نظرية فداء المسلمين باليهود
والنصارى !
ـ روى مسلم في ج 8
ص 104
عن أبي موسى الاَشعري قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهودياً أو
نصرانياً فيقول هذا فكاكك من النار !! ورواه ابن ماجة ج 2 ص 1434 عن أنس وزاد في
أوله ( إن هذه الاَمة مرحومة عذابها بأيديها ) وقال في هامشه : في الزوائد : له
شاهد في صحيح مسلم من حديث أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه . وقد أعلَّه البخاري .
ـ وقال السيوطي في
الدر المنثور ج 5 ص 251
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن عوف بن مالك عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمتي ثلاثة أثلاث ، فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ،
وثلث يحاسبون حساباً يسيراً ثم يدخلون الجنة ، وثلث يمحصون ويكسفون ، ثم تأتي
الملائكة فيقولون وجدناهم يقولون لا إلَه إلا الله وحده فيقول الله : أدخلوهم الجنة
بقولهم لا إلَه إلا الله وحده واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب ، وهي التي قال الله
:
--------------------------------------------------------------------------------
( 245 )
وليحملن أثقالهم
وأثقالاً مع أثقالهم وتصديقاً في التي ذكر الملائكة قال الله تعالى : ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فجعلهم ثلاثة أنواع فمنهم ظالم لنفسه ، فهذا الذي
يكسف ويمحص ، ومنهم مقتصد وهو الذي يحاسب حساباً يسيراً ، ومنهم سابق بالخيرات فهو
الذي يلج الجنة بغير حساب ولا عذاب بإذن الله ، يدخلونها جميعاً لم يفرق بينهم ،
يحلون فيها من أساور من ذهب إلى قوله لغوب . انتهى . ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد
ج 7 ص 95 وقال : رواه الطبراني وفيه سلامة بن رونج وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية
رجاله ثقات.
ـ وقال النبهاني في
جامع الثناء على الله ص 41
روى الاِمام أحمد ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : يجمع الله الاَمم في صعيد واحد يوم القيامة ، فإذا بدأ الله
يصدع بين خلقه مثَّل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونه حتى يقحموهم النار ، ثم
يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول : من أنتم ؟ فنقول : نحن المسلمون ،
فيقول : ما تنتظرون ؟ فنقول : ننتظر ربنا ! فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فنقول
: نعم ، فيقول كيف تعرفونه ولم تعرفوه ؟ فنقول : نعم ، إنه لا عدل له فيتجلى لنا
ضاحكاً !! فيقول : أبشروا يا معشر الاسلام فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت في النار
يهودياً أو نصرانياً مكانه !! انتهى
وما ذكره النبهاني رواه أحمد في ج 4 ص 407 و 408
ورواه أيضاً في ج 4 ص 391 وص398 وص 402 وص 410 بروايات متعددة ، وفي كنز العمال ج 1
ص 73 وص 86 وج12 ص 159 وص 170 ـ 172 وج 4 ص 149 عن مصادر متعددة .
وما تدعيه هذه الروايات من رفع جرائم أحد ووضعها
على ظهر أحد لا علاقة له بجرمه . . أمرٌ لا يقبله دينٌ ولا عقل ، ويرده قوله تعالى
( لا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى ) .
أما الذين قال الله
تعالى إنهم يحملون أثقالاً مع أثقالهم ، فإنهم الُمضِلُّون الذين يحملون من أثقال
الذين أضلوهم ، لأنهم شركاء في كفرهم ومعاصيهم ، ثم لا ينقص
--------------------------------------------------------------------------------
( 246 )
من أثقال الضالين
شيء ، لا أن جرائمهم تسقط كما تدعي هذه الرواية !!
والظاهر أن هذه المقولات ردةُ فعلٍ من بعض
المسلمين على زعم اليهود بأنهم لا تمسهم النار إلا أياماً معدودة ثم يخلفهم فيها
المسلمون ، كما تقدم في فصل الشفاعة عند اليهود ! فاخترع لهم أبو موسى الأشعري أو
غيره نظرية فداء المسلم من النار بيهودي أو نصراني ! كما يفعل المجرم الشاطر فيفدي
نفسه من مشكلة تحصل له في الدنيا بأن يجعلها في رقبة غيره زوراً وبهتاناً ! !