المقدمة
الشريعة الإسلامية,,,!
موضوع هام كثيراً ما أغرى الجميع بالكتابة عنه? فكان لكثير منهم حجر عثرة? إما لتحيزهم الكامل لكل الكتب الصفراء? أو لرفضهم لها,
وقد اخترت بإرادتي أن أكتب في هذا الموضوع الهام? وأن أدع القلم ينزف فوق الأوراق صارخاً في الجميع: انتبهوا,,!
ففي هذا الوقت ترتفع فوق مصرنا الحبيبة سحابة سوداء مملوءة حقداً وبغضاً لكل ما هو جميل? فطوال تاريخنا لم يحدث ما نراه الآن من قتل وسرقة ونهب وترويع للآمنين وإهلاك الحرث والنسل,, وكل هذا يحدث باسم الإسلام - والإسلام براء منه - وكل هذا يحدث ممن يدّعون أنهم ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية,
وقد حاول كثير من الباحثين المخلصين تقديم دراسات جادة حول هذا الموضوع? ولكنهم لم ينجوا من القتل كما حدث للدكتور فرج فودة? أو التكفير كالشيخ علي عبد الرزاق والمستشار سعيد العشماوي? والدكتور سيد القمني,
وإني أقدم هذا البحث حتى تعلم الأجيال القادمة? أن هذا العصر كان فيه رجال لا يخشون التفكير ولا التكفير,
وقد وجدت إنني إذا أردت دراسة الشريعة الإسلامية دراسة وافية عليّ أن أعود قروناً عديدة قبل بعث خاتم النبيين - لأقف على الموروث التشريعي في الجزيرة العربية حتى لحظة ظهور الإسلام, ولا يخفى على القارئ ما في هذا البحث من مشقة ومجهود? وذلك إما لندرة المصادر والمراجع حول هذه الفترة أو للطعن في صحتها من قبل علماء الإسلام تارة والمستشرقين أخرى, وقد اخترت في هذه الدراسة إعادة بحث ما أرجع إليه من مصادر? وذكر المطاعن عليها, وسبب قبولي أو رفضي لأحد هذه المصادر دون غيره - إذا وُجدت ضرورة لذلك - وإني لأرجو من القارئ أن يختلف معي بمنهجية? ورحابة صدر? لأن غياب المنهجية ورحابة الصدر في الحوار هي أزمة جميع المثقفين,
وأخيراً,, هذا بحث تاريخي وليس دراسة دينية بالرغم من تعرّضه لموضوع ديني وهو الشريعة - فإني لا أدّعي العِلم بالدين? ولكني أرجو أن أكون قادراً على إعادة قراءة التاريخ,