الجذور الوثنية للديانة
الإسلامية
أنبياء
أضاعهم أقوامهم:
1-
سويد بن الصامت:
لم
تذكر كتب التاريخ شيئاً كثيراً
عن سويد? اللهم إلا بعض السطور التي
كُتبت
عنه في كتب متفرقة, والغريب في
هذا الأمر أن ما ذكر عنه يشير إلى تميزه عن
معظم
من ادعوا النبوة قبل الإسلام?
فسويد من القليلين الذين تسميهم العرب الكامل
لشرفه
وعلو مكانته (المفصل - 8:166),
وهو من قامت بسبب قتله حرب يوم بُعاث وهي من
أشهر
الحروب التي قامت بين الأوس
والخزرج (طبقات ابن سعد - 3:552), ويذكر ابن هشام
عرض
النبي نفسه على سويد فيقول: قدم
سويد مكة حاجاً أو معتمراً? وكان سويد إنما
يسميه
قومه فيهم? لجلده وشعره وشرفه
ونسبه,,, فتصدى له رسول الله حين سمع به? فدعاه
الى
الله وإلى الإسلام, فقال له
سويد: فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له الرسول:
وما
الذي معك قال: مجلة لقمان -
يعني حكمة لقمان - فقال له رسول الله: اعرضها علي
فعرضها
عليه? فقال له: إن هذا الكلام حسن? والذي معي أفضل من هذا? قرآن
أنزله الله
تعالى
علي هو هدى ونور فتلا عليه رسول الله القرآن? ودعاه إلى الإسلام? فلم
يبعد
منه?
وقال: إن هذا لقول حسن ثم انصرف عنه? فقدم المدينة على قومه? فلم
يلبث أن
قتلته
الخزرج? فإذا كان رجال من قومه ليقولون: إنا لنراه قد قُتل وهو مسلم
وكان
قتله
يوم بعاث (السيرة النبوية -ابن هشام - 2:19? 20),
إذن
فسويد لم يكن
شاعراً
أو شريفاً فقط? بل كان أيضاً داعية لدعوة جديدة في الجزيرة? وكانت
دعواه
تستند
إلى مجلة لقمان - التي لا نعرف عنها أكثر من اسمها - وهي دعوة مختلفة
عن دعوة
مسيلمة
باليمامة? أو دعوة الأسود العنسي بثقيف? فالنبي لم يهاجمها ولم يقل
بوثنيتها?
بل على العكس لم يزد النبي على قوله: إن هذا الكلام حسن فهل كانت
دعوة
سويد
توحيدية? وهل كانت مجلة لقمان تحوي منهج هذه الدعوة? وهل تأثرت هذه
الدعوة
بأكبر
تجمع يهودي في الجزيرة? وهو الذي كان موجوداً في المدينة موطن سويد?
كل هذه
التساؤلات
لا يمكننا - طبقاً لما هو مكتوب عن سويد في كتب التاريخ الإسلامي -
أن
نجيب
عنها? وأيضاً لا يمكننا تركها دون وضع الكثير من علامات الاستفهام
والتعجب من
موقف
كُتاب التاريخ من سويد وغيره من الموحدين العرب قبل الإسلام,
2 -
خالد
بن
سنان العبسي:
كان
مقراً بتوحيد الربوبية
والألوهية? ناهجاً منهج الملة
الحنيفية?
وكثير من الناس ذهب إلى أنه كان
نبياً? وجاء في الحديث:
ذاك
نبي ضيعه قومه
ويذكر
البغدادي خبر قدوم ابنة
خالد
إلى النبي فسمعته يقرأ قل هو
الله أحد فقالت: كان أبي يقرأ هذا (بلوغ الأرب
للبغدادي
2:278
),
ويذكر المسعودي: أن ناراً ظهرت
في العرب? فافتتنوا بها?
وكانت
تنتقل? كادت العرب تتمجس وتغلب عليها المجوسية? فأخذ خالد بن سنان
هراوة وشد
عليها
وهو يقول: بدا بدا? كلٌّ هدى? مؤدٍّ إلى الله الأعلى? لأدخلنها وهي
تتلظى?
ولأخرجن
منها وثيابي تتندى فأطفأها, فلما حضرت خالد الوفاة قال لإخوته: إذا
دفنت
فإنه
ستجيئ عانة من حمير يَفْذُمُها عيرٌ أبتر? فيضرب قبري بحافره? فإذا
رأيتم ذلك
فانبشوا
عني فإنني سأخرج إليكم? فأخبركم بجميع ما هو كائن فلما مات ودفنوه
رأوا ما
قال?
فأرادوا أن يخرجوه? فكره ذلك بعضهم وقالوا: نخاف أن تسبنا العرب بأنا
نبشنا
ميتاً
لنا (مروج الذهب - 1:67), ويذكر ابن كثير عن ابن عباس? قال: جاءت بنت
خالد بن
سنان
إلى النبي? فبسط لها ثوبه وقال بنت نبي ضيعه قومه (السيرة النبوية -
ابن كثير - 1:104),
ومن غير المعروف لنا أي شي أكثر مما ذكرناه عن خالد? ولا عن نبوته
التي
أضاعها
قومه? حيث لا تحوي كتب التراث الإسلامي أي شيء عنه? وكما أضاعه قومه
نبوته?
أضاع
أهل التأريخ ما يتعلق بسيرته