محاولة القرشيين حرمان بني هاشم من شفاعة النبي
توجد عدة مسائل تتعلق بأسرة النبي صلى
الله عليه وآله بني عبد المطلب وبني هاشم .
المسألة الاَولى ، في إيمان آباء النبي
وأمهاته صلى الله عليه وآله : ومذهبنا أن كل آباء النبي وأمهاته مؤمنون طاهرون
مطهرون ، من آدم وحواء إلى عبد الله وآمنة ، صلوات الله عليه وعليهم . وقد روينا
في ذلك أحاديث صحيحة ودلت عليه آيات كريمة ، ووافقنا على هذا الرأي عدد من علماء
إخواننا السنة مثل الفخر الرازي والسيوطي وغيرهما ، وألفوا في ذلك رسائل مستقلة .
بينما قال أكثر السنة إن آباء النبي
وأمهاته صلى الله عليه وآله كفار مشركون ، وأنهم في النار ، ورووا في ذلك روايات
هي عندهم صحيحة ! منها رواية خشنة رواها مسلم في ج 1 ص 133 : أن رجلاً قال يا رسول
الله أين أبي ؟ قال في النار ، فلما قفى دعاه فقال : إن أبي وأباك في النار !!
--------------------------------------------------------------------------------
( 274 )
المسألة الثانية ، في شفاعة النبي صلى
الله عليه وآله لبني هاشم وبني عبد المطلب ، وهم ثلاثة أصناف : صنف مات قبل البعثة
. وصنف أسلموا وهاجروا وجاهدوا مع النبي صلى الله عليه وآله . وصنف لم يذكر
التاريخ أنهم أسلموا ولكنهم ناصروا النبي صلى الله عليه وآله في مواجهة قريش
وتحملوا معه حصار الشعب ثلاث سنين ، وهم كل من بقي من بني هاشم وبني عبد المطلب
ماعدا أبي لهب .
ومذهبنا أن شفاعة النبي صلى الله عليه
وآله تشمل أول ما تشمل بني هاشم وبني عبد المطلب ، من ارتضى الله منهم ، وكلهم
عندنا مرضي إلا من ثبت فيه عدم الاِرتضاء وأنه من أهل النار مثل أبي لهب . وقد ثبت
عندنا إسلام أبي طالب وإيمانه ، وأنه كان يكتم إيمانه مثل مؤمن آل فرعون .
ومذهب إخواننا السنة في هذه المسألة
متفاوت ، ففي رواياتهم ما يوافقنا تقريباً ، وفيها روايات تحاول حرمان كل بني هاشم
من شفاعة النبي صلى الله عليه وآله !
المسألة الثالثة : في موقع علي عليه
السلام وعترة النبي صلى الله عليه وآله يوم القيامة من الشفاعة العظمى التي يعطاها
صلى الله عليه وآله . . ومذهبنا أن عترة النبي صلى الله عليه وآله الذين نصَّ
عليهم بأسمائهم هم أوصياؤه وخلفاؤه الشرعيون وأئمة المسلمين وهداتهم بأمر الله
تعالى ، وأنهم خيرة البشر بعد النبي صلى الله عليه وعليهم ، وهم معه يوم القيامة ،
وبأيديهم ينفذ الشفاعة المعطاة له من الله تعالى ، ويفوضهم في كثير من الاَمور .
وقد ثبت عندنا
وروي السنيون أن لواء الحمد الذي هو رئاسة المحشر يجعله النبي صلى الله عليه وآله
بيد علي عليه السلام كما كان صاحب لوائه في الدنيا .
وأن مقام الصديقة
الزهراء عليها السلام في الشفاعة يوم القيامة مقام مميزٌ حتى من بين العترة .
أما السنيون فليس لهم مذهبٌ واحدٌ في مقام
عترة النبي صلى الله عليه وآله يوم القيامة ، بل حتى في مقام صحابته ، لاَن
رواياتهم في ذلك متناقضة . . فهم يريدون إعطاء الصحابة المرتبة الأولى بعد النبي
صلى الله عليه وآله ، ولكن النصوص الصحيحة عندهم في دخول
--------------------------------------------------------------------------------
( 275 )
بعض الصحابة النار
، وفي المقام المميز للعترة الطاهرة ، تأبى عليهم ذلك ، فيقعون في حيص بيص !