الحادثة في بعض
روايات أهل البيت عليهم السلام
ـ قال النيشابوري
في الفضائل ص 134
عن سليم بن قيس يرفعه إلى أبي ذر والمقداد
وسلمان قالوا : قال لنا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب : إني مررت بفلان يوماً فقال
لي : ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة ! قال : فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وآله فذكرت ذلك له ، فغضب غضباً شديداً ، فقام فخرج مغضباً
وصعد المنبر ففزعت الاَنصار ولبسوا السلاح ، لما رأوا من غضبه ، ثم قال : ما بال
أقوام يعيرون أهل بيتي ؟!! وقد سمعوني أقول في فضلهم ما أقول ، وخصصتهم بما خصهم
الله تعالى به ، وفضل علياً عليهم بالكرامة وسبقه إلى الاِسلام وبلائه ، وأنه مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي !
ثم إنهم يزعمون أن مثلي في أهل بيتي كمثل
نخلة نبتت في كناسة ! ألا إن الله
--------------------------------------------------------------------------------
( 293 )
سبحانه وتعالى خلق
خلقه وفرقهم فرقتين ، وجلعني في خيرها شعباً وخيرها قبيلة ، ثم جعلهم بيوتاً
فجعلني في خيرها بيتاً ، حتى حصلت في أهل بيتي وعشيرتي وبني أبي ، أنا وأخي علي بن
أبي طالب . . . .
أنا خير النبيين والمرسلين ، وعلي خير
الوصيين ، وأهل بيتي خير بيوت أهل النبيين ، وفاطمة ابنتي سيدة نساء أهل الجنة
أجمعين .
أيها الناس : أترجون شفاعتي لكم ، وأعجز
عن أهل بيتي ؟!
أيها الناس : ما من أحد غداً يلقى الله
تعالى مؤمناً لا يشرك به شيئاً إلا أجره الجنة ، ولو أن ذنوبه كتراب الاَرض .
أيها الناس : لو أخذت بحلقة باب الجنة ثم
تجلى لي الله عز وجل ، فسجدت بين يديه ثم أذن لي في الشفاعة ، لم أوثر على أهل
بيتي أحداً .
أيها الناس : عظموا أهل بيتي في حياتي
وبعد مماتي ، وأكرموهم وفضلوهم ، لا يحل لاَحد أن يقوم لاَحد غير أهل بيتي ،
فانسبوني من أنا ؟!
قال فقام الاَنصار وقد أخذوا بأيدهم
السلاح ، وقالوا : نعوذ الله من غضب الله وغضب رسوله ، أخبرنا يا رسول الله من
آذاك في أهل بيتك حتى نضرب عنقه ؟!!
قال : أنا محمد بن
عبدالله بن عبد المطلب ، ثم انتهى بالنسب إلى نزار ، ثم مضى إلى إسماعيل بن
إبراهيم خليل الله ، ثم مضى منه إلى نوح ، ثم قال : أنا وأهل بيتي كطينة آدم عليه
السلام نكاح غير سفاح !
سلوني ، والله لا يسألني رجل إلا أخبرته
عن نسبه وعن أبيه !
فقام إليه رجل فقال : من أنا يا رسول الله
؟ فقال : أبوك فلان الذي تدعى إليه ! قال فارتد الرجل عن الاِسلام .
ثم قال صلى الله عليه وآله والغضب ظاهر في
وجهه : مايمنع هذا الرجل الذي يعيب على أهل بيتي وأهلي وأخي ووزيري وخليفتي من
بعدي وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي ، أن يقوم ويسألني عن أبيه ، وأين هو في جنة أم في
نار ؟!
--------------------------------------------------------------------------------
( 294 )
قال فعند ذلك خشي فلان على نفسه أن يذكره
رسول الله صلى الله عليه وآله ويفضحه بين الناس فقام وقال : نعوذ بالله من سخط
الله وسخط رسوله ، ونعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، أعف عنا عفى الله عنك ،
أقلنا أقالك الله ، أسترنا سترك الله ، إصفح عنا جعلنا الله فداك . فاستحى النبي
صلى الله عليه وآله وسكت ، فإنه كان من أهل الحلم وأهل الكرم وأهل العفو ثم نزل
صلى الله عليه وآله !!
ـ وقال فرات
الكوفي في تفسيره ص 392
حدثنا عبد السلام بن مالك قال : حدثنا
محمد بن موسى بن أحمد قال : حدثنا محمد بن الحارث الهاشمي قال : حدثنا الحكم بن
سنان الباهلي ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين :
أخبريني جعلت فداك بحديث أحدث واحتج به على الناس . قالت : نعم أخبرني أبي أن
النبي صلى الله عليه وآله كان نازلاً بالمدينة ، وأن من أتاه من المهاجرين مرسوا
أن يفرضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله فريضة يستعين بها على من أتاه ، فأتوا
رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا : قد رأينا ما ينوبك من النوائب ، وإنا
أتيناك لتفرض فريضة تستعين بها على من أتاك .
قال : فأطرق النبي صلى الله عليه وآله
طويلاً ، ثم رفع رأسه فقال : إني لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئاً ،
إنطلقوا فإني لم أؤمر بشيء ، وإن أمرت به أعلمتكم .
قال : فنزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا
محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك ، وما عرضوا عليك ، وقد أنزل الله عليهم فريضة : قل
لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى .
قال فخرجوا وهم يقولون : ما أراد رسول
الله إلا أن تذل الاَشياء وتخضع الرقاب ما دامت السماوات والاَرض لبني عبد المطلب
!!
قال : فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى علي بن أبي طالب أن أصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل : أيها الناس من انتقص
أجيراً أجره فليتبوأ مقعده من النار ، ومن ادعى إلى غير موإليه فليتبوأ مقعده من
النار ، ومن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار !!
--------------------------------------------------------------------------------
( 295 )
قال : فقام رجل وقال : يا أبا الحسن مالهن
من تأويل ؟ فقال : الله ورسوله أعلم . فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره ،
فقال رسول الله : ويلٌ لقريشٍ من تأويلهن ! ثلاث مرات . ثم قال : يا علي إنطلق
فأخبرهم أني أنا الاَجير الذي أثبت الله مودته من السماء ، ثم أنا وأنت مولى
المؤمنين ، وأنا وأنت أبوا المؤمنين .
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال
: يا معشر قريش والمهاجرين والاَنصار . فلما اجتمعوا قال : يا أيها الناس ، إن
علياً أولكم إيماناً بالله وأقومكم بأمر الله ، وأوفاكم بعهد الله ، وأعلمكم
بالقضية ، وأقسمكم بالسوية ، وأرحمكم بالرعية ، وأفضلكم عند الله مزية . ثم قال :
إن الله مثَّل لي أمتي في الطين ، وعلمني أسماءهم كما علَّم آدم الاَسماء كلها ،
ثم عرضهم فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته ، وسألت ربي أن تستقيم أمتي
على علي من بعدي ، فأبى إلا أن يضل من يشاء ويهدي من يشاء . انتهى .
ـ وقال محمد بن
سليمان في المناقب ج 2 ص 122
عن عبد المطلب بن أبي ربيعة قال : قال
العباس : يا رسول الله إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوا ببشر حسن ، وإذا لقونا
لقونا بوجوه ننكرها ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضباً شديداً ، ثم
قال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب عبد الاِيمان حتى يحبكم لله ورسوله . هكذا قال
خالد قال أبو خليفة ، فأما أبي فحدثناه عن يزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد
، عن عبدالله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قلت : يا
رسول الله . . فذكر نحوه أو مثله .
وقال في هامشه :
وروى أبوبكر ابن أبي شيبة في الحديث
الاَول والثالث من فضائل العباس من كتاب الفضائل تحت الرقم : 12259 والرقم : 12261
من كتاب المصنف : ج 12 ص 108 ـ 109 قال : حدثنا ابن فضيل ، عن يزيد ، عن عبد الله
بن الحارث قال : حدثني عبدالمطلب
--------------------------------------------------------------------------------
( 296 )
ابن ربيعة بن
الحارث بن عبد المطلب أن العباس دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغضب ،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أغضبك ؟ قال : يا رسول الله مالنا
ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك ؟! قال :
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ، وحتى استدر عرْق بين عينيه ،
وكان إذا غضب استدر العرق ـ فلما سرى عنه قال: والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب
رجل الاِيمان حتى يحبكم لله ولرسوله . ثم قال : أيها الناس من آذى العباس فقد
آذاني إنما عم الرجل صنو أبيه .
حدثنا ابن نمير عن سفيان عن أبيه عن أبي
الضحى مسلم بن صبيح قال : قال العباس : يا رسول الله إنا لنرى الضغائن في وجوه قوم
من وقائع أوقعتها فيهم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لن يصيبوا خيراً حتى
يحبوكم لله ولقرابتي ، ترجو سلهب شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب ؟!
أقول : والحديث الاَول رواه الحاكم في
فضائل العباس من كتاب المستدرك ج 3 ص 332 قال : أخبرنا الشيخ أبوبكر بن إسحاق
أخبرنا إسماعيل بن قتيبة حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وأبوبكر بن أبي
شيبة قالوا : . . .
وأيضاً الاَولان رواهما أحمد بن حنبل في
مسند عبد المطلب بن ربيعة من كتاب المسند ، ورواه عنه ابن كثير في تفسير آية
المودة من سورة الشورى من تفسيره .
وقد روى الحافظ ابن عساكر معنى الحديث
بوجوه وأسانيد في ترجمة العباس من تاريخ دمشق ، كما أورده أيضاً البدران في تهذيبه
: ج 7 ص 239 فراجعهما .
وروى عمر بن شبه في عنوان : ذكر فضل بني
هاشم . . . من تاريخ المدينة المنورة : ج 2 ص 639 قال : حدثنا يزيد بن هارون قال :
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث عن العباس بن
عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله إن قريشاً إذا لقي بعضها بعضاً لقوا ببشر حسن
وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ! فغضب النبي غضباً شديداً فقال : والذي نفس
محمد بيده لا يدخل قلب عبد الاِيمان حتى يحبكم لله ولرسوله
--------------------------------------------------------------------------------
( 297 )
حدثنا خلف بن الوليد قال : حدثنا جرير عن
يزيد بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث عن المطلب بن ربيعه بنحوه .
حدثنا عمرو بن عون قال : أنبأنا بن
عبدالله عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث عن المطلب بن ربيعة قال : كنت
جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه العباس وهو مغضب فقال : يا نبي
الله ما بال قريش إذا تلاقوا بينها فتلاقوا بوجوه مبشره وإذا لقونا لقونا بغير ذلك
! قال : فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّ وجهه وقال: لا يدخل قلب رجال
الاِيمان حتى يحبكم لله ولرسوله .
وحدثنا عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن
علي قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده قال : قال العباس : يا رسول الله إن قريشاً
تتلاقى بينهما بوجوه لا تلقانا بها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إن
الاِيمان لا يدخل أجوافهم حتى يحبوكم لي .
حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا سفيان عن
أبيه عن أبي الضحى : عن ابن عباس قال : جاء العباس الى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : إنك تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت ! فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لن يبلغوا الخير ـ أو قال الاِيمان ـ حتى يحبوكم لله لقرابتي ، أيرجو
سؤلهم شفاعتي من مراد ولا يرجو بنو عبد المطلب شفاعتي . انتهى .