نقلاً عن موقع الدعوة

تعدد الزوجات

 كان تعدد الزوجات من متطلبات الحياة الطبيعيه في أول الخليقة وحتى وقت نزول القرآن أي من حوالي اكثر من 1400 سنه . فعندما كانت الأرض حديثه وعدد سكانها محدود للغايه كان تعدد الزوجات هو الوسيلة  الطبيعيه لزيادة عدد سكان الأرض وتعميرها تنفيذا لخطة الله سبحانه وتعالى .

وحين نزول القرآن كان عدد السكان قد وصل الى درجة كافيه لتعمير الأرض وجاء القرآن بأول قانون سماوى يحدد حرية الأشخاص في تعدد الزوجات والتى كانت قد تركت بدون قيود من قبله .

وتعدد الزوجات مسموح به في القرآن ولكن تحت ظروف خاصة جدا ومشدده . وأي سوء استعمال أو استغلال لهذا القانون الإلهي سيؤدى الى عذاب وانتقام من الله شديد .

ويجب علينا أن نفحص كل الظروف والملابسات بحرص شديد قبل أن نوافق لأي شخص أن يتزوج بأكثر من واحده . ولعل أفضل مثال لنا هو النبي محمد الذي تزوج من زوجة واحده، خديجة، طوال فترة حياته وحتى توفاها الله وأنجب كل أطفاله منها ما عدا طفل واحد . وطوال هذه الفترة من زواجهما والتي تجاوزت الخمسة والعشرون عاما تمتعت السيدة خديجة وأولاد النبي بكل وقت الأب الكريم واهتمامه الذي لم ينقسم بين اكثر من زوجه وبين اكثر من بيت . وهذا معناه أن النبي محمد لكل الأغراض العمليه كان متزوجا من زوجة واحده فقط من وقت شبابه في  الخامسة والعشرين وحتى وقت بلوغه سن الخمسين  وفى خلال الثلاثة عشر المتبقية من حياته كان النبي متزوجا من أرامل أصدقائه الذين تركوا خلفهم يتامى محتاجين لبيت يؤويهم وأب يرعاهم وهذه هي الحالة الوحيدة التي سمح الله فيها للرجل أن يتزوج من أكثر من زوجة كما تعلمنا سورة النساء آيه 3 .

وبالإضافة الى زواجه من أرامل أمهات اليتامى فإن النبي تزوج في ثلاث حالات أخرى خاصة جدا زواجا سياسيا بحتا . ففي المجتمع القبلي الذي عاش به النبي كان زواجه  من عائشة وحفصه بنات أصحابه أبو بكر وعمر زواجا سياسيا ليوطد العلاقات العائلية المتوارثه في هذا المجتمع بينما كان زواجه من ماريا القبطيه والتي أرسلت إليه كهديه من حاكم مصر حينذاك فأعتقها من العبوديه وتزوجها إشارة الى قبول صداقة الحاكم المصرى وهديته وهذه الأسوة الحسنه تعلمنا أن على الزوج أن يعطى  كل حبه وعنايته واهتمامه وإخلاصه لزوجته وأولاده لكي ينشأ أسرة سعيدة ومتماسكه .

والقرآن يؤكد لنا في أسلوب قوى وصارم أن تعدد الزوجات محدود وليس مفتوحا بدون شروط وقيود يقول تعالى في سورة النساء وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا(3)

 

ويقول سبحانه أيضا في نفس السوره   وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا(129) .  ومن الآية يتضح أن القيود والشروط التى وضعها القرآن قبل السماح بتعدد الزوجات هو إشارة الى أن الله سبحانه وتعالى يعلم أن هناك من الرجال من سيسيء استعمال هذا القانون الرباني .

لذلك يجب علينا أن نتأكد كلية من أن القانون الإلهي لتعدد الزوجات لم يستغل استغلالا سيئا قبل الإقدام على الزواج بأكثر من  زوجه وإلا فعلينا أن نكبح رغباتنا  ونغض أبصارنا ونحفظ فروجنا ونرضى بزوجة واحده كما أرادها  لنا الله سبحانه وتعالى . عندئذ سنعطى كل اهتمامنا وحبنا لهذه الزوجه وللأطفال وهذا سيؤدى الى إصلاح الوضع النفسى والاجتماعي لهذه الأطفال وهذه الأسره . فالأسرة المكونة من زوج وزوجه واحده هي اصح نفسيا واجتماعيا من أسرة مكونه من  زوج وعدة زوجات وما يأتي معها من مشاكل نفسيه وخلافات ..

وحتى يمكن تطبيق قانون تعدد الزوجات كما يقره الله يجب أن نتأكد أن مثل هذا الزواج سيؤدى الى الآتي :

1. أن يخفف الآلام والمعاناة على الأطرف المعنية كلها ولن يزيدها على طرف أو آخر .

2. لو أن الزواج كان حديثا فمن المؤكد أن محاولة الزواج بزوجة أخرى هو علامة على إساءة استعمال قانون تعدد الزوجات .

3. تطبيق قانون تعدد الزوجات لاستبدال الزوجه الكبيرة في السن بزوجة صغيره في السن هو من أكبر علامات إساءة استعمال هذا القانون الرباني كما نقرأ في سورة النساء آيه (19) ..

عودة للصفحة الرئيسية