ثم
إلى المسيح
كم
تؤثر فينا طفولتنا ومعتقدات الآباء وكيف
يعيشونها ، كيفية الحب والإخاء ، كيفية وجودي
في أسرتي ، أذكر كل هذه الأشياء وكأنني مازلت
طفلاً أحياها . ذكريات بعضها مؤلم وبعضها لا
يحزن ولا يفرح أيضاً
، كثيراً ما كنت أرى مشاجرات أمي وأبي ، لم
تكن لي سوى أخت
واحدة . كم نمنا والدموع في أعيننا بلا عشاء
لشجارهم الدائم . أبي شخص ميسور الحال ووفر
لنا كل سبل المعيشة الجيدة وساعدته أمي في ذلك
، نحن أسرة مسيحية
ولكننا لا نعلم ماهية مسيحيتنا أو لماذا ، لم
أتذكر مرة أن حاول أبي أو أمي أن يتكلما معي عن
الله وعن مسيحيتنا ، لم أتذكر
مرة شجعونا الى الذهاب للكنيسة كنت
انطوائي ممتلئا بالمشاكل النفسية إلى أن وصلت
لسن المراهقة بدأت أقرر أن أعيش حياتي بشكل
مختلف بعيدا عن جفاء الأسرة . كانت أختي مثلي
مليئة بالتمرد والكراهية ولكن كانت لها
علاقات صداقة تستدفئ بها فكانت تخرج وتمرح
معهم , قررت أن أعيش مثل أختي لي علاقات لا يهم
إن كانت علاقات رديئة أو سوية المهم أن يكون
لي أصحاب ولي عالمي الخاص . تعلمت التدخين
وشرب الخمور والسهر وإقامة علاقات غير شرعية
مع بعض السيدات منذ أن كان عمري ستة عشر عاما
حتى عشرون عاما . ولكني لم أجد ذاتي في كل ما
أفعل فكل اللذات لا تتعدى سوى دقائق ولم تتحقق
الأحلام والسعادة التي أتمناها ؛ أصبحت منقسم
شخص يمرح ويسكر ويفعل كل شئ بفرح . وكيان داخلي
لا يمس ولا يتذوق هذا الفرح .
لم
يكن هناك أي علاقة بيني وبين أختي لكن كل منا
كان يعلم ما بداخل الأخر فنحن مشتركان في
الحزن والحرمان من حنان الأب والأم وفقدان
سلامنا في البيت وأيضاً فقدان علاقتنا مع
الله .فلم يكن الله يشغل أي جزء من تفكيري فلم
أعرفه يوماً ولم يكلمني عنه أحدا فالفكرة
التي بداخلي عنه هو أنه خلقنا وتركنا فالله في
عرشه في السماء منزه عن أن يتدخل في أمورنا
نحن البشر لكن وضع أمامنا الصواب والخطأ ،
وهناك يوماً للحساب سيمارس فيه الله سلطانه
ووظيفته وهي عقاب الخاطئ وثواب المحسن
فالله خالق
ومعطي الوصايا وسيحاسبنا عليها لا أكثر من
ذلك ولا أقل. تخرجنا من الجامعة أنا و أختي
والحال على ما هو وكان هناك بعض العرسان
تقدموا لخطبتها لكنها كانت ترفض كانت ترفض
بشدة وأبواي لا يعلمان لماذا هذا الرفض وأنا
أسمع ولا أهتم وفي يوم في حوالي الساعة
الثالثة صباحاً كنت راجعا الى المنزل مخمورا
ووجدت أبي وأمي في حالة سيئة للغاية ولم أركز
في البداية لتحديد حالتها لكنها حاولا أن
يوقظاني بأسلوب مهين جداً سب وشتائم ولا أعلم
سببه فهم يعلما بأن هذه حياتي . وعندما بدأت
أفهم لماذا كل هذا الغضب فهمت بأن أختي لم
ترجع حتى تلك الساعة المتأخرة بحثنا عنها
وبلغنا الشرطة عنها ولم نجدها , تأثرت جداً
لاختفائها رغم علاقتنا السطحية لكني كنت
أحبها وأعلم بأنها شريكة في آلامي التي لم
نتحدث عنها معاً يوماً وبدأت أشعر بأن أبي
وأمي في حالة من الانكسار رغم استمرار
المشاجرات واتهام كل منهما للأخر بأنه هو
السبب في اختفاء أختي ولكني أرى الانكسار في
أعينهما ولكنهم لم يصرحوا بذلك وبعد أيام لم
تتجاوز شهر اتصلت بنا أختي وكانت المفاجأة !!
أختي تزوجت من شخص مسلم ودخلت الإسلام وكان
هذا ناقوس الخطر لي من هو الله ما هي الديانة
الحقيقية وكل ذلك لم أفكر فيه من قبل وما هو
السبب الذي دفع أختي لذلك الأمر وما مغريات
الدخول في الأيمان الجديد ؟
أسئلة كثيرة دارت بداخلي وعندما اتصلت
أختي مرة أخرى بكت أمي وترجتها بالرجوع كما
ترجاها أبى لكنها قالت أنها مقتنعة بما ذهبت
له وأنها غيرت أوراقها وأسمها لمسلمة وأنها
حامل وتريد أن تربي أولادها على هذا الدين
الإسلامي اندهشت لتمسكها هذا وطلبت أن أراها .
وبالفعل أعطتني عنوانها وذهبت إليها فرحبت بي
واستقبلتني بحرارة لم أرها قبل هذا كما رحب
زوجها بي جداً وبدأت أسأل عن تفاصيل ذلك الدين
وبدءوا يشرحون لي بعض الأمور الإيجابية فيه
كما بدءوا يقنعوني بأن المسيحية ما هي إلا كفر
وشرك بالله . وبما أنني لم أعلم شيئا عن ديني
الأساسي فلذا كنت سهل الاختراق ، أثروا في
بسهولة وتلقيت كل ما تكلموا به معي بسهولة
وباقتناع فأنا لم يكن عندي ما أقارنه به وكانت
معلوماتهم تدخل على عقلي الفارغ ونفسي
المريضة . وأعلنت لهم اقتناعي ولكن طلبت فترة
أقرر فيها حتى لا أندم فيما بعد . وبدأت أفكر
ووجدت أن أختي تعيش سعيدة جداً وتؤدي فرائض
الدين الجديد كلها ولكني بدأت أسأل نفسي هل هي
سعيدة حقاً ؟ وهل تشعر من خلال هذه الفرائض
التي تؤديها لله حقاً وهل يستجيب لها في هذا
الدين ؟ وكل هذا كان يدور في داخلي بصراع عنيف
ولكن لم يعلم به أحد وبالفعل فقد اتخذت قراري
لعلي أجد نفسي في هذا الدين الجديد ولعلي أجد
الله أيضاً وأعرفه وبالفعل رتبت كل أموري
وجهزت كل أوراقي .
وقبل أن أنام دق جرس الهاتف وقامت والدتي
بالرد عليه ثم قالت لي أنه تليفون لك وعندما
رفعت سماعة الهاتف سمعت ترانيم وموسيقى
جذبتني جداً ، ووجدت سيدة تقول لي هل تسمح لي
بمقابلتك الآن ؟ اندهشت جداً وقلت لها هل أنتٍ
تعرفيني فأنا لم أعرفك من قبل ؟ ولم أعطيك رقم
هاتفي ؟ وعندما سألتها عن سبب الزيارة فقالت
لي أنني أريد أن أصلي معك
[ أنني أعلنت لبعض الأصدقاء بأنني سوف
أعتنق الإسلام وحتى أسرتي ، فأنا لم أعد أخاف
سلطتهم أو سلطة الكنيسة ولا حتى سلطة الله ]
فأنا كنت أشعر بأني أتبع الله الصحيح في
الإسلام فكان يهمني خلاص نفسي بعد الحياة
الفارغة التي أعيشها
كثيراً
ما حاول بعض الأصدقاء أن يتكلموا معي أو يصلوا
معي أو يأخذوني للكنيسة ولكنني كنت أرفض بشدة
معلناً بأني حر في اختيار
قراري هذا !
ما
حدث هذه المرة مع هذه السيدة كان مثيرا حقاً
فقد قلت للسيدة أهلاً بك دون تردد وأعطيتها
العنوان . وبعد حوالي ربع ساعة دق جرس الباب
وبعد أن عرفتني بنفسها طلبت أن تصلي معي
وبالفعل وافقت فقد كنت مطيعًا عن غير عادتي
ولم أسألها حتى من الذي قال لك عني . صمت غريب و
استجابة غير عادية وغير منطقية لكن هذا ما حدث
. وبدأت تصلي معي ووجدت نفسي أبكي بشدة متأثرا
بكلماتها طالباً من الله الحقيقي أن يقف
جانبي إن كان ما أنا مقبل عليه هو الصواب وكان
معها زوجها و أبنتها الصغيرة والأغرب أن
طفلتها الصغيرة قالت لي بأنها
ترى يسوع يسكب عليها ماء واندهشت لذلك وعندما
سمعوها قالوا لي أن المسيح يعمدك أتى إليك
لأنه يحبك ويريدك . وطلبوا مني أن أقابلهم
صباحاً للذهاب معهم للكنيسة لأنني لابد أن
اصنع علاقة بشكل مختلف مع المسيح وأنه لابد أن
أتعلم كل أمور الدين, وتركوني ومضوا على أن
نتقابل في الصباح لكن لم أكن متيقـناً تماماً
حتى هذه اللحظة واتصلوا بي صباحاً فأعلنت لهم
ترددي فأتوا إلي وأخذوني وفيما نحن داخلون
الكنيسة قالت سيدة لي أريد أن أقول لك شيئاً
ثم سكتت وترددت وعادت إلي بعد قليل تعلن لي أن
يسوع يقول لك [أنا هو الطريق والحق والحياة]
وبدأت أبكى متأثرا جداً بكل ما حدث مندهشاً أن
الله يؤكد لي بطرق لم أتوقعها أنه بالفعل
الطريق والحق والحياة وبدأت حياتي تأخذ شكلاً
جديداً وبدأت أواظب على الكنيسة وبدأت أتعرف
على الله من جديد ، الله الذي كنت أتخيله
بعيداً في سماه لكنه أتى بنفسه ليخلصني لأنه
يحبني. وبدأت أبتعد عن كل الأمور الخاطئة في
حياتي( الخمر والزنى) قد بدأت أقيم علاقة
جديدة مع أبي وأمي حتى قدتهم لعلاقة حية مع
الله فكل شئ أختلف الآن كلنا نذهب للكنيسة
ونصلي بالمنزل لم يعد الشجار يأخذ مكاناً
مثلما كان بل الله المحب لمس كل فرد فينا ونحن
الآن نصلي بلجاجة ونرفع صلاة من أجل أختي ،
طالبين من الله أ ن يعيدها إلينا .
أشرف