الصحابة
المقدمة
يصور المسلمين قديما وحديث الرعيل الأول من صحابة النبي خصوصا الخلفاء الأربع الأوائل على انهم ملائكة الله على الأرض.
فهم بحسب الزعم الإسلامي عنوان التقوى والأيمان ، عنوان الزهد والعلم والأخلاق .
فلقد ذهب جمهور العلماء إلى أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل.
من اجل هذا يجب على كل مسلم إن يقتدي بهم ويستن بسنتهم كما جاء في الحديث :عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. رواه أحمد 4/126، 127 أصحاب جامع العلوم والحكم لابن رجب الحديث 38) ص 387.
عن عبد الله بن عمر قال : من كان مستنا فليستن بمن قد مات ، أولئك أصحاب محمد كانوا خير هذه الأمة ابرها قلوبا وأعمقها علما واقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ولنقل دينه ، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم أصحاب محمد كانوا على الهدى المستقي. راجع كتاب حياة الصحابة لمحمد يوسف 1/18 .
قال النووي : وفضيلة الصحبة - ولو لحظة - لا يوازيها عمل ، ولا تنال درجتها بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بالقياس ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . شرح أصول اعتقاد أهل السنة للاكائي 1/ 160.
(لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأي من رآني وصاحبني). رواه ابن أبي شيبة 12/178، وابن أبي عاصم: 2/630. \ \ ورواه الطبراني في الكبير 22/8. وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/133.
وقال ابن النجار أنّ :(الاُمّة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ولا يعتدّ بخلاف من خالفهم). شرح الكوكب المنير 2 : 473
عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله قال: (النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يُوعَدُون،وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعَدُون) صحيح مسلم: حديث .2531.و الكفاية في علم الرواية : 48 .
عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).البخاري.3650. ومسلم: 2535. البخاري 7 / 113 ومسلم 1 / 85.
أصحابي كالنجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى . ميزان الاعتدال للذهبي 1:413.
اللّهمَّ امضِ لاَصحابي هجرتهم ، ولا تردّهم على أعقابهم . صحيح البخاري 5: 87-88.
طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى ثم طوبى ـ يقولها سبع مرات لمن من يرنيوامن بي . الخصال : 2/342.
واخرج ابو نعيم في حلية الأنبياء 1/305 : عن عبد الله بن عمر قال: من كان مستنا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلعم كانوا خير هذه الآمة ابرها قلوبا وأعمقها علما واقلها تكلفا ، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه لنقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد كانوا على الهدى المستقيم. راجع حياة الصحابة لمحمد يوسف 1/18.
هذا هو موقف الإسلام والمسلمين من الصحابة .
نقول لا يعنينا ثناء ومدح المسلمين للصحابة . فهذا مسائل عادية تتحكم فيها العواطف الإنسانية التي قد تصيب وقد تخيب .
لكن الذي يعنينا حقا هو ثناء ومدح (الله) للصحابة. فهل صدق اله الإسلام حين مدح الصحابة وثنا عليهم ووصفهم بالرحمة فيما بينهم كما جاء في سورة الفتح 29: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا.
" فهؤلاء الأصحاب الأطهار الأبرار سادة هذه الأمة وعنوان مجدها، وسر خلودها، ونموذجها الفريد في الإيمان والجهاد والعمل الصالح، وهم أسوة الأمة وقدوتها، ومنبعها الذي لا ينضب من المُثُل والعطاء والخير... لهذا لا غرابة من ان يبشر الرسول رجالاً منهم بأعيانهم بالجنة فقال: [عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة. رواه أحمد وأبو داود والألباني في صحيح الجامع للالباني7680 . 4010 .
قالوا : أن الطعن في النقلة طعن في المنقول ، إذ كيف نثق بكتاب نقله إلينا الفسقة والمرتدون والبعض أخفى ذلك .
وكذلك الامر بالنسبة للأحاديث النبوية، فإذا اتهم الصحابة في عدالتهم ، صارت الأسانيد مرسلة مقطوعة لا حجة فيها.
يلزم من مدح الله للصحابة ، أحد أمرين: إما نسبة الجهل إلى الله تعالى عما يصفون ، أو العبث في هذه النصوص التي أثنى فيها على الصحابة.
قال الإمام مالك عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة : إنما هؤلاء اقوام أرادوا القدح في النبي، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في اصحابه، حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون. الصارم المسلول ص580. البداية والنهاية8 / 142 والمسائل والرسائل المروية عن أحمد في العقيدة الأحمدية للأحمدي 2 / 363 - 364.
وقال أبو زرعة الرازي: ( فإذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من اصحاب رسول الله فأعلم انه زنديق، وذلك ان الرسول عندنا حق، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم اولى وهم زنادقة. الكفاية للخطيب البغدادي 97 .
والسؤال هنا هو : هل حقا كانوا صحابة محمد خصوصا الخلفاء ألا ربعه الأوائل كما صورهم المسلمين. عنواناً للصدق والأمانة والأخلاق والأيمان والعلم والتقوى والزهد ؟.
لو أننا استطعنا إن نثبت بالدليل القاطع عكس ما نسب إليهم من فضائل وكرامات . فهل هذا يعني أننا نستطيع إن نطالب المسلمين بإعادة حساباتهم في مسألة معجزة حفظ القران خصوصا وان الصحابة هم الذين دونوه وحفظوه، وجمعوه في مصحف واحد بعد النبي، ونشروه في الأرض، ونقلوه لمن بعدهم ؟.
سؤال سوف نترك الإجابة عليه لأمهات الكتب والمراجع الإسلامية التي نقلت لنا من الروايات الصحيحة عن الصحابة ما يسقط عنهم جميع ما نسب إليهم من صفات حميدة وأخلاقا كريمة
الشيخ المقدسي