بحثي عن الحقيقة

وليد

عزيزي المسلم. دعني أقول لك لماذا آمنت

مقدمة

يدعي اليوم نصف سكان العالم أنهم إما مسلمين أو مسيحيين ولكل منهما كتابه الخاص وإيمانه الخاص الذي يعلم أنه يوم ما سيقف كل واحد أمام الله للدينونة. وكل منهما يدعي أن دينه هو الدين الحقيقي. ويدعي المسلمون اليوم أن الكتاب المقدس الذي بين أيدي المسيحيين اليوم ليس هو الأصلي ولكنه قد حرف في حين يقول المسيحيون أن الله لن يسمح لكلمته بأن تحرف ؟ ورغم هذا فإن دينونة الله التي سوف تقرر مصيرنا الأبدي (الجنة أو الجحيم) تتوقف علي مدي قبولنا للحق. يقول المسلمون بأن الطريق الوحيد إلي الجنة هو أن الله إله واحد وأن محمد هو خاتم الرسل لكل البشرية. أما المسيحيون فيقولون بأن الإيمان بفداء المسيح الذي مات علي الصليب هو الطريق الوحيد للسما. والخلاصة أن واحد من الإثنين هو الصواب والثاني هو الخطأ. والاختيار الصحيح يقود للسماء والخاطئ يقود إلي الجحيم. وسوف أوضح لك لماذا أؤمن بأن المسيحية هي الطريق الوحيد للسما.

ولكي نفهم الاختلافات بينهما علينا أن نقضي وقتاً كافياً للبحث عن أدلة كل منهما. وكما يقول القرآن : "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" (البقرة 110). ومن الجانب الآخر يقول الكتاب المقدس : "قدموا دعواكم يقول الرب. أحضروا حججكم يقول ملك يعقوب" (أشعياء 41 : 21) وطبقاً لما هو مطلوب في هاتين الآيتين سوف أناقش تلك القضايا علي أساس علمي.

لقد خصصت سنوات عديدة لدراسة هذه القضية بمقارنة القرآن والكتاب المقدس وشاركت بخبرتي في دراسة الكتاب المقدس محاولاً أن أجد الأجزاء المحرفة التي يتهم بها. وكانت نتيجة هذه المقارنة مدهشة. وسوف يزداد القراء معرفة بالبراهين التي جمعتها في مجال النبوة والتاريخ والعلم.

وسوف تشمل هذه الدراسة المقارنة علي الأحداث والأشخاص مثل : السلام والحرب في الإسلام والعلم في كل من الكتاب المقدس والقرآن. إسرائيل والأمم الإسلامية في النبوة. النبوة في القرآن. الأدلة التاريخية والثائقية والنبوية والأثرية علي صحة الكتاب المقدس.

وهدفي هو توضيح المشاكل التي يواجهها المسلمون في نظرتهم للإيمان المسيحي وذلك بإعطاء مئات الحقائق والأدلة لكي أثبت للمسلمين لماذا تكون المسيحية الطريق الوحيد للسماء.

أمضيت ثمانية عشر عاماً في الأرض المقدسة ونشأت كمسلم يدرس القرآن ويمارس الدين الإسلامي. وأرجو من القارئ أن يفتح عقله وقلبه وهو يقرأ ما سأكتبه.

إقبل تحدي الكتاب المقدس

منذ عدة سنوات مررت بلافتة مكتوب عليها "إقبل تحدي البيبسي". فقلت لنفسي لماذا لا أحاول ذلك خاصة وأنني كنت أشرب الكوكاكولا طوال حياتي وتساءلت ما إذا كان بإمكاني إكتشاف أنني أفضلها. ولأن الكوبين الذين علي الطاولة ليست عليهما أية علامة فلم أعرف أيهما كوكا أو بيبسي. فتذوقت كل منهما واتخذت قراري. وهو اختيار بسيط بالطبع ولن يكون له أي أثر علي حياتي لو اخترت أي منهما. ومن الجانب الآخر فلن يمكنني أن أفاضل بينهما بدون أن أتذوقهما.

وأدركت أن المقارنة هي أفضل أسلوب ولابد من معرفة أيهما أفضل الكتاب المقدس أم القرآن ولن يتأتي ذلك إلي بتذوق الكلمة. لسنا مضطرين لأن نبتلعها ولكن نتذوقها فقط ثم نقرر ما إذا كنا نبتلعها أو نرفضها. وفي أحد الأيام شعرب برغبة شديدة في قلبي دفعتني لأن أفتح الكتاب المقدس وأقارنه بالقرآن. ووضعتهما جنباً إلي جنب وبدأت الدراسة واستمرت الدراسة لعدة شهور لأن الحق الإلهي استحوذ علي. وأقسمت ألا أتركهما حتي أقرر بنفسي ماذا إذا كانا متساويين بمقياس علمي. وقد سجلت كل ما حصلت عليه وتعلمته من هذا الاختبار وهذا ما سأقوله لكم.

ملحوظة : حاول أن تجيب علي الأسئلة الموجهة إليك. وإذا تمكنت من ذلك فإن إيمانك مبني علي حقائق.

ما هو الإيمان ؟

بالرغم مما نعتقد فيه فلكل منا إيمانه في شخص أو شئ ما يملي علينا أسلوب حياتنا. وفي قضيتنا هذه لأن كل من المسلمين والمسحيين يؤمنون بالمصير الأبدي (الجنة أو الجحيم) لذلك فإن الاختيار الذي نقوم به يعتبر معركة للحق والحياة. وإذا كنت تخشي أن تقرأ هذه فربما لأنه ليست لديك معرفة عميقة في إيمانك. فلا يجب أن تخاف لو علمت أن ما تؤمن بأنه حق هو حق في حد ذاته.

ومن الجانب الآخر فيمكن للإنسان أن يختار لسبب ما أن يتجاهل هذه القضية تماماً. معتقداً أنه أمر غير ذات أهمية طالما أننا سنكتشف في النهاية ما هو حق. إنه اختيارك ولا يمكن لأحد ولا حتي الله نفسه أن يجبرك علي شئ ولكن إذا اتخذت القرار الخاطئ وانتهي بك الأمر إلي الجحيم الأبدي فلا تلومني فقد قمت بواجبي نحوك وقدمت لك التحدي.

القرآن يتحدي الإيمان اليهودي -  المسيحي :

في الإسلام كما يقرر القرآن بوضوح : "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصاري تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" (البقرة 110).

أما الكتاب المقدس فيتحدي ويقول : "قدموا دعواكم يقول الرب. أحضروا حججكم يقول ملك يعقوب. ليقدموها ويخبرونا بما سيعرض. ما هي الأوليات. أخبروا فنجعل عليها قلوبنا ونعرف آخرتها أو علمونا المستقبلات. أخبروا بالآيات فيما بعد فنعرف إنكم آلهة وافعلوا خيراً أو شراً فنلتفت وننظر معاً. ها أنتم من لا شئ وعملكم من العدم. رجس هو الذي يختاركم" (أشعياء 41 : 21 -  24).

ولهذا فإن التحدي الذي قدمه كل من الكتاب المقدس والقرآن ولأن كلاهما يدعونا لأن نقدم البراهين والأدلة علي ما ندعيه فسوف أجيب علي كل تحد. ولأن المسيحيين يحتاجون لأن يكونوا في حالة الطاعة لله فهم مطالبون للرد لكي يوفوا بالتزامهم للدفاع عن الإيمان ليحاربوا في المعركة الحقيقية من أجل النفوس ليس بالسيف ولكن بالكلمة. لقد أمرنا الله أن نعطي الأدلة ونشهد للذين في الظلمة لنأتي بهم إلي المسيح وكما قال الكتاب "قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1 بطرس 3 : 15). وفي العهد القديم يشجع الله علي المناقشة والتحدي "هلم نتحاجج يقول الرب". (أشعياء 1 : 18). وهذا نوع من التحدي لا يحتاج بأن نرجم الآخرين بالحجارة أو نثور ونغضب منهم. فقط هلم نتحاجج ونثبت ما ندعيه.

يقول الكتاب أن الإيمان المسيحي الحق هو الطريق الوحيد إلي الله بينما يقول الإسلام أنه هناك طريق آخر. شاهدت الكثير من المناظرات خاصة بهذا الموضوع ولكن لم يتمكن أي منها أن يعبر عن فكرته. والسبب في ذلك عامل الوقت وحرارة المناقشات التي كانت تثير المسلمين دائماً وتدفعهم لأن يطلقوا صيحات "الله أكبر". إننا نحتاج لأن نري ونخبركم أن الله عظيم حقاً وليس مجرد صيحات جوفاء. ونحتاج إلي الصبر لكي نتجنب الأحكام المتسرعة.

إن واحداً من الإثنين المتناظرين (المسلم أو المسيحي) يخدع. ولكي نفهم سبب هذا الخداع يجب أن نفهم طبيعة الشيطان. ويعطينا الكتاب أفضل وصف له فهو أذكي وأجمل كائن خلقه الله. لقد خدع ثلث الملائكة. وخدع آدم وحواء. وهو قادر علي أن يخدع حتي الذين في القمة. ولا يستطيع أي إنسان أن يحتمل حيل الشيطان بدون معونة الله وروحه بداخلنا. يمكنه أن يظهر في صورة "ملاك نور" وهو الذي اخترع كل اللاهوت الزائف حتي أنه إدعي أنه الله. لقد وصفه الكتاب علي أنه إله هذا الدهر الذي يريد أن يحكم هذا العالم.

ويعطي القرآن من الجانب الآخر وصفاً مختلفاً للشيطان ويسميه "إبليس" الذي هو مخلوق ناري "جن" والذي اشتق منه الإنجليز كلمة "جنية". وينكر المسلمون قول الكتاب المقدس عنه أنه ملاك ولا يمكن أن نتجاهل قول القرآن : "وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه". (الكهف 49). وقد يتساءل شخص ما لماذا يأمر الله الملائكة فقط ليسجدوا ثم يتوقع ذلك من الشيطان الذي يقول القرآن عنه أنه جن إن هذا يشير منطقياً إلي "الجن" كملائكة سقطوا وليس مخلوق آخر مصنوع من النار كما يقول القرآن في آيات أخري.

وفي القرآن يمكننا أن نقرأ عن الشياطين التي تقوم بخدمة سليمان بأمر الله. والله نفسه يحميهم كما جاء في القرآن (الأنبياء 81) "ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين". كما أن هؤلاء الشياطين كانوا رسلاً لسليمان. قال سليمان "قال يا أيها الملؤايكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين" قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين" (النمل 37، 38).

مثل هذه الأقوال مرفوضة من المسيحيين فلا يوجد في الكتاب المقدس شياطين يقوموا بأي عمل جسماني وخاصة بناء هيكل الله الذي استخدم في بنائه سليمان وشعبه المختار. ومن أكثر الأجزاء تشويقاً في القرآن هي وصف الشيطان في (سبأ 13) "فلما قضينا عليه الموت ما دلهم علي موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ..." يقول المفسرين للقرآن أن سليمان مات فجأة وهو مستند علي عصاه. ومضت سنة كاملة وجثته مازالت علي عصاه. وأخيراً عندما أكل النمل جزءاً من العصي انكسرت وسقط سليمان علي الأرض. ولم يعلم الشيطان بموت سليمان حتي الآن. وهنا نسأل : ماذا كان يفعل خدم وزوجات وجيش سليمان عندما كان ميتاً علي عصاه لمدة عام كامل ؟ ويستخلص العلماء المسلمون أن الشياطين هم كائنات غبية وعملهم الأساسي هو الوسوسه في آذان الناس لكي يفعلوا الخطية. وهذا وصف يختلف عن وصف الكتاب المقدس لهم إذ يحذرنا منهم لأنهم ملائكة ساقطين لهم القدرة علي خلط الحق بالإثم والأكاذيب إلي درجة تفضي إلي القتل.

جمال بدوي كاتب إسلامي مشهور ومدافع عن الدين يدخل دائماً في مناظرات مع المسيحيين ويتهم التثليث بأنه مأخوذ من المعتقدات الوثنية القديمة مثل (المصريات). وتجاهل جمال بدوي ذكر فكرة التثليث الوثنية لم تأت من الفرس أو الرومان أو أي إمبراطورية قديمة ولكنها من قصة سقوط الإنسان في جنة عدن. لقد تحدي الشيطان الله وخدع آدم وحواء ثم كون تثليثاً زائفاً وهو الشيطان والمسيح الدجال والنبي الكذاب. وأول نبوة في الكتاب خاصة بهذا الأمر هي في (تكوين 3 : 15) إعلان دينونة الله "وسأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه". وفي هذه النبوة نجد الوعد بالميلاد العذراوي للمسيح من نسل المرأة. المرأة التي تمثل حواء ونسلها الذي يمثل المسيح لأن المسيح ليس من نسل آدم لأن ليس له أب أرضي. وهذه أول نبوة في الكتاب عن مجئ المسيح. وتنبأت هذه النبوة عن صلب المسيح عندما تمكن الشيطان من "سحق عقبه" بثقب يداه ورجلاه. كما أن هذه الآية تكشف لنا ضد المسيح الذي هو نسل الشيطان. وكما أن المسيح هو ابن مريم نسل المرأة الفريد في نوعه فإن ضد المسيح سوف يكون نسل الشيطان.

إن المسيح سوف يسحق رأس الشيطان الذي سيعلن عن نفسه في جسد ضد المسيح الذي هو نسل الشيطان. والتثليث الزائف والآلهة الزائفة أدخلها الشيطان عبر القرون كمحاولة لطمس الحق. إنه المخادع الماهر الذي سيعرف إبنه الذي هو ضد المسيح لكي يقوم بأكبر إرسالية مخادعة لكي يجعل الإنسان يعبد الشيطان ويعلن نفسه إلهاً للإنسان.

وبينما تعتقد الديانات الزائفة أن الشيطان وأتباعه من الأبالسة هم كائنات بسيطة تنشر الخطية والإثم فإن الكتاب المقدس يقول أنهم كائنات ذكية لم نتوقف أبداً عن تفعيل جدول أعمال الشيطان في المعركة الحقيقية بين الشيطان والله وهي معركة لم تذكر في كثير من الديانات الزائفة. ورغم أننا غير واعين لهذه المعركة فالله يحذرنا في الكتاب : "إن محاربتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء والسلاطين وأجناد الشر الروحية في السماويات" (أفسس 6 : 12) ويصف الكتاب الشيطان علي أنه "سلطان الظلام وأبو الكذاب ورئيس سلطان الهواء" وهو يحاول أن يقلد الله الحي الحقيقي. وفي النهاية سوف يعلن عن نفسه في صورة ضد المسيح الذي سيحكم الأرض لفترة محدودة. وسوف يمثله نبي كذاب وزائف. هذا الثالوث المزيف (الشيطان وضد المسيح والنبي الكذاب) وضعه الشيطان لكي يقلد ما فعله الله ويغري الإنسان لعبادته ويجعلهم يعتقدون أنهم يعبدون الله.

وبدأت عملية التقليد هذه منذ البداية عندما قال الشيطان عن نفسه أنه أفضل من الله : "أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلي" (أشعياء 14 : 14) فالشيطان مزيف إذ يدعي أنه الله العلي. إذا كان الشيطان يفعل هذا اليوم فمن خلال أي نظام ديني ولمن تعتقد أن يكذب ؟

إن الكتاب المقدس يعطي الأسماء المضادة للإله الحقيقي وينسبهم إلي ضد المسيح. لقد دعي المسيح بأنه "الحق" أما ضد المسيح فهو "الكذاب". دعي المسيح بأنه "القدوس" أما ضد المسيح فهو "النجس" دعي المسيح "ابن الله" أما ضد المسيح فهو "ابن الهلاك" دعي المسيح "سر التقوي" أما ضد المسيح فهو "سر الإثم". لقد سمح الله للشيطان بأن يستمر رغم قدرته علي تحطيمه. إن الكتاب المقدس يعلمنا أن المسيح في النهاية سوف يحطم "سر الإثم" (ضد المسيح) "بلمعان وضوء ونور مجيئه". إن خطة الشيطان الرئيسية لتحطيم خطة الله هي تزييف النبوات الكتابية الخاصة بمجئ المسيح. وحاول الشيطان عبر القرون أن يدمر خطة الله بحرق الكتاب ومهاجمته واضطهاد المسيحيين واليهود. لقد أدخل عقائد زائفة وكتب كاذبه وأنبياء كذبه. إن محاولة تكذيب الحق الإلهي هي الإرسالية الرئيسية للشيطان وجنوده. لقد فشل الشيطان دائماً في إرسالياته لتدمير وهزيمة الكتاب المقدس والمسيحيين لأن خطة الله لا يمكن تدميرها.

لقد أعطي الله التحذيرات في الكتاب المقدس فيما يختص بالشيطان وعمله : "ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظم علي كل إله ويتكلم بأمور عجيبة علي إله الآلهة وينجح إلي إتمام الغضب لأن المقضي به يجري" (دانيال 11 : 36) إن إرادة ضد المسيح هي نفس إرادة أبيه (أبو الكذاب -  الشيطان) بينما إرادة المسيح هي نفس إرادة الآب (إله الحق). إن سر طبيعة الله مقدمه في الكتاب المقدس علي أنها إله واحد في ثالوث مقدس : "إسمع ياإسرائيل إلهك إله واحد" ووحدة الله مؤيدة في كل من العهد القديم والعهد الجديد.

عندما واجه إيليا أنبياء البعل وقف أمام الجمهور وصاح قائلاً : "حتي متي تعرجون بين الفرقتين إن كان الرب هو الله فاعبدوه وإن كان البعل فاتبعوه" (1 ملوك 18 : 21). وكسب إيليا المعركة لأنه كان بجانب الله. أما الأنبياء الكذبة فقد ماتوا وفقدوا حياتهم إلي الأبد. وأرسل الله ناراً من السماء وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب. وصلي إيليا كما صليت أنا "أيها الرب إله إبراهيم وإسحق ويعقوب" إن الله يكشف لنا الحق فهو أمين وعادل.

ملخص ديانات العالم

أين الحقيقة ؟

بالرغم مما يؤمن به معظم الناس في كل ديانات العالم، فإذا اعتقد شخص ما أنه استخدم قلبه وعقله في الإيمان بأكذوبة فإن هذا لا يعني أن ما يؤمن به هو الحق المعلن من الله. إن الكتاب المقدس يقول عن هؤلاء إنهم ينتسبون للشيطان الذي وضع خطة ليحكم العالم عن طريق الفوضي والإرتباك الذي يحدثه بأفكاره الزائفة.

ولكي نلخص ما يفترض أنه معجزات ديانات العالم اليوم سوف نعطي بعض الأمثلة : الشخص الذي يتبع طائفة المورمون لديه شعور قلبي قوي أن جوزيف سميث هو نبي الله. كان هذا هو شعوري عن كل شخص قابلته من هذه الطائفة. أما الهندوسي فهو يتبع التأمل والتركيز علي الحياة الداخلية وتعلم ديانتهم الحديثة (وهي لاتشابه الديانة الأصلية القديمة) التي تجذب أتباعها بأن تقدم لهم القدرة علي الإتصال بقوي خارجية كونية حتي أنهم بإمكانهم أن ينتقلوا إلي أماكن أبعد مما يروه بأعينهم. وباستخدام ما يسمي باليوجا يمكن للإنسان أن يقوم بأعمال خارقة لكي يتحكم في جسده ويظهر خبرات غامضة وبصيرة روحية.

ومثل اليوجا هناك طائفة إسلامية تدعي "الدراويش". والعضو في هذه الطائفة لديه القدرة لأن يتحكم في جسده إلي الحد أنه لو جرح لا يشعر بألم أو ينزف دماً.

وفي الغرب يعتقد الملايين من الكاثوليك في ظهور العذراء مريم ويذهب آلاف الكاثوليك إلي جبل ليشاهدوا العذراء مريم تظهر في السماء ويصلون لها منتظرين تعليماتها. وبإمكان المسلم أن يستخدم لغة عربية فصحي في القرآن وبعض الأدلة العلمية التي لم يكن يعرفها النبي محمد وهو يتأمل ويركز وهو يقرأ القرآن وأثناء الصلاه يمتلئ بنوع من الفرح (والخشوع) الذي لا نعرف سببه ويعتقد أن القرآن هو معجزه من الله للإنسان لكي يغير العالم.

واليوم يؤمن الناس بأنبياء مثل نوستراداموسي، وجين ديكسون، وارجار كايس وآخرين الذين تنبأوا بأمور كثيرة مثل موت الرئيس كيندي وقيام وسقوط أدولف هتلر .... ويصدق الكثيرين اليوم هذه التنبواءات علي أنها معجزات. وسوف نجيب علي بعض ما يسمي بالأنبياء المحدثين فيما بعد.

ويحذرنا الكتاب المقدس ليس فقط أن لا نؤمن بهذه الديانات الوضعية بل أن نتبع بحذر الخطة الموضوعة من الله منذ البداية. كما يحذرنا بأنه لو تمكن أحد من أن يجلب ناراً من السماء ويدعي أنه المسيح لا يجب أن نصدقه بل يجب أن نتبع كلمة الله الثابتة التي وضعها ويخبرنا الكتاب عن علامات مجئ المسيح ثانية وكيف يمكننا أن نميز بين الأنبياء الكذبة والأنبياء الحقيقيين وكيف نميز بين الخراف والذئاب.

إن الكتاب المقدس هو البوصلة لعالم مفقود وهو الخريطة الإسترشادية والمصباح والمرشد للإنسان ليري ويعرف الطريق التي يسلكها في هذا العالم المظلم. إن الكتاب يوضح الأمر للإنسان الذي عليه أن يختار بين طريقين لمصيره الأبدي. إما الجحيم مع الشيطان أو السماء مع الله. ولدي البعض اعتقاد خاطئ إنهم ذاهبون إلي الجنة لأنهم أقنعوا أنفسهم بذلك ويعتقد البعض أنهم يتبعون الله الحق لأن نبيهم وكتابهم يقول هذا ولا يعلمون أن الشيطان بإمكانه أن يظهر في صورة ملاك نور. في استطاعة أي شخص أن يقف علي قمة مبني مرتفع ويقترب من حافته ويؤمن بدرجة 100% أنه لو أخذ قفزة بالإيمان سوف يطير، إن هذا الإيمان لن يجعل انتحاره أمراً آمنا أو أنه بهذا الإيمان سيطير. وبالمثل فمن الخطورة بمكان أن تعتقد أنك ذاهب للجنة فقط لأنك تشعر أو تثق في هذا. شكراً لله إن مصيري الأبدي لا يعتمد علي مجرد الشعور فقد أشعر في فترة ما أنني ذاهب إلي الجحيم وفي فترة أخري أشعر أنني ذاهب للسماء. إن مصيري الأبدي يعتمد علي برهان حقيقي ينبع من لاهوتي الشخصي.

هل الوحي الأصلي والغير محرف دليل كاف ؟

يدعي كل من المسيحيين والمسلمين أن الوحي الذي حفظه الله هو دليل كاف لإثبات أن الرؤيا سماوية. وهذا في حد ذاته مشكلة. مازلنا نعلم ونحفظ الكثير من الأشعار الوثنية في كل البلاد العربية ورغم هذا فلا أحد من المسيحيين أو المسلمين يعتبرها كتابات سماوية أو مقدسة. وفي الشرق مازال يوجد معظم الشعر الوثني قبل الإسلام وكذلك في الغرب مازالت توجد الفلسفة الوثنية قبل المسيحية. ورغم هذا يجب أن نعلم أن الرؤيا السماوية هي دائماً محفوظة من الله بغض النظر عن الزمن الذي أوحيت فيه. والإدعاء الذي يقول أن الإنسان بإمكانه أن يحرف كلمة الله هو ضد ما وعد به الله منذ البداية : "الحق أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتي يكون الكل" (متي 5 : 18) "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (متي 24 : 35) "لأني أنا الرب لا أتغير" (ملاخي     3 : 6) وحتي في القرآن (الأنعام 114) "وتحت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم" كلا الديانتين تقر أن الله لا ولن يتغير وكذلك كلمته فهذا أمر مستحيل. فأي ديانة أو أي نبي يدعي بحدوث تغيير في الكلمة يعتبر مناقضاً لطبيعة الله ويجب اعتباره نبي زائف وكذاب. إنه أمر في غاية البساطة بدون اعتذار أو خوف. إن الله يعلم أن الإنسان قادر علي حفظ كتاباته التاريخية ولهذا اختار الله أسلوباً مختلفاً للتحدي وهذا التحدي هو "النبوة الكتابية" وكل نبوة تتحقق تبرهن أن الله يفي بوعوده بكل دقائق التفاصيل كما سنشرح هذا فيما بعد.

وتدعي معظم ديانات العالم أن لديها المعجزات السماوية الضرورية. ورغم هذا فعند دراسة هذه المعجزات بدقة نجد أننا لا يمكن أن نعتبرها معجزات كما سنري ذلك واضحاً في الإسلام. فعندما حول سحرة فرعون عصيهم إلي حيات أكلتهم جميعاً عصا موسي التي تحولت إلي حية لقد عرضوا حيلهم وخداعهم ولكن الله رد عليهم ببرهان قوي أقوي مما فعلوه.

وإذا كان لدينا بعض المعلومات العلمية في كتاب مقدس أو لغة جميلة فذلك لا يعتبر برهاناً كافياً. فالشيطان يعرف معلومات أكثر من أي إنسان وبإمكانه أن يقدم أموراً عجيبة ليخدع حتي النخبة والطبقة العليا من الشعب. وإذا اشتمل كتاب ديني علي بعض الأمور العلمية فذلك يحتاج لإثباته مثلما يقيم الدليل بميزان علمي وهذا ما سنوضحه في الورقة الأخيرة.

إن الله يحذرنا في الكتاب المقدس من الأنبياء الكذبة : "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم في داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً" (متي 7 : 15 -  16).

هل الإيمان بوجود الله يكفي لأن تذهب للسماء ؟

قد يعتقد البعض أنهم يعبدون الإله الحقيقي ولكن يجب علينا أن نعرف من هو الإله الحقيقي. إن إدعاء الإنسان بأن الإيمان بإله واحد حقيقي سوف يقوده للسماء هو مغالطة خطيرة لأن الشيطان "ملاك نور" وجنوده وكل ديانات العالم تؤمن أن الله خلق كل شئ ولكن الفرق الوحيد هو في الوسائل التي تؤهلنا للوصول إلي الله. فبعض الديانات تستخدم النار كوسيلة بين الإنسان والله وآخرون مثل المسلمين يدعون أن الأعمال مثل الصلاة خمس مرات يومياً والصوم والزكاة يمكن أن تقودهم إلي الجنة. بماذا تؤمن وفيمن تثق كالوسيلة التي تصل بك إلي الله للحصول علي الغفران والتصالح مع الله هو الأمر المهم في كل الديانات الرئيسية.

الكتاب المقدس يدعو الإنسان لأن يعرف ويؤمن ويثق في الله وفي عمله. يثق في صفاته وطبيعته وخطته للخلاص ويقبله ويثق فيه وفي خطته الإلهية فقط. عندما بدأ نوح في بناء الفلك وقدم خطة الله للشعب لإنقاذهم من الطوفان الذي سيدمر كل شئ استجاب الناس بالضحك علي نوح. لقد ضحكوا علي خطة الله للخلاص ولكن عندما بدأ المطر ينهمر لم تسمع ضحكاتهم ثانية.

كانت فكرة المطر بالنسبة لهم فكرة مجنونة لأنهم لم يروا مطراً قبل الطوفان. وبالمثل كان المسيح هو الخطة لخلاص الإنسان وكان صليبه هو الكبري بين الإنسان الخاطئ والله القدوس. ومازال الكثيرون يرفضون خطة الله ويعتبرونها أمراً سخيفاً ومضحكاً لأنهم يعتقدون أن علي كل واحد أن يحمل ثقل خطاياه. وما لا يفهمه المسلمون أن خطايانا (حتي وإن اعتقدنا أنها صغيرة) هي كبيرة وعظيمة في عيني الله. لقد غرقنا في خطايانا حتي أن طوفان الخطية يغطي كل إنسان. إن الطريق الوحيد للهروب من هذا الطوفان هو أن تثق في خطة الله وتقفز علي الكوبري الخشبي الذي هو الصليب وأن نقبل ما فعله الله للإنسان وليس ما يمكن للإنسان أن يفعله من أجل نفسه. فلا يستطيع أي إنسان أن يهرب من الطوفان ما لم يقفز إلي السفينة الخشبية. لا السيف ولا القوة ولا العلم استطاع أن ينقذ الغرقي. إن الفلك الخشبي فقط هو طريقة الله للخلاص وكان هذا رمز لصليب المسيح.

وقدم الكتاب المقدس مئات الأمثلة لتوضيح خطة الله لخلاص الإنسان، الخروج من مصر، إسرائيل، ذبائح الهيكل، التقاليد والعادات الكتابية وكلها كانت موجهة للتركيز علي موضوع واحد وهو خلاص الإنسان بالمسيح.

تحدي القرآن لغير المسلمين

التحدي المعروف وفي القرآن ومازال حتي الآن هو كتابة شئ مثله. إن المسلمين حتي الآن لا يمكنهم كتابة أي شئ مثل الكتاب المقدس الذي يدعون أنه قد حرف. ورغم هذا يمكننا الرد بسهولة علي هذا التحدي للعالم بأن نطلب من أي شخص أن يكتب لنا شعراً مماثلاً لشعر شكسبير، وأحمد شوقي والمتنبي وجبران خليل جبران. إن المقدرة علي كتابة اللغة العربية الفصحي أو الشعر لا يؤهل الشعراء أو الكتاب لأن يكونوا أنبياء. إن علماء اللغة العربية المرموقين لا يروا أية معجزة في فصاحة القرآن مثل : أبو العلاء المعري، إبرهيم النظام، ابن حزم، والخياط وعلماء محدثين كثيرين مثل طه حسين الذي مارسوا ضغطاً عليه وصودر ما كتبه في هذا الصدد.

دليل من نبوات الكتاب المقدس

في عام 1992 أعجبت كثيراً عندما قرأت كتاباً بعنوان "هرمجدون -  موعد مع المصير" كتبه جرانت جيفري. كثير مما كتب في هذا الكتاب به نبوات كتبت بالتفصيل عن المسيح : ميلاده، وحياته، وموته، وقيامته، وعن إعادة قيام دولة إسرائيل. وكثير من هذه النبوات تحققت كما كتبها الله في الكتاب المقدس. وما أدهشني أيضاً أن أجد أن فرص الإنسان لكي يتنبأ بمئات الأحداث التاريخية التي كتبت منذ مئات وآلاف السنين قبل ظهورها هو واحد في الزيليون (عدد غير محدود) وما يدهشك أكثر أنه لا مجال للخطأ فيها في الإطلاق، وخاصة أن الكثير من هذه النبوات يتحقق في جيلي أنا. مثل هذه الأدلة مصدرها سماوي وهو الله ذاته.

هنا توجد الحقيقة

إنني أفهم القرآن وآمنت بتعاليمه ورغم هذا فبعد فحص ودراسة هذه الأدلة وجدت قصوراً في القرآن. إنه لا يعطي نفس الأدلة التي يعطيها الكتاب المقدس لكي يضمن أن تكون سماوية. ولا يمكننا مقارنة القرآن بالكتاب المقدس عندما نتحدث عن هذه الأدلة. ولأن الله حق أوحي بالكتاب بأربعة عناصر مختلفة لا تتوفر في أي كتاب آخر في العالم. وهذه العناصر هي : المخطوطات، الآثار، النبوات والأدلة العلمية بالكتاب. ويدعي المسلمون أن بالقرآن عنصر العلم والذي أتحداه أنا هنا في هذا البحث. وأود أن أتحدث عن البرهان النبوي وأريد من القارئ أن يفحصه كما يشجع الإسلام علي ذلك.

إن الكتاب المقدس هو الوحيد في هذا الوجود الذي جرؤ علي كتابة تفاصيل آلاف النبوات. وبعض هذه النبوات تحدثت عن قيام وسقوط إمبراطوريات عالمية والكثير من هذه النبوات تحققت. هل يمكنك أن تجد في ديانات أخري مئات النبوات عن أحداث مستقبلية. إن أولئك الذين يشيرون إلي تنبوءات وتخمينات نوستراداموس وجين ديكسون وأنبياء آخرين كذبه الذين صادفهم الحظ أحياناً يتناسون مئات النبوات الكاذبة والغير صحيحة التي تنبؤا بها. هنري س. روبرتس مؤلف كتاب "النبوات الكاملة لنوستراداموس" صرح في مقدمته للكتاب أن هذه الكتابات النبوية "غير واضحة ولا مفهومة لغير المبتدئين. والطبيعة الغريبة وغير المترابطة لهذه الرباعيات في كل من اللغة الفرنسية والإنجليزية هي السمة المميزة للإعلام النبوي"

وفي هذه الأيام فإن التنبؤ بالمستقبل القريب هو نوع من المقامرة التي بلا ثمر. لقد أعلن الله أن القدرة علي التنبؤ وتحقيق النبوة هي صفة فريدة من صفاته وطبيعته كما قال "أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي. مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يفعل. قائلاً رأي يقوم وأفعل كل مسرتي". (أشعياء 46 : 9 -  10)

يعلن أشعياء في هذه الآية أن الله فقط هو الذي يعرف ما سيحدث في المستقبل. هو الذي يعلن هذه الأحداث ثم يحققها. وقال الله أيضاً : "الحق أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتي يكون الكل". (متي 5 : 18).

إن فكرة النبوة في الكتاب هي أن الله رسم خطته قبل تنفيذها لكي يبرهن أن كل شئ تحت سيطرته وهذا دليل حقيقي وواضح. وفي آية أخري يتحدي الله بالقول : "قدموا دعواكم يقول الرب. أحضروا حججكم يقول ملك يعقوب. ليقدموها ويخبرونا بما سيعرض. ما هي الأوليات أخبروا فنجعل عليها قلوبنا ونعرف آخرتها أو أعلمونا المستقبلات. أخبروا بالآتيات فيما بعد فنعرف أنكم آلهة وافعلوا خيراً أو شراً فنلتفت وننظر معاً. ها أنتم من لا شئ وعملكم من العدم. رجس هو الذي يختاركم" (أشعياء 41 : 21 -  24)

إن إله الكتاب يتحداك فهو تقبل هذا التحدي ؟ ويواصل ذلك في (42 : 9) "هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها قبل أن تنبت أعلمكم بها". إن الله يري التاريخ بجملته. الماضي والحاضر والمستقبل. إنه لا يخمن ما سيحدث في المستقبل إنه يعرف كل شئ.

لقد قال الله أن الطريق الوحيد لمعرفة رسالته هو من خلال النبوة وإذا لم يوجد هذا العنصر (النبوة) فلا تصدق هذه النبي. وهذه النبوات هي فريدة في نوعها وليست مجرد تخمينات كما يفعل كل الأنبياء الكذبه. ولكي يعلن الله عن محبته وإرادته للإنسان يجب أن يعلن عن نفسه شخصياً بطريقة تمكن الإنسان المحدود من أن يدرك في ظل من الشك أن الله الغير محدود أعلن عن نفسه. هذا التأكيد الذي لا يدحض موجود فقط في الكتاب المقدس. ولا يمكن أن يظل شخص أمين مع نفسه في حالة عدم إيمان بعد دراسة ولو مختصرة للنبوة التي هي العنصر المفقود في كل الكتب المقدسة لديانات العالم. ورغم إدعاتهم بوجودها في القرآن فإن البحث الأمين والمقارنة بالكتاب المقدس سوف تؤكد هذه النقطة.

لا الكتب الهندوسية ولا كتب المورمون ولا كتابات ماري بيكر إيدي يمكن أن تباري الكتاب المقدس في النبوة. إن ربع الكتاب المقدس عبارة عن نبوات. وهذا غير موجود في أي كتاب ديني آخر.

نبوات عن مجئ وموت المسيح

1 -  ميلاده في بيت لحم : نبوه في العهد القديم : "أما أنت يابيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5 : 2).

نبوة في العهد الجديد : "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلي أورشليم". (متي 2 : 1)

2 -   يسبقه رسول : نبوة في العهد القديم : "صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب. قوموا في القفر سبيلاً لإلهنا" (أشعياء 40 : 3)

تحقيق النبوة في العهد الجديد : "في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً : توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" (متي 3 : 1 -  2).

3 -  سوف يدخل أورشليم علي جحش : "إبتهجي جداً ياإبنة صهيون اهتفي يابنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب علي حمار وعلي جحش بن أتان" (زكريا 9 : 9).

"وأتيا به إلي يسوع وطرحا ثيابهما علي الجحش وأركبا يسوع. وفيما هو سائر فرشوا ثيابهم في الطريق". (لوقا 19 : 35 -  36).

4 -  سوف يخونه صديقه : "أيضاً رجل سلامتي الذي وثقت به آكل خبزي رفع علي عقبه" (مزمور 41 : 9).

"وفيما هو يتكلم إذا يهوذا أحد الإثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبله هو هو أمسكوه" (متي 26 : 47        -  48).

5 -  ثقبوا يديه ورجليه : "لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي" (مزمور 22 : 16).

"ولما مضوا به إلي الموضع الذي يدعي جمجمه صلبوه هناك واحداً عن يمينه والآخر عن يساره" (لوقا 23 : 33).

6 -  جرح بواسطة أعدائه : "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (أشعياء 53 : 5)

"حينئذ أطلق لهم باراباس. وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب" (متي 27 : 26).

7 -  خيانته من أجل ثلاثين من الفضة : "فقلت لهم إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة" (زكريا 11 ك 12)

"وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم. فجعلوا له ثلاثين من الفضة" (متي 26 : 15)

ملحوظة : قيلت هذه النبوة 500 سنة قبل استخدام الفضة كنقود تستعمل مثل الذهب.

8 -  سوف يبصق علي وجهه ويضرب : "بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق" (أشعياء 50 : 6)

"حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه" (متي 26 : 67).

وما يأتي نبوات أخري مثل هذه بشواهدها :

1 -  صامت أمام الذين اتهموه (أشعياء 53 : 7) وتحققت في متي (27 : 12 -  14)

2 -  صلب مع اللصوص (أشعياء 53 : 12) وتحققت في متي (27 : 28)

3 -  ألقوا قرعة علي ردائه (مزمور 22 : 18) وتحققت في يوحنا (19 : 23 -  24)

4 -  سوف يطعن في جنبه (زكريا 12 : 10) وتحققت في يوحنا (19 : 34)

5 -  لا يكسر عظم من عظامه (مزمور 34 : 20) وتحققت في يوحنا (19 : 33)

6 -  جسده لن يري فساداً (مزمور 16 : 10) وتحققت في أعمال (2 : 31)

7 -  دفن في قبر رجل غني (أشعياء 53 : 9) وتحققت في متي (27 : 57 -  60)

8 -  الظلمة تغطي الأرض (عاموس 8 : 9) وتحققت في متي (27 : 45)

ملحوظة : توجد 456 نبوة تحققت عن المسيح فقط في الكتاب المقدس.

 

عودة إسرائيل

اليهود والعرب

لأنني نشأت في زمن حكومة إسرائيلية وضعت الأردن لنا مناهجنا المدرسية. التاريخ والسياسة والعلوم والدراسات الإجتماعية لم تشتمل علي أي شئ خاص باليهود. وهو خطأ كبير وقعت فيه الحكومة الإسرائيلية في النظام المدرسي.

وبالرغم من الإدعاءات التي قالها الفلسطينيون واتهموا فيها إسرائيل بالظلم للعرب المحليين فإن حرية دراسة عقيدتنا وتاريخنا كان يحميها القانون. وكان كل التاريخ الذي تعلمناه يختص بالدول الإسلامية والعربية والأوربية. ولم تشتمل وحشية المنغوليين والصليبيين في أورشليم علي اليهود بل المسلمين أيضاً. ولم تذكر دراسة التاريخ القديم في المدارس العربية شيئاً عن اليهود الذين عاشوا في هذه الأرض. وكان التركيز فقط علي الكنعانيين الذين يدعي الفلسطينيون أنهم من سلالتهم.

ولأنني عشت في فلسطين فكل واحد يمكن أن يتتبع تاريخه إلي البلد الأصلي الذي أتي منه أجداده. وكل واحد يعلم أن أصوله لم تكن من الكنعانيين (ولكن من السخرية أن تعرف) وهذه هي مادة التعليم التي تدرس في الشرق الأوسط. إن كتاب تاريخ الشرق الأوسط تعمدوا حذف اليهود. وأنا لم أعرف شيئاً عن اليهود حتي بدأت في دراسة الكتاب المقدس. إن نظرة واحدة للمنهج الذي يدرس في الأقطار العربية يثبت هذا وأن كتاب التاريخ العرب تنقصهم الأمانة والتكامل. وإنه لأمر مدهش أن نري الإلتواء في كتاباتهم لكي ينمو الكراهية نحو اليهود وقد ظهر هذا أيضاً في الكثير من الأقطار الشرقية والأوربية.

فمثلاً أنكروا "الهولوكوكت" بالرغم من الأدلة والبراهين العديدة علي هذا. ومحاولات مشابهة قام بها رجال سياسة معينين ليلغوا كل إدعاء يهودي للعودة لأرض إسرائيل. وفي مقابلة بين زولاليفيت والسيد الحسيني (وهو اليد اليمني لعرفات) إدعي الحسيني أن الفلسطينيين جاءوا من جنس جيبوسيت من قبل أن يأتي إبراهيم إلي إسرائيل وغير الحقيقة التاريخية إلي مشاهد أمريكي الذي لم يدرس تاريخ الشرق كما يجب وقال أن الفلسطينيين اليوم هم مهاجرون من الأقطار المجاورة. لقد نشأت وأنا علي علم بتاريخ وأصول الفلسطينيين الحاليين أنهم من اليمن والسعودية والمغرب والمسيحيين فهم جاءوا من اليونان والشركس المسلمين من روسيا ومسلمين من بوسينا. والحروب الأهلية والقبلية بين اليمنيين وبني قيس (من السعودية) تجاهلها السيد الحسيني وهي معروفة جيداً بين الفلسطينيين.

إن جدي وكان صاحب مقام رفيع في بيت لحم قتله عبد القادر الحسيني قائد الثورة الفلسطينية بعد إتهامه ببيع الأراضي لليهود. وكان يحكي لنا أن قريته بيت ساحور في بيت لحم كانت خاوية قبل أن يستقر والده في المنطقة مع ست عائلات أخري. وكبرت المدينة الآن حتي وصل تعدادها إلي 30000 نسمة.

ويحتاج كل من المسلمين واليهود إلي فهم التاريخ اليهودي. إن دراسة مختصرة محايدة للتاريخ اليهودي سوف تقلل من التوتر القائم بين المسلمين العرب واليهود. والأمة اليهودية ككيان سياسي بدأت بالخروج العظيم لإسرائيل من مصر سنة 1500 ق. م. وكانت إسرائيل هي أرض الموعد من الله للشعب اليهودي. وحتي القرآن يصرخ بهذا : "وقلنا من بعده لبني إسرائيل أسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً" (الإسراء 103).

وتحت قيادة داود وابنه سليمان ظهرت أهمية الأمة اليهودية للعالم. وشيد الملك سليمان الهيكل العظيم في أورشليم. وكان اليهود أول شعب يعبد الله الحي الحقيقي الواحد متبعين أباهم إبراهيم. وأثناء نمو دولة إسرائيل كان الوثنيون في الشمال يكتسبون قوة ومهارة عسكرية واسترخي اليهود مقتنعون بنجاحهم.

لقد حذر النبي أرميا من مجئ الغزو البابلي بقيادة نبوخذنصر والكلدانيين. وبدلاً من الإستماع لإنذار الله سجن اليهود النبي إرميا. أما دانيال وهو نبي آخر لإسرائيل قرأ نبوات أرميا عن غزو نبوخذنصر وسبي الشعب إلي بابل تنبأ بعودة بني إسرائيل، وبمجئ المسيا الأول وتاريخه المحدد، وتدمير الأمم العظيمة في العالم، وإقامة ملكوت الله تحت رياسة المسيا.

وبعد فترة الأسر في بابل أطلق داريوس سراح اليهود كما تنبأ بذلك أشعياء وأرميا. ومرة أخري بنوا هيكل أورشليم في سنة 51 ق. م. متعايشين مع الفرس والإغريق والرومان. وواصل اليهود حياتهم حتي أثناء غزوهم عدة مرات. وفرضت روما ضرائب ثقيلة علي اليهود في إسرائيل في زمن المسيح وكان هذا يدفعهم للثورة ولكن لم تكن لهم فرصة لذلك ضد الرومان. وبعدما رفضوا المسيا واعتمدوا علي قوتهم خططوا لثورة سنة 66 بعد الميلاد.

وكانت هذه حرب مدمرة لليهود وتكبدوا خسائر كثيرة (أكثر من مليون مصاب وجريح) في خمسة شهور. لقد تنبأ المسيا بخراب الهيكل وتحققت النبوءة حرفياً "لم يترك حجر علي حجر".

وفي سنة 130 ميلادية تحت حكم الإمبراطور هدريان الذي أغاظ اليهود عندما بني هيكلاً للوثن علي جبل الهيكل وهذا أدي إلي حدوث ثورة أخري انتهت بتشتت اليهود في كل العالم. واستمر هذا الوضع حتي عام 1948. ومنذ ذلك الوقت أصبح اليهود أعداء كل بلاد العالم. وسوف يظل الشعور حتي يهاجموا بجيوش الأمم في معركة "هرمجدون".

لا يستطيع أحد أن ينكر أن اليهود هم الشعب المختار والموعود في الكتاب المقدس ورغم هذا فقد ذبحوا مثل الحيوانات أثناء محاكم التفتيش الأسبانية وعانوا الجوع والتنكيل والقتل في كل أنحاء أوربا. وطالهم الإضطهاد في كل الأرض. إن نجاح الإسلام وإزدهاره يعزي إلي اليهود الشرقيين. إن اليهود الفرس المضطهدين هم الذين ساعدوا المسلمين ليهزموا الفرس. وكانت العلاقة بين اليهود والمسلمين في تغير دائم. وفي بداية القرن الثامن كان المتوكل قاسياً للغاية علي كل من اليهود والمسيحيين. ولقد اضطهدهم بشدة. وفي عصر الخليفة المأمون (813 -  832) وباقي الحكام المسلمين عرفوا كيف يستفيدوا من اليهود. واشتهر الأطباء والمدرسين والتجار اليهود. وأساطيل القوارب التجارية التي كان يقودها البحارة اليهود كانت تبحر في البحر الأبيض المتوسط. وفي بداية القرن التاسع شارك اليهود الكثير من العلماء والمدارس وترجم الكتاب المقدس إلي اللغة العربية لأول مرة بواسطة اليهودي "سعد بن يوسف"   (892 -  942).

كما أن الحاخام مناحم ابن صاروق ألف وأكمل أول قاموس للكتاب المقدس. وازدهرت مدارس "الجاأونيم" حتي عام 997م. وكان "هاي" آخر طائفة "الجاأونيم" وشعر الخليفة نحوه بشئ من الحسد لغناهم فاتهمهم اتهامات باطلة وسجن هاي ووالده وصادر أموالهم. وهرب هاي وبعد فترة وجيزة حاولت طائفة "جاأونيم" إعادة بناء المدارس بواسطة حزقيا ولكن المحاولة فشلت. وشنق آخر شخص في هذه الطائفة سنة 1036 بأمر من الخليفة. وأغلقت كل المدارس اليهودية وتشتت المدرسون. وهجر اليهود فلسطين وكل الإمبراطورية البيزنطية. واهتم الخلفاء كثيراً بالعلماء اليهود في أسبانيا واتخذ الخليفة عبد الرحمن الثالث وزيراً يهودياً، هسداي ابن اسحق وكان يقدره كثيرا. وكان لليهود تأثير علي سياسة الخلفاء العامة تجاه اليهود.

وكالجنوك ابن موسي (يهودي آخر) امتيازات وقوة كبيرة حتي حصل علي لقب أمير في المجتمع اليهودي في أسبانيا. تماماً مثل دانيال في بابل ويوسف في مصر يعين الله يهوديا بفرض حفظ شعبه المختار. وكان صموئيل ليفي ابن ناجريلا (يهودي آخر) لاهوتي من الطراز الأول وشاعر ووزير لدي الخليفةز واتهم اليهود فيما بعد باتهامات باطلة بتغيير ديانة جيرانهم واضطهد 1500 أسرة واضطروا إلي مغادرة غرناطة سنة 1066 لمدن أخري. وفي زمن المهدية وهم محاربون متعصبون أعطي عبد المؤمن اختيارين لليهود والمسيحيين إما أن يسلموا أو ينفوا والكثيرين اختاروا النفي علي تغيير دينهم.

وكثير من اليهود شاركوا في العالم الإسلامي مثل سليمان ابن جبرائيل (1021 -  1070) شارك بالشعر والفلسفة وكذلك مايمونيدز (1135 -  1204) وآخرين.

وكثير من أصدقائي المسيحيين نصحوني بأن لا أذكر إسرائيل في كتاباتي ولكن يجب أن أحذر من أحبهم ومن أصلي دائماً من أجلهم. فلا أستطيع أن أحتمل أن أري شعبي يهلك من عدم المعرفة. فالمعرفة الكتابية هي من الله ويجب أن أشاركها لأنه يأمرني بذلك لأنني أثق أن الله سوف يؤثر في قلوب وعقول الناس.

إن الكتاب المقدس هو من أكثر المصادر دقة لتاريخ الشرق الأوسط والآثار ودراسة مستقبل نحو هذا العالم. إن البوصلة التي تعرفنا المستقبل وهو دقيق مائة في المائة. ولكن لا تشتمل عليه المناهج التعليمية في الشرق ولا يدرس في الغرب.

هل إسرائيل نبوءة من القرآن

يتحدث القرآن عن عودة إسرائيل : "وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئناكم لفيفا" (الإسراء 103). وبعض علماء المسلمين مثل مصطفي محمود في كتابه "فهم حديث للقرآن" يوضح آية قرآنية تخص إسرائيل "وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً" (الإسراء 3). وطبقاً لما قاله مصطفي محمود فيعلق بالقول "ونري اليهود اليوم وهم يصلون إلي القوة وينشرون الفساد في الأرض مرة ثانية" وينسي مصطفي محمود حقيقة تاريخية وكتابية هامة أن لإسرائيل حادثتين تاريخيتين هامتين وهما نشر الفساد وهما مسجلتان في التاريخ وقد عاقبهم الله بسببهما بتدمير إسرائيل.

الأول : تدمير نبوخذنصر البابلي لإسرائيل سنة 586 ق. م. وأخذ الإسرائيليين أسري إلي بابل. وقد عاقبهم الله بذلك لأنهم عصوا وصاياه. وكان هذا هو الخراب الأول للهيكل في أورشليم.

الثاني : تدمير الرومان للهيكل (تيطس 70م) عندما عصوا وصايا الرب مرة أخري. وتشتت اليهود في كل العالم. لقد عصوا الله مرتين ودمروا مرتين. ولا يعتبر هذا نبوءة ولكنه تكرار لما قاله الكتاب والتاريخ لنا. ويفسر العالم الإسلامي عبد الله يوسف علي القرآن في هذه الآيات بطريقة صحيحة موافقاً علي كل وثائق التاريخ. (معني القرآن صفحة 674).

هل مازال الله يتعامل مع اليهود ؟

يعلم الإسلام بصورة الإحلال وهي فكرة لا يعرفها الغرب. فيعتقد البعض أن الكنيسة هي إسرائيل في الكتاب المقدس. وأن كل الوعود التي وعد الله بها إسرائيل سوف تعطي للكنيسة وهم يؤمنون بفكرة الإحلال هذه لا يجدون أية ضرورة لوجود إسرائيل. وقد ألغيت هذه الفكرة بإنشاء إسرائيل كما أنبأ بذلك الكتاب المقدس. ولكن المسلمون المتعصبون فينادون بإبادة إسرائيل. واليهود في الكتاب المقدس لا يبادوا. هذا الشعب الذي لم يستوعبه أحد اجتاز معاناة رهيبة. إن فلسطين التي منحها الله لإسرائيل قامت عليها حروب لا مثيل لها في كل الأرض. ومنذ تدمير أورشليم سنة 70م مازلنا نسمع عن قصص مرعبة وسفك للدماء فيها. وتشتت اليهود من بلد إلي آخر وكاد أن يقضي عليهم. ويسجل لنا التاريخ الكثير من المحاولات لإبادتهم ولكنها فشلت لأن الله وعد بحفظهم. إنه وعد غير مشروط من الله لإبراهيم. وحاول المصريون القضاء عليهم باستعبادهم وقتل الأولاد الذكور ثم حاول الأشوريون ومن بعدهم نبوخذنصر سنة        588  ق. م. وفي سنة 170 ق. م حاول أيضاً أنتيخس أبيفانس تدميرهم ولكنه فشل. ودمر تيطس اليهكل سنة 70م وقتل ما يزيد علي مليون يهودي وحمل 97000 أسري إلي روما. وقال يسوع هذه النبوة المدهشة "الحق أقول لكم أنه لا يترك ههنا حجر علي حجر لا ينقض" (متي 24 : 2). ولدهشة أتباعه تحقق كل هذا تماماً.

لقد جري الدم اليهودي علي سلم الهيكل مثل الماء. وآلاف آلاف من اليهود ماتوا وداستهم الأفراس وعلي جبال أورشليم. ولقرون عديدة عرفوا علي أنهم "قتلة المسيح" فأحرقوا واستعبدوا بأوامر من الحكام الطغاة. ولا أحد يستطيع أن ينكر الهولوكوست المرعب الذي حدث تحت حكم هتلر. وحاول العالم دائماً، حتي الملك فرديناد والملكة إيزابيلا الذين عرفوا في التاريخ علي أنهم ساعدوا كولومبس في رحلته، شردوا 500000 يهودي.

ووضع الاتحاد السوفيتي عدة برامج لتعذيب وإذلال اليهود. إن التحدي الحقيقي هي أن تجد أمة واحدة في التاريخ عاني شعبها ولو جزءاً يسيراً مما عاناه اليهود. والشئ المضحك أن كل هذا التعذيب يحدث تحت اسم الله والعدالة. إن هذه الكراهية لليهود لا تبرر في أي مكان في الكتاب المقدس. ووصل تعداد اليهود اليوم إلي عدة ملايين محققين وعد الله في الكتاب : "ألعل الله رفض شعبه. حاشا.. لم يرفض الله شعبه الذي سبق فعرفه" (رومية 11 : 1 -  2) وهذا إجابة كافية وأبدية علي السؤال الدائم. ولكي يؤكد هذا أعلن الله في الكتاب "هكذا قال الرب الجاعل الشمس للإضاءة نهاراً وفرائض القمر والنجوم للإضاءة ليلاً الزاجر البحر حين تعج أمواجه رب الجنود إسمه. إن كانت هذه الفرائض تزول من أمامي يقول الرب فإن نسل إسرائيل أيضاً يكف عن أن يكون أمة أمامي كل الأيام. هكذا قال الرب إن كانت السموات تقاس من فوق وتفحص أساسات الأرض من أسفل فإني أنا أيضاً أرفض كل نسل إسرائيل من أجل كل ما عملوا يقول الرب" (أرميا 31 : 35 -  37).

كثير من الحضارات عبر التاريخ قامت وازدهرت ثم ماتت. البابليون والإغريق والرومان وآخرين. ورغم هذا إن ضلت إسرائيل لتعيش وكان هذا استثناء. وبينما تشغل الدول العربية أراضي 500 مرة أكبر من مساحة إسرائيل ورغم هذا يصرون علي تدميرها. ورغم هذا عاشت هذه الدولة الصغيرة. لماذا ؟ وعبر العصور انتقد الناس نبوات الكتاب المقدس عن عودة إسرائيل كيف يستطيع فقراء اليهود أن يكونوا دولة ويجتمعوا فيها ؟ ولكن يمكن للإنسان أخيراً أن يستنتج أن الكتاب المقدس أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه حق ليس فقط لأن المئات من النبوات القديمة قد تحققت ولكن لأجل وعد أعطاه الله ليعقوب في القديم وها هو يتحقق في جيلنا. إلي كل الذين يتشككون هذا الوعد وهذه الكلمة كانت ومازالت هي "إسرائيل".

إن وجود إسرائيل اليوم وتجمع اليهود من كل أجزاء العالم هو برهان ساطع أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الحقيقية. لقد انتشروا في كل أنحاء العالم وها هو يجمعهم من كل الأمم إلي مكانهم الأصلي تحقيقاً لوعده في الماضي وحتي وقتنا هذا. إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي قضي عليها ثم عادت مرة أخري لتلعب دوراً هاماً في تاريخ العالم. لا يستطيع أحد في العالم أن ينكر إسرائيل بالرغم من الوعود الكثيرة في العهد القديم التي تقول بعودتهم : "فأوجد لكم يقول الرب وأرد سبيكم وأجمعكم من كل الأمم ومن كل المواضع التي طردتكم إليها وأردكم إلي الموضع الذي سبيتكم منه" (أرميا 29 : 14). إذا سأل أحدهم أي شخص مسيحي في عام 1943 : كيف يمكن أن تحقق هذه النبوات بينما يموت اليهود في معسكرات الإعتقال في ألمانيا ؟ علينا أن ننتظر بضع سنوات لنندهش عندما نري الله يحقق وعده لهم.

ولا يمكن لشخص عاقل وجاد أن يستجوب الله فيما كتبه في كتابه الذي لا يتغير. الإله الحي الذي لم يتوقف عن حديثه لكل العالم. إنه نفس الإله الذي عبر بالشعب البحر الأحمر، وأسقط أسوار أريحا وها هو يجمع شعبه من كل دول العالم. إن الله الذي يختار الطريقة الذي يريد أن يتمجد بها. والنبوات الآتية سهلة للفهم حتي أنها لا تحتاج لأي تفسير للشخص الذي يري الأحداث التاريخية التي تحدث في إسرائيل اليوم : "هكذا قال الرب علي جميع جيراني الأشرار الذين يلمسون الميراث الذي أورثته لشعبي إسرائيل هاأنذا أقتلعهم عن أرضهم وأقتلع بيت يهوذا من وسطهم. ويكون بعد اقتلاعي إياهم أني أرجع فأرحمهم وأردهم كل واحد إلي ميراثه وكل واحد إلي أرضه" (أرميا 12 : 14 -  15) لذلك ها أيام تأتي ولا يقال بعد حي هو الرب الذي أصعد بني إسرائيل من أرض مصر. بل حي هو الرب الذي أصعد بني إسرائيل من أرض الشمال ومن جميع الأراضي التي طردهم إليها فأرجعهم إلي أرضهم التي أعطيت أباءهم إياها" (أرميا  16 : 14).

إن الخروج العظيم من مصر في زمن موسي يعتبر حدثاً صغيراً لو قورن بإعادة الشعب اليهودي من كل أنحاء العالم. إن الله القوي إله إسرائيل مازال يأتي بهم من كل الأراضي ومن أرض الشمال (الاتحاد السوفيتي). وقد أشار النبي أرميا إلي أرض الشمال "هاأنذا آتي بهم من أرض الشمال وأجمعهم من أطراف الأرض بينهم الأعمي والأعرج الحبلي والماخض معا. جمع عظيم يرجع إلي هنا" (أرميا 31 : 8). إن عودة الأعداد الكبيرة لليهود من روسيا إلي أرض الموعد هو واحد من الأحداث الهامة التي يحققها الله لشعبه. لقد اضطهدت روسيا اليهود في زمن القياصرة حتي نهاية الإمبراطورية وقيام الثورة البلشفية.

وعلي غير العادة فإن المعجزات التي حققها الله لكي يعيد لهذا الشعب هويته ولغته وأرضه ما زالت جزءاً مما سيأتي. إن 40% من تعداد روسيا مسلمون ينتمون لقبائل منغولية تركية يحاولون الحصول علي الحكم الذاتي ولكي يقرروا مصيرهم معرضون للدمار مع أقطار إسلامية أخري كما هو موصوف في حزقيال 38. ودقة النبوة الكتابية هي تحذير للشعوب الإسلامية أن الله سوف يحقق باقي وعوده الخاصة بأعداء إسرائيل. لم يكن الله محدداً فقط في إعادة تجميع شعب الله ولكنه أطلق اسماً علي الأرض ولأنها سميت فلسطين لأكثر من ألف عام أعلن الله : "لذلك قل هكذا قال السيد الرب أن أجمعكم من بين الشعوب وأحشركم في الأراضي التي تبددتم فيها وأعطيكم أرض إسرائيل" (حزقيال 11 : 17).

ويجب أن نعلم أن الله أعلن اسم الأرض وكل من يحاول أن يغير الإسم أو يؤذي الشعب سوف يقضي عليه وسيدفع ثمناً باهظاً لأن الله قال متحدثا عن إسرائيل : "لأنه هكذا قال رب الجنود. بعد المجد أرسلني إلي الأمم الذين سلبوكم لأنه من يمسكم يمس حدقة عينه" (زكريا 2 : 8).

إنه حقا تحذير لكل من يحاول أن يؤذي اليهود "ترنمي وافرحي يابنت صهيون لأني هاأنذ آتي وأسكن في وسطك يقول الرب" (زكريا 2 : 10). إن هذا هو مجئ حرفي للمسيح بالجسد ليسكن في أوشليم. لقد تنبأ زكريا بهذا قبل مجئ المسيح بفترة طويلة.

كيف يمكن لليهود الذين لا يؤمنون بالمسيح يتهموا بإفساد الكلمة؟ ورغم هذا فإنهم يحفظون هذه الأيات بالرغم من رفضهم للمسيحية. حتي اسم المدينة التي وعد بها الله موجوده في الوعد : "وآتي بهم فيسكنون في وسط أورشليم ويكونون لي شعباً وأنا أكون لهم إلهاً بالحق والبر" (زكريا 8 : 8)ز

حتي اللغة التي كان يتحدث بها الإسرائيليون منذ آلاف السنين هي اليوم اللغة الأولي في إسرائيل بعد موتها طوال هذه السنوات. لا توجد أمة في التاريخ فقدت لغتها ثم استردتها ماعدا إسرائيل. وقد تنبأ صفنيا بهذا " لأني حينئذ أحول الشعوب إلي شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة (صفنيا 3 : 9) إنهم سوف يطلبون الرب في النهاية عند مجئ المسيح الثاني. إن وفرة إنتاج الفواكه اليوم في إسرائيل سمح لها أن تصدر 90% من الموالح التي تحتاجها أوربا. وقال الرب علي لسان أشعياء : "في المستقبل يتأصل يعقوب يزهر ويفرع إسرائيل ويملأون وجه المسكونة ثماراً (أشعياء 27 : 6). حتي الصحراء في إسرائيل تزهر بسبب كثرة المطر في الأيام الأخيرة وتزداد نسبة سقوط المطر 10% في كل حقبة وزرعت ملايين الأشجار وحول الله كل البيئة المحيطة بأرض إسرائيل التي تنبأ عنها أشعياء "يابني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب إلهكم لأنه يعطيكم المطر المبكر علي حقه وينزل عليكم مطراً مبكراً ومتأخراً في أول الوقت" (يوئيل 2 : 23). إن الله يغضب عندما نطلب نزول غضبه علي أحد كما أعلن ذلك النبي يوئيل "لأنه هوذا في تلك الأيام وفي ذلك الوقت عندما أرد سبي يهوذا وأورشليم أجمع كل الأمم وأنزلهم إلي وادي يهوشافاط وأحاكمهم هناك علي شعبي وميراثي إسرائيل الذين بددوهم بين الأمم وقسموا أرضي" (يوئيل 3 : 1 -  2) يخبرنا الكتاب عن رجوع إسرائيل ثم بعد ذلك يأتي يوم الدينونة للعالم. لماذا ؟

إن ضغط العالم علي إسرائيل وتقسيم الأرض علي دولة فلسطينية وأخري يهودية هو أمر مؤقت وهذا أمر يغضب الله. وهذا أمر يتجاهل المسلمين أن يفهموه عند مجئ المسيح ثانية ولا يفهموا نتائجه. وهذا إنذار من الله لأمم العالم ورغم هذا فالعالم يغط في نوم عميق.

إقرأ النبوات الآتية في الكتاب المقدس : زكريا 8 : 8، أرميا 29 : 14، أرميا 30 : 3، أرميا 30 : 16، أرميا 31: 8 -  10)، أرميا 31 : 31 -  33)، أرميا 32 : 37 -  38، حزقيال 34، 39: 25 -  27، أشعياء 11 : 11 -  12، أشعياء 46: 13، 49: 3، صفنيا 3 : 9 -  10، أرميا 16 : 14 -  15، 31 : 8، زكريا 2 : 6.

نبوءة كتابية عن هزيمة الحلفاء العرب ضد إسرائيل

عندما كنت ولداً صغيراً في أريحا مازلت أتذكر المجلس الأمريكي الذي جاء من القدس عندما سمعوا أن حرباً علي وشك أن تندلع. وطلبوا من كل الأمريكيين مغادرة المنطقة ولأن أمي أمريكية فقد طلبوا منها ذلك ولكن والدي رفض لأنه يحب بلده.

وبدأت حرب الأيام الستة. واستولي اليهود علي القدس القديمة وبقية فلسطين. وأصيب العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم بالحزن واليأس. ومازلت أتذكر أشياء كثيرة حدثت أثناء الحرب. رعد القنابل ودوي المدافع التي استمرت ليل نهار لمدة ستة أيام. وبدأ كثير من المواطنين العرب في أريحا بنهب المتاجر والبيوت لأن الناس هربوا وعبروا نهر الأردن خوفاً من الإسرائيليين. وأعلن الجنود الإسرائيليين : "كل بيت علي بوابته راية بيضاء سوف يترك ومن لا يضع الراية البيضاء سوف يهاجم" وفي اليوم السابع من الحرب أطلق الحاخام جورين البوق علي حائط المبكي في القدس معلنا الانتصار. وقال كثير من اليهود أن هذه الحرب تشبه حرب يشوع عندما سار الشعب حول أسوار أريحا ست مرات وفي اليوم السابع سبع مرات وسقطت الأسوار ودقت الطبول وصاح الشعب بصوت الإنتصار وسقطت الأسوار واستولي الشعب علي المدينة. إن والدي الذي كان في أريحا اعتقد أن الأسوار قد سقطت عليه لأنه كان يسمع الإذاعة الأردنية التي أشاعت أن العرب كسبوا الحرب وصدق هذه الإشاعات.

لقد خسر العرب حروبهم ضد إسرائيل كما تنبأ الكتاب بهذا في النبوات التي ذكرت سابقاً. ويعلم القرآن : "أن شعبي (المسلمين) سوف يرثوا الأرض" وهذا غير حقيقي. عشت في إسرائيل أثناء حرب الأيام الستة ومقاومة منظمة التحرير الفلسطينية وأيلول الأسود في الأردن والحروب الدموية في لبنان وحرب يوم الغفران ومزيد من سفك الدماء بيننا ولم يستطيعوا تدمير إسرائيل. وبعد كل هذه الخسائر مازلنا نأمل في يوم النصر.

ويعتقد المسلمون أن الله أوجد إسرائيل عقابا لهم لسماحهم للحكومات الفاسدة أن تحكم العالم الإسلامي. لذلك نري العديد من المحاولات لإسقاط الحكومات بأغلبية مسلحة. والعالم الإسلامي في طريقه لتدمير إسرائيل. وأكبر دليل علي ذلك قول حافظ الأسد : "مازال أمامنا ماية حرب ضد إسرائيل. ونحتاج إلي واحدة فقط لهزيمتها".

لقد وعد الله في الكتاب المقدس بفشلهم (مزمور 83 : 4) "قالوا هلم بندهم من بين الشعوب ولا يذكر اسم إسرائيل بعد". وهذا الكلام يشبه ماقاله عبد الناصر وكل قائد عربي أعلن الحرب علي إسرائيل وخسرها تماماً كما تنبأ الكتاب عن ذلك منذ آلاف السنين.

ويجدر بنا أن نذكر كل الأمم التي عارضت إسرائيل في الخمسين سنة الأخيرة : أدوم وموآب وأمالك وعمون وأولاد لوط (الأردن) والإسماعيليين وأبناء هاجر (العرب) وجيبال (بيروت) وسكان صيدا (الشعب اللبناني)، الفلسطينين والسوريين والأشوريين (العراق). لاحظ أننا ذكرنا سكان صيدا لأن الله يعرف أن مدينة صيدا سوف تدمر تماماً (حزقيال 26) كيف كان يمكن لداود أن يعرف ذلك لو أنه كتب مزموره من تلقاء ذاته. لماذا لا يذكر القرآن كل هذه الحقائق ؟

ولاحظ أيضاً الآية المهمة "أملأ وجوههم خزيا فيطلبوا اسمك يارب" (مزمور 83 : 16) وهذا إعلان لأعداء إسرائيل أن الله لا يكره المسلمين أو العرب ولكن يطلب منهم أن يتوبوا ويرجعوا إليه ويؤمنوا بخلاصه فهو أب محب لأولاده الذي عندما يراهم انحرفوا عن الطريق يجيزهم في بعض الألم ليعيدهم إلي الصواب.

وقد فعل الله نفس الشئ مع فرعون مصر الذي طلب منه أن يسمح للشعب أن يذهب ثم يدأ يعاقبه بالضفادع ... الخ إنه أحب المصريين فكثيرين منهم ذهبوا مع موسي. إن الله بمثابة الأب لنا فهو يحبنا جميعاً. وعندما يصلي المسيحيين قائلين "ياأبانا" يعتقد المسلمين أنهم يعنون بذلك أباً جسدياً وهذا اتهام باطل أنه أمر رمزي ليظهر حبه للإنسان. وفي عدد 18 من مزمور 83 يقول "ويعلموا أنك اسمك يهوه وحدك العلي علي كل الأرض" إن الله يريد هنا أن يرجع العرب والمسلمين إلي الإله الحي الحقيقي.

إن مواعيد الله لا تتغير وستحقق جميعها. ويعتقد المسلمين أن الله المذكور في كتاب المسيحيين يحابي اليهود ولكن لا يمكننا أن نغفل الآيات الكثيرة التي أعلن فيها معاقبته لإسرائيل. فبعد رفضهم المسيح تشتتوا في كل العالم وسمح الله بتعذيبهم واضطهادهم أكثر من أي شعب آخر في العالم. لم يذق شعب في التاريخ آلام وأحزان الحرب أكثر من اليهود. لقد عرفوا في التاريخ بلاجئ العالم. ويجب علي العالم أن يسقط فكرة أن الفلسطينين فقط هم الذين يعانون. إن الفلسطينيين عانوا من إخوتهم أكثر من أبناء عمومتهم.

+ عن تدمير مدينة صيدا إقرأ (حزقيال 26).

+ عن تدمير وإعادة بناء مدينة عمان بالأردن إقرأ (أرميا 49 : 3 -  6).

+ عن بابل إقرأ (أرميا 50) وقد تحقق.

الباب الشرقي

في سفر حزقيال (44 : 1 -  3) نقرأ ما يلي : "ثم أرجعني إلي طريق باب المقدس الخارجي المتجه للمشرق وهو مغلق فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" (حزقيال 43 : 1) "ثم ذهب بي إلي الباب. الباب المتجه نحو الشرق. وإذا بمجد إله إسرائيل جاء من طريق الشرق وصوته كصوت مياه كثيرة والأرض أضاءت من مجده" (حزقيال 43 : 4) "فجاء مجد الرب إلي البيت من طريق الباب المتجه نحو الشرق" وإذا بمجد إله إسرائيل جاء من طريق الشرق وصوته كصوت مياه كثيرة والأرض أضاءت من مجده" (حزقيال 43 : 4) "فجاء مجد الرب إلي البيت من طريق الباب المتجه نحو الشرق". تشير هذه الآيات للباب الشرقي أو الباب الذهبي ومكانه 1035 قدم شمالاً للركن الجنوبي الشرقي للحرم أو منطقة مسجد الصخرة الذي بني قبته عبد الملك بن مروان سنة 691م وقد أغلق هذا الباب من حوالي ألف عام مضت.

وطبقاً للآيات السابقة احتفظ بهذا الباب لمجئ المسيا. وكانت هناك عدة محاولات لفتحه. ففي سنة 1917 حاول القادة المسلمون في القدس أن يفتحوه وفشلوا. وفي كل مرة، في اليوم المحدد يستعد العمال لإزالة الحجر القديم، تتدخل يد الله وتمنعهم وانتقلت السيطرة علي القدس من المسلمين إلي البريطانيين.

وتكررت القصة ثانية في عام 1967. وفي نفس اليوم استولت إسرائيل علي القدس. ومن المهم أن نعرف أن الآيات المذكورة سابقاً تشير إلي "الرب إله إسرائيل" الذي دخل الباب الشرقي. وسوف يدخله مرة ثانية. وهذه النبوة تتحدث عن واحد فقط وهو "المسيا" فهي تدعوه "إله إسرائيل" والكتاب يقول عنه أنه الله الظاهر في الجسد الذي جاء إلي الهيكل ثم صعد وسيأتي ثانية. وسوف يظل الباب الشرقي محفوظاً له لحين مجيئه. ويشك المسلمون في الكتاب المقدس متهمين اليهود والفريسيين بتزوير العهد القديم. وهذا أمر مستحيل لأن كل من اليهود والمسلمين لا يؤمنون بأن الله ظهر في الجسد. إن اليهود يودون أن يمحوا أي شئ يتحدث عن المسيح أو الله الذي ظهر في الجسد فقط لأنه إدعاء مسيحي. إن اليهود يعتبرون أن أسفار كتابهم مقدسة ولم تتغير وهذه الآيات هي خير دليل علي ذلك.

وهذه الآيات الخاصة بالباب الشرقي ترتبط بما جاء في سفر زكريا (14 : 3 - 4 ) "فيخرج الرب ويحارب تلك الأمم كما في يوم حربه يوم القتال. وتقف قدماه في ذلك اليوم علي جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب وادياً عظيماً جداً وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب" والآن متي سيضع الرب قدماه ؟ علي جبل الزيتون الذي يواجه الباب الشرقي الذي سينفتح عند مجيئه. إن النبوات الكتابية مذهلة وجديرة بالملاحظة. كيف تنبأ هؤلاء الأنبياء عن كل هذه الأمور لكي تتفق مع "الباب الشرقي المغلق".

إعادة بناء الهيكل الثالث

إقرأ (عاموس 9 : 11) (رؤيا 11 : 1 -  2) لأن المسيح سوف يدخل من الباب الشرقي نقرأ في الكتاب وعوداً واضحة بأن إسرائيل سوف تبني الهيكل الثالث رغم أن قبة مسجد الصخرة هي علي جبل الهيكل.

وبالرغم من كل المشاكل الحادثة في المنطقة فيما يختص بالأماكن المقدسة سوف يبني الهيكل الثالث طبقاً لوعد الله. ويتساءل الكثيرون عن إمكانية بناء الهيكل جنباً إلي جنب مسجد قبة الصخرة لأن قبر إبراهيم في حبرون يمثل مكاناً مقدساً للعبادة لكل من المسلمين واليهود. ويقول النبي يوحنا في سفر الرؤيا عن إعادة بناء الهيكل في أثناء الضيقة العظيمة : "ثم أعطيت قصبه شبه عصا ووقف الملاك قائلاً لي قم وقس هيكل الله والمذبح والساجدين فيه. وأما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجاً ولا تقسها لأنها قد أعطيت للأمم وسيدوسون المدينة المقدسة اثنين وأربعين شهراً" (رؤيا 11 : 1 -  2).

ولأن قبة الصخرة بنيت في منطقة تدعي "دار الأمم" لذلك فمن الممكن أن يبني الهيكل جنباً إلي جنب مسجد الصخرة ويفصلهما حائط. وعندما يأتي المسيح ثانية سوف ينزل علي جبل الزيتون ويعبر وادي قدرون ويدخل الباب الشرقي ومنه إلي الهيكل.

جوج وماجوج (دينونة الغزو الروسي الإسلامي علي إسرائيل)

أشار القرآن إلي جوج وماجوج في سورة الكهف (93 -  99) "قالوا بذا القرنين إن ياجوج وماجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا علي أن تجعل بيننا وبينهم سداً. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوه أجعل بينكم وبينهم ردماً. إتوني زبر الحديد حتي إذا ساوي بين الصدفين قال انفخوا حتي إذا جعله ناراً قال اتوني افرغ عليه قطراً. فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا. قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله ذكاء وكان وعد ربي حقا. وتركنا بعضهم يومئذ بجوج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا. وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا".

يتفق معظم العلماء والمعلقين المسلمين علي صعوبة تفسير هذه الآيات لأن قدراً كبيراً من الأدب ذكر بين الكتاب المسلمين. والتفسير الشائع لشخصية (ذو القرنين) هو الإسكندر الأكبر. والدليل التاريخي والتقارير الأثرية ترسم الإسكندر الأكبر وله قرنان في رأسه وبالرغم من أن اسمه لم يذكر هنا فإن معظم المفسرين المسلمين يوافقون عامة علي أن هذه الآيات تتحدث عنه. ولكن المشكلة في هذا التفسير هي أن الإسكندر الأكبر عرف في التاريخ علي أنه رجل وثني واعتبر نفسه أنه "ابن جوبيتر (كبير آلهة الرومان)" بينما القرآن يتحدث عنه علي أنه "رجل الإيمان" وإذا كان الإسكندر الأكبر هو فعلاً المذكور في هذه الآيات فإن الآية 87 تخاطبه بالقول "وأمن من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسني" وفي الآية 97 يقول الأسكندر "قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي ..." والسؤال هو :من يكون إله    الإسكندر ؟ وأي إله يخاطبه عندما يقول "هذا رحمة من ربي" وإذا اختار المسلمون هذا التفسير فيصبح الإسكندر عندئذ قناة وحي ليكشف هذه النبوة للناس المشار إليهم في الآية 92. ويخلص بعض المفسرين أن هذا هو مجرد حادثة تاريخية وليست نبوة، وأن جوج قد تقوم ثانية في المستقبل وهو ادعاء لم يذكر في القرآن. وبينما يمثل هذا نوعاً من الكارثة لمعظم علماء المسلمين فإن وجهة النظر العامة في العالم الإسلامي تقبل فكرة أن الأسكندر الأكبر هو "ذو القرنين". وأصبحت هذه مشكلة أمام كل المفسرين للقرآن.

أما الكارثة الأخري التي تواجه المسلمين بسبب قبولهم التفسير بأن الأسكندر الأكبر هو "ذو القرنين" هو أن عمر بن الخطاب ثاني خليفة للمسلمين والصديق القريب للنبي وهو يحمي ويدافع عن النبي يدعو ذو القرنين بأنه "ملاك".

وهذه الكارثة قادت علماء المسلمين إلي استنتاجات مختلطة ومختلفة والكل جعل منه قديساً متناسين الحقيقة التاريخية أن الاسكندر أحرق مدينة فينيقية لأن شعبها رفضوه وقدموا ذبائح لإله الوثنية. لقد مات وهو سكير وثني. وأصبح من المتفق عملياً بين علماء المسلمين أن جوج وماجوج هم قبائل متوحشة في وسط آسيا تعرف "سيثيان" ولكن تفاصيل هذه النبوة مازال غامضاً.

أما فيما يختص بنبوة جوج وماجوج فمن الجانب الآخر يعطي الكتاب المقدس العناصر المفقودة التي لم تذكر في القرآن. وهذه التفاصيل الإضافية مدهشة للغاية : "وكان إلي كلام الرب قائلاً ياابن آدم اجعل وجهك علي جوج أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبأ عليه. وقل هكذا قال السيد الرب. هاأنذا عليك ياجوج رئيس روش ماشك وتوبال. وأرجعك وأضع شكائم في فكيك وأخرجك أنت وكل جيشك خيلاً وفرساناً كلهم لابسين أفخر لباس جماعة عظيمة مع أتراس ومجان كلهم ممسكين السيوف فارس وكوش وفوط معهم كلهم عجين وخوذة وجومر وكل جيوشه وبيت توجرمه من أقاصي الشما مع كل جيشه شعوباً كثيرين معك". (حزقيال 38 : 1 -  6).

في عام 1909 علق س. أ. سكوفيد قبل أن تظهر روسيا كقوة عالمية وكان ذلك أثناء حكم القياصرة قال : "إن الإشارة الأولي هي إلي القوي الشمالية (الأوربية) وترأسها روسيا والكل وافق علي ذلك. أما الإشارة إلي ماشك وتوبال (موسكو وتوبولسك) فهي إشارة واضحة. وكانت روسيا والقوي الشمالية هم آخر من اضطهدوا إسرائيل المشتتة". وفي سفر التكوين الأصحاح العاشر أعطيت هذه الأسماء لسلالة نوح. ويقول يوسيفوس أحد المؤرخين العظام أن جوج يسميها الإغريق "سيثيانز". أما جيسينيوس عالم اللغويات (العبرية والكلدانية) يعتبر ماجوج بلداً حقيقية في أقصي شمال الأرض المقدسة. كما يعرفهم البرفيسور "رولينسون" بأنهم روسيا الحديثة. ويقول التاريخ المدني أن "السينثيانز" (الذين عاشوا في الأقاليم الشمالية فوق جبال القوقاز) هم أسلاف روسيا الحديثة. ويؤكد الكتاب هذه الحقيقة بذكر موقعهم ثلاث مرات ويدعوها "أقصي الشمال" (حزقيال 38 : 6، 15، 39: 2). وإذا رسمنا خطا مستقيماً علي الخريطة شمال أورشليم سوف يلتقي بموسكو تقريباً.

ويؤكد الكتاب العرب أن سور الصين العظيم يدعي سور ماجوج وبني لكي يحمي الصين من الغزاة الروس. وقد لا يوافق بعض المسلمين أن ماجوج تشير إلي روسيا ولكن إلي الصين وهذا لا يتفق مع كثير من المؤرخين العرب. وما يلي قائمة بأسماء البلاد القديمة وأسمائها الحديثة :

الأسماء القديمة                                      الأسماء الحديثة

جوج وماجوج                                      روسيا

ماشك وتوبال                                       موسكو وتوبولسك

الفرس                                               العراق -  إيران -  أفغانستان

أثيوبيا                                               أثيوبيا والسودان

لبيبا                                                  ليبيا  

أشكيناز -  جومر                                  الكتلة السوفيتية (أوربا الشرقية)

توجارمة                                            جنوب روسيا

وهنا نسأل : كيف يوجد إختلاف في الآيات الكتابية الخاصة بجوج وماجوج عندما نقارنها بالآيات الغامضة عن "ذو القرنين" ؟ لماذا يخبرنا الله بهذه المعلومات ؟

أي عقيدة تتبادر إلي الذهن تسمح بالحلال وتشجع الغنائم والسلب والذي تعتبره حلالاً ؟ ما هي عقيدة حلفاء روسيا المشار إليها بالأسماء : الفرس وأثيوبيا وليبيا ؟ كيف يمكن للكتاب المقدس أن يعرف أن هذه الأمم سوف تكون أفضل حلفاء روسيا إذا أرادت أن تهاجم إسرائيل ؟ كيف يتنبأ الكتاب باسم ليبيا ؟ رغم أن ليبيا في زمن النبوة كانت مكاناً غير مهم ؟

وتحتفظ روسيا اليوم بأربعة عشر قاعدة جوية بها أكثر من 550 مقاتلة روسية. كما أن وضعت 16000 دبابة وعربة مسلحة في ليبيا. وقوة الدبابات الموجودة في ليبيا أعظم من تلك التي للقوات الفرنسية والبريطانية والألمانية معاً. لماذا ؟ لقد أشار حزقيال إلي هذه الأمم التي تكره إسرائيل.

ومن الأمور الهامة جداً التي أود أن أحذر منها أصدقائي المسلمين هي أن حلفاء روسيا في هذه النبوة هي بلاد إسلامية وتسعي لتحقيق صورة الحكم الإسلامي. إن الأصولية الإسلامية هي أعدي أعداء اليهود. والدليل علي ذلك واضح للغاية. وأخشي ما أخشاه هو أن الكتاب يخلص إلي أن هذه البلاد سوف تدمر. والله في الكتاب يحذر "أنا سأكون ضدك" وهو يقصد هذه الشعوب.

قرأت مقالة شيقة في مجلة "انسيت" يقول سيمون بيرز "ينظر الإسلام الأصولي إلي إيران علي أنها مصدر التأييد والقيادة الروحية وينتشر هذا الفكر عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومنذ سقوط الشيوعين في الاتحاد السوفيتي نحن نعتبر الخومينية كأعظم خطر يواجهه الشرق الأوسط. فيوجد فيه الكثير من الشخصيات الشيوعية. أنهم متعصبون ولهم أفكارهم وإداعاءتهم الدينية الخاصة مثل الشيوعيين وهي الغاية تبرر الوسيلة. ولديهم الرغبة في تصدير هذه الأفكار للدول الأخري لأنهم لا يحترمون حدود الدول. وقد انتشر النموذج الإيراني إلي السودان والجزائر وتونس وفلسطين. والهدف العام لكل هذه المجهودات هو خلق حزام إسلامي يبدأ من إيران عبر الشرق الأوسط وحتي شمال أفريقيا. ومن سخريات القدر أن يعزي العرب هزائمهم في حروبهم مع إسرائيل إلي الدين: بينما قامت أسرائيل علي أساس ديني" (صفحة 6، 9 سنة 1993).

وبالإضافة إلي الأمم التي ذكرها حزقيال فهو يذكر دولا ساحلية. هل يمكن أن يشير هذا إلي الجزائر وتونس والمغرب ومدن أخري علي ساحل البحر المتوسط ؟ وأكرر مرة أخري أن كثيرين من أصدقائي نصحوني بألا أذكر هذه النبوات الخاصة بإسرائيل ولكن يجب أن أحذر شعبي الذي أصلي من أجله دائماً. فلا أستطيع أن أجلس وأري شعبي يهلك من عدم المعرفة. إن المعرفة الكتابية هي لله ويجب أن أشاركها مع الآخرين كما يأمرني هو بذلك واثقاً أن الله سوف يعطي راحة لقلوب وعقول الناس.

لقد أصبح الكتاب المقدس أكثر المصادر دقة لتاريخ الشرق الأوسط وآثاره والتطورات المستقبلية في إسرائيل والعالم. أن الكتاب هو البوصلة التي تعرفنا المستقبل وهو دقيق 100% وأتحدي أي قارئ لكي يختبره وأرجوك أن تفعل هذا من أجل مستقبلك الأبدي. وقد أسئ فهم وتفسير جوج وماجوج في الفكر الإسلامي وشرحت ذلك سابقاً. والدليل الآتي يجب أن يكون كافياً ليبرهن للمسلمين حقيقة ما أقول هنا. خذ مثلاً لذلك في (حزقيال 38 : 12) "لسلب السلب ولغنم الغنيمة لرد يدك علي ضرب معمورة وعلي شعب مجموع من الأمم المقتني ماشية وقنية الساكن في أعالي الأرض. ونتساءل : "كيف يمكن لكتاب محرف أن يعرف أن إسرائيل سوف تتجمع ثانية من كل أمم العالم ؟

إن خلاصة وخاتمة المعركة موصوفة بوضوح في الكتاب المقدس الذي يذكر في سفر حزقيال تدمير أعداء إسرائيل : " ... في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل" (حزقيال 38 : 19). " .. فيكون سيف كل واحد علي أخيه". (حزقيال 38: 21).

"فتسقط علي جبال إسرائيل أنت وكل جيشك والشعوب الذين معك" (حزقيال 39 : 4)

"وأرسل ناراً علي ماجوج وعلي الساكنين في الجزائر آمنين فيعلمون أني أنا الرب" (حزقيال 39: 6)

"وأعرف باسمي المقدس في وسط شعبي إسرائيل ولا أدع اسمي المقدس ينجس بعد فتعلم الأمم أني أنا الرب قدوس إسرائيل" (حزقيال 39: 7)

في معاهدة السلام سنة 1993 أعطيت الضفة الغربية (جبال إسرائيل) لياسر عرفات ليمكن جيشه من وضع قواعد في الضفة الغربية التي هي جبال إسرائيل. ويجب أن نلاحظ أن إسرائيل لن تدنس اسم الله ثانية. إننا لا نستغرب لأن الغالبية في إسرائيل اليوم لا تهتم بإلاهها. ونتساءل : هل الإسلام دين غير سماوي ؟ وإذا كان الإسلام من الله فلماذا يدمر ؟.

في حزقيال (39: 23 -  24) يلخص الله قصة إسرائيل "وتعلم الأمم أن بيت إسرائيل قد أجلوا بإثمهم لأنهم خانوني فحجبت وجهي عنهم وسلمتهم ليد مضايقيهم فسقطوا كلهم بالسيف. كنجاستهم ومعاصيهم فعلت معهم وحجبت وجهي عنهم" هل يمكن توضيح الأمر بطريقة أفضل من هذا ؟ إن هذه الآيات لا تحتاج لأي تفسير لأنها تتحدث عن نفسها. لم تكن إسرائيل مخلصة للرب وقد عوقبت لمدة 2000 عام ونالوا جزائهم. كانت أرض إسرائيل أرضهم بحسب عهد الرب معهم وهذا أمر لا يمكن الرجوع فيه لأنه عهد الله. لن يبطل هذا العهد مهما طال الزمن. ورجعوا وسوف يطهر الله قلوبهم. هذه هي الحقيقة. وإلا لماذا هذا الشعب الذي اتهم بتحريف كتابه يترك الآيات التي تقول أنه لم يكن أميناً مع إلهه وأنه نجس وتعدي علي اسم الله. لقد احتفظوا بكتابهم كما هو.

الدمار القادم علي العراق

إقرأ أشعياء 13 : 19 -  22، أرميا 50، 51، ويوحنا 19: 3 ويمكن كتابة كتب كاملة عن هذه النبوات.

نبوة إسلامية عن القدس

لأنني نشأت في إسرائيل التحقت بالمدارس الحكومية حيث تعلمت الدين الإسلامي. ومنذ المراحل الأولي في حياتي تشبعت بالفكرة التي تقول بأنه يوماً ما ستحقق نبوة قديمة للنبي محمد وهي تقول بأنه ستقوم معركة فيها يسترد المسلمين الأرض المقدسة ويطردوا اليهود في مذبحة جماعية. وهذه النبوة مذكورة في أحاديث النبي محمد وهي تقول "لن يأتي يوم الدينونة حتي يهزم المسلمين اليهود" وعندما سألوا النبي محمد عن مكان هذه المعركة قال "في القدس والبلاد المحيطة بها".

وفي شبابي كنت متوافقاً مع الإسلام ومع كل ما علمه لي أساتذتي المسلمين. ولأنني صدقت هذه النبوة قدمت نفسي "للجهاد" أو "الحرب المقدسة" كالوسيلة الوحيدة إما للنصر أو الشهادة. وفي الإسلام تعتبر الشهادة هي الوسيلة الوحيدة للخلاص ودخول الجنة خاصة وأن الله ونبيه محمد وعد بذلك كما يقول القرآن "ولا تعتبر الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" كان من الصعب علي دائماً أن أنتظر كل هذا الوقت لكي أستنتج في النهاية ما إذا كانت هذه النبوة حقيقية. وبدأت أقرأ الكتاب المقدس واندهشت لما تنبأ به زكريا "وأجمع كل الأمم علي أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج .." (14 : 2)

وتعلمت في الإسلام أن المجئ الثاني للمسيا موجود في نبوة إسلامية وقد صوره في صورة شخص يحطم الصليب ويقتل خنزيراً وسيتبع المسلمون النبي الكذاب "المهدي". وعلي نقيض نبوة محمد، يعد الكتاب المقدس القراء لنتائج الحصار في زمن ضيقة يعقوب وأن اليهود لن يشردوا كلهم ولكن المسيح نفسه سيأتي وينزل علي جبل الزيتون للدينونة ويحارب أعداء إسرائيل. إن الإسلام كما ذكرنا مصمم علي هزيمة العالم.

وبالمثل فقد قادت الشنتو (وهي ديانة اليابان) اليابانيين للتوسع والسيطرة علي العالم. ولم يفصل اليابانيين بين الكنيسة والدولة. وكانت هزيمة العالم هي الرسالة الأساسية أمام اليابان. وحدثت المأساة عند هزيمتهم 1945 بضربهم بالقنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي. وتحطم إله اليابان الذي وعدهم بالحماية. عندئذ فقط أدركوا أنه خانهم.

وفي الإسلام لم تكن فكرة كراهية اليهود فكرة قديمة وانتهت ولكن ملايين المسلمين اليوم يعتقدون أنهم سيفعلون باليهود كما فعل محمد بهم في السعودية. ولكن الفرق الوحيد أنهم لم يكتسبوا قوة كافية ليهزموا إسرائيل. وطبقا لما ورد في الكتاب المقدس فسوف يعانون كما عاني اليابانيين ولكن للأسف سوف يدركوا هذا متأخراً. وليتنا لا ننس فشل محاولات تدمير إسرائيل في 1948، 1956، 1967.

إن الله كان ومازال يتحدث إلي المسلمين "ليخذوا ويرتاعوا إلي الأبد وليخجلوا ويبيدوا. ويعلموا أنك اسمك يهوه وحدك العلي علي كل الأرض" (مزمور 83: 17 -  18). إن إله الكتاب غيور ويود رجوعك إليه.

علامات نبوية أقل في الأهمية

1 -  ضعف الإيمان والانغماس في الشهوات الحسية.

2 -  انتشار الشغب والاضطراب والفتنة في كل مكان.

3 -  حرب كبري مع الأتراك وانتشار الاكتئاب واليأس في العالم.

4 -  تمرد العراق وسوريا.

علامات نبوية هامة

1 -  علامات في الكون: الشمس تشرق من الغرب، كسوف القمر، يملأ الدخان الأرض.

2 -  ستقوم حرب مع اليابان ويستولي 70 ألف يهودي علي القسطنطنية، وأثناء هذا الانتصار سوف يظهر ضد المسيح.

3 -  ظهور المسيح الدجال بعين واحدة وعلي جبهته مكتوب (س. ف. ر) أو الخائن وسوف يظهر بالقرب من العراق وسوريا راكبا جحشاً وسيتبعه 70000 يهودي وسيقتلهم المسيح.

4 -  حرب مع اليهود يشترك فيها المسلمون والبرابرة (أهالي جوج وماجوج).

5 -  سوف ينزل المسيح علي دمشق ليقضي علي النبي الكذاب.

6 -  سيعود العرب للعبادة الوثنية.

7 -  سيكتشف الذهب تحت نهر الفرات.

8 -  ستدمر الكعبة بالجيش الأثيوبي.

9 -  حرائق في اليمن.

10 -  مجئ المهدي (وهو من سلالة النبي محمد).

11 -  البوق الأخير ثم النهاية.

هذه النبوات الغير عادية سوف تختلط بنبوات كتابية. وقد نتساءل : أين النبوات التي تحققت ؟ لم نجيب علي هذا السؤال حتي الآن. كيف نعرف أن محمداً كان علي صواب ؟ هل ننتظر حتي النهاية ؟ فمثلاً لنأخذ نبوته الأخيرة "عندما يهزم المسلمين اليهود في القدس" هل ينتظر المسلم حتي النهاية لكي يستنتج أن المسلمين سوف ينتصروا علي اليهود ؟ أم سوف يتم قول الكتاب المقدس وهو عكس ماقاله محمد ؟

إن الله لا يكشف لنا كل الأدلة ولكن يكشف لنا الجزء الأكبر منها لكي نتأكد بنسبة 100%. فلم تحترق اليمن ولم تدمر الكعبة ولم يوجد الذهب تحت نهر الفرات ولم يعود العرب إلي عبادة الأصنام بل علي العكس فإنهم يرجعون إلي الإسلام ولم تحدث حرب بين إسرائيل وتركيا. ويعلن القرآن آيات نبوية أخري "محمد نبي فقط وكان هناك أنبياء من قبله. وإذا مات أو قتل فهل ستردوا ؟ وكما ذكرنا سابقا، كيف يحدث أن الله لا يستطيع أن يتنبأ بأسلوب موت محمد. هل سيموت بطريقة طبيعية أم سيقتل ؟

لقد فهمت كل  من الإسلام والمسيحية لأن أبي مسلم وأمي مسيحية وكثيراً ما كانت تحدث بينهما مناقشات ساخنة. التقيا معاً منذ أربعين عاما في الولايات المتحدة وتزوجا. وعندما كانت والدتي حاملاً في الشهر التاسع جاءوا إلي بيت لحم حيث ولدت في منزل جدي الذي كان به الدجاج والحملان والماعز والحمير. واجتمعت كل الأسرة والأقارب وكان والدي يحتفل بمولد النبي. وقد دعاني والدي باسم وليد ليتذكر مولد النبي محمد. كان والدي فلسطينياً مسلماً يدرس اللغة الإنجليزية والدراسات الإسلامية في الأرض المقدسة. أما والدتي فهي أمريكية تزوجت والدي أثناء دراسته في الولايات المتحدة سنة 1956.

ولما غير والدي وظيفته انتقلنا إلي السعودية لبضعة سنوات ثم رجعنا إلي أريحا. ولأنني نشأت في أريحا تعلمت أول أغنية بالمدرسة قبل حرب الستة أيام وهي تقول "إن العرب محبوبون. أما اليهود فهم كلاب" (العرب أحبابنا واليهود كلابنا). وبدأت أتساءل من هم هؤلاء اليهود ؟ ولكنني كنت أردد هذه الكلمات مع باقي الأولاد دون معرفة معناها. وكان المدرسون يشجعوننا علي ذلك.

وعندما كنت ولداً صغيراً في أريحا أتذكر عندما جاء أعضاء من المجلس الأمريكي جاءوا من أورشليم عندما علموا بأخبار حرب علي وشك القيام. وبدأوا يجلون كل الأمريكيين في المنطقة ولأن أمي أمريكية طلبوا منها ذلك ولكن والدي أصر علي البقاء لأنه يحب بلده. وبدأت حرب الأيام الستة واستولي اليهود علي القدس وعلي باقي فلسطين. وقد سبب هذا حزناً شديداً لكل العرب والمسلمين في أنحاء العالم. ومازلت أتذكر الكثير مما حدث أثناء الحرب. استمر إطلاق القنابل والمدافع ليل نهار لمدة ستة أيام. وكثير من المواطنين العرب في أريحا بدأوا في نهب المحلات والبيوت كما عبر الكثيرين نهر الأردن بسبب الخوف من اليهود. أما والدي فقد اعتقد أن كل شئ قد انهار فوق رأسه. فأثناء الحرب كان يستمع باستمرار إلي الإذاعة الأردنية وكان يقول أن العرب قد كسبوا الحرب ولكن كان يستمع إلي الإذاعة الخاطئة. أما إذاعة إسرائيل فكانت تعلن الحقيقة عن نصرهم علي العرب. وبدلاً من ذلك صدق والدي ما قاله العرب عن أن إسرائيل تشيع كذباً أنها انتصرت.

ولأنني كنت مسلماً كوالدي نشأت علي كراهية اليهود وكنت منبهراً بالتاريخ الإسلامي. فقد تعلمت أن النبي محمد هزم الرومان واقتلع القبائل اليهودية من السعودية وأمر بإعدام الآلاف من اليهود الرجال. أما النساء اليهوديات فأخذن كمحظيات أو سريات. وقد اتهم يهود بني قريش وبني النظير وبني قيناقة بالاشتراك في قتل النبي محمد. وفيما بعد تعلمت أن هذه نبوة كتابية قد تحققت أن اليهودي لا يرحبون به إينما يوجد. وكنت أعتقد كما علمني الإسلام أن الخليفة يجب أن يحكم كل العالم يجب أن يسود العالم إن لم يكن بالسلام فبالحرب ضد كل من لا يسلم للإسلام الذي يعني التسليم لله إما بالكلمة أو بالسيف ولأن تعداد المسلمين اليوم وصل إلي البليون فأعتقد أن ذلك ممكن أن يحدث. وعندما انتهيت من دراستي الثانوية غادرت إسرائيل وسافرت إلي الولايات المتحدة بحثاً عن تعليم عال وشاركت بشعوري المضاد لإسرائيل اجتماعياً وسياسياً. وأذكر النكته التي كنا نقولها عن هتلر بين أصدقائنا الذين يكرهون إسرائيل. كنا نقول إننا نكره هتلر لأنه لم ينه مشكلة اليهود نهائياً (أي لم يقض عليهم). لقد ترددت في كتابة هذه الأمور الفظة ولكني لم أتمكن من أن أمحوها من ذاكرتي ومازال ملايين المسلمين في الشرق الأوسط لهم نفس الشعور. إن الحرب مريرة وحياة الكراهية تغلق الطريق إلي الحب. وأصبح حب الإنتقام وإراقة الدماء هما الطريق للحياه. وبدون معرفة صحيحة نظرت إلي هتلر علي أنه إله ومن الجانب الآخر كان الإسلام يعلي النبي محمد. ولم أكن أحترم اليهود ولا النصاري ولا أي شخص آخر غير مسلم. وكان الأمريكيون بالنسبة لي شعب يستحق الشفقة أنانيون، جهلاء سذج وأعداء للإسلام. وكنت أعتقد أنه يوم ما سوف يصبح العالم كله مسلماً ويشعرون بالدين تجاه الفلسطينيين لخسارتهم في كل معاركهم مع إسرائيل. وقد علموني في الصغر أن اليهود هم قتلة الأنبياء والمحرفين للكتاب المقدس لخدمة أغراضهم الشريرة وأن محمداً هو الفادي الوحيد وهو النبي المحبوب من الله.

الإسلام والحرب

تعلم المسلمون في العالم الإسلامي من دينهم أن علاقتهم بغير المسلمين أن هؤلاء هم في (دار الإسلام أو في دار الحرب). وفي الغرب اليوم يستطيع المسلمين أن ينشروا الإسلام بحرية فيما عدا الجهاد (بالحرب) ولكن بالكلمة. ولكن غير مسموح للمسيحيين أن يرسلوا مرسلين أو أن يبنوا كنائس في الأقطار الإسلامية. ويعرف المسلمون جيداً ما يحدث للمسلم الذي يغير دينه في الأقطار الإسلامية. وكل الحقائق عن أعمال العنف يمكن الحصول عليها من الجرائد والمكتبات ومطبوعات الأمم المتحدة والتي لا يمكن لعقل منطقي أن ينكرها. وقد قتل حوالي 2 مليون مسيحي بواسطة المسلمين في الخمس سنوات الأخيرة. ويجيب المسلمين عادة بالسؤال "لماذا يقتل العرب ( الكاثوليك) ويغتصبوا المسلمين باسم الله والعدالة ؟"

وبالرغم من ذلك فيمكنني أن أعطي أسئلة مشابهة : قتل الأتراك مليون ونصف مسيحي أرمني وقتل الألمان ستة ملايين يهودي وقتل النبي محمد ستة آلاف يهودي في المدينة. ويمكننا أن نقرأ في التاريخ عن مسلمين يقتلون مسلمين آخرين وحتي الآن. وقد ظهرت وحشية صدام حسين في قتل الأكراد حتي أصبحت الخطية هي الطبيعة السائدة علي الإنسان منذ سقوطه عندما قتل قايين هابيل. إن الأسلوب الصحيح للرد علي كل هذه المشكلات هو البحث عن المصدر ودوافع كل مجموعة ولأن الموضوع هو في مقارنة القرآن بالكتاب المقدس فإني أقترح أمرين مهمين :

إذا سمحت المسيحية بقتل الأبرياء عندئذ يجب أن تستجوب وكذلك الإسلام. ولا يمكنني أن أجد أي اختيار آخر. ومرة أخري أؤكد علي ما يعلمه الإسلام وهو أن الحكومات الإسلامية هي في حرب ويجب أن تحمل السلاح ضد العالم إذا رفض الإسلام. ويتضح هذا عندما نبدأ في قراءة القرآن وإلا فما الذي يدفع الفلسطينين أن يربطوا أنفسهم بالمتفجرات ويفجروا أتوبيس يهودي. كما أن هذا هو السبب الذي يدفع الشيخ عمر عبد الرحمن. أن يأمر بتفجير المباني الأمريكية في نيويورك. إن القضية ليست فقط سياسية ولكنها أمر من الله للمسلمين. وقد يعترض بعض المسلمين علي تفجير مبني مركز التجارة العالمي في نيويورك ولكن ولا واحد من المسلمين الأصوليين ينكر أن الجهاد (الحرب المقدسة) هي ليست أمراً إلهياً لهم. إنها جزء من الكبرياء الإسلامي في عالم اليوم.

إن القلم هو جزء من خطة تحويل العالم للإسلام ثم يأتي السيف. ويعتقد بعض الغربيين أنه من غير المحتمل تنفيذ هذه الخطة ولكن إذا تأملنا فيما يقوله المسلمين والمنتمين إلي الجهاد الإسلامي سوف تجد أن الأمر ليس جديداً فنقرأه يومياً في الجرائد وكذلك في قاموس اللغة الإنجليزية.

ولنأخذ مثلاً بالخمس سنوات الأخيرة في السودان. لقد تصاعد الرعب الإسلامي منذ مجئ الدكتاتور حسن البشير. هاجم المسلمين القري المسيحية. وأطلقوا النار علي الصغار ما بين 13 -  20 عاماً بدون أية إدانة. كما تقول تقارير الأمم المتحدة أن الآخرين قد أحرقوا في كهوفهم وأغلقت أو دمرت معظم الكنائس. وانتشر الإسلام بقوة في السودان. وأجروا عملية الختان للذكور. ودعي القادة المسيحيين إلي مؤتمر من قبل السلطة ثم أطلقت النار عليهم. ومارسوا الصلب والرجم والتعذيب بالقضبان الحديدية الساخنة علي المسيحيين. ونحن نسأل الأسئلة التالية : من أي شئ يخاف المسلمين من المبشرين المسيحيين إذا كان المسلمين متأكدين من وقوف الإسلام في صفهم ؟

إذا كان المسلمون يعتقدون أنهم بالمنطق يمكنهم أن يجدوا الحقيقة المطلقة عندما يقرأون القرآن فلماذا إذاً يطلبون الحماية من الكتاب المقدس ؟ هل يمكن أن نعتبر الإبادة الجماعية في السودان سلام وعدل ؟ لماذا يصمم المسلمين في كل أنحاء العالم علي تدمير المسيحية ؟ وعلي تدمير الشعب اليهودي في إسرائيل؟ لماذا لا يحاربون روسيا أو الصين أو اليابان التي غالبية سكانها وثنيين؟ وبينما يتطلع المسلمين لتدمير إسرائيل دعنا نتأمل في بعض الحروب الحديثة مثل حرب الروس في أفغانستان. لقد قتل الروس 80000 مسلم في 48 ساعة فقط ونحن نسأل : لماذا لم يدين العرب والمسلمين في العالم إراقة الدماء في أفغانستان ؟ لماذا يوجهون كراهيتهم لليهود في إسرائيل بينما ذبح المسلمون في أفغانستان ؟ هل يعقل أن تكون روسيا أفضل صديق للدول العربية الإسلامية. كل هذا لأن روسيا هي المصدر الرئيسي للسلاح للكثير من الحكومات العربية والإسلامية. إن جيوش هذه البلاد تحمل بنادق 47 ك. أ صناعة روسية. هل كل ذلك لأنه لا يستطيع المسلمين أن يعضوا اليد التي تطعمهم ؟ هل قتلت إسرائيل 80000 مسلم في 48 ساعة. ومما يدعو للسخرية أن التدمير الذي حدث في أفغانستان أحدثه الأفغان أنفسهم بعد هزيمة روسيا. لقد شاهدت فيلما بالفديو عن العاصمة كابول وقد دمرت تماماً. كل رجل كان يحمل السلاح ضد أخيه والكل مسلمون.

مشكلة النظام الغذائي

من بين الكتيبات التي كنت أقدرها لأثبات الإدعاء الإسلامي، كتبت بعنوان "الخنزير، وأسباب منعه" للكاتب أحمد شاكر. وفيه يحاول الكاتب أن يثبت وجهة نظره بمثل مشهور يقول "نوعية أكلك تدل علي شخصيتك" ولأن سلوكنا يعزي إلي ما نأكل فمن الخطر أن نأكل لحم الخنزير لأننا سنتصرف مثلهم. ويواصل صاحب هذه النظرية القول "ولهذا فإذا أكلنا لحم الخنزير فقد يؤثر هذا علي شخصية الفرد بأن يزيد من انحلاله وهذا يشمل الشذوذ الجنسي والزنا والعهارة. إن الاختلاط بين الجنسين الذي نراه في المجتمعات غير الإسلامية هو أمر مرعب. فليست لديهم أية فكرة عن الأخلاق ولكنهم يفكرون في الاستمتاع الجنسي والعلاقات الجنسية قبل الزواج وزيادة معدل الحمل الغير شرعي والتي أصبحت ظاهرة في المجتمعات الغربية. إنها مجتمعات مريضة أخلاقياً بسبب الطعام الخاطئ الذي يأكلونه. إن حالات الاغتصاب في تلك المجتمعات لا يمكن التحكم فيها. إن معدل حوادث اللواط والقتل وإطلاق النار والسرقة ... الخ هي من بين شرور كثيرة في المجتمعات الحديثة التي لا يمكن التسامح معها فيما بعد".

ونتساءل : هل كل هذه الشرور بسبب أكل لحم الخنزير ؟ إن هذه المواد توزع في الغرب ويعتقد فيها معظم المسلمين. لقد اتهم هذا الخنزير الفقير بتهم لا يستحقها. إنني أقترح علي العالم المسلم أحمد شاكر أن يجري اختباراً آخراً لأن أكل الخنزير هو وجبة رئيسية في الصين ورغم هذا فإن الصين تعتبر من أكثر بلاد العالم تمتعاً بالأخلاق الطيبة. ويواصل العالم المسلم أحمد شاكر القول بأن المسلمين مكرهون في الهند بسبب نظامهم الغذائي الغير مسلم. فإن العنف والكراهية للمسلمين في الهند يعزي إلي عدم أكلهم لحم البقر. وطبقاً لسجلات جينز العالمية سنة 1991 فإن أقل معدل للجريمة في العالم هو في ولاية كشمير الهندية. وهناك سبب آخر لرفض فكرة أن النظام الغذائي هو سبب العنف هو أن النظام الغذائي في بلد مسلم مثل أفغانستان لا يمكن أن يكون سبباً في تخزين السلاح وإطلاق النار علي بعضهم البعض. ومن الواضح أن المسلمين الأصوليين عدوانيين ضد اليهود بينما النظام الغذائي لكليهما واحد.

لقد أصبح واضحاً ومؤكداً عبر العصور أن ما تؤمن به يملي عليك سلوكك وليس أكل لحم الخنزير. وفي الهند ترك شخص يموت لإعتقاده في "الكرما" (اعتقاد بوذي في التناسخ) وليس بسبب نظامهم الغذائي الذي ليس به لحوم علي الإطلاق. ويؤمن الهندوس بفكرة تناسخ الأرواح حتي أنهم يسمحون للفيران بأن تأكل كل ربع محاصيلهم لأنهم ينظرون إلي قتل الفأر مثل قتل الإنسان. لقد دخلت الخطية طبيعة الإنسان منذ بداية السقوط في حين أن ديانات معينة وخاصة الإسلام ترجع السلوك الخاطئ إلي الصلاح وسنتحدث عن هذا فيما بعد. إن العالم اليوم لا يمكنه تجنب الطبيعة العنيفة للأصولية المتنامية التي تقتل السواح في مصر. إن قتل المسيحيين والغربيين فجأة هو أمر إلهي بالنسبة لهم. وبينما لا يوافق الكثير من المسلمين علي تصرفات الأصوليين فلا يمكن أن نتجنب التعليمات الإلهية لقتل الذين يرفضون الإسلام ولكن ماذا عن الذين يغيرون ديانتهم الإسلامية ؟ إن ما يتعلمه الأصوليون ويؤمنون به هو الذي يقرر سلوكهم وليس أكل لحم الخنزير.

آية السيف

في الحقيقة إن التحريض علي العنف والحرب في القرآن كله موجه ضد اليهود والمسيحيين الذين يرفضون الإسلام. وبكلمات واضحة يقول القرآن "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (المائدة 50) "ولن ترض عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم قل إن هدي الله هو الهدي ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" (البقرة 119).

وفي سورة التوبة فإن أكثر الآيات شهرة عن الجهار هي آية السيف وهي معروفة علي أنها تبطل ماية آية أخري في القرآن. وهي تلغي كل الآيات القرآنية الأخري التي تدعو للتسامح والغفران والسلام نحو غير المؤمنين. إن قانون (الناسخ والمنسوخ قد أعطاه الله في القرآن لأن بعض الآيات جاءت لوقت محدد ولفترة معينة. ولهذا فمرات عديدة أبطلت آيات معينة في القرآن (منسوخ) بآيات أخري جديدة (ناسخ) وتقول آية السيف "فإذا النسخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم" (التوبة 4) "قتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" (التوبة 28). وهنا نسأل : طالما أن المسيحيين لا يحرمون الخنزير فطبقاً لهذه الآية هل تعتقد أنه لدينا أسباب قوية لتبرير العنف وسفك الدماء؟

عندما سأل أحد أتباع الشيخ عمر عبد الرحمن وهو ضرير ومتهم بأنه الذي أمر أتباعه بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عندما سأله عن رأيه في معاهدة السلام التي عقدها السادات مع إسرائيل قال "لقد وضع السادات يده في يد قرده (اليهود) وخنازير (المسيحيين الذين يأكلون الخنازير) وقبل أتباعه الفتوي ليقتلوا الرئيس السادات رئيس أكبر دولة عربية في العالم لأنه صنع سلاماً مع إسرائيل.

في كتابه "كيف تتقن علوم القرآن "كتب السيوطي في المجلد الثاني ص 37 "إن آية السيف أبطلت 124 آية قرآنية وكل ما جاء في القرآن عن الغفران وتجاهل الغير مؤمنين حلت محله (منسوخة) آية السيف" وقد أشار إلي هذا مفسرين كبار للقرآن ولكي نقرأ المزيد عن هذا الموضوع أرجع إلي ما يلي : خطاب الناسخ والمنسوخ وكتبه الينسبوري. ابن كثير ابن عباس (التسويل والتنزيل). الحسين بن فضل. عبد الله محمد بن حزم ...

إن الدليل علي إبطال الآيات التي تدعو إلي التسامح والصبر أن تدحض. إن الناس في الغرب اليوم يحتاجون إلي من يوقظهم فلا يستطيعوا أن يتجاهلوا ما يعلموه في الشرق ألا وهو أسلحة الغرب.

النازية أو دوار البحر

إنه لأمر يوقع الإشمئزاز في النفس عندما تفكر في الهولوكوست إذ نري فيها القوانين والسياسات النازية مفروضة علي اليهود في ألمانيا. إن الدراسة المقارنة بين قوانين الإسلام وألمانيا في زمن الهولوكوست سوف تكون ذات أهمية. وطبقاً للقوانين الإسلامية التي وضعها القرآن والخلفاء علي أهل الذمة (اليهود والمسيحيين) تشابه تلك السياسات التي كانت في زمن الهولوكوست .

النازية : علي اليهود أن يرتدوا علامة مميزة علي ملابسهم لتبين أنهم يهود وهي عبارة عن نجمة داود وعليها كلمة يهودي وتوضع علي الصدر. ويعلق علي الكتف والذراع علم أصفر كعلامة لليهودي. ويجب أن يعيشوا في حي اليهود (الفيتو).

الإسلام : (الذمي) اليهود والنصاري يجب أن يرتدي ملابس تميزه ويضع علامة علي بيته. ولا يجب أن يركب حصاناً أو يحمل سلاحاً وأن يخلي الطريق الأيمن للمسلمين. ولا تقبل شهادته في المحكمة الشرعية أو يحاكم في محاكم المسلمين. وكتعويض لحمايته يجب أن يدفع الجزية. ولا يصح أن يكون وصياً علي طفل مسلم أو يمتلك عبداً مسلماً.

النازية : لا يسمح لليهود أن يخدموا في الجيش أو البحرية. ولا أن يحملوا سلاحا. ولا يسمح لهم أن يرأسوا المكاتب العامة. ولا يمكن ليهودي أن يصبح قاضيا في قضايا المجرمين .. وكتعويض لحمايتهم يجب أن يدفع ضعف ما يدفعه الألمان من ضرائب. ممنوع الزواج من اليهود ويمنع تبنيهم أيضاً.

ويؤيد الكثيرين من المفسرين للقرآن منع المسلمين من الزواج من المسيحيين أو اليهود لأنهم يعتبرونهم مشركين. ويجب أن نعلم أن الهولوكوست ظهر في السعودية ونفذه النبي محمد نفسه. واستمر قتل الرجال نهاراً وليلاً وقطعت رقابهم واحد بعد الأخر وألقوا في حفرة (6000 يهودي). أما النساء اليهوديات فاقتسمهم المسلمين فيما بينهم. وأخذ النبي محمد (زينب) زوجة رئيس القبيلة بعد قتل زوجها وأخاها. وأخذ الوحي بذلك في نفس الليلة. إن الله يحذرنا في الكتاب المقدس "إحترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً" (متي 7 : 15 -  16).

ربما تقول إن هذا الكلام قاس. كيف تجرؤ أن تقول هذا ؟ ولكني أقول لك : إن هذا اختبار للنبي الحقيقي الذي وضعه المسيح كقاعدة. ألا تعتقد أن الله قد وضع لأتباعه اختبارات معينة ومقاييس ليختبر الذين يدعوا النبوة ؟ وقد تسأل ماذا تعني "من ثمارهم تعرفونهم" إن الأمر في غاية البساطة : إن النتيجة النهائية التي يعلمها هؤلاء الأنبياء هي الشر. دعنا نبرهن ذلك بمبدأ كتابي : إن أعمالك هي التي تتحدث عنك وما تؤمن به هو الذي يقود لعملك.

وطبقاً لما قاله المسيح من ثمارهم تعرفونهم. هل تفهم ذلك ! وقد تتساءل : إثبت أن الإسلام يقع تحت هذا المبدأ ؟ فأجيب : دعنا ننظر إلي ثمار السيد طلعت باشا وهو مسلم من تركيا. كان وزيراً للداخلية في الحكومة العثمانية. في عام 1915 أصدر أمراً لحاكم مدينة حلب "نوري بك" "بالرغم من قرارنا السابق والخاص بالقضاء علي الجنس الأرمني ولأن ضرورات ذلك الوقت لم تسمح بتحقيق ذلك فالآن بعد إزالة كل العقبات فقد حان الوقت لتطهير بلادنا من هذا الجنس الخطير. وقد وضعنا فيك ثقة كبيرة أن لا تأخذك بهم آية رحمة عندما تواجه حالتهم المزرية. إعمل بكل قوتك لتنفيذ ذلك لتدمير الأرمن في تركيا تماماً". (كتاب "الوحشية الأرمنية" تأليف نعيم بك ص 43) وتنفيذاً لهذا الأمر قتل مليون ونصف المليون سنة 1915. وكان الغرض هو القضاء علي المسيحية في الإمبراطورية العثمانية.

قد تقول هذا كلام غير معقول. هل أغضبتك بهذا الأمر ... إنها الحقيقة. دعني أثبتها لك ستعرف الحق والحق يحررك. دعنا نرجع إلي عمر بن الخطاب ثانية. إنه ثاني خليفة في الإسلام. والرجل المهم الثاني بعد محمد في الإسلام. أصدر قانوناً سمي (عهد عمر) "تحفظ رقاب الذميين (اليهود والنصاري) عندما يدفعون الجزية وذلك بوضع شريط حول أعناقهم به قطعة من الرصاص تسجل عليها المبلغ الذي دفع ولا ينزع الشريط حتي يسدد كل المبلغ وهذا تطبيقاً للآية القرآنية "حتي يدفعوا الجزية صاغرين" وإذا كان الشخص يهودياً يجب أن يضع علي كتفه علماً أحمر أو أصفر ليعرف أنه يهودي. أما إذا كان مسيحياً فعليه أن يرتدي ملابس خشنة بها جيب كبير علي صدره مثل النساء. وترتدي النساء المسيحيات أحذية ذات ألوان مختلفة واحدة بيضاء والأخري سوداء. وإذا ذهب يهودي أو مسلم إلي حمام شعبي يجب أن يضع ياقة من الحديد أو النحاس أو الرصاص حول عنقه حتي يميز عن المسلم. ولا يمكن ليهودي أو مسيحي أن يبني بيتاً أعلي من بيت المسلم. لا يجب أن يزحموا الطرق العام بل يسيروا في الحواري الضيقة والشوارع الصغيرة. ولا يجب أن تحيوهم ولا أن يسمح لقبورهم أن ترتفع فوق الأرض" (فكيه الملوك المجلد الثاني صفحة 124 -  136).

وأتساءل : كيف عرف هتلر أنه كان علي اليهود أن يضعوا علماً أصفر علي ذراعهم ؟ هل يمكن أن يكون الوحي بمثل هذه الأوامر يأتي من مصدر واحد ؟ كيف يحدث هذا إذا كانت الفترة الزمنية بين هتلر وعمر طويلة للغاية ؟ لماذا قتل محمد اليهود بعد استسلامهم ؟

والآن تذوق ما قاله الكتاب المقدس إنه كلام ليس للآذان بل للقلب. إقرأ ما قاله الكتاب عن الأنبياء الكذبة والطغاة المخادعين "لأن أيديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالإثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر. ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون علي الباطل ويتكلمون بالكذب. قد حبلوا بتعب وولدوا إثماً. فقسوا بيض أفعي ونسجوا خيوط العنكبوت. الآكل من بيضهم يموت والتي تكسر تخرج أفعي. خيوطهم لا تغير ثوباً ولا يكتسون بأعمالهم. أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم. أرجلهم إلي الشر تجري وتسرع إلي سفك الدم الذكي. أفكارهم أفكار إثم في طرقهم اغتصاب وسحق. طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجة. كل من يسير فيها لا يعرف سلاماً. (أشعياء 59 : 3 -  8).

إن ثمار الأنبياء الكذبة ثمار شريرة. قد يبدو أن ما يقولونه صالح وهذا في البداية فقط. مثل شجرة التين الرديئة. تبدو كشجرة بها أوراق خضراء ويمكنك أن تستظل بظلها ولكن لن تجد بها ثمراً طيباً. هل تفهم ذلك ؟

المسيحية والحرب

يخبر الكتاب المقدس المؤمنين الحقيقيين أن يستعدوا للمعركة التي علي وشك أن يعلنها المسلمين وآخرين معهم. إنه يشجعنا للإستعداد لتلك الحرب بالقول "لكني أقول لكم أيها السامعون أحبوا أعداءكم. أحسنوا إلي مبغضيكم. باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (لوقا 6 : 27 -  28) وفي آية أخري يتنبأ عن الاضطهاد " ... تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يوحنا 16: 2) هل تناسب هذه الآية المسلمين والنازيين. إن النازيين حصلوا علي مساندة الكاثوليك في اضطهادهم لليهود. وقد تتساءل : أليس الكاثوليك مسيحيين ؟ إن كل من يتبع تعاليم المسيح فهو مسيحي "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني" (يوحنا 14 : 21). ولكن الشخص الذي يدعي أنه مسيحي ثم يقتل المسلمين واليهود والروتستانت لا يمكن أن نسميه مسيحياً. إن المسيحي هو من يتبع المسيح ولذلك دعوا بالمسيحيين. ولكي تكون مسيحياً يجب أن تتبع الكتاب المقدس. ولأن الكتاب لا يشجع علي العنف الذي قام به الصليبيين فيجب أن نقرر أنهم لم يتبعوا المبادئ المسيحية الصحيحة. ولهذا فهم مسئولون عن أعمالهم وليست المسيحية وهذه هي النقطة الهامة التي نود أن نصل إليها.

ولكن الأمر علي النقيض في الإسلام الذي يشجع علي قتل الغير مؤمنين وإخضاع واستعباد المسيحيين واليهود. أما الكتاب المقدس فيعلم المسيحيين كيف يتحملون المعاناة "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب إننا من أجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رومية 8: 35 -  37).

إذا كان الله أوحي بكل من الكتاب المقدس والقرآن إذاً فلماذا يختلفان ؟ إن اضطهاد المسيحيين بدأ منذ عصر الرومان ومازال حتي الآن بل قد ازداد عما كان عليه في عصر نيرون وأكثر من أي وقت مضي فيقدر عدد الشهداء المسيحيين 156000 وقد قتلوا في عام 1965. ويمكنك أن تفكر في الأعداد الكبيرة التي ستقتل باسم الله عندما يؤسس المسلمون بالقوة الدول الإسلامية في العالم.

إن المسلمين يقومون بمحاولاتهم وينجحون والبلاد الإسلامية التي علي وشك أن تتحول إلي إسلامية تزداد جنوب أفريقيا، أفغانستان، إيران، مصر، ليبيا، السعودية، السودان، أثيوبيا، تركيا، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، الجزائر، المغرب، تونس ودول أخري كثيرة. ويصف الكتاب المقدس في سفر حزقيال 38 مصير جيوش بعض هذه الدول عندما تأتي لتحارب فوق جبال إسرائيل. وهذه النبوة لا تتفق مع ما قاله النبي محمد فيما يختص بمصير إسرائيل بالقول "سوف تصرخ الحجارة وتقول هذا يهودي أقتله" أما قصة الحجارة التي تصرخ في الكتاب المقدس (لوقا 19: 40) "إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ" وكان المسيح يقصد بذلك أن الحجارة تصرخ إذا حاول الأشرار أن ينكروا الحق. أما نبي الإسلام فيعلن "لن تأتي الساعة الأخيرة حتي يهزم المسلمين اليهود في القدس والمناطق المجاورة" أما الكتاب المقدس فهو واضح من جهة هذا الأمر "هأنذا أجعل أورشليم كأس ترنح لجميع الشعوب حولها وأيضاً علي يهوذا تكون في حصار أورشليم" (زكريا 12: 2) وسيقف الله بجانب اليهود "في ذلك اليوم أجعل أمراء يهوذا كمصباح نار بين الحطب وكمشعل نار بين الحزم فيأكلون كل الشعوب حولهم عن اليمين وعن اليسار فتثبت أورشليم أيضاً في مكانها بأورشليم" (زكريا 12: 6).

إن الله سوف يفتح عيون وقلوب شعب إسرائيل وسوف "ينظرون إلي الذي طعنوه .." وهذه النبوة في سفر زكريا (12: 10) وقد تنبأ بها مئات السنين قبل المسيح. ونتساءل : متي طعن المسيح ؟ إنني متأكد من أن المسلمين سمعوا عن زكريا في القرآن ولكن كم واحد منهم قرأ سفره الموحي به من الله أو قرأ عن أي نبي آخر ؟ (من غير الذين ذكروا في القرآن). هل الله يطلب منا أن نتجاهل الكتب السماوية الأخري ؟ إن الإيمان الأعمي لا يحتاج إلي التفكير ولكن الإيمان الحقيقي يعتمد علي الدليل. أي نوع من الدليل الإيماني يقدمه الإسلام لكي يبطل المسيحية الكتابية ؟

إن الإيمان في الإسلام هو الإيمان بالله والملائكة وكتبه ورسله. أما في المسيحية فهو الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا تري. وبالتأكيد الذي يعطيه إياك الله مستخدماً عقلك يجب أن تؤمن وتثق في الله لأن تكون معه للأبد وهو الرجاء بالحياة الأبدية في السماء. إن الإيمان صنعه الله للإنسان وليس الإنسان لله.

ويعلم الإسلام والديانات الأخري في العالم عكس ما تعلمه المسيحية : إنك بحاجة لأن تقدم لله (الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد ...) لكي تربح الجنة. بينما في المسيحية هو نتيجة لمحبة الله وشركة أبدية معه ينتج عنها حياة مثمرة في أعمال الإيمان.

وبأسلوب آخر بالإيمان فقط فيما عمله الله للإنسان (بالنعمة والرحمة وليس بالإيمان بأن الله موجود وأن أنبيائه علي حق ويؤمن بوجود الملائكة وأن كتبه حق). إنني أذكرك بأن الشياطين يؤمنون بهذا ويقشعرون. ماذا أو بمن تثق لكي ينقذك من جهنم ؟

لا يوجد في عالمنا اليوم سلام حقيقي حتي وإن حقق المسلمون ما يصبون إليه (تحويل العالم للإسلام). هل تعتقد أن بلداً مثل إيران الذي غيرت حكومتها بالثورة الإسلامية لكي تتبع الشريعة الإسلامية هل تصلح لذلك ؟ في بلدي التي نشأت فيها أرض إبراهيم وموسي والمسيح لم تتمتع بسلام حقيقي. وإنني أؤكد لك أنه حتي لو طرد عرفات من الضفة الغربية وقامت حكومة إسلامية سيظل السلام هدفهم الأول. إنني أفضل أن أعيش مع اليهود داخل إسرائيل عن أن أعيش في العراق (كردستاني) أو في أفغانستان أو إيران أو السعودية أو ليبيا أو في أي بلد إسلامي آخر. عندما هاجمت روسيا أفغانستان تركها الكثيرون وهاجروا إلي أمريكا أثناء الحرب. وانتهت الحرب بين روسيا والأفغان فلماذا لم يرجعوا إلي بلادهم ثانية ؟ هل تعتقد أن الأفغان الأمريكيين وجدوا حياة أفضل بين الشعب الذي يأكل لحم الخنازير ؟ ليس مهما أن تقيم نظاماً "لحماس" في فلسطين وبذلك سوف يظل سفك الدماء والكراهية ليملأ الأرض والناس مثلما ماحدث في إيران وأفغانستان وكل بلد يريد أن يعيش بالنظام الإسلامي. ربما تعتقد أنني تجاوزت حدودي ولكن المستقبل القريب سوف يضيف إلي ما قلته أدلة جديدة ليثبت هذه النقطة بالذات.

ولهذا فالقول بأن السلام هو للمسلمين فقط هو أمر يناقض المنطق الذي يحاول أن ينشره المسلمين. إنني أطالبك أن تتطلع حولك وتري ما يدور. إنني لا أطالبك بأن تشك في إيمانك أو أن تؤمن بإيماني أنا وانت مغمض العينين ولكني أسألك أن تثبت قوة الأساس الذي تقف عليه : هل هو أرض صلبة أم رمال واهية ؟

الإسلام والثأر

في عام 1969 أظهرت الإحصائيات في مصر أن 1070 حادثة قتل حدثت. 20% منها ارتكبت بدافع الشرف للعائلة، 30% نسبت إلي رغبات غامضة للقتل، 50% للثأر. ويقول مثل عربي "يأخذ العربي بثأره حتي ولو بعد 40 عاماً" إنها عادة عربية قديمة موجودة في القرآن "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم" (البقرة 193) "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالإذن ..." (المائدة 44)

هل تستمع إلي محطة إذاعة خاطئة ؟

إن الحق هام للغاية حتي أنه أصبح مسألة حياة أو موت أبدي. بعد ما خسرنا حرب الأيام الستة علي إسرائيل كان الأمر بالنسبة لوالدي في أريحا كما لو كانت أسوار أريحا قد وقعت عليه وذلك لأنه طوال الحرب كان يستمع للإذاعة الأردنية والمصرية وأعتقد أن العرب قد كسبوا الحرب ولكنه كان يستمع إلي الإذاعة الخاطئة. من المهم أن نتأكد من مصدر الإرسال الإذاعي وأن تعرف أنهم يعلنون حقيقة النصر الآتي قريباً وبدلا من ذلك آمن والدي بأن العرب قد انتصروا وأن ما تقوله إسرائيل هو مجرد شائعات ودعاية. إن الاستماع للمحطات الخاطئة أمر مأساوي. وكم يكون الأمر في غاية الأهمية إذا كان يختص بالمصير الأبدي.

الحرب الحقيقية

منذ بداية المسيحية وانتشار الأخبار السارة إندلعت الحرب الروحية وبدأت الهجمات الشيطانية لكل من يؤمن بالديانات التي وضعها الإنسان ولم تتوقف الإتهامات والرسائل الزائفة ضد الكتاب المقدس. إن الحرب الحقيقية ليست من أجل الأرض أو المكاسب السياسية التي يحوز عليها الإنسان بل من أجل نفوس الرجال والنساء. ولن يتحقق السلام حتي نكسب تلك المعركة. الكتاب المقدس بجانب الله وكل ديانات العالم الشيطانية من الجانب الآخر تحارب لكي تربح نفس الإنسان.

ومن ناحية يحاول الشيطان إقناع الإنسان بالطريقة الزائفة للخلاص بالأعمال وهذا واضح في كل الديانات الزائفة. والله من الناحية الأخري قدم أسلوبه للخلاص بعمل الله في المسيح. ومنذ ذلك الوقت بدأت الديانات الشيطانية حربها ضد الكتاب المقدس وكذلك الكتاب المقدس ضد كل هذه الديانات الشيطانية. وليس الأمر مصادفة أن كل الديانات بعد المسيحية تسئ استعمال واقتباس الكتاب المقدس.

وكل هذه الديانات تقدم طريقة جديدة للخلاص بالأعمال. الإسلام والبهائية والمورمون وشهود يهوه، والعلم المسيحي، والماسونية الحرة، من يونخ مون، واللاهوت المزدهر، الكاثوليكية الرومانية، والشيطانية وحركة العصر الجديد كل هذه تؤمن بالمسيح بصورة أو بأخري. ورغم هذا فكل منها تعلم برسالة خلاص تختلف عن تلك التي أعطاها المسيح والتي لا تعطي خلاصا علي الإطلاق. وكل هذه الديانات تنتقد ما تقوله المسيحية عن دم المسيح للتوبة وتقف المسيحية بمفردها ضد كل هذه الديانات.

وهذه الحرب "الكل ضد المسيحية والمسيحية ضد الكل" لم تبدأ مصادفة. لقد بدأ الشيطان الحرب ضد الله لكي يحكم العالم ولم يتوقف عن تعريف اللاهوت الزائف للإنسان لماذا نتساءل : لماذا لدينا ديانات عديدة ؟ وهذه هي المعركة الحقيقية.

الإسلام والمرمونية (طريقة الوحي)

من الأمور المشوقة أن نجد تشابها بين بعض هذه الديانات. فهناك نوع من التشابه بين الإسلام والمرمونية :

الإسلام : بسبب شعوره بعدم الرضا بالعالم المملوء بالمعتقدات والشرور المختلفة ذهب محمد للتأمل في "دار حراء" وهو كهف بالقرب من مكة بحثا عن إرادة الله حيث رأي ملاك نور "جبرائيل" ويقول التقليد الإسلامي أن اضطرابه أخذ صورة الرؤيا. وأمره "الوحي" أو الملاك بأن "يقوم ويبشر". وقد علمه الملاك أن المسيحيين واليهود في عصره مخطئون ولهذا جاء الإسلام.

المرمونية : سجل جوزيف سميث في شهادة أنه كان غير راض عن معتقدات العالم المختلفة وحضر بانتظام وبمفرده مكانا معيناً وبدأ يعرض رغباته علي الله وفي الحال لبسته قوة ورأي ملاك نور "مرموني" الذي قال له إن كل المعتقدات الحالية خاطئة ولهذا فأعطاه الملاك المبادئ المرمونية لنشرها.

الإسلام : تلقي محمد الرؤيا التي كان مصدرها ألواح من الحجر في السماء. وكتب القرآن الذي أبطل كل كتب الله الموحي بها سابقا.

المرمونية : حصل جوزيف سميث علي رؤيته من ألواح من معادن مختلفة سلمها له "ملاك نور" وكتب "كتاب المورمون" الذي أبطل كل كتب الله الموحي بها سابقاً

الإسلام : حولت الديانة الإسلامية المدينة المقدسة من القدس إلي مكة وبها الكعبة كأقدس مكان.

المرمونية : غير جوزيف سميث مجئ المسيح من أورشليم إلي ميسوري وجعل المركز الرئيسي للمورمون "مدينة البحيرة المالحة".

الإسلام : في القرآن تغيرت القصص الكتابية الرئيسية لكي تجعل بلد أنبيائهم هي اختيار الله لرسالته. قالوا إن إبراهيم كان يعيش في مكة وبني الكعبة مع ابنه إسماعيل. وأن العرب الذين هم سلالة إسماعيل اختارهم الله لكي يعلنوا الحق للعالم المفقود. وأصبح شعب النبي محمد ولغتهم ومدينتهم أمراً مهماً وأختيرت اللغة العربية لكي تكون اللغة السماوية للقرآن مبطلة بذلك الكتاب المقدس. وأصبح المسلمون الآن هم أداة الله لتوصيل الحق إلي العالم.

المورمون : يقول جوزيف سميث في "كتاب المورمون" إن قبائل إسرائيل انتقلت إلي أمريكا. وسيأتي المسيح إلي ميسوري في مجيئه الثاني. وأن كتاب المورمون هو شهادة إضافية للكتاب المقدس. وهو يبطل الكتاب المقدس الذي حرف. إن اتباع مذهب المورمون هم الشعب المختار الذي اختاره الله لتوصيل الحق إلي العالم.

الإسلام : للقرآن خلاف رئيسي مع الإيمان اليهودي المسيحي. ويدور هذا الخلاف حول نبوة محمد ورؤياه الجديدة. ويقول إن المسيحية الحقيقية فقدت ومسيحو اليوم هم كفار أو غير مؤمنين. واتهم محمد اليهود والمسيحيين بتحوير كلمة الله وهذا قادهم إلي الضلال.

المورمونية : الخلاف الرئيسي لجوزيف سميث مع اليهودية والمسيحية يدور حول نبوة سميث ورؤياه الجديدة. وإن كل المسيحيين اليوم ممقوتين ومملوئين بالأخطاء.

الإسلام : تلقي محمد الوحي من جبريل لكي يأخذ زوجة ابنة بالتبني "زايد". لقد وافق علي تعدد الزوجات وتزوج بالعديد من النساء : خديجة، سودا، عيشة، حفصة، زينب بنت محش، حوارية، أم حبيبة، صافية، ميمونة بنت الحارث، فاطيما، هند، أسماء، زينب الخزيمية، هبلة، أسماء بنت مؤمن، ماريا القبطية، أم شارق، ميمونة، زينب (رقم 3) حوله. وقد سمح الإسلام للمسلم بأن يتزوج أربعة نساء. أما النبي نفسه فكان له امتياز الزواج بأكثر من أربعة.

المورمونية : تلقي جوزيف سميث الوحي من ملاك النور "المورموني" عندما كانت له الرغبة في أن يأخذ إمرأة شخص آخر. وهو أيضاً مارس تعدد الزوجات : لويزا بيمن، فاني الجار، لوسيندا هاربس، زينا هنتجثون، بريسندا هنتتجتون، اليزاروكس سنو، ساره آن وثني، دسديمونا فولمر، هيلين ماركيمبول، اليزابارتريدج، إيميلي بارتريدج، وآخرين. ويمكن للمورموني بأن يتزوج بأكثر من زوجة.

وبالرغم من وجود الكثير من الخلافات بين الديانتين فإن أوجه التشابه تثير تساؤلاتنا. هل يمكن أن يكون الوحي من مصدر واحد ؟ فكل من القرآن وكتاب المورمون يؤمنوا بالكتاب المقدس ورغم هذا فإن الدراسة الدقيقة لكلا الكتابين تكشف أنهما يرفضان التعاليم الأساسية للكتاب المقدس.

إنجيل آخر

تصيبني الحيره دائماً عندما يقول المسلمون أنه في يوم الحساب سوف يتوسط النبي محمد ليفدي كل المسلمين. وسوف يكون هو الوسيط لشعبه. لقد قال المسيح أنه هو "المخلص والفادي الوحيد" لكل العالم فمن نصدق وأيهما الكاذب. أنا أعلم أنها كلمة قاسية ولكنني لا أستطيع أن أجد كلمة أسهل من ذلك وأظل أميناً لقصتي. إما المسيح أو محمد هو الوسيط والمخلص للبشرية. إما الكتاب المقدس أو القرآن هو الصحيح. أحدهما هو ذهب نقي خالص والآخر مزيف ولكن أيهما ...؟ ولكي أتخذ القرار الصحيح والحق بقيت ليال عديدة ساهراً لأقارن بين الإثنين وصليت "يا الله، أنت خالق السماء والأرض، إله إبراهيم وموسي ويعقوب أنت البداية والنهاية أنت الحق وحدك وأوحيت بكتابك الذي هو كلمتك. إنني أعاني بحثاً عن الحقيقة وأود أن أصنع إرادتك في حياتي وأشتاق لحبك. في إسمك أيها الحق أطلب. آمين".

في الحقيقة اعتقدت بعد صلاتي أن الله سوف يقودني إلي القرآن وسأجد فيه كل الإجابات والأدلة علي ما صادفني في بحثي عن الحقيقة. كان علي أن أتخلي عن كبريائي وأتعامل بذهن مفتوح. كنت أريد الذهب الخالص والحقيقي ولن أقبل التقليد والمزيف. وبحثت بعمق وبعيداً عن السطح للديانات العالمية البلاستيكية. وألقيت جانباً كبريائي الإجتماعي والأسري. وكبريائي الديني وفتحت ذهني لما هو حق. وقرأت ما جاء في (غلاطية 1 : 8) "ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيماً" وأمضيت وقتاً صعباً مع هذه الآية التي تعلن بوضوح أن أي كتاب آخر غير الكتاب المقدس هو من الشيطان.

ما هو الإنجيل

إن الإنجيل يعني "الأخبار السارة" رسالة جاء بها المسيح ليدفع ثمن الخطية بموته علي الصليب. لقد صار الذبيحة التي قدمت من أجلنا. والذبيحة في العربية تعني "فدية" ويرفض المسلمون فكرة أن يفتدي شخص ما شخصاً آخر.

إنه أمر غير معقول ولا منطقي أن يموت شخص ما نيابة عن آخر. كل واحد يجب أن يدفع الثمن بالأعمال الحسنة. ورغم هذا فكل المسلمين يقبلون حقيقة الذي ينتحر بالمتفجرات ويسمونه فدائي وشهيد من أجل القضية الفلسطينية. ألا تعني كلمة فدائي أن "تضحي بحياتك من أجل قضية ما". إذاً لماذا يصعب قبول فكرة موت المسيح كفدائي عنا ؟ لقد قرأت الكتاب من اوله إلي آخره وكله يتحدث عن المسيح ومجيئه وموته من أجلنا ومجيئه الثاني. أرجوك أن تقرأ الكتاب ببطئ وعناية فهو لن يسمح برسالة أو كتاب أو رؤية أخري. إنه يختم الكتاب بالمسيح الذي أنهي خطة الله التي كتبها سابقاً.

ما معني كتبها سابقاً ؟

1 -  الله كتب الخطة كاملة من البداية.

2 -  أعلن الله خطته للإنسان في العهد القديم قبل حدوثها.

3 -  نفذ خطة فداء الإنسان والله وحده بعمله المعجزي يستطيع أن يخطط وينفذ.

4 -  أكمل العهد الجديد (الإنجيل) ليثبت ما جاء في العهد القديم. وأعلن أن العهد الجديد فقط هو الرؤية والوحي الأخير للإنسان. وفي السطور الأخيرة للكتاب المقدس يمكننا أن نقرأ ما يلي :

"لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد علي هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب" (رؤيا 22 : 18) وفي رسالة يهوذا آية 3 "... الإيمان المسلم مرة للقديسين". هل فهمت هذا "مسلم مرة". إنها حياتك إما السماء أو الجحيم.

وفاة محمد

هناك خلاف بين المسلمين علي سبب وفاة محمد. يدعي الكثيرون أن "الحمي -  الطاعون" هي سبب الوفاه. وإحدي اللعنات المكتوبة في الكتاب المقدس والتي يصاب بها كل من يضيف شيئاً علي كلمة الله هي إصابته بالطاعون. ويتأكد هذا في (رؤيا 22: 18). وكلمة قرآن تعني رؤيا وهي اسم آخر سفر في الكتاب المقدس الذي وجد فيه هذا الوعد. وفي القاموس المورد (إنجليزي -  عربي) تترجم كلمة طاعون بمعني "لعنة من إله الكتاب". وأعراض المرض التي يصفها التاريخ عن محمد تشابه أعراض مرض الطاعون. حتي وإن كان هذا غير صحيح فيمكننا أن نقارن بين الفرق في وفاة محمد وموت المسيح النيابي عن خطايانا.

لم يستطع القرآن أن يتنبأ بموت محمد (فإن مات أو قتل) فكأن الأمر لم يقرره الله. ولكن الله في الكتاب المقدس تنبأ عن وفاة المسيح منذ البداية (آلاف السنين قبل مجيئه).

حمل الله

عزيزي المسلم : عبر الكتاب المقدس كله يرمز للمسيح بالحمل ودعي "حمل الله". وفي العهد القديم كان يرمز خروف الفصح إلي موت المسيح. وعندما يبني أي مسلم مقيم في إسرائيل بيتاً يذبح خروفاً ويضعه في الأساس ويرش دمه علي العتبة وهو لا يعلم المعني الحقيقي لهذا. وكذلك كل المسلمين في العالم يذبحون خروفاً في كل عام في يوم يسمونه يوم التوبة أو التضحية (عيد الأضحي).

وفي سفر الخروج (12: 7) طلب الله من موسي أن يذبح حملاً ويرش دمه علي العتبة العليا والقائمتين لكي يمنع ملاك الموت من الدخول. ولكن عندما جاء المسيح ومات علي الصليب فقد أوقف الموت الأبدي. ومعني وضع الدم علي الباب هو أن الدخول إلي بيت الآب هو عبر دم الحمل. عندما لم يضع المصريين الدم علي منازلهم قتل الملاك كل بكر في المنزل ودعي هذا اليوم بعيد الفصح. وفي نفس هذا اليوم صلب المسيح وكان هو خروف الفصح. وطلب الله من الإسرائيليين في نفس هذا اليوم أن يأكلوا خبزاً بلا خمير لأن الخميرة في الكتاب ترمز للخطية وكان يسوع بلا خطية. وكانت تصنع علي الخبز ثقوب وعلامات محروقة رمزاً لجروح وآلام المسيح من أجل خطايانا أنها علامات وجروح المسامير والطعنة والضرب والجلد. وكان عليه أن يتحمل كل هذا من أجلنا (أشعياء 53) كتب أشعياء عن آلام المسيح وموته منذ مئات السنين قبل مجئ المسيح "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29 + لوقا 6: 48).

كما أن الخبز الذي بلا خمير المذكور في العهد القديم يرمز لمجئ المسيا. وكلمة "خبز" أطلقت علي بيت لحم والتي تعني "بيت اللحم" أو "بيت الخبز" لأن كلمة "لبش" العبرية تعني الاثنين. وقد سميت هذه المدينة بهذا الاسم مئات السنين قبل مجئ المسيح. لماذا ؟

قال المسيح إنه خبز الحياه وفي العشاء الأخير أكل الخبز مع تلاميذه قائلاً "هذا هو جسدي" وشرب الخمر الذي يرمز إلي دمه المسفوك علي الصليب. هذا هو عهد الحق والإيمان وبقبول موته نيابة عنا ننال حياة أبدية. إنه هو الخبز الوحيد للحياة الأبدية دعه يدخل لحياتك وستنال الحياة الأبدية بحسب وعده. وأرجو ألا تعلق كثيراً علي موضوع شرب الخمر فأنا أعلم أن الإسلام يمنع شرب الخمر ولكن الخمر ليس هو المشكلة ولكن إساءة إستخدامه. فأنت تشرب دواء للكحة لعلاج البرد وهو يشتمل علي جزء من الكحول للعلاج. كما أن النبيذ في الكتاب يذكر لوصف العنب المعصور الطازج.

ربما لا يقبل البعض موت المسيح (حمل الله -  القربان) ولا يعتقدون أنه يستطيع أن يمنح الحياة الأبدية ويغفر الخطايا ولكن كل إنسان في العالم يقبل ذبح الحيوانات البريئة والنباتات لكي يبقوا حياتهم كبشر. وإذا ذهبت إلي مطعم ماكدونالد وأكلت ساندويتش لحم ضخم فإنك تقبل فكرة أن حيواناً بريئاً مات لكي تأكله أنت لتظل حياً وقد سمح الله بذلك وكل من يرفضه سيموت جوعاً.

إن كل شئ تراه في الطبيعة يتحدث عن رسالة الكتاب المقدس إنه منطقي فقط لأننا فيه نري منطق الله. طريقة الله وليست طريقتنا نحن ولهذا يصلي المسيحيين قائلين "لتكن مشيئتك" والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نعرف إرادة الله وكيف نتأكد من خطة الله الحقيقية لنوال الحياة الأبدية ؟ ومن الأمور المنطقية التي تعرفها أن إقامتنا في الأرض المقدسة أنه يجب علي الشخص الذي يريد أن يبني بيتاً أن يحفر حتي يصل إلي الأرض الصلبة. فالرجل العاقل يبني بيته علي الصخر ليضمن ثباته 100%. والكتاب المقدس يرمز للمسيح علي أنه الصخرة كما أنه حمل اللهز

إن ذبيحة الخطية التي طلبها الرب من بني إسرائيل ليقدموها كذبيحة محرقة ليذكرهم ليل نهار "بذبيحته العظمي" و"تقدمته العظيمة" ونقرأ ما يلي في مزمور (40: 6 -  8) "بذبيحة وتقدمة لم تسر. أذني فتحت. محرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذ قلت هاأنذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني. أن أفعل مشيئتك ياإلهي سررت وشريعتك في وسط أحشائي". وتحقق كل ذلك في المسيح وتأكد في الرسالة إلي العبرانيين (10: 5 -  7) "لذلك عند دخوله إلي العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسداً. بمحرقات وذبائح للخطية لم تسر. ثم قلت هنذا أجئ في درج الكتاب مكتوب عني لأفعل مشيئتك ياالله". وكان من عادات العهد القديم أنه إذا أراد العبد العبراني أن يخدم سيده طوال حياته فكانت تثقب أذنه "أذني فتحت" وهي رمز للمسيح الذي طعن من أجل خطايانا مرة وإلي الأبد (عدد 10).

إن الحج إلي مكه لا يمكن أن يمحو خطاياك. والدوران حول حجراً أسود سبع مرات هو بلا جدوي ولا يمكن مقارنته بما عمله الله للإنسان. ولا حتي إلقاء الحجارة علي الشيطان أثناء الحج يمحو خطاياك. ولا إرتداءك الملابس البيضاء يمكن أن يمنحك الطهارة والبر. إنه فقط ذبيحة المسيح التي يمكن أن تطهرك من خطاياك.

السؤال الخاص بالخطية

صديقي المسلم أتمني لك السلام ليس فقط للمسلمين بل للجميع. وكما تعلم أنه لا يمكن الحصول علي السلام إلي أن يأتي أمير السلام (المسيح) وهذا ما يعلمه الكتاب المقدس. كما أن نبي الإسلام يؤكد قول الكتاب عندما يقول "لن تأت الساعة حتي يأتي المسيح ليحكم بالعدل. ويؤكد النبي علي طهارة المسيح وأنه بلا خطية" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" وكلمة "كل" تعني الجميع أي كل من ولد علي وجه الأرض وابن آدم.

إذاً كيف أن يكون المسيح ابن آدم وهو بلا خطية ؟ وإن لم يكن ابن آدم. ابن من هو ؟ نحن نعلم أنه ابن مريم جسدياً ولكن ليس له أب أرضي. من هو أبوه الروحي ولماذا ولد من عذراء كما تنبأ بذلك أشعياء وولد في بيت لحم كما تنبأ ميخا وسوف يطعن في جنبه وقدميه ويديه كما تنبأ بذلك داود.

إنني أقترح عليك أن تقرأ ما كتبه الأنبياء عنه. ويذكر القرآن 25 نبياً فقط بمعلومات مختصرة عما قالوه. لماذا لا تقرأ ذلك وتحكم بنفسك ؟ ومنذ بداية سقوط آدم أعطي الله نبوة عن مجئ الفادي وقد كانت دليلاً علي الرؤيا المستقبلية. ومن بإمكانه أن يعرف المستقبل إلا الذي صنعه ؟ وبدأت النبوة المسيانية في سفر التكوين فور سقوط آدم في جنة عدن وبدأت آمال الخلاص من سفر التكوين.

وكل ما أعلن في البداية هو أن المسيح سيولد كطفل من إمرأة لأن الخطية سرت في دم آدم ونسله "هو يسحق رأسه وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 3: 15). وتحددت المنطقة تدريجياً. سيجئ المسيح من عائلة سام (تكوين 9: 26) ومن عائلة إبراهيم (تكوين 12: 4) وإسحق (تكوين 22: 18) ويعقوب (تكوين 28ك 14) ويهوذا (تكوين 49: 10) "يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون" (تثنية 18: 15) وتنبأ ناثان النبي في (2صموئيل 7: 16) "ويأمن بيتك ومملكتك إلي الأبد أمامك. كرسيك يكون ثابتاً إلي الأبد". ثم تأكد هذا من داود النبي بما جاء في المزامير المسيانية. ثم بعد ذلك جاء يوحنا المعمدان ليعلن عن مجيئه. هل بعد هذا يجب أن نتساءل لماذا ؟ ولماذا يضطر الله أن يفعل كل هذا ؟ ولكن الإجابة سهلة للغاية فذلك لكي يخلصنا من خطية آدم الذي سقط فيها منذ البداية إلي أن يأتي ثانية ليدين العالم وهذه هي القصة الكاملة للكتاب المقدس وإسرائيل وكل الأنبياء. وكان المسيح هو آخر رسول إلي البشرية إذ لم يكن هناك حاجة إلي آخر بعده لكي يقوم بأي عمل إضافي آخر لأن الله أكمل خطة الفداء. وكل ما ننتظره هو مجيئه ثانية لكي يضع نهاية لتلك القصة لأن التاريخ هو قصته.

قد لا يكون عدلاً في نظر الإنسان أن يعاقب الله أولاد آدم لما فعله آدم أو أن نرث نحن خطيته ولكننا في ذات الوقت نقبل الحقيقة التي تقول أنه إذا أصيب إنسان بمرض جنسي فسينقله إلي زوجته وبالتالي لأولاده رغم أنه لم يكن خطأ زوجته ولا أولاده. كما أننا نقبل فكرة أنه لا يمكننا أن نظل أحياء ما لم نضحي بالحيوان والنبات لنأكل ثلاثة وجبات كل يوم. لماذا إذاً يقاوم الإنسان المسيح الذي مات من أجلنا ليمنحنا حياة أبدية إذا قبلناه ؟

وباختصار فإن السبب لمجئ كل الأنبياء وكل الرؤيا هي أن تخبرنا بأهم زيارة في تاريخنا البشري ألا وهي : مجئ المسيا لحل مشكلة الخطية وتدبير خلاصنا للأبد ودعي هذا المسيا "إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أشعياء 9: 6). لقد كان سقوط آدم هو مشكلة البشرية وكان الخلاص هو الحل. كيف يمكن للإنسان أن يتخلص من الخطية ؟ قد تقول عن طريق الصلاة والصوم. ولكن الكتاب يقول لك "لا" هذا خطأ. كيف يمكن لإمرأة فقدت عذريتها بسبب الخطية تستردها مرة أخري ؟ إن هذا أمر مستحيل ما لم تحدث معجزة والمعجزات لا يجريها إلا الله وحده.

الله وحده هو الذي يستطيع أن يحل مشكلة الخطية وليس الإنسان. أما الأعمال الصالحة للإنسان فستكون نتيجة لمحبتنا لله وليس فقط مجرد الشعور بالواجب نحو الله. إن كل المتشككين اليوم يقولون " لم يقل يسوع أنه الله. لم يقل أبداً أنا الله فاعبدوني". وكل الديانات غير المسيحية توافق علي هذا. إن كل ديانات العالم ضد المسيحية. والمسيحية ضد كل الديانات.

قبل أن يفكر الناس في رجم المسيح قال للرجل الأعرج "مغفورة لك خطاياك ولكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطان علي الأرض ليغفر الخطايا. أقول لك : قم احمل سريرك وامشي فقام ومشي أمام الجميع الذين اندهشوا مما حدث. قد يقول أحدهم إن الشفاء وغفران الخطايا هو من عمل الله وحده. ليس هناك تفسيراً آخر غير أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد يسوع المسيح هو المخلص وهو وحده الذي يستطيع أن يغفر خطايانا لأنه صلب علي الصليب ودفع ثمن خطايانا. دفن وقام في اليوم الثالث وهو الآن قائم عن يمين الآب من أجلنا.

لقد قام يسوع بالعمل كله وهو الذي يستطيع أن يغير حياتك ويسكن فيك بالروح القدس. هكذا بدأت الكنيسة وانتشرت عبر العالم واستمرت حتي هذا اليوم ومازلنا نحن نقوم. بنفس الرسالة. إنني أتساءل ما إذا كنت تعلم أن يسوع مازال حياً حتي الآن وما إذا كنت طلبت منه أن يغفر خطاياك ؟ إذا كنت لم تطلب ذلك حتي الآن لماذا لا تفعل ذلك الآن ؟ أطلب منه لأن يأتي ويغير حياتك لتصبح مسيحياً حقيقياً. وفي اللحظة التي تطلب فيها ذلك بالإيمان هو يعدك بالخلاص. أما إذا رفضت ذلك فسوف تذهب إلي الجحيم. إن الكتاب المقدس وحده هو الذي يوضح لنا طريق الله الضيق "أدخلوا من الباب الضيق لأنه ما أوسع الباب وما أسهل الطريق المؤدي للهلاك وكثيرون هم الذين يدخلونه. وما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي للحياة الأبدية وقليلون هم الذين يجدونه" أي باب ستدخله ؟ (متي 7: 13 -  14).

قوة الإعتماد علي الكتاب المقدس

إن قراءة الكتاب المقدس زرعت داخلي بذور الشك. وكنت أعتقد أن الشك يحدث في حالة ضعف الإيمان. ولكن عندما بدأت أفهم الكتاب تعلمت أن الشك هو الطريق إلي الحقيقة وبذلك فهمت الله بطريقة تختلف عما تعلمته في السابق. إنه يريد أن يؤكد لنا ما تعلمته بتزويدنا بمعلومات أكثر لا يتسرب الشك إليها لأنه يسكن فينا بالروح القدس. وعندما بدأت دراسة الكتاب المقدس بدأ الصراع وأصبت بالحيرة إذ كيف يمكن أن أشك في أن الكتاب قد حرفه اليهود وأنا نشأت في الأرض المقدسة التي بها الكثير من الأدلة الأثرية التي تؤكد كل ما جاء في الكتاب المقدس. لقد اكتشف أحد المسلمين سفر أشعياء في كهوف قمران بجوار بلدي التي تربيت فيها. واسم الراعي الذي اكتشف السفر هو محمد ديب. وجده عندما كان يبحث علي خروف ضال في أعالي كهوف وادي قمران بالقرب من البحر الميت. وقادهم هذا الكشف من وجود باقي أسفار العهد القديم ماعدا سفر أستير. وقد قمت برحلات عديدة إلي متاحف إسرائيل وأحببت الآثار وتعلقت بها. وفي كثير من مناقشاتي مع والدتي في الماضي كنت أؤكد لها أن اليهود (قاتلي الأنبياء) والمسيحيين (آكلي الخنازير) حرفوا الكتاب المقدس وكانت تجيب علي ذلك بأن تأخذني إلي متحف الوثائق في القدس ورأيت سفر أشعياء ولم يكن فيه أي تزوير عما هو بأيدينا الآن. ولم يظهر المسلمون المحليون ولا السكان العرب أي نوع من الاهتمام بمثل هذه الوثائق لأن القشور قد أعمت عيونهم عن أن يبصروا ذلك. وأنا في البداية رفضت كل هذا رغم الأدلة الواضحة ولكن لماذا ؟ إن كبريائي كمسلم واعتمادي علي البراهين الواهية منعتني من التفكير في صحة هذه الوثائق. ولكن الرب شملني برحمته وبدأت أدرس وأقرأ وتأكدت أن المشكلة ليست في الحاجة إلي دليل ولكن كبريائي كمسلم والعمي الروحي الذي كان يسود علي حياتي ولكن عندما تحدث المعجزة تنزع القشور من علي العينين والقلب ويحدث التغيير ويتطهر المجري من كل الصخور والعوائق وتزرع البذار الجيدة علي أرض خصبة.

يتكون الكتاب المقدس من 66 سفراً كتبها أربعون نبياً بثلاثة لغات مختلفة في ثلاثة قارات وفي فترة 1500 سنة. هل بإمكان أي أحد أن يختار كتاباً بهذه المواصفات ويجد من وحدة بين أسفاره في الموضوع والغرض والتناسق ؟ في (2 يتموثاوس 3: 16) نقرأ هذه الآية "كل الكتاب هو موحي به من الله" وكلمة كل كبيرة وواضحة. وفي (2 بطرس 1: 20 -  21) "عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس "وقال المسيح "يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ثم يأتي المنتهي" (متي 24: 14) واليوم نشر الكتاب وترجم إلي أكثر من 1800 لغة وقرأه أناس أكثر من أي كتاب آخر في التاريخ. وفي الكتاب نقرأ عن خطة الله لخليقته وإرادته لحياتنا. وحقق الله وعوده في كل نبوة حزفياً. وكل المدن التي أكتشفت اليوم تثبت من الناحية الجغرافية والتاريخية والعلمية صحة كل ما جاء عنها في الكتاب المقدس. ولتأخذ أي كتاب مقدس وقارن ما جاء فيه بما جاء في الكتاب المقدس وستجد فرقاً كبيراً وهذا ما فعلته قبل مجيئ للرب. فكتاب المورمون مثلاً يقول أن الهنود الأمريكيين كانوا في الأصل يهوداً جاءوا من إسرائيل بقوارب بدائية وبه أسماء لمدن وقبائل لم نسمع عنها من قبل. والتحدي هو أن تجد خريطة لأي شئ ذكر في كتاب المورمون. وقد قام المتحف الخاص بالمورمون بواشنطن ومتحف التاريخ الطبيعي نشروا سبع صفحات كوثائق مخادعة عن كتاب المورمون. وهي تدحض أية إدعاءات تاريخية أو أثرية أو علمية لكتاب المورمون. ولكن من الجانب الآخر كان الكتاب المقدس أكثر الكتب دقة في التاريخ ويشهد بذلك أفضل الأثريين والمؤرخين والعلماء. كل موقع كتابي ذكر موجود فعلاً. ولنأخذ الحثيين مثلا فقد أنكر وجودهم واعتقدوا أنها قصة خيالية. ولكن إبراهيم يذكرهم في سفر التكوين 49. وفي عام 1960 في شمال شرق تركيا وجد أكبر أثر تاريخي في القرن وهو 3500 لوحة حتي أن كل الكتب التي اتهمت الكتاب المقدس بما كتبه عن الحيثيين واعتبرته قصة خيالية. سحبت كل هذه الكتب من المكتبات ومحلات بيع الكتب. فقد كانت إمبراطورية الحيثيين من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ ورغم هذا فلا يعرف الكثيرين عنها شيئاً اليوم. كان بإمكانهم أن يتجنبوا كل هذا الارتباك لو كانوا قد وثقوا في الكتاب المقدس. ويمكننا أن نكتب المجلدات عن الإكتشافات الأثرية الحديثة الخاصة بما كتبه الكتاب المقدس وسنجد أنها دقيقة 100%

لقد أنكرت الكثير من القصص والشخصيات المكتوبة في الكتاب المقدس لمئات السنوات إلي أن وجدت آثار هامة أثبتت دقة الكتاب المقدس. والشخصيات الكتابية التي أنكروها لمئات السنين مثل نبوخذنصر، بيلشاصر، داريوس والملك داود يمكن تأكيدها بالدراسة الأثرية العلمية بنسبة 100%. لقد اعتبر الملك داود كأسطورة في الكثير من الجامعات. وفي عام 1993 وجد رجال الأثار لوحاً حجرياً في "تل دان" في إسرائيل يشير بكل وضوح إلي بيت داود وتعرفه علي أنه ملك إسرائيل. وهذه هي أول مخطوطة خارج الكتاب المقدس يرجع تاريخها إلي القرن الثامن ق. م. وكذلك ملك آخر لإسرائيل يدعي عمري وجد مسجلاً علي عمود حجري مشهور للملك ميشا ملك موآب والذي اشتمل أيضاً علي أسماء ثلاث ملوك أشوريين : تجلاث بيلس الثالث وساراجون الثاني وشلمناصر الثالث. كما أن وثائق أشورية وجدت في نينوي في العراق تؤكد وجود الملوك آخاب،                                                                         ،أخزيا، يوشيا، آحاز، حزقيا، منسي ويهوياقين وهوشع. وبمثل هذا الدليل القوي لا يمكن لعالم أمين أن ينكر تارخ الكتاب المقدس. كما أن المسلة السوداء المشهورة في آثار نمرود تؤكد ما قاله الكتاب المقدس عن شلمناصر الثاني ملك آشور الذي انتصر علي ياهو ملك إسرائيل (841 -  814 ق. م) كما اكتشف حجر آخر في أحد المعابد الفرعونية في طيبة في مصر والذي يذكر شيئاً عن غزو المصريين لإسرائيل مؤكدا وجود إسرائيل في زمن يشوع الذي اتهمه كثير من النقاد علي أنه مجرد قصة أدبية. إن الكتب العديدة التي كتبت لنقد الكتاب المقدس ثبت فشلها ويجب إزالتها من كتب التاريخ. واكتشفت لوحة الصلصال في العراق وتذكر الملك كورش وهو يسمح بتحرير المسبيين (الأسري) ليعودوا إلي وطنهم وهذا يؤكد ما جاء في سفر عزرا (1: 1 -  3). ويمكننا أن نقتبس أمثلة أخري كالتي جاءت في سفر التكوين14 وفيها نقرأ قصة إبراهيم الذي هزم الخمس ملوك من الشرق الذين اتحدوا معاً ضده وهزمهم بجيشه الصغير. وبينما أنكر النقاد هذه التقارير الكتابية التاريخية يقول الدكتور "نيلسن جلوك" وهو من أشهر علماء الآثار في هذا القرن "منذ عدة قرون مضت إزدهرت حضارة عظيمة وحققت إنجازات هائلة بين القرن 21، 19 ق. م إلي أن هوجمت بواسطة ملوك من الشرق وطبقاً لما جاء في الكتاب والذي أثبتته الأدلة الأثرية فقد دمروا المدن والقري في نهاية تلك الفترة من زمن عشتاروث قرنايم في جنوب سوريا وعبر الأردن وحتي قادش برنيع في سيناء (تكوين 14: 1 -  7). ولكي يؤكد دقة الكتاب قال "لم يكن بين الآثار التي أكتشفت ما يناقض ما جاء في الكتاب المقدس. كما أن الوصف المذكور في الكتاب قاد إلي اكتشافات مذهلة" (كتاب "أنهار في الصحراء" ص 31 سنة 1959 المؤلف "نلسون جلوك").

إن برج بابل وتشتيت الذين بنوه بعد بلبلة ألسنتهم يمكن إثباته بالعديد من علماء اللغة والأثريين الذين وجدوا بقايا البرج التي يمكن رؤيتها حتي الآن. وقد أعلن الدكتور "ماكس مولر" أن كل اللغاب الإنسانية يمكن معرفة أصولها بالعودة إلي اللغة الوحيد الأصلية والشرقية التي كانت في ذلك الوقت. وحتي السبع سنوات الجوح المذكورة في تكوين 41 عندما كان يوسف في مصر يمكن تأكيدها اليوم لأنها مكتوبة علي لوح رخام وجد في شاطئ بحر في حضرموت باليمن حوالي عام 1800 ق. م. وقد ترجمها إلي العربية البروفسور سكلتنز كما ترجمها القس تشالز فوستر الذي يقول "ثم جاءت سنوات قحط سنة بعد الأخري .." ثم تحدث عن قدرة يوسف في التحكم في توزيع القمح طوال مدة السبع سنوات. وكذلك اعتبرت قصة "أسوار أريحا" كقصة خيالية حتي وجد البروفسور "جون جارستانج" إكتشافات أثرية مذهلة وكتب يقول "لقد تهدمت الأسوار تماماً حتي أن المهاجمين تمكنوا من السير فوقها ودخلوا المدينة" وبينما كل الحفريات تؤكد سقوط الأسوار إلي الداخل عندما يهاجم أي جيش أية مدينة نجد أن أسوار أريحا هي الأسوار الوحيدة التي سقطت إلي خارج المدينة. ويظهر هذا فيما جاء في سفر يشوع (6: 20) " ... فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلي المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة".

تحريف الكتاب المقدس

من الذي قام بالتحريف ؟

لا يوجد في القرآن ما يشير إلي تحريف نصوص الكتاب المقدس. أما الآيات التي يستخدمها المسلمون ليقولوا أن الكتاب المقدس محرف هي مجرد محاولات يستخدمونها للدفاع عن الإسلام. حتي وإن فرضنا جدلاً أن القرآن يتهم الكتاب بالتحريف فإن إثبات ذلك أمر صعب للغاية في ضوء ما وجد من النسخ الأصلية والدلائل الأثرية. وبالرغم من الاتهامات التي يوجهها الناس سواء للقرآن أو للإنجيل فكل يجب أن يثبت ذاته. فلكي يثبت القرآن أن وحي السماء عليه أن يوضع في ضوء الفحص لكي يثبت تاريخياً وأثرياً ونبوياً وعلمياً ونصاً. ونفس الكلام بالنسبة للكتاب المقدس. وهذه الاتهامات يمكن الإجابة عليها بفحص بعض هذه الآيات "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه ومن بعدما عقلوه وهم يعلمون" (البقرة 74).

"من الذين هادوا يحرفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعناليا بأسلنتهم وطعنا في الدين ..." (النساء 45). إنه لأمر شائع عندما نناقش المسلمين في أمر التحريف يبحثون عن كلمة "يحرفونه" ويتجاهلون باقي النص. ومن الحقائق المعروفة اليوم أن الناس تسمع القرآن أو الإنجيل ويغيرون كلماته "ليا بألسنتهم" ولكن لا نقرأ أنهم يغيرون النص ذاته. وقد أساء الكثيرين بتفسيراتهم المختلفة ولكن ظل النص محفوظاً. والتحريف في نصوص الكتاب المقدس يمكن اكتشافه بسهولة لأن الأصول موجودة. والآية السابقة تشير إلي المجادلة التي حدثت بين محمد واليهود في المدينة. فيدعي القرآن أن اليهود حاولوا أن يخبأوا النبوات عن محمد في الكتاب المقدس وقد حرفوها بعدما فهموها. ويتفق المسلمون علي أن التحريف اللفظي بالإضافة أو الحذف أو إحلال كلمات جديدة في القرآن أمر مستحيل. وكذلك فإن التغيير الشفهي بالنطق الخاطئ أو الحذف أثناء قراءة القرآن هو أمر مستحيل. ولا يمكننا أن نجد آيات في القرآن تشير إلي تغيير نصوص الكتاب المقدس. ولو وجدت هذه الآيات لكان العلماء أظهروها. ويمكننا أن نتساءل : لماذا لا توجد أصول للقرآن لمعرفة ما إذا كان قد حرف أم لا ؟ هناك أسباب عديدة لذلك :

1 -  اعتقد محمد أنه ذكر في الكتاب المقدس. إذاً فكيف يستشهد بكتاب محرف بأنه ذكره.

2 -  حاول محمد أن يصل إلي اليهود وبعض الطوائف المسيحية. ومن المستحيل الوصول إلي هؤلاء الناس إذا اتهمهم بتحريف كتابهم.

3 -  من الصعب أن نقول أن كلمة الله تحرف لأن القرآن يشهد أن الله يحفظ كلمته. ولذلك فإن وحدة وطهارة الكتاب المقدس ظاهرة في اللحظة التي نقرأ فيها القرآن باللغة العربية. ولكن لماذا في اللغة العربية فقط ؟ والسبب في ذلك أن المترجمين للقرآن إلي اللغة الإنجليزية واللغات الأخري يهدفون إلي توصيل ما يريدونه إلي الغرب ولكي يتبني الغرب الإسلام يجب أن يعلموهم أن يتركوا كتابهم لأنه محرف (في نظر المسلمين). ولهذا فإن تغيير الكلمات أو تحريف النصوص في القرآن المترجم هو الأسلوب الوحيد. وقد تقول أن مثل هذا الاتهام يتطلب برهانا. ولنأخذ مثلاً ترجمة عبد الله يوسف علي "قالوا يا قومنا إن سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسي مصدقاً لما بين يديه (مؤكداً ما جاء قبله) يهدي إلي الحق وإلي طريق مستقيم". أنظر إلي القول (ما جاء قبله) وفي اللغة العربية لا تعني هذا.

إذا نظرنا إلي الترجمة العربية (ما بين يديه) نجد أنها تحولت في الإنجليزية إلي (ما قبله) ولو أن الترجمة كانت صحيحة فسوف يفهم القارئ أن الكتاب المقدس الذي كان في زمن محمد (ما بين يديه) هو الصحيح والذي يهدي إلي الحق وهذا ما يريد المسلمون أن يتغاضوا عنه لأنهم يعرفون أن الكتاب المقدس الذي كان بين يدي محمد هو نفس الكتاب الذي بين أيدينا اليوم ولكن الكبرياء الإسلامي يجبرهم علي تجاهل هذه الحقائق. والكلمات "ما بين يديه" تغيرت في الإنجليزية (إلي ما قبله) واصفين الكتاب المقدس في زمن غير معروف في الماضي قبل القرآن.

آية أخري لعبد الله يوسف علي "نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل" (آل عمران 2).

اللغة العربية : نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه.

اللغة الإنجليزية : أرسل إليك الكتاب بالحق مؤكداً ما بين يديه.

اللغة العربية : وأنزل التوراة والإنجيل.

اللغة الإنجليزية : وأرسل التوراة والإنجيل.

وهنا يترجم "ما بين يديه" إلي "ما قبله" واصافته إنجيل المسيح وهو الإسم الأصلي للإنجيل الذي فقد ولهذا يضع اسم المسيح بعد كلمة إنجيل. ويدعي المسلمون أن إنجيل متي كتبه متي وإنجيل لوقا كتبه لوقا ويتساءلون ما الذي حدث لإنجيل المسيح ؟ (إقرأ فاطر 30، يونس 36، يوسف 110، المائدة 50).

ومن السهل أن نجيب علي سؤال إنجيل المسيح. إذا كان والدك الذي يعيش في بلد بعيد يكتب إليك لعدة سنوات رسالة بعد الأخري عن مجيئه. وفي يوم ما جاء وطرق الباب. هل يجب عليه أن يحمل معه رسالة لك ؟ كلا فهو بنفسه هو الرسالة. وبعدما يأتي ويزور ثم يعود ثانية لبلده البعيد بإمكانه أن يرسل رسائل يكتب فيها عن زيارته الأولي وأيضاً عن زيارته الثانية في المستقبل.

إن القرآن كان يشير إلي أناجيل متي ومرقس ولوقا ويوحنا. وكان القرآن يتحدث عن الكتاب الموجود في زمن محمد والذي احترمه. ويمكننا أن نسأل : ما هو قصد القرآن عندما أشار إلي الكتاب المقدس في الآيات التالية "يا يحيي (يوحنا المعمدان) خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكمة صبياً" (مريم 11) "ويعلمه (الله) الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" (آل عمران 47) ".. ومريم صدقت بكلمة ربها وكتبه" (التحريم 11). عشرات من الآيات في القرآن تتحدث بكل التقدير عن الكتاب المقدس ولا توجد واحدة منها تتهمه بالتحريف.

هل الغرب يؤيد المسيحي ؟

هل تعتقد أن وسائل الإعلام في الغرب تحب أن تكتب عن المسيح ؟ لماذا كل من عاش في فترة المائة سنة الأولي في زمن المسيح وكتب كتاباً عن تاريخ هذه الفترة (100 عام القرن الأول قبل الميلاد) سواء كان بوذياً أو هندوسياً أو شخص يشك في الدين لابد وأن يحتوي مثل هذا الكتاب شيئاً عن يسوع المسيح. لماذا ؟ لأن يسوع المسيح كان ومازال أعظم شخصية تاريخية جذابة. أما في الغرب فإذا قرأت مجلة "النيوزويك" أو ذهبت إلي الجامعات فماذا تري. يقول البروفسور "آفرم سترول" بجامعة كولومبيا " من المحتمل أن المسيح كان موجوداً. وكتبت عنه الكثير من القصص حتي أنه يصعب علي العلماء أن يجدوا شيئاً عن الشخص الحقيقي وقد كتبت أناجيل متي ومرقس ولوقا ويوحنا بعد فترة طويلة من صلب المسيح ولا تعطينا معلومات تاريخية يمكن الاعتماد عليها. كما أنه يصعب أن تأخذ حقائق تاريخية من القصص ووصف المعجزات التي أجراها المسيح".

إن أناساً مثل أحمد ديدات وآخرين لا يختلفون إطلاقاً عما قاله "آفريم سترول" وهم يستشهدون بهذا الكلام علي "تحريف الكتاب المقدس". إن المسلمين ليسوا هم فقط الذين يتهمون الكتاب بالتحريف. ويجد المسلمين في الغرب الكثير مما يساعدهم علي التفكير في تحريف الكتاب المقدس. هل لأن الغرب يؤمن بالإسلام ؟ أو لأن الغير مسيحي هو ضد المسيحية ؟ إن الأمر كما قلت سابقاً "الكل ضد المسيحية والمسيحية ضد الكل". سوف تتردد هذه العبارة كثيراً في هذا الكتاب وسوف تكون بمثابة دليل قوي مع المسيح في عالم يتسم بالشك.

إن العلماء (مثل معظم الأديان) لا ينكرون أن المسيح عاش علي هذه الأرض ولكن مشكلتهم هي في فترة 200 عام بين المسيح وكتابة المخطوطات. إن البداية "الشفهية" كانت جيدة ولكن بمرور الوقت تحرفت القصة "شفهياً" أيضاً. بعض الناس لم يستمعوا إليها بالطريقة الصحيحة وآخرون أضافوا إليها من عندياتهم أو حذفوا منها ما شاءوا وسلموها لآخرين.

لقد كانوا أمناء ولكنهم سلموا شيئاً لم يحدث فعلاً. وكنتيجة لهذا فإن ما كتب هل هو الحق أم أسطورة أم خرافة أم قصص مؤلفة. هذا ما يقوله علماء اليوم وهذا يسبب لنا ضيقاً شديداً. هل هذا ما حدث حقاً ؟ ويبدأ إنجيل لوقا بالقول "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا" (لوقا 1: 1) التفسير : يعلن لوقا هنا أن الكثيرين كتبوا تقاريراً تاريخية. وبمعني آخر أن هذه التقارير كتبت في زمانه وكانت متداولة عن المسيح. فكيف يقول النقاد إذاً أنها كانت شفهية لمدة 200 عام.

وفي سفر الأعمال الأصحاح الأول يكتب لوقا قائلاً "الكلام الأول أنشأته ياثاؤفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به ..." (أعمال 1: 1) التفسير : ياثاؤفيلس أنا كتبت إنجيل لوقا لأخبركم بالأمور التي حدثت في حياة المسيح والتي آمنا بها ونحن متأكدون تماماً أنها حدثت وقد آمنا بها. في فيلم "التجربة الأخيرة للمسيح" يمكننا أن نري التلاميذ جالسين حول النار وهم يطهون طعاماً يكفي 5000 ولكي يظهروا أن معجزات المسيح غير حقيقية. ويوافق المسلمون مع ما عرضه هذا الفيلم ويصدقون أكبر خداع يحدث في العالم. إنك سوف تقرأ وتري أكاذيب في كل أنحاء العالم تحاول أن تسئ إلي تاريخ المسيح. لماذا ؟ ويسجل التاريخ أنه من الخطر أن يقول أو يدعي شخص ما أنه المسيا. ولكن اليوم يستطيع أي شخص أن يدعي أنه المسيا ويخدع الكثيرين ولن يعاقبه أحد. ومن أعظم الأدلة التي ظهرت في القرن العشرين هي "بردية ريلاند" والتي وجدت فيها حوالي ثمانية آيات من إنجيل يوحنا. وأثبت الكشف الكربوني أنها كتبت في عام 110 ق. م. وقد اهتز لهذا الكشف كل من العلماء المتحررين والمسلمين أيضاً الذين ادعوا لمئات السنين أن إنجيل يوحنا كتب عام 200م في حين أنه نسخ فعلاً في عام 110م. وكل ما كتب عن هذا الموضوع ألغي. لماذا ؟

"جون روبنسون" كاتب حر كتب كتاباً بعنوان "أمين فيما يختص بالله" تحداه زملاؤه لكي يبحث عن تواريخ كتابة العهد الجديد. فأجابهم بكتاب "إعادة تاريخ العهد الجديد". وفي هذا الكتاب كتب إدعائه المدهش أن إنجيل مرقس كتب عا 40م. وكل أسفار العهد الجديد كتبت قبل عام 70م. ورافق معظم العلماء اليوم علي هذا الرأي. لماذا ؟ يجب ألا ننسي أن المسيح مات عام 33م.

"وليم رمزي" عالم الآثار المشهور والذي سافر عبر العالم لكي يدحض الكتاب المقدس وإذ بالأدلة التي توصل إليها والتي تثبت صحة الكتاب تستحوذ عليه وتحوله إلي مسيحي مثلي وأصبحت كتبه من أهم المراجع في تاريخ العهد الجديد.

"أ. ن شيرون هوايت" مؤرخ آخر بجامعة اكسفورد درس كل الأدلة التي تثبت عدم الدقة التاريخية لسفر الأعمال كتب أخيراً ما يلي "أما بخصوص سفر الأعمال فإن تأكيده التاريخي هو أمر رائع وأية محاولة لرفض الأسس التاريخية بتفاصيلها المذكورة فيه سيكون أمراً سخيفاً.

"وليم ف. البرايت" عالم الآثار العالمي والمتخصص في الآثار الكتابية قال "كل سفر في العهد الجديد كتبه يهود معتمدين ما بين 50 : 80 م"

"ف. ف بروس" مؤلف "وثائق العهد الجديد. هل يمكن الاعتماد عليها" كتب يقول "إن الجانب التاريخي للمسيح هو أمر بديهي للمؤرخ المحايد تماماً مثل الجانب التاريخي ليوليوس قيصر !!

وكذلك يجب أن نضع في أذهاننا أن علماء الآثار في الشرق الأوسط لم يعينهم أناس يحبون الله ولكن عينهم أناس لهم رغبة واحدة فقط وهي إبطال ودحض كل ما كتبه الكتاب المقدس ورغم هذا "لم يتمكنوا من إلغاء أو تكذيب أي شئ في الكتاب المقدس" لماذا ؟ ورغم هذا فكما اعتادت بعض الجامعات والعلماء المسلمين أن يعلموا هذا متجاهلين هذه الحقائق. لماذا ؟

الأدلة التاريخية

هاجم الكثير من العلماء عبر التاريخ الكتاب المقدس ورغم هذا فقد ظل وسيبقي أكثر الكتب التي كتبت دقة. والكثيرين من المؤرخين والأصدقاء والأعداء أكدوا كل ما جاء في الكتاب المقدس. خذ مثلاً السامريون الذين يكرهون اليهود والذين أرسلهم الأشوريون إلي إسرائيل حوالي عام 700ق. م. لقد ساروا علي أسفار موسي الخمسة وقبلوهم علي أنهم أسفار حقيقية وحرسوها وحفظوها لآلاف السنين بالرغم من كراهيتهم لليهود. والأسماء التالية هي لكبار المؤرخين الذين أكدوا كل ما جاء في الكتاب المقدس :

"سترابو 54 ق. م" هو عالم وثني في التاريخ والجغرافيا وقد أكد صحة التاريخ اليهودي. وله وثائق في موضوع هروب اليهود من مصر بقيادة موسي وقال "من بين الأمور الكثيرة التي نصدقها مثل الهيكل وسكان أورشليم، التقرير الذي يقول بأن المصريين هم سلالة اليهود الحاليين. كاهن مصري يدعي موسي الذي كان يمتلك جزءاً من مصر هو الوجه البحري لم يرض بالمكان فغادره وجاء إلي يهوذا بجمهور كبير من الشعب ليعبدوا الله" (Straps, Geography, lab xvi,c. 2) "ديورس سيكيلوس عام 80 ق. م" مؤرخ يوناني سجل في كتابه ما يلي "في الأزمنة القديمة حدث وباء في مصر وكثيرين نسبوا هذا الوباء إلي الله الذي أهين معهم لوجود الكثير من الغرباء في الأرض الذين اتبعوا طقوس وفرائض أجنبية في عبادتهم لله. وقال المصريون أنه إن لم يطرد هؤلاء الغرباء خارج مصر لن يشفوا من مرضهم. فأكره هؤلاء الغرباء علي ترك مصر واستقروا في منطقة تدعي الآن بيهوذا التي لا تبعد كثيراً عن مصر ولم تكن مسكونة في تلك الأيام. وقاد موسي هؤلاء المهاجرين وقد كان يفوق الجميع في الحكمة والقوة. وأعطاهم الناموس وأمرهم أن لا يصنعوا صوراً للآلهة لأنه يوجد إله واحد للجميع". Diodros Siculus, Liberacry of History lib1, op, phot.

التاريخ المسيحي

"فلافيوس يوسيفوس سنة 37م" كتب يوسيفوس في أهم السجلات التاريخية علي الإطلاق : "الآثار القديمة لليهود" كتب عن شخص يدعي "ثيوداس" إدعي بأنه المسيا وأن عليه أن يقوم بمعجزة لكي يثبت ذلك. وتقول السجلات أنه "رجم حتي الموت" بعد ذهابه إلي نهر الأردن وصلي هناك لعدة ساعات. وشهد يوسيفوس الأحداث التي أدت إلي الحرب المرعبة مع اليهود والتي انتهت بتدمير أورشليم والهيكل. أما فيما يختص بالمسيح قال يوسيفوس الآتي : "في ذلك الزمان كان هناك شخص يدعي المسيح، رجل حكيم، (إن كان ممكناً أن ندعوه رجلاً) لأنه يقوم بأعمال مدهشة معلم للكثيرين الذين تلقوا تعاليمه بكل السرور. لقد جذب نحوه الكثيرين من اليهود والأمم أيضاً. إنه المسيح وعندما اتهمه بيلاطس، بناء علي اقتراح بعض القادة بيننا، وسلمه للصلب لم يتركه أولئك الذين أحبوه لأنه ظهر لهم حياً ثانية في اليوم الثالث كما تنبأ بذلك الأنبياء وتنبأوا أيضاً بعشرات الآلاف من الأمور المدهشة الخاصة به (بالمسيح) ولم يكن المسيحيين من أتباعه غير ظاهرين في ذلك اليوم (الكتاب 18، 33).

كما وصف يوسيفوس بالتفصيل موت يعقوب ويوحنا المعمدان.

"تاليوس سنة 52 م" كاتب فلسطيني سجل الظلمة المعجزية التي ظهرت علي وجه الأرض في هذا التاريخ. سجل يوليوس أفريكانوس ما يلي : "في كتابه الثالث وضح تاليوس هذه الظلمة التي حدثت يوم صلب المسيح مثل كسوف الشمس الذي يحدث بلا سبب كما يبدو لي" وقد نسأل لماذا يكتب تاليوس أنه بلا سبب ؟ لأن كسوف المجموعة الشمسية لا يمكن أن يحدث في وقت اكتمال القمر يوم صلب المسيح. وطبقاً لما يقوله المسلمون بأن المسيح لم يصلب ولكن مات يهوذا الإسخريوطي بدلاً عنه. لماذا يظلم الله، الذي يحكم الطبيعة، النهار ويصبح كالليل من أجل رجل شرير مثل يهوذا الإسخريوطي ؟ وهذا يؤكد ما قاله الإنجيل "كانت ظلمة علي الأرض كلها إلي الساعة التاسعة" (مرقس 15: 33).

وهناك مراجع تاريخية قديمة أخري تؤكد الظلام الغير عادي الذي حصل يوم صلب المسيح. وحتي المنجمين يؤكدون ما قاله أفريكانوس أن كسوف الشمس مستحيل فلكياً في وقت اكتمال القمر وكان يحدث هذا دائماً في عيد الفصح. لقد حسب بدقة موقع القمر لتحديد أيام الصيام. ولابد وأنه كان حدثاً مهيباً وعظيماً حتي أن الله يحجب الشمس عن العالم.

"ترتليان" توضح الكتابات المسيحية الأولية دليلاً هاماً. فتذكر شيئاً عن تيبيريوس الذي عاش في زمن المسيح ويعرف الكثير عن حياته. وكتب ترتليان، وهو قاض ولاهوتي في نهاية القرن الثاني، كتب العديد من الكتب للدفاع عن الإيمان المسيحي وقال : "عندما وصلته معلومات عن حقيقة ألوهية المسيح وضع الأمر أمام المجلس وكان قراره الشخصي هو في مصلحة المسيح. ولأن المجلس لم يكن قد اتخذ قراراً بالموافقة، رفض اقتراحه. وتمسك القيصر بأفكاره مهدداً بغضب كل من يتهم المسحيين".

"تاسيتس سنة 112م" مؤرخ روماني .. قال عن المسيح : "حكم بيلاطس البنطي والي اليهودية في عهد طيباروس حكم علي المسيح بالموت ولكن هذا الأمر وإن كان أخفوه لفترة ولكنه انتشر ثانية ليس فقط في اليهودية حيث بدأ ولكن انتشر أيضاً في روما". كان المؤرخ تاسيتس عدواً للمسيحية ورغم هذا فقد سجل قصة المسيح بعناية. وبعد كل ما كتب سابقاً عن صلب المسيح كيف يدعي المسلمين أن المسيح لم يصلب ؟

"بليني سنة 112م" حاكم ولاية بيثينية الرومانية. في خطابه إلي الإمبراطور طلب تعليمات مفصلة عن كيفية استجواب المسيحيين الذي يضطهدهم. وفي رسالته (x : 96) كتب يقول أن هؤلاء المسيحيين رفضوا عبادة تراجان ورفضوا أيضاً أن يعلنوا المسيح حتي بعد تعذيبهم. وقال أنهم اعتادوا أن يجتمعوا في يوم محدد في الغروب ويرنمون ترنيمة للمسيح كما لو كانوا يسبحون الله وأخذوا عهداً علي أنفسهم أن لا يرتكبوا أعمالاً شريرة أو سرقة أو زني ولا يزوروا في أقوالهم ويقولوا الحق عند طلب شهادتهم". كيف إذاً يدعي المسلمين أن المسيحيين الأوائل لم يعبدوا المسيح. لقد فعلوا ذلك لأنهم يؤمنون أنه الله الظاهر في الجسد.

"لوسيان" كان موجوداً في القرن الثاني بعد المسيح وكتب يقول : "كان المسيح معبوداً من أتباعه وهو الرجل الذي صلب في فلسطين لأنه هو الذي أدخل هذا الدين الجديد إلي العالم" إن موت المسيح وألوهيته كان يدركها كل المؤرخين في العالم القديم سواء كانوا أصدقاء أم أعداء. لماذا ؟

الخاتمة : لدينا أدلة كثيرة تثبت أن التلاميذ ظهروا في الفترة ما بين سنة 40، 70 م. وهي الفترة التي شهد فيها الناس المسيح وتعاليمه ومعجزاته. ومع كل الأدلة الآثرية والتاريخية لا يستطيع علماء اليوم أن ينكروا تاريخ كتابة الإنجيل وكمية المعلومات التاريخية التي تثبت كل هذه الأحداث التي رآها رؤي العين الكثيرين من الناس والمؤرخين. وكل ما كتبه المؤرخون سابقاً ما هو إلا أمثلة قليلة عن مؤرخين كتبوا عن حياة المسيح وموته وقيامته. وهو الذي قسم التاريخ نصفين قبل الميلاد وبعده وهذا ما لم يفعله أحد من قبل.

ماذا عن التثليث

دعونا نقولها صراحة إن المسيحيين يؤمنون بإله واحد. ولكن المسلمين يقولون : إن موضوع الثالوث محير ومعقد وغير منطقي. ونتساءل : إذاً لماذا تقبل فكرة أن الله خلقك من تراب وهذا أمر لا يبدو منطقياً ولكن كلانا نقبله. لماذا ؟ نحن نثق أن قدرة الله يمكنها أن تتخطي منطقنا. لكي يكون الله هو الله ولكي نثق نحن فيه يجب أن يتخطي منطقنا إذ يمكنه أن يوجد في كل مكان في نفس الوقت وهو غير محدود بزمن. كل هذا يقبله المسلمون. كيف يمكننا أن نجيب علي طفل يسأل : من أين جاء الله ؟ أنا متأكد أنك سألت مثل هذه الأسئلة لوالدك أو والدتك أو مدرسك ولكنك قبلت كل هذه الأمور الغير منطقية عندما تعلمت أن الله كلي القدرة وكلي الوجود. طرقه ليست طرقنا. كيف يمكنه أن يوضح لنا أشياء لا نستطيع أن نفهمها. إذا سألك ابنك عن كلمة قرأها وقال لك : بابا ما معني كلمة جنس ؟ قد تندهش عند سماعك لهذا السؤال فتجيبه بالقول : إن الجنس أمر جميل وهو حلو مثل العسل وسوف تتذوقه بنفسك عندما تكبر. يفهم المسلمون أن بياض البيضة هو بيض وصفارها بيضة وقشرها بيضة ولكنها ليست ثلاثة أجزاء منفصلة إنها بيضة واحدة. أنا أعلم أن هذا مثل بسيط ولكن دعونا نأخذ مثلاً أهم من ذلك.

يقبل المسلمون فكرة أن المسلم عقل وجسد ونفس ولكن الكل يكون مسلماً واحداً وليس ثلاثة مسلمين. إن الله واحد قوي قادر ولكي يكون موجوداً يجب أن يكون فوق مستوي تفكيرنا. نحن نستمع إلي الراديو ولكن لا نري الموجات الكهرومغناطيسية بل نقبلها لأننا نسمع الصوت وقد درسناها في العلوم. وهذا الموجات لا تصادف مشكلة في انتقالها عبر الراديو. قد يسألك طفلك ما إذا كان هناك رجال صغار داخل الراديو يحدثون هذه الأصوات. وتجيبه : إنها الموجات. فيتساءل : ولكني لا أري أي شاطي. فتقول أنها موجات من نوع آخر.

إننا نحتاج لأن نصغي إلي صوت الكتاب ونفهم أدلته المنطقية ونقبل ما هو صعب. ولا نتوقف أمام جمل بسيطة كالتي تقول "إن الثالوث هو أمر غير منطقي" عندئذ سيفقد المسلمون خلاصهم للأبد. إن المسلمين يقبلون مئات الأشياء الغير منطقية كما وضحنا سابقاً. وحتي يتمكن المسلمين من أن يوضحوا لنا الخليقة والله كلي القدرة وكلي الوجود بعد كل هذا سيطلب من المسيحيين أن يشرحوا الله مثلث الأقانيم. يجب علي المسلمين أن يتخلوا عن فكرة أن الكتاب المقدس محرف ويقبلوا الإيمان بالله وهذا يتطلب أيضاً الإيمان بكتبه، وملائكته وأنبيائه. يجب أن نعرف بداية أن الإنسان لا يمكنه أن يتهم الكتب السماوية بأنها محرفة طالما لا يستطيع أن يثبت ذلك ولأن هذا ضد طبيعة الله القادر أن يحفظ كلمته إلي الأبد. ورغم هذا فكثير من الناس يتحدون الكتاب ويطلبون آية في العهد القديم توضح فكرة التثليث. وبالرغم من أن كلمة التثليث ذاتها غير موجودة فإن تعليم الثالوث موجود في كل الكتاب. وما يأتي مجرد مثل واحد علي ذلك : (أشعياء 48: 16) "تقدموا إلي اسمعوا هذا. لم أتكلم من البدء في الخفاء. منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحه" من الواضح أن المتكلم من البدء هنا هو الله وهو الذي كشف عن ذاته للإنسان. ويؤكد "السيد الرب أرسلني وروحه" وهذه الآية إشارة واضحة إلي ثلاثة أقانيم ورغم هذا في إله واحد. ويؤكد هذا أيضاً في العهد الجديد (1 يوحنا 4: 14) "الآب أرسل الإبن مخلصاً للعالم". إن الكتاب المقدس يشير إلي الثالوث حوالي 700 مرة في أماكن مختلفة. (يوحنا 1: 1 -  3) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ... كل شئ به كان" وهذه الآية تؤكد ما قاله أشعياء في الآية السابقة في العهد القديم. "لم أتكلم من البدء في الخفاء = في البدء كان الكلمة. منذ وجوده أنا هناك = والكلمة كان عند الله" وباختصار نود أن نوضح ما يلي :

أدلة علمية في الكتاب المقدس

وليست موجودة في القرآن عن الكواكب

كثير من الآيات الكتابية مرتبطة بالعلم وليست موجودة في القرآن. في (تكوين 15: 5) يتحدث الله مع إبراهيم "... أنظر إلي السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها" وأضاف "هكذا يكون نسلك". وبينما اعتقد إبراهيم أن نسله سوف يزيد علي الألف فإن الكتاب المقدس يعرف أن في المجرة أكثر من 200 مليون كوكب تدعي طريق اللبانة".

عن الجوزاء (الجبار)

في سفر عاموس (5: 8) نقرأ "الذي صنع الثريا والجبار" وهنا إشارة عن السبعة كواكب كمجموعة لامعة. وفي ترجمة الملك جيمس يؤكد المترجمون أن الآية العبرية الأصلية التي ذكرها عاموس عن "السبعة كواكب" تشير إلي مجموعة الكواكب بينما الترجمة الحديثة تشير إلي "الثريا والجبار" لأن المترجمين الأوائل أصيبوا بالحيرة لأن المعلومات الأولية كانت تتحدث دائماً عن ستة نجوم يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ورغم هذا فالعلم الحديث اليوم يؤكد وجود سبعة كواكب يمكن اكتشافها بالتلسكوب. كيف يمكن لكتاب يعتبرونه أقل من القرآن أن يعرف مثل هذه الحقيقة ظ

الدورة المتحركة للمياه والطقس

ليس مثل القرآن الذي يدعي أنه في مرتبة أعلي من الكتاب المقدس، يوجد بالكتاب المقدس معرفة علمية لا يستطيع أن ينكرها عالم مسلم مخلص. فمثلاً يكتب الكتاب المقدس بالتفصيل عن النظام المعقد للطقس أكثر جداً مما يعرفه العلماء المسلمين المحدثين في مجال البخر وتكوين السحب والمطر. يعلن الله في سفر أيوب (28: 24 -  26) "لأنه هو ينظر إلي أقاصي الأرض تحت كل السموات يري. ليجعل للريح وزناً ويعاير المياه بمقياس. لما جعل للمطر فريضة ومذهب للصواعق "ليس في القرآن شيئاً مما سجله الله في سفر أيوب والذي يؤكد حقيقة علمية حديثة في القرن الأخير والتي تقول أن الهواء والرياح تحكم بوزنها الفعلي. كما يعلن الله في سفر الأمثال (1: 7) "كل الأنهار تجري إلي البحر والبحر ليس بملآن. إلي المكان الذي جرت منه الأنهار إلي هناك تذهب راجعة" وقد أثبتت أحدث دراسة قام بها معهد زراعي بالولايات المتحدة أن معظم المياه التي تكون السحب علي مستوي العالم تأتي من المياه التي تتبخر من المحيطات التي تغطي 70% من الكرة الأرضية. وفي آية أخري  في سفر أيوب (37: 16) يعلن الله "أتدرك موازنة السحاب معجزات الكامل المعارف" "لأنه يجذب قطار الماء تسخ مطراً من ضبابها. الذي تهطله السحب وتقطره علي أناس كثيرين" "هل انتهيت إلي ينابيع البحر أو في مقصورة الغمر تمشيت" (أيوب 38: 16). كيف اكتشف أيوب منذ أكثر من ثلاثين قرناً ما تعرفه بعض الدراسات الخاصة بالمحيطات ؟ كيف عرف الملك سليمان أن الرياح تتبع دورة خاصة من الجنوب إلي الشمال ثم إلي الجنوب مرة أخري وهذا ما يقرر نموذج الطقس في الكرة الأرضية كما كشف الله بذلك في سفر الجامعة  (1: 6) "الريح تذهب إلي الجنوب وتدور إلي الشمال. تذهب دائرة دورانا وإلي مداراتها ترجع الريح".

المعلومات الطبية

كان الكتاب المقدس مرشداً لكل مناحي الحياه للإسرائيليين الخارجين من مصر. في سفر اللاويين يضع الرب لشعبه ناموساً ليرشدهم ويجنبهم مخاطراً كل الحيوانات التي ماتت طبيعياً أو التي لمست أجسام ميتة ولذلك فهي تعتبر نجسة لأنها قد تحمل أمراضاً معدية. الإجراءات الصحية وقواعد الحجر الصحي قد وضعها الله منذ زمن بعيد. في سفر العدد (19: 14 -  17) أمرهم الله بأن يغتسلوا بالماء الجاري بعد لمسهم لجسد ميت. وفي سفر اللاويين (13: 46) يتحدث الله عن الأوبئة والأمراض : "كل الأيام التي تكون الضربة فيه يكون نجسا. يقيم وحده خارج المحلة يكون مقامه". إن الله يعلم أن العدوي تحملها جراثيم لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. إن الطاعون الأسود الذي قتل ثلث سكان أوربا عام 1200 -  1400م. وجدوا حلا له عندما فتشوا بين صفحات الكتاب المقدس وقرأوا عن قوانين الحجر الصحي التي وضعها الله للشعب والتي لم تكن معروفة إلا منذ قرون طويلة مضت.

الأدلة العلمية في القرآن

لأنني نشأت علي الدين الإسلامي كنت أبحث عن أدلة وأسس قوية لتثبت هذا الإيمان. وبينما كنت استلقي في سريري لمدة ليال عديدة كنت أسأل نفسي أسئلة لا أجرؤ علي أن أسألها لمدرس. فكثير من المرات عندما نسأل كنا نضرب أو يصيحوا في وجوهنا أو يسخروا منا. وفي أحد الأيام وجدت كتاباً في مكتبة المسجد للكاتب مصطفي محمود "نظرة حديثة للقرآن" وهو عن المعجزات العلمية في القرآن. وبعدما قرأته آمنت أن القرآن هو كلمة الله لأن به بعض القوانين العلمية التي كتبت منذ آلاف السنين قبل اكتشافها. وفي السنوات الأخيرة أعدت البحث مستخدماً برامج الكمبيوتر لمعرفة بعض الأسرار العلمية في الكتاب المقدس. ولدهشتي وجدت أن كل آية تعبر عن معجزة علمية صحيحة في القرآن والتي قادتني وقادة ملايين المسلمين لأن يؤمنوا بالقرآن موجوده فعلاً في الكتاب المقدس. ووجدت أيضاً الكثير من الأخطاء العلمية مسجلة في القرآن. وهذا الاكتشاف هز كياني. وأصبحت أعيش في سحابة مظلمة من الشك ولم أعد أثق في من يسمونهم "بالعلماء المسلمين" لماذا ؟ لأنهم لم ينسبوا الفضل لصاحب الفضل. وهذه عدم أمانة بكل المقاييس. ومصطفي محمود الذي كنت أحترمه عن أي عالم آخر كان يعلق في كتابه علي العديد من الآيات القرآنية التي تعبر عن العلم الحديث. ولمن يدرس ما كتبه دراسة سطحية لن يجد أي إشارة تذكر للكتاب المقدس. لماذا ؟ إنه من السهل علي العلماء المسيحيين أن يدحضوا ويفندوا هذه الإدعاءات إذا قارنوا هذه الآيات بمثيلاتها في الكتاب المقدس. ولهذا يتجنب العلماء المسلمون المناقشة فيما جاء في الكتاب المقدس عن العلم. إن دقة الكتاب المقدس في الأمور العلمية لا تباري بأية كتابات قديمة وخاصة ما جاء في القرآن. وسنجري مقارنة بما جاء في الكتاب المقدس والقرآن عن الناحية العلمية. لا أحد يستطيع أن ينكر أن الكتاب المقدس قد سبق القرآن. وفي بعض الحالات يمكننا أن نجد آيات قرآنية لم تذكر في الكتاب المقدس. ولو تأملناها بدقة لأكتشفنا أنها أخطاء علمية ولا صلة لها بالعلم. وفي جميع الحالات نحن بحاجة لأن نفند مزاعم الجانبين لأن العلم مبني علي الأدلة والبحث. وسنمتدح من يستحق ذلك. يدعي المسلمون أن الله أوحي بالرؤيا لكل الأنبياء لذلك من الواضح أن نجد تشابها بين بعضهم ويوافق المسيحيون علي هذا الرأي. ولأن الكتاب المقدس قد جاء أولاً فلا يمكن أن نعتبر القرآن هو الأصل. وكل المسلمين يؤمنون بأن الكتاب المقدس أوحي به قبل القرآن. والسؤال الآخر المهم : إذا كان القرآن موحي به من الله فلا يجب أن تكون به أخطاء علمية. وإذا كان القرآن في مرتبة أعلي من الكتاب المقدس كما يدعون "مهمين عليه" لذلك يجب أن تكون النواحي العلمية في القرآن أفضل من تلك التي في الكتاب المقدس. ويسهل علينا أن نوضح التلاعب بالألفاظ التي يقوم بها هؤلاء العلماء المسلمين.

موضوع خلق الإنسان

القرآن : "أولم يري الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون". (الأنبياء 29).

الكتاب المقدس : "وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حيه وليطر طير فوق الأرض علي وجه جلد السماء. فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبابه التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه ورأي الله ذلك أنه حسن" (تكوين 1: 20 -  21).

الإدعاءات الإسلامية : العالم المصري مصطفي محمود استنتج هذا ليشير إلي حقيقة علمية لم تكن معروفة لمحمد وهي أن كل الكائنات الحية بها ماء. ويوضح وجهة نظره بالدليل الآتي : عندما نفحص أي مخلوق حي ونجد أنه يحتوي علي ماء فإنه بذلك يحتوي أيضاً علي حياة مجهرية لأنه استخدم كلمة "كل شئ حي" ويدعم هذا بآيات أخري" والله خلق كل دابة من ماء" (النور 44). أما عبد الله يوسف علي فقد استنتج من هذه الآيات أشياء أخري : "حوالي 72% من سطح كوكبنا مازال مغطي بالماء وإذا تساوي هذا التفاوت علي سطح الأرض فسوف يصبح سطح الأرض كلها تحت الماء لأن أقل ارتفاع لمستوي الأرض سوف يكون ما بين 7000 -  10000 قدم تحت سطح المحيط. وهذا يوضح سيطرة الماء علي كوكبنا. والحقيقة التي تقول إن الحياة بدأت بالماء هو أيضاً استنتاج توصلت إليه آخر معلموماتنا في علم الأحياء. وبعيداً عن حقيقة البروتوبلازم فإن الأسس الأصلية للكائنات الحية هناك حقيقة تقول أن الحيوانات (الفقاريات) والإنسان في تاريخهم الجنيني ترجع في أصلها مثل الأسماك لتشير إلي الأصل المائي لموطنها الأصلي".

الدليل : إذا كان القارئ للآيات القرآنية يكتشف سهولتها والتلاعب بالكلمات الذي يقوم به الكتاب يجب أن نفسر هذه الآيات إلي ما تقوله بدلاً من إضافة أشياء ليست موجودة في النص. ومن الواضح أن هذه الآيات تقول أن الله خلق الحياة من الماء. ويعتبر هذا التفسير معقولاً. ولم يذكر القرآن "أن الله خلق الماء لكي تكون في كل الأشياء الحيه". فالكلمة العربية من الماء هي المكتوبة في كل الترجمات للقرآن. والكثير من الآيات القرآنية تؤيد الخلق من الماء كما سنري فيما بعد. وهذا النوع من الاستنتاجات تحول التأثير علي ما يقوله الله. وهذا ما يتهم به المسلمين المسيحيين دائماً ونتساءل : هل تعتقد أن علي يوسف ومصطفي محمود كانوا علي صواب في كل ما قالوه سابقاً تعليقاً علي الآية ؟ ماذا يمكنك أن تستنتج من (تكوين 1: 21) المذكور سابقاً ؟ لماذا يعطي القرآن كل هذا المديح والامتياز بينما آيات سفر التكوين مذكورة منذ أكثر من ألفي عام ؟ من السهل أن نصل إلي استنتاجات كثيرة من (تكوين 1 : 21) كما يفعل العلماء المسلمين ولكن من الأفضل أن نتمسك بالمعني الحقيقي والدقيق الذي تقوله الآية. ونحن نترك هذا الضمير المسلم لكي يستنتج بنفسه أي الآيتين تعطي معان علمية أكثر من الأخري. في مزمور (24 : 1 -  2) "للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها لأنه علي البحار أسسها وعلي الأنهار ثبتها".

القرآن : "وإن قال ربك إني خالق بشراً من صلصل من حماء مسنون" (الحجر 27).

الكتاب المقدس : "ها أنذا حسب قولك عوضاً عن الله. أنا أيضاً من الطين تقرصت". (أيوب 33: 6).

الإدعاء الإسلامي : يكتب مصطفي محمود ما يلي : ".. ذكر الله مرة أن الحياة خلقت من الماء، ويذكر في أماكن أخري أنها خلقت من التراب ثم يؤكد أنها خلقت من الصلصال المختلط بالتراب. إنه لأمر غريب ولكنه يتفق بدقة مع الاكتشافات العلمية بعد 1400 عام".

الدليل : إن الحياة الإنسانية خلقت من تراب وهذا ما أكده العلم اليوم بعد ما سخروا من قول الكتاب المقدس إن الإنسان خلق من تراب الأرض وقالوا إن هذا أمر سخيف. وفي نوفمبر سنة 1982 إندهش العلماء للغاية عندما إكتشفوا أن تراب الأرض يحتوي علي كل عنصر موجود في جسم الإنسان. وبالرغم من هذا فلو كان القرآن قد اكتشف هذا الأمر الذي يتفق مع العلم أكثر من كيفية تفسير العلماء المسلمين لما جاء في سفر أيوب (33: 6) والذي كتب بآلاف السنين قبل محمد الذي لم يأت بشئ جديد. لقد كان كل شئ في الكتاب المقدس الذي بين يديه. هل يمكن أن تدعي أنك اكتشفت اللمبه الكهرباء اليوم؟ لماذا يتجنب العلماء المسلمون اقتباس هذه الآيات في كتبهم ؟

القرآن : "أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً" (الكهف 36). ليس من المنطق أن نقول أن كل الأشياء الحية بها تراب ونطفه. ومن الأفضل أن نسمح للقرآن أن يقول ما قصد الله أن يقوله لا أن نضيف شيئاً عليه.

الإدعاء المسلم : يعلق مصطفي محمود علي الآية بالقول : "إن الله خلق الأشياء ذكراً وأنثي. ونحن نعلم الآن أن النطفة تحدد جنس المولود وليس البويضة لأنها (النطفة) هي التي بها عوامل تحديد الجنس". كيف يصل القرآن إلي مثل هذا الاتفاق مع النتائج والأبحاث العلمية عبر مئات السنين.. هل بالمصادفة ؟ وإذا قبلنا صدفة واحدة كيف يمكننا أن نقبل الباقي ؟ وترجمات أخري للقرآن مثل ج. م. رودول يقول : "إن الله خلق الإجناس ذكراً وأنثي من الجراثيم المنتشرة في الحياة".

الدليل : إنني أتساءل ما هي "الجراثيم المنتشرة في الحياه" ؟ إن القرآن كله لم يذكر شيئاً عن أي نوع من الجراثيم. وهذا التفسير أكثر صعوبة من النص العربي في القرآن. وأود في البداية أن أفسر الآية كلمة بكلمة حتي نصل إلي ما تريد الآية أن تقوله بحق وسأترك للقارئ العربي أن يختار أي من الثلاث تفسيرات هو الأكثر دقة :

العربي : وأنا هو خالق الزوجين الذكر والأنثي من نطفة itha tumna (صفحة 48).

الإنجليزي : وخلق الله الزوجين الذكر والأنثي من نطفة عندما تنفجر.

والآن كيف استنتج مصطفي محمود هذا التفسير ؟ فالآية لا تقول : "وحدد الجنس ذكراً أو أنثي من نطفة الذكر. ولكن القرآن يقول ببساطة أن الله خلق ما نلاحظه في الحياة فعلاً كذكر وأنثي من السائل الذي ينبع من العضو الذكري. هذه الترجمة تبدو معقولة. وهذه الفكرة قد عرفت منذ آلاف السنين قبل القرآن: تضع الحيوان المنوي في الأنثي فتحصل علي أطفال (ذكراً أو أنثي). ولم يأت القرآن بجديد أو بشئ معجزي في هذا الأمر. وعرف الناس منذ القديم كيف يخصبون الأنثي من البقر والغنم. كما عرفوا كيف يقوموا بعملية "الخصي" ليوقفوا التلقيح وهذا ما فعلوه مع العبيد والحيوانات.

إكتشاف علمي أم خطأ ؟ أحكم بنفشك

القرآن : "خلق الإنسان من علق" (العلق 2)

الإدعاء الإسلامي : يقول الدكتور بوكابل أن الآية القرآنية هي اكتشاف علمي كبير.

الدليل : كيف يمكن أن يكون هذا أمر صحيح ؟ كل مفسر للقرآن فسر "العلق" علي أنه "تجلط دم" ثم يتلاعب بالألفاظ من "دم تجلط" إلي "علق" إلي "عليقة" (يتعلق) ثم إلي الجنين الذي يتعلق بالرحم من خلال المشيمة. كيف ؟ خاصة وأن الرحم لا صلة له بالدم. قد تقول أنني لست طبيباً. حسناً فلتسأل طبيب وسيقول لك ذلك.

وقد صوروا كل هذا الأمر في الأزمنة القديمة : تتزوج المرأة ولها دورة شهرية .. تحمل .. الحيوان المنوي يلقح البويضة .. يستمر الحمل الفترة المعروفة .. يولد الطفل الذي يحمل اسم العائلة. في الآيات السابقة خلقهم من : التراب والماء والبويضة الملقحة. دعنا نضيف الدم إلي هذا ومرة أخري يمكننا أن نضيف أشياء أخري كثيرة. وقد يقول المسلم أن هذا ليس عدلاً ؟ ماذا عن هذه الآيات ؟

القرآن : "ثم خلقنا النطفة علقه فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ثم أنشأته خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" (المؤمنون 13).

الإدعاء الإسلامي : يقول مصطفي محمود ما يلي : "لم يخلق الإنسان في البداية من الطين .. ولكن من مستويات مختلفة من المخلوقات التي جاءت من الطين وهناك مرحلة وسط ما بين الإنسان والطين. هذه المراحل السابقة هي التي صنعت الإنسان الحديث.. ثم يخبرنا القرآن مستويات مختلفة لخلق الأجنة كالعظام التي تصنع قبل العضلات. ومن المعروف في دراسة علم الأجنة أن الحبل الشوكي يخلق قبل العضلات".

حمداً لله فقد أجاب المسلم. لنعود إلي سفر أيوب (10: 8 -  12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعاً. أفتبتلعني. أذكر أنك جبلتني كالطين أفتعيدني إلي التراب. ألم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن. كسوتني جلداً ولحماً فنسجتني بعظام وعصب".

الدليل : كيف توصل مصطفي محمود أن الآيات القرآنية ذكرت العضلات ؟ ولأن العضلات تخلق قبل العظام كما كتب ذلك فإننا نتساءل. لا يوجد شئ في النص العربي للآيات يقول شيئاً عن العضلات. لذلك دعنا نترجم الآية الآخيرة كلمة بكلمة :

العربي : فكسونا العظام لحما           الإنجليزي : فألبسنا العظام لحما.

لا يوجد ذكر للعضلات علي الإطلاق. ويتفق كل المفسرين علي كلمة لحم. ونتساءل : كيف تصبح النطفة دما متجلطا ؟ كيف يقولون أن القرآن أفضل من الكتاب المقدس خاصة وأن الآيات الكتابية في سفر أيوب أكثر دقة عندما تذكر الأعصاب والعضلات. لماذا لا يذكر علماء المسلمين في تفسيراتهم هذه الآيات المذكورة في الكتاب المقدس ؟ لا تعتقد أنها سوف تكون محايدة ؟ سؤال أخير : لماذا كل هذه الاقتباسات من أيوب ؟ لم تستخدم كلمة في القرآن تعني عصب أو عضل ولكن كل المكتوب هو "لحم" ولكن مصطفي محمود أضافها من عنده ورغم هذا فهي مذكورة في الكتاب المقدس فقط.

بصمات الأصابع

القرآن : "أيحسب الإنس ألن نجمع عظامه. بلي قادرين علي أن نسوي بنانه" (القيامة 2 -  3)

الإدعاء الإسلامي : يدعي العلماء المسلمين أن القرآن يعرف مسبقاً أن كل فرد له بصماته الخاصة به. وتستخدم الشرطة هذه الصمات للكشف عن المجرمين. وهذا اكتشاف حديث عرفه الله في زمن القرآن.

الدليل : لا يمكن أن نستنتج هذا من الآيات بأي طريقة من الطرق. فكل ما تقوله هذه الآية أنه في يوم الدينونة سيقيم الله الموتي في ترتيب كامل بلحمهم وعظمهم كما هو واضح في الآية "أيحسب الإنس ألن نجمع عظامه".

لم يذكر شيئاً عن بصمات الأصابع. فالآية تقول "نجمع عظامه" وليس "أن نفرق بين شخص وآخر عن طريق البصمات" ولكي يحدث هذا يجب أن نغير الآية لتكون كالآتي : "هل يعتقد الإنسان أننا لا نستطيع أن نجمع عظامه ؟ بلي نحن نقدر أن نميز بصماته. ولكن المسلم لن يقبل مثل هذا التحريف في النص القرآني ومن حقهم أن يرفضوا ذلك.

علم الأحياء

القرآن : " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت" (العنكبوت 40).

الإدعاء المسلم : يدعي مصطفي محمود أن في هذه الآية اكتشاف علمي كبير في الأحياء لأن علم الأحياء الحديثة اكتشف أن عائلة العنكبوت هي الأقسي في المملكة الحيوانية. ولأنها تدمر نفسها فالأنثي تقتل الذكر والأطفال يأكلون الأم. إنه اكتشاف جرئ في علم الأحياء لا يعرفه مصطفي محمود.

الدليل : كلنا نعرف أن بيت العنكبوت ضعيف للغاية حتي أنه يمكنك إزالته بنفخة ولكن إذا أراد المسلمون أن يستنتجوا أن القرآن اكتشف هذا الأمر لأول مرة فيجب أن يندهشوا عندما يقرأوا ما جاء في سفر أيوب (8: 13 -  15) "هكذا سبل كل الناسين الله ورجاء الفاجر يخيب. فينقطع اعتماده ومتكله بيت العنكبوت. يستند إلي بيته فلا يثبت يتمسك فلا يقوم".

مزيد من الأسئلة : لماذا لا يقتبس مصطفي محمود وآخرين هذه الآية ؟ عندما يصل الأمر للمعرفة الحقيقية الموجودة في الكتاب لا يقتبسوها. وإذا قرأنا تفسير علي يوسف للقرآن نجده يدخل في نقاش عميق عن الأنواع المختلفة للعنكبوت حتي تشعر أنه استعان بدائرة معارف لكي يضيف معان جديدة تعطي قوة للقرآن. لماذا لا ندع القرآن يتحدث عن نفسه ؟ ولماذا نجد هذه المعلومات في الكتاب المقدس ؟ قد يدعي المسلمون أنه ليست هناك مشكلة إذا أوحي لأحد الأنبياء بآيات مشابهة لما قاله أنبياء آخرين. وهنا نسأل : ما هي المعجزات العلمية الجديدة التي قدمها القرآن للعلم ؟ يمكننا أن نقول "لا شئ". وأنت ماذا تقول ؟ لتقدم دليلك إذا كان لديك أية حقائق ؟ أما السؤال الثاني فهو : هل كل ما قدمه القرآن من حقائق علمية تتفق مع ما جاء في الكتاب المقدس ؟ وماذا عن الآيات العديدة المقتبسة من الوثنية والأبوكريفا والمصادر الأدبية ؟ وهذا ما سنثبته فيما بعد في "مصادر القرآن".

الأرض والجيولوجيا

فيما يختص بالجبال يقتبس ما جاء في القرآن : "إن الله سوف يقتلعها ويبعثرها كالتراب" وفي يوم الدينونة سوف تحدث انفجارات كما جاء في سفر أيوب (9: 5) "المزحزح الجبال ولا تعلم الذي يقلبها في غضبه" قال أيوب كل هذا منذ آلاف السنين وقال أيضاً : "إن الجبل الساقط ينتثر والصخر يزحزح من مكانه. الحجارة تبليها المياه وتجرف سيولها تراب الأرض. وكذلك أنت تبيد رجاء الإنسان" (أيوب 14: 18 -  19). لم يذكر أيوب الجبال فقط ولكنه تحدث أيضاً عن الانفجارات. هل يعتبر هذا تقدماً علمياً ؟ أقول لا. لقد كانوا يعرفوا حقيقة تآكل الصخور ولهذا استخدموا دعامات صخرية حول الأرض الزراعية في الشرق. والآن يمكننا أن ننظر إلي دائرة معارف (كما يفعل العلماء المسلمون) وندعي وجود معجزة علمية.

"إلي الصوان يمد يده. يقلب الجبال من أصولها" (أيوب 28: 9) "ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب سيد الأرض كلها" (مزمور 97: 5). وفي آية قرآنية أخري نقرأ عن خلق الإنسان : "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (التين 3) "ثم رددته أسفل ساقيه" (4) أما في الكتاب المقدس فنقرأ ما يلي : " لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض" (مزمور 139: 15). ويعلق مصطفي محمود بالقول أن القرآن يدعو الجبال بالأعمدة : "خلق السموات بغير عمد ترونها والقي في الأرض رواسي أن تعيد بكم وبث فيها من كل دابة .." (لقمان 10). وفي آيات أخري يصف الجبال بالأعمدة. ويوضح مصطفي محمود قائلاً : "إن الجبال هي بمثابة ثقل يدعم القشرة الأرضية في مكانها ولا يسمح لها بالانزلاق في البحار الملتهبة داخل الكرة الأرضية". وأتساءل كيف يقاطع مصطفي محمود الآية الكتابية "ذابت الأرض وكل سكانها. أنا وزنت أعمدتها" (مزمور 75: 3) "لذلك لا نخشي ولو تزحزحت الأرض ولو انقلبت الجبال في قلب البحار. تعج وتجيش مياهها تتزعزع الجبال بطموها" (مزمور 49: 2 -  3). والتفسير الذي يريد أن يصل إليه مصطفي محمود من الآيات القرآنية هو موجود فعلاً في الكتاب المقدس. ورغم هذا فلم يقتبس الآية الكتابية. لماذا ؟ في خلق الأرض يعلق مصطفي محمود علي الآية : "ثم بسط الأرض" ويقول  أن القرآن كان يعرف اكتشافا علميا عظيما فيما يختص بالأرض ويضيف : "وهذا يتفق بمعظم وجهات النظر الحديثة في الفلك عن شكل الأرض لأن كلمة "دحية" تعني "بيضة" ويواصل حديثه قائلاً أن الأرض مسطحة أكثر من القطب الشمالي منه في القطب الجنوبي ولذلك تتخذ شكل البيضة. ومرة أخري يلوي الكلمات لكي تناسب ما يريد أن يقوله ولنرجع إلي النص :

العربي : "والأرض بعد ذلك ضحاها"

الإنجليزي : والأرض بعد ذلك بسطها (مدها).

ولا صلة لهذا الكلام بالبيضة. والكلمة "ضحاها" "ضحية" مختلفتان. أما ج. م رودويل فيقول : "ثم بسط الأرض" ويقول علي يوسف "وبالإضافة إلي هذا فقد بسط الأرض". ونذكر أصدقائنا المسلمين أن الكتاب المقدس حدد شكل الأرض بوضوح "يمد الشمال علي الخلاء ويعلق الأرض علي لا شئ"     (أيوب 26 : 7) "الجالس (الله) علي كرة الأرض. (أشعياء 40: 22) إن الكلمة المفقودة التي كان يبحث عنها مصطفي محمود موجودة في الكتاب المقدس. لماذا لم يستعيرها ليثبت وجهة نظره ؟ ومرة أخري نسأل : أيهما أكثر دقة الكتاب المقدس أم القرآن ؟ وسؤال آخر : متي ولد أشعياء ؟ ولد في عام 700 ق.م أي حوالي 1400 قبل القرآن .. وهذا لا يدع مجالاً لأسئلة أخري.

وفي آية أخري يقول الله في القرآن : " ويدور النهار علي الليل والليل علي النهار" ويعتقد المسلم أن هذا دليل علي أن الأرض كروية لأن الظلام يدور حول النور والنور حول الظلام لأن كلمة يدور تشير إلي شكل دائري تدور حوله. بالرغم من أنه يمكننا أن نري أن كلمة يدور يمكن أن تشير إلي الدوران علي سطح مستوي مثلما تلف سلكا علي لوح مسطح. ولا يجب أن ننسي عامل هام آخر في الآية القرآنية إنها تشير إلي الليل الذي يدور والنهار (النور) يدور حول الأرض وهذا لا يعني بالضرورة أن الأرض كروية لأنك يمكن أن تدور حول الكعبة وهي مربعة وهي ثابتة عندما تدور حولها. والحقيقة هي أن الأرض تدور حول نفسها. إن كلمة "تدور" استخدمت في القديم كمثل عند لف العمامة حول الرأس وبالطبع أنت لا تلف رأسك لكي تكور العمامة حولها. ومن الواضح أن كاتب القرآن اعتقد أن الشمس والقمر يدوران حول الأرض إذ أنه يستنتج في الآية التي تليها "والشمس والقمر يدوران".

ورغم ذلك فإنجيل لوقا يصف مجئ المسيح أنه سيكون في النهار ".. كذلك يكون أيضاً ابن الإنسان في يومه" (لوقا 17: 34). بينما في أعداد تالية يصف لوقا مجئ المسيح في الليل. وقد كان هذا مثار انتقاد لمئات من السنين علي أنه نوع من التناقض كيف يكون مرة في النهار ثم في الليل. وهذا يثبت أن جانبا من الأرض سوف يكون بالنهار والجانب الآخر بالليل. وفي القرون الأخيرة الماضية شجب المنتقدين الكتاب المقدس بعض الأعداد الخاصة بحركة الشمس. في مزمور (19: 6) يكتب داود بوحي من الله "من أقصي السموات خروجها ومدارها إلي أقاصيها ولا شئ يختفي من حرها" ويقول الإتهام أن الكتاب المقدس يدعي أن الشمس تدور في مدار حول الأرض. إن هذا الإدعاء القديم الزائف لم يذكر في الكتاب المقدس لأن الكلمات المستخدمة ".. في مدارها إلي أقاصيها (السماء)" ولم يعرف هذا حتي أكد تليسكوب هابل دقة الكتاب المقدس لأن العلماء أثبتوا أن الشمس تتحرك في الفضاء في دورة تغطي مداراً هائلاً يظل أكثر من 260 مليون سنة.

ويتهم النقاد الغربيين المحدثين والمسلمين علي السواء يتهمون باطلا الكتاب المقدس بأنه يشير إلي أن الأرض مسطحة كما ورد في أشعياء (11: 12) ورؤيا (7: 1) عندما ذكر "أربعة أركان الأرض" وهي تشير إلي أرض مسطحة. ورغم هذا فإن هذا التعبير يعتبر دائماً تعبير "عامي" وهو يشير إلي أربعة أطراف الأرض من موقع المركز مثلما أشار الله إلي الأرض : "الجالس علي كرة الأرض" (أشعياء 40: 22) وهو بهذا يؤكد بوضوح العلم الحديث مثل أية أخري في سفر أيوب "علق الأرض علي لا شئ" وبهذا يؤكد أيوب حقيقة علمية حديثة غير معروفة للقرآن عندما يشير إلي المنقطة التي في شمال محور الأرض تجاه الكوكب القطبي الذي يخلو غالباً من الكواكب، وهذا "الثقب في الفضاء" حوالي 300 مليون سنة ضوئية فراغ أدهش علماء الكون وهو يختلف عن باقي الاتجاهات المملوءة بالكواكب مثلما يعلن الله في سفر أيوب "يمد الشمال علي الخلاء" (26: 7).

الموجات الأليكترو مغناطيسية

يشير مصطفي محمود إلي اكتشاف في القرآن خاص بالموجات الكهرومغناطيسية. "والسماء الراجع" (والأرض التي تنفتح) ويعلق بالقول : أن السماء تقوم بدور العاكس للموجات الكهرومغناطيسية. وترتد موجات الراديو إلي الأرض ولهذا يمكننا أن نسمع صوت الراديو. وبدون هذا سوف نفقد الموجه. ونحن نوافق علي نظرية الموجات الكهرومغناطيسية. ومن الناحية الأخري علي أي الأسس يستنتج مصطفي محمود أن القرآن كان يتحدث عن الموجات الكهرومغناطيسية ؟ وفي سفر أيوب (37: 18) "هل صفحت معه الجلد الممكن كالمرآة المسبوكة" وهنا لا يتحدث الكتاب فقط عن "السماء التي تعيد "بل" السماء التي تعكس". وهذه هي الكلمة التي كان يبحث عنها مصطفي محمود. وفي هذه المرة من أسأل أسئلة أخري.

وأقول للمسلم الذي يعتقد أن القرآن مملوء بالعلم أن يحاول أن يفحص بدقة كل ما يدعيه في هذا الصدد. ولكي تبرهن القوانين والنظريات العلمية التي اكتشفت حديثاً والغير معروفة لنبي الإسلام هذا يتطلب ما هو أكثر من مجرد التلاعب بالألفاظ. والفحص الدقيق يثبت أن هذه المعلومات والمعرفة عرفت سابقا وموجودة فعلاً في الكتاب المقدس. ومرجع آخر هو الدكتور كامبل في كتابه "القرآن في ضوء العلم" وفيه يمتحن الكثير من هذه الإدعاءات مثبتاً أن الدكتور يوكابل لم يستخدم الأساليب العلمية لكي يثبت استنتاجاته. والمشكلة في العالم الإسلامي اليوم هي أن المسلمين لا يعطون الفرصة لعرض وجهة النظر المسيحية ويغلقون الباب أمام كل من يريد أن يثبت إدعائه.

خاتمة -  وماذا عنك أنت ؟

ما هو مدي متانة أساسك في الإسلام ؟ ما هو الدليل الذي يقدمه الإسلام لغير المسلمين عندما يطلبون دليلاً علي صحة الإسلام. لماذا يطلب منه أن يعتقد أن محمداً هو نبي حقيقي لله ؟ لماذا يعتبر القرآن كلمة الله ؟ ولماذا يبني إيمانه علي الإسلام ؟ أي نوع من البراهين يمكن أن يقدمها الإسلام ؟ ما مدي العمق الذي يصل إليه المسلمين عندما يبنون إيمانهم علي الإسلام ؟ أم لأن الغالبية من المسلمين لهم والدين مسلمين ويحملون بطاقة تقول أنهم مسلمون أو في مدرسة غالبيتها من المسلمين يدرسون الدين الإسلامي بينما يذهب المسيحيون لحصص الدين المسيحي ؟ ويدرس مدرس الدين الإسلامي وجهة النظر الإسلامية ويمكنه أن يقول أيضاً وجهة نظره في المسيحية بينما الغالبية من المسيحيين الإسميين يخافون من التعليق عندما يسألون : "هل المسيح هو الله" ؟ ويحضر المسلم في المسجد المحلي ويقوي إيمانه بسماعه لأحاديث صلاة الجمعة ويبدأ في تعليم نفسه دون أن يستمع لوجهة النظر المسيحية. إنني أعرف الآن أن البعض لديه فكرة أو يقرأ بعض الكتب التي لا تحمل فكرة طيبة عن الإيمان المسيحي. ورغم هذا فإن غالبية المسلمين لم يبحثوا الأمر بجدية وعمق. إذا كان هذا هو كل ما قمت به فإنه ليس بكاف. لأنك لم تدرس الكتاب المقدس الذي هو كلمة الله الوحيدة والحقيقية وأقول "الوحيدة" لأنه حتي الآن لم يقدم أحداً شيئاً آخر يمكن مقارنته بها.

الباب الضيق

صدق أو لا تصدق إنني أهتم اهتماماً خاصاً بالمسلمين فماذا أجني من هذا إلا الفرح الذي وجدته في يسوع الذي مات يفتديك ويفتديني ويعيدنا إلي نفسه وهذا هو سبب التحدي لك وللعالم كله بكتاب الله المقدس. ويقدم القرآن ومعظم الكتب الدينية في العالم تقدم الأعمال كوسيلة للخلاص. أما بالنسبة للكتاب المقدس فلا مجال للأعمال يمكن أن نقدمها لله لكي نخلص لا الأعمال الصالحة ولا الإستشهاد ولا الحج للأراضي المقدسة ولكن فقط ما عمله الله للإنسان. ويوضح لنا الكتاب المقدس فقط الباب الضيق لخلاص الله : "أدخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلي الهلاك وكثيرون الذين يدخلون منه. وما أكرب الباب وأضيق الطريق الذي يؤدي إلي الحياة وقليلون الذين يدخلونه" (متي 7:  13 -  14) والاختيار لك إما الجحيم أو الحياة الأبدية مع الله. فأيهما تختار ؟

الصفحة الرئيسية