كنت
ميتا فعشت !
كنت
السابع من بين اخوتي وأخواتي الأربعة عشر
،عائلة تسكن أحد الأحياء الشعبية الفقيرة فيه
يسكن المسلمون والمسيحيون وطوائف أخرى ،
ترعرعت في عائلة مسلمة .
كان
أبي يعمل جاهدا لأجل معيشتنا ،وكنا نحن
الأولاد نقضي معظم الأوقات في الشوارع ،
أحيانا كثيرة ولسبب الجوع كنا نسرق أرغفة
الخبز وزجاجات الحليب من حوانيت البقالة حيث
كانت توضع باكرا أمام هذه الحوانيت. لم أكن
محبا للعلم ، طردت من المدرسة في مرحلة لاحقة
،غير أني أذكر جيدا تلك السيدة المسيحية
المؤمنة التي كانت تأخذ الأولاد من الشارع
لتعمل لهم "مدرسة الأحد" كانت تعلمنا عن
محبة يسوع المسيح لكل الناس وترينا الأفلام
الروحية وتقرأ لنا من الانجيل ،وفي نهاية
اللقاء كانت توزع علينا الحلوى والشراب كانت
تعاملنا بكل المحبة والحنان حتى كنا نخجل من
أنفسنا عندما نتصرف بشكل غير لائق أمامها !
لم
تكن هناك مؤسسات ثقافية أو نوادي سوى هذه
السيدة المحبة.
كنت
أفرح وأنا ولد بأعياد المسيحيين عيد الميلاد
وعيد الفصح كانا شيئا مبهجا بالنسبة لي .
خرجت
من المدرسة ،بعد طردي منها ، وبدأت أعمل –
عتال في الميناء أو أي شيء آخر .لكن كنت أعيش
في فراغ ! فراغ رهيب!
وحيدا
لا صديق لي ولا أحدا يرعاني فقد كانت التربية
في بيتنا أساسها محبة المال …
المال والمادة …بدأت
أستعبد للمال..
طردي
من المدرسة أثر سلبيا علي ، أخذت أرى في
المسكر والكحول الحل لمشاكلي ،بدأ أشرب
الكحول وأقامر !!حياة لهو ، جمع المال وتبذيره
على أشياء لا تليق . دخل اخوتي التجارة أخذوا
يجمعون الأموال الكثيرة , دبت الغيرة في قلبي
فأخذت أفكر في أن أعمل أنا أيضا في التجارة
ففتحت متجرا صغيرا وبدأت أربح المال الكثير …
لكن لا راحة بال ولا سلام !
لم
أحصل على السلام في داخلي ، كنت دائما أشعر
بفراغ قاتل ! بقيت على هذه الحال ست سنوات …
أخذت المشاكل العائلية تطفو على السطح ،
مشاكل زواج اخوتي وأخواتي ، أبي بدأ يهرم
والدتي مرضت بدأت
المشاكل تقع على كاهلي …
في عام 1982 بدأت أغرق في الديون !!!هذه المشاكل
المتواصلة أدخلتني في ضيق نفسي شديد ، حتى
انهرت تماما ، كان هذا عام1986
بين
السنوات 1982 –1984
شربت الكحول بشكل انتحاري وأخذت أدمن على
شربها .في عام 1984 سافرت الى فرنسا لتلقي
العلاج بسبب الاضطرابات النفسية الحادة التي
انتابتني عولجت
لمدة شهر واحد ورجعت الى البلاد ، وكانت
الصاعقة ! وجدت الحانوت وكل ما بنيته في
التجارة قد انهار تماما !! في عام 1986 في الشهر
الثامن بدأت أشعر بأوجاع مخيفة في معدتي
وجسمي ، دخلت المستشفى في حالة غيبوبة ، حالة
يرثى لها ، لقد توقف جسدي تقريبا عن العمل.
سبعة
عشر يوما في المستشفى أخذ الناس يزورونني
متوقعين موتي في كل يوم ،
أحد هؤلاء الأشخاص كان رجل دين مسيحي لازلت
أذكره بسبب محبته وتواضعه كما زارني اخوة
مؤمنين مسيحيين وصلوا لأجلي .بدأ إضراب
للممرضات في المستشفى ، أرادوا التخلص من
المرضى الذين حالتهم ليست خطيرة ، بقيت في
المستشفى ، في اليوم السابع عشر أصابتني
هستيريا فقمت من سريري وأخذت أضرب كل من اقترب
إلى ، وأقطع أنابيب التنفس ، اعتقد الأطباء أن
نهايتي قد اقتربت ، ثم أغمي علي .
فحصني
الأطباء ، بعد ساعة من فحصهم لي قرروا وفاتي !!!
وقالوا للعائلة أن يحضروا لأخذي بعد أن تصدر
شهادة الوفاة .
وأنا
في هذه الحالة رأيت نورا شديدا يمسكني وصوتا
يقول لي: قم ! ثلاث مرات، ورأيت شخص يسوع
المسيح ظهر لي من خلال النور
بدأ
أهلي بتحضير النعش وأخذي من المستشفى ، لكن من
ظهور يسوع لي رجعت
إلى الحياة وبدأ التحسن، عندما رجع الأطباء
ورأوني في تلك الحالة ، صعقوا من الدهشة ,
كتبوا في التقرير الطبي ، حالة نادرة لا
نستطيع تفسيرها !!! غير أني متأكد أن الرب يسوع
المسيح أرجع لي الحياة ! فهو قال : أنا هو
الطريق والحق والحياة .
خرجت
من المستشفى ضعيفا جدا لكني ولدت ولادة جديدة
آمنت بالمسيح يسوع مخلصا لي ، قلت له يا رب إن
أردت أن تعطيني الحياة فلتكن لمجد اسمك
،بدأت أرجع كطفل في كل شيء ،بدا كل شيء
جديدا أردت أن أكون مع اخوة مسيحيين ، كنت
أسير في الشارع كان الناس يشيرون إلي أني
كنت ميتا وعشت .
حقا
غير الرب يسوع حياتي ، في أحد الأيام وأنا
أسير في الشارع دخلت مكتبة في المدينة ترددت
في الدخول لكن قرعت الجرس ففتحت لي سيدة ورحبت
بي ، رأيت كتبا مقدسة وكتبا أخرى ،تذكرت
السيدة المسيحية المؤمنة ومدرسة الأحد فقلت
في نفسي ربما هذه السيدة تعلم شيئا عنها
سألتها عنها فقالت لي طبعا تعرفها وهي موجودة
الآن في ملجأ للعجزة ، اعتقدت أنها توفيت .
قررت
في اليوم التالي الذهاب إليها ؛ دخلت المكان
فرأيت امرأة نائمة على كرسي ، تذكرت ترانيم
مدرسة الأحد فأخذت أرنم ففتحت عينيها وقالت
من أنت ؟ قلت : سعيد ، أتذكرين قبل حوالي 35 سنة
كنت تأخذين أولاد الشوارع لمدرسة الأحد ؟
وقلت لها قصة حياتي وكيف آمنت بالمسيح قالت :
رائع لكن انتبه يا سعيد ! كن أمينا في حياتك مع
الرب !بدأت حياتي بالإيمان
في الرب يسوع المسيح ، بدأت أقرأ الإنجيل
وأختبر الحياة مع الرب كم كنت عطشانا ، كنت
أقرأ لأرتوي من كلمة الحياة ومع كل ضعفاتي
وأخطائي أرى الرب يقيمني فهو الذي وعد
: ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء
الدهر، وقال أيضا أنا
هو نور العالم ،من يتبعني فلا يمشي في الظلمة
بل يكون له نور الحياة حقا الاختبارات مع
الرب مباركة وسلام داخلي حقيقي يغمرني طالما
بحثت عنه وأستطيع حقا أن أردد مع الأب الذي
قال عن ابنه الذي رجع إليه تائبا
: كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد !.