الصغائر تغفر
والكبائر لا تغفر إلا بالتوبة
ـ مقالات
الاِسلاميين للاَشعري ج 1 ص 270
واختلفت المعتزلة . . في الصغائر والكبائر
. . فقال قائلون منهم : كل ما أتى فيه الوعيد فهو كبير ، وكل ما لم يأت فيه الوعيد
فهو صغير . . وقال جعفر بن ميثر : كل عمد كبير وكل مرتكب لمعصية متعمداً لها فهو
مرتكب لكبيرة . . .
واختلفت المعتزلة في غفران الصغائر . . .
فقال قائلون : إن الله سبحانه يغفر الصغائر إذا اجتنبت الكبائر تفضلاً . . وقال
قائلون : لا يغفر الصغائر إلا بالتوبة .
ـ وقال في شرح
المواقف ج 8 ص 303
أوجب جميع المعتزلة والخوارج عقاب صاحب
الكبيرة إذا مات بلا توبة ، ولم يجوزوا أن يعفو الله عنه ، لوجهين : الاَول أنه
تعالى أوعد بالعقاب على الكبائر وأخبر
--------------------------------------------------------------------------------
( 380 )
به أي بالعقاب
عليها ، فلو لم يعاقب على الكبيرة وعفا لزم الخلف في وعيده والكذب في خبره ، وإنه
محال .
الجواب : غايته وقوع العقاب فأين وجوبه
الذي كلامنا فيه ، إذ لا شبهة في أن عد الوجوب مع الوقوع لا يستلزم خلفاً ولا
كذباً .
قالت المعتزلة والخوارج : صاحب الكبيرة
إذا لم يتب عنها مخلد في النار ولا يخرج منها أبداً . وعمدتهم في إثبات ما ادعوه
دليل عقلي هو أن الفاسق يستحق العقاب بفسقه ، واستحقاق العقاب بل العقاب مضرة
خالصة لا يشوبها ما يخالفها دائمة لا تنقطع أبداً . واستحقاق الثواب بل الثواب
منفعة خالصة عن الشوائب دائمة. والجمع بينهما أي بين استحقاقهما محال ، كما أن
الجمع بينهما محال .
ـ وقال في شرح
المواقف ج 8 ص 334
مرتكب الكبيرة من أهل الصلاة أي من أهل
القبلة مؤمن ، وقد تقدم بيانه في مسألة حقيقة الاِيمان وغرضنا هاهنا ذكر مذهب
المخالفين والجواب عن شبهتهم : ذهب الخوارج إلى أنه كافر ، والحسن البصري إلى أنه
منافق ، والمعتزلة إلى أنه لا مؤمن ولا كافر .
حجة الخوارج وجوه : الاَول قوله تعالى :
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون ، فإن كلمة (من ) عامة في كل من لم
يحكم بما أنزل ، فيدخل فيه الفاسق المصدق . وأيضاً فقد علل كفرهم بعدم الحكم ، فكل
من لم يحكم بما أنزل الله كان كافراً ، والفاسق لم يحكم بما أنزل الله .
قلنا: الموصولات لم توضع للعموم ، بل هي
للجنس تحتمل العموم والخصوص .
ـ وفي ثمرات
الاَوراق بهامش المستطرف ص 13
المعتزلة طائفة من المسلمين يرون أن أفعال
الخير من الله وأفعال الشر من الاِنسان وأن القرآن مخلوق محدث ليس بقديم وان الله
تعالى غير مرئي يوم القيامة ، وأن المؤمن إذا ارتكب الذنب مثل الزنا وشرب الخمر
كان في منزلة بين منزلتين .
--------------------------------------------------------------------------------
( 381 )
ـ تأويلات أهل
السنة للحنفي ج 1 ص 630
وقوله تعالى : ويكفر عنكم سيئاتكم ، فيه
دليل على أن من السيئات ما يكفرها الصدقة . . . وهو نقض على المعتزلة لاَنهم لا
يرون تكفير الكبائر بغير التوبة عنها ، ولا التعذيب على الصغائر . فأما إن كانت
الآية في الكبائر فبطل قولهم ( لا يكفر بغير التوبة ) أو في الصغائر يبطل قولهم إنها
مغفورة ، إذ وعدت بالصدقة لاَنهم يخلدون صاحب الكبيره في النار ، والله تعالى أطمع
له تكفير السيئات بالصدقة .