الصحابة
مكتبة الإسكندرية
تثور منذ قرون قضية مكتبة الإسكندرية ، وهي الأقدم
والأكبر في تاريخ الإنسانية ، إذ جمعت كافة علوم المصريين القدماء (الفراعنة) ،
جنباً إلى جنب مع علوم الإغريق والرومان والبطالمة وغيهم .. وقد وجهت أصابع
الاتهام منذ قرون للعرب الذين دخلوا مصر ، وقامت عدة أدلية ثبوتية تاريخية بأن عمر
بن الخطاب أمر عماله على مصر بإحراق المكتبة ، ومن بين الأدلة الموثقة ما أورده
مؤرخون عرب مثل ابن عبد الحكم ، والمقريزي وغيرهما ..
وفي
كتاب جديد صدر في شيكاغو وأسمه (الشروط العمرية ـ بحث في الاحكام والشروط التي
فرضها الخليفة عمر بن الخطاب علي اهل الكتاب) للمؤلف جون يونان في الصفحة 91 جاء
ما يلي: وتحت عنوان: عمر بن الخطاب يأمر بحرق مكتبة الاسكندرية .. ويقول فيها:
مكتبة الاسكندرية من اعرق واضخم المكتبات في تاريخ العالم القديم والتي اسسها
بطليموس الاول، وقدامها جمهور من الطلاب والمفكرين من جميع اصقاع الارض وكانت معظم
كتب هذه المكتبة عبارة عن لفائف من البردي، ونسخت عليها اكثر المؤلفات القديمة من
علمية وفلسفية ودينية، ويرجع الفضل لهذه المكتبة الي ترجمة التوراة الي اللغة
اليونانية وهي المعروفة بالترجمة السبعينية، وهي الترجمة التي استخدمها تلاميذ
المسيح في الاستشهاد في كتاباتهم للانجيل. وزخرت المكتبة ايضا بالاف الكتب النادرة
حتي وصل عدد مجلداتها الي 4 الاف مجلد عدا تسعين الف مجلد كانت بالسراي الملكية،
وهذه المكتبة الكنز والتي لا تقدر بثمن قام باحراقها الفاتح الاسلامي عمرو بن العاص
بأمر من الخليفة العادل عمر بن الخطاب.
كما
يورد الاستاذ عبد الحسين احمد الاميني، في كتابه (الغدير في الكتاب والسنة
والادب)، وصفا لحرق المكتبات في البلاد التي فتحها المسلمون مستشهدا بمراجع
اسلامية تاريخية يقول: كما ورد في تاريخ مختصر الدول لابن العبري ما نصه: عاش يحيي
الغراماطيقي الي فتح عمرو مدينة الاسكندرية ودخل مع عمرو وقد عرف موضعه من العلوم
فأكرمه عمرو وسأله: والذي تحتاج اليه. قال يحيي: كتب الحكمة في الخزائن الملوكية،
ونحن محتاجون اليها ولا نفع لكم بها، فقال له: من جمع هذه الكتب وما قصتها؟ قال
يحيي: ان بطليموس من ملوك الاسكندرية، لما ملك حبب اليه العلم والعلماء وفحص عن
كثب العلم وامر بجمعها وافرد لها الخزائن فجمعت واجتمع من ذلك خمسون الف كتاب ومئة
وعشرون كتابا ولما علم الملك باجتماعها وتحقق من عدتها قال لحافظ المكتبة: اتري
بقي في الارض من كتب العلم ما لم يكن عندنا، فقال له قد بقي في الدنيا شيء من
السند والهند وفارس وجرجا والارمان وبابل والموصل وعند الروم، فعجب الملك من ذلك
وقال له دم علي التحصيل، فلم يزل علي ذلك الي ان مات وهذه الكتب لم تزل محروسة
ومحفوظة براعيها كل من يلي الامر من الملوك واتباعهم الي وقتنا هذا فاستكثر عمرو
ما ذكره وعجب منه وقال له: لا يمكنني ان آمر بأمر الا بعد استئذان امير المؤمنين
عمر بن الخطاب. وكتب الي عمر وعرفه بقول يحيي الذي ذكر، واستأذنه ما الذي يصنعه
فيها؟
فرد
عليه كتاب عمر يقول فيه: واما الكتب التي ذكرتها فان كان ما فيها ما يوافق كتاب
الله (القرآن) ففي كتاب الله عنه غني، وان كان ما فيها يخالف كتاب الله فلا حاجة
اليها. فتقوم باعدامها، فشرع عمرو بن العاص في تفريقها علي حمامات الاسكندرية
واحراقها في مواقدها وذكرت عدد الحمامات يومئذ ونسبتها، فذكروا انها استنفدت في
مدة ستة اشهر القضية شائكة ، ولا تتطلب مناقشتها الانفعال العاطفي ، مالك ...
عمر
ابن الخطاب .. هو المؤسس لمدرسة العنف واللاعاطفة ..، في الخطاب الإسلامي .
ولو
علمت إلى أي درجة يحظى هذا الرجل بالتبجيل لدى الوهابية ..، لعرفت السبب في قسوة
وحجرية المذهب الوهابي .
وما
زلت أعتقد بأن الرجل هو المورّث للغلظة في الدين الإسلامي ، بعد أن أرادها الرسول
( عليه الصلاة والسلام ) ليـّنة ، وبالتي هي أحسن .
يخطر
لي - أحياناً .. أن عمر بن الخطاب يصلح لأن يكون نبياً آخر ، بدين آخر .
ولا
أستبعد ، وإن كنت متوقفاً في المسألة ، لظروف جهل تاريخي ، أن يكون وراء مثل هذه
الأعمال .
--------------------------------------------------------------------------------
تأسست
مدينة الأسكندرية علي يد الأسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد واستمرت هذه المدينة
العريقة عاصمة لمصر لأكثر من ألف عام حتى قدوم الفتح الإسلامي لمصر، بعدها تحولت
العاصمة إلي مدينة الفسطاط (القاهرة حالياً). كما ظلت مكتبتها العريقة تمثل مركزاً
ثقافياً للعالم الغربي لعدة قرون. ولقد أنشأت هذه المكتبة علي يد خلفاء الأسكندر
منذ أكثر من ألفي عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم والتي وصل عددها
آنذاك إلي 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو. كما درس بها كل من
إقليدس وأرشميدس بالإضافة إلي إيراتوثيوس أول من قام بحساب قطر الأرض.
ولقد
احترقت المكتبة عن بكرة أبيها في ظروف غامضة، فبينما يختلف المؤرخون حول المسئول
عن تدمير المكتبة نجد أن معظمهم يشيرون بأصابع الاتهام إلي يوليوس قيصر الذي أرسل
سفنه الحربية عام48 قبل الميلاد لتدمير سفن دولة البطالمة المرابطة بالمرفأ
المجاور. ويعتقد البعض أن هذه السفن قد قصفت الحي الملكي بالمدينة عن طريق الخطأ.
http://www.egypteng.com/projectm/alex-a.asp
و
يذكر أن من أساطين مكتبة الإسكندرية القديمة "ارستارقوص "أول من قال
بدوران الأرض حول الشمس " وهيباركوس " أول من حسب طول السنة الشمسية
بدقة " وايراترستنيس" أول من حسب محيط الكرة الأرضية "وأقليدس"
الذى كتب أسس الهندسة وارشميدس الذى اخترع الطنبور أثناء زيارته لمصر"
وكاليماكوس "الذى يعد أبو علم المكتبات. و قد انفتحت مكتبة الإسكندرية
القديمة على كل الحضارات حيث تم فيها ترجمة العهد القديم من العبرية إلى اليونانية
إلا أن الحروب قضت عليها حيث لحق بها أول حريق سنة 48 قبل الميلاد وذلك على يد
"يوليوس قيصر" خلال حرب الإسكندرية ومن ثم شهدت المكتبة اضمحلالا
متزايدا فى القرنين الثالث والرابع الميلاديين بسبب الحروب التى تم إحراق كامل ما
تبقى منها سنة 391 ميلادية و قتلت" هيباتيا "عالمة الرياضيات وابنة آخر علماء
المكتبة المعروفين على يد الغوغاء سنة 415 ميلادية و ذلك قبل دخول عمر بن العاص
إلى مصر بأكثر من مائتين و ثلاثين عاما. جميع الحقوق محفوظة © أرابيا أون لاين
http://www.arabia.com/life/article/arabic/0,4884,46382,00.html
حول
قصة إحراق مكتبة الأسكندرية عند دخول الجيش الإسلامي مصر في عهد الخليفة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وبأمر من عمر لقائد جيشه وعامله على مصر عمرو بن العاص يقول الأستاذ
عباس محمود العقاد في الصفحة الثانية والسبعين بعد المائة من كتابه "عبقرية
عمر" عن تلك القصة ما نصه: [ فحوى تلك الرواية أن عمرو بن العاص رفع إليه –
إي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – خبر المكتبة الكبرى في الأسكندرية فجاءه
الجواب منه بما نصه: " أما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب
الله ففي كتاب الله عنه غنى. وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليه.
فاتقدم بإعدامها". قال مفصل هذه الرواية: فوزعت الكتب على أربعة آلاف حمام في
بالمدينة – أي بمدينة الأسكندرية – ومضت ستة أشهر قبل أن تستنفد لكثرتها"!
http://www.emirates-shine.net/zaydalex.htm
هل يحق لنا أن نخاف من التيارات الاسلامية ذات النفوذ
المتنامي في مجتمعاتنا ؟ وماذا لو استلمت هذه التيارات زمام الحكم في بلادنا
العربية؟
هل ستحقق وعودها و تفعل ما عجزت التيارات القومية و المتعلمنة عن فعله ؟
أم إنها ستفشل حيث فشل غيرها و تسقط في نفس الحفر التي
أسقطت من قبلها ؟
هل ستنتشل الشعب من ذله و فقره و جهله و تخلفه ؟
أم أنها ستضيف لكل ذلك قيوداً و قوانين قمعية و تشريعات
محنطة تزيد بها من مصيبة شعوبنا الجريحة؟
يدعي الاسلاميون (أتباع الاسلام السياسي و "الاسلام
هو الحل") بأنهم وحدهم و معهم شرع "الله" الذي أنزله قبل 14 قرنا
(و يختلفون في تفسيره) و سنة نبيه (التي زادت عن أربعين ألفاً من الأحاديث الصحيحة
و المشكوك بها و الضعيفة ينتقون منها ما يرونه مناسباً ), يدعون بأنهم أصحاب
المشروع الوحيد الذي يمكن أن ينقذ الأمة من بلاويها ..
فهل علينا أن نثق بهذا الادعاء على اعتبار أنهم (و على حد قولهم) الوحيدون الذين
لم يجربوا حظهم في الحكم . هل وصلنا إلى المرحلة التي نتبع فيها المنهج التجريبي
في انتقاء حكامنا ؟ لا أظن أننا وصلنا لهذا بعد
كيف
يكون الاسلام هو الحل إذا كان هو أحد أهم الأسباب التي أدت بنا إلى هنا إلا إذا
كان حلاً على طريقة "و داوني بالتي كانت هي الداء" !!
14 قرناً مرت على إنشاء أول دولة إسلامية , مر بها الاسلام كدين و الاسلام كنظام
سياسي بتطورات خطيرة و مهمة انتهت بانقسام المسلمين إلى عشرات المذاهب و سقوط دولة
الإسلام أكثر من مرة بعد أن وقعت أسيرة قوانين و تشريعات تجمد الفكر و تقتل روح
الانسان في عصره .
و حتى عندما ظهر بعض المبشرين الذين زرعوا بذور التطور الفكري و الفلسفي الصحيح ,
كان الاسلام لهم بالمرصاد , كالفيلسوف العربي "ابن رشد" الذي تحولت
أفكاره لأساس فكري لفلاسفة النهضة الأوروبية الذين قوضوا سلطة الكنيسة و بقيت سلطة
فقهاء الاسلام رغم أنف ابن رشد .
فماذا نريد أكثر من ذلك لنكتشف بأن وقت الاسلام (على الأقل كنظام سياسي و قانون
اجتماعي و اقتصادي) قد ولت و أصبح واجباً علينا إكراماً للإسلام و للتاريخ و ضعها
في متحف الحضارات . يدعي الاسلاميون أن الاسلام مازال قادراً على استيعاب حضارة
العصر برغم التطور الذي مرت به كل العلوم التطبيقية و الانسانية .. فهل نصدق ذلك؟
كيف
يستطيع استيعاب حضارة العصر و هو لم يعد قادراً على استيعاب نفسه و على استيعاب
المسلمين الذين انقسموا إلى عشرات الطوائف المتناحرة و المتحاربة التي يمقت بعضها
بعضاًً و يكفر بعضها بعضاً ؟؟
عباءة الاسلام التي يريدون الباسها لمجتمعاتنا لم تعد تحتمل المزيد من الشد و المد
حتى تكاد تتمزق ..
و
مازال علماؤهم يقلبون صفحات القرآن ليعثروا فيه على المزيد من الإعجازات العلمية
التي سبقنا بها الغرب بقرون عديدة و لكننا تركنا لهم الفرصة لكي يشغلوا أمخاخهم
قليلاً فيكتشفوها .
شهدنا
في تاريخنا المعاصر نشوء الكثير من الأحزاب و التيارات السياسية القومية و
العلمانية و الأممية التي بدأت ببيان يثير المشاعر و يلهب النفوس ينخرط فيه الشباب
بالمئات و يعقد الشعب عليه الأمل ثم ما يلبث بقدرة قادر أن يبدأ بالانقسام على
نفسه و تكثر الانشقاقات و انشقاقات عن الانشقاقات لينتهي به الأمر بالفشل الذريع و
يدعي كل منشق أنه الوحيد الذي حافظ على روح الحركة الأصلية ....
أما في حالة التيارات الاسلامية فالأمر مختلف... إذ أن الاسلاميين منقسمون أصلاً
قبل أن يبتدعوا تياراً سياسياً ! فإذا كانوا منقسمين قبل أن يستلموا الحكم فكيف
سيصبح بهم الحال إذا استلم بعضهم الحكم ؟؟ و من سيدفع ثمن كل هذه الانقسامات ؟
بذور
التطرف الموجودة أصلاً في الفكر الاسلامي تجد تربة خصبة لها في هذه التيارات التي
ترفع شعار "الاسلام هو الحل" , ربما كانت النوايا حسنة و لكن كثير من
الحركات المتطرفة خرجت من عباءة تيارات ذات نوايا حسنة , فإذا أنيتت هذه البذور
ستؤدي إلى جزائر ثانية و إلى طالبان أخرى و ستكرر ما حدث مصر و في سورية و غيرها
..... كل تلك الأحداث خرجت من عباءة الاسلام و من حركات ذات نوايا حسنة يجمعها
مشروع واحد : "دولة إسلامية" ....
يأخذ
الاسلاميون على العلمانيون تأثرهم بالغرب و وقوفهم مأخوذين بديمقراطية الغرب و فكر
الغرب و أدب الغرب و فن الغرب .... حضارة الغرب . و ما العيب بأن ننجذب للأفضل و
الأجمل و الأقوى ؟؟...
هل نسي هؤلاء أن الغرب نفسه نهض بهذه الطريقة ....
ألم تكن عودة الحملات الصليبية من أراضي المسلمين و أفكار فلاسفة الأندلسيين -
القريبين من أوروبا- و حضارتهم التي فتنت المفكرين الأوروبيين و حركت عقولهم و
دفعتهم لمزيد من التفكير و العمل ...
ألم يكن كل ذلك و احداً من أهم أسباب نهضتهم ؟؟؟ فلماذا لا نفعل مثلهم ... و نحن
لدينا من وسائل التأثر ما لم يتوفر لهم ....
هل
نرفض العلمانية لمجرد أنها أتت من الغرب و لم تأت من الاسلام ؟؟
متى نقتنع أن هناك خارج الاسلام حضارات و معتقدات و قيم نبيلة و سامية تليق بكل
انسان أن يتأمل بها و يتأثر بها و يأخذ منها إن شاء لأنها ملك للبشرية جمعاء ؟