الصحابة
تاريخ الطبري / ج: 2 ص45: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن من لا يتَّهم، عن عبدالله بن كعب مولى عثمان أنه حدَّث: أن عمر بن الخطاب بينا هو جالس في الناس في مسجد رسول الله ، إذ أقبل رجل من العرب داخل المسجد يريد عمر يعني ابن الخطاب فلما نظر إليه عمر قال: إن الرجل لعلى شركه ما فارقه أو لقد كان كاهناً في الجاهلية، فسلم عليه الرجل ثم جلس فقال له عمر : هل أسلمت ؟ فقال : نعم ، فقال : هل كنت كاهنا في الجاهلية ؟ فقال الرجل: سبحان الله لقد استقبلتني بأمرٍ ما أراك قلته لأحد من رعيَّتك منذ وليت ! فقال عمر: اللهم غفراً قد كنا في الجاهلية على شرٍّ من ذلك نعبد الأصنام ونعتنق الأوثان ، حتى أكرمنا الله بالإسلام. فقال : نعم والله يا أمير المؤمنين لقد كنت كاهنا في الجاهلية.
35744 عن عمر قال : كنت جالساً مع أبي جهل وشيبة ابن ربيعة ،
فقال أبوجهل : يا معشر قريش إنَّ محمداً قد شتم آلهتكم وسفَّه أحلامكم وزعم أن من
مضى من آبائكم يتهافتون في النار ، ألا ومن قتل محمداً فله عليَّ مائة ناقةٍ حمراء
وسوداء وألف أوقيةٍ من فضة ! فخرجت متقلداً السيف متنكباً كنانتي أريد النبي ،
فمررت على عجلٍ يذبحونه فقمت أنظر إليهم ، فإذا صائحٌ يصيح ، من جوف العجل يا آل
ذريح أمر نجيح رجلٌ يصيح بلسانٍ فصيح ، يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن
محمداً رسول الله ، فعلمت أنه أرادني !! ثم مررت بغنم فإذا هاتف يهتف يقول :
يا أيها الناس ذوو الأجســـام
ما أنتم وطائـــش الأحــلام
ومســندو الحكم إلى الأصنـام
فكلـــكــم أراه كالأنــعــام
أمـا تــرون مــا أرى أمــامي
من ساطع يجلو دجى الظلام
قــد لاح للنــاظر مــن تهـــام
أكــرم بـــه لله مــن إمـــام
قد جاء بعد الكفر بالإســـلام
والبــر والصــلات للأرحــام
فقلت : والله ما أراه إلا أرادني ، ثم مررت بالضمار ( صنم ) فإذا هاتف من جوفه :
ترك الضمار وكان يعبد وحده
بعــد الصــلاة مـع النبي محمد
إن الذي ورث النبوة والهـــدى
بعد ابن مريم من قريش مهتد
ســيقول من عبد الضمار ومثله
ليــت الضمــار ومثله لم يعبد
فاصــبر أبا حفــص فإنك آمن
يأتيـك عـزٌّ غير عـز بني عدي
لاتعــجلنَّ فأنــت ناصــر دينه
حقـا يقينــا باللســان وباليــد
فوالله لقد علمت أنه أرادني ! فجئت حتى دخلت على أختي فإذا خباب
ابن الارث عندها وزوجها ! فقال خباب : ويحك يا عمر أسلم ، فدعوت بالماء فتوضأت ثم
خرجت إلى النبي، فقال لي : قد استجيب لي فيك يا عمر ، أسلم ، فأسلمت وكنت رابع
أربعين رجلاً ممن أسلم ونزلت ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )
(أبو نعيم في الدلائل ) كنز العمال ج 12 ص 552 .
35739 عن عمر قال : خرجت أتعرض رسول الله قبل أن أسلم فوجدته قد
سبقني إلى المسجد فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أتعجب من تأليف القرآن
فقلت : والله هذا شاعر كما قالت قريش، فقرأ ( إنه لقول رسول كريم وما هو بقول
شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون ) قلت كاهن ، قال ( ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكرون) إلى
آخر السورة، فوقع الإسلام في قلبي كل موقع (حم، كر، ورجاله ثقات ولكن فيه انقطاع
بين شريح بن عبيد وعمر) ... كنز العمال ج 12 ص 546 الدر المنثور ج 6 ص 258 كنز
العمال ج: 12 ص 550 مجمع الزوائد ج9 ص62 الدر المنثور ج4 ص 69 سيرة ابن هشام ج1 ص
232.
أخرج البزار وابن عساكر وابن مردويه أبو نعيم في الحلية
والبيهقي في الدلائل عن عمر قال: كنت أشدَّ الناس على رسول الله فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة في بعض طريق مكة
إذا لقيني رجل فقال: عجباً لك يا ابن الخطاب إنك تزعم أنك وأنك وقد دخل عليك الأمر
في بيتك ، قلت: وما ذاك ؟ قال: هذه أختك قد أسلمت فرجعت مغضباً حتى قرعت الباب ،
فقيل: من هذا ؟ قلت: عمر فتبادروا فاختفوا مني وقد كانوا يقرؤون صحيفةً بين أيديهم
تركوها أو نسوها ، فدخلت حتى جلست على السرير ، فنظرت إلى الصحيفة فقلت ما هذه
ناولينيها ، قالت : إنك لست من أهلها إنك لا تغتسل من الجنابة ولا تطهر وهذا كتابٌ
لا يمسه إلا المطهرون فما زلت بها حتى ناولتنيها، ففتحتها فإذا فيها (بسم الله
الرحمن الرحيم) فلما قرأت الرحمن الرحيم ، ذعرت فألقيت الصحيفة من يدي ثم رجعت إلى
نفسي فأخذتها فإذا فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السموات والأرض
وهو العزيز الحكيم ) فكلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت ثم ترجع إليَّ نفسي حتى
بلغت (آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) فقلت: أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله فخرج القوم مستبشرين فكبروا. تاريخ المدينة ج 2ص 657.
الدر المنثور ج4 ص 293الدر المنثور ج 6ص170 . كنز العمال ج 12 ص 547 و605. مجمع الزوائد ج 9 ص 63 مستدرك الحاكم ج 4 ص 59 .
35887 عن ابن عمر قال: اجتمعت قريش فقالوا: من يدخل على هذا
الصابئ فيرٌّده عما هو عليه فيقتله ؟ فقال عمر بن الخطاب: أنا، فأتى العين رسول
الله ، فقال: يا رسول الله ! إن عمر بن الخطاب يأتيك فكن منه على حذر ! فلما أن
صلى رسول الله صلاة المغرب، قرع عمر الباب وقال: افتحي يا خديجة فلما أن دنت قالت:
من هذا ؟ قال :عمر، قالت: يا نبي الله ! هذا عمر، فقال من عنده من المهاجرين وهم
تسعة صيام وخديجة عاشرتهم: ألا نشتفي يا رسول الله فنضرب عنقه ؟ قال: لا، ثم قال :
اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ! فلما دخل قال: ما تقول يا محمد ! قال: أقول أن
تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وتؤمن بالجنة
والنار والبعث بعد الموت فبايعه وقبل الإسلام، وصبُّوا عليه من الماء حتى اغتسل،
ثم تعشى مع رسول الله، وبات يصلي معه، فلما أصبح اشتمل على سيفه ورسول الله يتلوه
والمهاجرون خلفه حتى وقف على قريش وقد اجتمعوا فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فتفرقت
حينئذ قريش عن مجالسها (كر وابن النجار).كنز العمال ج 12 ص604 .