مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ

أليست هذه الحقيقة ظاهرة طبيعية معروفة لدى كل صياد بسيط يصيد في نهر عذب يصبّ ماءه في بحر مالح؟.. لقد قام محمد برحلات تجارية في خدمة خديجة، وسافر حتى حلب شمالي دمشق، ولعله في رحلةٍ من هذه ذهب إلى ساحل سوريا أو لبنان، وسمع من بحّار عن عدم امتزاج الماءين المالح والعذب.
وهل إذا صدق الإعجاز في النصف الأول من الآية يَصْدق أيضاً في النصف الثاني منها، والذي يقول إن اللؤلؤ والمرجان يخرجان منهما (أي العذب والمالح) وهو ما يخالف الحقائق العلمية؟
فالبدائيون الذين صنَّفوا الحيوانات لم يغفلوا أن هناك حاجزاً بين الماء المالح والماء العذب. ولكن هذا الحاجز لا يدوم إلى ما لانهاية، فإن نوعي الماء يمتزجان بعد مسافة معينة! بينهما برزخ لا يبغيان إلا بعد مسافة! ولا يوجد في البحر حاجز، ولا أغشية تمنع اختلاط نوعي الماء. وقد استدرك د. بوكاي فقال في نهاية حديثه عن البحار: فاختلاط المياه لا يتم أحياناً إلا في عرض البحر
فإن لم تكن التيارات البحرية العميقة معروفة لأهل مكة والمدينة، فكيف يفهمون التعبير بحر لجى يغشاه موج من فوقه . لا بد أنهم فهموا التعبير كمثَلٍ عن متاعب الكافر، أو لم يفهموه مطلقاً. وفي هاتين الحالتين لا يكون ذلك آية .
ويمكن أن يكون للتعبير معنيان: معنى ظاهر يدركه كل من سمعه من النبي، ومعنى أعمق يتضح بعد مرور الوقت. وربما كان هذا ما قصده د. بوكاي ود. تركي من التعبير بحر لجي يغشاه موج من فوقه ومن الحديث عن الماء المالح والعذب. وفي الفصل القادم سنتحدث عن بعض الآيات القرآنية التي يبدو أنها أعطت معنى خاطئاً عندما قيلت منذ 1400 سنة، ولا تزال تضع أمامنا مشاكل فقهية.
في سفر التكوين 1 :

6 وقال الله ليكن جلد في وسط المياه.وليكن فاصلا بين مياه ومياه.
7 فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد.وكان كذلك.

فهل الأصل هو الاعجاز ام نسخة النقل؟

الصفحة الرئيسية