفارة لم
تكن لأجل نفسه
بل لأجل جنسنا
الساقط كما
قيل فإن
المسيح أيضاً
تألم مرة
واحدة من أجل
الخطايا
البار من أجل
الأثمة لكي
يقربنا إلي
الله (1 بط 3 : 18)
وقيمة تلك
الكفارة
مبنية علي
كونه ابن الله
الأزلي كما
قيل هذا هو
ابني الذي به
سررت (مت 17 : 5).
ويصح أن ننظر
إلي كفارة
المسيح من
أوجه مختلفة
باعتبار
نسبتها إلي
الله أي إلي
محبته
وقداسته
وعدله أو
باعتبار
نسبتها إلي
الإنسان أي
فعلها فيه
ولأجله وقد
اصطلح
اللاهوتيون
علي ألفاظ
تعبر عن هذه
النسب
المختلفة
فقيل مثلاً أن
كفارة المسيح
تكفير عن
الخطية
وترضية الله
وإيفاء العدل
حقه وأن
المسيح تمم
عمله الكفاري
بالنيابة عنا.
قيل
أن كفارة
المسيح تكفير
عن الخطية وهو
تعبير عن
مفعول
الكفارة في
خلاص الخاطئ
من لعنة
الشريعة ورفع
الدينونة عنه.
وقيل كذلك أن
الكفارة في
إزالة غضب
الله وعن رضاه
بقبول الخاطئ
للمصالحة.
وقيل كذلك أن
الكفارة
إيفاء العدل
حقه وذلك
للتعبير عن
كون الكفارة
إيفاء كل
مطاليب العدل
حتي لم يبق شئ
يطالب به
الخاطئ
المؤمن أمام
العدل الإلهي.
فالإيفاء
مأخوذ من
الاصطلاحات
الشرعية
والتكفير من
الاصطلاحات
اليهودية
المختصة
بالنظام
الموسوي
وخدمة الهيكل
ويشار
بالإيفاء إلي
تأدية
المطلوب لدي
الشرع
وبالتكفير
إلي ستر النفس
المذنبة بدم
الذبيحة حتي
لا يطالب
المذنب
بالقصاص لأنه
رفع عنه بوضعه
علي الحيوان
المذبوح
لأجله
وبالإرضاء أو
الاستعطاف
إلي تحويل غضب
الله إلي رضى
بناء علي
وساطة المسيح
وكفارته كما
قيل في هذا هي
المحبة ليس
أننا أحببنا
الله بل هو
أحبنا وأرسل
ابنه كفارة
لخطايانا (1 يو 4 :
10) ولم تكن
الكفارة ما
حمل الله علي
محبة البشر
ولكنها فتحت
باب المصالحة
بينه وبين
الخطاة بدون
إهانة شريعته
المقدسة وهي
ذاتها ثمر
محبته.
فاتضح
أن التكفير
علة رضى الله
فالخاطئ (أو
جرمه) مكفر عنه
والله مرضي
علي أن
التكفير ليس
علة محبته
تعالي لأنه
محب قبل
التكفير. وبما
أنه لابد من
القصاص علي
الجرم حسب
مقتضى عدل
الله (لأن
القصاص عبارة
عن كراهيته
تعالي للخطية
وحكمه بالعدل
عليها) كفر عن
جرم الخاطئ
بواسطة
الإيفاء أي
القصاص
النيابي.
فأرضى الله
سبحانه بذلك
أي صار
موافقاً
لطبيعته أن
يصفح عن
الخاطئ
ويباركه. أما
راض ومحب
فليستا
مترادفتين
نعم أن الله
محبة لأنه
أحبنا ونحن
خطاة وقبل
الإيفاء عنا
ولكن الإيفاء
أو التكفير لا
يحرك المحبة
في القلب
الإلهي بل
يجعله
موافقاً لعدل
الله أن يبين
محبته للذين
عصوا شريعته
أي يجعله
راضياً بذلك.
وقد
تفلسف البشر
في طبيعة الله
ونسبته إلي
خلائقه
الخطاة ولم
يصلوا البتة
إلي نتيجة
كافية ولكن
إذا التفتنا
إلي تعليم
الكتاب
المقدس في ذلك
سهل علينا
فهمه لأنه ورد
في العهدين
القديم
والجديد أن
الله عادل
بمعنى أن
طبيعته تطلب
قصاص الخاطئ
وأنه لذلك لا
يمكن أن يكون
غفران بدون
تكفير نيابي
أو شخصي ومن
المعلوم أن
طريقة الخلاص
علي سبيل
التمثيل
والرمز في
النظام
الموسوي
والتفسير في
كتب الأنبياء
والإعلان
الجلي في
العهد الجديد
تتضمن نيابة
ابن الله
المتجسد عن
الخطاة.
والمراد
بالإيفاء
بأكثر تفصيل
الإشارة إلي
كل ما فعله
المسيح ليوفي
مطاليب ناموس
الله وعدله
عوضاً عن
الخطاة
ولأجلهم. وهذه
اللفظة قد
اشتهرت بين
الاصطلاحات
اللاهوتية
وكثر التعويل
عليها
للتعبير عن
عمل الكفارة
باعتبار
نسبتها إلي
ناموس الله
وعدله. علي أن
الإيفاء
نوعان
متميزان
بينهما فرق في
حقيقتهما
ونتائجهما
فالنوع
الواحد مالي
أو تجاري
والنوع الآخر
عقابي أو
قضائي. فمتى
أوفي المديون
بموجب المعنى
المالي كل
مطلوب دائنه
عتق من ذلك
بالكلية لأن
الإيفاء هو
تأدية كل ما
يطالب به ولا
يمكن أن يكون
بعد ذلك منة
ولا رحمة ولا
نعمة من قبل
الداين الذي
استوفي دينه.
ولا فرق عنده
سواء أوفاه
المديون نفسه
أم شخص آخر
عوضاً عنه لأن
دعواه إنما هي
علي المبلغ
المستحق
الإيفاء لا
علي شخص
المديون. أما
في الجنايات
ففي ذلك فرق
لأن الطلب هو
علي الجارم
وهو نفسه
المكلف للعدل.
والنيابة في
المحاكم
البشرية لا
ممحل لها في
هذه المسألة
لأن الأمر
الجوهري ليس
العقاب بل
إجراءه علي
المذنب الذي
يكابده. قال
الله له المجد
النفس التي
تخطئ تموت.
والعقاب ليس
من اللازم أن
يكون من نوع
الجرم بل من
النادر أن
يكون كذلك لأن
كل ما يطلب هو
أن يكون جزاءً
عادلاً علي
قدر الجرم
تماماً فعقاب
التعدي علي
شخص ربما كان
جزاءً نقدياً
وعلي السرقة
القيود في
السجن وعلي
خيانة الملك
النفي أو
الموت. ومن أهم
ما يقوم به
الفرق بين
الإيفاء
المالي
والعقابي هو
أن الأول يحرر
لا محالة بناء
علي كفايته
فحالما يوفي
الدين يصير
المديون حراً
تماماً فلا
يجوز إبقاؤه
تحت القبض ولا
وضع شروط
لإنقاذه. وأما
الجارم
المجبر علي
الإيفاء
العقابي فلا
يحق له أن يقيم
آخر في مكانه
لأن هذا ليس له
مثيل في
المحكمة
البشرية
ولذلك لا
يستفيد من
البدل فإذا
قبل القاضي
ذلك تترتب
حينئذ فائدته
علي ما يشترطه
القاضي علي
البدل وما
يتعهد له به
فربما
والحالة هذه
يتم إنقاذ
المذنب حالاً
بدون شرط أو
يتأخر إلي حين
شروط معلومة
أو يتم
بالتدريج لا
دفعة واحدة.
وبما
أن إيفاء
المسيح ليس
مالياً بل هو
عقابي أو
قصاصي أي
إيفاء عن
الخطاة لا عن
مديونين
ديناً مالياً
ينتج ما يأتي :
1
–
إنه لا يقوم
بتقديم شئ عن
شئ مساو له
قيمة. وقد تقدم
أن عقاب اللص
ليس استرجاع
المسروق ولا
تعويض قيمة
المال بل هو
غالباً ما
يفرق فرقاً
كلياً عن
حقيقة الجرم
كالجلد
والسجن. فإن
القصاص لأجل
الهجوم علي
شخص بقصد ضربه
ليس إجراء نفس
هذا العمل علي
المذنب بل
قصاص آخر
يوازي ذنبه.
وكذلك بين
قصاص النميمة
والخيانة
والعصيان
مثلاً وتلك
الجنايات فرق
كلي. فكل ما
يطلبه العدل
في الإيفاء
العقابي أن
يكون إيفاءً
حقيقياً لا
مجرد ما يرضي
به القاضي. نعم
قد يفرق في
النوع ولكن
يجب أن يكون ذا
قيمة جوهرية
تساويه
فغرامة إنسان
بدراهم قليلة
لأجل القتل
عمداً ضرب من
الاستخفاف
ولكن الموت أو
السجن الطويل
لأجل إعدام
الحياة هو
إيفاء حقيقي
للعدل.
والخلاصة
أن مفاد تعليم
الكتاب أن
المسيح أوفي
العدل الإلهي
عن خطايا
البشر هو أن ما
فعله وكابده
كان مجازاة
حقيقية وافية
بالعقاب
المتروك
والفوائد
الموهوبة. أي
أن آلامه
وموته كافية
لإتمام جميع
الغايات
المقصودة
بقصاص البشر
علي خطاياهم.
فهو أوفي
العدل الإلهي
حقه وجعل
تبرير الخاطئ
موافقاً له
ولكنه لم
يتألم بنوع
الآلام
المفروض علي
الخطاة أن
يكابدوه ولا
كابد ما هو
بقدرها غير أن
آلامه تفوق ما
استوجبوه
قيمة إلي غير
نهاية. لأن موت
إنسان صالح
مشهور جداً
يفوق إلي
الغاية
ملاشاة جميع
الهوام وكذلك
إتضاع ابن
الله الأزلي
وآلامه وموته
يفوق بما لا
يقاس قيمة
وقوة ما
يكابده جميع
الخطاة من
العقاب.
2
–
إن إيفاء
المسيح هو من
النعمة. لأن
الآب لم يكن
مضطراً أن
يقدم بدلاً عن
البشر
الساقطين ولا
الابن كان
مضطراً أن
يتخذ تلك
الوظيفة
وإنما الله
سبحانه من
مجرد النعمة
وقف إجراء
عقاب الشريعة
وقبل الآلام
النيابية
وموت ابنه
الوحيد.
والابن من
محبة لا نظير
لها ارتضى أن
يتخذ طبيعتنا
ويحمل
خطايانا
ويموت عنا
البار عن
الأثمة
ليقربنا إلي
الله. وكل ما
يزاد للخطاة
من الفوائد
بسبب إيفاء
المسيح هي
عطايا مجانية
وبركات لا حق
لهم بها.
3
–
إن الإيفاء
يؤكد منح
البركات
الناتجة عنه
لشعب الله
المؤمن في
المسيح وذلك
من قبل العدل
أيضاً لسببين:
أولهما
: أنها قد وعد
بها لهم (أي
المؤمنين)
جزاء لطاعة
المسيح
وآلامه والله
عاهد المسيح
أنه إذا تمم
الشروط
المشروطة
عليه إتماماً
للوساطة (أي
إذا أوفي عن
خطايا شعبه)
يبارك علي كل
المؤمنين به
للخلاص.
والثاني
: إن ذلك من
خواص الإيفاء
فإذا أوفيت
مطاليب العدل
لا تطلب بعد
وهذه هي
المشابهة بين
عمل المسيح
وإيفاء الدين
المعتاد.
4
–
إن إيفاء
المسيح مبني
علي العهد
المقطوع بين
الآب والابن
ولذلك تتعلق
فوائده بشروط
ذلك العهد. فإن
شعب الله
يولدون في
الخطية كبقية
البشر ويبقون
في حال
الدينونة إلي
أن يؤمنوا
وحينئذ
يتبررون
وتسبغ عليهم
كمال فوائد
الفداء
بالتدريج أي
أن المؤمن
ينال منها
شيئاً فشيئاً
في هذه الحياة
إلي أن تكمل له
في الحياة
الأبدية.
أما
النيابة
فتشير إلي أن
المسيح قام
مقام غيره في
عمل الفداء
والمراد
بالقصاص
النيابي ليس
الآلام التي
تقاسى لأجل
خير الآخرين
فقط لأن آلام
الشهداء
ومحبي
أوطانهم
وصانعي
الأعمال
الخيرية
تكابد لأجل
خير الكنيسة
والبلاد
والجنس
البشري
ولكنها ليست
نيابية لأن
النيابة حسب
استعمالها
تشمل معني
البدل.
فالآلام
النيابية هي
ما يكابدها
شخص عوضاً عن
آخر وتقتضي
بالضرورة
تحرير
المكابد عنه
إذا تمت جميع
الشروط لذلك.
والنائب هو
البدل أو من
يأخذ مكان
الآخر ويعمل
عوضاً عنه.
وبهذا المعنى
يزعم البابا
أنه نائب
المسيح علي
الأرض ويدعى
أنه يعمل
أعمال المسيح
الخاصة به. فما
يعمله العوض
لأجل من يقوم
في مكانه هو
عمل نيابي وهو
يحرر المناوب
عنه من ضرورة
عمل ذلك الشيء
أو مكابدة ذلك
الألم. وعلي
ذلك يكون
المراد بآلام
المسيح
النيابية ما
احتمله عن
الخطاة أي أنه
قام مكانهم
وعمل ما يجب
عليهم ليوفي
العدل الإلهي
حقه وما فعله
وكابده
يغنيهم عن
القيام بما
يطلبه
الناموس لأجل
التبرير. وهذا
الاعتقاد
بالتعويض
والطاعة
والآلام
النيابية جار
في كل أديان
العالم وهو
مثبت من كلمة
الله ومتضمن
في التعاليم
المعلنة فيها
وذلك يبرهن
أنه ليس
بشرياً محضاً
بل أنه ناشئ من
مصدر إلهي
وأنه موافق
ليس لعقل
الإنسان فقط
بل لعقل الله
أيضاً. ولا
يليق أن
نستعمل كلمات
بمعنى لا
يوافق معناها
المقرر فلا
يصح مثلاً أن
نقول أن آلام
المسيح
نيابية بمعنى
أنها استخدمت
لخير الجنس
البشري فقط
لأن ذلك يمكن
أن يقال عن
الآلام
المكابدة
لأجل خير
الجمهور. أما
المراد
بنيابة آلام
المسيح فهو
كالمراد
بنيابة إنسان
عن آخر ليخلصه
من العقاب
الذي يستوجبه
وكالمراد
بنيابة موت
ذبائح العهد
القديم عن موت
المذنب. وهذا
هو المعني
الذي يجب أن
يخصص بحكمة
النيابة في
هذا المقام.
والحاصل
مما سبق أن
لفظة الكفارة
تستعمل عند
علماء
اللاهوت
للتعبير عن
عمل المسيح
الذي أتممه
لأجل خلاص
البشر
والتكفير عن
ستر الخطايا
برش دم
الذبيحة كما
جرت العادة في
ذبائح العهد
القديم (لا 17 : 11
ورو 3 : 25 وعب 2 : 17 و 1يو
2 : 2 و 4 : 10) والإرضاء
للتعبير عن
تحويل غضب
الله وعوده
تعالي إلي
الرضى عن
الخاطئ بناء
علي وساطة
المسيح علي أن
الرضي هنا
يمتاز عن
المحبة لأن
محبة الله لا
تتوقف علي
الكفارة خلاف
رضاه
والإيفاء
للتعبير عن
إيفاء العدل
حقه والنيابة
للتعبير عن
قيام المسيح
مقامنا أمام
الشريعة
الإلهية (1بط 3 : 18
وعب 7 : 25).
ما
هو تعريف
المصالحة
والفداء ؟
ج
–
في الكتاب
المقدس
لفظتان
مهمتان
تشيران إلي
عمل المسيح
ونتيجته وهما
كفر وصالح
فبلفظة كفر
يعبر عن عمل
المسيح
باعتبار
غايته
الجوهرية
ودعي العمل
كفارة
ومفعوله
تكفيراً (رو 3 : 25
وعب 2 : 17 و 1يو 2 : 2 و 4 : 10
ولا 17 : 11) وبلفظة
صالح يعبر عن
عمل المسيح
باعتبار
نتيجته أو
مفعوله في
إزالة
المخالفة بين
الله والخطاة
ودعيت تلك
النتيجة
المصالحة (رو 5 : 11
و 2كو 5 : 18 و 19 وأف 3 : 16
وكو 1 : 20). وقد
أضيف إلي
هاتين
اللفظتين
المشهورتين
لفظة إرضاء
ولفظة إيفاء
كما سبق
الكلام غير أن
اللفظتين
الأخيرتين من
باب
الاصطلاحات
اللاهوتية
أكثر مما هما
من لغة الكتاب
المقدس علي أن
معناهما
بغاية الوضوح
في تعليم
الوحي في
كفارة المسيح.
أما من جهة
نتيجة
الكفارة من
حيث كونها
عملاً قد تم
فهي علي ثلاثة
أوجه :
الوجه
الأول
: نسبتها إلي
الله وحده.
الوجه
الثاني
: نسبتها إلي
الله
والإنسان
معاً.
الوجه
الثالث
: نسبتها إلي
الإنسان وحده.
فباعتبار
نسبتها إلي
الله هي بيان
محبته
وقداسته
وعدله وثبوت
حكمه الأدبي
بأجلى بيان (2كو
4 : 6 و 1 يو 4 : 10).
وباعتبار
نسبتها إلي
الله
والإنسان هي
واسطة لفدائه
وهي بهذا
المعنى تعد
الفداء
للإنسان.
أما
من جهة
المصالحة
فيعلمنا
الكتاب أن
الله هو
طالبها كما
قيل أن الله
كان في المسيح
مصالحاً
العالم لنفسه
(2كو 5 : 19) أي أنه
تعالى عين
وساطة المسيح
بكمالها
طريقاً
للوصول إلي
المصالحة
ولذلك كان
القصد بإيجاد
المصالحة في
نية الآب
السماوي قبل
إرسال ابنه
وكانت كفارة
المسيح واسطة
لإتمام ذلك
القصد علي
طريقة توافق
الصفات
الإلهية كما
قيل لأنه جعل
الذي لم يعرف
خطية خطية
لأجلنا لنصير
نحن بر الله
فيه (2كو 5 : 21).
وبهذا المعنى
دعيت بشارة
الإنجيل خدمة
المصالحة
والمبشرين
سفراء عن
المسيح والذي
قبل الإنجيل
وآمن بالمسيح
دخل في حال
المصالحة
والسلام
والذين قبلوا
المسيح
واتكلوا علي
كفارته
وتبرروا بدمه
نالوا السلام
التام
وتخلصوا من
الغضب (رو 5 : 9
–
11).
أما
لفظة الفداء
فيعبر بها عن
نتيجة كفارة
المسيح
باعتبار
نسبتها إلي
الإنسان لأنه
نال بها
الفداء أي
التخلص من
لعنة الشريعة
ومن عبودية
الخطية ومن
القصاص
الأبدي
بواسطة عمل
المسيح الذي
دفع عنه فدية
دمه الكريم
كما قيل أن ابن
الإنسان أتي
ليبذل نفسه
فدية عن
كثيرين (مت 20 : 28)
وأيضاً قوله
كنيسة الله
التي اقتناها
بدمه (أع 20 : 28)
وقوله الذي
فيه لنا
الفداء بدمه (أف
1 : 7) وقوله
عالمين أنكم
أفتديتم لا
بأشياء تفنى
بفضة أو ذهب ….
بل بدم كريم
(ا بط : 18 و 19)
وقوله لأنك
ذبحت
واشتريتنا
لله بدمك (رؤ 5 : 9)
وأيضاً ليس
بدم تيوس
وعجول بل بدم
نفسه دخل مرة
واحدة إلي
الأقداس فوجد
فداء أبدياً (عب
9 : 12) فالمسيح قدم
نفسه فدية عن
خطايا العالم
أجمع (يو 3 : 16 وعب 2 : 9)
غير أن ذلك
الفداء المعد
للعالم لا
يكون فعالاً
ونافعاً إلا
للمؤمنين
بالمسيح
الذين
بالتوبة
والإيمان
ينالون فوائد
الكفارة.
وخلاصة
ما تعلمناه من
النظر إلي
اصطلاحات
الكتاب
المقدس وعلم
اللاهوت في
كفارة المسيح
هي أن المسيح
باعتبار أنه
وسيط أوجد
طريق
المصالحة بين
الله والبشر
وذلك بطاعته
إلي الموت
ذبيحة
وتقديمه
كفارة تامة
لأجل التكفير
عن خطايانا
ولأجل إرضاء
الله بنا
وإيفاء عدل
الله حقه. وقد
نتج من ذلك
الفداء للجنس
الذي يناله
شخصياً كل
تائب ومؤمن
بالمسيح. وليس
في ذلك شئ من
الإيهام إلا
أنه يجب
الاحتراس في
فهم المراد
بلفظة إرضاء
لأن معناها
ليس أن الله
أحبنا بسبب
وساطة المسيح
وكفارته لأنه
أحبنا قبل
إتمام ذلك
الوساطة دليل
علي تلك
المحبة
وبرهانها بل
المراد بها أن
الكفارة فتحت
باب لترضية
الله القدوس
بالبشر
الخطاة علي
كيفية موافقة
لجميع صفاته
أي أنها (الكفارة)
رفعت الموانع
لمعاملة الله
الخطاة
بالرضى
والسرور
وقبولهم في
حضنه الأبوي
بدون إهانة
قداسته وعدله.
فإن الله أحب
الخطاة منذ
الأزل ولكن لم
يرتض بهم وهم
خطاة إلا
بواسطة عمل
المسيح
الكفاري
وتوسطه فدية
عنهم.
صفحات أخرى ذات صلة بالموضوع
الرجوع إلى قائمة " ركن الأسئلة المشهورة