الصحابة
اعلم اولا ان كل الناس افقه من الفاروق
مر عمر يوما بشاب من فتيان الأنصار وهو ظمآن
فاستقاه فجدح له ماء بعسل فلم يشربه وقال : ان الله تعالى يقول : أذهبتم طيباتكم
في حياتكم الدنيا . فقال له الفتي : يأمير المؤمنين! أنها ليست لك ولا لاحد
من اهل القبلة أقرأ ما قبلها (يوم يعرض
الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها . فقال عمر
: كل الناس افقه من عمر. راجع شرح النهج لابن ابي الحديد 1/61.
اخرج الخطيب في شعب الإيمان ، والقرطبي في
تفسيره بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر قال: تعلم عمر سورة البقرة في اثنتي عشر
سنة فلما ختمها نحر جزوراً. راجع تفسير القرطبي 1/34. وسيرة عمر لابن الجوزي 165.
الدر المنثور 1/21.
وقد جاء في عمدة القارى ان عمر كان
اعلم وافقه من عثمان ولكن كان يعسر عليه حفظ القران. راجع عمدة القارى
2/833.
وأيا ما كان فإن مدة التعليم هذه لا يمكن ان
تكون على العهد النبوي ، فان سورة البقرة نزلت في المدينة عند جميع المفسرين غير
آيات نزلت عند حجة الوداع ، ان مدة تعلم
عمر سورة البقرة يدل على خلو الفاروق من اكثر علوم القران الموجودة في بقية السور
فإن تعلمها على هذا القياس يستدعي اكثر من مائة وثلاثين عاماً حسب أجزاء القران،
فيفتقر الخليفة على هذا الحساب في تعلم جميع القران إلى ما يقرب من مائة وخمسين
عاما ، ولا يفي لذلك عمر الخليفة وعلمه.
هذا شأن الخليفة قبل طرو النسيان عليه واما بعده
فروى محمد بن سيرين ان عمر في اخر أيامه اعتراه نسيان حتى كان ينسى عدد ركعات
الصلاة فجعل أمامه رجلا يلقنه فإذا أومأ
اليه ان يقوم او يركع فعل. راجع: سيرة عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص 135. وشرح ابن
ابي الحديد 3/110. صحيح مسلم 1/474.