مسيـــحيون فى سـلاسل
تقــديم
يحتوى هذا الكتاب على نص التحقيقات التى أجرتها الشرطة السرية فى أحدى الدول العريبة مع بعض المسلمون الذين اعتنقوا المسيحية . و لم ندخل أى تغيير على نصوص التحقيقات المنشورة هنا ، إلا فى استخدام اسماء مستعارة " للمسجونين " حرصاً على سلامتهم . كما لم نذكر ما يمكن أن يفهم منه اسم الدولة العربية حرصاً على سمعتها .
و
من الغريب أن التحقيق جرى معهم و تم سجنهم مدة نحو سنة ،
مع أن إيمانهم بالمسيح و انتظامهم فى الكنيسة كان قبل ذلك بعشر سنوات – و كل ما
بنيت عليه الإتهامات الموجهة
إليهم
هى تقارير الشرطة السرية . و لم تكن شهادات شهود متفقة ،
و لا مواجهة مع الشهود ، و لا أدلة تدين " المتهمين " و رُفض طلب المحامى الذى حضر التحقيق معهم بعــنُّت .
و قد امتنع " المسيحيون فى سلاسل " عن تقديم شهود نفى ، محافظة على سلامة الشهود – رغم وجود شهود نفى .
و الذى يقرأ التحقيقات الوجودة فى هذا الكتاب – و التى قدمت لمحاكم أمن تلك الدولة ( و ليس لمحاكمهـا العادية ) يلمس النقاط التالية :
۱. الذين قبلوا الإيمان بالمسيح الرب الفادى المخلص الوحيد ، قبلوه بعمل الروح القدس فيهم ، فتغيرت حياتهم و كان اختبارهم المسيحى حقيقياً عميقاً ، جعل ولاءهم للمسيح كاملاً ثابتاً ، فدفعوا تكلفة اتباع المسيح ، أن يكونوا فى سلاسل من أجله . كان يمكنهم التحلل عن عهدهم مع المسيح بالشفاه فقط فيُطلقون أحراراً ، لكنهم بقوا أمناء إلى أن أُطلق سراحهم بعد نحو سنة من سجنهم ، و فى محنتهم و ضيقتهم ، و هم يواجهون السجن ظلماً ستجد تحقيق وعد الله : " لا تخف لأنى فديتك .. لا تخف فإنى معك " ( أشعياء ٤٣ : ۱ ، ٥ ) و هذا ما تحقق معهم فعلاً فكان الله يؤازرهم و يعينهم فى إجاباتهم على المحققين ، فقدموا شهادة حية لإيمانهم و ثباتهم فى المسيح – و إنهم بحق أبطال إيمان - أحبوا المسيح الذى أحبهم أولاً .
٢. هناك " صحوة " قوية نحو المسيح في كل الدول الإسلامية تمضى بغير اعلان ، و يستمر أتباع المسيح فى بعض الدول الإسلامية يحملون بطاقات هويتهم التى تقول أنهم مسلمون ، لأن دولهم لا تقبل بغير هذا . لكنهم وجدوا فى المسيح وحده شبع قلوبهم فهو خبز الحياة .
٣. يلمس المحققون و رجال الشرطة السرية لفرق البالغ بين المتطرفين المسلمين ، و " المتطرفيين " الذين قبلوا المسيح مخلصاً . فعندما تحدث صحوة إسلامية تجد الشرطة نفسها فى متاعب ، لأن " أصحاب الصحوة " يريدون السيطرة على الحكم بالعنف و القتل . بينما فى حالة حدوث صحوة مسيحية تستريح الشرطة ، لأن " السارق لا يسرق فيما بعد ، بل يتعب عاملاً الصالح بيديه ، ليكون له أن يعطى المحتاج " ( أفسس ٤ : ٢۸).
و يترك هذا الفرق البالغ أثره على المحققين ورجال الشرطة ، فيسألون " المتهمين " من أجل المسيح فيعرفون سبب الرجاء الذى فيهم .
٤. لا تسمح الدول الإسلامية بنشر أى دفاعيات عن المسيحية و يعتبرونها خطراً على الإسلام ، بينما ينفقون على كل من يهاجم المسيحية فى كل وسائل الإعلام . بل أنهم يعتبرون بعض كتيبات ( لا تزيد عدد صفحات البعض منها عن خمسين صفحة ) من مؤلفات القس اسكندر جديد ، خطراً يهدد الإسلام !
و القس جديد كان مسلماً ضابطاً فى الجيش السورى ، آمن بالمسيح المخلص الرب الفادى فصار قسيساً ، و كتب يدافع عن ايمانه المسيحى .
نقدم هذا الكتاب لنعلن أن فى قلب الإنسان عطشاً لمحبة الله ، و أن المسيح وحده ، الله الذى ظهر فى الجسد ، فتفرد بالتجسد ، و الذى مات على الصليب فتفرد بالكفارة ، ثم قام فتفرد بالقيامة – المسيح وحده هو الذى يقدم الحب الإلهى للنفس البشرية الجائعة لهذا الحب .
و
تتفرد المسيحية بإعلانها أن الله محبة – و أن الإنسان يمكن أن يجد علاقة شخصية مع
الله بالروح و الحق ، اذ ينعم الله عليه بالتبنى ، و يثق أن هذه العلاقة أكيدة ،
لأن الله ضامنها ، فيهتف مع الرسول الإنجيلى " من سيفصلنا عن محبة المسيح ؟ فى هذه
جميعها " يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا "
( رومية ۸ : ٣٥-
٣۹
) .
النـاشــرون