فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله
(1 كورنثوس 18:1 )
الصليب هو أداة إعدام بشعة استخدمها الرومان واليونانيين والفرس منذ أقدم العصور في إعدام المجرمين والصليب هو أشد آلة تعذيب لان المعلق كان يموت موتاً بطيئا، كما أنه يكون معرّض لشمس النهار المحرقة وبرودة الليل ، كما أن أجساد المصلوبين عرضة لطيور السماء الجارحة .لقد كان المصلوب يثبت على خشبه الصليب وهو شبه عارٍ لكي يكون محط سخرية واستهزاء الناس.
كان اليهود ينظرون للصليب بأنه موت اللعنة حسب الشريعة( تثنية22:21 ،23 ) إن كل رموز العار تحولت في صليب المسيح إلى افتخار ، لقد اصبح الصليب شعار المسيحية في كل مكان وزمان، فوق كل بناية كنيسة يرفع الصليب عالياً .
إن صليب المسيح أعلن محبة الله للبشرية كما يقول الكتاب
v "بهذا أظهرت محبة الله فينا [تجاهنا] أن الله أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" ( 1 يوحنا 9:4 ،10 )
v " لكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " ( رومية 8:5 ) ،
v "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية "( يوحنا 16:3 ).
وهناك ثلاثة أسباب على الأقل تبين لنا لماذا أظهر الله محبته على الصليب :
أولاً: لأن الشيطان الكذاب وأبو الكذب منذ بدء الخليقة شكك أبوينا بل كل الخليقة بأن الله لا يحبنا .
ثانياً: في صليب المسيح أعلن الله صدق كلمته ( صدق أقواله ) بأن أجرة الخطية موت ، يوم تأكل منها موتاً تموت . لذلك مات المسيح لأجلنا .
ثالثاً : لكي لا نهلك هلاك أبدي ،فقد أعطانا الحياة الأبدية هبة مجانية "وأما هبة الله فهي حياة أبدية في المسيح يسوع ربنا ( رومية 23:6 )
لابد أن نعرف من خلال البشائر الأربعة أن يسوع المسيح قضى ستة ساعات على الصليب وقد تألم المسيح أنواع عديدة من الآلام :
وهي التي تلقاها من البشر من الجنود الرومان ومن خدام رؤساء الكهنة.
v لقد تفل عليه وضرب بالسياط وتم قول الكتاب " على ظهري حرث الحراث " (مزمور 3:129)
" بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين وجهي لم أستر عن العار والبصق "( إشعياء 6:50)
v ووضعوا إكليل شوك فوق رأسه القدوس وهو الملك صاحب التيجان الكثيرة .
v طعنوه بحربة في جنبه وسالت منه ينابيع الغفران من خلال ذلك الدم الذي يطهر من كل خطية والذي لا يزال يتكلم ويطلب الغفران لأجلنا
v ثقبوا يديه ورجليه بمسامير حديدية غليظة بواسطة أيدي الجنود الرومانيين الذين كانت قلوبهم غليظة . حقاً وإن كانت المسامير الحديدية هي التي ثبتته هناك لكن أيضاً محبته الشديدة والتي تفوق إدراك العقول ثبتته فوق الصليب لأجل غفران معاصينا لقد سالت الدماء من يديه المثقوبة وهو لا يزال يفتح ذراعيه لكي يستقبل بفرح كل من يقبل إليه وما أروع كلمات الترنيمة القائلة :
يده المثقوبة تنطق بالحــــــب تمسح أحمال الآثم عـن القـــــلب
يده المثقوبة تحــــكي عن نعمـة تتراءف تبدي للخاطي رحمــــــة
يده المــثقوبة تنزف تدعــــوك وبقــلب الرحمة تصرخ ترجـــوك
اسـرع أبواب الـــرحمة مفـتوحة أدخل من كـــف الابن المجروحــة
فأختبئ الآن بكــــف المصلـوب سلم وأحظ بعفو مطــــــــلوب
قاسى الرب يسوع آلاماً نفسية ومعنوية تفوق آلامه الجسدية
v كان متروكاً من الجميع
" أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي وأقاربي وقفوا بعيداً " ( مزمور 10:38 )
" فتركه الجميع وهربوا " ( مرقس 50:14 )
v وخانه التلميذ يهوذا الاسخريوطي .
v أنكره بطرس ليس أمام قائد في الجيش أو حتى جندي بل أنكر يسوع أمام جارية . لقد أنكره ثلاث مرات ولعن وحلف أنه لا يعرف يسوع . وربما نحن نلوم بطرس ولكننا بتصرفاتنا وأقوالنا ننكر الرب يسوع كل يوم .
v هرب التلاميذ ، فمزقته آلام الوحدة فهو متروك من قبل الجميع ،
v استهزءوا به سواء الشعب أم رجال الدين اليهود أو الجنود
v جدفوا عليه وعيروه حتى اللصين أيضاً عيروه
v صُلبَ يسوع على صليب العار ، فالصليب كان رمز عار ولعنة وتم ما هو مكتوب عنه " العار قد كسر قلبي فمرضت ، انتظرت رقة فلم تكن ومعزين فلم أجد ويجعلون في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلاً ". ( مزمور69: 20-21 ) .
v تحمل لعنة الخطية لكي يكون لنا لا اللعنات بل البركات وتم قول الكتاب ملعون كل من علق على خشبة (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 13:3) فكم كان قاسياً على القدوس البار الذي لم يعرف خطية لذلك قال للآب في البستان إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس لقد تجرع كأس غضب الله ولعنة الخطيئة .
إنها آلام نيابية عني وعنك تلقاها من يد العدالة الإلهية وقد قضى الرب يسوع ستة ساعات على الصليب والثلاث الساعات الأخيرة من الساعة (12-3 ) ظهراً صارت ظلمة على كل الأرض وهذه هي الساعات التي تمت فيها الكفارة حيث حجب الله وجهه عن يسوع وأنزل عليه الدينونة التي كان علينا أن ندفعها لكنه تحملها ، وتم ما هو مكتوب في إشعياء النبي " أما الرب فسّر أن يسحقه بالحزن " ( إشعياء 10:53 )
والكفارة هي الآلام التي بها المسيح كفّر ( ستر أو غطى cover) خطايانا وذنوبنا ولا يستطيع أحد أن يصف تلك الآلام لأنها أسمى من إدراك البشر ولا أحد يعرفها إلا يسوع وحده فقد نزلت الدينونة عليه وهو الذي قال عن تلك الساعة " الآن دينونة هذا العالم " (يوحنا31:12 ) وما مكتوب عن هذه الآلام يجعلنا نركع سجوداً وتعبداً وخاصة عندما نعرف كم اجتاز ربنا المعبود من دينونة في الصليب جعلته يصرخ إلهي إلهي لماذا تركتني .. صار قلبي كالشمع قد ذاب في وسط أمعائي ( مزمور 22 )
صرخ يسوع بصوت عظيم في نهاية آلامه الكفارية وقال ( قد أكمل ) وأصبح الذبيح العظيم الذي يستطيع فيه كل إنسان أن ينال غفران الخطايا، أتم المسيح عمل الفداء فوق الصليب وسفك دمه الطاهر الذي يطهر من كل خطية ودفع الدين و أوفى مطاليب العدالة الإلهية وتم المكتوب " الرحمة والحق التقيا " ( مزمور 10:85 ) لقد دفع فينا ثمن غالي ليس بفضة أو ذهب ولكن " بدم كريم كما من حمل بلا عيب وبلا دنس دم يسوع المسيح المعروف سابقاً قبل تأسيس العالم " (1 بطرس 1: 19،20 ) .
" كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا "…من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمةٍ وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين " ( إشعياء 6:53 ،12 )
2. حمل المسيح دينونة العالم على الصليب
" الآن دينونة هذا العالم … " ( يوحنا 31:12 )
" استيقظ يا سيف على راعيّ وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود .اضرب الراعي .. " ( زكريا 7:13 )
3. حمل المسيح دينونة المؤمنين على الصليب
" لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان ضعيفاً بالجسد فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد " ( رومية 3:8 )
4.رفع المسيح فوق الصليب خطايا العالم
"وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم " ( يوحنا 29:1)
" وتعلمون أن ذاك [ المسيح ] أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية . كل من يثبت فيه لا يخطئ .كل من يخطئ لم يبصره ولا عرفه " ( رسالة يوحنا الأولى 5:3،6 )
· "وأضع عداوة بينك( الحيّة ) وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه " ( تكوين 15:3 )
· "لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً لأن رئيس هذا العالم يأتي( أي الشيطان ) وليس له فيّ شئ" ( يوحنا 30:14 ) أي أن الشيطان يأتي ليشن هجومه الأخير على المسيح .
· لقد كان الصليب معركة بين ابن الله والشيطان، جرد الرب يسوع فيها قوة الشيطان " إذ جرد الرياسات والسلاطين( أي نزع سلاحهم ) أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه ( أي في الصليب )" ( رسالة كولوسي 15:2 ) .
عندما يذكر الكتاب المقدس كلمة الصليب فهو لا يقصد فيها خشبه الصليب فقط بل عمل المسيح الكفاري أي ذبيحة المسيح الكاملة على الصليب.
1. صليب المسيح يحرر من الذات أو الأنا ( أي لكي نعيش للمسيح )
" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ. فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لأجلي " ( غلاطية 20:2 )
"وهو [ المسيح ] مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام " ( 2 كورنثوس 15:5 )
2. صليب المسيح يحرر من اللعنة ( أي لكي ننال كل البركات الروحية )
"المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة " ( غلاطية 13:3 )
3. صليب المسيح يحرر من الأهواء والشهوات ( لكي نسلك بالروح القدس )
4. صليب المسيح يحرر من مبادئ العالم الشرير
"وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم " ( غلاطية 14:6 )
5. صليب المسيح يحرر من عبودية إبليس ( لكي نحيا حرية مجد أولاد الله )
"فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" ( عبرانيين 14:2 ) ، " فإن حرركم الابن فبالحقيقية تكونون أحراراً" ( إنجيل يوحنا 36:8 )
6. صليب المسيح يحرر من الخوف ( خوف الموت )
"ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" ( عبرانيين15:2 )
" فلما رايته سقطت عند رجليه كميّتٍ فوضع يده اليمنى عليّ قائلاً: لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً وها أنا حيّ إلى أبد الآبدين ولي مفاتيح الهاوية والموت" ( رؤيا يوحنا 17:1 ،18 )
"… مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2 تيموثاوس 10:1)
7. صليب المسيح محا الصك ( صك المديونية بالفرائض )
"إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه في الصليب" ( كولوسي 14:2 )
"وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه …. " ( كولوسي 20:1 )
9. صليب المسيح أبطل جسد الخطية ( الخطية الساكنة فينا )( تحرير من عبودية الخطية )
"عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد للخطية" ( رومية 6:6 )
"وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع.قال هذا مشيراً إلى أيّة ميتةٍ كان مزمعاً أن يموت" ( يوحنا 32:12 ،33 )
" ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كورنثوس 23:1 )
"لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً " (1 كورنثوس 2:2 )
"أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً " ( غلاطية 1:3 )
× علاج مشكلة الانقسام في كنيسة كورنثوس
"هل انقسم المسيح ؟ أ لعل بولس صلب لأجلكم ؟ أم باسم بولس اعتمدتم ؟" (1 كورنثوس13:1 )
× علاج مشكلة العداوة في رسالة أفسس( أفسس 14:2 –16)
× علاج مشكلة العُجب والكبرياء في كنيسة فيلبي ( فيلبي 2 )
× علاج مشكلة الحزن بسبب موت المؤمنين في تسالونيكي ( تسالونيكي الأولى 13:4 –18)
رسالة بطرس الأولى هي رسالة للمؤمنين المتألمين بسبب الاضطهاد ، ولا يكاد أصحاح في هذه الرسالة يخلوا من الحديث عن الصليب والآم المسيح
1. الآلام ثم الأمجاد :( 1 بطرس 11:1 )
2. المسيح حررنا من سيرتنا الباطلة لكي نعيش حياة القداسة ( 1 بطرس18:1 )
3. المسيح مثالنا ( قدوتنا ) لكي نسير في طريق الآلام بصبر( 1 بطرس 21:2 )
4. الصليب يعلمنا أن نموت عن الخطايا ونحيا حياة البّر العملي ( 2 بطرس24:2 )
5. من خلال الصليب نستطيع أن نقترب إلى الله ( 1 بطرس 18:3 )
6. الصليب سلاحنا لكي لا نعيش لشهوات الناس بل لإرادة الله ( 1بطرس1:4 ،2 )
7. الصليب يعلمنا أن نفرح رغم الألم ( 1 بطرس13:4 )( عبرانيين2:12)
من يفتخر بأنه يستطيع أن يخلص بحفظ الناموس فإنه يبطل صليب المسيح " لست أبطل نعمة الله. لأنه إن كان بالناموس برّ فالمسيح مات بلا سبب"(غلاطية 21:2 )
" لأن كثيرين يسيرون ممّن كنت أذكرهم لكم مراراً والآن أذكرهم أيضاً باكياً وهم أعداء صليب المسيح الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات" ( فيلبي 18:3 ،19)
3. الرجوع لتقديم الذبائح بدل ذبيحة المسيح الكاملة على الصليب .
"لأن الذين استنيروا مرة… وسقطوا [ الرجوع لذبائح العهد القديم ] لا يمكن تجديدهم للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم أبن الله ثانية ويشهرونه"( عبرانيين 4:6 ،6 )
إن جوهر الارتداد في رسالة العبرانيين هو تبديل الولاء ، أي الانتقال من موقع المصلوبين إلى موقع الصالبين
4. تجنب الصليب بسبب الخوف من الاضطهاد.
"جميع الذين يريدون أن يعملوا منظراً حسناً في الجسد هؤلاء يلزمونكم أن تختتنوا لئلا يضطهدوا لأجل صليب المسيح فقط" ( غلاطية 12:6 )
5.التبشير بحكمة الكلام والفلسفة البشرية.
المبشر الذي يستخدم القوة الشخصية ، أو الفلسفة البشرية وسمو الكلام ، التأثير العاطفي ، شهرته أو مكانته ، بدل أن يتحدث عن صليب المسيح، فهو يعيق تأثير الصليب على السامعين "لأن المسيح لم يرسلني لأعمّد بل لأبشّر. لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح ( 1 كورنثوس17:1 )