تبادل المواقع بين
الخوارج والمرجئة !
يحسن هنا أن نسجل أمراً طريفاً نلاحظه في
عصرنا ، وهو تبادل المواقع بين ورثة الخوارج ، وورثة الخلافة الاَمويين والمرجئة !
فورثة الخوارج ( الاَباضيون ) تنازلوا عن
العنف الفكري وسجلوا ليونتهم العقائدية والفقهية تجاه فرق المسلمين . . بينما ورثة
الخلافة الاَموية ( التكفير
--------------------------------------------------------------------------------
( 379 )
والهجرة
والوهابيون ) تخلوا عن أفكار الليونة والتسامح ، وتبنوا مذهب العنف والشدة ،
وأفتوا بكفر كل فرق المسلمين ، ماعدا فرقتهم ! ولعلهم يتخلون أيضاً عن شمول
الشفاعة لكل المسلمين ويحصرونها بفرقتهم . . كما يشم ذلك من فكرهم !
وهكذا تتغير المواقع الفكرية والسياسية مع
العصور من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار . . وسبحان من لا يتغير
المعتزلة مثقفون
متوسطون بين الدولة والخوارج
ـ قال ابن ناصر
الدين في توضيح المشتبه ج 8 ص 204
ولد واصل سنة ثمانين بالمدينة وكان يجلس إلى الحسن البصري ، فلما ظهر بين أهل السنة القول من الخوارج بتكفير أهل الكبائر ، ومن المرجئة بجعلهم إيمان أهل الكبائر كإيمان جبرئيل وميكائيل ، أبدع واصل ( بن عطاء مولى بني ضبة ) قوله في المنزلة بين المنزلتين . . . مات واصل سنة إحدى وثلاثين ومئة