سعة الفلك وتهويته:

حسبت سعة الفلك باعتباره لم يصمم بغرض السفر بل فقط للطفو فوق الماء، وبالتالى كان مفلطحاً من قاعه ومربعاً من الأطراف وقائم الزوايا، بلا مقدمة أو مؤخرة (مما يزيد السعة بمقدار الثلث عن السفن العادية). وباعتبار وحدة القياس المستخدمة، وهى الذراع تساوى نحو 52.5 سم فإن السعة هى نحو 65 ألف متر مكعب، وهى تعادل حمولة عشرين قطاراً للبضاعة يحتوى كل منها على 60 عربة من نوع العربات المستخدمة حالياً. وهى بلا شك حمولة تكفى تماماً المخلوقات والطعام اللازم لها. لاسيما إذا تذكرنا أن الله قد أمر نوحاً أن يأخذ معه من الطيور والحيوانات كأجناسها* (Kinds) وليس من كل أنواعها (Varices).

هذا المكان الفسيح بما فيه من تجمع ضخم للكائنات الحية كان يحتاج إلى نظام تهوية دقيق لتنفسها، فجاء أمر الله بأن تُرفع جوانب الفلك الأربعة إلى أعلا تاركة نافذة باستدارة الفلك، وتكون تحت السقف مباشرة وعرضها ذراع واحد. وهو ما يعطى نافذة مساحتها نحو 200 متر مربع وهى مساحة تكفى تماماً لتجديد الهواء داخل الفلك. ولقد أشـار الكتاب إلي أن هذه الكوة المستطيلة بطول الفلك هي « من فوق »؛ أي في أعلى الفلك. وهذا ما يتفق مع أفضل أساليب التهوية حيث تعمل تيارات الحمل على رفع الهواء الساخن نتيجة التنفس إلى أعلى ليحل محله هواء نظيف قد تجدد بواسطة هذه الكوة

الصفحة الرئيسية