مسيـــحيون فى سـلاسل
التحقيقـــات مـع " جميلــة "
التحقيق الأول – ۹ ك ٢ ( ينـاير )
التحقيق الثانى – ۱٤ ك ٢ ( ينـاير )
التحقيق الأول مع " جميلة "
۹ ك ٢ ( ينـاير )
ورد إلينـا محضـر مؤرخ ۸ - ۱ السـاعة ٢ مساء بمعرفة الضابط ... بالشرطة السرية أثبت فيه أنه نفّذ أوامر بضبط و إحضار " جميلة " . فانتقل و معه القوة إلى مسكنها ، فتبين عدم وجودها ، فتوجه إلى مقر عملها حيث ضبطـــها .
تبين لنا حضور المتهمة مقبوضاً عليها خارج غرفة التحقيق ، فدعوناها . و بمناظرتنا لها ألقيناها فتاة فى العقد الثالث من عمرها ، لم نلاحظ عليها أية إصابات ظاهرة ، و قررت أنه ليس بعموم جسدها أية إصابات . سألناها عن التهمة المنسوبة إليها و هى استغلال الدين فى الترويج و التحبيذ لأفكار متطرفة بقصد إثـارة الفتنة و تحقيـر و ازرداء أحد الديـان السماوية ، و الإضرار بالوحدة الوطنية و السلام الإجتماعى . فأنكرتها بعد أن أحطناها علماً بعقوبتها ، و بأن نيابة الشرطة السرية العليا التى تباشر التحقيق معهـا . سألناها اذا كان عندها محامٍ أو شهود نفى تبغى الاستشهاد بهم . فأجابت سلباً . و بدأنا فى استجوابها كالآتى:
س : مــا قولـك فيمـا هـو منسوب إليكِ ؟
ج : لم يحــدث هــذا إطلاقـأً .
س : مـا هى ديـانتك ؟
ج : مسلمــة .
س : ألم تعتنقـى المسيحية ؟
ج : أنـا أؤمن بالكتـاب المقـدس .
س : و كيـف كــان هــذا الإيمـان ؟
ج : لعـدم تصديقى فكـرة تحريف الكتاب المقدس ، لعدم ثبوت ذلك ، ولعدم وجود أدلة على التحريف ، سواء تاريخية او من مراجع تفيد ذلك. و أنا أؤمن بصدق الكتـاب المقــدس .
س : منذ متى بدأ هذا الإيمـان ؟
ج : منذ تسـع سنوات ، لمـا كنت طالبة جـامعية .
س : ما الذى دفعك للإيمان بالكتاب المقدس ؟
ج : بعد حدوث فترة زمنية من القراءة و الإطلاع على كتب مختلفة ، بدأت أدرس الكتاب المقدس الذى يتحدث عن شخص المسيح ، فحدث بداخلى انجذاب لشحصه. و كلما تعمّقت فى القراءة زاد تعُّمـق المسيح فى داخلى و بالتالى زاد تعُّمـقى فى حـب كلمته . و من هنـا كان إيمانى بالمسيح .
س : مـا هى الكتب التى إطلعتِ عليها و أدت بك إلى الإعتقاد بالمسيح عليـه السـلام ؟
ج : كتـاب الأستـاذ مجـدى مـرجـان و هو مؤلف كـان مسيحيـاً ، و اعتنق الإسـلام و كتـب كتباً عن المسيح . فى بداية هذا الكتاب تحدث عن فلسفة المسيحية ، و شرح فكـرة التثليث فقــال :
إن الله موجود بذاته ، ناطق بكلمته ، حى بروحه ، و هؤلاء الثلاثة هم واحد . كما أن الله خلق الإنسان على صورته ، فالإنسان موجود حي بروحه، موجود بذاته ناطق بكلمته ، و تعتبر الكلمة وليدة الذات. ولذلك يُسمّى الكلمة " أبناً " و الذات " أباً " و الروح هو الروح القدس. من هذا يتضح أن البنوة اعتبارياً و ليست تناسلية. و كانت هذه الأفكار جديدة عليّ، فوضحت فكرة التثليث : الله الواحد فى ثلاثة اقانيم ، و هناك كتب إسلامية قرأتها أثناء هذه الفترة ، مثل كتاب الإسراء و المعراج ، و كتاب زوجات النبى، و كتاب محاضرات فى النصرانية. و كانت قراءاتى المتعددة هذه قد ولَّدت فيَّ رغبة فى البحث عن خط واحد يربط الأديان الثلاثة و لقد اكتشفت بعض الإختلافات ، مما جعلنى أبحث بجدية أكبر، و لو أن هذا قد أجهدنى كثيراً و حيرنى . لكن لما كانت الحياة الأبدية و الآخرة مهمة جداً بالنسبة لى، فقد أثارت هذه النقط تفكيرى.
بدات ادرس تشريعات موجودة فى الأديان الثلاثة . فمثلاً وجدت الطلاق فى شريعة موسى مسموحاً به ، أما المسيح فقد نهى عنه. فجاء الإسلام و أمر بأن الطلاق مباح ، و إن كان أبغض الحلال عند الله . وأحب أن أثير هنا نقطة :أنني لا أقصد بذلك فائدة الطلاق أو ضرره ، لكننى أبحث عن شئ واحد يربط الأديان الثلاثة ببعضها . كذلك الحال بالنسبة للزواج ، لم يَسِرْ على وتيرة واحدة. فى عهد موسى كان الزواج بكثيرات ، فجاء المسيح و أمر بزوجة واحدة لأن الله خلق البشر من البدء هكذا ، رجلاً واحداً و
امرأة واحدة . فجاء الإسلام و أباح التزوُّج بأربع زوجات . و هنا أيضاً أُحب أن أنبه على نقطة عدم إدانة تعدّد الزوجات أو وحدة الزوجة ، فأنا أبحث عن الخط الواحد فى التشريعات الثلاثة ، مما يثير التفكير مع وضع التشريع الإسلامى بعد ما ذكره المسيــح .
و بعد مزيد من الإطلاع على الكتاب المقدس وجدتُه يستوفى كل التشريعات الخاصة مثل الميراث ، و شريعة التطهير و العشور ( أى الزكــاة ) .
و
ينقسم الكتاب المقدس إلى قسمين : العهد الجديد و القديم
.
فالجديد
هو ما أتى
المسيح
به ، و ليس هناك ما يدعو المسيح أن يأتى بأحكام جديدة إلاّ
لِيعترض
على أشياء يريد تغييرها ليرتقى بفكر البشر ، فمثلاً من تشريع العين بالعين ، و السن
بالسن . قال " من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل
له الآخر أيضاً " . فى هذا إرتقاء و سمو بالنفس البشرية . أما الأحكام التى لم
يتعرض المسيح لهـا، فشريعة التوراة فيها
لا زالت قائمة لم يتغير منها شئ . و على هذا فتشريع الكتاب المقدس كامل و متكامل .
و طالما أننى توصلت إلى هذه الحقيقة ، و هى أن الكتاب المقدس بقسميه متكامل ، يسير
فى خط واحد عقائدياً و تشريعياً و تاريخياً ،
فهو اذاً
غير مُحَّرف ، و لابد أن يكون من عند الله . و لكنى وجدت نفسى فى موقف حرج ، لأن
القرآن يتعارض مع التوراة الإنجيل . اذاً لابد أن أحدهما صادق.
و
لما كان بحثى قد أوصلنى إلى أن الكتاب المقدس لم يتحَّـرف ، فقد صدقت العهدين
القديم و الجديد تماماً ، لتكاملهما ، و
لعـدم تحـريفهما . إذاً فهمـا من عنـد الله .
س : ألا يُفهم مما تقولينه الآن أنك أعتنقت المسيحية و تركت الإسلام ؟
ج : نعم يُفهم ذلك ، لأن المسيح دخل قلبى . و أنا الآن أعتنق المسيحية .
س : و منذ متى تعتنقين المسيحية و خرجتِ عن الإسـلام ؟
ج : منــذ تســع سنــوات .
س : مـا هى الفترة الزمنية التى استغرقتهـا فى البحث حتى وصلت لإعتناق المسيحية ؟
ج : مـا يقـرب من تسعــة أشهــر .
س : ألم تناقشى أحداً بما يدور فى ذهنك من أفكار ؟
ج
: نعم تناقشت مع كثيرين من الشيوخ المهمين الذين طلب والدى منهم و منى أن نلتقى
معاً منهم الشيخ ...... و وزير الشئون الإسلامية فى ذلك الوقت ، الذى قلت له : أنه
لما كان
هناك
خلاف بين القرآن و الكتاب المقدس ، فلابد من أن أحدهما من عند الله ، و الآخر ليس
كذلك ، فلم يناقضنى فى هذا المنطق ، الأمر الذى أكد لى وجهة نظرى . فلمـا قلت له :
إن الكتاب المقدس من عند الله . قال لى : فيكون الثانى ليس من عنده . و جلست جلسة
أخرى مع الدكتور ..... الأستاذ بالجامعة ، و الذى سألنى إن كنت أعرف ما جاء
بالأنجيل بقراءتى الشخصية ، أو إن كان مـا أعرفه مجرد أفكار سمعتها من آخرين ،
فاكدت له دراستى الجادة للكتاب المقدس . فسألنى إن كان إيمانى بالكتاب المقدس جاء
مقابل أموال تسلمتها ، و حاول إعطائى مبلغاً من المـال ، رفضته . و انتهت المناقشة
على هذا . و لم يقل لى شيئاً سوى هاتين النقطتين . مع هذين تناقشت من غير أهلى .
أما من أهلى فقد تناقشت مع والدى الذى قال لى : إن فكرة تجسد المسيح فى صورة بشر
فكرة غير منطقية ، و مرفوضة من العقل الإنسانى . اما إخواتى البنات فقد كنَّ
معتنقات المسيحية .
و كنت قبل إعتناقى لها أقف ضدهم بسبب إيمانهم بالمسيحية .
س : و كيف تمت عملية دخوِلك فى الديانة المسيحية ؟
ج : أعتبر أننى آمنت بالمسيح ، و بهذا دخلت المسيحية .
س : ألم تتوجهى إلى أحد من رجال الدين المسيحى ليُجرى ما يُعلن عن إنضمامك للمسيحيــة ؟
ج : مسألة المعمودية وصية من المسيح ، أمر بها الإنجيل و لكنها ليست شرطاً لممارسة العبادة المسيحية .
س : ألا يعتبر عدم معموديتك إخلالاً بأسس و مبادئ الديانة المسيحية ؟
ج : من وجهة نظرى لا ، لأن الإيمان ليس بالمعمودية ، فلقد بقيت سنتين مؤمنة بغير أن أتعمَّد ، إلى أن تعمدت بطريقة التغطيس .
س : و متى حــدث ذلــك ؟
ج : منــذ سبــع سنــوات .
س : و كيف تعرفت على القسيـس الذى عمَّــدك ؟
ج : هـذا القسيس معروف على مستوى الكنائس كلهــا .
س : مــا عــدد أخــواتك ؟
ج : ثــلاث بنــات .
س : هـل تم تعميـد أخواتك بواسطة نفـس القسيـس ؟
ج : نـعم .
س : مـا هى أسمـاء أخواتك و تواريخ إنضمامهن للمسيحية ؟
ج : ( ذكـــرت الأسمــاء و التـواريخ )
س : مـا سبـب اعتناقكـن جميعـاً للمسيحيـة ؟
ج : أعتقـد أنه نفس السبب الذى آمنت أنا به بالمسيحية . الإيمان بصحة الكتـاب المقـدس . و كـانت البادئة بهـذا اختى " صفيـة " . مع أنهـا كانت فى صِغرها كانت تكره المسيحيين و تهـاجم المسيحية .
س : ألم يدعك أحد للإنضمام للديانة المسيحية ؟
ج : لا .
س : مـا الذى توصلت إليـه بشـأن القـرآن ؟
ج : أنـا مجرد عبدة لا أستطيع أن أحكم على القرآن .
س : ألا يفهم مما قررته بالتحقيقات أن الكتاب المقدس من عند الله سبحانه و تعالى ، و أن القرآن ليس من عنـد الله ؟
ج : كل ما أذكره كان حوار دار داخلى و حدث فى قلبى و ما توصلت إليه تم داخلى بالفعل و أنا لا أحكم على أى دين من الأديــان .
س : هـل تعتقـدين أن القـرآن ليـس من عند الله ؟
ج : الإعتقـاد هو مـا بداخل الإنسان . و أنا أحتفظ بما فى داخل نفسى لنفسى .
س : ما قولك فيما قرره " ثابت" و " فخرى " و " حليمة " من أنك قلت أن القرآن ليس من عنـد الله؟
ج : هذا لم يحدث ، و إن حصل كلام بينى و بين الأستاذ " ثابت " ، فقد قلت له : إنى اؤمن بالكتاب المقدس . فسألنى إن كان معنى هذا اننى لا أؤمن بالقرآن . فقلت له طالما قلت أنت هذا ، و طالما تعتقد أن الذى يؤمن بالكتاب المقدس ليس مسلماً فتكون أنت الذى أصدرت الحكم .
ملحـوظة :
۱. اكتفينا بهذا القدر من استجواب المتهمة و سوف نوالى استكمال استجوابها فى مـوعد لاحـق .
٢. تحبس المتهمة " جميلة " إحتياطياً على ذمة التحقيق .
٣. تُعرض الأوراق فى المـوعد المحدد للتحقيق .