الفصل الرابع
اليهودية
اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا? وأكثر من قاوم النبي? وهم من فُضّلوا على العالمين, توافدوا على شبه الجزيرة قبل الإسلام بعدة قرون? وبالتحديد عام 70 م? وذلك بعد تدمير القدس وخراب هيكل سليمان على يد تيطس? الذي قتل من اليهود حوالي المليون ونصف المليون (1) ثم عام 132م حينما حاولوا القيام بثورة ضد الرومان? فقُتل منهم من قُتل - على يد هدريان - وهرب للجزيرة من هرب (2) وذلك لبعدها عن سلطان الرومان (1 - قصة الديانات? سليمان مظهر ص 337 - 2 - المفصل 6:522),
ومع قدوم اليهود إلى شبه الجزيرة العربية بدأوا العمل الدؤوب لتثبيت أقدامهم في الأرض الجديدة عليهم? فكان أن قامت عدة حروب عنيفة بين المستوطنين, اليهود والعرب? وبعد فترة انتهى تطاحنهم وقبلوا العيش معاً? وسبب هذه المهادنة - كما يرى د, طه حسين - أن اليهود اعتمدوا على صلة قرابتهم البعيدة بالعرب? ليتمكنوا من العيش معهم (الشعر الجاهلي ص 26 و27), ومن ثم استوطن اليهود في يثرب - موطن بني النجار أخوال النبي - وعملوا بصناعة السيوف? وتجارة الحُلي? والكهانة? والبيع بالرهن والزراعة,
وقد استوطن جزء كبير منهم في خيبر? واليمن? وحنين? ونتيجة لوجودهم في وسط سكان الجزيرة? اعتنقت بعض القبائل الديانة اليهودية ودانت بها مثل: بني كنانة? وكندة? وبني الحرث بن كعب? وبعضاً من العرب المتفرقين في مكة واليمامة? وحمير وحُنين (بلوغ الأرب - ج 2 - فصل اليهود),
لم يتفق أصحاب الأخبار على الزمن الذي بدأ اليهود يتوافدون فيه على شبه الجزيرة بأعداد كبيرة? ولم يتفقوا أيضاً على كون اليهود العرب يهوداً? أم عرباً متهودين, وقد قدم الأستاذ خليل عبد الكريم دراسة جيدة حول هذا الموضوع في كتابه قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية فليراجعها من يريد المزيد,