هل تعلم بأن كل تقدم بشري ما هو إلا نتيجة عقبة تخطاها الإنسان ؟
. هذا هو سر تقدم البشرية ، إن العقبات التي تصادف الإنسان يحولها دائماً إلى وسائل تقدم ، فعلى سبيل المثال نجد أن فيضان النيل كان بمثابة كارثة للإنسان المصري ، ففي بعض السنوات كانت قرى بأكملها تغرق ، وطرق المواصلات البرية يصبح من المستحيل السير عليها
. وتساءل الإنسان المصري هل من الممكن تحويل هذه الظاهرة الطبيعية الضارة إلى شيء نافع ؟ وجاءت فكرة بناء سد أو خزان على النيل ، وأصبح من الممكن التحكم في هذا الفيضان والتصرف فيه حسب الرغبة عم طريق فتحات في جسم السد . كما أمكن وضع التوربينات أمام هذه الفتحات لتوليد الكهرباء ، وأمكن أيضاً حفر قنوات جديدة لاستزراع مساحات كبيرة من الصحراء
. كل هذه الفوائد وغيرها تمت وكانت ثمرة لظاهرة ضارة هي فيضان النيل
. وهذا الكلام ينطبق أيضاً على التحكم في النار أو الريح ،والتي من خلالها تمكن الإنسان من استخدام هذه الظواهر الطبيعية المدمرة في أغراض مفيدة
. وأنت أيضاً ، الآن تستطيع أن تتصرف بطاقتك الجنسية بنفس الطريقة ، لا تعتبرها كارثة لحقت بك ولا يمكن التغلب عليها حاول في المرحلة الأولى أن تبنى سداً حين تلاحظ أنك غير قادر عليها ، فأنت تحتاج إلى ضبط هذه القوة وليس إلى كبتها ، لأنك تعرف وتدرك أهميتها بالنسبة لك . ثم بعد أن تضبط هذا التيار الجارف تستطيع أن تفتح له بعض الفتحات ولا تخف لأنك متحكم في هذه الطاقة ، فحيث توجد الطاقة توجد فائدة . وعليك أن تعرف كيف تستفيد من هذه الطاقة
: وفى الحياة الروحية هي أن تصبح كل الأشياء بالنسبة لك طاهرة شفافة مقدسة . ولنقتدي بالقديس فرنسيس الأسيزى الذي كان يمجد الله من خلال مخلوقاته . هذه هي روحانية القبول التي هي على نقيض روحانية الرفض ، وبذلك تصبح الطبيعة والمخلوقات سلماً نصعد به إلى الله . ولكن يلزم أن ننتبه إلى أننا بدون قوة الله لن نستطيع أن نتغلب على أي شهوة ويقول الكتاب المقدس
. " لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله " ( لوقا 37:1 )
: ونحن هنا نقترح بعض الخطوات التي قد تساعدك
قوة الصـــــلاة:
تأكد أن الإنسان الذي لا يصلى إلى الله لن يقدر على التغلب على شهوته: ويقول الكتاب المقدس
. " اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة " ( متى 41:26 ). وكثيراً ما يشك الشباب في مقدرتهم على الصمود ضد التجارب الجنسية ، فإن سألت أحدهم :" هل تصلى ؟". فإنه يجيب :"لا "
. إن كنت لا تصلى فأنت لا تملك القوة الكامنة لمقاومة التجربة
. لا تتعجب ! فأنك إن طلبت من أحد الأفراد أن يحمل حملاً ثقيلاً في حين أنه لم يتناول أي طعام منذ أسبوع ، بالطبع لن يستطيع تلبية طلبك ، فكذلك الإنسان الذي لا يتغذى روحياً لن يستطيع التغلب على بعض المواقف التي تفوق قدرة الإنسان العادي
الثقافة الصحيحة:
أيضاً ما ينقص الشباب ، هو التفكير والبحث والدراسة ، وليس الخبرة . فعندكم قدر كافٍ من الخبرة ........ واللبيب بالإشارة يفهم . أما تكرار الخبرات الجنسية فهو يعمى الإنسان ويغلق مداركه ، وانطلاقا من خبراتنا علينا أن نفكر تفكيراً عميقاً لنصل إلى اقتناع ذاتي ، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي أراها صحيحة ليصل الإنسان إلى مبادئ نابعة من ذاته يكون مقتنعاً بها ...والمعلومات المشوهة ، الغير صحيحة عن الجنس ، هي سبب آخر هام لإساءة استخدام الإنسان لغرائزه .. فما هو الاستمناء ( العادة السرية )
. الاستمناء لفظ مشتق من المنى أو الحيوانات المنوية التي تحمل بذور الحياة في الرجل ، فحين يتعرض الشاب إلى إثارة جنسية قد تبلغ القمة وينتج عنها إفراز ( السائل المنوي ) من جسمه مصحوباً بشعور لذيذ . وهذا السائل يحتوى على 6. مليون حيواناً منوياً صغيراً في كل سنتيمتر مكعب. يكفى واحد منها فقط لتلقيح البويضة ثم يتبع عملية الاستمناء نوع من الراحة العصبية والاسترخاء بعد قمة التوتر ، هذا بالنسبة للرجل ، أما بالنسبة للمرأة فهناك أيضاً ممارسة للعادة السرية لذلك فحين نتحدث عن العادة السرية فنحن نقصد الجنسين على السواء
! والآن أمامنا سؤال .. لماذا نرى أن ممارسة العادة السرية خطأ ؟
. وهو سؤال غريب بلا شك حين يطرح في مجتمعنا العربي ، حيث نحكم على كل التصرفات البشرية بمقياس واحد هو مقياس الحلال والحرام .. هنا أود أن نلفت نظرك إلى تصرفاتنا الأخلاقية يجب ألا تنبع من قوانين خارجية ، بل أن تكون صادرة عن اقتناع ذاتي هو تفكير وخبره . فكل تصرف غير نابع عن اقتناع ذاتي هو طفولي ، ولنعود إلى سؤالنا الذي طرحناه ، والإجابة عليه بسيطة جداً
. لو كان الإنسان مجرد جسم فقط ، لقلنا أنه لا ضرر من ممارسة العادة السرية في حدود معينة ، لكن الحقيقة بخلاف ذلك . فالإنسان كائن متكامل له أبعاد أخرى ، فإن لم يكن هناك ضرر على المستوى البدني فهناك بالتأكيد أضرار تلحق بالمستويات الأخرى ، كالمستوى النفسي والاجتماعي والروحي وحتى نستوضح هذه النقطة أقول أن العادة السرية تستنزف قدراً كبيراً من الطاقة الجنسية في الإنسان ، ويكون هذا على حساب استعمالها في المجال الاجتماعي الذي خلقت لأجله فكما أسلفنا القول أن الطاقة الجنسية هي طاقة ترابط بين البشر . وهى في العادة السرية يجعلها حركة بدون هدف ، والنتيجة هي انغلاق وانطواء على الذات
. والشاب حين يمارس العادة السرية يعيش فترة من التلذذ الذاتي ( أو حب الذات ) .. وهى حركة إنطوائية تجعل الإنسان منطوياً وغير قادر على تكوين علاقات مع الآخرين
: وبناء على ما تقدم يكون من الصعب القول بأن من يمارس العادة السرية لا يضر بأحد ، بالطبع هو لم يفعل شيئاً مضراً للمجتمع ضرراً مباشراً .. لكنه يحرمه من شيء له الحق فيه .. وهنا مصدر الخطأ إنها صورة من صور خطيئة الإهمال ، إهمال عمل خير كان من الممكن أن يقوم به
. " من استطاع أن يفعل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له " . ( يعقوب 4: 17 )
أستطيع أن أجعل وجهي مبتسماً للجميع ، ولكن نتيجة لحركة إنطوائية أنانية أسير عابس الوجه . ألم ألحق الضرر بالمجتمع من حولي حين أحرمه من ابتسامتي ..؟
الآن ما هي الدوافع إلى تكرار ممارسة العادة السرية ؟
. استكمالا لهذا الموضوع أود أن ألفت النظر إلى بعض العوامل التي تثير الرغبة الجنسية لدى الشباب وبالتالي تدفعه إلى تكرار ممارسة العادة السرية
. 1- المؤثرات الحضارية سواء كانت عن طريق البصر ، مثل المشاهد المثيرة في بعض الأفلام أو الصور الخليعة أو عن طريق التخيل من خلال قراءة الروايات والقصص الهابطة . ففي كلتا الحالتين يستجيب المخ بإفراز بعض الهرمونات التي تسبب إلحاحاً جنسياً
. 2- استخدام بعض الأدوية والعقاقير المثيرة للرغبة الجنسية
. 3- زيادة أو قلة عدد ساعات النوم عن المعدل الطبيعي ، لمدة طويلة
. 4- الإفراط الشديد في الطعام وأحياناً الصيام الطويل
. 5- التوتر الناتج عن سرعة إيقاع الحياة ، خاصة المدن المزدحمة بالسكان
. 6- الإحساس بالوحدة والشعور بعدم الحب من الجماعة أو من الأسرة
. 7- الأزمات النفسية مثل رسوب في الامتحان أو فشل في الحب
. 8- عقد في الطفولة
. 9- التعب والإرهاق الشديد
. تلك هي بعض الأسباب التي يجب أن يراعيها الشباب حتى يستطيع الإقلاع عن ممارسة العادة السرية . لكن أود أن أركز في هذا الصدد على نقطة في غاية الأهمية .. وهى أن الشاب إذا لاحظ أن أحداً أو بعض هذه الأسباب يؤثر عليه بصورة ملحوظة مما يدفعه للإثارة الجنسية وبالتالي ممارسة العادة السرية عليه أن يستفيد من هذه الخبرة ويحاول أن يتجنب هذه المواقف حتى لا يسقط مرة أخرى
. الجنس هو شئ سام ، وعن طريقه يشارك الفرد في قوة الله " أنتم آلهة " ( مزمور 6:82 ). وعن طريق الجنس يصبح الإنسان -الرجال والنساء- مثل الله قادرين على الخلق ، إنهم يخلقون ثماراً تعيش إلى الأبد
. الجنس هو أسمى قدرة للرجل والمرأة ، فالطفل لا يتم خلقه بواسطة العين أو الفم أو اليد أو القلب ، لا يستطيع أي عضو بشرى أن يخلق حياة جديدة باستثناء الجنس ، لذا فالأعضاء التناسلية هي الأكثر قداسة من بين أعضاء الجسم . إذ تقاس قداستها من خلال وظيفتها
. الجنس مقدس ، فهو مرتبط بالحب ارتباطا وثيقاً فـــ الله محبة ( 1 يوحنا 8:4 )
آخى .. أختي
. نأمل أن نكون قد أفدناك ، وأيضاً أن نكون عند حسن ظنك بنا
! وأيضاً ، أن تكون دائماً ، أنت عند حسن ظن الله بك
! وسننتظر أسئلتك ، واستفساراتك ، مهما كانت ، وأيضاً تعليقاتك
نسأل الله الواحد .. الأحد .. أن يبارك هذه الكلمات ، فتنيرك
بنور معرفته في المسيح يسوع.آمين
الرجوع إلى قائمة " ركن الأسئلة المشهورة