حد القذف :
القذف في اللغة : هو الرمي? وفي اصطلاح الفقهاء: هو اتهام المحصن بالزنى? أو نفي نسبه من أبيه. أما من ينفي شخصاً عن أمه فلا حد عليه? لأنه لم يرمِ أحداً بالزنى (في أصول النظام الجنائي الإسلامي? د.محمد سليم العوا? ص 209).
وعقوبة القذف كما جاءت في القرآن هي الجلد ثمانين جلدة فقد جاء في سورة النور 24 الآية 4 وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَا جْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . ففضلاً عن عقوبة القذف? وهي الجلد? فإن القاذف تلحقه عقوبة أخرى: هي إسقاط شهادته ووصمه بالفسق إلى الأبد. والقذف المعاقب عليه في الشريعة له تسعة شروط: شرطان في القاذف? وهما العقل والبلوغ . وشرطان في الشئ المقذوف به ? وهما أن يُقذف بوطء يلزمه الحد? أو ينفي المقذوف من أبيه. وخمسة شروط في المقذوف? وهي العقل والبلوغ والإسلام والحرية والعفة عن الفاحشة التي رُمي بها? وإن لم يكن عفيفاً من غيرها? وقد اشترط العلماء شروطاً أخرى مثل: أن يصرح بالقذف بكلام لا يحتمل معنى أخر? فإن استخدم التعريض قال الجمهور ليس بقذف? وقال مالك هو قذف. ولا يُحد من قذف أحداً من أهل الكتاب ولا من قذف عبداً أو أمةً. وإذا كان القاذف عبداً طُبق عليه نصف الحد . وهناك عدة أحاديث وردت في تأثيم قذف الرجال? مما جعل البعض يُسوي في العقوبة بين قذف الرجال وقذف النساء? مخالفاً بذلك ظاهر الآية. ولكن أغلب هذه الأحاديث تكلم فيها علماء الجرح والتعديل? وهذا مثل حديث عكرمة عن ابن عباس عن النبي قال: إذا قال الرجل للرجل يامخنث فاجلدوه عشرين ? وإذا قال الرجل للرجل يا لوطي فاجلدوه عشرين (ابن ماجة? حديث رقم 2568) وهذا الحديث مطعون فيه من طريق عكرمة ? فقد تكلم فيه غير واحد من رجال الحديث. (سنتناول شخصية عكرمة لاحقاً ).