الصحابة
ترك النبي بدون دفن
قال ابن عبد البر في الاستيعاب :عن عائشة قالت
ما علمنا بدفن رسول الله ( ص ) حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل .وصلى عليه علي
والعباس وبنو هاشم ثم دخل المهاجرون ، ثم الانصار ، ثم النساء والغلمان الاستيعاب
ج 1 ص 47
وقال ابن قيم الجوزي في زاد المعاد : وقالت
عائشة سمعت صوت المساحي من آخر الليل فى دفن النبي . زاد المعاد ج 3 ص 484
وقال البيهقي في دلائل النبوة 256 : عن عائشة
: أنها قالت : ما علمنا بدفن رسول الله
حتى سمعنا صوت المساحى فى جوف ليلة الأربعاء!! . دلائل النبوة للبيهقي ج 7
ص 256
ورواه الشوكاني في نيل الاوطار الشوكانى ج 2
جزء 4 ص 88. وابن هشام في السيرة النبوية ج 4 ص 321 . والطبري في تاريخه ج 3 ص 213
.
وفي المصنف لابن أبى شيبة ج 3 ص 227 ـ ح 16 ـ
وقال : قال محمد :والمساحي المجارف . وفي
حياة محمد ـ لهيكل ص 513ـ قالت عائشة : ما علمنا بدفن رسول الله ـص ـ حتى سمعنا
صوت المساحي من : جوف الليل .
وكان دفنه ليله الأربعاء من شهر ربيع
الأول،أي بعد يومين .. وفي مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 1 جزء 2 ص 387 : وفي
عمدة القاري ج 4 جزء 8 ص ـ 121 :
عن عائشة قالت ما علمنا بدفن رسول الله ( ص )
حتى سمعنا صوت المساحى من السحر ليلة الثلاثاء ومن رواية أحمد ودفن ليلة الأربعاء.
هل من الرحمة والأخلاق ان يترك النبي دون دفن
لثلاثة أيام ؟
هل من الرحمة ان يدفن النبي سرا في الليل دون
ان يعلم بدفنه أحد ؟!؟.
ترك الجمع النبي مسجى في بيته تبكيه نساؤه ،
وتفرقوا شيعا كل يريد خلافة النبي على امره لنفسه، بعد إتمام دفن الرسول اعتزل قوم
من الصحابة ورفضوا بيعة أبي بكر وطرحوا عليا خليفة فتحصنوا ببيت فاطمة وبقوا على
ذلك الحال حتى اقتحم عليهم جمع كبير بقيادة عمر الدار .عزموا على حرقها .فأجبروهم
على البيعة .
يقول اليعقوبي : (( وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من
المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب منهم العباس بن عبد المطلب والفضل
بن العباس ،والزبير بن العوام ،وخالد بن سعد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي
،وأبوذر الغفاري ،وعمار بن ياسر ،والبراء بن عازب وأبي بن كعب . فأرسل أبو بكر الى
عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح ،والمغيرة ابن شعبة ،فقال : ما الرأي ؟)).
وذكر البلاذري ان أبا بكر بعث عمر بن الخطاب الى
علي حين قعد عن بيعته وقال : ائتني به
بأعنف العنف فلما أتاه جرى بينهما كلام فقال : ( احلب حلبا لك شطره والله ما حرصك
على إمارته اليوم إلا ليؤثرك غدا )) الأنساب (1 /587 ) .وشرح النهج (6 /11 ) .
وذكر بن عبد ربه (أقبل عمر بقبس من نار على أن يضرم
عليهم الدار ، فلقيتهم فاطمة فقالت يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو
تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة ) العقد الفريدة 4 /259 ـ 260 ، وشرح النهج 6 / 48 ،
وغيرها من الواضع ، والأنساب 1 / 586 .
ولا يهمنا هنا ما دار من كلام بين فاطمة وابن الخطاب ،
ولا بين المتحصنين ومقتحمي الدار . ما نريد التأكيد عليه هنا هو أسماء المعارضين
الكبار للسقيفة ، ورأيهم في الخلافة . والآن إليك ما جاء في كلام المعارضة:
1 ـ علي:
(أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة إنه ليعلم ان محلي
منها محل القطب من الرحا ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ،فسدلت دونها ثوبا
وطويت عنها كشحا وطفقت ارتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طنحية عمياء يهرم
فيها الكبير ويشيب فيه الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على
هاتا أحجي ،فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول
لسبيله فأدلى بها الى أبن الخطاب . شرح النهج 1 / 162 .
2 ـ العباس بن عبد المطلب.
( ان الله بعث محمدا نبيا كما وصفت ووليا للمؤمنين فمن
الله به على أمته حتى اختار له ما عنده فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لانفسهم
مصيبين الحق لا مائلين بزيغ الهوى فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت وإن كنت
بالمؤمنين أخذت فنحن منهم . فما تقدمنا في أمرك فرطا ، ولا حللنا وسطا ، ولابرحنا
سخطا ،وان كان هذا الأمر وجب لك بالمؤمنين ،فما وجب إذ كنا كارهين .
ما أبعد قولك من أنهم طعنوا عليك من قولك أنهم اختاروك
ومالوا إليك ، وما أبعد تسميتك خليفة رسول الله من قولك خلى على الناس أمورهم
ليختاروك .فأما ما قلت ، إنك تجعله لي ،فإن كان حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم فيه
،وان كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض وعلى رسلك ، فإن رسول الله من شجرة نحن
أغصانها وانتم جيرانها ) شرح انهج 1 /221 ، والإمامة والسياسة 1 /33 .
3 ـ الفضل بن العباس .
(يا معشر قريش انه ماحقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن
أهلها دونكم وصاحبنا أولى بها منكم ) اليعقوبي 2 /124
4 ـ خالد بن سعيد.
( إنكم أي بني هاشم لطوال الشجر طيبوا الثمر نحن تبعا
لكم ) شرح النهج 2 / 59 ، واسد الغابة 2 / 84 . هلم أبايعك ـ يقصد عليا ـ فوالله
ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك ، شرح النهج 6 / 32 ، واليعقوبي 2 / 126 .
5 ـ المقداد بن الأسود الكندي .
( واعجبا لقريش ودفهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم
أول المؤمنين ) اليعقوبي 2 / 163 .
6 ـ سلمان الفارسي .
(أصبتم الخيرة وأخطأتم المعدن ) شرح النهج 2 /49 .
كردي وناكردي أي عملتم وما عملتم ،لو بايعوا عليا لأكلوا
من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، شرح النهج 6 /43 ، وأنساب الأشراف 1 / 591 .
7 ـ أبو ذر الغفاري .
(أصبتم قناعة وتركتم قرابة لو جعلتم هذا الأمر في أهل
بيت نبيكم لما اختلف عيكم اثنان ) شرح النهج 6 / 13 .
أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم
الله وأخرتم من أخر الله ،وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من
فوق رؤوسكم ومن تحت إقدامكم ،ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ،ولا
اختلف اثنان في حكم الله ألا وجدتم على ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه فأما إذا
فعلتم ما فعلتم فذوقوا وبال أمركم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ،شرح النهج
6 / 171 .
8 ـ عتبة بن أبي لهب .
ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا = عن هاشم ثم منها عن أبي
الحسن
عن أول الناس إيمانا وسابقة = وأعلم الناس بالقرآن
والسنن
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن ===== جبريل عون له في الغسل
والكفن
من فيه مافيهم لا يعترون به ===== وليس في القوم مافيه
من الحسن
تاريخ اليعقوبي 2 / 124 .
هذا إضافة الى مواقف كثيرة من المعارضين ،الذين لم
يتحصنوا ببيت فاطمة والذين حصلت بينهم وأبي بكر وعمر مشادات انتهت أما بإجبارهم
على البيعة وإما قتلهم كما هو حال سعد بن عبادة كما سنرى وأسماءهم حسب إجماع
المؤرخين كالتالي :
1 ـ علي. 9 ـ سلمان الفارسي .
2 ـ فاطمة . 10 ـ أبو ذر الغفاري .
3 ـ العباس بن عبد المطلب . 11 ـ عمار بن ياسر .
4 ـ الفضل بن العباس . 12ـ البراء بن عازب .
5 ـ الزبير بن العوام . 13 ـ أبان بن سعيد .
6 ـ طلحة بن عبيد الله . 14 ـ أبي بن كعب .
7 ـ سعد بن أبي وقاص . 15 ـ سعد بن عبادة .
8 ـ المقداد بن الأسود . 16 ـ الحباب بن المنذر .
جاء
شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله فقال لها : أما علمت علياً قد خطب بنت
أبي جهل فقالت : حقاً ما تقول ؟ فقال : حقاً ما أقول ثلاث مرات . فدخلها من الغيرة
ما لا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك تعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال
جهاداً وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله .
قال
: فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها
الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثم
تحولت إلى حجرة أبيها فجاء عليّ فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه
ولم يعلم القصة ما هي ، فاستحيى أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي
فيه ما شاء الله ، ثم جمع شيئاً من كثيب المسجد واتكأ عليه ، فلما رأى النبي ما
بفاطمة من الحزن
أفاض عليها الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد ،
وكلما صلى ركعتين دعا الله أ،
يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم ، وذلك أنه خرج من عندها وهي تتقلب وتتنفس الصعداء فلما رآها
النبي أنها لا يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها : قومي يا بُنية فقامت ،
فحمل النبي الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي وهو نائم
فوضع النبي رجله على عليّ فغمزه
وقال : قم أبا تراب !! فكم ساكن أزعجته !! ادع لي أبا بكر من داره ، وعمر من مجلسه ،
وطلحة ، فخرج عليّ فاستخرجهما من منازلهما واجتمعوا عند رسول الله. فقال رسول الله: يا
علـيّ !! أما علمت أن فاطمة
بضعة مني أنا منها ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذاها بعد موتي كان كمن
آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي .انظر علل الشرائع
لابن بابويه القمي ص 185 ، 186 مطبعة النجف ، أيضا أورد الرواية المجلسي في كتابه
( جلاء العيون )
وغضبت عليه ( مرة أخرى ) حينما
رأت رأسه في حجر جارية أُهديت له من قبل أخيه . وها هو النص :
يروي
القمي والمجلسي عن أبي ذر أنه قال : كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة ،
فأُهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم ، فلما قدمنا المدينة
أهداها لعلي تخدمه ، فجعلها عليّ في منزل فاطمة ، فدخلت فاطمة يوماً فنظرت إلى رأس
عليّ في حجر الجارية ، فقالت : يا أبا الحسن !! فعلتها ؟؟ فقال : والله يا بنت
محمد ما فعلت شيئاً ، فما الذي
تريدين ؟ قالت : تأذن لي في المسير إلى منزل أبي رسول الله. فقال لها : قد أذنت لك ، فتجلببت
بجلبابها ، وأرادت النبي . انظر علل الشرائع للقمي ص 163 وأيضاً بحار الأنوار
ص 43 ، 44 باب (كيفية معاشرتها
مع عليّ )
وغضبت
عليه ( مرة ثالثة ) كما يرويه القوم .
إن
فاطمة لما طالبت فدك من أبي بكر امتنع أبو بكر أن يعطيها إيّاها
فرجعت فاطمة وقد جرعها من الغيظ
ما لم يوصف ومرضت ، وغضبت على عليّ لامتناعه عن مناصرته ومساعدته إيّاها وقالت : يا ابن أبي
طالب !! اشتملت مشيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين بعد ما أهلكت شجعان الدهر
وقاتلتهم ، والآن غلبت من هؤلاء المخنثين ، فهذا هو ابن أبي قحافة يأخذ مني فدك التي
وهبها لي أبي جبراً وظلماً ويخاصمني ويحاججني ، ولا ينصرني أحد فليس لي ناصر ولا
معين وليس لي شافع ولا وكيل ، فذهبت غاضبة ورجعت حزينة أذللت نفسي تأتي الذئاب وتذهب
ولا تتحرك ، يا ليتني مـتّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً إنما أشكو إلى أبي وأختصم إلى
ربي ) انظر
كتاب حق اليقين
للمجلسي بحث فدك ص 203 ، 204 ، ومثله في كتاب الأمالي للطوسي ص 295
انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد ج 1 ص 57 ط بيروت ، وشرح نهج البلاغة لابن ميثم ج 5 ص 507 ط بيروت ، وحق اليقين ص 180 ط
طهران .