الصحابة وشربهم للخمر الفاروق وشربه للخمر

الصحابة

 

الصحابة وشربهم للخمر الفاروق وشربه للخمر

 

عن عمرو بن ميمون الأودي قال شهدت عمر بن الخطاب حين طعن قال أتاه أبولؤلؤة وهو لعله يسوي الصفوف فطعنه وطعن اثني عشر رجلاً قال فأنا رأيت عمر  باسطاً يده وهو يقول أدركوا الكلب فقد قتلني فأتاه رجل من ورائه فأخذه قال فحمل عمر إلى منزله فأتاه الطبيب فقال أي الشراب أحب اليك فقال النبيذ قال فدعى بالنبيذ فشرب منه فخرج من إحدى طعناته فقال إنما هذا الصديد صديد الدم قال فدعى بلبن فشرب فقال أوص يا أمير المؤمنين بما كنت موصياً به فوالله ما أراك تمسي وأتاه كعب فقال ألم أقل لك لا تموت إلا شهيداً وأنت تقول من أين وأنا في جزيرة العرب قال فقال رجل الصلاة عباد الله قد كادت الشمس تطلع قال فتدافعوا حتى قدموا عبدالرحمن بن عوف فقرأ بأقصر سورتين في القرآن العصر وإنا أعطيناك الكوثر كذلك قال أبوإسحاق وكذا رواه ميمون بن مهران عن ابن عمر . ورويناه عن أبي رافع شبيهاً برواية حصين عن عمرو بن ميمون وحصين أحسن سياقة للحديث من غيره وقد أخرجه البخاري في الصحيح فهو يشبهه أن يكون أحفظ وقد روينا الإستخلاف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وقت آخر . ~ سنن البيهقي / ج: 3 ص: 113 .

عن عمرو بن ميمون قال : شهدت عمر يوم طعن فما منعني أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته وكان رجلاً مهيباً فكنت في الصف الذي يليه ، وكان عمر لا يكبر حتى يستقبل الصف المقدم بوجهه ، فإن رأى رجلاً متقدماً من الصف أو متأخراً ضربه بالدرة ، فذلك الذي منعني منه ، وأقبل عمر فعرض له أبولؤلؤة فطعنه ثلاث طعنات ، فسمعت عمر وهو يقول هكذا بيده قد بسطها : دونكم الكلب قد قتلني ! وماج الناس بعضهم في بعض ، فصلى بنا عبدالرحمن بن عوف بأقصر سورتين في القرآن ( إذا جاء نصر الله ) ، ( وإنا أعطيناك الكوثر ) واحتمل عمر فدخل الناس عليه فقال : يا عبدالله بن عباس ! اخرج فناد في الناس ! أيها الناس ! إن أمير المؤمنين يقول : أعن ملامنكم هذا ؟ فقالوا : معاذ الله ! ما علمنا ولا أطلعنا ، فقال ادعوا لي طبيباً ، فدعي له الطبيب فقال : أي شراب أحب إليك ؟ قال : نبيذ ، فسقي نبيذاً فخرج من بعض طعناته فقال الناس : هذا صديد ، اسقوه لبناً ، فسقي لبناً فخرج فقال الطبيب : ما أراك تمسي ، فما كنت فاعلاً فافعل ، فقال : يا عبدالله بن عمر ! ايتني بالكتف التي كتبت فيها شأن الجد بالأمس ! فلو أراد الله أن يمضي ما فيه أمضاه ، فقال له ابن عمر : أنا أكفيك محوها ، فقال : لا والله لا يمحوها أحد غيري ، فمحاها عمر بيده وكان فيها فريضة الجد ، ثم قال : ادعوا لي علياً وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وسعداً ، فلما خرجوا من عنده قال عمر : إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق ، فقال له ابن عمر فما يمنعك يا أمير المؤمنين ؟ قال أكره أن أتحملها حياً وميتاً ( ابن سعد والحارث ، حل واللالكائي في السنة ، وصحح ) . ~ كنز العمال / ج: 12 ص: 679 :36044 ـ

عن عمر بن ميمون : شهد عمر حين طعن اتى بنبيذ شديد فشربه. تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 106.

كان يشرب أمير المؤمنين الخمر بعد نزول آية التحريم وبعد ان قال انتهينا انتهينا. وكان يقول إنا نشرب هذا الشراب الشديد لنقطع به لحوم الإبل في بطوننا ان تؤذينا فمن رابه من شرابه شيء فليمزجه بالماء. راجع: السنن الكبرى 8/299. محاضرات الراغب 1/319. كنز العمال2/109.

وكان يقول  : اني رجل معجار البطن أو مسعار البطن واشرب هذا النبيذ الشديد فيسهل بطني . أخرجه ابن ابي شيبة كما في كنز العمال 3/109.

وقال أيضا : لا يقطع لحوم هذه الإبل في بطوننا الا النبيذ الشديد. راجع جامع مسانيد ابي حنيفة 2/190،215.

وكان يشرب النبيذ الشديد الى اخر نفس لفظه .  تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 106.

وكان حدة شرابه وشدته بحيث لو شرب غيره منه لسكر غير ان الخليفة كان لا يتأثر منه لاعتياده .

قال الشعبي : شرب أعرابي من أدواة  عمر فُاغشي فحده عمر. ثم قال : وانما حده للسكر لا للشرب . راجع العقد الفريد 3/416. والغدير 6/257.

وفي لفظ الجصاص في أحكام القران 2/565 : ان أعرابيا شرب من شراب عمر ، فجلده عمر الحد ، فقال الأعرابي: إنما شربت من شرابك، فدعا عمر شرابه فكسره بالماء ثم شرب منه وقال: من رابه شرابه فليكسره بالماء. وجامع مسانيد ابي حنيفة 2/192. حاشية سنن البيهقي لابن التركماني 8/306.

رحمه الله الفاروق الذي كان يفرق ما بين الحق والباطل!.

عودة