تركزت رسالة إرميا على الأهمية العظمى لإطاعة كلمة الله. فأي شيء أقل من ذلك سيقود إلى الوثنية التي تجلب دينونة الله. وقد كان إرميا مكلفا بالذهاب إلى كل من أرسلك إليه تذهب، وتتكلم بكل ما آمرك به ... أهل الشريعة [أي الذين يتداولون الناموس] لم يعرفوني، والرعاة عصوا عليَّ، والأنبياء تنبأوا ببعل وذهبوا وراء ما لا ينفع (إرميا 7:1؛ 8:2).
وبعد ذلك صوّر مشكلتهم قائلا: لأن شعبي عمل شرين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبارا، آبارا مشققة لا تضبط ماء (إرميا 13:2). فالشرين كانا جسيمين في حق الله، الذي وحده يستطيع أن يسدد كل احتياجاتهم. لقد لجأوا إلى عمل أيديهم - مثل عبادة الآلهة الكاذبة والتحالف العسكري مع مصر - وهذه هي الآبار المشققة التي لا تضبط ماء .
في مناخ فلسطين الصحراوي، يعتبر الماء هو الضرورة الأولى لوجود الإنسان. وقد تناحر الرجال وماتوا من أجل الآبار. ولكن لا أحد يستبدل بحر الجليل بكل جماله وغزارته - وهو يرمز إلى الله "الماء الحي" - مقابل أفضل الآبار التي من صنع الإنسان. فمهما كانوا قد تعبوا في حفرها، ومهما كانت تبدو جذابة، فإنهم سيضطرون إلى الاعتماد على مورد محدود من الأمطار للإبقاء على حياتهم. فنحن نعتبر مثل هذه المساومة ضربا من الجنون.
ولكن الرب يقول أن بني إسرائيل ارتكبوا حماقة أكبر من هذه. فلقد كانوا الشعب الوحيد على الأرض الذي حصل على إعلان عن الله الواحد الحقيقي، وعندهم كلمته التي هي المصدر الوحيد لماء الحياة. ومع ذلك فلقد تحوّلوا إلى الأوثان.
وقال بعد ذلك: أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب، وكمطرقة تحطم الصخر؟ لذلك هأنذا على الأنبياء يقول الرب [أي الأنبياء الكذبة] الذين يسرقون كلمتي (إرميا 29:23-30). يسرقون كلمتي معناها أن يجعل الإنسان كلماته الشخصية تبدو أكثر أهمية. وهذه واحدة من أعظم الاهتمامات لدى البعض منا أيضا.
فإنه توجد اليوم كتب كثيرة تدّعي بتقديم الحلول لكل مشاكل الحياة؛ وللأسف فإنه بالنسبة للكثيرين أصبحت هذه الكتب بديلا عن الكتاب الوحيد الحقيقي الذي يؤدي إلى الحياة. إنها لحماقة أن نتحول نحو بدائل من تأليف البشر "من أجل الكسب الشخصي". إن كل الكتاب ... نافع للتعليم (2 تيموثاوس 16:3). فإذا أخذنا في الاعتبار الوقت المتاح لنا للقراءة، فيجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: "هل الكتب التي نقرأها تقودنا إلى قراءة وفهم الكتاب المقدس، أم أنها بديل لما يريد أن يقوله الله لنا؟" ويجب أيضا أن نسأل أنفسنا: "هل هؤلاء المؤلفون أكثر مصداقية وأشد حرصا من الخالق على أن يقدموا لنا الحلول لمشاكل الحياة؟"
في وسط المقاومة استطاع إرميا أن يقول بانتصار: وُجِدَ كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي، لأني دُعيت باسمك، يا رب إله الجنود (إرميا 16:15).
إعلان عن المسيح: بصفته ينبوع المياه الحية (إرميا 13:2). يسوع هو الينبوع الوحيد الذي يستطيع أن يروي النفس العطشانة (يوحنا 1:4-26).
أفكار من جهة الصلاة: اعترف للرب بخطاياك؛ فهو سريع الغفران (مزمور 5:32).