الخلاصة:
كانت الجزيرة العربية تذخر بالكثير من الديانات والدعوات التوحيدية قبل الإسلام? وهذه الديانات كان لها دور كبير في تشكيل الموروث التشريعي لعرب ما قبل الإسلام? ابتداء من شرائع العرب المتأثرة بالديانات الكتابية كالقصاص والقسامة ورجم الزناة? انتهاء بما كان معمولاً به في ديانات غير كتابية كالصابئة من صلب لقاطع الطريق وقطع يد السارق? وتحديد دية القتل, وكل أو معظم هذه الشرائع اتفق مع ما جاء به الإسلام? وذلك إما لوحدة المصدر بين الإسلام والديانات السماوية? أو لموافقة الإسلام على هذه الشرائع عملاً بالقاعدة القائلة: شرع من قبلنا ما شرع لنا? ما لم نؤمر فيه بشيء , وكما رأينا في الفصول السابقة أن بعض الشرائع التي وافق عليها الإسلام ما تزال باقية حتى اليوم مثل قول العرب في: تحريم زواج الأمهات? والبنات? والخالات? والعمات? وخِطبة المرأة لوليها? والطلاق ثلاثاً? وتحريم الأشهر الحرُم والبلد الحرام مكة ? والقصاص? ورجم الزناة وحكمهم بأن الولد للفراش? وقسمة الغنائم? وقطع يد السارق اليمنى,,, وسنرى في الفصول القادمة أن هناك أموراً أخرى وافق الإسلام عليها? أو - إن شئنا الدقة - تركها للناس ليروا ما يناسبهم من أحكام على أن لا يكون فيما يروه خروجاً عن الإسلام? كأن يحلّوا حراماً? أو يحرموا حلالاً,