تساؤلات مسلم |
||||||||||||||||||||
- الأبناء لا يتحملون ذنب الآباء - عقيدة الفداء والخلاص من الذنوب الشخصية - كيف يموت الله أو المسيح - الجنة في المسيحية - هل هو إنجيل واحد - إله واحد أم ثلاثة - المسيحية والعقائد الوثنية - لماذا لا يؤمن المسيحيون بأنبياء بعد المسيح - نبؤة موسى عن محمد - نبؤة المسيح عن محمد
*** الأبناء لا يتحملون ذنب الآباء ***
يقول الوحي لأرميا النبي31: "29 يقولون: الاباء اكلوا حصرما (حجرا) و اسنان الابناء ضرست (توجعت). 30 لكن كل واحد يموت بذنبه. كل انسان ياكل الحصرم تضرس اسنانه". ويقول الوحي أيضا لحزقيال النبي18: "2 ما لكم انتم تضربون هذا المثل على ارض اسرائيل قائلين: الاباء اكلوا الحصرم واسنان الابناء ضرست؟. لكن النفس التي تخطئ هي تموت (أي مصيرها جهنم).. 5 أما الانسان الذي كان بارا و فعل حقا و عدلا ولم يرفع عينيه الى اصنام بيت اسرائيل و لم ينجس امراة قريبه و لم يقرب امراة طامثا 7 ولم يظلم الفقير والمسكين بل رد للمديون رهنه و لم يغتصب اغتصابا بل بذل خبزه للجوعان و كسا العريان ثوبا 8 ولم يعط بالربا و لم ياخذ مرابحة و كف يده عن الجور و اجرى العدل الحق بين الانسان و الانسان 9 وسلك في فرائضي وحفظ احكامي ليعمل بالحق فهو بار، حياة يحيا يقول السيد الرب (أي مصيره الجنة).. 14 و ان ولد (بضم الواوا)ابنا فرأى جميع خطايا أبيه التي فعلها ولم يفعل مثلها، لا يحمل هذا الابن من اثم الاب لان هذا الابن قد فعل حقا و عدلا وحفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا.. 20 النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من اثم الاب، والاب لا يحمل من اثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون". فنحن لا نرث ذنوب أباءنا لكننا ربما نرث عقيدتهم الفاسدة أو أسلوب حياتهم وأفكارهم التي لا يرضي عنها الله. ولهذا يقول الوحي السماوي عن هؤلاء الذين يتوبون عن نهج حياتهم القديم بأنهم سينجون من هلاك جهنم وينالون حياة النعيم في الجنة السمائية.
*** عقيدة الفداء والخلاص من الذنوب الشخصية ***
نحن نؤمن أول كل شئ بإله واحد غير منظور خالق مالك قدير رازق. نؤمن بأن حياتنا لا تنتهي بالموت أبدا ولا تبدأ بالمولد أيضا، لأن جميعنا كنا في صلب آباءنا وفعلنا معهم الخير والشر، ولذلك فإنه لا عجب أننا نأتي بنفس تصرفات آبائنا ما لم نقرر عن وعي أن نزداد ضلالا أو أن نتوب عن الماضي الذي يشمل قبل ولادتنا. إننا نؤمن بأن الله هو الذي يحدد لنا كيف نعتذر له عن ذنوبنا. فعندما أخطئ سهوا في حق أبي فإنه يقبل اعتذاري بشروط ثلاث: 1) أقول له إني آسف. 2) وأقرر ندمي على فعلتي في الماضي. 3) وعزمي على عدم تكرارها في المستقبل. فالله أيضا يطلب نفس الشروط مع استبدال كلمة آسف بأضحية من الحيوانات التي هو مالكها كلها. ونتعلم من الكتاب المقدس أن رضى الله وسروره ليس مصدره الذبائح و الاضحيات بل في فهمنا لمغزاها. إننا نستحق الموت والهلاك لأن خطأنا في حق الله أعظم من أن تمحوه كلمة آسف. إن فداحة الخطأ تقاس بقيمة الذي نرتكب ذلك الخطأ في حقه سواء كان إنسان عادي أو شخص صاحب سلطان. إننا نذبح ونقدم الفدية التي اختارها الله كبديل، في حين أن تلك الذبائح ليس لها قوة فعلية على دفع الثمن الفادح لخطئنا في حق الله. وأخطاء البشر جميعا في حق الله العظيم يحتاج إلى ذبيحة غير محدودة في قيمتها وطهارتها! ويوضح الكتاب المقدس كيف أن تلك الذبائح هي فقط لتذكرنا بالمجيء الموعود للكائن السماوي ذو الطهر والقيمة غير المحدود. إنه يأتي كالقاضي الرحيم والعادل الذي يدفع الكفالة نيابة عن متهميه الفقراء. فماذا نقول إذا رفض المتهم الخروج من غياهب سجنه غير مصدقا لما فعله ذلك القاضي وأثبته بالوثائق الرسمية. ذلك القاضي العادل والرحيم ذو الطهر والقيمة غير المحدودة هو المسيح سلامه علينا. أما الكتاب المقدس فهو الوثيقة الرسمية المثبتة الذي عصمه الله وترك لنا أدلة مصداقيته. والقاضي هو الله نفسه.
*** كيف يموت الله أو المسيح ***
يقول المسلمين عن شهداءهم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، ثم ينفون أن يكون المسيح حيا في حالة استشهاده بالصلب حتى لا يتركون فرصة للعقل احتمال كون المسيح هو الله الذي لا يموت. وقد نسوا ان الله هو القدير الودود الذي تفوق محبة لمخلوقاته على محبة وتضحية الأم لوليدها. فإن التضحية تأتي من الكبير للصغير من الغالي إلى الرخيص. فالتضحية بالنفس في سبيل الارض والعرض هي تضحية بالرخيص في سبيل الغالي وكذلك فإن تضحية المسلمين من أجل الجنة هي تضحية بالرخيص في سبيل الغالي. دعني اقولها صراحة إن لم تكن التضحية هي بالغالي في سبيل الرخيص وإن لم تكن هي تضحية القوي في سبيل الضعيف أو تضحية الكبير في سبيل الصغير فإنها ليست تضحية أبدا بل هي أنانية مستفحلة. والكتاب المقدس يحذرنا من مثل هذه التضحيات الزائفة ويحرضنا على اتباع نموذج التضحية السمائي الذي رسمه الله كالنموذج الأمثل في المحبة والتضحية الحقة.
*** الجنة في المسيحية ***
إن البشر في هذا العالم تحكمهم الغرائز البشرية، وهكذا أيضا الجنة التي يحلمون بها. لكن هذا العالم سيزول وكل غرائزه معه وسيعطي الله للمؤمنين الحقيقيين طبيعة جديدة بعد ان تتوارى طبيعتنا القديمة في التراب وبعد أن تفنى أجسادنا وتلحق بأجساد أجدادنا. إن جنة الله وسماؤه التي يحدثنا عنها الكتاب المقدس فيها تلبس أرواحنا كمؤمنين أجسادا نورانية. هناك نبتهج دائما بتواجدنا معا كاحباء في حضور خالقنا. وفي تلك الجنة يقوم رب الكون بتعليمنا كثيرا كما علم أدم أولا بأسماء الحيوانات وغيرها. فإن الله صاحب المجد والقدرة سيقوم بتعليمنا عن ملائكته وكذلك عن كثير من عظائمه وخاصة تلك التي عملها لأجلنا وولم ندركها ونحن في أجسادنا الدنيوية. فسنتعلم هناك ما لا نهاية له من الامور الربانية السماوية الطاهرة والجميلة. فلن نحتاج إلى الراحة هناك حيث لا يوجد تعب ولن نحتاج إلى الطعام حيث لا يوجد جوع ولن نحتاج إلى مضاجعة ونكاح لأن متعتنا الغير محدود ستكون في الوجود مع المؤمنين الاحباء في حضور خالق الوجود غير المحدود له العظمة والسلطان منذ الازل وإلى الأبد.
*** هل هو إنجيل واحد ***
كلمة إنجيل هي كلمة يونانية معناها بشارة أو خبر سار. وقد قام رسل المسيح بكتابة بشارته في كتب تكمل بعضها البعض وبها الكثير من حلقات الاتصال التي يعتقد البعض أنها تكرارات. ويحتوي الكتاب المقدس على العهد الجديد (عهد المسيح) ويحتوي أيضا على كتب ما قبل عهد المسيح التي هي كتب التوراة والزابور والأنبياء. ويمكنك أن تطلق على الكتاب المقدس كله لفظة إنجيل بما يحتوي من أقسام وأجزاء وفصول واصحاحات وآيات. وذلك طبقا لقواعد اللغة المعروفة، حيث يتم نسبة الجزء إلى الكل وأيضا تسمية الكل باسم الجزء. فكل الكتاب هو وحي الله الذي يخبرنا عن محبته للبشر واضحيته وغفرانه. إذا فهو خبر سار أو بشارة او إنجيل باللغة اليونانية. ويخلط بعض أعداء المسيحية بين الكتاب المقدس الواحد وبين ترجماته التفسيرية واصفين إياها بأنها هي الأناجيل المختلفة. هذا في حين ان الأصل اليوناني ومخطوطاته أيضا موجود ويستخدمها الذين يعلمون اللغة. فالمسيحية ليست حكرا على اليونانيين ولا على العبرانيين وحدهم ولذلك فإنه يمكن الاعتماد على ترجمة معاني الكتاب المقدس طالما تحتوي على المعنى الصحيح. وأنت تعلم أن كل لغة تتطور - وإن كان العرب يرفضون تطوير لغتهم، أو أي شيء آخر. فتوجد ترجمات كثيرة لمعاني الكتاب المقدس في اللغة الواحدة لتطور مفردات العصر. فيتم على سبيل المثال استبدال مقاييس الأزرع بالمترات والجرة باللترات والبثة بالجرامات وهكذا. فالغرض من قراء الكتاب المقدس هو فهم كلام الله وليس تجميع الحسنات تبعا لعدد مرات قراءته كما يفعل المسلمون في شهر رمضان على سبيل المثال. وأنا أرحب دائما بأي أسئلة أخرى إن كان هناك شيئا لازال غامضا عليك.
*** إله واحد أم ثلاثة *** هل يعبد المسيحيون ثلاثة آلهة؟ إن كان هناك من يؤمنون بذلك فنحن لسنا منهم. أما الإنجيل فهو يحض على عبادة الله الواحد. لا على عبادة الصليب أو مريم أُم المسيح سلامه علينا، ولا يقول بأن الله قد تناسل من مريم (والعياذ بالله) كما ورد في (سورة المائدة116). أما شهادة الزور التي ترمي البعض -عن غير يقين- بالشرك، فالله سبحانه وحده هو الذي سيرد هذا الاتهام الظالم، وهو وحده الديان العادل الذي يعرف الحق ويؤيده. أما عن كون المسيحيين يُصلون أو يتعمدون باسم الإله الواحد الآب والابن والروح القدس، فهم يقولون أولا باسم واحد وليس بمائة اسم. فالاسم تعبير عن الكيان. فقولهم باسم (وليس بأسماء)، دلالة على وحدانية الله وكماله المانع والشامل، ولهذا كان اسمه الواحد يحتوي على معان لا يختلف عليها مؤمن عاقل: فهو سبحانه الآب تعبيرا عن حزمه وصرامته، وهو الابن دلالة على وده ورحمته (نِسبة إلى الرحم الذي جاءنا منه السيد المسيح)، والروح يعبر عن قداسة الله وكمال صفاته سواء التي عرفناها أو التي لم ندركها حتى الآن بعقولنا.
نعم يا صديقي إننا نعبد الله الواحد الذي هو الآب والابن والروح القدس. فهذه جميعها صفات أو ملامح لله الواحد الأحد. فالآب تعني أن الله هو مصدر الخليقة ذو القلب المحب. والروح القدس تعني انه سبحانه هو الكائن غير المنظور (الروح) وهو الطاهر دون سواه (القدس). أما الابن فهو إتيان الله سبحانه في صورة خليقته الرائعة التي أبدعها سبحانه بنفسه، وذلك ليتمم قصده الذي ذكره بوحيه سابقا لأنبيائه بخصوص الأضحية وغفران الخطايا لآدم وبنيه الذين يتوبون إليه.
*** المسيحية والعقائد الوثنية ***
هل تشابه المسيحية مع بعض ما سبقها من العقائد الوثنية يعتبر دليلا على ضلالها؟ لو أخذنا بصحة هذه النظرية فسنحكم أيضا ببطلان ما يأتي بعد المسيحية من ديانات إذا كان هناك تشابه في بعض المبادئ، وهو أمر نشجبه نحن ولا نقره، لأن وجود بعض التشابه بين بعض الأديان الباطلة وبين المسيحية، راجع في الأساس إلى سعي إبليس ليجذب الناس بعيدا عن الله بخداعهم من خلال عقائد براقة زائفة تحمل صورة مشوهة للمبادئ الإلهية السليمة. وقد أخذت أديان العالم من المسيحية أيضا الكثير والقليل، ولكن هذا لم ينتقص من سمو المسيحية وأصالتها.
لماذا يرتكز إيمان المسيحيين على شخص المسيح وعلى الإنجيل فقط؟ كان مرجع الذين آمنوا بالمسيح ودافعهم القوي على الإيمان به هو ما قرأوه بأنفسهم في كتب الأنبياء الأولين، حيث وجدوا فيها الإشارات التي تنطبق على المسيح. فلم يكن سبب إيمانهم به هو انبهارهم بمعجزاته أو بغزواته بل كان إيمانهم به مبنيا على منطق وحي الله الصادق والمعصوم الذي أعطاه من قبل وحفظه لنا إلى الآن كبرهان على صدقه وقدرته عز وجل، وهو برهان لا يتيح عذرا لرافض أو غير مؤمن.
لنفس السبب فإن المؤمنين بالمسيح لا يتبعون أي نبي آخر إلا إذا وجدوا من النبوات في كتبهم ما يشير إلى ذلك النبي. خاصة وقد حذرهم المسيح من أنه سيأتي من بعده أنبياء كذبة كثيرون، بعضهم سيغلب بمكر والبعض بالقوة. وللمسيحيين أيضا أسبابهم التي تجعلهم يثقون في عصمة الإنجيل والتوراة الذي بين أيديهم (يمكن موافاتك بتلك الاسباب إذا أردت).
*** نبوءة موسى عن محمد ***
قال الله القدير لموسى النبي:"أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به" (تثنية18:18)
أوجه الاختلاف بين موسى والمسيح:
أوجه التشابه بين موسى والمسيح:
*** نبؤة المسيح عن محمد *** أولا: أقوال الوحي المقدس قبل أن يُصلب المسيح قال لتلاميذه: "أنا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم..يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم." (يوحنا14: 16-21) "ومتى جاء المعزى الذي سأُرسله أنا إليكم من الآب روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي." (يوحنا15: 26) "إن ذهبت أرسله (أي الروح القدس) إليكم، ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية...يرشدكم إلى جميع الحق...ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم." (يوحنا16: 7-14) "فأقيموا في أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي." لأنكم "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة والى أقصى الأرض." (لوقا24: 46-47، اعمال1: 8) وبعد صعوده (المسيح) إلى السماء: "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع (التلاميذ) معا..وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة..امتلأ الجميع من الروح القدس..وكان .. رجال ..من كل أمة تحت السماء ساكنين في أورشليم. فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته." (اعمال2: 1-6) ثانيا: مواصفات خليفة المسيح
من هذا نتعلم أن خليفة المسيح هو روحه الإلهي القدوس. فإن كل مؤمن فعلا بالمسيح يستطيع أن يدرك حضوره! اسمع تحذير الوحي السمائي في الإنجيل: "للناس أن يموتوا مرة (واحدة) ثم بعد ذلك الدينونة (الأبدية)". (عبرانيين9: 27) لهذا يقول المسيح "له المجد": "هاأنذا واقف على الباب (باب قلبك) واقرع (اطرق الباب) إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه (تكون بيننا علاقة حميمة) وهو معي". (رؤيا3: 20) |