أولاً : الأحاديث الواردة عن النبي في سنن الدارقطني? الجزء الثالث? كتاب الحدود,
حديث رقم 108 أخبرنا أحمد بن اسحق بن بهلول? أخبرنا أبي أخبرنا يزيد? عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة? عن ابن عباس عن النبي قال: من بدل دينه فاقتلوه قال يزيد: تقتل المرتدة. وهذا الحديث فيه سعيد بن أبي عروبة? وهو ثقة حافظ? لكنه كثير التدليس - واختلط? في المنجد اختلط الرجل: أي فسد عقله - وكانوا يقولون إنه من أحفظ الناس لقتادة (مقولة إنه أحفظ الناس في قتادة فيها شك? حيث روى البخاري? عن قريش بن أحمد? قال: حلف لي سعيد بن أبي عروبة أنه ما كتب عن قتادة شيئاً قط? المجموع في الضعفاء والمتروكون? كتاب الضعفاء الصغير? البخاري? ص 441? دار القلم? بيروت? 1985م).
حديث رقم 118 حدثنا عبد الصمد بن علي? حدثنا عبد الله بن عيسى الجزري? أخبرنا عفان? أخبرنا شعبة? عن عاصم عن أبي رزين? عن ابن عباس قال: قال رسول الله: لا تقتل المرأة إذا ارتدت قال أبو الطيب: عبد الله بن عيسى هذا كذاب يضع الحديث على عفان وغيره (التعليق المغني على سنن الدارقطني? أبو الطيب شمس الحق? بذيل السنن).
حديث رقم 122 أخبرنا إبراهيم بن محمد بن علي? أخبرنا نجيح بن إبراهيم الزهري? أخبرنا معمر بن بكار السعدي? أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن محمد بن المنكدر عن جابر أن امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإسلام? فأمر النبي أن يعرض عليها الإسلام فإن رجعت وإلا قتلت . قال أبو الطيب: الحديث فيه معمر بن بكار وفي حديثه وهم ? وأيضاً فيه محمد بن عبد الملك ? وفي التلخيص رواه البيهقي من طريقين في أحدهما زيادة? وإسنادهما ضعيفان (سنن الدارقطني? الجزء الثالث? كتاب الحدود? ص81 وما بعدها).
هذه بعض الأحاديث التي وردت في سنن الدارقطني ومعظمها فيه مقال أو ضعف? والمعروف أن الحديث الضعيف لايُعمل به في تقرير الحدود? وخاصة إذا كان يناقض نصاً قرآنياً صريحاً غير منسوخ. أما الحديث الذي يحتج به كل من يدعو لتطبيق عقوبة الإعدام على المرتد فهو حديث وارد في معظم كتب الصحاح? وهو مروي في جميع الكتب من طريق واحد عن عكرمة قال: أتى علي بزنادقة? فأحرقهم? فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أُحرقهم لنهي رسول الله عن ذلك? ولقتلتهم لقول رسول الله: من بدل دينه فاقتلوه (البخاري 9:18? أبو داود 4:124 ابن ماجة 2:848). وهذا الحديث يقع في طائفة أحاديث الآحاد - أي رواه راوٍ واحد هو عكرمة - ومن الممكن أن يكون الحديث صحيحاً ومعتبراً ? ولو كان من طريق راوٍ واحد . لكنه لا يتساوى مع حديث متواتر? أو حديث له أكثر من طريق صحيح. وقبل أن نبحث في نص الحديث فلنتعرف أكثر على راوي الحديث - وهو من تتعلق بشخصيته حياة من تُزعم ردتهم - عكرمة هو غلام ابن عباس وتلميذه ? ولم يكن عكرمة تلميذاً متحمساً بشهادته هو حيث يقول: إن ابن عباس كان يقيده من يديه ورجليه ويعلمه القرآن والسنة . وقالوا: كان عكرمة كثير الحديث والعلم بحراً من البحور? وليس يُحتج بحديثه? ويتكلم الناس فيه (الطبقات الكبرى? ابن سعد 2:386? 5:293) . وكان من المعارضين لعلي وكان يميل لرأي الخوارج (ميزان الاعتدال? الذهبي / تذكرة الحفاظ? الذهبي? ترجمة عكرمة). ويقول عنه الذهبي كان خارجياً ? وروايته مريبة لايعتد بها وكان مالك ابن أنس يصنف الأحاديث المروية عنه في بند الضعيفة الواهية (ميزان الإعتدال). هذا هو الرجل الذي روى الحديث والذي تتوقف عليه حياة من يغيرون.. أو يتهمون بتغيير عقيدتهم .
موضوع الحديث
إذا فحصنا موضوع الحديث وجدنا فيه عدة أمور غريبة:
1 - شخص في منزلة علي وهو باب مدينة العلم? وهو من النبي بمنزلة هارون من موسى ? هل يجهل منع الإسلام لتعذيب الإنسان بالنار?
2 - جملة من بدل دينه فاقتلوه جملة عامة يمكن تفسيرها بعدة طرق. وهي على إطلاقها تصدق على الرجال والنساء والأطفال. ومع ذلك اختلف كثير من الفقهاء في هل تقتل المرأة المرتدة والطفل أم لا?
3 - لفظة دينه لفظة غير محددة? ويمكن أن تُفسر في لغة القانون بقتل كل من يترك دينه لدين آخر? حتى وإن كان إلى الإسلام .