الرب راعى
كان
عمري 23 عاماً عندما كنت أجلس في المطار ، في
يوم السبت 10 أغسطس 1990 . وكنت أفكر فيما حدث في
حياتي الماضية ، وما يحدث الآن ، وما سيحدث
في المستقبل . سوف تغادر طائرتي إلى الأردن
بعد ساعة ، ولكن حياتي لن تظل كما هي . فسوف
أتزوج رجلاً اختاره لي أبي ولن أعود
للولايات المتحدة الأمريكية ما لم يقرر زوجي
ذلك .
لقد
ولدت في الأردن لعائلة فلسطينية ، ولأنني
الثالثة بين أخوتي ، قررت جدتي أن أكون أول
واحدة بين أخوتي وأخواتي أن يكون لي اسم مسلم
. فأطلقت على اسم إحدى بنات الرسول محمد .
وعندما بلغت الثامنة قرر أبي السفر إلى
الولايات المتحدة لكي يكون ثروة ، ثم يعود
إلى الأردن لخوفة على بناته أن يصبحن
كالفتيات الأمريكيات ، وربما من أن نتزوج من
أمريكيين . كان والدي متمسكاً بالتقاليد
العربية وأراد لأولاده أن يكونوا مسلمين ،
ويتبعوا نفس التقاليد ، وخاصة بناته . وكان
من العار على الأسرة أن تتزوج إمرأة عربية
مسلمة برجل غير مسلم . ولكن كان مصرحاً
لإخوتي الأولاد من أن يتزوجوا بمن يريدون
طالما هم يؤمنون بالكتاب المقدس ( التوراة
والإنجيل ) ، لأن الإسلام أعطاهم هذا الحق .
ولهذا أرسلني والدي لألتحق بالمدرسة .
وأقمت
مع جدتي وعمي وعائلته لبضعة سنوات . وكان
والدي مسروراً بي لأنني أصبحت مسلمة متمسكة
بدينها . ولم يكن أبي يشعر بالقلق تجاه أختي
الكبرى لأنها تزوجت بعربي مسلم . وكانت أختي
الصغرى أصغر من أن ينشغل بها ، أما أنا فكنت
أعيش الحياة التي تسر الله ، وتسر أبي أيضاً .
كنت أسافر بين الأردن والولايات المتحدة
مرات عديدة ، ولهذا كان يمكنني البقاء مع
عائلتي أثناء دراستي بالأردن . ولأنني كنت
أحب عائلتي شعرت بالسعادة في الإقامة
بالأردن واتباع تعاليم الإسلام . كنت أصلي
الخمسة فروض ، وأصوم شهر رمضان ، وأقرأ
القرآن يومياً ، وأرتدي الحجاب ، محاولة
تقليد النبي محمد في كل شئ . إلا أنني مهما
فعلت من الأعمال الطيبة لله
، كنت أشعر بحاجتي لعمل المزيد لأريه كم
أنا مطيعة له . وبينما كنت أجلس بين اخوتي كنت
أردد الآيات القرآنية لهم . وكان أبي فخوراً
جداً بي .
وكلما
قضيت وقتاً أطول في الإسلام ، كنت أشعر بأنني
أزداد بعداً عن الله . فالمسلمين الذين
أعرفهم لم يحبوا الله حقيقة ، إنهم يتعبدون
له لكي يذهبوا للجنة ، فهم يخافون من غضبه
عليهم . وبدأت أتسأل عن دوافعي لإتباع
الإسلام " هل أتبعه حباً في الله ، أم من
أجل الذين حولي " لم أتأكد من إجابتي ،
ولكنني قررت ألا أرتدي الحجاب فيما بعد .
وفجأة أصبحت عبادتي لله قضية بيني وبينه فقط
.
وعند
بلوغي الثالثة والعشرين من العمر قرر أبي أن
أتزوج ، وطبقاً للثقافة العربية كان على
الرجل أن يتقدم ليطلب يدي من عائلتي . لم يكن
مسموحاً أن يلتقوا معاً على إنفراد ، ولكن
بأن يتحدثوا معاً في حضور عائلاتهم قبل
اتخاذ القرار النهائي للزواج . وجاء العديد
من العرب والمسلمين ليطلبوا يدي ولكني رفضت .
كم هو من الصعب على أن أتزوج شخصاً ما لا
أعرفه ، ولكن لمجرد إرضاء والدي . وتسمح
الثقافة العربي والإسلام بالزواج بين أبناء
العم ، ورفضت أن أتزوج ابن عمي وبعض الأقرباء
الآخرين وحتى الغرباء " لماذا يريد أبي أن
يزوجني بمن لا أحبه ، أو حتى أعرفه؟" . ولم
يفهم أبي سبب رفضي لكل من تقدم لي لأنه في
اعتقاده بأن الحب يأتي بعد الزواج . وعندما
عرف أبي بأن الكلام معي لن يجدي ، حاول
إستخدام القوة ، وصمم على ذهابي للأردن ،
وأظل هناك حتى أتزوج . وكانت أختي الصغرى في
السادسة عشر من عمرها ، في ذلك الوقت ، ولذلك
شعر والدي أنها يجب أن تسافر معي .
إن
العار الذي تجلبه البنت على أسرتها هو أسوأ
ما يمكن أن تجابهه الأسرة . فالكثير من
العائلات قتلت بناتها بسبب ما تعتبره
الثقافة عاراً ! وهذا ما جال بخاطري وأنا
أجلس مع أختي بالمطار استعداداً للسفر إلى
الأردن . وسافر أبي للأردن قبلنا ليُعد للعرس
، وقال أخي أنه لن تواجهنا أية مشكلة في
المطار . وأثناء جلوسي بالمطار كنت أعلم ما
سأواجهه ، العار والبؤس ، لو هربت سأجلب لهم
العار أو البؤس لي لو تزوجت من البن عمي ،
وأظل معه طول العمر . وفي هذه اللحظة شعرت
بالغضب نحو أبي ونحو الله . غضبت من أبي بسبب
ما يفعله ، ومن الله بسبب سماحه بكل هذا لأن
يحدث لي . وشعرت بقلبي يصرخ إلى الله : من بين
كل الأسرة ، أنا فقط التي صليت لك ، وصمت لك ،
وقرأت القرآن ، ورغم ذلك تسمح بكل هذا يحدث
لي ؟ لماذا تسمح لأسرتي بأن ترسلني للأردن في
فترة المراهقة ؟ لماذا أعيش في بيت لا يعتني
بي ؟ لماذا لم تساعدني للإستمرار في تعليمي
عندما رفض أبي ذلك ؟ لماذا سمحت لجدتي وعمي
وعائلته أن يعاملوني بقسوة وأنا معهم؟...لماذا؟..لماذا..؟
وقررت في ذلك اليوم أن أوقف عبادتي لله كما
كنت أفعل من قبل .
وتغيرت
حياتي تماماً ، في 10 فبراير 1990 . أخذت ، أنا
وأختي الصغيرة ، حقائبنا للذهاب لأقرب فندق
لأن الطائرة تأخر وصولها 16 ساعة ، هذا بينما
كان في إنتظارنا بالأردن ، والدي وبعض
الأقارب الذين حضورا لاستقبالنا . وعندما
أدرك والدلي أننا لسنا في الطائرة فقد صوابه
. وأخبر أخي بذلك ، وبدأ في البحث عنا . علمت
أختي بأنها يجب أن تعود للمنزل لأن العائلة
سوف تقتلنا إذا وجدونا . فهناك إحتمال لأن
يدعوا بأنني قد خطفت أختي لصغر سنها . واتفقت
مع أختي بأن تخبرهم بأنني جذبتها من الطائرة
وأجبرتها على أن تأتي معي ، وذلك حتى لا
يؤذيها أحد . ووعدتها بأنه لو حاول أحد
إجبارها على فعل شئ ضد رغبتها فسوف أحضر
لآخذها . وودعنا بعضنا البعض بدموع معتقدين
أننا لن نلتقي مرة أخرى .
الله
وحده القادر على حمايتنا ، ولكنني كنت غاضبة
منه ، حتى أنني لم أطلب المساعدة . لم يكن معي
الكثير من المال ، ولم يكن في استطاعتي أن
أعمل ، لأن والدي لأنه ليس لدى رقم ضمان
إجتماعي . ولم يكن لي أصدقاء أمريكيين كثيرين
لأن والدي لم يسمح لي بذلك ، حتى لا أتأثر
بطرقهم الشيطانية . لم أعرف كيف أتصرف في
مجتمع لم أكن مرتبطة به كثيراً . وكنت بحاجة
إلى الشجاعة والقوة والحكمة . والتحقت بجيش
الحرس القومي الأمريكي حتى أستفيد من حماية
الحكومة لي . وبعد إنتهاء فترة تجنيدي ، رجعت
إلى الحي الذي كانت تعيش فيه أسرتي ، واختبأت
فيه . وفي أثناء ذلك وجدت وظيفة ونجحت في عملي
، واستأجرت شقة بالمال الذي ادخرته أثناء
فترة تجنيدي ، والتقيت بالعديد من الأصدقاء
الذين اعتنوا بي كما لو كنت أحد أعضاء أسرتهم
.
وبعد
أربع سنوات ، بدأت الاتصال بأسرتي ، وعلمت أن
أبي انتقل للأردن وتزوج بإمرأة أخرى ،
واستقل باقي أخوتي في معيشتهم . أما أختي
الصغرى وأمي فعاشا معاً . وبعد خمس سنوات
تصالحت مع أسرتي ، وساد السلام بيننا ،
وقبلوا إقامتي بمفردي وإدارة شئون حياتي
بنفسي . واندهشت للغاية بسبب قبول أسرتي لي
بهذه السهولة ، وبدأت أشعر بنعمة الله في
حياتي :" الله لم ينساني !" . ماذا كنت
سأفعل بدون محبته ونعمته لي . لقد قام
بحمايتي ومنحني الشجاعة والحكمة والقوة لكي
أواصل حياتي بمفردي . وكم شعرت بالخجل من
نفسي لأنني قد غضبت منه كثيراً ، وكنت في
حاجة لأن أصطلح معه ، بعوتي للإسلام . لم أقم
بالصلاة خمس مرات في اليوم ، ولكنني كنت
أشكره يومياً وأقوم ببعض الأعمال الطيبة لكي
أحوز رضاه .
وفي
شهر فبراير 1998 ، قبلت وظيفة في إحدى الشركات
التي ستنقلني لولاية أخرى ، لكي أعمل فيها
كبائعة . في نفس هذا الشهر ماتت إحدى صديقاتي
في حادث سيارة ، وسبب لي هذا الكثير من الحزن
والألم . ولأنني في سلام مع الله ، تحدثت معه
لأول مرة . ولم أعرف لماذا سمح بهذا الحادث ،
ولكني قبلته لأني أعلم من تجاربي السابقة أن
كل ما يحدث له سبب ، حتى وإن كنت لا أفهمه .
وطلبت معونة الله ليس فقط لي بل لكل من
يحتاجها في العالم .
وجاء
موعد نقلي للولاية الأخرى في شهر مايو ،
ووصلت هناك وليس لي معرفة بأي أحد ، ولا أعلم
ما سيحدث لي في هذه المدينة . شعرت بالخوف في
هذه المدينة الجديدة ، والحزن لتركي
لأصدقائي . وكنت أود أن أكون قريبة من
المكسيك لكي أتعلم اللغة الأسبانية ، لأسافر
إلى هناك ممثلة لشركتي . ورسمت خطة لكي أنجح
في المبيعات الدولية ، أما الرب فكانت له خطط
أخرى لي .
وفي
ظروف غريبة للغاية التقيت بإمرأة تتمشى كل
يوم مع كلبها في إحدى الأمسيات بالقرب من
شقتي . وبسرعة أصبحنا أصدقاء ودعتني للذهاب
معها إلى الكنيسة ولم أرى غضاضة في ذلك ،
وقلت في نفسي أن الله وضع اليهودية
والمسيحية لذلك فهو لن ينزعج بذهابي إلى
الكنيسة ، رغم أنني مسلمة . وفي الحقيقة
ايتمتعت بخدمة الراعي المؤثرة . ولكن الشئ
الوحيد الذي ضايقني هو ما قاله عن أن يسوع هو
ابن الله . واعتقدت أن الله سيسامح هذا
القسيس ، لأن السبب في ذلك ما تعلمه من أسرته
. أحياناً كان يقول أن المسيح هو الله الظاهر
في الجسد ، وأحياناً أخرى يقول أنه ابن الله !
وأيقنت أن القسيس مرتبك في كلامه ، لأنه كان
يقول مرة أن المسيح هو الله ومرة أخرى بأنه
ابن الله! . ومع ذلك واصلت الذهاب إلى الكنيسة
، إلى قال القسيس مرة : أن المسلمين لا يعرفون
الرب يسوع المسيح . وصدمت بهذا الكلام . وشئ
ما في داخلي يقول " إن المسلمين يعرفون
المسيح ، ولا بد لأن يكون هذا القسيس مخطئ ،
ويجب أن أصحح له معلوماته " وبعد العظة
ذهبت إليه وعرفته بأنني مسلمة وأعرف المسيح .
واعتذر قائلاً : " إنني أعرف بأن المسلمين
يعرفون المسيح كنبي " وعبرت له عن رغبتي
لمقابلته لنتحدث عن إيمانه ، وكانت تلك نقطة
التحول في حياتي .
إن
قلبي وروحي مقتنعان بأن النبي محمد هو آخر
الرسل ، وأن القرآن هو آخر كتاب أنزله الله .
ويقر القرآن صراحة أن المسيح هو الرسول الذي
ولدته مريم العذراء ، وقد قام بالعديد من
المعجزات : كإقامة الموتى ، وشفاء المرضى ،
وتحدث وهو في المهد ، وصنع من الطين طيراً ...
وقد أحبه الله حباً جماً حتى أنه أرسل شخصاً
يشبهه ، وصُلب بدلاً عنه . ولا يؤمن المسلمون
بأن المسيح قد مات ورفعه الله إلى السماء
ليحميه من أعداؤه . كما يؤمن المسلمون أن
الكتاب المقدس قد حُرف وأن ما بين يدي اليهود
والنصارى هو ليس بالكتاب الصحيح . وعندما
أعطى الله القرآن لمحمد حفظه الله وتأكد من
أنه لن يتحرف كما حدث للتوراة والإنجيل !
وواصلت
ذهابي للكنيسة وسماعي للعظات ، ولكن بدأت
أتسأل : لماذا يؤمن المسيحيين بأمور مختلفة
عن المسلمين ؟ " وكلما ازددت في قرأتي
للكتب المسيحية والإسلامية شعرت بالحيرة
والارتباك ، ولا أعرف من أصدق ؟ . وبدأ صراعي
الفكري : هل صلب المسيح ؟ هل مات المسيح على
الصليب من أجل خطايا الإنسان ؟ هل المسيح هو
الله أم ابن الله ، أم هو مجرد نبي ؟ هل الله
مثلث الأقانيم ؟ هل الكتاب المقدس هو الصحيح
، وقد حُفظ طوال هذه السنين ؟ وإذا كانت
الإجابة على كل أسئلتي : نعم ! فهذا يعني أن
محمداً كذاب ، وأن القرآن ليس من الله . وأصبح
كل شئ حولي بلا معنى ، الأسرة والعمل
والأصدقاء ... ومضت الأيام في حزن ودموع وأنا
أفكر في الله وأبحث عن الحقيقة . كيف يمكنني
أن أعرف ما حدث منذ ألفي سنة مضت ؟ كيف أخون
عائلتي ، بل وربما أخون الله ، إذا آمنت
بالمسيح يسوع ؟ وهذا إقرار لا أريد أن أتخذه
بنفسي . ورغم هذا كله واصلت بحثي عن إجابة لكل
أسئلتي .
إن
أسئلتي تحتاج إلى إجابات مقنعة ، ولا أعرف
أحداً ليساعدني . حتى نصحني القسيس بالذهاب
لسماع محاضرة لأحد الأساتذة . وعندما بدأت
أتحدث مع الأستاذ وأقرأ بعض الكتب ، بدأت
الأمور تتضح أمامي . وثبتت دقة الكتاب المقدس
، وصحته من حفريات البحر الميت . فقد وجدوا
سفر أشعياء الذي يرجع إلى 125 ق.م ؛ كما وجدوا
مخطوطات قديمة لإنجيل يوحنا وإنجيل متى الذي
بين أيدينا ، وهي موجودة في متاحف أوروبا
والشرق الأوسط . وبدأت في مقارنة نبوات العهد
القديم عن مجئ المسيا ، وكيف تحققت كلها في
العهد الجديد . فيتحدث العهد القديم عن
ميلاده من عذراء، وأنه سيقُاد كالحمل إلى
الذبح ، وسيباع بثلاثين من الفضة وسيدخل
أورشليم على حمار ، وسيدعى إلهاً عجيباً
رئيس السلام . كل هذه النبؤات في العهد
القديم والتي تحققت في العهد الجديد ،
قادتني إلى الإيمان بصلب المسيح . والشئ
الوحيد الباقي لي هو "ألوهية المسيح" ،
وأنه أقنوم في الثالوث . لا يمكنني تحت أي
ظروف أن أؤمن أن المسيح هو الله . فهذا تجديف
واضح . وقلت لنفسي : إما أن أنهي بحثي ، وإما
أن أقبل التحدي لتلك المزاعم حول لاهوت
المسيح ! لأنني لا يمكن أن أقبل المسيحية لو
تأكدت بأن المسيح هو الله . حقيقةً ، لقد كنت
في حاجة إلى معجزة .
وفي
أحد الأيام قلت للمسيح :" إذا كنت أنت الله
، فأثبت لي ذلك بأن تفعل ما أريدك أن تفعله
" . لم أتلق أي إجابة . وذهبت إلى الكنيسة في
يوم أحد ، وكان القسيس يتحدث عن الله ، وقال
:" عندما أصلي لأجل شئ ما عادة ما أقول يا
رب إذا كانت هذه هي إرادتك ، فلتقتح الباب
على مصراعيه ، أو تغلقه تماماً ، ولكن لا
تجعلني أتخذ هذا القرار بنفسي " . وبمجرد
عودتي للمنزل ، صليت وقلت :" يا رب إذا كنت
تريدني أن أكون مسيحية ، فأفتح الباب على
مصراعيه ، أو أغلقه تماماً ، ولكن لا تدعني
أتخذ هذا القرار بنفسي " ، ولمدة أسبوعين
لم يحدث شئ !
وفي
يوم الأحد ، 2 أغسطس 1998 ، استيقظت وأنا أشعر
بالاكتئاب ، كعادتي ، بسبب بحثي عن الحقيقة .
وقررت عدم الذهاب إلى الكنيسة ، حتى لا أسمع
هؤلاء القوم وهم يقولون بأن المسيح هو الله .
ودعاني قسيس إيراني وطلب مني القرآن ، وفي
تلك الليلة ذهبت إلى كنيسته لأعطيه القرآن .
وكان يعلم أنني كنت أبحث عن الحق منذ عدة
شهور . وعندما وصلت إلى الكنيسة سألني عما
وصلت إليه في بحثي . فقلت له أنني آمنت بصلب
المسيح ، كحقيقة تاريخية ، لكنني لا أؤمن
بألوهيته . كما أنني أبلغته بأنني درست حياة
المسيح ، وعن رغبتي بأن يكون كل شخص حولي ؛
جاري ، وأخي ، وأبي ، ورئيسي في العمل ، وقاضي
المحكمة ، وملك بلدي ، يكونون جميعاً مثله .
إلا أنني أعلم بأنه لم يوجد أحد يشببه طوال
التاريخ البشري . فقال : " إذا كنت تؤمنين
بأنه شخص عجيب ، وقد مات على الصليب من أجل
خطاياك ، فلتعترفي بهذا أمام الله "
ووافقته على ذلك ، وطلب مني مواصلة الصلاة ،
وقرأة الكتاب المقدس يومياً ، وأن أُخبر كل
شخص عما عملته ، وعن رغبته في أن يكون أول شخص
ليصافحني مهنئاً إياي عندما أؤمن بأنني ابنة
لله . وصلينا معاً وتركته ، وذهبت بسيارتي .
وفكرت في كل ما قاله لي هذا القسيس ، وجلست
وأنا أشعر بصدمة شديدة ، وصرخت وكما لو كان
الله يجلس بجواري " هل تريدني أن أفعل كل
ذلك ؟ هل تريدني أن أتخذ هذه الخطوة؟"
وبدأت أصرخ لأنني أدركت ما حدث . لقد اتخذ
الله القرار لي ، لقد حاربت المسيح وفشلت .
طلبت منه أن يُظهر لي ذاته ، بشروطي أنا ،
ولكنه أراد أن يعلن ذاته لي بشروطه هو . واتضح
لي أن يسوع أرادني أن أسير معه ، لا أن أتحداه
.
وأشعر بالإمتنان لأن الرب أصبح راعى طوال أيام حياتي . أجده عندما أحتاج إليه ، وحتى عندما أعتقد أنني لست في حاجة إليه . لقد عبر بي طُرق ما كنت أتخيل أن أسير فيها ، وفوق هذا ، فأنا مندهشة لحبه العجيب لي ، وإرساله لابنه ليموت عني على الصلي . الرب راعى ، وهو مازال يقود رعيته