| 
         
           
        ما هي الأقوال الثلاثة في أصل اعتقاد وجود الله ، وما هو الصحيح منها ؟ 
        ما هي المعرفة الغريزية وما هو عكسها ؟ 
        ما هي الأدلة على عمومية معرفة وجود الله ؟ 
        ما هو المراد بضرورية اعتقاد وجود الله ؟ 
        كيف يتضح أن معرفة الله الأصلية ليست مكتسبة بالتعليم التقليدي ؟ 
        بأي معنى نستطيع أن نعبر عن الله ؟ 
        هل يمكن البرهان على وجود الله ؟ 
          
        
         ما هي الأقوال الثلاثة في أصل اعتقاد وجود الله ، وما هو الصحيح منها ؟ 
        لكل البشر ، شيئاً من المعرفة عن الله . أي أن لهم معرفة ، وإدراك بوجود كائن سرمدي ، منجذبون إليه ، ومسئولون أماه . وفي أصل تلك المعرفة توجد ثلاثة أقوال  
         أنها غريزية - 
         أنها نتيجة معرفة عقلية- 
         أنها ناشئة عن إعلان خارجي متصل إلى كل الأجيال بالتقليد المتوارث- 
        وأصح هذه الأقوال ، هو القول الأول  
        ما هي المعرفة الغريزية وما هو عكسها  ؟                                                   أول الصفحة 
        المعرفة الغريزية هي صفة طبيعة ، مغروسة في المخلوق العاقل ، وعكسها هو المعرفة الاختبارية ، وهي ما بنيت على الاختبار والاكتساب . وهي ما تحتاج في حصولها إلى كسب أو فكر . أما المعرفة الغريزية فلا ريب فيها ، أي أن العقل يميز طبعاً بعض الحقائق بدون الافتقار إلى بينات لآثباتها أو إلى شهادة إنسان لتصديقها ، وتسمى تلك الحقائق " أوليات ، وبديهيات " . وليس المعنى أن الطفل يقدر أن يميز الحقائق عند
        ولادته ، بل أنه ذو  استعداد لذلك في بنيته الطبيعية ، أي أن المعرفة تصدر من النفس ولا تأتيها من الخارج 
        ما هي الأدلة على عمومية معرفة وجود الله ؟                                    أول الصفحة                        
        الأول هو شهادة الكتاب المقدس ، ومن ذلك ما جاء في رسالة رومية 1 : 9 - 32 ، وما جاء أيضاً في كلام الرسول عن الشريعة المكتوبة  على قلب كل إنسان ( أنظر رومية 2 : 12 - 16 ) . نعم قد ورد في الكتاب المقدس أحياناً كلام في الوثنيين ، كأنهم لا يعرفون الله ، وكأنهم بدون الله ، غير أن المعنى في ذلك كما يتبين من القرائن هو ليس عندهم معرفة صحيحة بالله ، أو أنهم ليسوا من شعبه الخاص 
        الثاني شهادة التاريخ ، وهي تدل على أن الإنسان ديني الخلق ، كما هو حيوان ناطق . أي أنه ذو أميال طبيعية دينية حتى أنه لم يوجد شعب ما في عصر ما بدون ديانة ما ، ولا وجدت لغة في العالم خالية من اسم الله أو من هو في مقام الله . وبما أن اللغة تعبر عن أفكار الإنسان وإحساساته ، يكون ذلك دليلاً على أن شعور الإنسان بوجوده تعالى عام 
        ما هو المراد بضرورية اعتقاد وجود الله ؟ 
        المراد من ذلك ، هو أن في الطبيعة البشرية ميلاً طبيعياً إلى اعتقاد وجوده تعالى ، لأنه ليس من سبب كاف لعمومية ذلك الاعتقاد إلا كونه مغروساً في طبيعة بني البشر . وذلك غير منقوض بإنكار البعض في وجوده تعالى ، لأن الإنسان يقدر أن يضاد طبيعته إذا أراد ، وينكر ما هو مغروس فيه من الله . والمقصود بضرورية اعتقاد وجود الله ، هو أن العقل البشري عند بلوغه قدرة النظر في أمور دينية يعتقد ذلك طبعاً كما يعتقد
        الإنسان في وجود الشمس عند فتح عينيه لنورها . وما ذلك إلا لأن الله خلق في الإنسان مواهب روحية تمكنه من معرفة وجوده دون إفتقاره إلى تعليم في ذلك من خارج . وإذا التفتنا إلى الكتاب المقدس رأينا أنه خال من البراهين المنظمة على وجوده تعالى ، وما ذلك إلا لأنه تعالى لم يحسب الجنس البشري في حاجة إليها . ونرى أيضاً من الكتاب والاختبار أن الشريعة الأدبية مكتوبة على قلب الإنسان ، وذلك يستلزم التسليم بمشترع قد سنها
        ويحكم بموجبها ، ولذلك نرى الجنس عموماً شاعراًبعلاقته ذلك الكائن العظيم الخالق أيضاً بالمسئولية لذلك المشترع الذي كتب الشريعة على القلب ، وكل ذلك يستلزم الإقرار بوجود كائن قادر وحاكم عادل 
        فالمراد بالقول أن الاعتقاد بوجود الله غريزي هو أن البشر لا يحتاجون إلى تعليم أو تنبيه من خارج في هذا الشأن ، لأن المعرفة الكاملة به تعالى مغروسة فينا ولا أننا نعرف نسبتنا إليه غاية المعرفة ، كما هي موضحة في الكتاب المقدس . أي أن ذلك يشير إلى أصل اعتقاد وجوده لا إلى كمال معرفتنا به ، نعم إن البراهين على وجوده تعالى تستلزم البحث العقلي ، ولكنه يلزم عن ذلك اعتقاد وجوده أولاً ، الذي هو غريزي على ما
        تقدم 
        كيف يتضح أن معرفة الله الأصلية ليست مكتسبة بالتعليم التقليدي ؟ 
        لا ننكر أن الإنسان الأول حصل معرفته عن الله من الله رأساً ، وأن تلك المعرفة تداولها البشر بالتقليد المتوارث ، جيلاً بعد جيل . ولا أن الإعلان بالوحي ضروري لتكميل معرفتنا ، ولا أن التعليم في الله ضروري ومفيد ، وإنما نقول أن عمومية اعتقاد وجود الله ليست من التقليد لأن الإنسان يشعر ، طبعاً ، بوجود الله  و يسلم بذلك بدون نظر إلى التقاليد الموروثة . نعم اعتقاد الإنسان
        في صفات الله وأعماله ينشأ عما يتعلمه من أهل جيله وبلاده ، غير أنه قد تعلم من فلبه ومن طبيعته ، لا من الخارج أن الله موجود 
          
        بأي معنى نستطيع أن نعبر عن الله ؟ 
        إذا أراد البشر ذكر تعريف لله ، وجب عليهم أن يحصروا كلامهم فيما عرفوه عنه تعالى ، وبما أننا مخلوقين على صورته تعالى ، كانت الوسيلة الوحيدة لذلك هي النظر إلى طبيعتنا البشرية ونسبة صفاتنا البشرية إليه . ولكن في درجة الكمال وعدم التناهي ، وعدم قبول الزيادة والنقصان. وعلى ذلك نقول أنه روح ذو عقل ، وإراة ، وذاتية ، غير أنه يختلف عنا في كونه غير محدود في كمالاته وأزليته ،
        وغير متغير في وجوده وجميع صفاته  
          
        هل يمكن البرهان على وجود الله ؟ 
        قد أنكر البعض إمكانية برهان وجود الله لأسباب متنوعة . فمنهم من قال أن الذين ينكرون وجود الله لا يمكن إقناعهم بذلك ، ولو قدم لهم أقوى الأدلة . وقالوا أيضاً أن الأتقياء لا يحتاجون إلى أدلة عليه . ، والأشرار لا يقتنعون من الأدلة ولو قدمت لهم ، كما أن ما يظهر للواحد جميلاً لا يمكن بيان جماله لمن ينكره . وكما لا يمكن بيان الفرق بين الحلال والحرام لمن ينكر وجوده 
        غير أنه يجب على رجل الدين أن يبين أن إنكار وجود الله مضاد للعقل ، وأن يثبت وجوده وصفاته تعالى من أعماله وأقواله ، وأن يبين عدم إمكان تعليل وجود الكون بدون وجود الله . وبهذه الأدلة يمكن إقامة البرهان على وجوده تعالى لكل ذي عقل سليم 
        أول الصفحة 
        ركن الأسئلة المشهورة 
        أرغب في توجيه سؤال لكم 
        الرجوع إلى الصفحة الرئيسية 
          |