كان خليفة رسول الله مقامرا

الصحابة

 

كان خليفة رسول الله مقامرا

 

قال الامام ابو بكر الجصاص الرازي في ( أحكام القران 1/388: لا خلاف بين اهل العلم في تحريم القمار وان المخاطرة من القمار. المخاطرة = الرهان. قال ابن عباس : ان المخاطرة قمار وان اهل الجاهلية كانوا يخاطرون على المال والزوجة وقد كان ذلك مباحا إلى ان ورد تحريمه ، وقد خاطر ابو بكر الصديق المشركين حين نزلت آية سورة الروم ألم غلبت الروم1-2.

عن ابن عباس, قال: لما نزلت {ألم غلبت الروم في أدنى الأرض} الآية, ناحب أبو بكر قريشا, ثم أتى النبي, فقال له: إني قد ناحبتهم, فقال له النبي : هلا احتطت فإن البضع ما بين الثلاثة إلى التسع. أحكام القران 1/388. قال الجمحي: المناحبة: المراهنة, وذلك قبل أن يكون تحريم ذلك.

عن أبي بكر بن عبد الله, عن عكرمة, أن الروم وفارس التقوا, فهزمت الروم فشق ذلك على  النبي وأصحابه وهم بمكة,  وكان النبي يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم, ففرح الكفار بمكة وشمتوا, فلقوا أصحاب النبي فقالوا: إنكم أهل الكتاب, والنصارى أهل كتاب, ونحن أميون, وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب, وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم, فأنزل الله { آلم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} الآيات, فخرج أبو بكر الصديق إلى الكفار, فقال: أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا؟ فلا تفرحوا, ولا يقرن الله أعينكم, فوالله ليظهرن الروم على فارس, أخبرنا بذلك نبينا , فقام إليه أبي بن خلف, فقال: كذبت يا أبا فضيل, فقال له أبو بكر: أنت أكذب يا عدو الله, فقال: أنا حبك عشر قلائص =  الإبل مني, وعشر قلائص منك, فإن ظهرت الروم على فارس غرمت, وإن ظهرت فارس على الروم غرمت إلى ثلاث سنين; ثم جاء أبو بكر إلى النبي فأخبره, فقال: وما هكذا ذكرت, إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع, فزايده في الخطر, وماده في الأجل". فخرج أبو بكر فلقي أبيا, فقال: لعلك ندمت, فقال: لا, فقال: أزايدك في الخطر, وأمادك في الأجل, فاجعلها مئة قلوص لمئة قلوص إلى تسع سنين, قال: قد فعلت. راجع تفسير اية سورة الروم 1-2 للطبري .

وفي رواية أخرى عن قتادة {آلم غلبت الروم} قال: غلبتهم فارس على أدنى الشام {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} الآية, قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات علموا المسلمون أن الروم سيظهرون على فارس, فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص, خمس قلائص, وأجلوا بينهم خمس سنين, فولي قمار المسلمين أبو بكر, وولي قمار المشركين أبي بن خلف, وذلك قبل أن ينهي عن القمار, فحل الأجل, ولم يظهر الروم على فارس, وسأل المشركون قمارهم, فذكر ذلك أصحاب النبي للنبي قال: ولم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا دون العشر, فإن البضع ما بين العشرة إلى العشر, وزايدوهم في القمار, ومادوهم في الأجل ", ففعلوا ذلك, فأظهر الله الروم على فارس عند رأس البضع سنين من قمارهم الأول, وكان ذلك مرجعه من الحديبية, ففرح المسلمون بصلحهم الذي كان, وبظهور أهل الكتاب على المجوس. راجع تفسير الطبري آية سورة الروم 1-2.

عودة