الصحابة
الطعن في سلوك عثمان
وطعن جماعة من الصحابة على عثمان ، لاَنّه آثر
أقاربه الأموال والهدايا، فكان أبو ذر الغفاري يقول : (والله لقد حدثت أعمال ما
أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سُنّة نبيّه ، والله إني لاَرى حقاً يُطفأ
وباطلاً يحيا ، وصادقاً مكذّباً ، وأثرة بغير تقى ، وصالحاً مستأثراً عليه) . شرح
نهج البلاغة 3 : 55 .
وقال عثمان ذات مرّة لاَبي ذر : (لا أنعم
الله بك عيناً يا جنيدب... أنت الذي تزعم أنّا نقول : إنّ يد الله مغلولة...) فقال
أبو ذر : (لو كنتم لا تزعمون لاَنفقتم مال الله على عباده ، ولكني أشهدُ لسمعت
رسول الله يقول : « إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً جعلوا مال الله دولاً ،
وعباد الله خولاً ، ودين الله دخلاً » فقال عثمان : (ويلك يا أبا ذر ! أتكذب على
رسول الله) .. فقال أبو ذر : (أحدثكم أني سمعت هذا من رسول الله ثم تتهمونني ! ما
كنت أظنَّ أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد) . شرح نهج البلاغة 3 : 55 ـ 56 .
هذا وقد قال النبي في حقّ أبي ذر : « ما أظلت
الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر » .
والاَدهى من ذلك هو طرد أبي ذرّ من مدينة
رسول الله على يد طريد رسول الله وابن طريده مروان بن الحكم . تاريخ اليعقوبي 2 :
171 ـ 173 . وتاريخ المدينة 3 : 1034 . والرياض النضرة 3 : 83 .
واشتد الطعن على عثمان ، ففي ذات مرّة صلّى
عثمان بالناس ، فلما كبَّر قالت عائشة : (يا أيُّها الناس... تركتم أمر الله
وخالفتم عهده) ، ثم صمتت وتكلمت حفصة بمثل ذلك ، فلما أتم عثمان الصلاة أقبل على
الناس، وقال : (إنَّ هاتين لفتّانتان، يحلّ لي سبُّهما ، وأنا بأصلهما عالم) . شرح
نهج البلاغة 9 : 5 .
وتجاوز الطعن إلى التصريح بكفر عثمان من قبل
إحدى نساء النبي وهي عائشة حيثُ كانت تفتي بقتله وتقول : (اقتلوا نعثلاً فقد
كفر) . تاريخ الطبري 4 : 459 . والكامل في
التاريخ 3: 206.
وكثر الطعن عليه (ونالوا منه أقبح ما نيل من
أحد) تاريخ الطبري 4 : 336 .
وكان طلحة بن عبيدالله من ضمن الطاعنين على عثمان حتى اجتمع عليه بعض الطاعنين، فأمسك بمفاتيح بيت المال والناس حوله ، فلما سمع عليّ بالخبر قام بكسر باب بيت المال وتوزيع ما فيه ، فتفرق الجمع عن طلحة وانصرفوا عنه ، وسمع عثمان بذلك فأبدى رضاه وسروره ، وجاء طلحة ودخل على عثمان ، فقال عثمان : (والله ما جئت تائباً ، ولكن جئتَ مغلوباً، الله حسيبك يا طلحة) الكامل في التاريخ 3 : 167