ولدت في عائلة مسيحية بالاسم فقط لا تعرف معنى الخلاص ، كنت أسير على نهجها في كل شيء وكنت ايضاً أذهب إلى الكنيسة ، أصلي وأصوم من غير أن أعرف الرب يسوع فاديا ومخلصاً .

ولم أكن أعرف عن المسيح له المجد غير أشياء قليلة ، مكان ولادته ، ومكان صلبه ، وقيامته ، ولما كنت صغيراً ترددت على مدرسة الأحد في الكنيسة المعمدانية ولكن بدون مواظبة ، لأنه لم يكن يأتينا الباص ليأخذنا وكنت في بعض الاوقات لا أريد ان أذهب لصغر سني ولأني في الصف السادس لا أعرف أشياء كثيرة عن هذه الحياة الفانية ، فكنت أعمل ما أريد ولم يكن أحد يقول لي لماذا تفعل هذا أو ذاك ، ولم أكن أعرف ما هي الخطية ، وماذا تفعل بالانسان فكنت أعمل ما أريد . وعندما وصلت إلى الصف الثامن لم يكن لي أصدقاء كثيرين غير صديق واحد كنا معاً في المدرسة ، وفي يوم من الأيام وعلى ما أظن كان يوم خميس قال لي لماذا لا تأتي معي إلى الكنيسة المعمدانية فقلت له متى ؟ ، لأنني منذ زمان لم أذهب ، فقال لي : اليوم بعد الظهر وبالفعل ذهبت وقد أعجبت كثيراً بالترانيم التي قدموها وكنت قد حصلت على كتاب مقدس لكني لم أعره أي اهتمام آنذاك ، غير اني قرأته ذات مرة في عطلة المدرسة الصيفية وكنت أقرأ من إنجيل متى الأصحاح الحادي عشر والعدد الثامن والعشرون " تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم"

عندما قرأت هذا العدد استغربت كثيراً كيف يكون الناس ثقيلي الأحمال هكذا ؟

وفي يوم الخميس بعد أسبوعين من ذلك الوقت سألت المسؤول عن برنامج الشبيبة عن معنى هذه الآية فقال لي أنها تعني الناس الذين هم عائشون في الخطية وغير قادرين على حملها.

وقد كنت اريد بقوّة ومن كل قلبي أن أرتاح من خطاياي ، ولكنه لم يقل لي كيف ، وبعد ذلك باسبوعين أو أكثر كان درس للشبيبة لا أتذكر عن ماذا كان ، وبعد انتهاء الدرس طلب المدرس منا أن من يريد أن يقبل المسيح كفادي لحياته فليصل معه . لا أزال إلى الآن أتذكر اليوم الذي قبلت فيه المسيح فاديا ومخلصا شخصياً لحياتي لقد كانت فرحتي في ذلك اليوم فرحة لا توصف وسعادة ليس لها مثيل وكأن حملأ ثقيلاً قد ازيح عن كتفيّ .

منذ تلك الأيام حدث تغير كبير في قلبي وتغيرت أشياء كثيرة في حياتي وكل الأفعال التي كنت أفعلها تحررت منها وكل من كان يشاهدني من معارفي يسألني عن التغيير الذي حدث في حياتي فأخبره أن المسيح له المجد هو الذي غير قلبي من الداخل فأصبحت إنسانا جديدا لأنه إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً .

نعم مجداً للرب يسوع المسيح لأنه أتى إلى عالمنا الفاني من مجده وتنازل وأخذ شكل جسدنا وفدانا على صليب الجلجثة وقبلني ابنا له ، أنا الانسان الخاطئ ، حسب الإنجيل "كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" .

منذ ذلك الوقت امتنعت عن عمل الأشياء الباطلة ، لأن المسيح قد حررني من عبودية إبليس ولا زالت فيَّ بعض الضعفات وأسعى نحو الكمال كما تقول كلمة الرب : كونوا كاملين ، وعندما أكون في ضيقة ولا أستطيع الخروج منها أشكر الله عليها وأطلب منه أن يخرجني من هذه الضيقة وفعلا أجد نفسي حراً من كل شيء كان يحيط بي وكنت أشكر الله على كل شيء كما قال الكتاب اشكروا في كل شيء وأنا اليوم بنعمة السيد المسيح له كل االمجد والاكرام أعمل في جمعية الكتاب المقدس في غزة ، لأنني طلبت من الله أن أعمل بها عندما سمعت عن افتتاحها طلبت من الله ذلك وقد استجاب الله طلبي وأنا عندما أحتاج شيء أطلب من الله هذا الشيء باسم المسيح ، لأنه قال: "كل ما طلبتم باسمي في الصلاة يكون لكم" ، في بعض المرات قد لا يستجيب الله طلبي بسرعة لأنه يريد أن يعلمني أن أصبرعلى كل شيء أطلبه وأود أن أخبركم هذه القصة التي تعبرعن حياتي السابقة حيث كنت بعيدا عن الله ، ماذا حدث معي عندما قبلت يسوع فادياً ومخلصاً لحياتي ، وهذا ما حدث لي ، كما لو كان شخص ما يمشي يوم من الأيام في أحد الشوارع ووجد هذا الشخص إناء فخارياً ملقي باهمال على الأرض فانتشله وأخذه معه إلى بيته وكان هذا الاناء له مدة طويلة ملقى في الشارع والأتربة والأوساخ تملأه وقد عمل هذا الشخص مدة طويلة على تنظيف هذا الاناء الفخاري وبعد ان انتهى من عملية التنظيف لم يصدق نفسه أنه انتهى أخيراً من تنظيف هذا الاناء الفخاري وكان فرحه لا يوصف لأنه قدر على أن يرجع الاناء إلى حالته الأولى .

هكذا أنا كنت مليئاً بالاوساخ التي كانت فيَّ بفعل الخطية وقد خلصني الله منها عندما قبلته رباً على حياتي لأنه إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج . إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف وأود أن أقول لمن يقرأ هذا الاختبار دع الله يجدك وذلك بأن تطلبه فادياً ورباً على حياتك لأنك إن عملت ذلك سوف تنال الحياة الأبدية في ملكوت الله مع المسيح له كل المجد .

هذا هو اختباري أقدمه بشكل مبسط وأطلب من الله أن يعمل في كثيرين بواسطته .

إلياس عياد

------------

عزيزي القارئ : ان المسيح الحي المقام من الاموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الابدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى . ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها . فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟

الفهرس