الأقسام القومية الغريبة

الجذور الوثنية للديانة الإسلامية

 

الأقسام القومية الغريبة

 

هناك أسلوب غريب عجيب يتبعه القرآن و وهو أسلوب الأقسام القومية الغريبة, والسور الأولى في القرآن تقسم بكل شيء الا باله التوحيد.
-
ففي خمسة عشر سورة اقسم فيها بالملائكة (والصافات صفا) وسورتان بالأفلاك والسماء ذات البروج!! والسماء والطارق!! )

وست سور بلوازمها والنجم!!) قسم بالثريا, (والفجر!!)بمبدأ النهار , (والشمس!!)آية النهار, (والليل) بشطر الزمان, (والضحى !!)بشطر النهار, (والعصر!!) بالشطر الآخر, واقسم في سورتان بالهواء وهو أحد العناصر(والذاريات!!)(والمرسلات!!!) وسورة بالتربة (والطور), وسورة بالنبات(والتين والزيتون!!) وسورة بالحيوان الناطق (والنازعات) وسورة بالبهيم (والعاديات) فهل من الجمال الفني والأعجاز الآلهي أن يقسم الخالق بمخلوقاته؟؟؟!!!

 

من العرب قبل الإسلام من كان يعبد الكواكب خصوصا الشمس , فكنعان كانت كانت تدين للقمر والدبران , وبنو لخم وجرهم كانوا يسجدون للمشتري, وكان بنو طي يدعون سهيلا , وكان بنو قيس عيلان يتوجهون للشعرى

اليمانية (أنظر فريد وجدي في مقدمة تفسيره صفحة 117)وكتب التاريخ تنقل لنا بأن عبادة العرب القدماء كان يغلب عليها العبادة الفلكية, فيعبدون الشمس والقمر والكواكب, ويخشعون لمظاهرها من ليل ونهار , وفجر وعصر , وضحى ومساء وكانوا يقسمون بها تقربا منها , ولما جاء النبي بالقرآن أتبع طريقة قومه في الأدب الديني , فأقسم معهم , وهو اول المسلمين بكل الخلائق سوى بالخالق, قال السيوطى(الإتقان في علوم القرآن الجزء الثاني صفحة 135):"أن العرب كانت تعظم هذه الاشياء وتقسم بها فنزل القرآن على ما يعرفون "

 

جاء في النبيين على لسان اشعيا:"اني انا الله , وليس آخر, بذاتي أقسمت , ومن فمي خرج الصدق , كلمة لا ترجع :انها لي ستجثو كل ركبة , وبي سيقسم كل لسان.

فالقسم دليل الايمان والعبادة , والقسم بالله شهادة للتوحيد, والقسم بغير الله انحراف عن التوحيد.

 

ورد في رسائل الحواريين :"أن الناس يقسمون بمن هو اعظم منهم , وينقضي كل خصام بينهم بالقسم , وان الله لما وعد إبراهيم , لم يقسم بما هو أعظم منه, فأقسم بنفسه قائلا:"لأباركنك وأكثرنك"(عبر6:13-14) فهذا هو الكلام الذي يليق بالخالق, وكان المسيح اذا أراد التوكيد والجزم يقول :الحق الحق أقول لكم, أو يكتفي بالتوكيد:"اما انا فأقول لكم" هكذا هي الأقسام التي تليق بالخالق.
لقد كانت السور الأولى في النزول على الشكل الذي تعود الكهان الوثنيون القدماء وضع نبوآتهم فيه(حسب وصف جولدتسيهر في كتابه العقيدة والشريعة في الإسلام), لذلك وصف معارضوا النبي اياته بالسحر:"
أن هو الا سحر مؤثر"

وظل سادة مكة يلاحقونه بهذه التهمة : يعرضوا ويقولوا:سحر مستمر"(قمر2)

فاضطر اخيرا أن يتحول عن طريقة قومه في أقسامهم الغريبة الى أسلوب أهل الكتاب بمكة  

ظاهرة عرفتها القبائل العربية المختلفة التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية قبل الإسلام , هي تعدد الكعبات , وتعدى عدد الكعبات زمن محمد إحدى

وعشرين كعبة,

فقد كانت الكعبة تعبير عن خصوصية القبيلة , وهي كانت بمثابة الكنيسة او جامع القرية , وكانت عظمة الكعبة دليل على عظمة القبيلة التي ترعى شؤون هذه الكعبة , وكلما تعاظمت مكانة القبيلة السياسية والاقتصادية كلما تعاظم شان كعبتها , وكون موقع مكة جدا مهم , واستراتيجي من الناحية التجارية , كملتقى للقوافل التجارية , الآتية من الحبشة ، في رحلتها باتجاه الشام, وبالعكس ,مما ادى الى تفوق اقتصادي لقبيلتها قريش , وبالتالي الى تعاظم الدور الديني لكعبتها , الى جانب العظمة السياسية والاقتصادية للقبيلة التي تخدمها.

وكان العرب يجلون أهل مكة لمكانتهم الاقتصادية وكان الأصهار اليهم لا يتطاول اليه الا بعض شيوخ القبائل واهل الرفعة فيهم,حتى ان النبي كان لديه هذه النزعة القبلية , الفوقية استنادا للحديث الشريف "ولا تكون العرب كفؤا

لقريش والموالي لا يكونون كفؤا للعرب كما قد قال صلى عليه وسلم "(انظر شمس الدين السرخسي "المبسوط" المجلد الثالث باب نكاح البكر , باب الأكفاء , صفحة 24, ط 986 دار المعرفة لبنان)

 

"وخطب سلمان بنت عمر رضي الله عنه, فهم يزوجها منه ثم لم يتفق ذلك" (المرجع نفسه ص 22) وسلمان المذكور هو سلمان الفارسي أحد كبار الصحابة , وموضع رضى رسول الله وكان يقول :"سلمان من آل البيت " ولكن ذلك كله لم يشفع له ان يتزوج بنت عمر بن الخطاب لانه ليس قرشيا عربيا.

اذا ادى تعاظم مكانة قريش الاقتصادية الى تعا ظم دورها السياسي , وادى بالتالي الى تعاظم مكانة كعبتها , مما ادى الى شيء من الاجماع من قبل الكثير من القبائل العربية , بتقديس كعبة قريش , أعترافا منهم بتفوق قريش الاقتصادي والسياسي .

كان العرب قبل البعثة المحمدية بقليل , بدأوا يعترفون بمكانة قريش عبر قيامهم بتقديس كعبتها , فكان الكثير من العرب يحجون في شهر ذي الحجة من كل عام الى كعبة قريش, وكانوا يقومون بالمناسك عينها التي يقوم بها المسلمون حتى اليوم : التلبية بعبارات الشرك , والاحرام وارتداء ملابس الاحرام وسوق الهدى وإشعاره والوقوف بعرفة والدفع الى مزدلفة والتوجه الى منى لرمي الجمرات ونحر الهدى والطواف حول الكعبة سبعة اشواط (لم تزد في الاسلام ولم تنقص) وتقبيل الحجر الاسود تعظيما له , والسعي بين الصفا والمروة , وكانوا ايضا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) ويقفون بعرفات في التاسع وتبدا من العاشر ايام منى ورمي الجمار وكانوا ايضا يسمونها "ايام التشريق" كما كانوا يعتمرون في غير ايام الحج.
وجاء الاسلام وورث من العرب قبله هذه الفريضة بالمناسك عينها والتسميات عينها , بكل ما فيها من مظاهر وثنية ولو كانت تكتنفها بعض العادات النصرانية , ولو انه طهر العبارات التي تردد من مظاهر الشرك, ونهى الاسلام عن طواف العرايا , وكان بعض العرب يفعل ذلك ليس من باب الانحلال الخلقي , بل لشدة تقديسهم للكعبة ولحجرها الأسود يهابون ان يطوفوا بها بالكعبة او يقبلوا الحجر الأسود بالثياب التى اقترفوا فيها ذنوبا, وكان بعضهم يشتري من القرشيين ثيابا يطوف بها باعتبار ان ابناء قريش من الحمس المتطهرين والمتشددين بالعبادة .

عودة