الاعجاز العلمي في القرآن!

من موقع المتنصرين

http://www.sonsofi.org/

أسرار القرآن بين علوم هذا الزمان وعلماء آخر الزمن

أسرار القرآن بين علوم هذا الزمن

وعلماء آخر الزمن

 

تحية إلى الأستاذ العالم الجليل صاحب البحث العلمي الجميل من أسرار القرآن

نحن نشكر جريدة الأهرام الغراء التي أتاحت لمثل هذا الكاتب العلامة الفرصة ليتحفنا بهذا العرض العلمي الشيق ويكشف لنا من الكنوز التي يحتويها القرآن الكريم من حقائق علمية لم يكن من الممكن أن يطلع عليها إنسان عاش طول عمره في البادية ولم يتلقى أي قدر من العلم إلا إذا كان قد تلقى وحياً من رب هذا الكون 

 هذه هي الرسالة الإعلامية البسيطة من وراء كل هذا البحث الديني العلمي

ولكن من خلال قراءاتي للمقالة التي جاءت تحت عنوان " فلا أقسم بمواقع النجوم وانه قسم لو تعلمون عظيم " بتاريخ 16 / 7/ 2001 وعلى الصفحة الثانية عشر لي عدة ملحوظات

أولاً : العرض العلمي للموضوع رائع ومثير ولكنه ليس اكتشافاً دينياً . إنما اكتشاف علمي أي أن المنهج للأسف لم يستخدم العالم فيه أي نوع من النبوغ العلمي أو الديني أو كلاهما معاً للوصول إلى أي حقائق جديدة . بل استخدم الاكتشافات الفلكية والعلمية التي قام بها علماء وتكنولوجيا العصر للإيحاء للبسطاء وغير المتعلمين وأنصاف المتعلمين ومدعي العلم بأن هذه الاكتشافات موجودة أصلاً في القرآن

ثانياً : الآية القرآنية الوحيدة التي يستند عليها في بحثه العلمي المسهب هي في سورة الواقعة 75-76

( فلا أقسم بمواقع النجوم )

وفي معناها الواضح البسيط الخالي من كل محاولات التفسير والتأويل البعيد عن الواقع أن الله لا يقسم بمواقع النجوم ( أماكنها ) بل يقسم بالقرآن

ومعروف أن الشمس والقمر والنجوم كانت تمثل مكانة رفيعة لدى عرب الجاهلية حتى أنهم كانوا يعبدونها . وكان الأجدر به أن يقول أن الله أراد للعرب أن يتحولوا من النظر إلى النجوم إلى القرآن وما في هذا التحول من مغزى من التحول من العبادات الوثنية إلى الديانة الجديدة . أما هذه المحاولات الساذجة من إلباس الموضوع الثوب العلمي فهي محاولة غير علمية بالمرة

ثالثاً : امتلأت كتابات ما قبل الإسلام وخاصة في الجاهلية بمثل هذا الأسلوب وإذا تجاوزناها إلى كتب الوحي الإلهي في التوراة والإنجيل لوجدنا نفس الأسلوب في الاستشهاد بحركات النجوم وغيرها لوجدنا أن الأمر خالي من أي إعجاز أو سر في القرآن

رابعاً : مازلت أقول أنه لا غبار على البحث العلمي الجغرافي في علم الفلك ولا غبار على التفسير الديني للقرآن الكريم ولكن الإشكالية تأتي عندما يحاول أستاذنا الجليل إضفاء نوع من الشرعية على رواج بحثه العلمي مع قراءته الدينية والتي هي ليست بحثه هو .. حيث أنه بالطبع استقاها من كتب علماء حقيقيين في الفلك والعلوم الحديثة والتي لا علاقة لها بالدين بالمرة 

وقراءته القرآنية التي تشكل أزمة بحق حيث أنه حمل الأمر أكثر مما يحتمل وجعل من أسلوبه التلفيقي التحميلي ما لا طاقة لأحد به . فلا النص القرآني تحدث عن مواقع أصلية وأخرى ظاهرية ولا كل ما جاء في بحثه العلمي

إذن البحث سليم وعلمي وجليل والآيات من الواقع الديني لا غبار عليها ولكن محاولة استنباط حقائق علمية من هذه الآية باطل وغير شرعي وليس له أي سند أو دليل

وأنا أنصحه وأنصح غيره ممن اعتادوا على البحث والتنقيب في سلة الاكتشافات العلمية الحديثة ومن ثم التنقيب في أحد الآيات القرآنية لإيجاد شبهة أو قرينة لها في القرآن ثم الخروج علينا من كهوفهم بالتهليل والصياح وإدعاء اكتشاف المعجزات في القرآن .. أقول له ولهم ولكل أصحاب مثل هذا المنهج عليهم أن يكتشفوا الحقائق العلمية في القرآن والتي دلت عليها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام حتى إذا توصل العلماء لحقيقة منها أن يقولوا صادقين قد سبقهم إليها القرآن . وإن كان الحال كذلك فلماذا لم تتعرف أنت وغيرك من علماء الإسلام على هذه الحقائق المذهلة في الطبيعة والفلك و … غيرها من مئات السنين ؟

ويقوم هؤلاء العلماء بمهمة الترزي الذي يستخدم الآيات في تفصيلها على مقاس الحقيقة العلمية الحديثة التي تم التوصل إليها دون التقيد بالأمانة العلمية أو الموضوعية في الحديث أو ترابط الأمرين معاً . فهو متحرر من كل أشكال المنطق والموضوعية في سبيل الوصول لمثل هذه النتائج والتي يمكن أن يتقبلها الجماهير بحماس على أنها حقائق لأنها تدغدغ مشاعرها وتثبت موروثاتها وما تريد سماعه . فالناس في بلادنا يحبون سماع ما يروقهم وليس سماع الحقيقة

إن هذا الأسلوب يدل على الفقر الفكري وهو بمثابة شهادة إفلاس ومحاولات رخيصة للتمسح في الاكتشافات العلمية والعلوم الطبيعية بمحاولات واهية لربطها بمقولات دينية ليس لها بها أي علاقة وليس لها من دليل أو سند .. إنما هي محض تخيلات أصحابها ومحاولة لإغراق شعوب هذه المنطقة في المزيد من الجهل والضلال بافتعال مثل هذه التصورات بتحريف الآيات عن مواضعها ومعناها الأصلي والغرض الأساسي التي قيلت فيه

وأفتونا بالآتيات إن كنتم صادقين وإن كان لكم من العلم الحديث حقاً ، فأما أن تواكبوا الشعوب المتقدمة في نبوغها العلمي وتضاهوها فيما وصلت إليه وإما تعلنوا لنا عن معاني وحقائق عميقة في القرآن لم يتوصل إليها العلم حتى الآن لتتركوا للحقيقة أن تعلن عن نفسها

أما هذا الأسلوب في الاكتشافات العلمية وهذا المنهج الذي يتبعه أمثال هذا الدكتور فهو أشبه باللص الذي يسرق مخترعات الآخرين ويسرع بها ويكتب عليه اسمه ويثبت براءة اختراعه وإن استطاع أن يخدع الكل يستطيع أن يخدع نفسه

وإن استطاع خداع نفسه لتورطه في الكذب لفترات طويلة

فهل يستطيع خداع ربه ؟

 

إمضاء:

صوت صارخ

 

والسماء ذات البروج .. من أسرار تخلفنا العلمي

 

والسماء ذات البروج

من أسرار تخلفنا العلمي

 

من أسرار تخلفنا العلمي هو إصرارنا على كل ما هو ليس علمي ووصمه بالعلمية

ومن بين هذه المحاولات الفاشلة اليائسة تلك المقالات التي ينشرها العالم المزعوم بجريدة الأهرام تحت عنوان أسرار القرآن

ورداً على مقال آخر من مقالاته وتحت عنوان " والسماء ذات البروج " نقرأ ما يلي

أولاً : الاستهلال ببعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن البروج ثم شرح لمعنى كلمة البروج في اللغة العربية وهو بحث شيق في علم اللغة يشكر عليه

ثم يتابع الأستاذ الجليل باستخراج الآيات التي ذكرت البروج في القرآن وآراء المفسرين والشراح لهذه الآيات

ونأتي بعد ذلك للجزء العلمي وهو الجزء الأكبر من عملية بحث العالم الفاضل فيقدم لنا بحثاً شيقاً بأسلوب جذاب يستعرض فيه الجانب العلمي من الموضوع ويتابع معنا التطور التاريخي للاكتشافات العلمية في هذا الموضوع ويختم مقاله بربط العلم بالقرآن ووضع وجهة نظره التي سنتعرض لها الآن فيقول في أهمية البروج

البروج كوسيلة الاهتداء في ظلمات البر والبحر:

وتقول الآية القرآنية " وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون " الأنعام 97

ويقع العالم في أول مطب حينما يحمل النص فوق ما يحتمل محاولاً أن يوهمنا بأن النص يقصد أن النجوم بتكوينها الذي توصل إليه العلماء الآن ترشد وتحدد للإنسان الاتجاهات الأربع الأصلية .. الأمر الذي لا يمت بصلة للنص القرآني حيث أن الآية تتحدث عن النجوم أو البروج كأجسام مضيئة في الظلام فيمكنها أن تهدي البشر أثناء الليل ودليلي على عدم صحة رأي العالم الجليل وجود كلمة ظلمات

فلو كان يقصد دور البروج ( النجوم ) كمرشد للاتجاه الجغرافي لما ذكر الظلمات . فالمعنى الأقرب للنص والمعنى المباشر له يدل على إرشاد النجوم كمصدر ضوئي تهدي البشر أثناء الظلام ليس كمصدر جغرافي ولا علاقة بالنص من بعيد أو قريب لموضوع تحديد الاتجاهات الجغرافية من شمال وجنوب وشرق وغرب وكل ما قصده كاتب الآيات أن البروج ترشد بنورها الإنسان براً وبحراً في الظلام .

بل إنني أتجاوز القول للحد الذي إذا اعتبرنا أن البروج وسيلة لتحديد الاتجاهات الأصلية الأربع فإن ذلك أيضاً كان شائقاً في ذلك العصر حيث كان الملاحون يتابعون سيرهم من خلال متابعتهم لحركة النجوم كما أشار بولس الرسول في سفر أعمال الرسل قبل كتابة القرآن بنحو سبعة قرون ( أعمال 20 : 27 ) وبذلك يمكننا أن نجزم أنه لا إعجاز علمي في القرآن

ويستطرد عالمنا الجليل فيستخرج الآيات التي تتحدث عن البروج لزينة السماء . " وجعلنا في السماء بروجاً وزيناها  للناظرين " ( الحجر 16 )

" إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب " ( الصافات 6 )

وبالطبع لا يوجد أي اعجاز علمي في الآيات السابقة حيث الوصف الطبيعي والجميل لوجود النجوم في السماء كمصابيح في السماء تضئ الليل وهذا ما يمكن لأي شخص يسكن الصحراء أن يراه بالعين المجردة ويتغنى بجمال خلقة الله وتكوين الخالق للكون من حولنا وهو ما نتفق تماماً معه . ويا سبحان الله ولكن هذا لا يدل بالمرة على أي اعجاز علمي في القرآن !!

أما كلماته عن الشياطين ومحاولاتهم التلصص على أخبار السماء الدنيا فليس فيها من العلم شيئاً . ولم يتوصل العلم إلى الآن الكشف عن محاولات الشياطين استراق السمع ليلقون بشيء من المعلومات إلى أعوانهم من الدجالين والمنجمين وغيرهم وأن النجوم وقفت لهم بالمرصاد !!

ويختم العالم الجليل مقاله أن الروح والنجوم والكواكب مصدر من مصادر رزق السماء .

ويخلط كالمعتاد بدون دليل أو سند بين الحقائق العلمية المأخوذة من كتب حضارة الغرب وبين آيات القرآن البعيدة كل البعد عن الحقائق العلمية التي يحاول إيهامنا بأنها موجودة في القرآن . فيقول إن العلم التجريبي يؤكد بأن كافة العناصر يخلقها الله في قلب النجوم . ويحاول أن يربطها بالنص القرآني : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " والذي يتكلم ببساطة عن الرزق هو من عند الله .

وكما شرحها هو بنفسه نقلاً عن أسلافه من المفسرين بأنها تعني أمر الرزق وتقدير الموعود وأن الموعود به هو الجنة أو النار والثواب والعقاب . ولا مجال لإدخال لعبة العلم في نصوص القرآن .

واتقي الله في علمك . ولا تأخذ من علوم الآخرين لتلبسه ثوبك فأظن إن هذا تعدي على الحقوق الفكرية والعلمية للآخرين ولماذا تتمسح في علوم الكافرين وأعداء الإسلام والأولى والأجدر بك أن تشجع الشباب ألا يستغرقوا في تلك الخرافات المفبركة من خيال مريض بل أن يجتهدوا كما اجتهد الآخرين حتى يصلوا إلى صحيح العلم بدلاً من تلك الأوهام التي لا تنفع ولا تزيد أصحابها إلا المزيد من الجهل ويا للسخرية باسم العلم !!

لكن بما إننا نتحدث عن البروج والنجوم اللامعة في السماء دعني أحدثك عن نجم النجوم ، ملك الملوك الذي يشهد عن نفسه فيقول في سفر الرؤيا 22 : 16-17

" أنا يسوع .. أنا أصل وذرية داود كوكب الصبح المنير .. ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً "

هذا الذي تحققت فيه جميع النبوات الحقيقية التي قيلت قبل مئات السنين عن مكان مولده .. وعن طريقة ميلاده الإعجازية من عذراء .. عن كونه الإله الأزلي السابق لوجوده الزمني على الأرض .. كإنسان عاش بشريتنا .. عن تعاليمه ومعجزاته .. عن آلامه وصليبه .. عن قيامته وانتصاره .. عن نمو ملكوته .. وعن ظفره النهائي على كل أعدائه .. وأنه لن يقوى إنسان أو شياطين أو أي أمة أو مملكة وإن اتحدت كل القوى البشرية والشيطانية لابد أن تخضع في النهاية لخالق الكون ولفادي البشر .

ولكن اليوم أصلي أن ينفتح كل قلب لنداء المسيح الذي لا يشاء أن يموت الإنسان في عناده وضلاله وألا يتمسك بطريق تبدو للوهلة الأولى مستقيمة ولكن عاقبتها الموت وجهنم

فهو الذي خلقك ويحبك ودفع ثمن حياتك الأبدية ولا يمكن لك بأي حال من الأحوال أن تدفع ثمن الحياة بعد الموت لأنه يفوق إمكاناتك بكثير .

فلا صلاحك .. ولا أعمالك .. ولا نياتك الحسنة يمكنها أن تعفو عنك . وطريق رحمة الله قد ظهر في صليب المسيح الذي تجسدت فيه الرحمة الكاملة والعدالة التامة عندما احتمل تنفيذ العقوبة في شخصه كي يعطي لكل إنسان إمكانية الرحمة وغفران الخطايا .

المسيح مات على الصليب من أجلك .. هذا حق

فهل تقبل ما كلفه من آلام وحب ؟ وهل تقبل العمل الذي لا يمكنك أن تزيد أو تنقص عليه ؟ هل تكفر الآن بأعمالك البشرية الناقصة ؟ وتقبل العمل الإلهي الكامل .

افعل هذا فتحيا كما قبله الملايين والملايين قبلك حول العالم

هذا هو الصراط المستقيم والرب معك .

 

إمضاء :

صوت صارخ

ضيق النفس وضيق القلوب

 

ضيق النفس وضيق القلوب

مازال الدكتور زغلول النجار يلعب دور العالم الوحيد بأسرار القرآن فيواصل نشر أبحاثه الفذة في جريدة الأهرام

ولا يسعنا هنا سوى التعقيب على ما جاء في مقاله الأخير في الحلقة الحادية والعشرين بتاريخ 8 أكتوبر2001 تحت عنوان الآية رقم 125 من سورة الأنعام

وكعادته في جميع مقالاته، تنقسم المقالات إلى ثلاثة أجزاء

الجزء الأول منها ديني بحت يسرد فيه الآيات القرآنية ويشرحها

ثم يقدم بعض الدلالات اللغوية لألفاظ الآية واستعراض معاني القرآن لتلك الألفاظ الواردة في الآية وشروح المفسرين الأولين للآية

ثم يختم مقاله ببحث علمي شيق يبلغ أكثر من نصف المقال، يتحدث فيه عن حقائق علمية مجردة يحاول بالطبع أن يلصقها بالآيات القرآنية

ومن اللافت للنظر أن الشروح القرآنية لأسلاف المسلمين ليس بها من قريب أو بعيد أي إشارة لتفسيرات سيادته العلمية الحديثة وهي الشروحات الأكثر منطقية والأكثر موضوعية والتي تتناسب مع سياق الآية والتي تتمشى مع العقل

أما محاولات هذا العالم الجهبذ إنما هي محاولات تلفيقية لا سند لها ولا عماد ، تحاول أن تروج لمعجزة لم تحدث. وأستطيع أن أشبه ما يفعله هذا الدكتور بما يفعله السحرة والحواة ، فهم عندما يقومون بإخراج أرنب من داخل قبعة فارغة لا يقومون بمعجزة وإنما يخدعون أبصار المشاهدين بحيلتهم وخفة يدهم. ورغم أن المشاهدين يعلمون جيداً أن هذا خداع محض إلا أنهم ارتضوا للساحر ولأنفسهم أن يعيشوا في المجال الخادع والمزيف ليستمتعوا بأوقات من الترفيه الرخيص يستعذبون خلاله خداع ذلك الساحر ومهارته في مغافلتهم

كذلك يستعذب البعض بمقالات هذا الرجل اللا علمية لأسباب متنوعة تماماً - كما يستمتع العديد من البشر بالأفيون والكحوليات والاستغراق في مشاهدة المشاهد العارية كي يتخلصون من واقع يزعجهم أو حقيقة داخلية تؤرق ضمائرهم

فهم بهذا يهربون من الحقيقة إلى الزيف ، ويعيشون في عالم وهمي خادع ، تنشرح فيه صدورهم كما تنشرح تماماً صدور العابثين ممن يستمتعون بلحظات يستنشقون فيها المخدرات فتذهب بعقولهم بعيداً ويقضون فعلاً لحظات في النشوة واللذة الرخيصة . ولكنهم يكبلون بعدها بقيود ثقيلة لا يستطيعون الفكاك منها. فيكون الثمن باهظاً لقاء لحيظات من السعادة الزائفة

وربما كان الأمر في قضيتنا أخطر، حيث أن المعروض للبيع إيماناً وعقيدة يطمئن لها القلب ويستريح في أحضانها من يعتقد أنه دين الله . من لم يأتيه الشك من فوقه أو من تحته

وفي الحقيقة هو واقع بين أنياب ذئب مفترس هو أبعد ما يكون عن الاستقامة والعدل وما يمكنه أن ينتسب إلى الله لا من قريب ولا من بعيد

فبعد أن يبتلع الطـُعم الذي في مقال من نوعية مقالات عالمنا الجليل إنما يجد نفسه معتنقاً لعقيدة تبيح قتل الآخرين ولا تبيح للآخر الحق في الحياة أو التعبير عن رأيه، أو حق المسلم في تغيير دينه، أو حق المرأة في معاملة متساوية مع الرجل، أو الحق لأي إنسان في مراجعة هذه العقيدة حتى يكون له الحق والحرية في قبولها أو رفضها وإلا يكون كافراً يقام عليه حد الردة

ولنا في تاريخ الإسلام المشرف العبرة في حروب الردة التي تكونت منها الأمة الإسلامية بعد موت محمد ليتثنى لأبي بكر خليفته إخضاع المسلمين بقوة السيف وقهرهم ليقبلوا ديناً أكرهوا عليه

مهما قيل من تبريرات وأكاذيب إلا أن التاريخ يفضح ممارسات الإسلام قديماً وحديثاً. وعلى كل مسلم أن يراجع صحيح دينه ويقارنه بالأديان الأخرى الحقيقية ليكتشف بنفسه الغض من الثمين .. والحقيقي من المزيف ويعلم علم اليقين أن هذا الدين ليس من عند الله ، وأن الله لا يمكن أن يرسل عقيدة تروع الآمنين وتدعو للتناحر والتخاصم والتقاتل

وإنما الله يدعو إلى المحبة والتسامح والعيش في سلام. وإني أدعو ذوي العقول الراجحة لتدبر أمرها في شئون مصيرية تتعدى هذه الحياة الوقتية لتعلم أين سيكون مستقرها في الدار الآخرة

ونعود لموضوع المقال، حيث بنى سيادته نظريته بالكامل على معنى أن من أراد الله أن يضله جعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء

وحاول إدخال البعد العلمي على هذه الآية وراح يشرح بإسهاب وتطويل أبعاد الغلاف الجوي للأرض ومكوناته وتفاصيله معتمداً على أن مضمون الآية يقصد بها صعود الإنسان في مجال جوي مرتفع وما يصيبه من ضيق تنفس نتيجة لتغيرات جوية في الحرارة والضغط الجوي وغيرها

وعندما عدت إلى شروح المفسرين لهذه الآية وجدت أنهم فهموا هذه الآية ببساطة بمعنى أنه أنه سيكون من المستحيل عليه (أي الإنسان الغير مؤمن) الصعود للسماء وهذا سيكون شاقاً عليه ( ليس هو أمر مستحيل وفقاً لمعايير ذلك العصر) وليس كل هذا اللغو في أمر الغلاف الجوي وضيق التنفس والحقيقة أن مقالته هي التي أصابتنا بكرشة النفس وضيق الأفق. فلا إعجاز علمي ولا إعجاز قرآني. وكل الإعجاز كله في محاولتك إظهار ذلك الإعجاز وهو بالطبع ليس إعجازاً وإنما هو العجز المبين

وتفسيره بعيد عن كل عقل، وكل مستمع لبيب سيعرف على الفور أنها ألعاب حواة. وإنما من أراد أن يستمتع بألعاب الحاوي فعليه أن يجلس ويضحك ويصفق لمهارة وبراعة الحاوي التي لم تدهشني ولم تبهرني أنا شخصياً

أما عن قوله عن الدين أنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل الإنسان محتاج فيه إلى الهداية الربانية، تلك الهداية التي أنزلها الله على فترة من الرسل وبينها للناس بواسطة جيش من الأنبياء فاق عدده المائة والعشرين ألفاً

ولنا هنا مقال آخر في موضع آخر حيث أن للكلام بقية وفي القلب شجن

 

:إمضاء

صوت صارخ

 

مائة وعشرون ألف نبي

 

مائة وعشرون ألف نبي

 

عندما يريد الله أن يعلن للبشر عن الحق فهل يأتمن رسولاً واحداً ؟ أم عدداً من الرسل والأنبياء ؟

العقل السليم يقول : مجموعة من الرسل والأنبياء

ويتم هذا في عصر واحد أم على مدى جميع العصور ؟

ويعود العقل السليم ليجيب : على مدى العصور

وبالطبع تكون جميع الرسالات ذات مضمون واحد بما أن مصدرها واحد. وهذا لا يحتاج إلى عقل سليم. فبالطبع يجب أن تكون شهادة جميع الرسل والأنبياء متوافقة إن لم تكن متطابقة

ويخرج علينا العالم الدكتور في مقاله

بتاريخ 8 أكتوبر2001 ليقول : أن الهداية التي أنزلها الله استلزمت جيش من الأنبياء فاق عدده المائة والعشرين ألفاً

أنا بالطبع لا أدري من أين أتى بهذا العدد الضخم من الأنبياء وما هي مصادره التي استقى منها هذا العدد. ولكن لا يهمنا العدد إنما يهمنا المعنى. فنحن متفقون على أن الله عز جلاله قد أرسل جمعاً من الأنبياء على مر الزمن لهداية البشر

فهل لنا أن نطلع على أصول هذه الرسالات التي جاء بها الأنبياء الأولون لنطابقها بما عندنا من كتب الوحي حتى تطمئن قلوبنا بأن ما بين أيدينا هو فعلاً مصدقاً لما قاله الأولون من الأنبياء ؟

وإلا فما هو دليل آخر الأنبياء وخاتمهم بأنه جاء مكملاً لرسالة من جاءوا من عند الله قبله ؟

ستقول لي بأن اعترافه بجميع الأنبياء والرسل بدءاً من آدم وحتى عيسى يدل على أنه يستند إلى شرعية دينية، فقد جاء بالدين الخاتم ليكمل الرسالات السماوية التي سبقته

فبذلك هو في حالة توافق مع ما جاء من قبله وليس في حالة تصادم

ولكن أحقاً هذه هي الحقيقة ؟

إن النظرة الأولى وللوهلة الأولى يمكن لأي إنسان أن يظن بأن الإسلام قد جاء فعلاً مكملاً لليهودية والمسيحية بدين يعترف بالأديان التي قبله وبجميع الرسل وحتى أنه يشترط الإيمان بكافة الرسل شرطاً للإيمان بالإسلام ، وهكذا يبدو هذا الدين معتدلاً وسطياً رحباً يضم بين جوانبه الصحيح من الإيمان من الأديان السابقة له بل ويزيد عليها الرسالة النهائية الكاملة المتمثلة في القرآن وحياً من عند الله والإسلام ديناً للبشرية كافة

ولكن ما مدى صحة هذه الأقوال ؟

الحقيقة أن الإسلام اعترف باليهودية والمسيحية اعترافاً شفهياً شكلياً فارغاً من أي مضمون. ورغم ذكر التوراة والإنجيل والزابور وهي بعض من أجزاء الكتاب المقدس إلا أنه كان غامضاً بشأنها

فنحن نحتاج لمراجعة أي مادة جديدة في ضوء المادة القديمة أي أن الإنسان في عصر أي نبي جاء يحتاج أن يطابق تعاليمه ورسالته في ضوء ما يوجد عنده من كتب الوحي الإلهي للأنبياء السابقين وذلك حتى يحكم على صدق نبوة الرسول في عصره

وهذه هي الحكمة الإلهية بأن الله لم يكتف بنبي واحد فقد أرسل أنبياء كثيرين للبشرية في كل زمان وأراد أن يؤكد للبشرية التوافق بين رسله وأنبيائه حيث أن مصدرهم واحد وهو الله

وبذلك يطمئن الإنسان لما بين يديه من كتب الوحي الإلهي إذ كانت متوافقة مع ما جاء من قبلها. ونرى في موقف المسيح الذي درس كتب موسى المسماة (بالتوراة) والمزامير وكتب الأنبياء وشجع معاصريه على قراءتها عندما قال: فتشوا الكتب .. وهي التي تشهد لي

ولم يقل هذا فقط بل درسها وعلم منها واستشهد بها وقال ما جئت لأنقض بل لأكمل

فصاحب الرسالة الحقيقية من الله لن يسعى لهدم ما قبله من رسالات وإتهامها بالتزييف حتى يثبت أقواله ويرسخ أعمدة مؤسسته بل سيستمد دعائم ما يعلم به من الدعائم التي أرساها الله بنفسه من خلال رسله الأولين ومن خلال كتبه التي أوصى إليهم بها

وهذا ما لا نراه في وضع الإسلام الذي راح يكيل التهم جزافاً لليهود والنصارى بتحريف كتبهم. وبالطبع هذه تهم باطلة حيث أن التوراة والإنجيل ليست كتب اليهود والمسيحيين وإنما كتب الله. ومن أراد أن يتهم هذه الكتب بالتبديل والتغيير إنما ينسب بجهالة الاتهامات إلى الله نفسه صاحب هذه الكتب

وعلى كل مسلم يغار على الحق أن يراجع صحيح الرسالات السماوية من مصادرها الحقيقية اليهودية والمسيحية حتى يتبين له الحق من الباطل

 فإن هذه الأمور المصيرية التي يتعلق بها مستقبلنا الأبدي في الحياة الآخرة غير قابل للمجازفة والمقامرة أو للإيمان الأعمى الذي لا يستند على الحقائق والدعائم الإلهية السليمة

أعطانا الله العقل السليم لكي نحكم على الأمور بمنطق سليم

وأول هذه الأمور مراجعة الكتب بعضها ببعض ليتكشف لنا ما هو حق مما هو باطل، ما هو من عند الله مما هو هوى ينطق به البشر. واليوم الغيمة تتكشف والسواد ينزاح عن الأعين

نصلي لكل الناس في كل مكان أن تنزاح الغمامة من على أعينهم حتى يبصروا النور الحقيقي الذي يبدد ظلام الضلال ويعطي يقين الغفران والحياة الأبدية التي لا يملك أن يعطيها إلا الله وحده ، صانع الخلاص .. ومانح الحياة للإنسان العاجز من خلال الإيمان بكلمته الحية الحقيقية التي تمنح الشفاء والحياة

 

:إمضاء

صوت صارخ

 

الصفحة الرئيسية